مازالت إلهام شاهين تسبح ضد التيار السياسى ومطالب الشارع
المصرى.. فبعد انهيار نظام مبارك وكشف العديد من الكوارث والمفاسد مازالت
تصدر
آراءها وأحكامها عن مشاعرها وانطباعاتها رغم اعترافها بعدم امتلاك «الخبرة
السياسية».
فى حوارها مع «روزاليوسف» تحدثت عن كل شىء متعلق بأعمالها
الفنية الجديدة، وآرائها السياسية التى لا تستند إلى أى «معلومة» أو «خبرة».
■
ما حقيقة وقف تصوير قضية معالى الوزير حدادًا على «أحداث بورسعيد» لمدة 5
أيام؟
بالفعل قمنا بوقف تصوير المسلسل ولكن ليس لمدة 5 أيام فقط،
ولكن لحين أن تستقر الأوضاع لأن أعصاب الجميع مشدودة، والحزن لا يجعل أيًا
منا
قادرًا على إنجاز عمله، فكيف نصور وهناك مصريون قتلوا بدون ذنب؟ وكل منزل
فى مصر
ملىء بالحزن؟ لذلك قررنا التوقف لحين استقرار الأوضاع خاصة
أننا انتهينا من تصوير
80٪
من مشاهد المسلسل، وتبقت بعض المشاهد الخارجية التى تحتاج إلى
أسبوعين، وأحب أن
أوضح أن الأيام الأخيرة اشتغلناها فى ظروف صعبة بسبب الانفلات الأمنى.
■
تحرصين دائمًا على تقديم رسالتك السياسية بشكل ضمنى فى أعمالك
الفنية، فكيف سيظهر ذلك فى «قضية معالى الوزيرة»؟
أجسد فى المسلسل
دور وزيرة من النظام السابق، لأن العمل مكتوب منذ ثلاث سنوات وكنت أتمنى
عرضه قبل
الثورة لأنه يعبر عن مشاعر الشعب المصرى والأشياء التى تمنى
تغييرها ولو كان عرض
قبل الثورة لأحدث تغييرًا بشكل أفضل وأقوى.
■
هل تقصدين أن عرض
المسلسل قبل الثورة كان من الممكن أن يساهم فى إجهاضها؟
بالتأكيد
لأن الفن له تأثير كبير على الواقع المصرى، وعندما نعرض عملا ينتقد أخطاء
سياسية
بشكل غير مباشر، ويشير إلى أساليب معالجتها، وكيف يمكن أن
يتعامل أصحاب رءوس
الأموال فى أموالهم، فمن الممكن أن يساهم ذلك فى تغيير مفاهيم أى شخص
سلميًا كما
كان المسلسل يناقش قضايا البطالة والصحة ومجلس الشعب، لذلك كنت أتمنى عرضه
والنظام
السابق فى قوته، حتى لا يقال إننى فعلت ذلك بعد رحيل النظام.
■
ولكن هناك العديد من الأعمال الفنية التى انتقدت النظام السابق ولم تغير
شيئًا؟
بالطبع عمل فنى واحد لن يؤثر بشكل فعال ولكن كان يمكن أن يحدث
تغييرًا دون إسقاط هيبة الدولة وكانت رسالته ستكون أوضح.
■
تجسدين
فى «قضية معالى الوزيرة» دور وزيرة تتورط فى مقتل زوجها، ألا
يتشابه ذلك مع أحداث
مسلسل «امرأة فى ورطة»؟
كلا العملين مختلفان لأننى أجسد دور وزيرة
وهى شخصية عامة، وتورطها فى قضية قتل تعنى نهاية حياتها حتى لو ثبت براءتها
لأن
صورتها تلوثت أمام المجتمع.
■
لماذا رفضت دعوات أهل دائرتك فى
الترشح بالبرلمان؟
أهل دائرتى تأثروا بالأعمال التى أقدمها كعضوة
برلمان حيث قدمت خمسة أعمال فنية هى «موعد مع الرئيس» و«البرارى والحامول»
و«قلب
امرأة» وغيرها، ولكن حقيقة الأمر أننى لا أرى نفسى لدى أى خبرة سياسية
والسياسة
لعبة مراوغة وخبث وأنا واضحة وصريحة.
■
ولكن مهاجمتك للثورة جعلت
البعض يذكرك فى تاريخ مصر من الفلول؟
أنا مع التغيير، ومع ما يفيد
بلدى ولم أكن أود أن يستكمل مبارك حكم مصر أبدًا، فكبر سنه وتدهور صحته
وموت حفيده
جعلته غير متفرغ للحكم من الأساس، وكان لابد من وجود رئيس جديد قوى لأن
مبارك كان
فاشلاً فى إدارة البلاد، ولكن كنت أتمنى أن يكون التغيير
سلميًا وبدون ضحايا، ولم
أخش التوريث لأن كلمة الشعب هى العليا، ولن يفرض علينا شىء مجددًا.
■
ألا تتفقين مع بعض القوى السياسية فى رؤيتهم أن كل هذا يحدث لأن
أهداف الثورة لم تتحقق حتى الآن؟
وإلى متى سنظل نقول إن أهداف
الثورة لم تتحقق؟ أنا مع من يفيد بلدى ويخرجها من كبوتها، لأن نسبة البطالة
زادت
والمخزون العام سينتهى فالكل يطلب العدل ولكن يجب أن يحدث ذلك فى دولة
القانون.
■
استرجع الجميع فى هذه الأوقات كلمة الرئيس المخلوع «يا أنا يا
الفوضى» ما تعليقك؟
لم يقل «يا أنا يا الفوضى» وإنما قال سأستكمل
مدة الرئاسة خوفاً من الفوضى.
■
وما رأيك فى مسار تحقيقات لجنة
تقصى الحقائق الذى يشير إلى تورط بعض رموز النظام السابق فى أحداث بورسعيد؟
قرأت أنه تم القبض على 45 شخصًا من بينهم 19 أمريكيًا واثبتوا
تمويلهم لمنظمات تهدد أمن مصر فالمتورطون داخليا وخارجيا لأن
مصر مستهدفة ولكن
للأسف من ينفذ هذه الأفعال التخريبية أيادٍ مصرية، وأنا لست خبيرة سياسية
ولكن
آرائى بدافع إنسانى ليس أكثر.
■
بالعودة إلى السينما ما طبيعة
الدور الذى تجسدينه فى «وسط هز البلد»؟
أجسد دور شحاتة لديها
أربعة أطفال تفقدهم جميعهم ويود العمل أن يؤكد أننا كنا وصلنا إلى قنبلة
موقوتة وأن
الشعب على وشك الانفجار.
■
يتناول الفيلم قضية أطفال الشوارع فما
مدى قربه من بطولتهم للمشهد المصرى الحالى فى ظل الأحداث الحالية؟
أطفال الشوارع مظلومون ولم يتلقوا تعليما سليماً أو تربية صحيحة
أو حتى أساسيات دينهم مما جعلهم عرضة لأن يكونوا بلعبة فى يد
أى مخرب.
■
كيف تنظرين لاحتمالية تدخل التيار الدينى فى اختياراتك المقبلة؟
لم ولن أغير أفكارى لأنى لا أغير مبادئى ولا أظن أن الإخوان
سيتدخلون فى الفن، وأتمنى أن ينتجوا أعمالا تاريخية ودينية لأن هناك ندرة
إنتاج
لمثل هذه الأعمال وأرى الإخوان مجرد حزب سياسى وليس دينيا وميزته أنه غير
متزمت
دينيا، والخوف من التيار السلفى ولكن لا أعرف ما الذى يُدبر
لنا ولكنى دائما أحاول
أن أكون متفائلة.
■
ما رأيك فى دعوات الإضراب العام والعصيان
المدنى فى 11 فبراير؟
لا أعتقد أنها ستنجح والعسكر «ماشيين» ولكن
هناك شيئًا غير مفهوم وهناك حالة تربص لأننا نرفض كل شىء.. رفضنا عمر
سليمان وبعده
شفيق ثم شرف ثم الجنزورى ثم الداخلية والجيش والقضاء ولا يمكن أن نترك
مؤسسات
الدولة تنهار ولا أود أن أرى مزيدًا من الدمار والأرواح تُهدر
بسبب الانفلات
الأمنى، ولابد أن تهدأ حالة التربص التى طالت القضاء وكل ما أود أن أراه هو
حد أدنى
للحقوق الإنسانية.
■
ألا تكتمل لديك ملامح الرئيس القادم لمصر خاصة
وهناك احتمال بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟
عمرو موسى هو الأقرب
لأن مصر تحتاج إلى خبرة سياسية، وهذا الرجل كان وزيراً للخارجية وأمينًا
للجامعة
العربية وعلى دراية بكل التفاصيل داخليًا وخارجياً، ولكن مرشحى
الحرية والعدالة لا
أعرف لهم تاريخًا.
■
ما حقيقة ما تردد حول رغبتك فى زيارة الرئيس
المخلوع؟
بالفعل طلبت ذلك أثناء تواجده فى مستشفى شرم الشيخ ولكن
قوبل طلبى بالرفض لأنه غير مسموح لأحد أن يقابله غير أقاربه من الدرجة
الأولى فقط.
روز اليوسف اليومية في
08/02/2012
كل مصرى يتمنى أن يصبح (واحد صحيح).. والثورة لم تنته لأقدم
فيلمًا عنها
هانى سلامة: حال السينما يشبه أحوال البلد..
ماشية بطريقة (هيلا هيلا)
خالد محمود
يبقى هانى سلامة أحد النجوم الذين يؤمنون بما يقدمه إيمانا كاملا، ربما
يشعر أحيانا أن ما يقابله فى رحلته مما يتيحه له الزمن ويفرضه عليه العصر ـ
قد لا يحقق طموحاته فى هذه المرحلة، لكنه يتخذ من الاجتهاد سلوكا لا يحيد
عنه حتى تنال أعماله رضا الجمهور، وبالتالى يتسلل لديه إحساس بالقناعة وأنه
ما زال يسير على الطريق الصحيح.
عقله دائما حاضر فى اختيار أعماله، ومشاعره هى المحرك الأساسى لقبول
الشخصية التى يجسدها، وبالتالى فلحظات التمرد على نفسه قليلة، لكنه يتحداها
ويشعرها بأن الأفضل قادم، لأن لديه أحلاما وأحلاما ما زال يسعى لتحقيقها فى
دنيا التمثيل.
فى فيلمه الأخير «واحد صحيح»، ظهر هانى فى شخصية مختلفة وضع فيها إشكالية
العصر وهى الحيرة فى مواجهة البحث عن الكمال أو الشعور به، وعندما وافق على
طرح فيلمه فى هذا التوقيت كانت لديه قناعة بأن الظرف غير مناسب لطرح عمل
سينمائى مباشر عن الحدث الذى تمر به مصر.
قال هانى سلامة: فكرة «واحد صحيح» كانت موجودة بالفعل قبل ثورة 25 يناير
بفترة كبيرة، وأرى أنه لابد ألا يختلف الفنان 180 درجة قبل أو بعد الثورة
لأنه فى النهاية السينما واحدة بالتأكيد ستكون هناك أفلام تؤرخ الثورة عقب
اندلاعها، ولكن من وجهة نظرى الوقت ليس مناسبا لعمل مثل هذه الأفلام، لأنه
ببساطة الثورة لم تنته بعد ومستمرة حتى تتحقق المطالب المشروعة.
وأنا كان هدفى تقديم فيلم رومانسى اجتماعى وتحدثت عنه مع المؤلف تامر حبيب
وكان «واحد صحيح « والحمد لله كانت ردود الأفعال جيدة.
● إذًا تضع دائما مواصفات لشكل عملك الجديد الذى تريد تقديمه فى المرحلة؟
ــ ما يشغلنى هو تقديم عمل جديد ومختلف عما قدمته من قبل لعدم التكرار،
فبحثى دائما عن الأدوار المختلفة التى تضاف لرصيدى الفنى وتحدث فى الوقت
ذاته بصمه عند الجمهور.
● شخصية عبدالله فى الفيلم جاءت مسيطرة على جميع الأدوار، هل تفضل ذلك
النموذج فى أعمالك؟
ــ فكرة الفيلم تتحدث عن الواحد الصحيح، والشخصية ممثله فى عبدالله
والسيدات الأربع المشاركات فى العمل فهن يمثلن بالنسبة له الواحد الصحيح
بصفاتهن المختلفة، ومن الطبيعى أن تكون هناك شخصيات رئيسية فى العمل ولكن
جميع المشاركين لهم دور مؤثر فى الفيلم.
وأنا أنظر لنوعية الفيلم فهى التى تحدد الدور ولا أسعى لأكون البطل الوحيد
فى العمل ولا أنظر لهذا المفهوم الضيق، فهناك موضوعات تتحمل ذلك وأخرى لا.
● أن تتواجد فى كراكتر معين تميزت فيه أفضل من البحث عن أشكال أخرى أم
العكس؟
ــ الممثل لابد وأن يؤدى جميع الأدوار طالما أنها مناسبة له وتضيف إلى
تاريخه وليس معنى أننى متميز فى منطقة معينة حققت فيها نجاحات أن أكرر
تقديمها، فسأشعر بالملل، الفنان يشعر بالتجديد والتطور دائما عند إظهار
جانب آخر بداخله لم يعتد أن يراه عليه الجمهور من قبل. وهو ما فعلته طيلة
مشوارى وأرى أنه بعد 20 أو 30 سنة عند عرض رحلتى ستجد بها تنوع.
● هل تشعر بالظلم من وجودك وسط مناخ لا يخدم السينما؟
ــ وهل ترى أنت أننا نحقق نهضة فى أى مجال؟، عندما تكون هناك نهضة فى جميع
المجالات بالطبع سينعكس هذا على صناعة السينما، وعندما تكون هناك انتكاسة
فسوف تعم سواء فى السياحة أو الاقتصاد أو السينما. وأنا راض تماما عن وضعى
الحالى فى ظل الإمكانيات المتاحة حتى يأتى الوضع الأفضل، فالتكيف مع الأمور
أفضل من أن أكون سلبيا. ولدى طموحات كثيرة فى السينما أتمنى أن تتحقق فى
المستقبل.
● ترى ان اتهام السينما المصرية بالتراجع قد يؤثر بالسلب على الأفلام
الجيدة؟
ــ بالفعل تراجع حال السينما يؤثر بالسلب على الأفلام الجيدة التى يتم
إنتاجها بسبب وجود خلفية مسبقة واتهامات فى الفترة الأخيرة عن تراجع
السينما وهذا ما نعانى منه بالتأكيد، ولو أن هناك سببا لذلك فأرى أن هناك
ثلاثة عناصر اولا الجمهور ثم الصحافة بجانب الفنانين الذين شاركوا وكان لهم
دور فى انحدار صناعة السينما بشكل عام، فعلى سبيل المثال كان فى السابق يتم
إنتاج 100 فيلم على مدار العام لأن السينما كانت وقتها تعد بالنسبة لنا
ثقافة كبيرة وعظيمة أثرت بشكل كبير على المنطقة العربية فالسينما وقتها
كانت لها وزن على المستوى الفنى والاقتصادى أما فى العصر الحالى تدهورت
بشكل كبير.
● هل تشعر بحيرة فى حياتك كما هو الحال فى شخصيات أفلامك؟
ــ بالتأكيد أشعر بحيرة فى حياتى العادية وهذا يعد أمرا طبيعيا فأنا إنسان
طبيعى لدى أفكار وحيرة وصراعات وتقلبات فى حياتى.
● هل افتقدت يوسف شاهين؟
ــ بنبره حزن.. بالفعل افتقدت سينما يوسف شاهين ونظرته لها بشده فهو من كان
له الفضل فى تعليمى قيمة السينما وبرحيله عن عالمنا افتقدته بشكل كبير. لكن
لم أهتز لأننى أعيش الواقع، ولكل زمن مناخه فهناك متغيرات نعيشها دائما،
ففى السابق كان شاهين صورة العصر الموجود فيه ولجيله ومناخ وفترة مختلفة عن
وقتنا هذا وأنا عند خوض العمل أختار الفترة الزمنية التى أعيشها وفى
النهاية أنا أمثل جيلى بجانب زملائى من الفنانين.
● على طريقة «واحد صحيح» هل تسعى لأن تكون «الفنان الصحيح»؟
ــ كل واحد فينا نفسه يبقى واحد صحيح ويتمنى أن تكتمل فيه الصفات وفى
النهاية لا أحد يستطيع أن يكون متكاملا ولكنك طول الوقت تسعى للوصول
للاشياء التى تنقصك، فمثلا تسعى لوجود مؤلف سيناريو متميز وتسعى لمخرج
يستطيع إبراز قدراتك بالشكل الذى تتمناه وتحاول تحقيقه وهذا طموح مشروع.
● النهايات المفاجئة سمة دائمة فى أفلامك وآخرهما واحد صحيح هل تتدخل فى
ذلك؟
ــ تحديدا فى واحد صحيح، وهو فكرتى من الأساس وطور الفكرة تامر حبيب حيث
تناقشت معه فى نهاية الفيلم وأن أتركها مفتوحة لأن شخصية مثل عبدالله لم
تستقر بعد على المرأة المناسبة له لأنه لن يتزوج الأربعة ولأنه لم يصل
للقناعة بأن أى منهن ترضيه فكان من الواقعية أن تكون النهاية بهذا الشكل.
● الثورة كان بها نماذج عديدة مثل النموذج الثورى، العسكرى، البلطجى،
الإسلامى، المسيحى، الليبرالى، المواطن.. لو فكرت أن تجسد المرحلة ما
الشخصية التى تختار أن تقدمها ؟
ــ لن أختار الدور من حيث الديانة أو الموقع العملى بل سأختاره من حيث مدى
تأثير الشخصية فى الحدث وما الذى قدمته خلال الثورة.
● فى هذا المشهد.. من الشخصية الحقيقية والمفتعلة؟
ــ من الصعب الحكم على الشخصية الحقيقية والشخصية المفتعلة هذه أمور يعلمها
الشخص وربنا وحده إنما من الممكن أن نرى أحدا نقول عليه شكله مدعى ولن
نستطيع أن نجزم ذلك.
● مع تطور الأحداث هل ترى الصورة فى صالح المجتمع أم ضده؟
ــ الاثنان، فنتيجة الثورة أصبح الناس لديها وعى واستوعبت أمور لم تكن
تدركها من قبل. وفى بعض الأحيان نجد أن الصورة لا تحمل المعنى الحقيقى
للحدث.
● لكن هناك بعض الأفلام التى سعت لرصد تطور المشهد السياسى كيف ترى ذلك؟
ــ عندما يتم عمل فيلم عن أى حدث يتم عمله عن طريق وجهة نظر أصحابه لكن لا
نستطيع عمله مغايرا للحقيقة مائه بالمائة خصوصا لو كان الحدث تاريخيا إنما
من الممكن أن يتم التغيير بحدود، وذلك من وجهة نظر أصحاب العمل على سبيل
المثال لو تم عمل فيلم عن السادات والشخص يؤيده فسيتم عمله من هذا المنظور
ولو كان ضده فسيتم عمله من هذا المنظور وفى النهاية الفيلم لا يؤرخ
فالتاريخ مكانه الأصلى فى الكتاب.
● سياسة الموزعين السينمائيين بمصر كثيرا ما تظلم أفلام جيدة، هل تتفق معى؟
ــ لا يوجد لدينا سياسة توزيع، السينما كأى منظومة فى البلد «ماشية هيلا
هيلا» بمعنى أنه لا يوجد لدينا نظام نسير عليه ولا يوجد تطلع لشىء يمكن
نصل إليه. الاسم إنك شغال ولكن ليس لديك نظرة مستقبلية فى تنمية الصناعة
وتطورها وتوسيعها على نطاق أكبر وهو ما نفتقده حاليا رغم أننا نستطيع أن
ننتشلها من هذا الوضع إلى الأفضل فعلى سبيل المثال تسويق الأفلام خارج مصر
عربيا وعالميا وهذا يتطلب ناس يهمها النهوض بالسينما التى كان يطلق عليها
«هوليود الشرق» مع توافر مناخ جيد لهم.
الشروق المصرية في
08/02/2012
ارفعوا أيديكم عن.. عادل إمام
كمال رمزي
لم أصدق، حتى الآن، خبر إدانة عادل إمام، فى قضية رفعت ضده، تتهمه ــ
والعياذ بالله ــ بازدراء الأديان، واتخذت من بعض أعماله، دليلا على ذلك،
مثل مسرحيته الكوميدية الجميلة، الفانتازية، «الزعيم» التى تنتقد، بسخرية
مليئة بالمفارقات، نمط حكام العالم الثالث، وحاشياتهم الفاسدة، ويقال إن
فيلمه المهم «طيور الظلام»، الذى يرصد، بوعى، تيارات المجتمع المتصارعة، فى
بدايات الألفية الثالثة.. وحسب ما جاء فى الصحف، أن فيلم «الإرهابى»
بالتحديد، هو الذى أثار حفيظة رافع القضية، الذى فيما يبدو ــ اكتشف فجأة،
بعد ثمانية أعوام من عرضه، علما أنه ــ الإرهابى ــ شأنه شأن «الزعيم»
و«طيور الظلام»، تحتفى به قنوات التليفزيون، ليس فى مصر فقط، بل فى معظم
البلدان العربية.. وبعيدا عن مسألة، أو فزورة القضية، وقاعات المحاكم، وجدل
القانونيين، يليق بنا أن ننظر لـ«الإرهابى» كعمل أصبحت ملكيته لكل من
شاهده، وأن نرى الأثر الذى يتركه فى قلوب وعقول المتلقين، من دون الدخول فى
تفاصيل الفيلم التى يعرفها المتفرج والقارئ.
لو اختير للفيلم عنوان آخر، لكان «قلب يتفتح للحياة»، فبقدر كبير من رحابة
الأفق، عالج «الإرهابى» موضوعه الجاد، الصعب. وهذا ما جعل الفيلم عملا
رقيقا، شفافا، برغم ما فيه من طلقات رصاص ودم وعنف. ابتعد كاتب السيناريو
لينين الرملى، عن الخطابية الرنانة، وعن الجفاف الذى كان من الممكن أن يقع
فيه إذا اتجه إلى إدانة هذا الطرف لحساب الطرف الآخر، فالكاتب الكبير، هنا،
يرد، بمنطق الحياة، وصدق العواطف، ودفء العلاقات الإنسانية، على التعصب
المقيت، والكراهية المرة، والنزعة الجنونية لتكفير الآخرين، ويحسب للفيلم
الشجاع، أنه جاء إبان انتشار الإرهاب، متجسدا فى السطو على محال الذهب،
وحرق دكاكين الفيديو، واغتيال أصحاب الأفكار المستنيرة، أو المختلفة مع
حاملى السكاكين والمسدسات، الذى قتلوا الشيخ الذهبى والكاتب فرج فودة،
وحاولوا ذبح أديبنا الأثير، المعبر عن ضمير مصر، نجيب محفوظ، بالإضافة
لإطلاق رصاصات الغدر، على السياح، فى القاهرة وأسوان.
على عبدالظاهر، بأداء موفق من عادل إمام، شاب فقير، أغلقت أمامه نوافذ
الأمل، والمستقبل، وبالتالى وجد بغيته فى جماعة تكفر المجتمع، ويضطر، فى
مأزق وعر، أن يختبئ عند أسرة مصرية طيبة، متحابة، دافئة العلاقات، وهنا
يكمن جوهر الفيلم، فالإرهابى، ليس مجرد وحش، أو كائن بلا قلب، فبطلنا، يدرك
شيئا فشيئا، أن الحياة متنوعة الألوان، والأفكار، وأن العنف ليس سيد
الأخلاق، ولكن اسوأها، ويتحول إلى إنسان جديد، بفضل حنان ربة البيت، وما
يعايشه من نزاهة الطبيب، رب البيت، الذى يخرج فى منتصف الليل، لإنقاذ
مريض.. وإذا كان ثمة بعض المآخذ الفنية التى قد تؤخذ على الفيلم، فإنها لا
تقلل من قيمته كعمل بنَّاء وممتع، حققه المخرج الكبير نادر جلال، يستحق
الاحترام، بصرف النظر عن مدى صحة الأخبار المبهمة، عن وقوعه فى قبضة غامضة،
حيث لا يستطيع المتابع إلا أن يعلن، بضمير مستريح: ارفعوا أيديكم عن..
«الإرهابى».
الشروق المصرية في
08/02/2012
فى قضية عادل إمام.. لا بديل عن الانتصار
خالد محمود
ليس تعليقا على الحكم القضائى، لكن بدون شك يأتى حكم المحكمة بحبس الفنان
الكبير عادل إمام ثلاثة أشهر بتهمة الإساءة للإسلام أو ازدراء الأديان فى
بعض أعماله السينمائية والمسرحية ليشكل عائقا كبيرا أمام جبهة الإبداع
المصرى، بل وربما يصيبها بصدمة وهى على مشارف مستقبل جديد تحاول فيه البحث
عن حقوق أصيلة لها فى صياغة وطن جديد.
ففى الوقت الذى تسعى فيه الجبهة لفتح آفاق جديدة لحرية الإبداع، وعلاقة
صناع الفن بمنظومة الدولة الجديدة بعد أن عانت كثيرا من قوانين ونظم وتجاهل
أدت إلى الإحباط والتراجع فى عصر الرئيس المخلوع، يجىء الحكم على عادل
إمام، وعن أعمال مسبقة لتزداد المخاوف وتتسع دائرة القلق عما هو قادم.
نحن لا نعترض على حكم قضائى لكن هذا الحكم يتحدث عن أعمال قدمها الفنان فى
الماضى وكأنه يفتح مجالا لكشف حساب لأعمال الفنانين السابقة وبمثابة تحذير
لإبداعهم الجديد فى المستقبل.
وإذا نظرنا لما جاء فى الحكم من أن الفنان قد أساء إلى الدين فى أعمال مثل
فيلم «مرجان أحمد مرجان» ومسرحية «الزعيم» وربما «الإرهابى»، فإننا سنجد
أنها أعمال كوميدية خفيفة، ورغم أن المشاهد لم يشعر ولم يقف عند اى شىء من
قبل هذه الإساءة، فإنه تعامل مع عمل كوميدى ملىء بالمواقف الساخرة التى
تدين حقبة وعصرا وظروفا شملت اطيافا عديدة من المجتمع بما فيها بطل العمل
نفسه، ففى الفيلم هناك رجل الاعمال مرجان الذى استفاد من العصر وخطاياه
وانفتاحه بدون رابط أو قانون، وفى مسرحية الزعيم وجدنا المواطن البسيط الذى
ألقت به الظروف عبر رؤية ساخرة فانتازية يستحيل تحققها فى الواقع ليكون فى
مكان شخصية الرئيس. وبالقطع كانت هناك مواقف ساخرة من جميع الانماط
والنماذج التى تتلاعب بكل شىء وعلى حساب اى شىء من اجل تحقيق اهدافها
واستقرارها.
واقع الأمر ان ساحة الفن والإبداع المصرى سوف تواجه خلال المرحلة المقبلة
عقبات كثيرة مؤرقة، ربما تعمق من جراح الأزمة، وربما يخشى الكثيرون من
الإفراج عن احلامهم، لكنى أرى ان على المبدعين والفنانين ان يتمسكوا بهذه
الأحلام وألا يدعوا ظروف ملابسات قضية أو أكثر تؤثر على مزاجهم وطموحاتهم
وأن يحرروا أنفسهم من اى مخاوف، وان يهيئوا انفسهم لصراع لا بديل عن الخروج
منه منتصرين، ويجب ان يعقدوا العزم بحق على عودة مختلفة للفن المصرى تعيد
له بريقه ومكانته دون أى أفكار مسبقة من وجود حجر أو رقابة أو كيانات تحدد
لهم ما يجب ان يقدمونه وما لا يجب، فالفن لا يخضع لروشتة او لوصاية، فقط
ينتمى لرؤية المبدع وأفكاره، وحتى يكون لما يطرحونه دور فى استكمال مسيرة
واقع فنى حضارى، والكرة كلها فى ملعب شباب الفنانين الموهوبين وشيوخهم.
الشروق المصرية في
08/02/2012
هذه الجملة تشعرنى بالقلـق
قال النجم العالمى عمر الشريف إنه يخشى على الفنانات المصريات من الجلد حال
تطبيق دستور جديد يتم العمل عليه الآن، وقد يتخذ الشريعة الإسلامية منهاجا
له. وقال إذا ما وضعت جملة فى الدستور «بشرط ألا يتعارض الفن مع الشريعة
الإسلامية، فإن ذلك قد يؤثر على حرية الإبداع».
وأضاف الشريف فى تصريحات لموقع
mbc أن «هذه الجملة المطاطة قد تجعلنى غير
مطمئن كثيرا على حال ومستقبل الفن المصرى، والذى قد يتحول فى يوم وليلة إلى
شبيه للفن الإيرانى، والذى جلدت فيه ممثلة لمجرد أنها كشفت شعرها أثناء
التمثيل».
يذكر أن الشريف وافق على العودة للسينما العالمية بفيلمى «نداء الموانى»
و«عبور الصحراء»، والمزمع تصويرهما خلال هذا الشهر، بعد أن رفض عشرات
الأفلام مؤخرا رشحته فى أدوار مهمة وكبيرة.
وأضاف أن أسرار كثرة العروض التى تنهال عليه «لأنه مازال نجما عالميا
مطلوبا، وأن هناك افتقادا للنجوم من هم فى عمره الآن، والتى تتطلب وجودهم
العشرات من الأفلام المهمة، كما أن السينما العالمية لا تعامل الفنان
العالمى كخيل الحكومة فى مصر عندما يكبر يطلقون عليه الرصاص.
وأضاف الشريف عن تفاصيل فيلميه الجديدين، وقال: «إن الفيلم الأول عن رواية
الكاتب اللبنانى الأصل الفرنسى الجنسية أمين معلوف باسم «نداء الموانى»،
والفيلم تقاسمنى بطولته جميلة جميلات العالم ريتشل ويز، والفيلم إنتاج
أمريكى، ودورى يتم تصويره فى باريس».
وتابع أن فيلم «نداء الموانى» يقدمنى كبطل رئيسى من خلال دور ستسند مرحلته
الشبابية لممثل شاب، ويبدأ الفيلم بالمرحلة الراهنة التى أجسدها، ثم مرحلة
أخرى كفلاش باك بالممثل الشاب، ثم أعود لاستكمال بقية الأحداث إلى نهايته».
وشدد على أن منتج الفيلم كارلوس سليم الملياردير المكسيكى الجنسية، وهو من
أغنى أغنياء العالم، قرر إنتاج الفيلم إعجابا بى، لأنه يعتبرنى نجمه
المفضل، وجاهز لوضع الميزانية التى يتطلبها الفيلم.
ووافق الشريف على فيلم «عبور الصحراء»، وهو فيلم إنجليزى من إنتاج وإخراج
محيى قندور، وهو إنجليزى الجنسية باكستانى الأصل، وقال: «سيتم تصوير دورى
فى أمستردام بهولندا
الشروق المصرية في
08/02/2012 |