طلت علينا عبر تاريخ السينما المصرية مجموعة من النجمات اللاتي
أمتعننا بأدائهن لدور الأم، وحملن رسالة تنورية للمشاهد، وناقشن قضايا
المجتمع بكل جوانبه، وحققن نجاحا كبيرا، واهتم كتاب السيناريو بالأم،
فكتبوا لها أفلاما تتناول ما يدور في الواقع المصري والعربي، بخلاف ما يحدث
الآن. فدور الأم أصبح هامشيا لا جدوي له في السينما التي اعتمدت بشكل كبير
علي النجم الأوحد.
وضاع حق الأم في أفلام الشباب، وليتهم يتعلمون من أفلام الأبيض،
والأسود التي كرمت الأم وجعلتها بطلة علي الشاشة، وأصبح الإخلال بدورها
تشويهاً للعمل الفني.
فاشتهرت فنانات كثيرات بدور الأم، وتأتي في مقدمتهن أمينة رزق، فردوس
محمد، ثريا فخري، عزيزة حلمي، آمال زايد، دولت أبيض، علوية جميل، زينب
صدقي، زوزو نبيل، ماري منيب، عقيلة راتب، ناهد سمير، زوزو ماضي، تحية
كاريكا، ملك الجمل، كريمة مختار، إحسان القلعاوي، مديحة يسري، فاتن حمامة،
شادية، وروعي تنوع أدوارها باختلاف الظروف والبيئة التي تعيش بها، ويلاحظ
من خلال رؤيتنا للأعمال السينمائية أن نجد بعض النماذج المضيئة والبارزة
سواء من الممثلات أو الأعمال الفنية بصفة عامة، فلا خاف أنهن أجدن جميعا
وبلا استثناء، لكن بعضهن مثل أمينة رزق وفردوس محمد وماري منيب وثريا فخري
تظل لهن الريادة والتفرد، فالأولي والثاني أشهر أمهات السينما علي الإطلاق،
والثالثة أشهر حماة، عرفتها السينما، وتأتي الرابعة صاحبة أكبر رصيد لمن
جسد دور المربية (الدادة).
أشهر أمهات السينما
(1)
العملاقة أمينة رزق بشماختها وعراقتها وعطائها الثري والممتد، والتي أطلق
عليها راهبة السينما، فهي بحق أم أمهات السينمائيات التي عاشت في وجدان
المشاهد الذي لا ينسي لها دورها العظيم في فيلم دعاء الكروان التي تفوقت
علي نفسها في أداء الأم وعلي مدار حياتها احتفل بها السينمائيين في كل عام
من عيد الأم فهي الوحيدة التي استحقت لقب أم السينما المصرية، ورغم أدوارها
المتعددة الغارقة في الميلودراما، إلا أن نصيبها في الأعمال المتنوعة ظل
رقما قياسيا لم تتجاوزه الأخريات، حتي بات من الصعب إحصاء أدوارها لأن ذلك
يعني إحصاء لتاريخ السينما، ومن أعمالها «الدكتور، أولاد الذوات، الجنة تحت
أقدامها، السقا مات، قنديل أم هاشم، لك يوم يا ظالم، دعاء الكروان، الشموع
السوداء، أريد حلا، بداية ونهاية، الكيت كات، أرض الأحلام، أولاد الذوات،
التوت والنبوت، العار، المولد وقد برعت في أداء دور المرأة المطحونة
البائسة المغلوبة علي أمرها، لكن دائما كانت تنتصر لها الحياة بعد عناء
وقسوة.
(2)
فردوس محمد: تنوع أداؤها من اللهجة الصعيدية «ابن النيل» إلي اللهجة
الفلاحي «الأفوكاتو مديحة» الي العامية «هذا هو الحب» إلي السواحلية «صراع
في النيل» وتميز أداؤها بالحنية الشديدة والصرامة في ذات الوقت، واستطاعت
أن تجيد بتعبيرات وجهها وأدائها الحاني المتدفق كثيراً من الأدوار (الأخ
الكبير - حميدو - شباب امرأة) ولعل أشهرها فيلم «حكاية حب» أمام عبدالحليم
حافظ.
(3)
ماري منيب: تعتبر أشهر من قامت بدور «الحماة» التي كانت تفتعل
المشاكل، وقد أجادت في هذا الأدوار حتي كان تكتب خصيصا لها، ويأتي المشهد
التي عاينت فيه خطيبة ابنها «لبني عبدالعزيز» في فيلم «هذا هو الحب» بشد
شعرها واختبار أسنانها بتكسير البندق، وشم فمها، من أقوي المشاهد
السينمائية التي استطاعت أن تعبر عن سطوة وجبروت «الحماة»، ومن أفلامها
«حماتي ملاك، حماتي قنبلة ذرية، الحماوات الفاتنات، اعترافات زوج».
(4)
ثريا فخري: أشهر (دادة) في تاريخ السينما، ولها رصيد كبير من الأعمال
لـ«رد قلبي، الشموع السوداء، الشيطانة الصغيرة، نهر الحب) ولم تأخذ حقها،
فالكثير من المشاهدين يعجبون بها، ولكن لا يعرفون اسمها.
(5)
الخادمة والعانس وداد حمدي وزينات صدقي: الأولي أشهر خادمة عرفتها
السينما المصرية، والثانية أشهر عانس، تتمتعان بخفة دم ولباقة وحضور طاغ،
وقدرة فائقة علي الارتجال، وقد كانتا من القليلات اللائي يُكتب لهن الدور
خصيصا؛ تملكان قدرة عارمة علي جذب المشاهدين إليهما، وبفقدهما لم يستطع أحد
أن يملأ مكانهما وسيظل المكان شاغراً زمنا طويلا.
التنوع والتفرد
نتيجة لكثرة الممثلات اللائي أدين دور الأم، وتنوع الأدوار ووجود
شخصية لكل منهن جعل المنافسة بينهن معدومة، فعلي سبيل المثال قامت دولت
أبيض بدور الأم الارستقراطية من الناحية الشكلية أو الأدائية «امبراطورية
ميم - المراهقات»، زينب صدقي (ست البيت - آثار علي الرمال) علوية جميل أيضا
قامت بدور الأرستقراطية المتسلطة الحريصة علي الفوارق الاجتماعية (بين
إيديك - التلميذة - طريق الأمل) عقيلة راتب (السراب)، آمال زايد الأم قليلة
الحيلة (خان الخليلي - ثلاثية نجيب محفوظ - شيء من الخوف)، كريمة مختار
الأم الضعيفة قليلة الخبرة بالحياة (وبالوالدين إحسانا - الحفيد - نحن لا
نزرع الشوك - الليلة الموعودة) مديحة يسري الأم التي لم تنجب وتعيل أبناء
نظير مبلغ من المال (الصبر في الملاحات - لا تسألني من أنا) وفيلمها الشهير
(الخطايا)، زوزو نبيل زوجة الأب الصارمة (الخرساء - الست الناظرة) زوزو
شكيب الأم المستهترة (إحنا التلامذة) عزيزة حلمي الأم الضحية (دهب)، تحية
كاريوكا (أم العروسة) ناهد سمير (في بيتنا رجل) فاتن حمامة (الحرام -
امبراطورية ميم - يوم حلو ويوم مر - أرض الأحلام) هدي سلطان (عودة الابن
الضال) نعيمة الصغير الأم التي تدفع ابنتها للرذيلة (القاهرة 30)، شادية
(المرأة المجهولة).
الشريرة
وتظل نجمة إبراهيم في مصاف الفنانات اللائي قمن بأدوار الشر، وقد
ساعدت ملامح وجهها الصارمة علي تميزها في هذه الأدوار، (ريا وسكينة، جعلوني
مجرما، أربع بنات وضابط، الحرمان - الليالي الدافئة).
الأم والفقر
اهتمت السينما في الأربعينيات والخمسينيات بدور «الأم» وانعكاساته علي
الأسرة والمجتمع، ورصدت بعض الأعمال الصعاب التي واجهتها، من فقر وسحق،
وندرة لاحتياجات أولية كانت عزيزة المنال، وأيضا بعض مظاهر الترف والبذخ
والاستهتار والإهمال عند البعض الآخر، وقد تنبه السينمائيون لخطورة هذا
الدور وأهميته، وجاءت أعمالهم ترصد بدقة وعناية الآثار السلبية
والإيجابية، ولم يكن دور الأم سينمائيا مهمشا أو سطحيا أو معدوما كما يحدث
هذه الأيام، والذي تراجع كثيرا، وقد رأي المشاهد أيضا عدة نماذج أخري.
مثل الضعيفة المستسلمة والأشهر هنا «الست أمينة» في ثلاثية أديب نوبل
الراحل نجيب محفوظ والتي تحولت إلي ثلاثة أفلام أخرجها حسن الإمام، وجسدت
الدور خلالها الفنانة القديرة جمالات زايد «والدة معالي زايد».
المتسلطة
ومن ينسي المرأة المتسلطة مثل سناء جميل في بعض الأفلام والمسلسلات
والمرأة الشعبية مثل فردوس محمد أو العصرية مثل ليلي طاهر.
أما بالنسبة للأفلام فيأتي فيلم «الجنة تحت أقدامها» للمخرج حسن
الإمام المأخوذة عن رواية «بائعة الخبز» (أمينة رزق) من أقوي الأفلام التي
مثلت معاناة الأم، ثم «أم العروسة» (تحية كاريوكا) لعاطف سالم، و«لا تسألني
من أنا» (شادية) لأشرف فهمي، وفيلم «يوم حلو ويوم مر» (فاتن حمامة) لخيري
بشارة، وفيلم «الجراج» (نجلاء فتحي) - آخر أمهات السينما - لعلاء كريم،
وكثير من الأعمال لا يمكن حصرها، لكنها حملت عناوينها اسم الأم، مثل أم
السعد، أنا وأمي، غلطة أم، أم العروسة، تضحية أم، الأم، احترسي من الرجال
يا ماما، الآنسة ماما، سكرتير ماما، خطيب ماما، عودي يا أمي، أمهات في
المنفي.
الوفد المصرية في
21/03/2012
فريقه يعترف بأنه مقتبس ويراهن على جودة "النسخة"
"لحظة
ضعف" فيلم أمريكي بروح مصرية
القاهرة - شيماء محمد:
بعد غياب أكثر من عامين عن كاميرات السينما يعود الفنان مصطفى قمر بفيلم
“لحظة ضعف”، الذي يشاركه بطولته الفنانة ريهام عبدالغفور، قصة وسيناريو
وحوار أحمد البيه، وإخراج محمد حمدي .
مصطفى ابتعد عن السينما بعد فشل فيلمه الأخير “مفيش فايدة”، الذي لم يحقق
إيرادات، فضلاً عن الانتقادات العنيفة التي وجهت له وللفيلم . لذا قرر
تغيير جلده الفني والابتعاد عن الأدوار الرومانسية والكوميدية، والاتجاه
لأفلام الأكشن والمطاردات لأول مرة . التقيناه في مكان التصوير فتحدث مع
بعض من فريق العمل عن تفاصيل الفيلم في هذه الجولة . .
بداية تحدث مصطفى قمر عن دوره والفيلم قائلاً: أقدم لأول مرة تجربة مختلفة
عن نوعية الأدوار التي تعودها مني الجمهور، وأتوقع أن تجذب المشاهد من أول
لحظة، خاصة أنه فيلم تشويقي تدور أحداثه حول جريمة نصب يتعرض لها “أحمد”،
وهي الشخصية التي أجسدها، وهو شاب يعمل مديراً تنفيذياً في إحدى وكالات
الدعاية والإعلان، ويتعرض للنصب من خلال عصابة تتخصص في هذا النوع من
العمليات، فيقرر مواجهتها بنفسه وبنفس أسلوبهم، حيث يدخل في مواجهات
ومطاردات لتكون أحداث الفيلم سريعة جداً ومشوقة، ويؤكد مقولة “ما أخذ
بالقوة لا يسترد بغير القوة” للزعيم جمال عبدالناصر .
وعن تقديمه لأغان بالفيلم أوضح مصطفى أنه يقدم أغنيتين بالعمل موظفتين
درامياً، خاصة أنه أثبت خلال كل التجارب التي عمل بها أنه ممثل جيد، لذلك
لا مانع من أن يقدم أغاني بالفيلم، الأولى هي أغنية أطفال من كلمات رضا
زايد وألحان مصطفى قمر، بينما يترك الأغنية الثانية مفاجأة الفيلم، ولن
يدلي بمعلومات عنها سوى أنها كلمات بهجت قمر وألحانه هو .
من جهة أخرى أكد مصطفى أن أجواء التصوير أكثر من رائعة، رغم أنهم توقفوا
أكثر من مرة وتعطلوا بسبب الأحداث التي تمر بها البلاد، حيث كان من المقرر
أن يبدأ تصوير الفيلم يوم 27 يناير/ كانون الثاني 2011 وبسبب اندلاع أحداث
الثورة تأخر التصوير لمدة عام كامل بسبب الفوضى الأمنية .
وعن إمكانية وجود ربط بين أحداث العمل وما تمر به مصر من تغيرات، قال مصطفى
قمر إن الفيلم ليس به أي إشارة من قريب أو بعيد لما تمر به مصر، وقد كان
فريق العمل حريصاً على ذلك، خاصة أن الفيلم مقتبس من أحد الأفلام الأمريكية
الشهيرة، ولذلك كان همهم “تمصير” الأحداث، وهذا ما قاموا به بشكل جيد . أما
عن تكرار عمله مع المؤلف أحمد البيه فقال مصطفى: أحب العمل مع أحمد البيه
فنحن بيننا شيء مشترك وتجمعنا صداقة قوية، فضلاً عن أنني أثق فيه تماماً
ككاتب . وبالنسبة للمخرج محمد حمدي قال: أنا سعيد جداً بالتعامل معه لأول
مرة، خاصة بعد أن شاهدت له تجارب متميزة أخيراً .
ريهام عبدالغفور تحدثت عن دورها قائلة: الفيلم تجربة جديدة عليّ، حيث أقدم
لأول مرة دور فتاة سيئة السمعة تشارك العصابة في عمليات النصب التي تقوم
بها، وأضافت أنها كفنانة تحب التلون والتغيير والابتعاد عن القالب الذي
عادة ما يضعها المخرجون به، لذلك سعدت بمكالمة المخرج محمد حمدي لها، والذي
حدثها عن الدور لتوافق عليه حتى قبل أن تقرأ السيناريو، لأنها تثق فيه
كمخرج سبق لهما العمل سوياً في أعمال عدة، حيث كان حمدي وقتها مدير تصوير
قبل أن يتحول للإخراج، إضافة إلى أنه سبق لها العمل مع مصطفى قمر في فيلم
“حريم كريم”، والذي حقق نجاحاً جماهيرياً وكان الدور أيضاً مختلفاً عما
اعتادت عليه . وأضافت ريهام إنها تراهن على فيلم “لحظة ضعف”، وتتوقع أن
يحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، خاصة أن أغلب أبطال العمل لديهم الحرص على
النجاح وتقديم أدوار مختلفة عما اعتادوا تقديمه . وحول الأجور التي تم
تخفيضها بعد الثورة المصرية أكدت ريهام أنها بالفعل تعاونت مع الشركة
المنتجة، وقامت بتخفيض أجرها، نظراً للظروف الحالية التي تمر بها صناعة
السينما بمصر، وقالت إنها عملت في العديد من التجارب التي أعجبتها دون أن
تأخذ أجراً إيماناً منها بأهمية تقديم أعمال جيدة .
محمد لطفي تحدث عن دوره قائلاً: أقدم دور رئيس العصابة التي تحتال على
مصطفى قمر وتستولي على مبالغ مادية كبيرة منه، وكنت متخوفاً في البداية من
قبول الدور إلا أن مخرج العمل طمأنني وأجرينا عدداً كبيراً من البروفات
والجلسات، واختارنا مدخل الشخصية، خاصة أن شخصية النصاب صعبة ومركبة، لذلك
اخترت أن يكون نصاباً خفيف الدم يقع الجميع في فخه ويتصورنه شخصاً فاضلاً
ومحترماً، إلى أن ينهي عمليته ويستولي على الأموال . محمد أوضح أنه قام
بالظهور بشكل جديد حيث تطلبت الشخصية أن يراه المشاهد بشكل مختلف و”لوك
جديد” حرص عليه حتى تخرج الشخصية بشكل واقعي .
الوجه الجديد رشا نور الدين قالت: “أجسد في الفيلم دور زوجة مصطفى قمر وهي
سيدة تحب زوجها وعائلتها، وتحاول أن تساعده بشتى الطرق للخروج من أزمته” .
وعن كيفية ترشيحها للعمل أوضحت أنها ذهبت إلى “الكاستنج” الذي كان يقوم به
المخرج محمد حمدي والذي تحمس لها بشدة عندما علم أنها تدرس بالمعهد العالي
للفنون المسرحية، وأنها سبق لها العمل في أكثر من مسلسل تلفزيوني .
مخرج الفيلم محمد حمدي أوضح أن “لحظة ضعف” اسم مؤقت وأنه مع الكاتب أحمد
البيه يقومان بالبحث عن اسم أكثر تجارية .
وأكد حمدي أن الفيلم استغرق تصويره 5 أسابيع تم أغلبها في مواقع داخل
القاهرة، رغم أنه كان من المقرر أن يتم تصوير أسبوع من العمل في إحدى المدن
الساحلية إلا أن الظروف الأمنية منعت ذلك، خاصة أن الفيلم استغرق تصويره
عاماً كاملاً وأضاف: كنت حريصاً على أن يظهر كل ممثل بشخصية جديدة عليه
وأنا سعيد بقبول كل من ريهام عبدالغفور ومحمد لطفي لدوريهما خاصة ريهام،
حيث إن الدور كان معروضاً على الفنانة كندة علوش، والتي رفضته لخوفها من
عدم تقبل الجمهور المصري لها في مثل تلك النوعية من الأدوار .
وعن فترات التحضير قال حمدي: قمنا بالتحضير للفيلم لمدة تزيد على الشهرين
قبل بدء التصوير، أما توقيت العرض فمن المفترض أن يكون خلال موسم الصيف
المقبل، خاصة أنه انتهى من أغلب مونتاج العمل وأن شركة الإنتاج وفرت لنا كل
الظروف المناسبة، حيث وصلت ميزانية الفيلم إلى 7 ملايين جنيه .
وعن تحمسه للوجه الجديد رشا نور الدين أكد المخرج أن تلك الاستراتيجية هي
خطة أغلب العاملين بصناعة السينما المصرية في ظل عدم وجود جيل شاب، مما
وضعنا كسينمائيين في أزمة البحث عن ممثلين شباب، لذلك كان قرار أغلب
الموزعين أن يتم تطعيم كل عمل بوجه جديد حتى يظهر لدينا جيل من الممثلين
الشباب، وأنا “متعصب” لدارسي الفن ولا أحب الدخلاء على المهنة، لذلك قمت
بالتأكيد على طلب شباب المعهد العالي للفنون المسرحية .
أما عن كون الفيلم مقتبساً من أحد الأفلام الأمريكية فقال حمدي: نحن كفريق
عمل سنقوم بكتابة اسم الفيلم الأمريكي على تترات العمل ولا يعيبنا الاقتباس
أبداً، خاصة أن تاريخ السينما المصرية مليء بالأفلام المقتبسة ولكن العيب
ألا يتم تمصيره جيداً .
الخليج الإماراتية في
21/03/2012
فيلم يتناول قضية "غسل العار" المستمرة
"إنسان
شريف" سينما لبنانية واقعية
بيروت - هناء توبي:
باشرت صالات السينما في بيروت عرض الفيلم الروائي الطويل “إنسان شريف” الذي
تم تصويره بين لبنان والأردن، وفيه يتناول المخرج اللبناني جان كلود قدسي
قضية جرائم الشرف ومعاناة الكثيرين في بعض المجتمعات العربية ما يسمى غسل
العار بالدم، واسترداد الشرف بقتل المرأة التي تضيع حقوقها إنقاذاً لمصلحة
المجموعة .
جان كلود قدسي لفت إلى صعوبة الموضوع الذي تطرق إليه والشفافية المطلوبة
لمعالجته بصدق وموضوعية وقال: ارتبطت القصة بأحداث عالقة في ذاكرتي منذ كنت
في الثامنة من عمري، حيث أعيش في بيروت، وتحديداً في منطقة الأشرفية جريمة
شرف اقترفها أب بحق ابنته بأن أقدم على فصل رأسها عن جسدها . هزّني الحادث
في الصميم وظلّ هاجساً يطاردني سنوات طويلة، رغم أنه غير مرتبط بي، لكن
أسئلة كثيرة رحت أطرحها حول المجتمعات واختلافاتها وعُقدها وتحولاتها .
وأشاد قدسي بفريق الممثلين والفنيين والتقنيين الذين شاركوا في الفيلم الذي
تم تصويره قبل عامين وظلّ خارج العرض لأسباب لم يكشف عنها . وقال: الجميع
أبدع في مشاركته . أحببت خبرة مجدي مشموشي وعفوية شادي حداد ومرونة كارولين
حاتم وذكاء برناديت حديب، وقد أسعدني التعامل مع النجم العربي محمود سعيد
الذي لعب دور العم الكامل واعتبرت موافقته على التمثيل في فيلمي هدية كبيرة
منحني إياها .
أبدى بدوره محمود سعيد سعادته الكبيرة في الوقوف أمام كاميرا جان كلود
قدسي، وفي فيلم يتناول قضية خطرة تعانيها المجتمعات العربية وتستمر . وقال:
في “إنسان شريف” أنا رجل متجبّر متمسك بالتقاليد الموروثة ولا أعير بالاً
للتطورات الاجتماعية وما أنتجته من ثقافات حضارية توفر للمرأة الحرية
والعدالة والمساواة مع الرجل . أحببت هذا الدور لأنه لا يشبهني إطلاقاً،
ومع ذلك أديته بكثير من العفوية والصدق .
مجدي مشموشي بدور “المتمرد” أدى ببراعة شخصية رجل يعيش معاناة رافقته عشرين
سنة إلى أن التقى صدفة بشخصية أعادت له ذكرى أليمة . وأكد مشموشي أن
مشاركته في “إنسان شريف” تحمل رسالة اجتماعية بضرورة زمن التقاليد
المتوارثة والمفاهيم المتعارضة مع الحضارات الإنسانية، وقال: “المؤسف أن
المجتمعات العربية مازالت تعاني ما يطلقون عليه خطأ “جريمة شرف” وهي جريمة
ضد الإنسانية عموماً والمرأة خصوصاً، لقد آن الأوان للخروج من مفهوم “سي
السيد” إلى العدالة الإنسانية التي لا تفرق بين رجل وامرأة” .
شادي حداد صدمته القصة وتساءل كيف للإنسان العربي أن يتحمل نفسه وهو يغتال
نصفه الثاني تحت مسمى “جريمة شرف”؟ وأضاف: “لطالما أردت المشاركة في أفلام
كهذه تعالج قضايانا ومشكلاتنا، وقد أبدع قدسي في طرح القصة من خلال أحداث
وحوارات صادقة، لكنها حقيقية تفضح وجوهنا العربية المزيفة تحت الألوان
والأقنعة الكاذبة” .
كارولين حاتم أو “ليلى الضحية”، وهو أول دور بطولي تؤديه على الشاشة وهي
أصلاً اختصاصية في الرقص الكلاسيكي، أكدت أن قراءتها للدور في قصة اجتماعية
واقعية جذبها إليه . وأضافت: ما شدني أكثر اقتناعي بقدرات المخرج جان كلود
قدسي، تخوفت بداية من قدراتي على لعب شخصية معقدة، لكن تعليمات المخرج
الواضحة والعلاقات الطيبة مع أسرة العمل جعلتني أنتصر على المخاوف وأن أؤدي
الدور بكل متطلباته .
الخليج الإماراتية في
21/03/2012
مواقفهم
تزداد تبايناً مع استمرار الأزمة في سوريا
الفنانون بين المواجهة والظل
دمشق - علاء محمد:
مع مرور
نحو عام على اندلاع الأحداث في سوريا، لم يطرأ سوى تطورات طفيفة على مواقف
الفنانين السوريين الذين اعتبروا، منذ البداية، معارضين للنظام السوري،
وميالين، بشكل أو بآخر، للحراك الشعبي في البلاد . ويبدو أن الآراء متباينة
بشدة والاتهامات خطيرة بين المعارضين والموالين . “الخليج” رصدت آخر تطورات
مواقف مجموعة من الفنانين الذين وضعوا أنفسهم في خانة المعارضة، وأبرز
المواقف وردود الأفعال، ومن يعلن موقفه، ويواجه، ومن يقف في الظل في
التحقيق التالي . .
كان
لافتاً في الأسبوع الأخير من فبراير/شباط الماضي، أن يقطع النجم جمال
سليمان عمله في كل من مصر، حيث يصور مسلسلاً جديداً، وإيران حيث يصور
فيلماً سينمائياً، ليأتي إلى دمشق للمشاركة في مؤتمر صحفي دعا إليه الدكتور
محمد سلمان زعيم المبادرة السورية من أجل دولة مدنية، والذي كان وزير إعلام
في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، وهو والد زوجة جمال سليمان المؤسس في
المبادرة.
جمال
سليمان لم يجلس في المؤتمر الصحفي متفرجاً بل ألقى كلمة مقتضبة وأجاب عن
أسئلة الصحفيين، وكان أقوى موقف لفنان سوري مع قرب إنجاز أول عام للأزمة،
هو ما خرج به الفنان عندما طالب بحكومة إنقاذ وطني، وأكد أن الحلول التي
طرحها النظام غير كافية لإنهاء الأزمة .
موقف جمال
سليمان جاء من داخل دمشق، لذا اعتبر الأقوى بين المواقف الفنية المعارضة،
لكن موقفاً قوياً آخر سجّل من خارج سوريا، كان قبل شهر تقريباً، وبطله
المخرج الكبير هيثم حقي الذي يعتبر أحد المطورين في عمل الإخراج الدرامي
السوري والعربي عامة . حقي أعلن انضمامه مباشرة ومن دون تأخير إلى حركة
“فنانون من أجل الحرية” التي أعلن عن تشكيلها في تونس، ليعلن خروجه من
نقابة الفنانين السوريين بدمشق، والذي يعتبر أحد مؤسسيها في بدايات
السبعينات
.
كذلك سجّل
الشهر الأخير أيضاً، سجالاً حاداً عبر الإعلام بين النجمين سلاف فواخرجي
وباسم ياخور، تبادلا فيه الاتهامات . سلاف المؤيدة للرئيس بشار الأسد حتى
النهاية كما قالت ل”الخليج”، اتهمت باسم بأنه عمل على تحريف جملة قالتها
للأسد أثناء اجتماع الفنانين بالرئيس في مايو/أيار ،2011 وأن باسم استثمرها
لأهداف وغايات شخصية وربحية .
تقول سلاف
إنها قالت للأسد إنها تحلم بوجود إنتاج درامي من مال سوري خاص، مع تأكيدها
ضرورة الإنتاج العربي المشترك . ثم تتهم باسم بأنه حرّف ذلك، وقال في
الإعلام بأنها طالبت بوقف تدفق رؤوس الأموال الخليجية في الدراما السورية .
باسم دافع
عن نفسه من دون أن يقدم نفسه ميالاً لأحد طرفي الصراع السياسي في سوريا،
وأكد أن سلاف توقع نفسها بمشكلات بسبب تصريحاتها التي اعتبرها “غير مسؤولة”
.
تسرب من
نفس الاجتماع الذي جمع سابقاً الرئيس بالفنانين، فقرة جاءت على لسان فنان
كبير في سوريا هو سلوم حداد . تقول التسريبات التي أكدها خمسة فنانين ممن
كانوا حاضرين ل”الخليج”، إن سلوم خاطب الرئيس بعبارة فاجأته: “سيدي الرئيس
. . أنت تعرف أن ابن أمير قطر صديقنا ولا نستطيع أن نخسره” .
ويل
المؤيدين يصب على سلوم اليوم، وكذلك ويل المعارضين، ذلك أن مقصد الفنان
حداد، بحساب الطرفين، هو شخص ربحي، لا يمكن وصفه بأنه مؤيد لهذا الطرف أو
ذاك، بحسب تفسير المؤيد والمعارض معاً .
في مؤسسة
الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني في سوريا، وهي مؤسسة رسمية، تدور حرب خفية
وسرية بين مؤيدي النظام ومعارضيه، من دون أن يفشي أحد ما سراً واحداً، مما
يجري للإعلام، يكتفي من يتكلم بالحديث الشخصي والخاص ويطلب عدم النشر .
خلاصة ما
يجري بحسب فنانين، هو أن المؤسسة التي يديرها المخرج فراس دهني تعمل اليوم
على تشغيل الفنانين المعارضين للنظام أكثر من تعاملها مع المؤيدين . ضج
كثيرون ممن يؤيدون السلطة في سورية عندما كان أول مسلسل يتم إنتاجه هذا
العام، ومن مال المؤسسة هو مسلسل “المفتاح” . المفتاح كتبه السيناريست خالد
خليفة، الذي شن في نفس الفترة الذي بدئ بإنتاج مسلسله، هجوما عنيفا على
النظام أخرجه فيه من أي نطاق إنساني، وطالب بإسقاطه . يقول مؤيدون من
الفنانين والكتاب: كيف لمؤسسة رسمية أن تصنع مسلسلاً لكاتب طالب بإسقاط
النظام ومحاكمته وتتجاهل أعمالاً لمؤيدين باتوا عرضة للانتقام من أي نظام
آخر يحكم البلد في حال سقوط هذا النظام؟” .
المؤيدون
يتهمون مدير المؤسسة المخرج فراس دهني بأنه معارض “يخفي نفسه تحت عباءة
وجوب التعامل مع كل الأطراف” .
وفي
الأسبوع الثالث من فبراير/شباط أيضاً، أعادت الفنانة المعارضة مي اسكاف
وجهها واسمها إلى الأضواء من جديد بعد فترة طويلة من اختفاء صوتها، اسكاف
لم تخاطب النظام هذه المرة، بل تعدت ذلك إلى شن هجوم لاذع على أحد الأحزاب
اللبنانية كونها الحليف العربي الأوحد للنظام السوري، حسب قولها .
خرجت مي
بتصريحات طالبت فيها هذه الجهة، بإعادة أغراض ومواد معيشية وألبسة وأحذية
كانت قد تبرعت بها للاجئين اللبنانيين أثناء نزوحهم إلى سوريا في العام
،2006 أثناء الحرب بين حزب الله و”إسرائيل” . وقيل إن قيادة الحزب، أوعزت
لمسؤولين لديها بأن يعيدوا لمي ما قدمته للاجئين إن كانت مواد أو بقيمتها
المادية .
كلام مي
أغضب المؤيدين واعتبروه إهانة، كما أنه لم يرض معظم المعارضين الذين
اعتبروا ذلك منة لا يجوز سلوكها كونها تبرعت بما تبرعت به صيف 2006 لأن
الحزب كان يواجه “إسرائيل” .
وتكثر في
الأسابيع الأخيرة عمليات الوشاية بين فنانين بعضهم ببعض لدى المسؤولين في
النظام . فمنذ فترة، وكلما عاد فنان مؤيد من بلد عربي ويكون قد التقى فيه
بزميل معارض، يقوم المؤيد بتقديم ما يشبه التقرير الشفهي ضد الآخر بأنه
يجلس في ذلك البلد وينعت الرئيس بكلمات وعبارات لا يمكن السكوت عنها بحسب
الشاكي، وممن طالتهم هذه “الوشايات” الليث حجو الموجود في مصر، ثم فوجئ
صاحب الشكوى بأن مؤسسة الإنتاج وافقت على إنتاج عمل كلفت المخرج حجو
بإخراجه، فزادت التساؤلات لدى الفنانين المؤيدين حول المؤسسة واتجاهها .
فنانون
برزوا بأصواتهم المعارضة في بداية الأزمة اختفوا تماماً فيما بعد، ولابد من
المرور عليهم .
محمد آل
رشي اعتقل ليومين ثم أفرج عنه، ومن بعدها لم يقم بأي نشاط، ولم يصرح بأي
كلمة .
جلال
الطويل الذي اشتهر بانتقاده العلني للنظام على صفحته على ال”فيس بوك”، قيل
إنه اعتقل من النظام، لكن بعد أيام قليلة ظهر على شاشة التلفزيون الرسمي
يقول إن المسلحين اختطفوه والجيش حرره . ومن بعد ذلك، لم يخرج بأي تصريح .
فارس
الحلو ونوار بلبل اللذان تألقا في البداية بخروجهما في مظاهرات، اختفيا
تماماً عن المشهد ولم يعد يسمع لهما أي صوت علماً أنهما لم يعتقلا أبداً .
الأزمة
تقترب من إنجاز أول عام لها، والفنانون لم يستطيعوا فرض أنفسهم على الساحة،
ما يطرح أسئلة حول قوة وجود الفنان في الشارع السوري، ومدى صحة ما يقال
عنه، وهل أصبح خائفاً على مهنته بسبب مواقفه أم أننا نشهد انقساماً كبيراً
في الوسط الفني .
الخليج الإماراتية في
21/03/2012 |