يتوجّـه الفيلم الإسرائيلي «ملاحظة هامشية» او
Footnote
الى عروضه الأميركية معزّزاً بتقدير محدود (فوق المتوسّـط، أقل من
جيّد) وبإخفاقه من سحب البساط من تحت الفيلم الإيراني الذي أذهل كثيرين
«انفصال». مكامن ضعف الفيلم الإيراني متوارية على غير هذا الفيلم الذي
يُطالعك بأسلوب عمل من ليس لديه أسلوب. من البداية أنت أما لا تعجب به لكنك
تقدّره، او لا تعجب به ولا تقدّره في الوقت نفسه.
إنه حكاية مُغلقة الأطر، معزولة الكيان تقع أحداثها ما بين الأكاديمية
والبيت. إنه الفيلم الرابع لمخرجه جوزف سيدار وفيلمه السابق «بيوفورت» كان
ترشّح لأوسكار أفضل فيلم لكنه فشل، كهذا الفيلم في استحواذه. لكنه فاز
بالجائزة الأولى في جوائز الأكاديمية الإسرائيلية سنة 2007. وأنت تعرف أن
المخرج جاد من مشاهدتك لأفلامه السابقة: الأول
Ha?-? Hedsder ?(«وقت رد الجميل») سنة 2000 عن التطرّف الديني لدى المستوطنين
اليهود ومحاولة أحدهم تفجير "قبّة الأقصى"، و«نار مخيّم» (2004) عن إمرأة
تبحث عن استقرار "جغرافي" لها تجده في إحدى المستوطنات، وعلى الرغم من أن
لها رأيها الخاص في التطرّف الديني الا أن الإستقرار، بالنسبة لها وبالنسبة
للفيلم يأتي أوّلاً.?
بعد هذا الفيلم بثلاث سنوات حقق «بيوفورت» او «قلعة شقيف» كما أسمها
الأصلي، عن حامية اسرائيلية تعيش في حمى القصف المتواصل من قِبل
"الإرهابيين" والتحدّي الذي يمثّله البقاء وذاك الذي يمثّله الإستجابة
لقرار القيادة العسكرية الإنحساب من القلعة.
يتعلّم المرء أيضاً أن المخرج يحب التركيبة المحصورة، من ناحية ثانية.
ويحب كذلك أفلاما تدور بين اليهود وبين اليهود وحدهم. ثم- ثالثاً- يحاول
نقد روح التركيبة الدينية- الثقافية للمجتمع الإسرائيلي بوجهه الظاهر، من
دون أن يذهب إلى حد إدانتها.
«ملاحظة هامشية» لا يخرج عن ذلك الخط بل يطوّره لوضع نموذجي.
هذه المرّة هو في إطار الدراسات التلمودية نفسها. في الإطار وليس في
الصلب لأنه ليس عن التعاليم بل عن شأن بعيد تماماً عنها. يفتح الفيلم على
مشهد عام لاحتفال يقع داخل حرم الأكاديمية. البروفوسور إليازر شكولنيك
(شلومو بار أبا) يستلم تكريماً بينما يجلس إبنه يوريل (ليون أشكنزي) على
مقعد في الصف الأمامي متابعاً بتوتّر ملحوظ. العلاقة بينهما لم تكن ودّية
حتى من قبل الوصول إلى هذه المرحلة. الأب غرق لسنوات طويلة في البحث
التلمودي بهدف التفريق بين ما هو صحيح وبين ما هو ملفّق، بينما إبنه يواصل
إصدار الدراسات على شكل كتب متوالية بصرف النظر عن محاولة أبيه وضع النصاب
التلمودي في مكانه الصحيح. الأب ينظر بعدم الرضا لمحاولات الإبن والإبن
يشعر بأن والده يزدرأه. الأب يحسد إبنه وإبنه يحسده والعلاقة بينهما
متوتّرة حتى من دون استخدام هذا الثقل الموسيقي الجانح في ضوضائه والذي
ينزع إلى سلخ الرغبة في متابعة ما يبتدّى موضوعاً جديداً لم يسبق للسينما
اليهودية، في إسرائيل او في خارجها، أن طرحته. والذي يحدث هو أن الإبن
يكتشف أنه هو المقصود بذلك الإحتفاء الأكاديمي، لكن تشابه الأسماء جعل
والده هو رابحها ما يزيد فتيل المنافسة بينهما. في الوقت ذاته هناك
أكاديميون آخرون لا يريدون أن يذهب التقليد الرفيع إلى أي منهما.
عند النهاية لابد من حل مقبول لعلاقتهما وحل يرضي المشاهد اليهودي
(المشاهد الوحيد لهذا الفيلم بإستثناء النقاد) ويرضي النزعة الفنيّة
للمخرج. لكن هذا لن يأتي بسهولة. المخرج جوزف سيدار (او شيدار) يعالج كل
شيء بثقل في الحركة وفي الحوار وفي تأزّم مقصود لذاته. كالموسيقا الصادحة
او كذلك المشهد الذي يختلق فيه المخرج غرفة ضيّقة للغاية تصطف حول طاولتها
مقاعد تحمل فوقها نحو عشرة أكاديميين بمشاعر نارية يتناقشون الوضع الناتج .
للمزيد من التأزيم يجعل المخرج الدخول والخروج من تلك الغرفة مستحيلاً الا
بنهوض إثنين او ثلاثة من مقاعدهم حتى يصير هناك مجال لفتح الباب. طبعاً،
هناك من اعتبر هذا المشهد إنجازاً رمزياً، لكن الفيلم ليس فانتازيا، بل هو
واقع بالتالي فإن المشهد يخسر مبرره ويتحوّل إلى افتعال أهمية. بكلمة واحدة
الفيل لا يطير في فيلم واقعي، لكنه يحلّق في كل فيلم فانتازي… هذا هو الفرق.
الجزيرة الوثائقية في
06/03/2012
"افيون
المانحين".. نقد التمويل الغربي لفلسطين
سعيد أبو معلا/ رام الله
قالوا قديما: "الدين أفيون الشعوب" وحديثا يقولون: "كرة القدم أفيون
الشعوب" غير أن المعادلة في فلسطين فيما يبدو مختلفة؛ فالدولة الوحيدة
المحتلة في العالم لا تعاني من لوثة في تدين مواطنيها وكذا لم تصل حد الهوس
الطاغي بكرة القدم، غير أن المؤكد، بحسب المخرجين الفلسطينيين مريم شاهين
وجورج عازر، فإن "التمويل الغربي هو أقيون القضية الفلسطينية".
الفيلم الوثائقي المسمى "أفيون المانحين" (25 دقيقة) يأت متصديا لكشف
تلك الحقيقة التي يدركها الفلسطينيون ويعيشونها بجميع تفاصيلها.
فمنذ ما لا يقل عن عشرين عاما وحتى الان عمد المجتمع الدولي المانح
إلى دعم الفلسطينيين ماليا وذلك لبناء مؤسسات وتطوير البنى التحتية ودعم
الاقتصاد وسداد رواتب موظفي القطاع العام ودعم قطاعات الصحة والتعليم...،
إضافة إلى دعم واسع لغالبية مؤسسات المجتمع المدني لتنفيذ مشاريع حول تنمية
الديمقراطية وحقوق الانسان والتسامح وحقوق الانسان..الخ من المجالات.
الهدف من الدعم السابق غالبا ما تمثل احقاق السلام وبناء الدولة إلا
ان النتائج على الأرض خالفت ذلك وتمخضت عن أضعاف الفاعلية السياسية للشعب
الفلسطيني وتشظي قواه الفاعله لدرجة التدمير والتخريب.
الفيلم يتناول هذا الملف المهم بالنسبة لفلسطين وقضيتها وهو المال
الذي يستحق وصف "أفيون" أو مخدر حقيقي للفلسطينيين في ظل أنها أموال لا
تعمل على انهاء الاحتلال بل إلى تكريسه طالما إنها لا تتناقض مع مسبباته
وتحاول أن تتساوق معه.
الفيلم الجديد الذي عرض في مدينة رام الله والقدس قبل فترة قصيرة
ونالت طروحاته نقاشا نقديا جاء موازيا وعلى إيقاع سخط المواطنين من حالة
الغلاء الفاحش التي تشهدها المدن الفلسطينية وكذا مع حالة الجدل على قرارات
الضرائب الجديدة التي تعتبر تجليا للسياسات المالية التي يفرضها البنك
الدولي والدول الرأسمالية وتنتهجها حكومة سلام فياض وتبرعات المانحين ليفجر.
من الخاص للعام
يأت الفيلم الجديد محاولا بحث الأمر من جذوره وهو في سبيل ذلك يذهب
بنا إلى حكاية المزارع "عبد المعطي ياسين" (60 عاما) الذي تظهره الكاميرا
راكبا السيارة متوجها من قريته "ياسوف" إلى مدينة سلفيت ليحصل على معونة
قدرها 300 دولار يتلقاها من الاتحاد الأوروبي كل شهور ثلاث.
في سلفيت وأمام البنك نجد المواطنين العاطلين عن العمل يصطفون في
انتظار أدوارهم للحصول على المعونة التي حولت 80 الف فلسطيني إلى أشبة
بالشحاذين والسبب هو سياسات الاحتلال بالضفة الغربية التي لا تثمر معها كل
أموال الدعم الغربي والتي وصلت 9 مليار دولار خلال الأعوام 1993 – 2004
لكونها لم تتجه صوب قطاعات تدعم تنمية حقيقية في المناطق المحتلة.
مشاهد متنوعه ترصدها كاميرا المخرجين تضعنا في جوهر الفيلم الذي يرصد
تحولات المواطنين وحياتهم فبعد أن كانوا مزارعين يمارسون حياتهم ويجنون قوت
عيالهم ويصدرون لدول عربية شقيقة أصبحوا مواطنين منتظرين لأموال البنك
الدولي والمؤسسات الدولية المانحة.
فقطاع الزراعة شهد مجموعة من التحولات في فلسطين بفعل تهميشه من
السلطة وأموال الدعم كما يظهر على ألسنة الخبراء الذين يفسرون للمشاهد
العادي ببساطة حجم تلك التحولات وكيف أفسدته أموال الدعم والمناطق الصناعية
وما المنطقة الصناعية في مدينة جنين التي جرفت الاف الدونمات لأجلها وأصبحت
بورا منذ 17 عاما إلا نموذجا على ذلك.
انطلاقا من الزراعة يتداخل بنى الفيلم فيتحدث عن المجتمع المدني الذي
تم افساده وخلق "ثقافة الأنجزة" المرتبطة بمؤسسات المجتمع المدني وخلق طبقة
معولمة ورأسمالية، وثقافة التطوع التي ضربت من جذورها، إلى تحولات المجتمع
الفلسطيني عموما الذي خلق فيه ما يعرف "بمجتمع الاستهلاك"، إلى خلق النماذج
الخادعة مثل نموذج مدينة رام الله المزدهرة التي تعتبر تمويها لحال البلد
المحتل والمحاصر بكل تفريعاته وصولا إلى حال المرأة التي ضعفت مشاركتها
السياسية كثيرا.
كما يجول الفيلم في حجم الانفاق الأمني الذي يفوق 30% من حجم أموال
المساعدات الغربية حيث يتساءل الخبراء عن مبررات ذلك في بلد تختفي فيه
القطاعات الانتاجية وتضمحل، وصولا إلى حال الوطن المثقل بالديون بفعل
سياسات الاقراض الاستهلاكية وأثر كل ذلك على الموقف السياسي من القضايا
الفلسطينية المصيرية وما يترتب عليها من ربط استمرار التمويل وتدفق الأموال
بالابتزاز السياسي.
مقابلات قصيرة ودقيقة
يقوم بناء الفيلم الوثائقي - التلفزيوني على مجموعة من المقابلات
القصيرة مع مجموعة الخبراء وأهل الاختصاص حيث يأخذنا الفيلم إلى هؤلاء عبر
لقطات "كلوز أب" وكأن الكاميرا تؤكد على دقة الجمل التي تم اختيارها لتكون
طريقا سلسلا لفهم هذا الموضوع المعقد الذي يصلح أن يكون مؤتمرا علميا طويلا
أو عنونا تؤلف فيه الكتب الاقتصادية والسياسية.
تلك المقابلات القصيرة والدقيقة تبدو وكأنها محاصرة بكادرات ضيقة
انتقيت بعناية حيث تم تأثيث التعليق الصوتي علي الفيلم بمجموعة من الصور
والمشاهد من الضفة الغربية وقطاع غزة مثل: مشاهد عمالة فلسطينية، مزارعون
فلسطينيون، حراثة أراضي، سيارات عسكرية/ حواجز...الخ وهي رغم عدم طزاجيتها
إلإ أنها حققت الهدف المنوط بها ونقلت المشاهد لموضوع الفيلم.
كما يذهب الفيلم إلى الأماكن التي يتحدث عنها نراه يحضر لنا لقطات من
مدنية جنين حيث الأراضي الزراعية التي حولت بورا على أمل إنشاء منطقة
صناعية فلسطينية- إسرائيلية مشتركة تسيطر عليها الأخيرة كليا، كما يعاين
الوضع في غزة المحاصرة وشوارع المدن الخارجية التي تسيطر عليها القوات
الإسرائيلية...الخ.
كما عمقت المقابلات المتخصصة مع مجموعة من الخبراء مثل : خليل نخلة
الخبير التنموي الذي قدم كتاب "فلسطين وطن للبيع"/ ليندا طبر من جامعة
بيرزيت/ اياد الرياحي من مركز بيسان للدراسات ...الخ، وهي أصوات بحثية
مستقله، رؤية الفيلم الفكرية.. ويأت التعليق الصوتي رابطا جمل المصادر مع
نص متقن طارحا الأسئلة الشائكة التي يتصدى لها بالاجابات القاطعة.
وان كان الفيلم على هذا النحو فإنه غاب عنه حضور شخصيات رسمية
فلسطينية تعلق على ما يقدمه من طروحات وكذلك أصوات الطرف الغربي من ممولين
ودول مانحة وهو ما يجعله فيلما يحمل موقفا ورؤية محددين أكثر من كونه يعرض
القضية بكافة المواقف حولها.
وقد نتفهم ذلك، رغم عدم تقبلنا له، بسبب الميزانية المتوضعة التي أنجز
فيها الفيلم، ونحن على يقين أنه لو رصدت له ميزانية سخية لخرج أكثر تكاملا
وكثر تشويقا من ناحية بناه الفني.
ومع أن هذا الفليم القصير أو المتوسط لا يمتاز بميزانية عالية ولا
بمقاربة فنية مشوقة لموضوعه الذي يتصدى له لكنه يحمل بين طياته هما ومأزقا
مؤرقا لا يمس حياة بشر وفقط بل يطال قضية مركزية بالنسبة لكل العالم الحر.
يُنتقد بأمواله
ومع ذلك يبقى السؤال: كيف لفيلم ينتقد سياسات التمويل من الغرب أن
يمول من مؤسسة غربية تعتبر جزء من مؤسسات التمويل الغربية وهي "مؤسسة روزا
لوكسمبورغ"؟ وهي مؤسسة ألمانية تلتزم بمبادىء الاشتراكية الديمقراطية
وترتبط المؤسسة بحزب اليسار الألماني وتتلقى التمويل من الحكومة الألمانية.
ويمكن رد ذلك إلى طبيعة المؤسسة تارة وكونها جزء من نظام يسعى إلى خلق
تنفيسات داخله.. والفيلم هو "حلمة" إلهاء للفلسطيني وتنفيس عنه بدلا من
وقفة جادة تجاه سياسات التمويل والموقف من الكيان الصهيوني. أو كأنهم
يقولون مبتسمين لنا: "ماشي، هل ستتوقفون عن بابنا في نهاية الشهر! لقد
استمر سيلان المال". بحسب الخبير الاقتصادي الدكتور عادل سمارة.
الفيلم في ضوء ذلك نراه مشروعا لفيلم وثائقي أو لسلسلة أفلام وثائقية
نأمل أن نراها قريبا بحيث تتصدى لتلك الظاهرة التي يتلمسها المتابع في
فلسطين، وما تحتاجه هو مخرج يحمل رؤية يتمكن منها ويقدم للجمهور وعيا
مضاعفا حول مسألة التمويل التي أصبحت بمثابة أفيون حقيقي لا يحقق سلاما
اقتصاديا بل يكرس احتلالا أبديا.
في احدى مشاهد الفيلم يظهر الحاج الستيني "عبد المعطي ياسين" قابضا
مساعدة الاتحاد الاوروبي ومتجها يفتح باب السيارة التي ستقله لمنزله نسمعه
يئن قائلا: "أخ يماااا يا ظهري".. ويبدو ذلك الوجع والأنين واقع فلسطين
الحالي رغم كل الأموال التي تغدق على هذه البقعه الصغيرة فاعله فيها كل ما
من شأنه إضعاف البشر والأرض والحجر.
الجزيرة الوثائقية في
06/03/2012
أشهر امرأتين في القرن العشرين في السينما
والسياسة ومواجهة في حفل الأوسكار !
ماجـــدة خـــيراللــه
فيلم المرأة الحديدية لم يكن مُرشحاً
للأوسكار، ولكنه أتاح لبطلته ميريل ستريب فرصة الحصول علي الأوسكار الثالث
في حياتها الفنية التي بدأت في منتصف السبعينيات واستمرت في صعود ونجاح حتي
يومنا هذا، وبعد رحلة تقترب من الأربعين سنة من العمل السينمائي وقفت
"ميريل ستريب" علي مسرح كوداك يوم الأحد الموافق ٦٢
من فبراير وهي تمسك تمثال الأوسكار
وتقول بسعادة ممزوجة بشجن أنا سعيدة للغاية وإن كنت أعتقد أن
الفرصة لن تواتيني مرة أخري لأقف في نفس المكان!
وكانت ميريل ستريب هي أكبر المرشحات سنا هذا العام!
وقد نالت الأوسكار لإبداعها في تجسيد شخصية رئيسة وزراء بريطانيا السابقة
مارجريت تاتشر، التي تعتبر المرأة الوحيدة التي نالت هذا الشرف في المملكة
المتحدة، وهي لازالت علي قيد الحياة حتي هذه اللحظة وأن عمرها يقترب من
التسعين! وقد جسدت ميريل ستريب مراحل حياتها المختلفة منذ أن كانت في منتصف
الثلاثينيات وحتي يومنا هذا بعد أن تحولت إلي امرأه طاعنة في السن تعاني
خرف الشيخوخه! أما اصغر النجمات المرشحات للأوسكار فكانت الجميلة ميشيل
ويليامز التي جسدت شخصية امرأة أخري شغلت العالم ولاتزال وهي أسطورة
السينما مارلين مونرو، التي جاء موتها المفاجئ في عام ٣٦٩١
صدمة للعالم كله،
ولازالت ظروف وفاتها مليئة بالألغاز، هل انتحرت؟ أم قُتلت؟ هذا السؤال الذي لايزال
يتردد في كل مرة تأتي سيرتها!
ولم تحصل ميشيل ويليامز علي الأوسكار،
ولكن تم اختيارها، لتكون الأكثر أناقة في حفل الأوسكار،
بفستانها الأحمر الذي تناسب مع قصة شعرها القصير،
وكانت ميشيل ويليامز مرشحة لأوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "أسبوعي
مع مارلين"، والفيلم لايقدم رحلة مارلين مع الشهرة والمجد،
ولكن يستقطع من حياتها أسبوعاً واحداً،
هذا الذي سافرت فيه للمرة الأولي إلي لندن لتصوير
مشاهد من فيلم"الأمير وفتاة الاستعراض"
مع النجم البريطاني الشهير سير لورانس أوليفييه،
وكانت مارلين قد اصطحبت معها زوجها الكاتب المسرحي والمفكر اليساري أرثر
ميلر، وحدثت بينهما أزمة ما، استدعت سفره وعودته إلي أمريكا،
تاركا إياها تعاني من إحساس فظيع بالوحدة والاكتئاب،
وزاد الأمر سوءاً شعورها بالضآلة أمام عملاق في فن الأداء المسرحي لورانس
أوليفييه الذي كان يعاملها بخشونة، رغم أنه في حقيقه الأمر كان في
غايه الانبهار بعفويتها في الأداء وسحرها الطاغي أمام الكاميرا وأسلوبها
الذي تعلمته من مدرسة إليا كازان
، الذي كان يفضل أن يبدو الممثل علي سجيته وكأنه
يعيش الشخصية ولايمثلها، بعكس مدرسة الأداء المسرحي الكلاسيكي التي كان
ينتهجها لورانس أوليفييه، مما خلق حالة من عدم الود الظاهري بينه وبين
مارلين مونرو، التي أسرفت في تعاطي المهدئات كي تقاوم شعورها بالإحباط وخاصة أنها
تدرك أنها في عقر دار الممثل الإنجليزي وبعيداً
عن وطنها وحياتها الطبيعية،
ولم ينقذها من كل هذا التوتر سوي علاقتها بمساعد
المخرج الشاب "كولين كلارك"
الذي كانت مُهمته الأولي أن يتعامل معها ويكون همزة الوصل بينها وبين فريق
العمل، ولأن الشاب كان من عشاقها وأكبر معجبيها فقد حاول أن يبذل غاية جهده
ليخفف عنها الشعور بالوحدة والاكتئاب،
ومما زاد من ارتباطه بها، إدراكه أنها تختلف كثيرا عن الصورة الذهنية التي صنعتها وسائل
الإعلام عنها بوصفها امرأة جميلة ومثيرة فقط،
لقد اقترب منها
الشاب الصغير، وأدرك أنها تخفي عن الناس ضعفها وإحساسها الدائم
بعدم الأمان، وشاهدها وهي تبكي منهارة بعد أن قرأت ما كتبه زوجها عنها،
ووصفها بكونها مخلوقاً تافهاً،
علي مشارف الجنون،
وكانت أزمة مارلين مونرو التي تخفيها عن الناس شعورها الدائم أنها سوف تصاب
بالجنون مثل أمها التي كانت نزيلة مصحة للأمراض النفسيه،
وهو الأمر الذي جعل السُلطات تنتزع منها طفلتها "مارلين"،
وتعهد برعايتها لإحدي الأسر البديلة، ولهذا كانت مارلين تتمني أن يكون لها أطفال وفي
نفس الوقت كانت تتجنب الإنجاب حتي لاتكرر مأساتها مع أمها!
حكاية فيلم »أسبوعي مع مارلين«
تروي من وجهة نظر مساعد المخرج الشاب "كولين
كلارك" الذي لازمها فترة تصويرها لفيلم الأمير وفتاة الاستعراض، وتحول بعد
ذلك إلي مخرج للأفلام التسجيلية وكاتب في مجال الدراسات الاجتماعية! وتعتبر
ميشيل ويليامز بطلة فيلم "أسبوع مع مارلين"
من أصغر المُرشحات ً لأوسكار هذا العام "
٢٣ سنة"، وسبق لها الترشح للأوسكار مرتين سابقتين الأولي عن فيلم "جبل
بروكباك" في عام ٦٠٠٢ والثانية عن فيلم "بلو فالنتين"،
أما أصغر المرشحات علي الإطلاق فهي "
روني مارا" ٧٢
سنة بطلة فيلم، الفتاة ذات وشم التنين،
وكان سبق لها الترشح لجائزة الجولدن جلوب عن فيلم شبكة التواصل الاجتماعي
في العام الماضي.
في دُعابته مع النجوم المُرشحين للجوائز،
قال الممثل الكوميدي بيل كريستل الذي قدم فقرات حفل الأوسكار للمرة
التاسعة، "إن الممثلة العبقرية ميريل ستريب حققت رقماً
قياسياً بترشحها ٧١ مرة للجائزة، وكانت في كل مرة تبذل جهداً خارقاُ
لتُمثل أنها
غير مُهتمة بذهاب الجائزة لمُمثلة أُخري وهو أمر تستحق عليه جائزة تمثيل
إضافية"!
ومن تقاليد حفل الأوسكار أن يقوم النجوم الحاصلون علي اوسكار في العام
الماضي بإعلان جوائز العام الحالي،
كل في فئته وقد قامت نتالي بورتمان الحاصلة علي أوسكار أفضل ممثلة عن فيلم
البجعة السوداء بإعلان جائزة أفضل ممثل التي نالها، الفرنسي جان ديجردان،
أما كولين فيرث الذي حصل العام الماضي علي جائزة أفضل ممثل عن فيلم خطاب
الملك فقد أعلن جائزة أفضل ممثلة التي حصلت عليها للمرة الثالثة ميريل
ستريب، وفي كلمته القصيرة لتحيتها قال كولين فيرث لقد شاركت ميريل ستريب
بطولة فيلمها الغنائي الاستعراضي "ماما ميا"
واستمتعت جدا بالعمل معها، واحب أن أُعلن أنني كنت الوالد الحقيقي لابنتها في الفيلم،
رغم أن "بيرس برونسون " ادعي أنه والد الطفلة!!
وضحكت ميريل ستريب التي كانت تجلس جوار زوجها الفنان التشكيلي
والنحات "دون جامر"
وعندما صعدت للمسرح لتسلم جائزتها، كان أمامها دقيقه واحدة لإلقاء كلمتها بدأتها بتوجيه الشكر لزوجها،
الذي لازمها في مشوار نجاحها،
ودعمها بحياة أسرية هادئة أتاحت لها فرصة العمل
والإبداع وأكدت أنها تدين له بالفضل لما وصلت إليه،
وكانت ميريل ستريب قد تزوجت من دون جامر في عام
٨٧٩١
وأنجبت منه أربعة أبناء، والمعروف عنها احترامها الشديد لحياتها الخاصة
ورفض الخوض في تفاصيلها مع وسائل الإعلام، ولايعرف الكثيرون أن ميريل ستريب
كانت قد ارتبطت بقصة حب وهي في بداية حياتها الفنية، مع الممثل والمصور
السينمائي "جون كازال"
واستمرت العلاقة سبع سنوات،
انتهت بوفاة
"كازال "بعد إصابته بسرطان العظام، وكانت ميريل ستريب ترفض التخلي عنه في محنته،
وكانت علاقتهما قد بدأت بعد أن اشتركا في فيلم "صائد
الغزلان"، جون كازال شارك في بطولة الجزء الأول والثاني من فيلم الأب
الروحي للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، وكان ينتظره مستقبل كبير كممثل ومصور سينمائي،
وبعد وفاته عاشت ميريل ستريب في حالة عزلة حتي تعرفت علي زوجها الحالي،
الذي تحمل انشغال قلبها بحب رجل
غادر الدنيا،
وأسرف في عطفه وحنانه عليها،
حتي أنجبت منه طفلهما الأول الذي تزامن مولده مع
حصولها علي أول أوسكار عن فيلم كرامر ضد كرامر،
بعدها أقسمت ميريل ستريب أن تهب قلبها لزوجها وأطفالها وعملها فقط! فحققت
هذا القدر من النجاح،
وأصبحت من العلامات المضيئة في تاريخ السينما
الأمريكية.
آخر ساعة المصرية في
06/03/2012
بعيدا عن ملايين النجوم :
ظاهرة اسمها جحود أهل الفن
محمد إسماعيل
بينما
يتابع الناس أخبار الملايين التي يتقاضاها نجوم
الفن من المشاهير أمثال تامر حسني وعمرو دياب وعادل إمام وغيرهم من نجوم
ونجمات الصف الأول، يعيش مئات الفنانين من نجوم الصف الثاني ظروفا مالية
واجتماعية قاسية، كثيرون يعتقدون أن بريق الشهرة والثروة الذي يحيط بأسماء
مثل تامر حسني وعمرو دياب وعادل إمام وغيرهم من النجوم والنجمات، يعكس حياة
سهلة ومترفة لكل من يعمل في الفن، الواقع أن الغالبية العظمي من الفنانين
ينتهي بهم الأمر إلي النسيان والتجاهل، وبعض النجوم الذين انسحبت عنهم
الأضواء والأموال لايجدون ثمن العلاج، وأحيانا تنتهي حياتهم دون أن يسأل
عنهم أحد، سواء في رحلة المرض، او حتي في سرادق العزاء.
حاتم ذو الفقار الذي رحل منذ أيام عن عمر يناهز الـ60
عاما لم يذهب لسرادق العزاء سوي ثلاثة فنانين فقط رغم مشواره الفني الطويل
شقيق الفنان الراحل أكد أنه لا أحد كان يسأل عنه
منذ الإصابة التي تعرض لها إثر حادث سيارة
وان بعض الفنانين اكتشفوا بعد مرور عدة أيام وفاته.
مأساة أخري لموهبة شابة شارك في أعمال قليلة، الفنان محمد صلاح الذي
ظهر في دور الابن الاصغر للنجم نور الشريف في مسلسل
"الرحايا"، أصيب بجلطة في الشريان التاجي وكان يحتاج إلي مبالغ
طائلة لعلاجه وحاول زملاؤه جاهدين اللجوء إلي نقابة الممثلين ثم تكفلت
إسعاد يونس بعلاجه علي نفقتها
.
الجحود في الوسط الفني ظاهرة طويلة ومريرة، تضم عشرات الأسماء الكبيرة
والصغيرة، عميد المسرح العربي يوسف وهبي، قضي أيامه الأخيرة في الفيلا التي
كان يملكها في شارع الهرم، يعيش بمفرده وكأنه داخل حبس انفرادي، لايزوره أو
يسأل عنه أحد من تلاميذه، مما جعله يفكر في بيع جزء من حديقة الفيلا لبناء
فندق، حتي يري الناس من بعيد، وفاطمة رشدي التي أطلقوا عليها سارة برنارة
الشرق لم تجد سوي سائق تاكسي يعطف عليها في آخر أيامها، ويوافق علي أن تعيش
بين أسرته، قبل أن يشعر كبار الفنانين بالعار ويجمعون ثمن شقة في شارع
رمسيس، حتي تعيش حياة كريمة، وشاء القدر أن تلقي ربها بعد أيام قليلة من
الإقامة في هذه الشقة، ولم يشيع جثمانها سوي عدد قليل من الناس العاديين،
تصادف وجودهم في زاوية صغيرة للصلاة.
نجومية الفنان وشهرته وامواله فيما يبدو هي التي تشجع الكثيرين علي
الاهتمام به والتقرب منه وإذا غاب عن الساحة وضاع وسط زحمة الأيام
سرعان ما يدخل دائرة النسيان والتجاهل، يتساوي في
ذلك الجميع، كبارا وصغارا، مشاهير وأنصاف نجوم وكومبارس
"
الفنان فؤاد خليل يعيش
منذ
فترة طويلة داخل دائرة النسيان، حيث يقاوم من فوق فراش المستشفي المرض الذي
تمكن من جسده النحيل، وحوله إلي إنسان قعيد ويونس شلبي والذي اضحك الملايين
بخفة دمه وقفشاته ظل 8 سنوات مريضا دون أن يسأل عليه أحد سوي القليلين مما
ساهم في زيادة أزمته الصحية والنفسية وكان جمهوره فقط هو الذي يخفف عنه
المرض عندما يلتقي بهم صدفة أثناء رحلة العلاج الطبيعي التي كان يقوم بها
في أيامه الأخيرة.
والمضحك والمبكي أن معظم الفنانين من
غير نجوم الصف الأول تنتهي حياتهم وسط تجاهل كبير أمثال الفنان القدير أحمد سامي عبدالله والذي رحل في
هدوء تام، دون صخب إعلامي، عن عمر يناهز الـ91 عاما، واشتهر بأدوار الرجل
الطيب في السينما المصرية ...
وشارك الراحل في عدة أعمال مهمة في تاريخ السينما
المصرية والدراما التليفزيونية، ومنها فيلم
"المولد" عام 1989 مع عادل إمام، كما شارك بصوته في مسلسل الأطفال "بوجي
وطمطم"، واشتهر بأداء أدوار الرجل العجوز، حيث بدأ حياته كممثل في سن الـ50
عاما .، بعد أن ظل لسنوات طويلة مخرجا لبرامج الأطفال في التليفزيون،
ويعتبر من الرعيل الأول الذي ساهم في بناء ماسبيرو منذ انطلاق بث برامجه في
الستينيات.
كما مرت أول ذكري سنوية لرحيل الفنان محمد الدفراوي والذي توفي في
الخامس من يناير
2011 بعد صراع مع مرض الكبد، وكان الدفراوي قد
أجري عدة عمليات جراحية، بعدها تعرض لعدة مضاعفات صحية، جعلته
غير قادر علي النطق ...
الراحل محمد الدفراوي شارك في عدد كبير من الأعمال السينمائية
والتليفزيونية والمسرحية، وكان أشهرها علي الإطلاق أفلامه
"النوم في العسل"،
"الإرهابي"،
"الباشا تلميذ"، "الطريق إلي إيلات"،
"الناجون من النار"،
ومن أهم مسلسلاته "إمام الدعاة"،
"أهالينا"، و"ذئاب.
آخر ساعة المصرية في
06/03/2012
ومهرجان الأقصر ينتصر علي الروتين والخوف
نجاح كبير حققته الدورة الأولي لمهرجان السينما الأفريقية التي اختتمت
فعالياتها في مدينة الأقصر، لم يتوقف الحصاد المبهر للمهرجان عند حدود الفن،
ولكنه تجاوزها ليصنع تواصلا حقيقيا ومهما مع القارة الأفريقية، وساهم في
تنشيط السياحة داخل المدينة التي يعتمد الدخل الرئيسي لسكانها علي عوائدها،
بالإضافة لتقديم نموذج مهم لدور المجتمع المدني في تنظيم مهرجانات تتحمل
بالكامل تكاليفها، دون تكليف الخزانة العامة للدولة مليما واحدا،
ورغم ذلك تقدم للدولة خدمات كبيرة علي المستوي الثقافي والسياسي
والاقتصادي.
احتضن الجمهور الكبير في الأقصر المهرجان وفعالياته،
وجاء الفنانون الأفارقة الكبار من كافة أنحاء القارة السمراء يؤكدون حبهم
لمصر وشعبها، واستطاعت الجمعية الأهلية التي نظمت المهرجان التغلب علي
عشرات المشاكل الروتينية من استخراج تأشيرات الدخول، وعدم وجود خطوط طيران
مباشرة من مصر لمعظم دول القارة السمراء، مما كان يحتاج لمساحة طويلة من الوقت والجهد والتنظيم، وتوفير قاعدة
بيانات للسينما الأفريقية وشركات إنتاجها وتوزيعها وأسماء كبار فنانيها
وكيفية التواصل معهم، وتدبير أماكن الإقامة ووسائل الانتقال،
وغيرها من عشرات التفاصيل المهمة التي تسبق وتستمر قبل وأثناء المهرجان،
ويحسب لهذه الجمعية النجاح في تقديم السينما الأفريقية لأول مرة فوق أرض
مصر، وهي سينما وصناعة كبيرة يعود تاريخ بدايتها لعام
1964 وساهمت صناعة السينما التي قدمها الرواد المصريون في أفلامهم خلال
الثلاثينات والأربعينات والخمسينيات في تكوين الذوق الفني للأفارقة، وبمجرد
توافر ظروف الإنتاج والكوادر المطلوبة، نجحت هذه السينما في الانتشار عبر قارات العالم،
ويقام لها مهرجانات في عواصم أوربية، بالإضافة لمهرجان مستمر منذ نحو ثلاثين عاما في
تونس، عنوانه الكبير، السينما الأفريقية،
إلي جانب فوزهم بجوائز في المهرجانات العالمية،
وظهور مخرجين كبار يحتلون مكانة دولية في موريتانيا وأثيوبيا، لايعرف عنهم
غالبية الجمهور المصري شيئا.
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يستحق أن تدعمه الدولة بكافة أجهزتها
الثقافية والإعلامية، ويستحق القائمون عليه وهم كثيرون،
منهم سيد فؤاد مدير المهرجان وبقية الفنانين الذين قدموا خبراتهم ووقتهم
دون مقابل، سوي تقديم نموذج مشرف لدور المجتمع المدني المتحضر في صناعة
تيارات ثقافية وفنية تصب في مصلحة أمن مصر القومي.
آخر ساعة المصرية في
06/03/2012 |