لبنى عبد العزيز فنانة تركت بصمات عدة في تاريخ السينما المصرية،
وشاركت نجوم الزمن الجميل نجاحاتهم المختلفة، رغم أن عمرها الفني قصير لا
يتعدى 15 فيلماً، إلا أنها عملت في أفلام تعد من علامات السينما المصرية،
وما زال يراودها حلم العمل والعطاء، حيث شاركت أخيراً في فيلم “جدو حبيبي”
الذي يعرض حالياً في الصالات، وشاركها البطولة كل من بشرى ومحمود ياسين
وأحمد فهمي . حول عودتها للسينما من جديد وأعمالها كان لنا هذا الحوار .
·
لماذا استغرقت كل هذه السنوات
بعد العودة من أمريكا للعودة إلى التمثيل مرة أخرى؟
في الحقيقة لم أكن أريد العودة للتمثيل، لكن قرار العودة جاء
بالمصادفة، فأنا ممثلة وأحب التمثيل ولا أحب غيره كما أن أولادي كبروا
ومسؤولياتي انتهت، لكن لم ينته حبي للتمثيل الذي لا يوصف، لكن للأسف لم
تعرض علي أعمالاً جيدة تحافظ على تاريخي الصغير إلى أن عملت في مسلسل “عمار
ة يعقوبيان” وهذا ما جعلني أفكر جدياً في العودة للعمل بشكل كامل .
·
لماذا قررت العودة للسينما مرة
أخرى من خلال فيلم “جدو حبيبي”؟
بالنسبة للسينما لم أكن أفكر فيها في ظل الظروف القائمة، لكن المخرج
علي إدريس غيّر هذه الفكرة، فعندما جلسنا معاً جذبني أنه يحفظ جميع أدواري
السينمائية وأفلامي واتفق معي على عشقه لأحب الأفلام إلى قلبي، وهو فيلم
“أنا حرة” للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، حيث جسدت شخصية جديدة بالنسبة
لي، وبمجرد أن قام بعرض سيناريو فيلم “جدو حبيبي” وافقت على الفور .
·
ألم يكن من الصعب عليك العودة من
خلال الكوميديا، خاصة أنك لم يسبق لك العمل ككومديانة؟
الفيلم ينتمي لنوعية الأفلام الكوميدية الخفيفة، لكنني أختلف معك
بالنسبة لدوري لأنه لم يكن كوميدياً، فالفيلم يروي قصة جد “محمود ياسين”
وحفيدته “بشرى” التي عادت بعد غياب سنوات طوال بلندن لتعيش مع جدها في مصر،
واصطدما معاً في وجهات النظر، وفي محاولة منهما للتقرب عرضت عليه الحفيدة
أن تبحث له عما يفتقده، فكانت إجابته أن يبحث معها عن حبيبته القديمة، وهو
دوري بالفيلم، ومن هنا بدأت الأحداث تدور حول العائلتين، الجد وحفيدته
والحبيبة القديمة وابنها الشاب .
·
هل أنت من الفنانات اللاتي لم
يحاولن التجديد في نوعية أدوارهن؟
بالعكس أنا لم أضع موهبتي في قالب واحد، سواء كان رومانسياً أم
تراجيدياً أم كوميدياً، وأعتبر نفسي ممثلة أجيد التمثيل حسب أي شخصية تعرض
عليّ، حتى إنني كنت دائما أنادى بأسماء الشخصيات التي أقوم بتمثيلها رغم
أنه في أيامنا كان النجم يستطيع أن يجيد نوعية معينة من الأدوار فتأتي له
بالشهرة، فهذا الدور هو الذي صنع لهذا الممثل النجومية أو الشهرة، كفريد
شوقي عندما اشتهر بدور الفتوة وتم حصره في هذه الأدوار في البدايات، وكذلك
رشدي أباظة في دور الرجل الوسيم، وعلى غرار الفنانات كفاتن حمامة في دور
الفتاة المسكينة فقد اشتهرت من خلال هذه الأدوار، وكذلك هند رستم في أدوار
الإغراء، وسعاد حسني في دور البنت الشقية، لكنني كنت حريصة على الخروج من
كل شخصية بسرعة والدخول في شخصيات أخرى .
·
من اللافت أنه لم يستغل اسمك
تجارياً على أفيشات الفيلم؟
لا أعلم ما السر وراء ذلك، ويسأل في ذلك القائمون عليه، وإن كنت أعلم
جيداً أنني أقوم بدور صغير نسبياً لأن أدوار البطولة للشباب .
·
الفيلم يعد بطولة جماعية، ما
رأيك في هذه النوعية؟
بالفعل زادت هذه النوعية، وهي حشد أكبر عدد من النجوم خاصة في العشر
سنوات الأخيرة وهذا أيضاً نجده في السينما العالمية وأنا أحب تلك النوعية
من الأعمال فهي تثقل الفيلم وتجعله أكثر نجاحاً وتألقاً، وحتى في أفلامي
القديمة كان يشاركني بالأفلام نجوم كبار أمثال عمر الشريف وأحمد رمزي وعبد
الحليم حافظ وأحمد مظهر .
·
هل أنت راضية عن توقيت عرض العمل
تجارياً؟
كنت أتمنى أن يحقق الفيلم إيرادات أكبر ولكن الحالة الأمنية حالياً،
والحالة السينمائية جعلت العديد من الشباب والعائلات بعيدين عن السينما .
·
لكِ العديد من التصريحات
السياسية الأخيرة التي تميزت بالجرأة بعكس عدد من الفنانين الشباب؟
أولا آرائي السياسية تأتي من كوني مواطنة مصرية سعدت جداً بالثورة
التي قام بها الشباب وتحس بالإحساس نفسه الذي يحسه كل مصري، فللأسف النظام
لم يسقط فعلياً، كما أن تلك الحالة من الإضرابات المستمرة والمطالب الفئوية
توتر أغلب المصريين .
·
ما السر في قلة أعمالك الفنية
مقارنة بغيرك من الفنانات؟
كنت أقدم فيلمين في السنة فقط، وعلى سبيل المثال نجلاء فتحي كانت تقدم
نحو 15 فيلماً، لكنني كنت أفضل أن أقدم فيلمين فقط في السنة حتى أستطيع
تقديم الشخصية جيداً واللعب على محاورها، حتى تقربني من الجمهور، وكنت أسعى
لأن أكون مختلفة عن أي فنانة أخرى، وكانت لدي اهتمامات أخرى في الإذاعة
وكنت أعمل في المسرح الأجنبي بكثرة .
·
بمَ تفسرين تعلق المشاهدين
بالشخصيات التي قدمتها؟
هذا هو أكبر نجاح للممثل، فالجمهور عندما يخرج متذكراً اسم الشخصية
وليس اسم الفنان فهذا يعني أنه لم يكن يشاهد الفنان ولكنه كان يشاهد
الشخصية التي تقدم أمامه، وهذا ما تعلمته عندما درست المسرح أو التمثيل على
يد المتخصصين .
·
هل كان قرار ابتعادك عن الفن
صعباً عليك خاصة أنه جاء في قمة نجاحك؟
الشهرة لم تكن هدفي على الإطلاق، بالعكس كانت تقيدني ولم أسع للحصول
على أموال، لأنها كانت متوفرة لديّ، وما سهّل علي هذا القرار أنني وقعت
عقداً لا أستطيع أن أخرج منه أو أتركه وهو البيت والعائلة والأولاد، ولم
يكن في استطاعتي أن أتركهم وأهتم بأي شيء آخر، إذ أحب أن أكون بجانب زوجي
وأولادي وأن أهتم بهم حتى لو كان ذلك على حساب فني، وهذا ما سهل علي اتخاذ
قرار البعد عن الأضواء ولم أندم عليه أبداً .
·
ألم ينصحك أحد بعدم اتخاذ هذا
القرار؟
الكثيرون من أصدقائي نصحوني بذلك، وأيضاً من خارج الوسط الفني سياسيون
وإعلاميون كبار لكنني أصررت على قراري .
·
كيف ترين مستقبل السينما من خلال
الظروف الجديدة في مصر؟
أنا قلقة بالفعل على مستقبل السينما المصرية فهناك تصريحات لبعض
التيارات الإسلامية تخيفنا وأنا أحب التفرقة بين الدين والحياة المدنية .
·
كيف نهدم الفن بجميع أنواعه سواء
التمثيل أو الفنون التشكيلية أو الأوبرا أو السينما، فهو مرآة المجتمع
المتحضر؟
أي وطن يخلو من الفن يكون شعبه من دون حضارة كما أننا من أول بلاد
العالم في صناعة السينما وتجاوز عمرها المائة عام، وهو مورد كبير لمصر،
واللافت أننا نجد مثلاً مدينة دبي وهي حديثة تتسابق مع الزمن لوضع السينما
في خريطتها رغم أنه ليس بها صناعة سينما طويلة لكنني متفائلة بأن الأوضاع
ستستقر وستظل السينما في مصر قائمة، فلا مانع خلال هذه الفترة أن نركز على
مشكلات المجتمع من خلال الشاشة الكبيرة، وكذلك التركيز على الفترات
التاريخية للبطولات الإسلامية حتى نظهر للعالم كله أن ديننا هو دين
تسامح .
·
هل تشاهدين الأفلام المصرية
الجديدة؟
أشاهدها بالتلفزيون فقط، فأنا لم أعد أحب الذهاب إلى دور العرض
السينمائية حتى عندما كنت أعيش بأمريكا، ولا أريد أن أحزن على السينما
المصرية فقد مرت بفترات هبوط عدة وإن كان هناك بصيص من الأمل في السنوات
الأخيرة لعودتها إلى ما كانت عليه .
·
من يعجبك من النجوم والنجمات
الجدد؟
عصر الإبداع انتهى في كل المجالات، بمعنى أنه في السينما يوجد فنانون
وفنانات أكفاء ولكنهم ليسوا نجوماً بالمعنى الصحيح، فأداؤهم متشابه لا توجد
الشخصية التي تجعلك تذهب خصيصاً لها .
·
وماذا عن المسرح؟
أنا عاشقة للمسرح، فمنذ طفولتي وأنا أشارك في المسرحيات المدرسية،
وبعدها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كذلك عملت في المسرح بأمريكا والبعض
يعتقد أن المسرح أصعب فنون التمثيل وأكثرها مشقة، لكنني أخالفهم في الرأي
لأن الممثل يقوم بتجسيد شخصية واحدة لها نفس الصفات وفي نفس المكان طوال
أيام العرض، في حين أن في السينما مشاهده متنوعة وأماكن التصوير متعددة.
الخليج الإماراتية في
07/03/2012
بين الأفلام الوثائقية والطويلة والفيديو كليب
ردينا حاطوم: السينما تمشي بخطوات بطيئة
دمشق - أحمد شلهوم:
بأفكار جديدة وجريئة وغير مسبوقة، دخلت المخرجة اللبنانية السورية
الأصل، ردينا حاطوم إلى عالم الاخراج الوثائقي وإخراج الفيديو كليب، حيث
عملت مساعدة مخرج في عدد من الأغاني المصورة، ومع نهاية عام 2011 قدمت
ردينا أول تجربة اخراجية لها في فيديو كليب سمير صفير “الناس أجناس” وحمل
توقيعها، تزامناً مع أول تجربة غنائية للملحن المذكور .
في رصيدها سبعة أفلام وثائقية من إخراجها، وأكثر من 12 فيديو كليب
كمساعدة مخرج، وتتحضر حالياً لتصوير فيلم وثائقي جديد بفكرة جريئة وجدلية
في آن، تتحدث عن “التقمص” الذي تؤمن به بعض الطوائف، وهي تحضره ليكون
فيلماً وثائقياً يعرض في صالات السينما، وترى أن السينما في لبنان وسورية
تمشي بخطوات تطور منتظمة لكن بطيئة . محاور وتفاصيل أخرى في هذا الحوار
الذي أجرته “الخليج” مع المخرجة ردينا حاطوم .
- في رصيدي سبعة أفلام وثائقية من إخراجي، أحدها
فيلم يتحدث عن بيروت نال المركز الأول على مستوى الجامعات اللبنانية، وفيلم
آخر يتحدث عن مدينة عالية عروس المصايف اللبنانية ويتحدث عن تاريخ هذه
المنطقة منذ أيام الفنيقيين والكلدانيين والآشوريين وصولاً إلى عالية
اليوم، وهو بعنوان “قطعة سما”، وفيلم عن الكاتب والأديب ميخائيل نعيمة وآخر
عن مدينة صور وفيلم طويل عن ميخائيل نعيمة أيضاً مع فريق أوكراني برئاسة
المخرجة “أولا”، وأعمال عن مبادرات خيرية وأخرى إنسانية .
·
أنت مسؤولة العلاقات العامة
بنقابة السينمائيين اللبنانية، وتحدثت عن عدم وجود صلة بين السينمائيين
والقائمين على صناعة السينما مع النقابة، كيف ذلك؟
- لم أتحدث عن عدم وجود صلة أو تعاون، إذ ليس فقط
كل من يقف وراء الكاميرا من مخرجين وغيرهم هم سينمائيون، بل هناك أيضاً من
يعملون في عالم الكليبات والدراما والوثائقي، والوضع في لبنان لا يقتصر على
النقابة كما هو الأمر في سورية، فنقابة السينمائيين في لبنان تعود إلى
وزارة الثقافة وبالتالي من يعمل في الحقول السابقة الذكر يتجه مباشرة إلى
الوزارة لتسيير أموره دون الرجوع إلى النقابة وكذلك الأمر فيما يخص وزارة
المالية، ودور النقابة مهم جداً في هذا الإطار لتسهيل هذه الإجراءات، وأنا
من مشجعي تفعيل دور النقابة وأصدرنا مجلة يعود ريعها إلى النقابة لكي
نحركها ونجعل الآخرين يلتفتون إلى دورها فهي تستطيع المساعدة في مجالات
عدة، وليست الوزارة وحدها هي التي تساعد، فالنقابة تسهل الإجراءات في
الوزارات والجهات المختصة لتسهيل عمل المخرجين ولكن كل يغني على ليلاه في
هذه المهنة من هذه الناحية .
·
كيف تنظرين إلى واقع السينما في
سورية ولبنان؟
- هناك تطور يمشي بخطوات منتظمة لكن ليست سريعة،
وهذان البلدان (سورية ولبنان) كانا من الأوائل في صناعة السينما في الشرق
الأوسط سابقاً من خلال ما كان يعرض وينتج في ذلك الوقت، هناك تطور ملحوظ
للسينما اللبنانية من خلال المخرجة نادين لبكي وسعيد الماروق ومخرجين آخرين
يحاولون تحريك جو السينما إنتاجياً وإخراجياً وممثلين يحاولون تطوير واقع
السينما في لبنان .
·
كيف تنظرين إلى مستوى الإخراج
الوثائقي العربي مقارنة مع الإخراج الغربي؟
- في الحقيقة أراه جيد جداً والإخراج الوثائقي
بالنسبة لي عمل مميز لأن موضوع هذه الأفلام ينتج من خلال أي موضوع يتطرق
له، وكل موضوع له رؤية ينجح، لذلك كانت بداية أعمالي في الإخراج الوثائقي .
·
متى يمكن أن نحضر فيلماً
وثائقياً في السينما؟
- هذا الأمر وارد بالنسبة لي لأنني أحضر حالياً
لفيلم مدته ساعة ونصف الساعة بعنوان “حليم” يتحدث عن فكرة التقمص، وهو مسجل
لدى الجهات المختصة في لبنان باسمي ومن كتابة الكاتب السوري شادي دويعر،
وسيتم تصويره بين لبنان وسوريا والصين وهو من فكرتي وإخراجي وسيعرض في
صالات السينما، لأنني عندما بدأت التفكير بهذا الفيلم كان قراراي أن يكون
للعرض في صالات السينما .
·
لماذا لا نرى الأفلام الوثائقية
العربية تحديداً في السينما؟
- لا أعرف، ولكن أعتقد أن لا أحد كان يفكر بهذا
الأمر، وأرى أن الجيل الجديد من المخرجين الذين تخرجوا من الأكاديميات
حديثاً أو سيتخرجون يفكرون بهذا الأمر بطرق مختلفة .
ننظر دائماً إلى فيلم أفاتار والأفلام والتقنيات المبهرة في السينما
لكن بالنسبة لي أحاول أن أصنع شيئاً مختلفاً عن غيري كفكرة الفيلم الذي
أحضر له “التقمص” .
·
كيف أتتك الجرأة لطرح هذه الفكرة
باعتبارها جدلية بين مختلف الطوائف؟
- عندما ترى الناس في الشارع ونسألهم عن هذا الأمر
هناك من يؤمن ب”التقمص” وهناك من لا يؤمن به، هذا الموضوع بالذات يثير فضول
أي مخرج للتصدي له وأنا أحضر فيلماً واقعياً وثائقياً له علاقة بهذا الأمر،
وسيكون هناك طرح للعديد من الأسئلة من خلاله ومحاولة الإجابة عنها والإحاطة
بها مثل معرفة: لماذا هناك من يؤمن ب”التقمص” بهذا الأمر؟ ولماذا هناك من
لا يؤمن به؟ وأنا سأنتقل للإحاطة بهذا الأمر بين سوريا ولبنان والصين أيضاً
حيث هناك من يؤمنون به .
·
كنت مساعد مخرج في الفيديو كليب،
رأيناك مؤخراً تتجهين إلى الإخراج الغنائي، ما السبب؟
- هذه تجربة جديدة بالنسبة لي، وفي رصيدي 12 فيديو
كليب كمساعد مخرج مع أهم الأسماء في عالم الأغاني المصورة وما حصل أنني
طرحت أفكاراً على كثير من المخرجين لتنفيذها في الفيديو كليب وحصل ذلك، وقد
سنحت لي الفرصة لإخراج فيديو كليب لأغنية الفنان سمير صفير بعنوان “الناس
أجناس” لتكون أول تجربة لي كمخرجة فيديو كليب .
·
وما الفرق في الإخراج بين
الوثائقي والغنائي؟
- يختلف الأمر كثيراً، ففيديو الكليب هو في
النهاية فوتو مونتاج أو بيوتي شوت، أما الوثائقي فيحتاج إلى بحث ومتابعة
أكثر ويختلف كلياً عن الفيديو كليب .
·
بعد دخولك مجال إخراج الفيديو
كليب، ما التحضيرات التي تقومين بها لإثبات نفسك كمخرجة؟
- حضرت فكرة عن فيلم قصير يجمع بين الدراما
السورية والكليبات اللبنانية من خلال أغنية “الناس أجناس” التي أخرجتها
للفنان سمير صفير، وهذا الموضوع عبارة عن عرض للحالات التي نراها في الشارع
والأغنية تعتمد على الكلمة التي أقابلها بالصورة المعبرة عنها .
·
إذا لم تكوني مقتنعة بأغنية ما
وكان مردودها المادي عالياً هل تقومين بإخراجها فيديو كليب؟
كل شخص يفكر بالمادة، لكنني من الناس الذين سنحت لهم الفرص لتقديم
أعمال كالتي تتحدث عنها ولكنني لا أرغب بها، وما جعلني أوافق على أغنية
“الناس أجناس” لإخراجها هو موضوعها وحاولت من خلال الفيديو كليب الحديث عن
كل حالات المجتمع، وفي النهاية لا أدخل في موضوع أنا غير مقتنعة به حتى لو
كان له مردود مالي عالٍ .
·
على ماذا تعتمدين لإعطاء
الموافقة لإخراج فيديو كليب؟
- موضوع العمل، وأن يكون فيه إحساس، وأستطيع أن
أضع بصمتي الشخصية فيه .
·
وما المشكلات التي يمكن أن تواجه
الفيديو كليب؟
- بالنسبة لي لا توجد مشكلات، إذا كان هناك تواصل
قوي بين المخرج والفنان، وأنا أركز على الفنان من خلال إعداده كممثل ووضع
تصور للخطوات التي يجب القيام بها لتنفيذ قصة الفيديو كليب وفكرته، وبنظري
أنه من خلال ذلك لن تكون هناك مشكلات .
·
كيف تنظرين إلى إخراج الفيديو
كليبات الخليجية؟
الأغاني الخليجية جميلة جداً، ولكن أغلب مطربي الخليج يتجهون إلى
لبنان لأن فيه أسماء مخرجين مهمين في الفيديو كليب ومحترفين على مستوى عالٍ
عالمياً، وهو، ومن وجهة نظري، ما قد يجعل الفيديو كليبات الخليجية تتجه إلى
تقليد اللبنانية إذا لم تكن الأفكار المطروحة مناسبة .
·
ما العمل الذي اسهم بانطلاقتك
كمخرجة؟
- الفيلم الوثائقي “قطعة سما” .
·
بالنسبة لتمويل الأفلام
الوثائقية، كيف تحصلين عليه؟
- بشكل فردي أي عن طريق أفراد .
·
وبالنسبة لفيلم “حليم”؟
سيكون إنتاجه سوري - لبناني مشترك ومن المبكر الإفصاح عن المزيد من
التفاصيل حوله.
الخليج الإماراتية في
07/03/2012
"عمل
شجاع"..
رؤية سينمائية بملامح لعبة إلكترونية
دبي ـ البيان
لا أعرف لماذا شعرت للوهلة الأولى أثناء مشاهدتي لفيلم عمل شجاع (ACT OF VALOR)
أنني أعيش داخل لعبة بلاي ستيشن استراتيجية، فقد بدت أحداث الفيلم
تشبه تفاصيل الألعاب الحربية التي يتحول فيها اللاعب الى بطل يسعى إلى
مواجهة خطر الإرهاب وتحرير الرهائن، مع الفارق أن اللاعب هنا تحول إلى مجرد
مشاهد لأحداث فيلم بدت فكرته مستنسخة من أفلام أخرى تعودنا أن تقدمها لنا
هوليوود كوجبة سينمائية دسمة مليئة بالحركة وشد الأعصاب، وتحاول من خلالها
إبراز تفوق الجندي الأميركي وقدرته على حماية بلاده من هجوم إرهابي حتى لو
لزم الأمر دخوله إلى عش الدبابير.
مشاهد الفيلم الخالي من نجوم هوليوود المعروفين ومناظر الدماء ملأى
بالحركة التي تشد الأعصاب، ورغم ذلك فهي لم تتمكن من نسف المشاعر الانسانية
التي بدت واضحة في بعض لقطات الفيلم خاصة في بدايته، حيث يستهدف تفجير
إرهابي مجموعة من الأطفال، وكذلك في المشاهد التي تجمع أعضاء فريق النخبة
مع عائلاتهم وأطفالهم.
خطر الإرهاب
عناصر الحركة واللعب على وتر المشاعر لم تخف السقطات التي وقع فيها
مخرج الفيلم مايك مكوي، خاصة في بدايته، حيث لم تكن ملامح الفيلم واضحة
تماماً لدخوله السريع والمتخبط في الأحداث، إلى جانب ان الفيلم بدا منذ
بدايته وكأنه يدور في فلك حياة شخص واحد وهو الملازم أول أنجل الذي كان
ينتظر ولادة ابنه الأول ويسعى في الوقت ذاته إلى حماية بلاده من خطر
الإرهاب رغم أنه جزء من فريق مكون من 7 أشخاص يمثلون النخبة في الجيش
الأميركي، ليتضح في نهاية الفيلم أن الراوي يقرأ رسالة الملازم أول انجل
إلى ابنه الذي لم يره.
مايك مكوي والذي كان بارعاً في استخدام المؤثرات الصوتية والبصرية
والتقنيات العالية تكنولوجياً وحربياً، لم يستطع التخلص من عقده الألعاب
الالكترونية الحربية والتي بدت واضحة في حركة الأسلحة، وهو ما يشير إلى أنه
استخدم في تصويره للفيلم تقنيات تصميم الألعاب الالكترونية، وهو ما ساهم في
إضعاف بعض اللقطات، إلا أنه يحسب للمخرج نجاحه في تقديم فيلم حربي يكاد أن
يكون خالياً من الدماء، خاصة وأننا تعودنا في مثل هذه النوعية من الأفلام
أن يكون اللون الأحمر طاغياً.
وبقدر تخلصه من مشاهد الدماء إلا كان متوغلاً في وحل الأماكن واللغات
المختلفة التي تنقل بينها في الفيلم، فمن أميركا إلى الفلبين والصومال
وأفريقيا والمكسيك وأوكرانيا وغيرها، وأعتقد أن هذا ما قد أضر بالفيلم لأن
المشاهد عادة يفضل أن يعيش الأحداث في أماكن محددة وأن يركز فيها، واستخدام
أكثر من دولة ولغة أعتقد أنه أضاع على المشاهد فرصة التركيز في الفيلم، وهو
ما يمثل سقطة بالنسبة للمخرج.
البيان الإماراتية في
07/03/2012 |