في طريقك إلي مكتب المخرج مجدي أحمد علي, رئيس المركز القومي للسينما,
تسيرفي عدة طرقات, وتمر بعشرات الغرف ومئات المكاتب والموظفين.
وتتساءل: كيف يمكن لمبدع ان يتعامل مع كل هذه الإدارات ويستوعب كل هذه
البيروقراطية.. وعندما تقضي معه ـ مثلي ـ اكثر من أربع ساعات في مكتبه,
وتشهد كمية المقابلات التي يجريها, والمناقشات التي يخوضها, والأوراق
التي يوقعها, تزداد حيرتك, وتعرف انه يضحي بالفعل من أجل أداء منصبه
الوظيفي علي أكمل وجه, ليس فقط بوقته وصحته ولكن ايضا بعمله الأصلي
كمخرج.. أما النتيجة ـ في رأيي ـ فمرضية حي الآن, وتستحق التضحية,
فقد انطلق المركز في مسيرة التطور, وبدأ يؤدي دوره في دعم السينما
المصرية والحفاظ علي تراثها.
·
ماذا تفعل وسط هذه الغابة من
الموظفين؟
** أجاهد لتسكين العمالة الزائدة التي أعاني منها, حيث أرسل لي الجهاز
الإداري مئات الموظفين, أنا المثقل بالعمالة التي لا أجد لها عملا ولا
حتي مكانا تجلس فيه المركز فيه500 موظف, ورأيي الشخصي انه يمكن ان يعمل
بكفاءة بخمسين موظفا فقط أي أن لدي عشرة أضعاف العمالة التي احتاجها فعلا
وفي ظل هذه الظروف, هناك مشكلات بالجملة في ستوديو الاهرام, وستوديو
نحاس به شروخ ورشح مياه ومهدد بالانهيار, مما دفع موظفي المركز إلي
مغادرته.. وأحاول ـ بالتنسيق مع الدكتور خالد عبدالجليل, رئيس قطاع
الإنتاج الثقافي ـ استرداد بعض المواقع لترميمها والعمل علي تطويرها, في
ظل صراع مرير عليها مع شركة مصر للصوت والضوء والسينما شمل حتي بعض الغرف
التي احتاجها لكي تعمل فيها إدارة الإنتاج السينمائي ووحدة افلام
التحريك.
·
كيف تسير مشروعات التطوير؟
** هناك مشروع لتطوير ما يسمي بقاعة الوزير, التي كان وزير الثقافة
يشاهد فيها العروض الخاصة للأفلام, علما بأن مشروعا سابقا لتطويرها فشل
تماما لتتحول للأسف إلي مخزن للمهملات.. وقد تم تنظيفها تمهيدا لتنفيذ
المشروع الجديد الذي يشارك فيه مهندس الديكور فوزي العوامري, الموظف
بالمركز, والذي يستهدف تحويل القاعة إلي مركز عالمي للمهرجانات يضم قاعات
عرض للسينما والفيديو وصالة عرض مفتوحة ومركزا صحفيا حديثا وكافيتيريا وكل
ما يلزم المهرجانات الدولية.. واستخدام المركز المقرر إنشاؤه لن يكون
مقصورا علي أنشطة القومي للسينما وسيكون متاحا لمن يريد استئجاره لإقامة
مختلف المهرجانات وبالتالي تحقيق دخل مادي للمركز.استحدثت أيضا وحدة
جديدة للأفلام النيجاتيف غير المستخدمة من قبل المخرجين طوال تاريخ السينما
المصرية, يجري العاملون فيها جهودا كبيرة لحصر هذه الأفلام, خاصة ان ما
لم يستخدم منها أكثر مما استخدم بالفعل, ومنها كنوز تاريخية حقيقية تتعلق
بحضارتنا وتاريخنا.. ويجري عمل تصنيف وترميم لهذه النيجاتيفات لتصبح
جاهزة لتسويقها وبيعها لمن يريد من المهتمين.
وضمن خططنا إطلاق قناة فضائية تابعة لوزارة الثقافة, وللمركز القومي
للسينما تحديدا, لعرض إنتاجه وإبراز انشطته وجهود مبدعيه.. وكذلك العمل
علي تسويق افلام المركز التي قدمها عبر تاريخه كبار مخرجي السينما
المصرية, في محطات التليفزيون العالمية, مع ما يتطلبه ذلك من ترميمها
وترجمتها.
·
ماذا عن حلم كل سينمائي بوجود
سينماتيك مصري ـ علي غرار السينماتيك الفرنسي الشهير ـ يحفظ تاريخ السينما
المصرية ويكون مرجعا للباحثين والمهتمين؟
** المشروع قائم, والدكتور خالد عبدالجليل, الرئيس السابق للمركز,
سار فيه خطوات تم خلالها الاتفاق مع الجانب الفرنسي علي بروتوكول
التنفيذ, وتم اختيار قصر الأمير طوسون لإقامة السينماتيك, وزاره
الجانبان بالفعل لتفقده وورفع مقاساته.. وسيتولي عبدالجليل استكمال
المشروع, وسيشارك فيه من المركز خبراء ترميم الوثائق والأفلام.. هناك
ايضا رغبة في عمل متحف للسينما المصرية, وأحب ان أوضح ان هناك فرقا بين
المتحف والسينماتيك, وأن هناك حاجة لهما معا, سواء في موقع واحد أو في
موقعين منفصلين, بشرط الالتزام بالقواعد العلمية المعروفة لحفظ
الأفلام, مثل الابتعاد عن الرطوبة وتوفير درجة حرارة معينة ويمكن عمل
أكثر من سينماتيك في أكثر من مكان, ويمكن ايضا التنسيق مع هيئة الآثار
لاختيار مواقع أثرية لإقامة مثل هذه المشروعات.
·
وهل الأفلام نفسها موجودة وفي
حالة جيدة لحفظها في السينماتيك في حالة إقامته؟
** الأفلام بالطبع في حالة سيئة للغاية, هناك افلام مفقودة بالكامل
وأجزاء تائهة من أفلام أخري, وهناك بشكل عام فوضي عارمة فيما يخص حفظ
وأرشفة الأفلام لأنه لا يوجد حاليا أب للسينما.. لكن عندما يوجد مشروع
خاص بتوثق السينما المصرية ويعين مدير متفرع له, سيتولي عمليات البحث
والترميم وغيرها لأنه سيكون شغله الشاغل, وهذا المدير يجب ان يكون خبيرا
كبيرا متخصصا, علي أن يتقاضي راتبا عاليا مقابل تفرغه.. أما الآن فليس
هناك من يمكن سؤاله ومحاسبته.
·
أين نحتفظ بنيجاتيف الأفلام؟
** المركز يحتفظ بأشرطة النيجاتيف الخاصة بالأفلام التي أنتجها,
ونيجاتيف الأفلام الأخري من المفروض أنه موجود في ثلاجات شركة السينما..
·
هل يلزم القانون المنتجين بتسليم
نسخة من أفلامهم للدولة؟
** لايلزمهم سوي بتسليم نسخة بوزيتيف, وهي قصيرة العمر جدا بالمقارنة
مع النيجاتيف, علما بأن المنتجين عادة مايختارون أسوأ النسخ
لتسليمها..وأدعو مجلس الشعب الي إصدار قانون يلزم المنتجين بتسليم ما
يسمي بنسخة ديوب نيجاتيف والعقود التي سيبرمها المركز مع صناع الأفلام
الفائزة أخيرا بدعم الدولة المادي ستلزمهم بتسليم هذه النسخة..نحن إذن
لانضمن ـ حتي في حالة إنشاء السينماتيك ـ أن تتوفر النسخ الأصلية لجميع
الأفلام المصرية, فضلا عن أن المشروع سيستغرق وقتا طويلا جدا لإيجاد
وترميم وحفظ النسخ وسيكون مكلفا للغاية فنسخة الديوب نيجاتيف تتكلف70 ألف
جنيه في المتوسط, وهناك حوالي4 آلاف فيلم مصري, لذلك أقترح تنفيذ
المشروع علي مراحل قد تستغرق سنوات طويلة.
·
ماذا عن حركة الإنتاج في
المركز, وهل يمكن أن ينتج الأفلام الروائية الطويلة؟
** مازال إنتاج المركز مقصورا علي الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة
وأفلام التحريك, ولم يصل بعد الي الأفلام الروائية الطويلة نظرا
للميزانية المحدودة, لكن لا أستبعد حدوث ذلك في المستقبل, فلو قدر لي
الاستمرار في رئاسة المركز بعد الموعد المقرر لإحالتي الي المعاش خلال شهور
قليلة, فسيكون من بين طموحاتي إنتاج الأفلام الروائية الطويلة.
·
هل من حق أي سينمائي التقدم الي
المركز لإنتاج فيلمه التسجيلي أو القصير؟
** طبعا طالما كان مشروعه جيدا وجادا, وإن كانت الأولوية بالطبع لأبناء
المركز من المبدعين في حالة التساوي في معايير الجودة, التي تأتي في
المقام الأول بطبيعة الحال, لأن الميزانية لاتكفي لإنتاج كل الأفلام
المتقدمة.
·
كم تبلغ هذه الميزانية؟
** لا أريد أن أصدمك لكن ميزانية المركز كله12,5 مليون جنيه,منها نصف
مليون فقط للإنتاج,لأن لدينا كما ضخما من الموظفين والكوادر كما أوضحت من
قبل..
·
ماهي فرص استمرار مشروع دعم
الأفلام الذي أعلنت أخيرا عن أسماء الفائزين به؟
** كل الأمور في الدولة الآن علي كف عفريت, ولا أحد يضمن استمرار نفس
السياسة, وإن كنت سأسعي للحفاظ علي حقوق السينمائيين المكتسبة, وسأعمل
ليس فقط علي استمرار المشروع, ولكن أيضا علي زيادة ميزانيته.. فقد تحقق
الكثير, ولأول مرة تقرر دعم12 فيلما روائيا و15 روائيا قصيرا, وستة
أفلام تسجيلية, وثلاثة أفلام تحريك وأتمني أن تلتحم الدورة المقبلة من
مشروع الدعم بالدورة الحالية لتشكلا معا موجة جديدة من الأفلام المصرية
الجادة والمتميزة التي من شأنها إحداث التوازن في السوق السينمائية مع
الأفلام السائدة
·
ماهي بالضبط علاقة المركز
بمهرجانات السينما في مصر؟
** هذه فوضي عارمة أخري, ولإنهائها قرر مجلس إدارة المركز, عندما كنت
عضوا فيه, أن تدعم الدولة المهرجانات السينمائية ولا تقيمها, علي أن
تتولي هذه المهمة منظمات المجتمع المدني, وتطلب دعم الدولة ـ في حدود ـإن
كانت في حاجة له, مع احتفاظ المركز بمهرجانين فقط من المعروف أنه
يقيمهما: الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة, والقومي
للسينما المصرية الذي سيقتصر في دوراته المقبلة علي المسابقة فقطـ علي غرار
الأوسكار الأمريكي ـ مع إلغاء العروض لأن الأفلام تشارك فيه بعد عرضها
تجاريا,لكن من الضروري إقامته لأنه الشكل الوحيد لمكافأة المبدعين
السينمائيين من قبل الدولة, وهناك اتجاه لإقامة دورته الجديدة في أغسطس
المقبل.. ومن المهرجانات التي تقرر دعمها, الأقصر للسينما الأفريقية
الذي أقيم أخيرا, ومهرجان الأفلام الأوروبية الذي سيقام في الأقصر
أيضا, بالإضافة لمهرجان القاهرة بإدارته الجديدة..وأؤكد أن الدعم لن
يمنح لأي مهرجان إلا بعد دراسة مدي حاجته اليه وأوجه صرفه, وأن المركز
سيراقب جودة المهرجانات التي يدعمها للتأكد من التزامها بالشروط والمعايير
المطلوبة واستغلالها الدعم بالشكل الأمثل.
·
هل ترشحون الأفلام المصرية
للمشاركة في المهرجانات الدولية ؟
** المركز ـ منذ فترة طويلة ـ ليس له علاقة بذلك فالمهرجانات لم تعد ـ
تقريبا ـ تطلب من الجهات الرسمية المصرية ترشيح أفلام للمشاركة, بل تخاطب
صناع الأفلام التي ترغب في مشاركتها بشكل مباشر, كما تم الغاء مايسمي
باللجنة العليا للمهرجانات, التي كانت ميزانيتها كبيرة بلا مبرر, وأصبح
لأصحاب الأفلام حرية التقدم للمهرجانات العالمية, وينحصر دور المركز في
تقديم الدعم للأفلام التي يتم اختيارها, كأن يقدم لها خدمات الترجمة أو
الشجن للخارج..المركز يختار فقط الأفلام المشاركة في أسابيع الأفلام
المصرية بالخارج وفقا للمناسبة وللمتطلبات التي يحددها الملحقون الثقافيون
المصريون بناء علي معرفتهم بأمزجة وثقافات المجتمعات التي يتواجدون
فيها..كما أن هناك لجنة اختيار الفيلم المصري المشارك سنويا في مسابقة
أوسكار أفضل فيلم أجنبي, وإن كنت عرفت أخيرا أن من حق اي فيلم التقدم
للمسابقة من دون لجان.
الأهرام المسائي في
27/03/2012
العيون بدلا من صمت الكلام
يقدمها: سعيد عبد الغني
العيون فعلا لاتكذب.. والعيون هي واحدة من أهم وسائل التعبير..
خصوصا.. اذا كان الفيلم كله فيلما صامتا.. أو المشاهد في الأفلام
الناطقة.. تتطلب الصمت.. والتعبير بالعيون التي لاتكذب.. وفي مهرجان
الأوسكار الماضي.. حصل الفيلم الصامت الفنان وأبيض واسود علي5 جوائز
أوسكار.. أفضل فيلم وأفضل ممثل.. وموسيقي.. وملابس.. وأحسن فيلم
المهم أن هذا الفيلم يؤكد لنا أن العيون.. من أهم وسائل التعبير..
والمخرجون الذين يهتمون بهذه النظرية لهم دور كبير في تدريب النجوم علي هذه
العيون التي لاتكذب وطبعا لاننسي أفلام شارلي شابلن العديدة والتي تسببت في
شهرته حتي آخر عمره.. والذي استمر في أفلامه الصامتة. حتي عام1940
بفيلم الدكتاتور العظيم وكانت له الي جانب الصمت أدوات تعبيرية عديدة
استغلها في التعبير عن المواقف التي تواجهه في أفلامه ملابس لها شكل
معين.. الحذاء.. البرنيطة.. طريقة السير.. الي جانب تعبير العيون
الأساسية في هذه النوعية من الأفلام الصامتةومن المخرجين المصريين المهتمين
بتعبير العيون في مناطق الصمت في أحداث أفلامهم.. المخرج المصري العالمي
يوسف شاهين.. ولاأنسي موقفا لي معه في فيلم حدوته مصرية.. والذي تحكي
الحدوته مشوار حياته مع السينما وكان يقوم بدوره في الفيلم نور الشريف..
وأنا أقوم بدور الدكتور مجدي يعقوب أشهر دكاترة القلوب وفي مشهد بيني وبينه
نورالشريف استمر تصويره من الساعة8 صباحا.. حتي الساعة4 بعد العصر.
وفي آخر لقطة في المشهد وبعد تصفيق كل من في البلاتوه لي... صاح يوسف..
سوف نعيد هذه اللقطة الأخيرة.. ولما شاهدني مستغربا ومتسائلا عن
السبب... قال لي الجملة الدرس... اللقطة الأخيرة لم تكن أنت الدكتور
الذي سأسلمه قلبي لاجراء العملية الجراحية.. كشفتك عيونك وأنت تقوم بأداء
اللقطة.. العيون لاتكذب.. اعترتني حالة من الكسوف.. ولأنه كان يصور
المشهد.. لاحظ كذب عيوني.. قلت له.. فعلا فقد أرهقت من كثرة ساعات
العمل.. طلب مني أن أذهب وأنام في حجرتي بالاستوديو.. وعندما استيقظت
الثامنة مساء.. تم تصوير المشهد.. وبعد هو الذي صفق.. وقال هو ده
الدكتور مجدي.. فركش. وهناك كثير من النجوم والنجمات في مصر والعالم
يعرفون سر العيون التي لاتكذب..
وسر العيون التي تكذب حتي جمهور المشاهدين.. يكتشفون هذا
السر اذا كانت عيون الممثل صادقة.. أو كاذبة.
ومن أشهر العيون الصادقة والتي لايستطيع الممثل الذي يقف أمام صاحبها أن
ينظر اليها.. هي عيون النجم العبقري محمود المليجي.. والنجم العبقري
يوسف وهبي.. والنجمات فاتن حمامة.. وسعاد حسني سندريللا الشاشة
المصرية.. وعندي كتالوج لها به21 تعبيرا عن21 احساسا تعبر به بعيون
الصدق التي لديها... منها المنكسرة.. اليائسة.. المرعوبة.. الشامخة
الحزينة.. والمنكسرة.. والمتوعدة. والعاشقة..والمبتسمة.. وباقي
لسته التعبيرات الصادقة لعيون سندريللا التي لاتكذب والتي كانت تعيشها بصدق
تنوع أفلامها التي أحبتها الجماهير.. وسوف أنشرها في عدد خاص بها..
وتوجد نجمات كثيرات لهن صدق العيون.. التي تتكلم في مشاهد الصمت.. بدلا
من كلمات الحوار في سناريو الفيلم منهن ليلي مراد.. حنان ترك.. غادة
عادل.. وعدد كبير من نجمات هذا الجيل.. ممثلين وممثلات أمثال هاني
سلامة وغيره..
وهناك نجوم السينما العالمية المشهورون نصدق عيونهم.. آل باتشينو..
اليزابيث تايلور.. ميريل استريب لورانس أوليفبية.
وهناك نجوم مصريون حتي لاتنساهم عيونهم الصادقة تجعل المشاهد يبكي معها من
شدة صدقها.. وبعدها عن الكذب.. نذكر منها مشهدا واحدا.. لنجيب
الريحاني.. وهو يقف مع ليلي مراد.. ويوسف وهبي.. يستمع الي أغنية
موسيقارناالعالمي المطرب محمد عبدالوهاب.. التي تحمل اسم عاشق الروح
ويعبر بدموعه الحقيقية ومأساته في حبه مع ليلي مراد. والتي تحكي الأغنية
قصصتهما.. بمنتهي الحب.. والقسوة.. والتي اختتم بها يوسف وهبي بجملته
الرائعة الشهيرة.. وما الدنيا الا مسرح كبير!!.
وهناك آخرون يفهمون سر العيون بأسلوب خاطئ.. يؤدي الي سقوطهم الي دائرة
العيون الكاذبة.. وذلك لأنهم يبرقون دائما بعيون مفتوحة دائما بلا
داع.. وبلا استخدام سحر العيون الصادقة التي تحدث علاقة الحب..
والتقدير.. والمشاركة الفعلية مع النجم أو النجمة.. الذين لهم هذا
الصدق الساحر.. والذين لهم رسالة.. ودرس.. يؤدونها بابداع مستمر..
طوال مشوارهم السينمائي.. الذي يعيشون فيه. ويرحلون منه بعد أن يقدموا
صدق ابداعهم وأبدا لن تنساهم الجماهير..!!
مشاكل.. وقضايا.. وأزمات.. فجرها البركان الهادئ
العيون تشاهد هذه الأيام مجموعة كبيرة من المشاكل.. والقضايا..
والأزمات.. وكأنها بركان صامت.. وانفتح عطاؤه.. لينطلق منه العديد من
المشاكل الفنية وتسجل العناوين الخاصة بهذه المشاكل.. لرصدها أولا.
وسوف تناقش.. وتدخل الي أعماق هذه المشاكل.. والقضايا.. والأزمات..
في مساعداتها في الأعداد القادمة.
أولي المشاكل.. تخص أكاديمية علي أثر قرار رئيس الأكاديمية د. سامح
مهران وقف عميد معهد الموسيقي العربية د. عاطف أمين ومندوبه الصرف
بالمعهد.. وتحويلها للتحقيق.. وتقدم أساتذة وطلاب معهد الفنون
المسرحية. باقالة د. مهران.. ورفض د. عاطف قرار الايقاف وأصر علي
الاستمرار في منصبه.. علي الرغم من طلب وزير الثقافة منه أن يقدم
استقالته.. ورفض هذا الطلب.. وصرح وزير الثقافة.. د. شاكر
عبدالحميد... بانه ليس بينه وبين أحد أي مشاكل.. ولكنه يطبق القانون.
ومع المشاكل التي تتوالي.. ومنها ظهور نقابات وجمعيات فنية جديدة التي
تدعو الي سقوط احتكار العمل الفني... وأن هذه الجمعيات والنقابات الجديدة
تسود العالم الآن.. ولاحجر علي الابداع الفني.. واطلاق الحريات
للنقابات.. والمواثيق الدولية تتيح لأي شخص يمتهن مهنة معينة انشاء
وتأسيس نقابة لحماية أعضائها.. كما صرح د. نبيل رزق.. رئيس نقابة
الممثلين الجديدة..
ورفضت النقابات الفنية الثلاث- نقابة الممثلين.. والسينمائيين
والموسيقيين هذه النقابات.. واشتعل الصراع بين هذه النقابات الجديدة..
والنقابات الفنية المصرية.. وأن النقابات الفنية في مصر الموجودة الآن هي
الممثل الشرعي الوحيد للفنانين المصريين.
وتستمر المشاكل والقضايا.. لتظهر مشكلة الكواس التي يتزعمها ابراهيم
عمران.. الذي طلب مرارا من نقابة المهن التمثيلية أن ترعي الكومبارس..
دون جدوي.. ولم ييأس حتي خرجت جمعية الكومبارس في ابريل العام
الماضي... وقد وصل عدد الكومبارس إلي عشرة آلاف عضو في هذه الجمعية..
ويحاول ابراهيم ومعه أعضاء جمعية الكومبارس تحويلها الي نقابة.. وفقا
لقانون الحريات النقابية.
والقضايا.. والأزمات لها دورها.. جمعية مؤلفي الدراما تبدأ مشوارها
الرافض للحملة التي تواجه الفنانين وتقديمهم للقضاء عن بعض أعمالهم
الفنية.. وأن أعضاء الجمعية سيجتمعون مع المحامين الذين أقاموا قضايا ضد
بعض الممثلين ومنهم عادل امام.. وسوف تقوم جمعية مؤلفي الدراما برد
قانوني علي هذه القضايا.
وبعد أن أثيرت زيارة نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور لمرشد الاخوان.. وقدم
سبب الزيارة وهدأت الأمور ذهب الأسبوع قبل الماضي الي مجلس الشعب والتقي
بأعضاء لجنة الثقافة والاعلام.. وناقش مع أعضاء اللجنة عدة قضايا مهمة
تخص الفنانين في الفترة القادمة وأهمها الدعاوي القضائية التي يتم رفعها ضد
المبدعين واتهامهم بازدراء الأديان.. وقد قام المجلس بتقديم عدة توصيات
مهمة تم رفعها الي د.الكتاتني رئيس مجلس الشعب لاتخاذ الاجراءات
المناسبة.
طبعا ولم تقف المشاكل والقضايا.. والأزمات بالنسبة للفنانين في مصر
فقط.. بل ظهرت مشاكل قادمة من الدولة الصديقة تونس... ومن وزير ثقافتها
بعد تصريحه الغريب بعدم دخول تونس لكل من المطربة شيرين.. والمطرب تامر
حسني.. مما أحدث موقفه موجة كبيرة من الغضب ورد الفعل الرافض.. وألحقه
بقرار يريد أن يهدئ غضبة الفنانين المصريين وغيرهم.. ولكن للأسف لم يكن
قرارا صريحا... يلغي قراره الأول.. والمشكلة مازالت معلقة.
هذه نظرة سريعة للمشاكل.. والقضايا.. والأزمات التي فجرها البركان
الهادئ.. لتشاهدها عيون المشاهد.. ولتيتأملها كل عيون المشاهدين..
ونرجو أن تهدأ الأزمات والمشاكل.. وتقضي الحلول الواجبة علي هدير هذه
المشاكل.. والأزمات.. والقضايا
ياريت
الكرافتة.. التي حولت الممثل إلي مخرج
ذهبت الي شركة الانتاج.. وجلست مع مجموعة النجوم الذين سيشتركون معي في
بطولة المسلسل الذي سنقدمه معا علي شاشات التليفزيون..
وكان معي نجوم من عالم السينما.. الذين فتح التليفزيون لهم الأبواب
للمشاركة في مسلسلاته.. جلست مع الزملاء وأخبرني مدير الانتاج أن المخرج
لم يحضر بعد.. بدأنا نحن بقراءة المسلسل وتبادلنا الحوار عن بعض أجزاء
السيناريو.. ومنها مايجب أن يقوم المؤلف بتعديله.. وبكل حب واخلاص
للوصول إلي أعلي درجات الصدق فيأحداث المسلسل!! وكان المخرج قد تأخر عن
الحضور في الموعد المحدد لاجراء البروفة.. ولم أكن أعرف هذا المخرج..
ولم أقابله من قبل... لأنه كما أخبرني المنتج كان يدرس السينما في
الخارج!!
وحضر المنتج الي صالة البروفات.. وأخبرنا بوصول المخرج.. وطلب مني أن
أقابله.. وهو في انتظاري في المكتب الذي قابلني فيه من قبل.. وذهبت الي
المكتب.. ودخلت بعد أن طرقت علي الباب خبطات لأستأذن في الدخول وسمح لي
من الحجرة بالدخول. ووجدت شابا.. في ريعان شبابه.. يجلس علي مقعد
أمام المكتب.. وجلست أمامه... بعد مساء الخير ورده علي بمساء الخير..
هو أيضا.. شكله لم يكن غريبا علي.. ربما التقيت به في بعض أفلامي..
أو المسلسلات التي كنت أصورها..
وساد الصمت بيننا نحن الاثنين.. وكل منا ينظر للآخر.. لقطع لحظات
الانتظار والصمت.. واندفعت أنا لقطع هذا الصمت.. قلت له.. ياأخي أنا
تعبت مع المخرج ده.. لم يحضر البروفة.. وانتظرناه.. وأنا جالس
معك.. وأنت تنتظر.. وأنا أنتظره أيضا. ابتسم الشاب ابتسامة طيبة..
وقال لي.. أنا المخرج ياأستاذ فلان- اسمي طبعاوأنا آسف علي التأخير
المرور صعب.. فوجئت به وهو يتحدث معي بالأستاذية.. قلت له.. أنت
ممثل.. ومجرد مارأيتك قلت أنا أعرفك وتصورت أنك في انتظار المخرج للعمل
معنا ممثلا في المسلسل.. والأن تذكرت أنك قمت بتمثيل شخصية ضابط شرطة في
أحد مسلسلاتي أو أفلامي علي ماأذكر. قال: أجل.. ولن أنسي موقفا
لك.. انطبع في داخلي طوال مدة دراستي في الخارج للاخراج.. حتي وصلت
لأكون مخرجا في مصر.. وابتسمت ابتسامة لها معني الاستغراب قال المخرج
الشاب.. كنت أقف أمامك في أحداث مسلسل وكنت أقوم بدور ضابط شرطة.. حضر
للقبض عليك.. وبدأ تصوير المشهد.. وفجأة وجدتك تقول استوب وتوقف
التصوير. وخشيت أن أكون قد أخطأت في الحوار.. وسمعت دقات قلبي وهي تملأ
جنبات البلاتوه.. ونظرات الفنيين توقفوا باستغراب أيضا.. وصاح المخرج
من الذي أوقف التصوير.. ولكنك لم ترد عليه.. بعد أن قال.. أنت
ياأستاذ فلان لماذا أوقفت التصوير.. تحركت حضرتك بهدوء تجاهي.. وبدأت
تمسك الكرافتة التي ارتديها بيديك وبدأت تعدل ربطتها بحيث تصبح صحيحة وصحت
للمخرج عيب ياأستاذ أن ضابط الشرطة الذي سوف يقبض علي أن تكون الكرافتة
بتاعته التي يرتديها بهذا الشكل السيئ الذي كانت عليه.. وابتسمت وقلت
لي.. كده يبقي شكل الضابط يسمح أن يقبض علي!! وصحت للمخرج صور
ياأستاذ.. وأكملنا المشهد بمنتهي الابداع.. والقدرة الفنية.. من
يومها لم أنسك..
وعندما طلب مني بعد ماعدت الي مصر الحبيبة مخرح أن أقوم باخراج هذا المسلسل
اشترطت أني لن أخرج المسلسل الا اذا وافقت أنت علي أن تكون بطله. وأصبحت
أنا وهو.. واسمه فلان.ه. ا أعز الأصدقاء حتي الآن.. وقدمنا معا
أنجح المسلسلات وهكذا لقطة صغيرة في اصلاح الكرافتة الخاصة بضابط الشرطة
غيرت حياة هذا الممثل.. وكان رد فعله الصادق الطيب.. أن يصبح مخرجا
كبيرا.. وجمعت الصداقة بين نجم ممثل.. ونجم مخرج!!
لقطة:وداع
في هذا العام.. رحل نجوم ونجمات لهم تاريخ مازال يدق أجراس الفن
الرائعة.. سينمائية.. وغنائية..
وتقوم كل الجهات الفنية.. والجمعيات المحبة لهم.. والجرائد والمجلات
بإحياء ذكري رحيلهم.. ومن هؤلاء الذين رحلوا.. في موعد مع الرحيل..
وهو في نهاية أيام شهر مارس الحالي.. كان ثلاثتهم علي موعد الرحيل.. في
هذه الأيام العشرة الأخيرة من هذا الشهر.. موعد محدد باسم الشهر وفترة
الرحيل في أيامه.. وان اختلفت سنون الرحيل.. ثلاثتهم كان موعد رحيلهم
في أيام هذا المارس.. بدأت بيوم20 مارس... عام1997.. برحيل النجم
الكبير فتي السينما المصري من جيل النجوم الذهبية.. النجم شكري سرحان وفي
يوم22 من نفس مارس.. رحل عنا منذ7 سنوات فتي النيل الأسمر الذي غير
وجه الفتي الأول.. وغير وجه أفلام السينما المصرية.. النجم الراحل
بعدما انتهي من تصوير فيلم حليم وكأنه يذكرنا برحيل حليم في شهر رحيله..
النجم الأسطورة أحمد زكي.
وفي يوم30 مارس عام1977 رحل علي موعد مع الرحيل في مارس.. خلال
العشرة أيام الأخيرة من هذا المارس.
وداعا لثلاثة نجوم ذهبية.. رحلوا.. ومازلنا معهم نراهم..
ونسمعهم... ونعيش مع ذكراهم.. حتي موعد رحيلنا لقطة.. وداع..
واجبة..
مهرجان كان يعلن صراحة تبادل رد الجميل مع الأوسكار
مهرجان كان يعلن صراحة عن تبادل رد الجميل بينه وبين مهرجان أوسكار.. بعد
طول غياب.. فبعد اختيار النجمة الأمريكية الشهيرة مارلين مونرو لتكون
صورتها وهي تطفي شموع عيدالميلاد مهرجان كان رقم65 في فعالياته القادمة
في يوم16 مايو المقبل.
تكون صورة مارلين هي شعار المهرجان وبمناسبة مرور50 عاما علي ذكري
رحيلها.. أضاف مهرجان كان زيادة في رد الجميل.. بأن يكون فيلم مملكة
بزوغ القمر بطولة النجم الهوليودي بروس ويليس هو فيلم الأمريكي لافتتاح
مهرجان كان في دورته القادمة.. والفيلم طبعا اخراج ويس أندروسون وهو من
المخرجين الأمريكان الصاعدين.. وأن المهرجان هذا العام يعكس الاحتفاء
بالسينما الأمريكية.. كما صرح تيري فيرموا المفوض العام للمهرجان وجيل
جاكوب رئيس المهرجان بأن الفيلم استطاع أن يجعل رئيس لجنة التحكيم ناني
موريتي يختاره لافتتاح حفل مهرجان كان القادم.
والفيلم سيعرض في دور العرض الفرنسية طوال أيام المهرجان.. وسيعرض في
أمريكا قبل ختام مهرجان كان بيومين.
الأهرام المسائي في
27/03/2012 |