استقبلت بعض الصالات السينمائية المصرية فيلم «The Iron Lady»
أو «المرأة الحديدية» الذى أعتبرُه من أهم وأفضل الأفلام الأجنبية التى
عُرضت فى موسم 2012، بعد أن سبقته شهرته باعتباره الفيلم الذى حصدت بطلته
«ميريل ستريب» عن جدارة واستحقاق جائزة أفضل ممثلة فى ثلاث مسابقات كبرى هى
الأوسكار والجولدن جلوب والبافتا.
الفيلم الذى كتبته «آبى مورجان» وأخرجته «فليدا ليويد» لا يُقدمّ فقط معالم
فى حياة «مارجريت تاتشر» المرأة الوحيدة التى أصبحت رئيسة وزراء بريطانيا،
وصاحبة البصمة الواضحة فى الحكم طوال أحد عشر عاماً ونصف العام، ولكنه
يختار معالجة انتقالّية إن صح التعبير حيث تبدو «تاتشر» كشخصية تراجيدية
ارتكبت خطأ واضحا رغم قوتها ونُبل مقصدها، وكان الخطأ يتمثل فى أنها نظرت
إلى الحياة من زاوية أحادية فاعتبرتها مجموعة من الأفكار والمعادلات
الصارمة فيما هى أكثر تعقيداً من ذلك، وقد اختار السيناريو الذكى أن يكون
بناؤه على عكس رؤية تاتشر الأحادية بحيث يقدّم طوال الوقت الحياة من
زاويتين: الماضى والحاضر، السلطة والأسرة، الحقيقة والوهم، الأضواء
والعزلة، القوة والضعف، بل إن هناك مزجا رائعاً بين الأسى والسخرية.
يسير السرُ من الحاضر إلى الماضى، فى الحاضر عام 2008 سيدة عجوز شمطاء
تطاردها الهلاوس ولا يعرفها الناس هى «مارجريت تاتشر»، وفى الماضى تاريخ
حافل وطويل لابنة بقّال مكافحة فى مدينة «جرانثام» حصلت على منحة من
«اكسفورد» وتأثرت بآراء والدها الذى كان يتحدث طوال الوقت على المبادرة
الفردية ورفضت الانسياق وراء الجموع، تعود طوال الوقت إلى الماضى من الحاضر
لنرى «ماجى» وقد أصبحت عضوة فى البرلمان ثم نشاهد ارتباطها برجل الأعمال
«دينيس تاتشر» الذى ساندها حتى رشحت نفسها لرئاسة حزب المحافظين ثم اختيرت
كوزيرة للتعليم فى حكومة «إدوارد هيث»، ثم رشحت نفسها لتصبح رئيسة لوزراء
بريطانيا حاملة لقب المرأة الحديدية بسبب اصرارها على مواقفها الاقتصادية
التى زادت الفقراء فقراً، وبسبب صرامتها فى مواجهة عمليات الجيش الايرلندى،
وبسبب اصراها على فصل العمال واغلاق المناجم التى لا تحقق عائداً، وبسبب
آلاف العاطلين الذين عانوا نتيجة هذه السياسة، وبسبب حربها الشرسة ضد
الأرجنتين لاستعادة جزء من فولكلاند، ويقدم السيناريو فـــى مقابـــل هذه
الشراسة تذمراً من الزوج «دينيس»، وتأففاً من طفليها التوأم «كارول»
و«مارك»، ثم انقلاباً عليها من حزب المحافظين نفسه مما دفعها للاستقالة
والابتعاد عن السياسة لتهاجمها أمراض الشيخوخة «فنراها وهى تحادث «دينيس»
الذى مات منذ سنوات بالسرطان، ونراها وهى مازالت تعتبر نفسها كرئيسة
للوزراء، وتظل فى المشهد الأخير وحيدة تغسل الصحون بعد أن أدركت ربما
الحياة أفكار ومشاعر معاً، وبعد أن أصبحت على الهامش بعد أن كانت تحت
الأضواء.
أقوى مافى الفيلم هذا السرد المزدوج الذى ينقلنا من قوة امرأة فى الماضى
إلى ضعفها فى الحاضر، والذى لا ينتقد شخصيتّه إلاّ بعد أن يقدمها بصورة
قوية للغاية بحيث تبدو المشكلة فيما يمكن أن يقارب من فكرة «الخطأ
التراجيدى»، ميريل ستريب أضافت الكثير إلى الشخصية ولم تعتمد فقط على براعة
الماكياج «الذى فاز أيضاً بأوسكار أفضل ماكياج» ولكنها نجحت فى التعبير عن
القوة والضعف والفشل والنجاح والايمان واهتزاز اليقين بعد المرض، وكلها
مشاعر معقدة للغاية نجحت الرائعة «ستريب» فى نقلها بامتياز، ربما لم يقلل
من قيمة التجربة إلا بعض الحركات الاخراجية المراهقة مثل الإسراف فى
استخدام الحركة البطيئة، ولكنك ستشاهد فيلما سيبقى فى ذاكرتك طويلاً لأنه
يتجاوز الشخصية إلى المعنى، ويتجاوز المنصب إلى تشريح كائن معقد اسمه
الإنسان.
أكتوبر المصرية في
01/04/2012
«حياة الرسول» يفجِّر أزمة بين السنة والشيعة
علماء الدين: تجسيد الأنبياء والصحابة محرم وإيران تتحدى
الأزهر
نسرين مصطفى
انتهى المخرج مجيد مجيدى من تصوير فيلم عن حياة نبى الاسلام عليه الصلاة
والسلام ولاول مرة سيتم تجسيد الرسول على شاشات السينما وسيتناول الفترة
المظلمة التى عاشها العرب قبل الاسلام، ومن المنتظر ان يزيد عرض الفيلم من
حدة الخلاف بين السنة والشيعة حيث يرفض اصحاب المذهب السنى فكرة تجسيد
الانبياء والصحابة متمثلا فى قرار الازهر الشريف ومجمع البحوث الاسلامية فى
حين يعتقد اصحاب المذهب الشيعى فى فكرة التجسيد.
وفى هذا الشأن قال د.محمد عباس المفكر الاسلامى انها قضية دينية حسمها
الازهر ومجمع البحوث الاسلامية فمنع تجسيد الانبياء وعدد من الصحابة.
وتجسيد الانبياء بشكل خاص يدخل فى نطاق المحرمات وهو تحريم له اسباب مقنعة
فلا يمكن لأى انسان تجسيد الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضوان الله
عليهم لان الرسول ممثل لارادة الله وهو معصوم من الخطأ. واضاف أنه مهما
بلغت براعة الممثل سيهبط كثيرا بقيمة من يمثله، فالممثل يمثل دور الرسول
اليوم ثم نراه فى دور اخر لا يليق بالرسول أو الصحابى الذى قام بدوره وقال
ان هذا الامر احد الاختلافات بين السنة والشيعة، واكد على ضرورة اصدار قرار
من مجلس الشعب أو الجهة التنفيذية المسئولة عن ذلك ومحاربة هذا الاتجاه من
قبل الشيعة لتجسيد الانبياء سواء فى البلاد السنية أو خارج الدول الاسلامية
حتى لا نعطى فرصة لغير المسلمين بأخذ ذلك الاتجاه الفن مما يتسبب فى
التطاول على الاسلام ونبى الاسلام فيما بعد، كما نادى عباس بالحرب بصورة
مثقفة وبطريقة علمية حتى لا يكون تأثيرها النفسى عكس ما نرجو فنروج للفكرة
اكثر مما نمنعها، اما عن ثأتير ذلك الاتجاه من قبل الشيعة على علاقتهم
بأصحاب المذهب السنى فقال اؤكد على العداوة القائمة بالفعل بين السنة
والشيعة فهى خلافات شديدة وعقائدية واضحة لكنها لاتخرجهم من عباءة الاسلام
بإجماع الفقهاء، واكد ان هناك من يريد اشعال الفتنة بين السنة والشيعة التى
ستنال كثيرا من العالم الاسلامى وهذا سيصب فى مصلحة امريكا واسرائيل اللتين
تقومان على اذكاء روح الفتنة ونحن نشجب ذلك ونرفضه بكل قوة وندعو الى ايقاف
اشتعال الخلاف بين المسلمين.
ومن جانبه قال الشيخ على ابوالحسن رئيس لجنة الفتوى الاسبق إنه من حيث
الاصول الفقهية يختلف الشيعة عن السنة فى زيادة حب آل البيت والتعصب لهم،
اما خلاف ذلك فكلا المذهبين تجمعهما عقيدة واحدة فهما متفقان على الاصول
الاولى للدين اما ما يقولة الشيعة الان فهم بعيدون كل البعد عن المذهب
الشيعى فالمذهب الشيعى حرف من مفكرين مخربين نسبوا للشيعة منهم من يطرحون
قضايا تجسيد الانبياء، واكد ابو الحسن ان خروج فيلم ايرانى بهذا الشكل
سيزيد الخلاف والانقسام بين اصحاب المذهبين .
ورفض د.عبد الحميد الاطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالازهر ان يعرض فيلم
يجسد فيه النبى الكريم عليه الصلاة والسلام لانه معصوم من اى خطأ فرباه
الله وجمله، وان ما تفعله ايران من تجسيد لصور الانبياء فهذا امر باطل
ولابد ان تتم مواجهته بقوة وحسم ويمنع عرضه نهائيا فى مصر واشار الى انه
عندما قامت ايران بعرض مسلسل يجسد نبى الله يوسف قامت جميع القنوات بنقله
وهذا خطا كبير فكان يجب على الاعلام المصرى الاتحاد مع مركز البحوث
الاسلامية للتصدى لمثل هذه الافكار، اما عن تجاهل ايران لقرار الازهر
الشريف بتحريم تجسيد الانبياء والصحابة فقال ان هذا يعد تحديا وجهلا من
جانب ايران واساءة واضحة الى النبى الكريم وإلى الدين الاسلامى الذى يمثله
رسولنا صلى الله عليه وسلم، وعن موقف الازهر فاكد ان الازهر ينحصر دوره عند
عرض الفيلم عليه لمشاهدته فيعطى رأيه الشرعى الا انه لا يملك منع عرضه.
وقال المؤلف محمد صفاء عامر ان السينما الامريكية سبق وان قدمت هذا النوع
من الافلام فجسدت المسيح عليه السلام فى اكثر من فيلم لكن رفض فكرة تجسيد
النبى محمد عليه الصلاة والسلام واكد صعوبة تنفيذه الفكرة اذا ما عرضت عليه
للتأليف. واشار الى ان بعض الموسوعات الاجنبية اوردت صوراً لسيدنا محمد
لكنها فكرة فى مجملها غير مستصاغة.
أكتوبر المصرية في
01/04/2012
الصحفى على الشاشة انتهازى.. مرتشٍ.. شــاذ.. وقـواد..
شيماء مكاوي
صورة الصحفــى على الشاشة سواء فى السينما أو فى التلفزيون دائما مشوهة..
ففى فيلم عمارة عقوبيان تم تقديم الصحفى على انه شاذ، وفى مسلسل «وكالة
عطية» قدم الصحفى المتسلق الانتهازى الذى يصل إلى منصبه بطرق غير مشروعة،
وفى فيلم «امرأة واحدة لا تكفى» تم تقديم شخصية الصحفى المتعدد العلاقات
النسائية، وأخيرا فيلم «على وحدة ونص» الذى أثار جدلا واسعا داخل النطاق
الصحفى، فلماذا تشوه الدراما صورة الصحفى على الشاشة ؟ هذا ما يجيب عنه هذا
التحقيق...
فى البداية يقول الناقد السينمائى نادر عدلى: للأسف الشديد على الرغم من ان
الصحافة هى روح الفن وبدون الصحافة لا يكون هناك دعاية فنية ودرامية الا ان
الفن لم يعط الصحافة حقها على الشاشة، فدائما ما نلاحظ وجود الصحفى بصورة
غير لائقة على الشاشة ودائما يتم تجسيد الصحفى أو الصحفية فى دور الشاب
الذى يبحث عن الخبر ويجرى وراء البطل ليتعرف على اخبار جديدة مثل شخصية
الصحفية فى فيلم «النوم فى العسل» التى قامت بها الفنانة شرين سيف النصر،
هذه هى الصورة المكررة دائما ولكن هناك صور ابشع بمراحل من ذلك. فعلى سبيل
المثال قام الفنان خالد صالح فى مسلسل «بعد الفراق» بتجسيد دور الصحفى
المتسلق الذى ينتهز كل الفرص ليحصل على منصب حتى انه يلغى مشاعره وعواطفة
من اجل المنصب والسلطة، وايضا تم تجسيد دور الصحفى فى فيلم «عمارة
يعقوبيان» فى دور الشاذ جنسيا والذى قام بالدور الفنان خالد الصاوي، ومن
هذا فنجد انه بالفعل تم تجسيد الصحفى على الشاشة بصورة سلبية جدا ولكن
دعينا نقُل ان ليس كل الصحفيين اشرافاً وليس كل الصحفيين اشراراً ولكن بين
هذا وذاك يجب ان ننوع فى المضمون الدرامى الذى يتناول الصحفي.
وتقول الفنانة ماجدة موريس: الصحفى على الشاشة غير مهدور حقه لأنه تم
تقديمه بصور متعددة فعلى سبيل المثال قامت الفنانة يسرا بتقديم شخصية
الصحفية المجتهدة التى تكشف قضية بيع الاطفال فى مسلسل «فى ايد امينة» وفى
نفس العمل قدم هشام سليم شخصية الصحفى الفاسد. ومن هنا نقول ان الدراما
قدمت هذا وذاك وانا لا ارى اى مبالغة فى ذلك. فالصحافة مثلها مثل اى مهنة
اخرى منها الصالح والطالح وهذا لا يعيب الصحافة فى شىء لأن جميعنا بشر
متنوعون، ولكن هناك شيئا آخر يجب إلقاء الضوء عليه وهو ان الدراما التى
تتناول مهنة الصحافة معظم مؤلفيها لا يعرفون اساسيات المهنة فهناك عيوب
جسيمة فى المعالجة الدرامية للصحافة فى الدراما، فمثلا نجد فى العديد من
المسلسلات قيام الصحفى بالتحقيق فى قضية ما دون اذن رئيس التحرير وهذا لا
يحدث فى مهنة الصحافة أو نشر خبر دون موافقة رئيس التحرير فهذا امر مبالغ
فيه ولم يحدث فلابد من فهم طبيعة المهنة جيدا لكى نعالجها دراميا بشكل
سليم.
ويتفق الدكتور محمود خليل، أستاذ الصحافة بكلية الاعلام، مع موريس قائلا:
نحن نعيش حالة من الاستسهال والغفلة الدرامية، وهذا هو العنوان الأصلح
لمناقشة تلك القضية. فمؤلفو الدراما المصرية يكتبون دون ان يقرأوا أو
يسألون فنجد ان الصحفى الموجود على الشاشة مختلف تماما عن الموجود فى
الواقع، وترتيب اساسيات المهنة مختلف تماما عما هو واقعى، فنجد على سبيل
المثال شخصية يسرا فى ايد امينة شخصية مبالغة ومخالفة تماما عما هو موجود
فى الواقع فلا توجد صحفية تحاول ان تغير الكون فيما حولها بالاضافة الى
الاسلوب غير اللائق التى تتحدث به الى رئيس تحريرها، فضلا عن انها تجرى
تحقيقا عن الاتجار بالاطفال دون علم رئيس التحرير فكيف يحدث هذا فى الواقع،
ايضا نجد الصحفى دائما يصورونه ذلك الفاسد المرتشى الذى يأخذ مالا مقابل
كلمته ولكن الصحفيين ليسوا جميعهم كذلك فمنهم من هم اشراف، ايضا تصوير
الصحفى فى فيلم «عمارة يعقوبيان» على انه شاذ جنسيا، وتصوير الصحفى على انه
قواد ويدير شبكة نسائية وغيرها من الصور السلبية التى تشوه مهنة الصحافة
بشكل كبير وتعطى انطباعاً سلبيا عليها، فلذلك نجد كثيرين ممن يريدون
الالتحاق بكلية الاعلام اولياء امورهم خائفون من دخولهم الوسط الاعلامى
وكأنه وسط مشبوه وهذا الامر فى غاية الخطورة، ولذلك فعلى المؤلفين ان
يراعوا ذلك اثناء كتابتهم المهنة الصحافة لانها المهنة الاكثر شرفا .
أكتوبر المصرية في
01/04/2012
حتى لا يستمر احتكار الوطن
محمد رفعت
قبل الثورة ..كنا نشعر ونحن نتابع التغطية الإعلامية لأى حدث مهم سواء كان
حدثا حزينا مثل عبارة الموت وتفجير كنيسة القديسين، أو حدثا سعيدا من
الأحداث القليلة المفرحة التى مرت علينا خلال السنوات الثلاثين الماضية ولم
تكد تخرج عن بعض الانتصارات فى كرة القدم وعلى رأسها بالطبع فوزنا المتوالى
بكأس الأمم الافريقية..كنا نشعر ونحن نتابع تغطيات تلك الأحداث بشىء يدفعنا
للتساؤل.. هل كنا نعيش بالفعل فى وطن حقيقى أم أنه قد تم احتكار الحياة فى
هذا الوطن لصالح فئة واحدة من الناس هم نجوم الإعلام والفضائيات.. ولماذا
يحشرون الفنانين بالتحديد «حتى الآن» فى كل شىء؟ وما الذى يجعلهم يستضيفون
فناناً كبيراً نحترمه كثيرا مثل محمد صبحى ليفتى فى السياسة ويحلل الأحداث
وكأنه خبير استراتيجي..وما الذى يجعلهم يصرون على تمثيل الفنانين فى لجنة
صياغة الدستور، ويتجاهلون قطاعات أخرى أهم واكثر دراية بمثل هذه الموضوعات
والقضايا المهمة.
والحقيقة أننا عشنا سنين طويلة فى ظل استعراض الرجل الواحد «وان مان شو»
الذى احتكر هو وعائلته وشلة المنتفعين بنظامه كل شىء حتى المشاعر..الفرح
والحزن والانتصار والانكسار، بعد أن تم تأميم العواطف هى الأخرى ولم تعد
ملكاً للشعب، بل ظلت مباحة ومستباحة فقط للباشوات الجدد من الفنانين ولاعبى
كرة القدم والمذيعين والمذيعات الأرضيين منهم وأرباب الفضائيات، و«كريمة»
الحزب الحاكم ،والمسئولين والمسئولات وأولاد المسئولين وأولاد المسئولات،
هم فقط الذين من حقهم أن يفرحوا ويحزنوا ويغضبوا ويضحكوا. وهم فقط الذين
يخرجون يومياً على الشاشات ليقوموا بكل الأدوار، فهم أهل البر والتقوى
والأعمال الخيرية، وهم الذين يقيمون أفراحهم وأفراح أبنائهم فى فنادق الخمس
نجوم ويغمسون ملابسهم الداخلية فى الشمبانيا، ويقضون الصيف فى هاواى
ومارينا، وهم أيضا الذين يحجون ويعتمرون ويمسكون بالسبح ويلبسون الطواقى
«الشبيكة «فى المناسبات الدينية .. هم أهل الدنيا والآخرة، وهم الذين يهدى
لهم المنتخب انتصاراته فى إفريقيا وهم الذين يقذفهم الجزائريون المتعصبون
بالحجارة فى السودان.. وهم الذين يحملهم الثوار على الأعناق فى ميدان
التحرير أو يلعنونهم ويضعون بعضهم فى قوائم سوداء.. هم أنفسهم لا يتغيرون..
متصدرون لكل المشاهد وظاهرون فى كل الصور، هم فقط أبطال هذا الفيلم الهابط
الذى كان لابد وأن ينتهى بالانفجار والثورة.
والخوف أن نعود تدريجيا لنفس التقسيمة الفاسدة المفسدة بين نخبة من النجوم
«الفالصو» والنمور الورقية الذين يحركون الأحداث ويخرجون لك من كل القنوات
وبين شعب المتفرجين والأغلبية الصامتة وحزب الكنبة الذى أفاق من غيبوبته
الأبدية لأيام ثم عاد إلى سباته العميق!.
أكتوبر المصرية في
01/04/2012
إنفصال أول فيلم إيراني يفوز بجائزة أوسكار
لا تحلم بعالم سعيد، فخلف كل قيصر يموت
قيصر جديد وأحلام بلا جدوى ودمعة سدى
إنتصار الغريب
يبدو فيلم إنفصال أكثر من مجرد دراما زوجين يبحثان عن الخلاص، لكنه تعبير
عن ظواهر إجتماعية متراكمة بأسلوب ساخر، لأن موضوع الفيلم أكثر تعقيدا، أو
مجرد عرض للأحداث طلاق مؤلم، خلافات لا تنتهي، بالتأكيد النجاح المفاجئ
والمتوقع أيضا لمخرجه المبدع أصغر فرهادي (أصفهان 1972 )مخرج سينمائي وكاتب
سيناريو، صانع الأفلام الإيراني سبق له أن توج عام 2009 في مهرجان برلين
السينمائي بفوزه بجائزة الدب الفضي كأفضل مخرج ليبرهن بأنه واحد من أهم
مخرجي العالم قاطبة، وواحدا من أهم رموز السينما المستقلة في إيران اليوم .
يبدأ الفيلم بنادر (بيمان مودي) وزوجته سيمين (ليلى هاتمي) وهي نسخة
إيرانية عن الممثلة الإيطالية إيزابيلا روسيليني صاحبة الوجه البرئ، تحاول
إقنا ع الحاكم بدواعي الطلاق يتطلعان للكاميرا كأنهما يقصدان المشاهد
العادي وقد سبق للزوجين الحصول على تأشيرة لإبنتهما البالغة إحدى عشرة عاما
من أجل الهجرة خارج البلاد، خصوصا الزوجة التي كانت تصر على مطلب الهجرة من
أجل مستقبل أفضل لإبنتها. لكن الزوج نادر لا يرضخ لمطالب الزوجة كونه منشغل
برعاية أبيه الكبير بالسن، عبر حوارات قصيرة مكتوبة بإتقان واضح، بحيث أرغم
المشاهد على متابعة الصراعات والمواجهات بين الزوجين، عبر خصوصية إجتماعية
ونفسية وأخلاقية وأسلوب لاذع. على سبيل المثال إحدى حوارات الزوجة تقول: هل
يدرك بأنك إبنه؟ بينما يقول لها الزوج: أعرف تماما بأنه أبي. لكن صلابة
وعناد الزوج، أيضا قبوله بالأمر الواقع، تجعله يتردد بقبول حق حضانة الطفلة
ترمين، بإنتظار قرار المحكمة تقرر الزوجة العودة لأمها. بينما نادر يبحث عن
مساعدة خارجية من أجل مواصلة رعاية أبيه. في عجالة من أمره يتعرف على راضية
(سارة) إمرأة حساسة وقانعة بنصيبها، تعرض خدماتها على الآخرين، لكن ما
يجهله نادر بـأنها خلف الشادر إمرأة حامل، لا تجرأ إخبار زوجها حصولها على
وظيفة خدمة في إحدى المنازل.
فيلم يعرض وصفا دقيقا لزواج مضطرب، يتفاقم بمرور الزمن حتى يتحول إلى مشكال
معقد، وليس أكثر من قصة حول علاقة بين بين إمرأة ورجل ورعاية كبار السن
والأطفال، لكنه يرصد إشكاليات إجتماعية، متجاوزا العلافات اليومية العادية
التي تتعرض لها اي أسرة، ليستكشف المسائل الأوسع نطاقا في المجتمع
الإيراني، بما في ذلك النظام الطبقي والعلاقة بين الرجل والمرأة، فضلا عن
التباين بين القيم الحديثة والتقليدية. على سبيل المثال الفروقات
الإجتماعية بين الأعراق، المسائل القانونية المستقاة من الشريعة، رب مؤثرات
لاذعة وسيناريو بارع ، كما يرصد لسلسلة من الظواهر، تحديدا مثلما هي أنصاف
الحقائق والأكاذيب الكاملة، بحيث تظهر الشخصيات الرئيسية في الفيلم وهي
تتشابك حول تفسها، تلك الأحداث المتسلسلة والإنعاطافات غير المتوقعة قدمت
باسلوب شيق بعيدا عن الملل والإسهاب، بحيث تعاطف المشاهد العادي مع بعض
الشخصيات الفيلم وشجب الأخرى. في قراءة سينمائية تستقرأ الواقع الراهن
بتحولاته وتشابكاته. وقد رفضت السلطات الإيرانية تنظيم مراسم احتفال بجائزة
الأوسكار التي فاز بها المخرج الإيراني عن فيلمه "إنفصال" في حين رحبت
وسائل إعلامية سابقا بالفوزوكان المحافظون الإيرانيون قد أعربوا عن عدم
رضاهم عن رصد الفيلم لمشاكل اجتماعية كعدم المساواة بين الجنسين ورغبة
العديد من الإيرانيين بالسفر خارج البلاد. كما حصد فيلم "إنفصال"، مجموعة
من كبرى الجوائز في مهرجان برلين السينمائي، أمس، من بينها الجائزة الكبرى،
وهي جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم سينمائي. ومنحت لجنة تحكيم المهرجان
برئاسة الإيطالية إيزابيلا روسيليني جائزة الدب الفضي، عن أفضل فيلم
موقع "أدب فن" في
02/04/2012
حذف الدعاية… هل ينقذ الأفلام المصرية؟
كتب: القاهرة – هيثم عسران
في ظاهرة ربما هي الأولى من نوعها أعرض صناع الأفلام التي تعرض راهناً
(«حظ سعيد» و{حلم عزيز» و{رد فعل» و{مصور قتيل») عن تنظيم حملات دعائية لها
لتوفير النفقات، هكذا غابت الملصقات في الشوارع الرئيسة في المدن
والمحافظات وإعلانات التلفزيون وغيرها… فهل تنجح هذه الطريقة في الحفاظ على
صناعة السينما؟
لم ترافق «حظ سعيد» لأحمد عيد ومي كساب الذي بدأ عرضه أخيراً ضجة
دعائية مع أنه الأعلى بين الأفلام الباقية في موازنة الدعاية التي بلغت
مليون جنيه، في حين تجاوزت المليونين في أفلام عيد السابقة، وقد خضعت هذه
المرة لظروف السوق فتم تخفيض الملصقات وإعلانات الشوارع، كذلك انخفضت
موازنة «حلم عزيز» لشريف منير وأحمد عز ومي كساب أيضاً، إلى نصف مليون جنيه.
أما «رد فعل» لمحمود عبد المغني ومجموعة من الوجوه الشابة و{مصور
قتيل» بطولة درة فاكتفى صناعهما بالأخبار المنشورة عنهما في الصحف
والمجلات، وزادت مشكلة الرقابة مع فيلم «مصور قتيل» من نشر الأخبار عنه،
فقد منع عرضه بسبب خوضه في الغيبيات ثم عدل الرقيب عن رأيه وأجيز له
رقابياً.
جزء ضروري
يؤكد المنتج محمد العدل أن الدعاية جزء لا يتجزأ من صناعة الفيلم ومن
ثم السينما، فالفيلم الجيد يجب أن تسبقه دعاية جيدة تعرّف الناس به، لكن في
ظل الظروف الاقتصادية الحالية خفّض صناع السينما موازنة الدعاية في محاولة
لصناعة أفلام من دون ضغوط مالية.
بدوره، يرى المنتج والمخرج هاني جرجس فوزي أن موازنة الدعاية جزء لا
يتجزأ من موازنة صناعة الفيلم، «هكذا تعلمنا صناعة السينما، لكن أحياناً
يصبح لزاماً على المنتجين أن «يتصرفوا»، فإذا كانت موازنة الفيلم ضعيفة
يمكننا الاقتصاد في بند الدعاية، إنما يجب ألا يصل الأمر إلى الصفر، بمعنى
أن التوفير الإضافي في الموازنة يحوّل الفيلم إلى عمل فني مجهول، فتنخفض
نسبة مشاهدته وينقلب الأمر إلى الضد».
من جهته، يقول المنتج أحمد السبكي إن العمل الجيد لا يحتاج إلى دعاية،
بل يفرض نفسه على المشاهد وعلى صناع السينما، مضيفاً أن «الخلطة السبكية
التي تشتهر بها أفلامنا لا تحتاج إلى دعاية، فهي تقوم بالدعاية لنفسها من
دون تدخّل من أحد، ما يعني أن الدعاية الحقيقية هي صناعة الفيلم بشكل جيد».
سلعة وإيرادات
يؤكد الفنان أحمد السقا، الذي ينتظر عرض فيلميه «بابا» و{المصلحة»، أن
العمل الجيد يفرض نفسه على المشاهد، لذا يرفض أن يتم التعامل مع الأفلام
بوصفها سلعة لا بد من أن تحقق إيرادات، مشيراً إلى أن التعامل مع الفن يجب
أن يكون مختلفاً «لأننا نقدم أعمالاً فنية لا تحتاج إلى دعاية بقدر ما
تحتاج إلى تنفيذ جيد».
من جهته، يرى الفنان أحمد عيد أن الشركة المنتجة لفيلمه «حظ سعيد» لم
تقصّر في بند الدعاية له، بل على العكس نظمت حملة دعائية جيدة ومناسبة
لشروط السوق وظروفه، «في النهاية لا يحتاج الفيلم الجيد إلى دعاية بقدر
حاجته إلى دعم من الجمهور نفسه».
الجريدة الكويتية في
02/04/2012
"أبي
فوق الشجرة" يواجه "المنع" بعد 43 عاما من عرضه
الرقابة المصرية تتجه لحذف القبلات والرقص من الأفلام
القديمة
بعد 43 عاماً من إنتاج وعرض فيلم "أبي فوق الشجرة" عشرات المرات، يبدو أن
مقص الرقيب الجديد في مصر سيستهدفه ويمنعه كلية نظرا لكثافة عدد ما يتضمنه
من قبلات بين بطل الفيلم الراحل عبدالحليم حافظ والممثلتين نادية لطفي
وميرفت أمين.
وتقول جريدة "الأنباء" الكويتية في تقرير لها إن تداعيات سيطرة الأحزاب
الدينية على الحياة السياسية في
مصر بعد ثورة 25 يناير بدأت بالفعل تظهر
جلية على الساحة الفنية.
وتوضح أن الرقابة "الأخلاقية" التي تفرضها الأجندة الجديدة لن تقتصر على
إنتاج اليوم والغد، بل ستكون بمفعول رجعي يمتد خمسين عاما إلى الوراء وربما
أكثر، فقد كشفت معلومات صحافية جديدة أن أجهزة الرقابة في التلفزيون المصري
بدأت بمراجعة جميع الأفلام القديمة التي كانت تعرض بشكل طبيعي تمهيدا لحذف
كل مشاهد القبلات والمشاهد الحميمية وفقرات الرقص الشرقي منها.
وأشارت مصادر من داخل التلفزيون المصري إلى أن المشرفين على جهاز الرقابة
في التلفزيون المصري بدأوا بالفعل بمشاهدة جميع الأفلام تمهيدا لحذف
المشاهد "المثيرة" منها، ومن بين الأفلام أعمال خالدة في تاريخ السينما
المصرية عرضت آلاف المرات من قبل.
وقالت المصادر إن معظم الأفلام تعود إلى الستينات والسبعينات من القرن
الماضي، والحذف سيشمل مثلا مشهد تقبيل فريد الأطرش للبنى عبدالعزيز في فيلم
"خطاب من امرأة مجهولة"، ومشاهد رقص أدتها أهم راقصات مصر مثل نجوى فؤاد،
وتحية كاريوكا، وسامية جمال، ومشاهد رشدي أباظة وشادية بفيلم "الزوجة رقم
13"، بالإضافة إلى مشاهد قبلات الشحرورة صباح وعبدالحليم حافظ، وعبدالحليم
حافظ ونادية لطفي في "الخطايا" كما أشارت المعلومات الصحافية.
وصعق الكثيرون – حسب الصحيفة – من أن الرقابة قد تمنع عرض فيلم "أبي فوق
الشجرة" للفنان عبدالحليم حافظ ونادية لطفي وميرفت أمين والذي يعد من أبرز
ما أنتجته السينما المصرية، وهو من إنتاج 1969، ونال شهرة كبيرة جدا حينها،
وعللت الرقابة السبب إلى عدد مشاهد القبلات الكثيرة ضمن الفيلم.
العربية نت في
02/04/2012 |