كل يوم، تشهد الساحة الفنية المصرية تصريحاً مثيراً للجدل. منذ أيام، خرج
أحد المنتمين إلى الجماعة الإسلامية ليطالب باستبعاد الفنانات اللبنانيات
من المحروسة
إذا كانت مخاوف الوسط الفني في مصر لا تتوقف منذ صعود التيارات الدينية إلى
سدّة الحكم، يبدو أن الأمر سيكون أكثر صعوبة بالنسبة إلى الفنانات
اللبنانيات العاملات في القاهرة، وخصوصاً بعدما طالب أحد دعاة الفن الملتزم
باستبعادهن من المحروسة. خلال ندوة تناولت حرية الإبداع، استضافتها «ساقية
الصاوي» منذ أيام، خرجت تلك العبارة التي لم ينتبه إليها كثيرون باستثناء
صحيفة «التحرير».
المحاضر المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين فاضل سليمان قال إنه يحترم فنّ
أم كلثوم، في إشارة إلى أنّ الإسلاميين لا يحرّمون الفن بالمطلق، لكنه أردف
قائلاً: «لدينا الآن هيفا تافهة وهبلة». واستنكر وجود مغنيات مثل نيكول
سابا ومروى على الساحة المصرية، في إشارة إلى جرأة أعمالهن، علماً أنّها
المرة الأولى التي يدين فيها ممثل للجماعة، التي تسيطر حالياً على
البرلمان، أسماءً محددة من الوسط الفني، سواء كانت مصرية أو من جنسيات
أخرى، لكن التركيز على أسماء فنانات لبنانيات يشير إلى رفض تام لما تقدمه
معظم هؤلاء في السينما المصرية والغناء أيضاً. وهنا، يصبح السؤال: هل ستؤدي
الانتقادات الإخوانية حتى لو جاءت من متحدث واحد فقط إلى ضغوط على المنتجين
المصريين للحد من الاستعانة بالفنانات اللبنانيات، تجنباً لأي أزمات
يتوقعها الجميع؟ وخصوصاً بعدما بدأ طرد الفنانين من مواقع التصوير، كما حدث
مع فريق مسلسل «ذات» داخل جامعة «عين شمس»، أو كما حصل أخيراً عندما منع
فريق مسلسل «ستر وغطا» من دخول مسجد «السيدة نفيسة».
بالتأكيد، ستكون الفترة المقبلة بمثابة اختبار حقيقي للرد على هذا السؤال،
خصوصاً أنّ الطلب على الفنانات اللبنانيات لم يعد بالكثافة المعتادة في
الآونة الأخيرة. ولا يمكن ربط ذلك بالظروف الإنتاجية، لأن السوق يشهد
انتعاشاً كبيراً هذه الأيام. هكذا، لم يبدأ تصوير مسلسل هيفا وهبي المعلن
عنه منذ عامين، ولن يدخل السباق المقبل، ولم ترشح النجمة اللبنانية لأي عمل
سينمائي بعد «دكان شحاتة». أما نيكول سابا الأكثر انتشاراً في مصر، فأعلنت
نيتها تقديم برنامج تلفزيوني من دون أيّ كلام عن فيلم أو مسلسل. فيما
الوحيدة التي تقوم ببطولة عمل تلفزيوني حالياً هي رولا سعد، في مسلسل
«البحر والعطشانة»، لكن سعد لا تعد من النجمات اللبنانيات اللواتي يتمتعن
بشعبية في مصر. على أيّ حال، فمقياس الشعبية برمّته أصبح محل اختبار بعدما
زادت الضغوط على الوسط الفني المصري ليسير أصحابه في طريق وعر مليء
بالألغام.
الأخبار اللبنانية في
20/03/2012
خافت لتلقى مصير سعاد حسنى
هياتم: سأفضح نظام مُبارك فى مذكراتى
كتبت – رنا يسري:
أعلنت الفنانة هياتم شروعها في كتابة مذكرات حياتها بالاتفاق مع دار
نشر عربية وستصدرها نهاية العام الجاري مقابل مبلغ مالي كبير رفضت الإفصاح
عن قيمته.
وأوضحت هياتم بحسب ما نشره موقع "العربية" أنها ارتبطت بعلاقات مع
رموز شهيرة في نظام الرئيس المخلوع مبارك هو ما سيجعل لمزكراتها قيمة كبيرة
عقب نشرها.
واستكملت أن تلك العلاقات تمثلت في الزواج السري أحياناً والرغبة منهم
في علاقات غير شرعية أحياناً أكثر, مُؤكدة أنها كانت ترفض تلك العلاقات إلا
في شكل رسمي وشرعي.
واشارت هياتم الى أن مذكراتها لن تفضح رموزاً مصرية فقط بل ستشمل بعض
الأثرياء العرب الذين حاولوا التقرب إليها بكل الوسائل، لدرجة أن قدم لها
أحدهم قصراً في سويسرا ومجوهرات ثمينة وشيكاً على بياض، إلا أنها رفضت.
وطالبت هياتم مَن ارتبطوا بها ألا يغضبوا مما ستذكره في المذكرات،
فبعد الثورة المصرية انتهى عصر "القبضة الحديدية" التي كانت تُرهب الجميع
وتضع رقاب الرافضين لأوامر السلطة تحت مقصلة التشويه والفضائح؛ مؤكدة أنها
لن تذكر سوى الحق، ومن يعترض يُمكنه اللجوء إلى القضاء.
وبررت هياتم عدم نشر مذكراتها خلال العهد السابق بخشيتها على نفسها من
أن تلقى مصير الفنانة الراحلة "سعاد حسني" التي لقيت حتفها عندما بدأت
كتابة مذكرات حياتها ولايزال الفاعل مجهولاً حتى الآن.
الوفد المصرية في
20/03/2012
كليف كورتيس يتوق إلى أدوار كوميدية
كتب: أورلاندو، فلوريدا – روجر مور
لطالما اعتبر كليف كورتيس نفسه شخصاً مضحكاً وقد شارك في أعمال كوميدية عدة
في بلده الأم نيوزيلندا. لكن عندما شاهدت هوليوود هذا الممثل في العمل
الدرامي
Once Were Warriors،
وجد المشاهدون صعوبة في اعتباره مضحكاً.
يقول الممثل كليف كورتيس: «شاركتُ في بضعة أفلام حيث تعلمتُ أن أؤدي دور
الرجل الصارم والقوي. وقد علقت تلك الأدوار في أذهان الناس».
أدى كورتيس أدوار شخصيات عربية مثل الشيوخ (Three Kings،
،The
Majestic
،The Insider)
ورجال الشرطة (Fracture،
Live Free or Die Hard)،
وقد ساهم انتماؤه العرقي في منحه أدواراً كثيرة في الأفلام التي تتمحور حول
تجارة المخدرات
(Colombiana
،The
Insider).
لكنه يوضح: «تتعارض هذه الأدوار مع شخصيتي الحقيقية، لكنها منحتني أعمالاً
إضافية. يختارني صانعو السينما لأنهم يظنون أنني أستطيع منح ثقل معين وحضور
قوي إلى المشاهد التي أشارك فيها مع ممثلين مثل دينزل واشنطن أو إدي ميرفي
أو جوني ديب. يختارونني لأداء أدوار كثيرة تستلزم القوة لأنهم يحتاجون إلى
وجود قوة موازية تضفي بعض الواقعية على مشاهد الأبطال».
لكن لطالما رغب كورتيس (43 عاماً) في تمثيل أدوار مضحكة. إنه منتج مهم في
بلده ومسؤول بارز يعمل وراء الكواليس في الأعمال الكوميدية للمخرج تايكا
وايتيتي في نيوزيلندا (Eagle vs. Shark
والفيلم الكوميدي الجديد Boy).
فضلاً عن أنه شريك إدي ميرفي في الفيلم الكوميدي الجديد
A Thousand Words.
يؤدي ميرفي دور وكيل أدبي ينطق بالحقيقة حين يناسبه ذلك، لكنّه يعقد صفقة
مع وسيط روحي معاصر (كورتيس)، ما يؤدي إلى ظهور شجرة غريبة في فناء منزله
ثم تحلّ لعنة على حياته: في كل مرة يتفوه فيها بكلمة، تسقط ورقة من الشجرة.
عندما تتعرى الشجرة بالكامل، سيهلك الوكيل. لذا يضطر هذا الأخير إلى تجنب
التفوه بكلمات كثيرة أو التزام الصمت أحياناً.
د. سينجا
يتحدث كورتيس عن شخصية الدكتور سينجا التي يؤديها في الفيلم قائلاً: «لم
نشأ أن يكون هذا الشخص مشابهاً لبعض الوسطاء الروحيين الشرقيين التقليديين.
لم أشأ أن أؤدي شخصية مشابهة للخبير الهندي ديباك شوبرا مثلاً. الشخص الذي
أجسده يجب ألا يدرك أنه يتصرف بطريقة مضحكة. هل سبق وسمعتم بشخص يدعى
إيكهارد توللي؟ (وسيط روحي يظهر على التلفزيون ومؤلف كتاب «قوة الآن» Power of Now؟). يتحدث بأغرب لكنة على الإطلاق، كونها خليطاً بين اللهجات
الألمانية والكندية والأفريقية الجنوبية، وبنبرة هادئة ومريبة في آن لدرجة
أن المشاهدين سيفكرون بأن أحداً لا يجب أن يكون بهذا الهدوء. أردتُ أن أشبه
هذا الشخص تحديداً».
استمتع كورتيس بفكرة الفيلم وعلّق عليها قائلاً: «تبدو فكرة الاضطرار إلى
التزام الصمت واختيار الكلمات بعناية مثيرة للاهتمام فعلاً. يقوم الرهبان
في ثقافات عدة بهذا الأمر، فيتعهدون بالتزام الصمت ولا يتكلمون طوال أيام
أو أشهر أو عقود. إنها فكرة جميلة وشاعرية وتستحق أن يتمحور حولها عمل
كوميدي شامل. شخصياً، تفوهتُ بأمور كثيرة، ثم تمنيت لو لم أقلها مطلقاً.
لكن لا يمكن سحب الكلام بعد التفوه به!».
تكمن المفارقة في واقع أنّ فيلمَي
A Thousand Words
وBoy
يبدأ عرضهما في دور السينما الأميركية في اليوم نفسه. يعلّق كورتيس آمالاً
كبيرة على Boy
الذي يروي قصة مراهق نيوزيلندي تتغير حياته بسبب أغنية
Thriller
لمايكل جاكسون خلال الثمانينات في نيوزيلندا. بعد عمل كورتيس مع إحدى
الشخصيات الكوميدية الأسطورية في
A Thousand Words، هو يتمنى أخذ استراحة من أدوار رجال
الشرطة وتجّار المخدرات وغيرها من شخصيات تصب في الخانة نفسها.
بحسب رأيه، حصل تحول هائل في عالم السينما، فقد بدأت هوليوود تغير أفكارها
عن طبيعة الأدوار التي يمكن أن يؤديها الممثلون استناداً إلى شكلهم
الخارجي، ما يفتح مجالات جديدة أمام الممثلين المنتمين إلى فئة عرقية
مختلفة. اضطر كورتيس إلى رفض الأعمال التي تطلب منه أداء شخصيات نموذجية
ومألوفة أكثر من اللزوم: «كنتُ أعلم أن أداء هذه الأدوار سيطبع مسيرتي
ويضعني في خانة واحدة إلى الأبد». لذا تجنب دور الرجل الهندي التقليدي في
فيلم A Thousand Words، لكنه لا يمانع تجسيد نسخ أخرى من هذه الشخصية كونه يعتبرها مضحكة.
ختم كورتيس قائلاً: «ما تأثير الوسطاء الروحيين في بلد مثل الولايات
المتحدة؟ لا أهمية للأفكار التي يروّجون لها، فهم يجدون من يصغي إليهم في
جميع الأحوال. استعمال النزعة الروحانية كمنتج بحد ذاته فكرة مضحكة فعلاً!».
الجريدة الكويتية في
20/03/2012
جينيفر ويستفيلدت تعشق الأفلام المستقلّة
تشارك جينيفر ويستفيلدت في الأفلام الرومنسية الكوميدية «المدمّرة» على حدّ
تعبيرها. في Kissing Jessice Steinالذي
كتبته ويستفيلدت بالتعاون مع هيثر جويرجينسان وشاركت في إنتاجه منذ 10
أعوام، أدّت دور امرأة غريبة في ميولها. في
Ira & Abby
الصادر في عام 2006 الذي كتبته وشاركت في إنتاجه، تقرّر امرأة
تغيير مصيرها بالزواج من رجل بالكاد تعرفه. أما في
Friends with Kids
الصادر أخيراً، فيقرّر زوج من الأصدقاء يجمعهما حبّ أفلاطوني
تربية ولد معاً.
ذكرت الممثلة جينيفر ويستفيلدت: «أعتقد أن لدي عادة القيام بفيلم مستقلّ كل
خمسة أعوام». تشارك هذه الممثلة الكوميدية الجميلة والبارعة عادةً في
أفلامها كافة وحياتها المهنية حافلة بمشاركات تلفزيونية وسينمائية ومسرحية.
أضافت: «عندما أفكر في العوامل المشتركة الموجودة بين أفلامي الثلاثة، أجد
أنها كانت طريقتي في التعبير كممثلة عن مختلف مراحل حياتي ووسيلتي إلى سرد
وتوثيق بعض الظواهر والقضايا والمواضيع التي ألاحظها في المجتمع. أعتقد أن
في أفلامي نفحة تخريبية تسعى إلى كسر الصورة النمطية والقيام بالأمور على
نحو مغاير».
أوضحت ويستفيلدت أنها استوحت فكرة فيلم Friends with Kids
من أصدقائها التي لاحظت أنهم «يمرّون بمرحلة انتقالية في غاية القوة والعمق
من اللامسؤولية إلى الأبوة والأمومة بكل ما تشمله هاتان الكلمتان من أفراح
وصعوبات. في مشاهد الفيلم الأولى، يرى جايسون (أدام سكوت) وجولي
(ويستفيلدت)، وهما صديقان في الثلاثين من العمر يعيشان في مانهاتن،
أصدقاؤهما ليسلي وأليكس (مايا رودولف، كريس أو دويد) وبين وميسّي (جون هام
وكريستن ويغ) يتحولون من عشاق لامسؤولين إلى أهل متوترين ومنشغلين
بمسؤولياتهم العائلية. بناءً عليه، يقرّران القيام بالأمور على نحو مغاير،
إلا أنهما يكتشفان في قالب رومنسي كوميدي مجموعة أخرى من التعقيدات.
قالت ويستفيلدت (التي تربطها علاقة حب بالممثل هام منذ زمن بعيد لم تثمر عن
أطفال) إنها كتبت نصف قصة الفيلم بسرعة كبيرة منذ حوالى أربعة أعوام، ثم
وضعتها في درج مكتبها، تابعت: «عندما وصلت في الكتابة إلى النقطة التي ينجب
فيها جايسون وجولي الطفل ويتشاجران مع أصدقائهما، لم أعد أعرف كيف أكمل
تسلسل الأحداث. عندها انشغلت بأدوار تمثيلية أخرى، فتركت نص الفيلم». منذ
عامين، شعرت ويستفيلدت بالوحي فأخرجت نص الفيلم من الدرج وأنهته. قالت في
هذا المجال: «عندما عدت إلى الكتابة، استندت إلى فكرة الفيلم الأساسية. في
الواقع، يقرّر هذان الصديقان إنشاء عائلة بطريقة مميّزة ويحاولان تغيير
القواعد والقيام بالأمر على طريقتهما. شعرت بفضول كبير وأرادت معرفة الصدى
الذي سيلقاه هذا التصرّف عند الأصدقاء. كنت آمل باكتشاف الطرق المختلفة
التي يتعامل بها الأزواج مع هذا التحوّل. يُظهر الفيلم الطريقة التي تتطوّر
بها مفاهيم الحب والصداقة والعائلة مع تقدّم الإنسان في العمر».
مخرجة أيضاً
قدّم Friends With Kids
لويستفيلدت فرصة القيام بعمل جديد. بالإضافة إلى الكتابة والإنتاج
والتمثيل، أخرجت الفيلم بنفسها. كان من المتوقّع أن يقوم بهذه المهمة جايك
كاسدان
(Bad Teacher)، إلا أن جدول أعمال طاقم الممثلين الذي
تضمّن بالصدفة كثيراً من المشاركين في
Bridesmaids، لم يسمح لهم بالعمل على الفيلم سوى في وقت
محدّد: خريف وشتاء 2010، فيما كان كاسدان بعمل آخر.
قالت ويستفيلدت إن سحر الأفلام المستقلّة يكمن في «تلك اللحظة السحرية التي
يجتمع فيها الممثلون كلهم لاتمام الفيلم، والتي يقوم فيها المخرج بكل ما في
وسعه لإنجاز العمل». هكذا، تم الاستغناء عن خدمات كاسدان الذي كان ملتزماً
بإخراج فيلم آخر(علماً أنه بقي أحد منتجي Friends with Kids)
أي شارك في الفيلم بصفة أخرى. ولمّا عُرض على ويستفيلدت إخراج الفيلم،
ترددت قليلاً كونها لم تختبر تجربة الإخراج سابقاً، إلا أنها قبلت في نهاية
الأمر بتشجيع من جايك وجون وبعض المنتجين الآخرين.
اليوم، بعد انتهائها من العمل على Friends with Kids، تشعر ويستفيلدت بسعادة كبيرة لعودتها إلى التمثيل. شاركت هذه
الممثلة في السنوات الأخيرة في مسلسلات تلفزيونية مثل «24»
وNotes
from The Underbelly
وقالت إنها تأمل بأن تعرض مسرحية هذا الصيف في مسرح وسينما نيويورك.
تتحدّث ويستفيلدت عن الفيلم بمحبّة كبيرة وكأنه طفلها، وخلال عرضه الأوّل
في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في
خريف 2011، شاهدته بقلق كبير، تقول «كان جسمي يرتجف بالكامل، وكان رأسي
متكئأً على كتف جون. كنت أنتظر بقلق الحصول على أخبار من الشركات الراغبة
في شرائه». (بعد فترة وجيزة من تاريخ العرض الأول اشترت شركة
Roadside Attractions
الفيلم).
ختمت ويستفيلدت: «إنها لتجربة مرهقة للأعصاب لكل العاملين في الأفلام
المستقلّة. الأمر يشبه كثيراً إرسال ولدك إلى المدرسة والدعاء له كي يندمج
مع بقية الطلاب وينال اعجابهم».
الجريدة الكويتية في
20/03/2012
Salmon Fishing…
تناغم لافت بين ماكغريغور وبوفوي
عند سماع إيوان ماكغريغور وهو يؤدي دور خبير عصبي في صيد سمك السلمون في
الفيلم الكوميدي Salmon Fishing in the Yemen، قد يظن المشاهدون أنهم يسمعون صوت إيوان الحقيقي (يتحدث عادةً بلهجة
بريطانية أو أميركية متكلّفة أو لكنة مختلطة يستعملها في أفلامه عموماً).
عن هذا الموضوع، يقول ماكغريغور: «لكن لا! لم أكن أنا. لم أشأ استعمال
لكنتي الخاصة».
أخذ الممثل إيوان ماكغريغور بنصيحة كاتب سيناريو الفيلم سايمون بوفوي
الحائز جائزة أوسكار (عن فيلم Slumdog Millionaire)،
الذي اختصر فكرته بكلمة «مورنينغ سايد» (مدينة اسكتلندية).
يقول بوفوي ضاحكاً: «سكان هذه المدينة عصبيون ومتحفظون بطبيعتهم. إيوان ليس
من ذلك الجزء من اسكتلندا، لكن قد تكون شخصيته في الفيلم من تلك المنطقة
بكل سهولة».
يوضح ماكغريغور (40 عاماً): «منذ طفولتي، بدا لي وكأن ذلك الجزء من العاصمة
إدنبرة هو عالم متكلّف ومتصنّع. في الفيلم، تجسّد شخصية «فريد» أو «ألفريد»
فرداً يحاول أن يكون متكلفاً ورفيع المستوى. اتفقنا أنا وسايمون على أن
اللكنة الاسكتلندية هي الأنسب لشخصية فريد. فهو شخص جدي وغريب ورسمي أكثر
من اللزوم، فضلاً عن أنه مكبوت قليلاً. بحسب رأيي، تعبّر تلك اللكنة عن
مشاعر الكبت بامتياز».
يتناول فيلم Salmon Fishing
المقتبس من رواية بول تورداي خطة جنونية وضعها شيخ ثري (عمرو واكد) يريد
بناء سد لتوفير إمدادات المياه إلى منطقته في اليمن وإنشاء سلالم للأسماك
في داخله كي يتمكن من استيراد السلمون والترويج لهوايته الرياضية المفضلة
(صيد السمك بالذبابة البلاستيكية على الطريقة الاسكتلندية) في صحراء جنوب
شبه الجزيرة العربية.
تؤدي إيميلي بلانت دور مساعدة الشيخ وتكون مصممة على تحقيق حلمه. أما
ماكغريغور، فهو الدكتور ألفريد جونز، خبير حكومي في صيد الأسماك وهو يقول
في عشرات المناسبات عبارة «ما هذه السخافة!» بطرق متكلفة ومهينة مختلفة.
سُرّ بوفوي بالدور الذي أداه ماكغريغور وتفاجأ قليلاً: «الرجل المذكور في
الكتاب أكبر سناً بكثير لدرجة أني كنت واثقاً بأنهم سيختارون ممثلاً أكبر
سناً لأداء الدور. لكنّ طريقة أداء إيوان كانت فريدة من نوعها وصادقة
وتُبيّن أن الشخصية تعاني التوحّد لدرجةٍ معينة، ما جعله مقنعاً جداً. صحيح
أن هذا الخبير في صيد السلمون هو أصغر سناً من الشخصية الأصلية، لكنه يبدو
منعزلاً في عالمه الخاص لدرجة أن الجمهور سيصدّقه فوراً عندما يبدأ بإطلاق
الدعابات عن حالته. كنا نشعر بالقلق من المزاح بهذا الموضوع فنتساءل هل
الأمر مسموح؟ لكن عندما راح إيوان يطلق تلك الدعابات بنفسه، كان الموقف
رائعاً ومضحكاً فهو الذي يسخر من شخصيته».
إضافات شفهية
استمتع ماكغريغور بهذا العمل لأنه حظي بفرصة التحدث بلكنته الاسكتلندية:
«أحاول دوماً إيجاد أدوار تكون فيها اللكنة الاسكتلندية مناسبة لأنني
اسكتلندي. ونحن شعب فخور بلهجتنا». لكنه يستمتع أيضاً بالإضافات الشفهية
التي يستعملها بوفوي الذي اعتبر في نصّه أن «جنون» الشيخ هو «نتاج رجل يملك
أموالاً تفوق حسّه المنطقي». لا تشمل جميع السيناريوهات هذا النوع من
العبارات المبتكرة.
يضيف ماكغريغور: «سايمون هو كاتب عظيم وقد حوّل كتاباً جامداً إلى عمل حيوي
ومضحك. وكان ذكياً جداً حين قرر أن يستبدل السكرتير الصحافي لرئيس الوزراء
بامرأة، وكان الدور من نصيب كريستين سكوت توماس».
تؤدي توماس في الفيلم شخصية امرأة لا تكف عن الشتم وتكون في أقصى درجات
الغضب والاستياء، وقد اعتبرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» أن الفيلم «يرفع
المعنويات فعلاً ويمنح رؤية إيجابية عن الحياة وفكرة أفضل عن عالم الأفلام».
ماذا عن صيد السلمون تحديداً؟ في المرحلة التحضيرية، كان كاتب السيناريو قد
تدرب على طريقة الصيد هذه، علماً أنه كان قد تسلق الجبال في وادي يوتا حيث
علق آرون رالستون قبل كتابة فيلم 127 Hours
أيضاً.
تعليقاً على هذه النقطة، يقول بوفوي: «تتطلب هذه الرياضة أعلى مستويات
المهارة. هي تبثّ الراحة والهدوء في النفوس ولا تتطلب أي معدات: يكفي جلب
صنارة صيد ولا داعي لاستعمال بكرة، ثم يكفي إنزال ذبابة بلاستيكية صغيرة في
الماء بالطريقة الصحيحة، في المكان المناسب وفي الوقت المناسب. يمضي البعض
ساعات طويلة وهم يقومون بهذا النشاط وكأنه تمرين تأمل».
حتى ماكغريغور الاسكتلندي، ممثل معروف بشغفه بالدراجات النارية، اضطر إلى
تعلم هذه الرياضة الوطنية التي يشتهر بها بلده للمشاركة في الفيلم: «ثمة
أنهار جميلة جداً في اسكتلندا ومشاهد طبيعية خلابة ولدينا الكثير من
السلمون. أتفهم كيف يمكن أن يمضي الشخص أيامه وهو يمارس هذه الرياضة
القديمة، فيقف في المياه محاطاً بالجبال الاسكتلندية الشاهقة. لا يعني ذلك
أنني أصبحتُ مدمناً على تلك الهواية. ما زلتُ أفضّل الهدوء والاسترخاء
وتصفية الذهن عند ركوب الدراجة النارية. لكن أصبحت تلك الرياضة تستهويني
أيضاً».
يقول كاتب السيناريو إن هذا الممثل الذي تعلم هواية صيد السمك حديثاً كان
الأداة المثالية لتجسيد رؤيته عن الفيلم الذي يبدأ عرضه قريباً في بعض
المدن.
يوضح بوفوي: «أحب أن أكتب عن أشخاص يحاولون تحقيق المستحيل، أي الذين
يعلمون أنهم لن يحققوا هدفهم ويصرون على المحاولة على رغم ذلك لأنهم يؤمنون
بأحلامهم. كانت جميع الشخصيات في أفلامي (بدءاً من فيلم
The Full Monty)
تحاول تجاوز عتبة المستحيل، لكنها كانت تحصل في نهاية المطاف
على ميزة الإيمان. هذا ما يمنحه إيوان وعمرو وإيميلي لهذا الفيلم: الإيمان.
سيصدّق المشاهدون أن هؤلاء يؤمنون بقدرتهم على تحقيق أهدافهم. هذه هي موهبة
الممثل: أن يجعل المشاهدين يصدقون ما يؤمن به».
الجريدة الكويتية في
20/03/2012 |