لا شك أن هناك فصيلا قويا في مجلس الشعب المصري (البرلمان) لديه ثأر
دفين مع الفنانين، وبعضهم يحرم الفن، والمعتدلون منهم يرددون تلك المقولة
الشهيرة: «حلاله حلال وحرامه حرام»، وهو تعبير، كما ترى، فضفاض تستطيع أن
تضع تحته كل أنواع الفنون الأخرى لتصبح بنسبة ما قابلة للإباحة أو التحريم.
من المؤكد أنه، حتى المعتدلون، في مجلس الشعب الذين لديهم قدر من
التسامح في التعامل مع الفن، من الممكن أن يحظوا بحماية شعبية لو أنهم
رفعوا شعار محاربة التردي الفني الذي تعيشه مصر وضربوا مثلا بفيلم «ركلام»
الذي عرض مؤخرا بعد أن كان مقررا تأجيله لإحساس أبطال الفيلم أن الظرف
النفسي للجمهور لا يسمح بالعرض الآن، وأتصور أن الفيلم الذي يلقى هزيمة
مستحقة في دور العرض السينمائي بسبب ضآلة الإقبال، يتحمل هو المسؤولية
كاملة عن هذا الإخفاق.
«ركلام» وهو تعبير شائع في أوساط عالم «الكباريهات» والمقصود بهذه
الكلمة فتيات الملهى الليلي الذين عليهن مجاراة الزبائن ودفعهم لشراء
زجاجات الخمر وينتقلن بعد تلك المداعبات مباشرة إلى عالم الدعارة ويمنحن
أجسادهن لمن يدفع.. الفيلم يعتقد أنه يقدم رسالتين؛ الأولى هي أن الفساد
الذي عاشته مصر كان نظام مبارك هو المدان الأول فيه رغم أنه، ولا أدري
السبب في تعمد أن لا توضع صورة لمبارك في أقسام الشرطة رغم أن كل أقسام
الشرطة كانت تضع صورته، كان من الممكن أن يقدم هذه الرؤية سينمائيا بمزج
صورة لمبارك مع السيدات المنحرفات. الثانية أنه يريد أن يقول بأن هؤلاء
المنحرفات هن أبناء المجتمع وعلى الجميع أن يتحملوا مسؤولية الانحراف؛ إلا
أن الحقيقة السينمائية من خلال الشريط لم نر فيها شيئا من كل هذا، ما رأيته
يقدم الكثير من المشاهد تستطيع أن تعتبرها من المحفوظات السينمائية بغرض
التحرش بالزبائن لدخول السينما بتلك - الرشة الجريئة – من المشاهد الساخنة
لعل وعسى يُقبل الجمهور؛ ولكن «لا لعل ولا عسى»، لأن مؤشر الشباك خيب كل
التوقعات.
الفيلم افتقد تواصله مع الناس، ورأيت عددا من رواد السينما وهم
يغادرون دار العرض آسفين على ضياع وقتهم في هذا الهراء قبل أن ينتهي النصف
الثاني من الأحداث، وذلك على الرغم من حالة الإسراف في تقديم المشاهد
التجارية بين كل المشاركات في بطولة الفيلم، التي أتصورها قد لعبت دورا
عكسيا كانت عامل طرد جماهيري أكثر من كونها عامل جذب! أكثر فنانة تستطيع أن
تعتبرها قد دفعت فاتورة سقوط الفيلم هي لا شك غادة عبد الرازق؛ فهي لا تزال
في طور الإعداد لصناعة نجمة جماهيرية سينمائية على طريقة نادية الجندي
ونبيلة عبيد، هي بالطبع تتمنى ذلك؛ ولكن من الواضح أنها لا تعرف أين هي
البوصلة ولا خارطة الطريق التي كان عليها أن تسلكها.
استطاعت غادة أن تحقق النجومية عبر الشاشة الصغيرة مهما اختلفت مع
اختياراتها؛ إلا أنها من خلال مسلسلات «الباطنية» ثم «زهرة وأزواجها
الخمسة» وصولا إلى «سمارة» في رمضان الماضي، صارت تعتبر رقما في معادلات
دراما الشاشة الصغيرة، مما دفعها إلى أن تتطلع أيضا لتحقيق المكانة نفسها
على شاشة السينما.
تعتقد غادة عبد الرازق أن هناك من يترصد لها ويريد الإطاحة بها بعيدا
عن النجومية التي عرفتها في السنوات الأربع الأخيرة، وهي بالفعل واجهت أكثر
من عائق؛ إلا أنها استطاعت أن تقفز فوقها، وربما كان أقسى ما واجهها هي تلك
القائمة السوداء التي تصدرتها بعد ثورة «25 يناير (كانون ثاني)»، ورغم ذلك،
فإنها في العام الماضي عرضت مسلسل «سمارة» وفيلمي «بون سواريه» و«كف
القمر»؛ إلا أن النجاح السينمائي لم يتحقق.. كان لها عدد من الأفلام مع
المخرج خالد يوسف الذي شكلت معه ثنائيا قبل ثورة يناير في أفلام «حين
ميسرة» و«الريس عمر حرب» و«دكان شحاتة» و«كلمني شكرا»، وصولا إلى «كف
القمر».. لم تكن هي البطلة؛ ولكن كانت لها مساحة إبداعية حتى في «كف القمر»
الذي لم يحقق نجاحا جماهيريا في شباك التذاكر، وشهد وصول «غادة» وخالد صالح
إلى خط النهاية؛ إلا أنها كانت هي الأفضل بين كل من شارك في الفيلم؛ حيث
كان الرهان في أغلب هذه الأفلام على الممثلة غادة.
لا شك أن فيلم «ركلام» تستطيع أن تعتبره نموذجا فجا لكيفية صناعة فيلم
رديء من أجل أن تصل إلى تحقيق أي قدر من الربح المادي؛ ولكن على أرض
الواقع، عانى الفيلم من حالة إحجام فاقت كل التوقعات! كان هناك تردد في
موعد عرضه.. جاءت أحداث مذبحة استاد بورسعيد، وقالت غادة في بيان حرصت على
إصداره وتوزيعه على مجال إعلامي واسع، إنها تعاطفا مع الشهداء، أرجأت
العرض، ثم قبل أن تنتهي مراسم العزاء عرض الفيلم، ومن الواضح أن تحديد موعد
العرض جاء على غير إرادتها.
«ركلام» تستطيع أن تعتبره واحدا من التوليفات «السبكية».. أحمد السبكي
هو المنتج؛ إلا أنه كثيرا ما يتدخل في تفاصيل صناعة الفيلم الدرامية
والفنية، وتستطيع أن تقرأ في أغلب أفلامه مثل «شارع الهرم» و«عليّ الطرب
بالثلاثة» و«أيظن؟» وغيرها، تلك الحالة «السبكية» التي من الممكن أن تجدها
في هذه المعادلة: عدد من المشاهد الجنسية، والتعاطي، والدماء، والاغتصاب..
ولا تنسى أن أغلب المشاهد تصور في الكباريه و«يا ريت رقصة وغنوه» أو أكثر،
ولو أضفت نكتة هنا وأخرى هناك، ودمعة هنا وأخرى هناك، فلا بأس من كل ذلك،
لأنه ببساطة: هو المطلوب.. إلا أن الجمهور الذي خدعه الطعم وذهب إلى أفلام
شبيهة قبل بضعة أشهر مثل «شارع الهرم»، كانت لديه هذه المرة حصافة، وهكذا
حرص على أن لا يلدغ من الجحر نفسه مرتين.
يتناول الفيلم حكاية أربع فتيات كل منهن تبحث عن وسيلة للحياة؛ ولكنها
بسبب الفقر وسوء نوايا الآخرين لا تجد غير العمل في «الملهى الليلي» ومنه
إلى الدعارة، وهكذا تصبح الفرصة مهيأة لكي ندخل إلى عالم القوادين، ويقدم
المخرج صراعا بين أكثر من قواد وقوادة، وتواطؤا من أجهزة الشرطة، وتلاعبا
بين المحامين في العثور على البراءة بسبب بعض الأدلة التي تُسقط مثل هذه
القضايا، وتنتهي الأحداث والسيدات الأربع في القفص بعد أن حكمت المحكمة
حضوريا على المتهمات بالسجن أربع سنوات لكل منهن وهن: غادة عبد الرازق،
ورانيا يوسف، وأنجى خطاب، ودعاء سيف.
حضور الرجال في الفيلم الذي كتبه مصطفى السبكي «هامشي جدا»، فهو صراع
نسائي بالدرجة الأولى.. الفيلم قائم كسيناريو على «الفلاش باك» حيث تبدأ
الأحداث بلحظة القبض على بطلات الفيلم متلبسات في جريمة الدعارة، وفى الزمن
السينمائي من التخشيبة إلى النطق بالحكم تسرد قصة حياتهم.. والأحداث
للفتيات الأربع تتداخل، والمفروض أن الجمهور عليه أن يتعاطف مع النساء؛
ولكن الذي أفسد كل ذلك، هو أن الناس لم تشعر بأي من الفتيات بوصفهن ضحايا؛
ولكنهن مذنبات؛ بل إن حكم المحكمة بالسجن أربع سنوات لم يشف غليل المشاهد
الذي كان يتوقع عقابا أشد.. ولهذا خسر الفيلم معركته من البداية، لأن
الجمهور من الممكن بالطبع أن يتعاطف مع فتاة ليل، وقبل أن يحاكمها أخلاقيا
يوجه معركته ضد المجتمع؛ ولكن السيناريو لم يتمكن من اكتساب الجمهور إلى
ملعبه وخسر الفيلم ضربة البداية.
في قانون الدراما، ينبغي مراعاة الجرعة، وفي الفيلم التجاري إذا لم
تستطع أن تضبط تلك الجرعة من المشاهد الجنسية، سوف يشيح الجمهور بوجهة عن
الفيلم، وهذا هو ما حدث.. إن المخرج أسرف كثيرا وهو ينتقل من مشهد جنسي إلى
آخر لا يقل عنه ضراوة، ومن حوار يحمل تجاوزا في عدد من كلماته إلى جملة
أخرى أشد سخونة وضراوة وخدشا للحياء من الجملة الأولى، كل ذلك، وهو يعتقد
أنه يثير شغف الجمهور أكثر وأنه يضمن أن يأتي إليه خاضعا قانعا بكل هذه
المشاهد.. الجرعة الزائدة كانت هي السبب الرئيسي في إحجام الناس، بالإضافة
إلى أن الممثلتين إنجي خطاب ودعاء سيف كانتا في حالة ضعف شديد في الأداء،
ولم تستطيعان أن تقفا أمام كل من رانيا يوسف وغادة عبد الرازق، وهي بالطبع
مسؤولية المخرج الذي لم يعرف كيف يوجه الفنانتين الجديدتين، وأيضا لم يضبط
الجرعة.
في علم الاقتصاد، هناك قانون اسمه «تناقص الغلة»، وهو يعني أن هناك
أرضا تحقق مقدارا من الحصاد يتوافق مع عدد العمال، الذين ينبغي لهم أن
يساهموا في زراعة الأرض ويحدث التناقص، إذا زاد العدد عن المطلوب أو نقص..
وأطلقوا على ذلك «تناقص الغلة»، لأنه بعد أن يصل إلى الذروة ويزيد عدد
العمال يتضاءل النتاج، وهذا هو بالضبط ما وقع فيه المخرج علي رجب في فيلمه
الروائي التاسع، كان يسرف في تلك المشاهد معتقدا أنها سوف تثير نهم
الجمهور.. إلا أنه أحجم عنه! المخرج علي رجب شكل في بداية مشواره نوعا من
الثنائية مع الكاتب بلال فضل، وقدما أفلاما بعضها كان يحمل مشروعا لعمل فني
جيد حتى لو لم يكتمل مثل «صايع بحر» و«بلطية العايمة»؛ ولكنه هذه المرة لم
يكن يراهن سوى على الجمهور، وانتصر الجمهور وكسب الرهان بإحجامه عن الذهاب
إلى دار العرض، ولاقى الفيلم ولا يزال هزيمة نكراء، وتحملت غادة عبد الرازق
النصيب الأكبر من تلك الهزيمة، لأنها ترقص فنيا على السلم.. لا تدري أنها
تمتلك موهبة ممثلة من العيار الثقيل، فهي تعتقد أنها من الممكن أن تتحول
إلى نجمة إغراء، ولهذا تعثرت في «ركلام»!
الشرق الأوسط في
24/02/2012
الأوسكار.. ما هي أشد التوقعات حضورا؟
حصان سبيلبرغ وكلب الفنان
لوس أنجليس: محمد رُضا
جولة في سينما العالم
* حين حضر المخرج ستيفن سبيلبرغ العرض الخاص لفيلم
«حصان حرب» في لندن، سألته صحافية وقفت بانتظار مروره ليدخل الصالة عما يود
قوله في فيلمه. فانتهز المخرج الفرصة ليشيد بالحصان نفسه على أساس أنه كان
حصانا معجزة وأثنى على «بِل» الذي درّبه والذي يستحق الذكر بلا ريب.
لكن «بِل» في الحقيقة لم يدرّب حصانا واحدا بل عدّة. بعض المصادر تقول
إن عدد الجياد التي لعبت دور الحصان الذي شاهدناه بلغ ستة عشر، ومصادر تقول
ثمانية عشر. لكن حتى ولو كان العدد لا يتجاوز الخمسة، فإن المسألة بالنسبة
للمشاهدين الذين لم يستطيعوا التفريق بين حصان وآخر هي أن الحصان الذي
شاهدوه في الفيلم قام بدور جيد.
لا بد أنه قرأ السيناريو، وأمعن كثيرا في الفصل ما قبل الأخير من
المشاهد الذي ينص على أن يركض ليلا في تلك المسافة المليئة بالألغام
(الأحداث خلال الحرب العالمية الأولى) والقفز من فوق الحواجز ثم السقوط في
الأسلاك الشائكة التي تطوّقه، وانتظاره جنديين، بريطانيا وألمانيا،
يتدخّلان لمساعدته على إطلاق سراحه. فهل قرأ وهزّ رأسه متعجّبا من كل تلك
الافتراضات التي صيغَت على حسابه؟
«حصان حرب» هو أحد الأفلام المرشّحة للأوسكار الذي ستعلن نتائجه بعد
غد الأحد. بوجود أفلام عملاقة مثل «شجرة الحياة» لترنس مالك و«هيوغو»
لمارتن سكورسيزي، لا يستحق فيلم سبيلبرغ أكثر من القبول، لكن حصانه شيء آخر
ولو كان هناك أوسكار لأفضل حيوان لانتزعها في عام كان مليئا بالحيوانات
التي تتبارى للفوز بالأدوار الأولى من الفقمة إلى السنجاب ومن البطريق إلى
القطط والكلاب.
وعلى ذكر الكلاب فإن المنافسة ليست قائمة بين «حصان حرب» وثمانية
أفلام أخرى في سباق أفضل فيلم روائي ناطق بالإنجليزية، بل بينه وبين
«الفنّان» أساسا كون هذا الفيلم المنتج فرنسيا والذي تقع أحداثه في
هوليوود، لديه عوض الحصان كلب. وهو أيضا يمثّل دوره جيّدا ولو أنه ليس دور
بطولة.
ما يختلف فيه «الفنان» عن «حصان حرب» هو أن كلب «الفنان» سيصعد منصّة
الأوسكار لجانب بطل الفيلم جان جاردانييه، في حين أنه من المتعذّر جلب حصان
سبيلبرغ ليصعد المنصّة. وأي حصان سيتم اختياره إذا ما أصر المنتج والمخرج
الكبير على ذلك؟ ألا يخشى من أن يرفع باقي الجياد عليه دعوى قضائية كونه
ميّز أحدهم بالشرف الكبير؟
إذن فيلمان عن حيوانات، وهناك فيلمان عن تاريخ السينما («الفنان»
و«هيوغو») وفيلمان عن أميركا المضطربة اجتماعيا (واحد عن اضطرابها في
الستينات هو «المساعدة» والثاني عن اضطرابها بسبب إرهاب الحادي عشر من
سبتمبر /أيلول 2001 وهو «مضج وعن كثب شديد») وفيلمان عن شخصين ملتزمين
بمبادئهما («مونيبول» و«الأحفاد») ثم فيلمان تم تصويرهما خارج أميركا التي
نعرف («منتصف الليل في باريس» و«الأحفاد») ما يترك فيلما واحدا ليس شبيها
بأي فيلم آخر هو «شجرة الحياة».. وإلى ذلك الفيلم أبعث بصوتي.
الأوسكار.. ما هي أشد التوقعات حضورا؟
حصان سبيلبرغ وكلب الفنان
* بصرف النظر عن المعدّل المتوقّع لمشاهدي حفلة الأوسكار ليل الأحد في
لوس أنجليس (بلغ 37 مليونا في العام الماضي لكنه كان أقل من الرقم الذي
سجّله في بعض الأعوام الأخيرة)، وبصرف النظر عن كثرة الجوائز من الغولدن
غلوبس إلى البافتا ومن السيزار إلى جمعيات المخرجين والمنتجين والممثلين
والكتّاب، يبقى الأوسكار محط أنظار العديدين. هو يحتل المكانة الأولى بين
كل الجوائز. إليه تنتسب الأفلام الجيّدة سواء دخلت السباق أو لم تدخله،
فيُقال «هذا أداء يستحق عليه الممثل الأوسكار»، وهو الطموح الذي في بال
معظم السينمائيين، حتى وإن عزفوا عن الاهتمام به مسبقا (ألا يتمنى الإيراني
أصغر فردهادي أن يتجاوز أعضاء الأكاديمية كل المحاذير السياسية ومنحه
أوسكار أفضل فيلم أجنبي، أو حتى أفضل سيناريو؟). وهو الإعلان بأن هوليوود
ما زالت مرتع الأحلام والآمال والحفلات المتلألئة.
لكن من سيفوز ومن سيخسر ليل الأحد المقبل؟ سنمضي في تقليب أوجه
الاحتمالات كما فعلنا في العام الماضي فأصبنا أكثر مما أخطأنا، علما بأن
التوقّعات التي نحملها ليست مبنية على استفتاء بين أعضاء الأكاديمية (أكثر
من 5500 عضو) بل على قراءات يمتزج فيها الواقع بالتجارب والعواطف بقدر من
الخيال.
أفضل ممثلة مساندة الحفل يبدأ بإطلاق هذه الجائزة والمرشّحات فيها هن:
أوكتافيا سبنسر عن «المساعدة»، برنيس بيجو عن «الفنّان»، جسيكا شَستين
عن «المساعدة»، ميلسيا مكارثي عن «خادمات العروس»، روني مارا عن «الفتاة
ذات الوشم التنين» وجانيت مكتير عن «ألبرت نوبس» التوقعّات: أوكتافيا
سبنسر.
لماذا؟ لو أن جسيكا شستين رُشّحت عن أي من أفلامها الأخرى، مثل «شجرة
الحياة» لكانت مرشّحة أكثر حضورا. المثير هو معرفة كيف سيحلل المصوّتون
التمثيل الصامت لبرنيس بيجو. روني مارا فرس أسود هنا، لكن حظّها محدود نظرا
لتركيبة الدور بأسره.
توقعاتنا: أوكتافيا سبنسر أفضل ممثل مساند خلطة من القدامى والجدد.
والمرشّحون هم:
كريستوفر بلامَر عن «بادئون»، كينيث براناه عن «أسبوعي مع مارلين»، نك
نولتي عن «محارب»، جونا هيل عن «كرة المال»، ماكس فون سيدو عن «مدوٍ وعن
قرب شديد».
التوقّعات: كريستوفر بلامَر لماذا؟: المستحقّون نسبة لسنواتهم المديدة
في السينما، بلامر ونولتي وفون سيدو جاوزوا السبعين. براناه كان خفيفا إلى
حد ويونا لا يزال طريّا.
توقعاتنا: مناصفة بين بلامَر ونك نولتي.
أفضل ممثلة أصعب السباقات والمرشّحات هن:
يولا دييز عن «المساعدة»، ميريل ستريب عن «المرأة الحديدية»، ميشيل
وليامز عن «أسبوعي مع مارلين»، غلن كلوز عن «ألبرت نوبس» التوقّعات: ميريل
ستريب.
لماذا؟: لأن الجميع بات يتحدّث عن الممثلة التي رشحت ثلاث عشرة مرّة
منذ فوزها سنة 1982 بأوسكار أفضل ممثلة عن «اختيار صوفي» ولم تفز. جيّدة
كالعادة في دور مسز تاتشر. منافستها الأشد هي يولا دييز، لكن إذا ما تم منح
أوسكار أفضل ممثلة مساندة لأوكتافيا سبنسر (عن نفس الفيلم) فإن بعض
المصوّتين سيقررون أن ذلك تبرير للتوجّه إلى ستريب.
توقعاتنا: غلن كلوز.
أفضل ممثل غالبية غير أميركية وتحتوي على:
براد بت (أميركي) عن «كرة المال»، جورج كلوني (أميركي) عن «الأحفاد»،
جان دجاردان (فرنسي) عن «الفنّان»، داميان بشير (مكسيكي) عن «حياة أفضل»
وغاري أولدمن (بريطاني) عن «سبّاك خياط جندي جاسوس».
التوقّعات: براد بت لماذا؟ الحظ الطيّب الذي صاحب الفرنسي دجاردان
سيتوقّف هنا. أولدمن جيّد من دون تأثير على أذواق المنتخبين، داميان بشير
غير معروف (وكلاهما أفضل أداء من دجاردان). هذا ما يترك السباق الحقيقي بين
كلوني وبراد بت.
توقعاتنا: جورج كلوني.
أفضل مخرج باريس سر اللعبة، أربعة مخرجين لهم علاقة بمدينة النور.
المرشّحون هم: ميشيل أزانايفيشوس عن «الفنّان»، مارتن سكورسيزي عن
«هيوغو»، وودي ألن عن «مدنايت في باريس»، ترنس مالك عن «شجرة الحياة»
وألكسندر باين عن «الأحفاد».
التوقّعات: مارتن سكورسيزي لماذا؟: أعتقد أن أعضاء الأكاديمية
سينحازون إلى مخرجهم الذي قدّم فيلما عن جزء من حياة السينمائي الفرنسي
جورج ميلييس. «الفنّان» قوي أيضا وهو عن فرنسي في هوليوود، أما «مدنايت في
باريس» فمعتدل الحظ وهو عن أميركي يسبر حاضر وماضي فرنسا، أما ترنس مالك
فهو الأكثر ابتكارا وتغريبا وعلاقته بفرنسا أنه نال «السعفة الذهبية» من
«كان»، لكنه غامض لدى غالبية الكلاسيكيين. يبقى ألكسندر باين عن «الأحفاد»
فيلم ممتاز، لكن هل سيترك أعضاء الأكاديمية كل ما سبق لأجله؟
توقعاتنا: ترنس مالك، إذ هو أكثرهم ابتكارا وحريّة في الإبداع.
أفضل فيلم أجنبي الأفلام المرشّحة هي «رأس ثور» إخراج مايكل روسكام
(بلجيكا)، «مسيو لازار» لفيليب فالارديو (كندا)، «انفصال» لأصغر فرهادي
(إيران)، «حاشية» أو
Footnote
لجوزف سيدار (إسرائيل)، «في العتمة» لأنجييسكا هولاند (بولندا) التوقّعات:
«مسيو لازار» لماذا؟: سياسيا يوفّر «مسيو لازار» مخرجا ممتازا، فهو ليس
إيرانيا، وليس إسرائيليا وليس عن الهولوكوست (كما حال «في العتمة») بل هو
عن فهم الآخر (وهو مسلم). إذ أقول ذلك، فإن أي فوز هنا هو بمثابة مفاجأة
بما في ذلك الفوز الذي يتوقّعه الجميع لفيلم فرهادي.
توقعاتنا: «انفصال» كونه يرصد خلل المجتمع الإيراني الحالي بإيحاءاته
الدالّة.
أفضل فيلم تسعة أفلام تتلاطم هي:
«الفنان» لميشيل أزارنايفيشوس، «كرة المال» لبَنِت ميلر، «شجرة
الحياة» لترنس مالك، «المساعدة» لتيت تايلور، «الأحفاد» لألكسندر باين،
«منتصف الليل في باريس» لوودي ألن، «هيوغو» لمارتن سكورسيزي، «حصان حرب»
لستيفن سبيلبرغ، «مدو للغاية وقريب بشدّة» لستيفن دولدري.
التوقّعات: من الأفضل رسم علامة استفهام هنا لكني سأجرؤ على توقع
«الفنّان».
لماذا؟: يُرضي هوليوود ويلخّص كل ما هي عليه. «كرة المال» لا يرتقي
إلى ما هو مميّز رغم حسن تنفيذه، كذلك «المساعدة» التطييبي، و«منتصف الليل
في باريس» النحيل مقارنة ببعض الأفلام الأخرى. «شجرة الحياة» جزيرة بحد
ذاته، «الأحفاد» قوي الحضور لكنه مستقل، «حصان حرب» سيتّجه لباب الخروج،
أما «مدو للغاية وقريب بشدّة» فهو عاطفي أكثر من اللزوم. يبقى المنافس
الرئيسي لـ«الفنان» هو «هيوغو» لكن إذا ما نال سكورسيزي جائزة أفضل إخراج
لربما تم إجراء تبادل أماكن، سكورسيزي مخرجا و«الفنان» فيلما أو العكس.
توقعاتنا: قبّعتي عالية لإنجاز ترنس مالك مرّة أخرى.
جوائز أخرى: هذه توقّعات المسابقات الرئيسية الأخرى: أفضل سيناريو
مكتوب خصيصا: أصغر فرهدي مرشّح أيضا هنا، كذلك وودي ألن وميشيل
أزارنايفيشوس لكن ج. س. شاندور الأقرب إلى الفوز عن «نداء هامشي».
أفضل سيناريو مقتبس: مسابقة صعبة تتساوى فيها الأعمال المرشّحة:
«هيوغو»، «الأحفاد»، «منتصف أشهر مارس»، «كرة المال» و«سبّاك خياط جندي
جاسوس». توقْع الناقد: «الأحفاد». تفضيله: جميعها باستثناء «كرة المال»
و«منتصف أشهر مارس» (الفيلمان جيّدان في نواحٍ أخرى).
أفضل تصوير: ترتيب المرشّحين هنا هو حسب أعلى التوقّعات ثم دونها:
غوييوم شيفمان عن «الفنان»، وإيمانويل لوبسكي عن «شجرة الحياة»، وتوني
رتشاردسون عن «هيوغو»، يانوش كامينسكي عن «حصان حرب» ثم جف كروننوذ عن
«الفتاة ذات الوشم التنين».
أفضل مونتاج: الترتيب هنا مهني بحت من وجهة نظر الناقد: «الفنان»،
«كرة المال»، «هيوغو»، «الفتاة ذات الوشم التنين» و«الأحفاد». المنافسة
أصعب من القدرة على التوقّع.
أفضل موسيقى: بين الضجيج الموسيقي لجون وليامز عن «مغامرات تن تن»
و«حصان حرب»، والنعومة الرصينة لألبرتو إيغلسياس عن «سبّاك خيّاط جندي
جاسوس» أو هوارد شور عن «هيوغو» قد تتّجه الأصوات إلى أحد المؤلّفين
الهادئين. حضور وليامز المزدوج سوف ينتج عنه خسارة مزدوجة بدورها إلا إذا
تنادى البعض لتكريم سبيلبرغ الذي سيخرج من كل الترشيحات المشترك فيها خالي
الوفاض. لكن هذا يترك الموسيقار لودفيك بورس ومقطوعاته في الفيلم الصامت
«الفنّان» لكن ذلك مجرد احتمال معتدل.
بين الأفلام
* باتنسون بين البسمة والكشرة يفقد حضوره
Bel Ami
* بريطانيا - 2012 إخراج: دكلان دونالان
* ممثلون: روبرت باتنسون، كرستينا ريكي، أوما ثورمان، كرستين سكوت
توماس النوع: دراما تاريخية.
* المشهد الأول لهذا الفيلم المقتبس عن رواية للفرنسي غي دوموباسان
عولجت سينمائيا أكثر من مرّة، هو للشاب جورج دوروا (باتنسون) وهو يقف خارج
مطعم ينظر لما يحدث في داخله. الكاميرا خلفه وهو في ردائه الأسود. أمامه
داخل المطعم أناس يأكلون ويشربون بسعادة. أما هو فهو شخص خارجي فقير يقف
متحسّرا ومنقبضا. دوروا، العائد من حرب في أفريقيا مفلس ومعدم التطلّعات.
المشهد الموازي للمشهد الأول هو له جالسا في جحره (غرفة معتمة صغيرة)
وأمامه صحن فيه نصف قطعة خبز جافّة. من هذه المقدّمة يسحب الفيلم مشاهديه
إلى رحلة تغيير كبير تطرأ في حياة جورج حين يدخل ماخورا ويلتقي برفيق سلاح
يرأس تحرير صحيفة ناجحة. هذا يعيّنه صحافيا ويدفع له ما يستطيع به شراء
ملابس جديدة، ثم يعرّفه على زوجته مادلين (ثورمان) لتلقينه وتدريبه. وهو
يتعرّف أيضا على إمرأتين فرجيني (توماس) زوجة صاحب الجريدة، وهي امرأة
محافظة، وكلوديت (ريكي) وهي شابّة متزوّجة لكنها تسمح لنفسها بعلاقات خاصّة
إذا ما أعجبها الطرف الآخر وهي تُعجب بجورج وتستأجر لهما شقّة تزوره فيها.
جورج سيتزوّج مادلين بعد وفاة زوجها، مؤمنا بأنها تحبّه ليكتشف لاحقا أنها
تمنحه عطفا يتساوى وحبّها لآخرين. حين يكاد يفقد منصبه (الذي ارتفع درجات
عن بداياته) يغوي فرجيني فيعاشرها وهي امرأة تودّع عصر الشباب فتتعلّق به
وتساعده في الارتقاء في عمله. لكن جورج سيكتشف أن الجميع، رجالا ونساء،
استخدمه لصالحه وجعله مطيّته، في الوقت الذي حاول فيه استخدام النساء لبلوغ
غاياته. واحدة فقط لم تطلب منه شيئا خاصّا بها هي كلوديت ورضت به حتى حين
عاد إليها نادما.
على الرغم من خلفية المخرج شبه المعدومة في العمل السينمائي (هذا هو
فيلمه الأول) فإن الناتج على الشاشة حبكة جيّدة، مع صبغة تروي ظمأ الباحث
عن دراما تاريخية عاطفية ذات مفاد. مشكلته الكبرى هي باتنسون. الشاب الآتي
من «بوزات» موديلاتية أدّاها في سلسلة
Twilight Saga
لا يستطيع حمل الشخصية وتطويعها لموهبة خاصّة غير موجودة. في أفضل حالات
أدائه هو جاد في محاولته الخروج من سمعته كوجه جاذب، وهو بالفعل يحمل
ابتسامة لطيفة حين يبتسم لكنه يحمل كذلك وجها مريعا حين «يُكشّر» ممتعضا.
وبين البسمة و«الكشرة» يتراوح تمثيله بلا عمق مناسب. بين الممثلين تأتي
كريستي ريكي أفضلهن. مرتاحة لدورها وأكثر وضوحا. هي أكثر من باقي الممثلين
تلقائية، وبالمقارنة مع باتنسون، حيث تشاركه معظم مشاهدها، هي تعرف ما
تريد، بينما يحاول باتنسون البرهنة عن شيء غير موجود.
المخرج دوكلان دونالان يقحم نفسه في إطار أحداث القرن التاسع عشر وفي
عالم متشابك المصالح محوره رجل سيبقى غريبا (بمعنى
Outsider) مهما حاول الانتماء، بثقة. يصنع فيلما يشدّ المشاهد إليه جيّدا من
دون أن تكون تركيبته مشدودة بحرفة فنيّة حقيقية. هناك معالجة مناسبة
للتلفزيون لكنه يتحرّك ضمن تلك الحدود وضمن ميزانيّته المعتدلة بحريّة
كبيرة.
شباك التذاكر
* تبادل مواقع بين الأول والثاني 1 (2)
Safe House: (Thriller) $23,969,280 صعود | فيلم آخر عن عمليات السي آي إيه بطلها هذه
المرّة دنزل واشنطن 2 (1)
The Vow: (Romance) $23,601,772 تراجع | دراما عاطفية مع راتشل مكأدامز وشانينغ
تاتوم تنجز نجاحا فائقا 3 (-)
Ghost Rider 2: (Action) $21,874,215 جديد | نيكولاس كايج في مغامرة ركيكة أخرى على
درّاجة نارية.
4 (3)
Journey 2: The Mysterious Island (Adventure):
$19,102,426 تراجع | رحلة مع دوان جونسون إلى جزيرة وحوش وديناصورات 5
(-)
This Means War: (Comedy): $17,550,263
جديد في موقع ضعيف | دراما رومانسية كوميدية لا تنجز الكثير 6 (4)
Star Wars 3 - d (Sci.Fi): $8,740,118
هبوط | إعادة إطلاق للفيلم الشهير مزوّدا بسلاح الأبعاد الثلاثة 7 (5)
Chronicle: (Thriller) $7,704,404
هبوط | ثلاثة أصدقاء يتمتّعون بخرافة يحاول الفيلم بناء حكايته عليها 8 (6)
The Woman in Black: (Horror) $6,854,000
هبوط | الفيلم الأول لدانيال ردكليف بعد هاري بوتر لم يثر اهتماما كافيا 9
(-)
The Secret World of Arrietty (Animation): 6,375,090
جديد في موقع متأخر | أنيماشن ياباني تأخر عرضه عالميا.
10 (7)
The Grey: (Adventure): $3,031,454
الوقفة الأخيرة | في المركز العاشر متراجعا فيلم ليام نيسون الجيّد.
سنوات السينما 1917
* لولا الكوميديات الصامتة التي وفّرها في ذلك العام كل من فاتي
أرباكل وهارولد لويد وماكس ليندر، وبالطبع تشارلي تشابلن لمر العام من دون
ملامح رئيسية. أفضل أفلام تشابلن في تلك السنة كان «المهاجر» الذي يقدّمه
مهاجرا على متن باخرة تصل نيويورك. فيه عكس الممثل - المخرج حال أوروبي يطأ
الأرض الجديدة لكن من دون أن ينسى أنه كوميدي أوّلا وبذلك يجمع بين الرسالة
وبين التحبيذ الجماهيري.
الوسترن واصل نموّه بقيام جاك فورد بإخراج
Straight Shooting جاك فورد هو الاسم الذي استخدمه جون فورد في ذلك الحين، وهذا الفيلم
كان واحدا من عشرة أفلام متوسّطة الطول (نحو ساعة) حققها المخرج في تلك
السنة.
أفلام أخرى بارزة أخرى:
The Dying Swan:
فيلم روسي من إيفنجي باور وأحد آخر أفلام ما قبل الثورة.
The Poor Little Rich Girl
نظرة اجتماعية من موريس تورنير (الولايات المتحدة).
A Man There Was:
فيلم مبكر من أهم روّاد السينما السويدية فكتور سيوستروم
الشرق الأوسط في
24/02/2012 |