جولة في سينما العالم
* الجادّون في قضايانا الثقافية يعتبرون أن السينما الترفيهية هي سينما
الهروب من الواقع. وهي بالفعل كذلك، لذلك أنا معها. وسؤالي الدائم كان، ولا
يزال، ما الذي في واقعنا لا يستحق الهروب منه؟
السينما وُلدت لكي تكون عاكسة لكل ما تحفل به الحياة. لم يكن ذلك قرار أي
من المخترعين الأوائل وهم كثيرون نبتوا قبل العصر الصناعي وخلاله ولا قرار
من قاموا بتطوير فن الصورة الملتقطة إلى فن السينما كما هو قائم الآن. بل
إن هذا الانعكاس كان تحصيلا لا بد منه كون ما في الفيلم هو واحد من ثلاثة:
ما في الحياة ذاتها أو ما في خيال الأحياء فيها أو ما في الاثنين معا.
هي تنقل الواقع بدورها. بعد عشرين سنة إذا ما أحبّت أن تنظر إلى الأمس الذي
هو اليوم، ستجد مئات الأحداث تغرف منها. الآن تستطيع أن تغرف منها، وهي
تفعل ذلك بفضل الرغبة في محاذاة ما يدور ويقع والتعليق عليه في آن واحد.
وبصرف النظر عما إذا كان هذا التعليق مطلوبا أو مرغوبا، فإن المسألة
الجوهرية، ومنذ كارثة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، هي أن الحياة التي
نعيش باتت أغرب من الأفلام ذاتها. منذ متى - مثلا - تشاهد سيارة تنطلق فوق
الشوارع الخطرة تتسبب في صدام سيّارات كثيرة، تطير فوق شاحنة وتحط فوق قطار
ثم تنحرف عنه وتسقط في شلال ثم يخرج منها سائقها سليما ليجد أمامه تمساحا
مفترسا فيصارعه وما إن يجهز عليه ويسبح إلى الشاطئ حتى يرى مطارديه وقد
التفّوا من حوله وكل يحمل رشاشين وثلاثة مسدّسات وبضعة صواريخ آر بي جي
يطلقونها عليه وهو لا يموت بل يتفاداها حسبما أوصاه بذلك السيناريو.. أقول
منذ متى تشاهد كل ذلك ولا تحرّك ساكنا؟ لا يدهشك الأمر ولا يُثيرك الإخراج
ولا تفعل فعلها المؤثرات ولا تزيدك مشاهد الأكشن تشويقا؟
سأقول لك. منذ أن تجاوزت الحياة الحاضرة كل ذلك بإقدامها على التجارة
بالأخبار والتحديق في التفاصيل والإسراع في نقل الفواجع. منذ أن بات كل ما
كنا نعتقد أنه لا يحدث إلا في الأفلام، يحدث في الحياة ذاتها وأكثر منه. هل
شاهدت مثلا في أي فيلم من الأفلام مباراة كرة قدم تنتهي بمذبحة يسفر عنها
74 قتيلا؟ هل شاهدت حروبا بين الأمم تسفر عن ملايين القتلى؟ هل كانت سببا
في جوع فرد أو تشريد طفل أو الاتجار بامرأة؟ هي نقلت وأصبغت وأضافت ما هو
موجود في الحياة ذاتها حينا، وأغلقت عينيها وأمّت المواضيع الهاربة من كل
تلك الآلام أحيانا أخرى - ومعها حق.
على الأقل في السينما لا يموت أحد. تشاهد الممثل الشرير يُقتل في كل فيلم
ثم يعود في الفيلم الذي وراءه. تشاهد دمار المدن وتعرف أنه خداع فأنت في
المدينة التي يقولون أنها دُمّرت. وحتى لا أطيل، فإن الخلاصة هنا هو: سينما
الهروب من الواقع ليست بالضرورة سينما سيئة. في أيامنا هذه على الخصوص، هي
الابتسامة الوحيدة الباقية.
ليام نيسون.. رجل المغامرات
قال لـ «الشرق الأوسط»: أن يصدقك المشاهد هو أفضل ما تستطيع إنجازه كممثل
* في فيلمه الحالي «الرمادي» نرى ليام نيسون على وجهين لا ثالث لهما: رجل
ينظر إلى وجه زوجته التي يحب وهي تعطيه الأمل وتشجعّه على المضي في الحياة
من دونها، ووجه رجل ينظر إلى وجوه الذئاب التي تحيط به وهي تمنحه كل ذلك
القدر من الكره والعداء. بين الوجهين نراه يحط في وسط جبال من الصقيع بعدما
تحطّمت الطائرة التي كان يستقلّها. هو وبضعة رجال يبدأون رحلة بلا وجهة.
الأمل الوحيد هو أن ينجوا بأنفسهم من تلك الذئاب الرمادية التي تلاحقهم.
ليس فيلما هين التعامل معه أو العمل فيه. وليام نيسون يضيفه إلى سلسلة من
أفلام المغامرات والأكشن. هذه المرّة عليه أن يسبر غور الجليد فوق شمالي
ألاسكا، لكنه في أفلام أخرى يصارع أعداءه في المدن والأرياف وحتى على سطح
الكواكب الأخرى. الممثل الذي تم اكتشافه ورالف فاينس في فيلم «قائمة شندلر»
انتهج حياة سينمائية ناجحة ومستمرّة حيث يحط هذا الفيلم «غير الشبابي» في
المركز الأول في الإيرادات.
·
كم نسبة الذئاب المصنوعة على
الكومبيوتر؟
- معظم الوحوش التي في الفيلم هي أينما - إلكترونيك (أنيماشن إلكترونية)
لذلك خرجت من التصوير حيّا (يضحك). المخرج جو كاراهان صوّر القليل من
الفيلم مع ذئاب حقيقية بصحبة مروّض، لكن من الصعب جدّا ترويض ذئب، لذلك لم
نصوّر منها إلا القليل جدّا.
·
لكن على الأقل الصقيع كان
حقيقيا.
- صحيح. في الأسبوع الأول كنا نصوّر في درجة حرارة تدنّت إلى 30 تحت الصفر
وفي الأسبوع التالي وصلت إلى 37 تحت الصفر. لم أدخل تجربة كهذه في حياتي
على الإطلاق. أمضينا وقتا عصيبا بالفعل.
·
هل هناك مواقع تصوير لأفلام أخرى
كانت على هذا النحو من الصعوبة؟
- نعم. هناك موقعان. صوّرنا فيلم «المهمّة» في أدغال كولومبيا حين هاجمتنا
العناكب وكل نوع معروف وغير معروف من الحشرات السامّة. كنا ندافع عن
أرواحنا عمليا ضد العناكب التي كانت تتسلّق سيقاننا. الموقع الثاني حين كنت
أصوّر دوري في «ستار وورز: الشر الخفي» في تونس ودرجة الحرارة كانت 120.
كنت أرتدي، وباقي الممثلين، كل تلك الملابس الثقيلة. شخصيا كنت أرتدي
باروكة شعر ولحية مستعارة وتحت تأثير الحرارة أخذا يتساقطان. كان ذلك وضعا
مستحيلا أيضا.
·
تؤدي شخصية رجل متوحّد يجد نفسه
بين مجموعة من الرجال وسرعان ما يتبلور كقائد طبيعي بينهم في ظرف يحتاج إلى
قيادة. هل تعتقد أنه من السهل بمكان كبير قيادة أي فريق في ظرف عصيب كهذا؟
- ربما ذلك هو الأمر الوحيد المتاح. في مثل هذه الظروف التي نراها في
الفيلم ليست هناك خيارات كثيرة. كل رجل من تلك الشخصيات يملك جوانب مثيرة
للاهتمام وهذا واضح في الفيلم. ربما أنا الأكثر شهرة لذلك أنا في الصدارة،
وربما الدور ينص على أن أكون، لكن الفيلم يتوقّف عند أكثر من فرد ليمنحه
جزءا مهمّا من الوقت يعكس فيه ماضيه وحاضره. الشخصية التي أؤديها هي شخصية
صيّاد مدرّب على صيد الذئاب ويعرف عنها ما يكفي لكي يقود. طبعا في البداية
هناك من لا يريده أن يقود، لكنه لا يوفّر بديلا يوافق عليه الآخرون. أعتقد
أنه في ظروف حياة أو موت كهذه فإن الحس المنطقي يقود إلى أن يثق المجموع
بالفرد الذي يعرف أكثر. إنه الأمل.
·
هل كنت بحاجة لأن تستحضر من
حياتك الخاصّة مفتاحا تدخل به الشخصية التي تؤديها هنا؟
- كل ممثل أعرفه يستعير من حياته الخاصّة مدخلا للشخصية التي يقوم بها.
هناك مرجع ما عليك، كممثل، أن تعود إليه. شخصيا وجدت هذا المرجع في ملحمة
شعرية بعنوان «البحّار القديم» كتبه كولريدج (شاعر إنجليزي رومانسي اسمه
الكامل سامويل تايلور كولريدج وعاش في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر).
وجدت نفسي حين كنت أقرأ السيناريو على اتصال بتلك الأبيات التي قرأتها حين
كنت مراهقا وبقيت في بالي إلى الآن. بطبيعة الحال، هذا لا يمكن قراءته في
الفيلم، بل يبقى بين الممثل ونفسه.
·
أنت لا تهاب الأدوار التي تتطلب
جهدا بدنيا كما هو الحال في هذا الفيلم ومن قبله في «الفريق أ» و«مملكة
السماء» و«مخطوفة». هل تتمرّن عليها قبل التصوير؟
- أقوم بتمارين رياضية مختلفة بصرف النظر عن حاجة الفيلم لها أم لا. بطبيعة
الحال لا أقوم باختيار نوع على آخر. السيناريو هو كل شيء يستند عليه الممثل
في قبوله الدور. طبعا أحيانا هناك عوامل أخرى، لكن في الأساس على السيناريو
أن يمثّل شيئا لهذا الفنان الذي سيقوم بالتمثيل فيه، وإذا لم يفعل لا داعي
له. لقد ظهرت في أدوار كثيرة لم تتطلب جهدا بدنيا وأحببتها وما زلت مستعدّا
لها. لكن الفيلم التشويقي أو المغامراتي كهذا الفيلم أعتقد أنه ينجح أكثر
في منح الصورة الأخرى للشخصية التي هي عادة ما تكون بعدا خاصّا يحتاجه
الممثل.
·
كيف ذلك؟
- سأوضّح.. شخصيتي في «الرمادي» مزوّدة بمشاهد أتذكّر فيها المرأة التي كنت
أحب ومدى تأثير كلماتها في تحمّلي مشاق ما يدور. هذا عنصر مهم وفعّال وينجح
أكثر في الأفلام التي تتطلّب أوضاعا قاسية كهذا الفيلم.
·
لقد تابعت أفلامك الأخيرة من حيث
نتائجها التجارية. لديك جمهور كبير في الولايات المتحدة. أفلامك تحقق
أرباحا جيّدة خصوصا عندما تكون من نوع المغامرات أو الأكشن، رغم أنك لا
تنتمي إلى سن المراهقين الذين يشكّلون غالبية المشاهدين هذه الأيام.
- هذا جيد. لا اعتراض لي عليه. ومن دون أن أخسر تواضعي أمام قرائك، نعم.
لاحظت أن هذا النوع من الأفلام يلقى رواجا. هل عندي تفسير علمي لذلك؟ لا.
لكن أعتقد أن هناك جمهورا يثق بأن الشخصية التي أؤديها يمكن تصديقها. وهذا
رائع. أن يصدقك المشاهد هو أفضل ما تستطيع إنجازه كممثل بصرف النظر عن
الدور.
·
صحيح.. كذلك، وعلى مستوى آخر،
تبدو لي أنك لا تهاب الوحدة. في أفلامك مثل «مخطوفة» و«الرمادي» و«غير
معروف» هناك قدر كبير من الوحدة في شخصيّتك. هل هذا صحيح؟
- إذ تذكر ذلك ربما كان صحيحا. لكن ليس إلى درجة مؤثرة. معظم المغامرات
ليست جماعية على أي حال. في «الرمادي» ننطلق مجموعة وأنتهي وحدي.
·
هل تخرج للصيد؟ هل تحب الطبيعة؟
- نعم لكن ليس في ألاسكا (يضحك). أحب صيد السمك في الأنهار وأقدم على ذلك
بمفردي. لست من النوع الذي لديه حل لكل معضلة قد تقع لي خلال رحلاتي
الطبيعية، لكني دائما ما أتسلّح بسكين سويسري وبوصلة.
·
لكن بيت القصيد هو أنك الآن في
أفلام أكشن أكثر مما كنت عليه قبل عشر سنوات مثلا.
- بعد نجاح «مخطوفة» وجدت أن نسبة السيناريوهات التي تصلني والتي تحتوي على
قصص مطاردات وحركة وأوضاع تتطلب جهدا بدنيا ازداد على نحو ملحوظ. كما لا بد
تعرف، لا أطلب شيئا محددا. لكن ما ذكرته سابقا من نجاح هذه الأفلام يجلب
العديد منها. لن أعارض مشروعا جيّدا منها. عمري الآن 60 عاما وما زلت
أستطيع القيام بها ربما لعامين أو ثلاثة. بعد ذلك سنرى.
·
جورج لوكاس يقوم حاليا بتجهيز كل
أفلام «ستار وورز» بما فيها الفيلم الذي مثّلته بنظام الأبعاد الثلاثة،
وأنت مثلت فيلما بالأبعاد الثلاثة هو «صدام الجبابرة»
Clash of Titans. ما رأيك بذلك؟
- صراحة لا أحب الأبعاد الثلاثة مطلقا. لست من أنصارها. الفيلم الذي تذكره
لم يترك في أثرا كبيرا. والآن نحضّر لـ«غضب الجبابرة» بالأبعاد الثلاثة
وسأكون سعيدا بتمثيله لكن مشاهدته بالأبعاد الثلاثة أمر لا يهمّني كثيرا.
أنا شخص البعدين. أحب الشاشة المسطّحة وأقصى ما يثيرني هو التقدم الكبير في
الصوت. الآن يأتي الصوت مجسّما على نحو متقن.
بين الأفلام
*
Tinker Tailor Soldier Spy (3*)
بريطاني/ فرنسي/ ألماني - 2011 إخراج: توماس ألفردسون ممثلون: غاري أولدمن،
مارك سترونغ، جون هيرت، كولين فيرث.
النوع: جاسوسي.
من المحتمل، تقول في نفسك وأنت تشاهد «سبّاك خيّاط جندي جاسوس» أن يكون
بيرسي (يقوم به توبي جونز) هو الجاسوس أو الشامة، كما يطلق عليها الفيلم.
إنه شخص يكره الآخرين ومكروه من قبل معظمهم. أو ربما هو جيم (مارك سترونغ)
الذي يبدو متواطئا مع الجميع أو روي (كولين فيرث) الذي يبدو أذكى المجموعة،
أو هل يكون «كونترول» (جون هيرت) نفسه؟ لا أحد يعرف ولا أحد يجب أن يعرف
قبل نهاية فيلم المخرج توماس ألفردسون الذي جاء «من البرد»، حسب عنوان
رواية أخرى لجون لي كاري كاتب الرواية وروايات أخرى من بطولة العميل جورج
سمايلي. ففي نهاية المطاف، سيخسر الفيلم قدرا كبيرا من قيمته التشويقية إذا
ما أمّ المجموعة المشتبه بها على نحو مباشر. لكن المشكلة هنا هي أن التشويق
بحد ذاته لا يتبلور كهدف ناجح. نعم هناك نصيب منه، لكن التمهل في سرد
الأحداث والغوص الدائم في تفاصيل كان يمكن المرور عليها ضمن إيقاع أكثر
تحررا يعرقلان البقاء على وتيرة تشويق واحدة طوال العرض الذي يصل إلى أكثر
من ساعتين بقليل.
من دون أن يكون القصد نقد النقاد، إلا أن الزملاء الأجانب كانوا مغالين في
تقدير هذا الفيلم. إنه بارد الأوصال عن قصد (وإنجاز ذلك هو فعل خطر وسلاح
ذو حدّين)، معنى بتفاصيله عن غاية، مزدان بالأجواء الرمادية على نحو هادف
وراصد لما لا يُقال مباشرة بالصورة أو بالصوت بدراية. لكن حسنات كل ذلك
تتحوّل إلى عبء بسبب الضجر الذي يسببه الفيلم من حيث لا يقصد أيضا.
روايات جون لي كاريه الجاسوسية قدّمت لنا العميل جورج سمايلي محفوفا بحزن
شديد على وضع ليس من صنعه. طبعا هو ليس جيمس بوند وكل الجواسيس الفعليين
أبعد من تلك الصورة التي رسمها إيان فليمنغ وعاشت عليها السينما منذ مطلع
الستينات، لكنه شخصية رمادية في عالم رمادي يرقب ويحل الألغاز (واللغز هنا
هو من هو هذا الجاسوس الذي يعمل لصالح الروس في حكاية تدور رحاها في
السبعينات وزمن الحرب الباردة بين الشرق والغرب؟) بتؤدة. لا يستطيع أكثر من
ذلك. حتى مباهج الحياة نفدت أسبابها منه. في الرواية السابقة لهذا الجزء
وعنوانها «نداء للموتى» كتب لي كاريه: «يحزنه أن يشهد في نفسه الموت
المتدرّج للملذات الطبيعية». وغاري أولدمن يجسّد هذه الشخصية كما لو كان لي
كاريه وضعها بناء عليه.
العنوان يحمل ألقابا تم توزيعها على العملاء البريطانيين مثل الخياط،
ومقصود به كولين فيرث والسبّاك هو توبي جونز والجندي هو شياران هيندز ولكن
المشاهد سيمضي الكثير من الوقت لكي يربط بين كل شخصية وأخرى بحيث أن تلك
الألقاب لا تستحوذ إلا على أقل قدر من اهتمامه. ما يجلب الاهتمام هو ذلك
الأداء المميّز من طاقم الفيلم، ليس مميّزا لاختلاف شخصية كل ممثل (فهذا
طبيعي) بل مميّزا بسبب الشخصيّة التي يتقمّصها كما يرتدي منا الواحد ثيابه.
في الوقت ذاته فإن الواقعي إلى حد بعيد ما تعكسه من سلبيات بين هذه
الشخصيات وبين عالمها السياسي والوظيفي. لذلك حين يقول أحدهم ساخرا «العربي
تستطيع استئجاره، لكنك لا تستطيع شراءه» فإن ذلك يجب أن لا يؤخذ كما لو كان
هجوما. هو مجرّد كلام صادر عن شخص هو في الأصل غير جدير بالثقة حسب وصف
الفيلم. الواقع أن لي كاري دائما ما وصف شخصياته بأنهم غير جديرين بالثقة.
في هذا العالم كلّهم يستأجرون وبعضهم للبيع فعلا.
شباك التذاكر
* ذئاب وصقيع ورجال شجعان 1 (-)
The Grey: $22,741,284 (3*)
جديد | بضعة رجال فوق الجليد وحولهم ذئاب جائعة. بطولة ليام نيسون 2 (1)
Underworld: Awakening: $12,708,121 (1*) تراجع | أكشن مأخوذ من ألعاب فيديو حول صراع
دائم بين الفامبايرز والوحوش.
3 (-)
One For Money: $13,991,351 (1*)
جديد | كاثرين هيغل تسعى لمغامرة بوليسية تعيدها إلى صديقها الأول 4 (2)
Red Tails: $10,626,200 (3*) تراجع | حتى جورج لوكاس وجد صعوبة لتمويل هذا الفيلم 5 (-)
Man on a Ledge: $8,001,472 (2*) جديد | تشويق متواضع النتيجة بطلها رجل (سام
وورثنغتون) يهدد بالانتحار 6 (4)
Extremely Loud and Incredibly Close: $7,145,004
تراجع | توم هانكس واحد من ضحايا كارثة سبتمبر وابنه يتذكّره 7 (16)
The Descendants: $6,812,210 (4*) جديد | جورج كلوني في هذه الكوميديا الواثبة
للصدارة بسبب الترشيحات 8 (3)
Contraband: $6,532,250 (2*)
سقوط | جنائي حول مارك وولبرغ ضد العصابة التي تهدد حياة أخيه 9 (5)
Beauty and the Beast: $5,345,268 (3*)
تراجع | أنيماشن قديم من «ديزني» لم يلق رواجا 10 (5)
Haywire: $4,868,144 (3*)
سقوط | جينا كارانو تسعى لمعرفة من يكشف أسرارها لدى السي آي أيه.
قريبا على الشاشة
* حتى لا تجوع جنيفر لورنس يتبلور
The Hunger Games
كأحد أكثر الأفلام إثارة للفضول على صفحات الإنترنت هذه الأيام. إنه مشروع
حديث العهد نسبيا إذ بوشر بتصويره مطلع الخريف الماضي وبات جاهزا للعرض في
الشهر المقبل. بعد توالي عدد من الممثلات على الدور الأول، انتهى إلى جنيفر
لورنس التي تؤدي شخصية امرأة تشكل وجوش هتشنسن ثنائيا يدخل مسابقات خطرة قد
تؤدي للموت وذلك في برنامج ألعاب تلفزيونية حيّة. الإخراج لغاري روس ومن
المشاركين: وودي هارلسون، ستانلي توشي، اليزابث بانكس، ألكسندر لودفيغ.
الشرق الأوسط في
03/02/2012
ثغرة في جدار جبهة حرية الإبداع
فنانون يريدونه «نظيفا» على طريقة «الإخوان»
القاهرة: طارق الشناوي
عندما سألوا شعبان عبد الرحيم باعتباره أكثر مطرب غنى لمبارك ماذا يفعل بعد
نجاح الثورة، أجابهم: «غنيت لمبارك لأنه كان الرئيس، ولو وائل غنيم مسك
الحكم حاغني لوائل، ولو الإخوان حكموا مصر حاعتزل الغنا واقرأ قرآن كريم».
نموذج بالطبع صارخ وفج للفنان الذي يعوم على عوم السلطة أيا كان توجهها،
ورغم ذلك فإن شعبان لا يمكن اعتباره حالة استثنائية، هناك كثيرون يتحسسون
الآن الخطوة القادمة على حسب توجه السلطة، إلا أنه على الجانب الآخر بدأت
أصوات من الفنانين تعلو مطالبة بالحرية. هناك إحساس يزداد بأن التوجه
الإسلامي بجناحيه الإخوان والسلفيين سوف يمارسون قدرا من القيود ضد الفنون
كلها، ومن البديهي أن يتصدى التيار الديني لتلك الأعمال الفنية مستندا إلى
المفاهيم التي تربط مباشرة بين القيمة الأخلاقية والإبداع، إلا أن المعادلة
بدأت تميل كفتها لصالح التيار الإسلامي، حيث بدأ عدد من السينمائيين
يقولون: «هل نطالب بالحرية من أجل أفلام خالد يوسف وإيناس الدغيدي؟»، وبعض
من المطربين والمطربات لديهم تحفظات كثيرة، لم يعلنوها قبل أن يسيطر حزب
العدالة والحرية وحزب النور على الأغلبية البرلمانية داخل مبنى مجلس الشعب
(البرلمان). كثيرا ما استمعت إلى انتقادات من هاني شاكر وإيمان البحر درويش
ومحمد فؤاد وغيرهم على أغنيات الفيديو كليب، والبعض كان يطلق عليها تهكما
«العري كليب». هؤلاء لديهم تحفظاتهم على ما تبثه القنوات الغنائية، ويشعرون
أن تلك المساحات التي تمنح لعدد من مطربات الفيديو كليب هم الأولى بها، بل
إن نقيب الموسيقيين إيمان البحر درويش يمنع تصوير النساء في أغانيه حتى لو
كنّ محجبات. ويبقى في المعادلة أهم ما فيها وهو الجمهور، ما الذي يقوله رجل
الشارع العادي؟ في الغالب لديه نفس الإحساس بأن هؤلاء الغاضبين يعبرون عن
قضية خاصة بهم هم ليسوا طرفا فيها، بل على العكس هم يرون أن الكثير من
الأفلام تحمل الكثير من المشاهد التي ينبغي حذفها.
أغلب الفنانين الذين شاركوا في مظاهرة الفنانين التي توجهت إلى مجلس الشعب
وقبلها المؤتمر الذي عقد في نقابة الصحافيين لم يستطيعوا أن يكسبوا إلى
جانبهم رجل الشارع، خصوصا وأن هناك من تظاهر أمام مجلس الشعب وهو يسأل عن
حق الدم للشهداء الذين أريقت دمائهم وزهقت أرواحهم ولم يتم حتى الآن القصاص
من القتلة. وكما ذهب الفنانون إلى مجلس الشعب مطالبين بحق الحرية، كانت قد
سبقتهم أسر الشهداء للمطالبة بحق الدم. بديهي أن رجل الشارع عندما يرى
المظاهرتين سوف يتضاءل كثيرا أمامه قضية حرية التعبير، خصوصا وأن مفهوم تلك
الحرية صار مغلوطا ومنتقدا من قطاع وافر من المصريين لا يرتاح إلى تلك
الحرية وما تثيره من تداعيات.
الناس أو نسبة غالبة منهم تعتقد أن الحرية التي يطالب بها الفنانون وخصوصا
السينمائيين هي حرية تبحث عن التجاوز الأخلاقي. المتفرج العادي الذي لديه
ملاحظات سلبية على ما يقدمه خالد يوسف أو إيناس الدغيدي أو الراقصة دينا،
يعتقد أن التيار الإسلامي من خلال الأغلبية التي حققها في مجلس الشعب سوف
يحميه من كل ذلك، ولهذا ينظر بقدر كبير من الريبة إلى من يرفع شعار الحرية،
وينتظر بفرح ولهفة المنقذ القادر على أن يمنع ويحذف!! أغلب فئات المجتمع مع
الحرية ولكنهم يتوجسون منها عندما تقترن بالفن. ومن ملاحظاتي أثناء تدريسي
لمادة النقد الفني في كلية الإعلام جامعة القاهرة أن الطلبة تحكمهم وتتحكم
فيهم في التعاطي مع الفنون معايير أخلاقية متحفظة في مجملها وخادعة في قسط
وافر منها. هم أسرى نظرة تقيم العمل الفني بمدى التزامه بتلك المعايير التي
نشأوا عليها. محاولاتي دائما هي أن أظهر للطلبة وحملة أقلام النقد والصحافة
في الأيام القادمة أنه لا يوجد تناقض بين الفن والأخلاق في معناها المباشر،
ولكن الفن لا يقيم بتلك المعايير. إنه فقط يخضع لعلم الجمال (الاستاطيقا)،
هذا هو ما يتوقف عنده المتذوق إذا أراد أن يعيش الحالة الفنية.
هل يدرك الناس ذلك؟ القضية تبدو عند البعض بأنها أقرب إلى القضية الفئوية
منها إلى قضية المجتمع، ولن يستطيع الفنان أو المثقف أن يكسب أرضا إلا إذا
كان الشارع إلى جانب الفنان.
خرج في مظاهرة المطالبين بالحرية وزير الثقافة المصري الحالي د. شاكر عبد
الحميد، بينما مجلس الشعب اختار للجنة الثقافة والإعلام والسياحة محمد عبد
المنعم الصاوي، الذي شغل في أول حكومة بعد الثورة موقع وزير الثقافة لأيام
محدودة، واشتعلت المظاهرات ضده فاضطر إلى مغادرة موقعه. من المؤكد أن
الصاوي لديه ثأر ممن اعتقد أنهم أطاحوا به، هو قد أشار في مقال له بعد
مغادرته الكرسي ببضعة أيام أنه اطلع على الكثير من الوثائق والملفات تدين
من هاجموه، وأنه سوف يرد عليهم في التوقيت المناسب. هل حان الوقت، خصوصا
وأن لجنة الثقافة والإعلام والسياحة منوط بها مراقبة الوزارات الثلاث؟
الصاوي بطبعه يميل في تعاطيه مع الفنون من خلال «ساقية الصاوي» التي تمارس
نشاطا ثقافيا خاصا في مصر.. يميل إلى ممارسة الرقابة الصارمة على كل ما
يعرض بالساقية، صحيح أنه لعب دورا مؤثرا خلال السنوات الأخيرة في مجال
الثقافة والفنون وبمبادرة شخصية عندما استطاع أن يحيل «خرابة» تقع تحت أحد
الكباري الشهيرة بالقاهرة إلى مركز إشعاع ثقافي، إلا أنه أيضا لم يتخلّ في
ممارسته للقيادة عن تلك النظرة المتحفظة للفن والثقافة، وكثيرا ما تدخل
لإيقاف بعض الأنشطة في الساقية!! الوزير السابق صار الآن مسؤولا عن متابعة
أداء وزارات الثقافة والإعلام والسياحة، وهو يملك أوراقا ضد الكثيرين، ربما
كانت الأيام القليلة التي أمضاها في الوزارة قد بددها في تصوير تلك الوثائق
التي سيحيلها إلى قنابل موقوتة. طبول المعركة الثأرية تدق على الأبواب
متزامنة مع توقع فرض قيود صارمة على كل الفنون.
ويبقى الطرف الأهم في كل ما يجري، إنه الناس. إلى من ينحاز المواطن البسيط؟
إن هذا هو الهدف الأساسي الذي ينبغي أن يراهن عليه المبدعون لتصل تلك
القناعة إلى رجل الشارع، وهو أن الدفاع عن حرية الإبداع هو دفاع عن رغيف
العيش!! الصورة كانت تبدو في البداية أن الفنانين لديهم قناعة جميعا بأن
الفن سوف يصطدم بالتيار الديني المحافظ بطبعه، والذي يحرم بعضه استخدام
الموسيقى في الأعمال الفنية، ولكننا اكتشفنا مثلا أن مطربي أشهر أغنية
ترددت في الثورة وهي «يا بلادي يا بلادي» لعزيز الشافعي ورامي عصام ليس
لديهما مانع من تقديم أغنيات بلا موسيقى تتواءم مع ما يطلبه بعض السلفيين
الذين يشعرون بريبة عند استخدام الموسيقى. ربما جاءت قناعات رامي وعزيز
لتعبر عن حالة من عدم الإدراك للمبدأ، وهو أن على الفنان أن لا يخضع لهذا
التيار، إلا أن هناك ولا شك حالة أخرى أراها أشد صعوبة، وهي حالة
الانتهازية التي يتميز بها الوسط الفني، حيث إن البعض سوف يحسبها بمقياس
الربح والخسارة، فإذا كان الإخوان سوف يضمنون له العمل فسوف يقدم لهم العمل
الفني من خلال المواصفات التي يطلبونها، تلك هي الصورة القادمة والقاتمة
أيضا، بل لا أستبعد أن من بين الفنانين الذين أقسموا قبل أقل من أسبوعين في
نقابة الصحافيين على الدفاع عن حرية الإبداع، مَن يمكن أن يحنثوا بالقسم
ليصبحوا هم في طليعة من يقدمون الفنون طبقا لشروط التيار الإسلامي الذي
يملك الأغلبية. إنها ثغرة في جدار جبهة حرية الإبداع، وتلك الثغرة من
الممكن أن تكبر في أي لحظة ليصبح للفن النظيف أتباعه ومريدوه والمدافعون
عنه أيضا!!
الشرق الأوسط في
03/02/2012
حكم قضائي بحبس عادل إمام 3 أشهر بتهمة ازدراء الدين
الإسلامي
قال لـ«الشرق الأوسط»: إنه مؤشر خطير للوضع الذي نعيشه الآن
القاهرة: منى مدكور ومحمود عبد الهادي
بينما يواصل حاليا النجم المصري عادل إمام تصوير أحد المسلسلات التلفزيونية
باستوديو النحاس، فوجئ بصدور حكم قضائي يقضي بسجنه 3 أشهر، وتغريمه ألف
جنيه، بتهمة ازدراء الدين الإسلامي في أعماله الفنية والسخرية من الجلباب
واللحية.
وأبدى إمام اندهاشه من الحكم القضائي الصادر، وقال في تصريحات خاصة
لـ«الشرق الأوسط»: «استغربت كثيرا من هذا الحكم القضائي، خاصة أن الحكم صدر
غيابيا وكان المحامي الخاص بي قد طالب بتأجيل نظر القضية». وأضاف عادل إمام
قائلا «من قام برفع القضية علي بهذه التهمة يعد (جاهلا) لا يعرف ما هو
التفسير الحقيقي لمفهوم ازدراء الأديان وتحديدا الدين الإسلامي»، وتساءل
إمام: «هل كوني أقدم دورا كوميديا به شريحة من المجتمع ترتدي الجلباب
واللحية إذن أنا بذلك أهين الدين الإسلامي؟».
ونفى عادل سابق معرفته بأن أحدا رفع دعوى قضائية ضده، مؤكدا أنه تفاجأ
بالحكم وقال: «لا أعرف مقدم الدعوى ولا أعرف حتى اسمه ولا شكله ولا عمري
شفته». وأشار إمام إلى أنه لا يمكن فصل الواقع الذي تعيشه مصر حاليا، من
سيطرة التيار الإسلامي على الكثير من مجريات الأمور في مصر وما بين طبيعة
الحكم قائلا «إنه مؤشر واضح وخطير للوضع الذي نعيشه الآن».
وأكد أنه سوف يكلف محاميه الخاص باستئناف الحكم، وصرح منتج مسلسل «فرقة
ناجي عطا الله»، صفوت غطاس، أن المسلسل مستمر ولم يتوقف وهناك جدول زمني
موضوع لتصوير العمل، وسيستمر التصوير لمدة أسبوع باستوديو النحاس، نافيا
توقفه بسبب صدور الحكم، مؤكدا ثقته في القضاء المصري الذي يدافع عن حرية
الإبداع.
على صعيد ذي صلة، تدرس حاليا جبهة الدفاع عن الإبداع التي تكونت مؤخرا عمل
وقفة تضامنية بهدف التأكيد على رفضهم لصدور مثل هذه الأحكام التي وصفوها
بأنها «تحد من حرية الإبداع». ولا يعتبر هذا الحكم هو الواقعة الأولى التي
يواجه فيها عادل إمام أزمة بسبب اتهامه بازدراء الدين الإسلامي في أعماله
السينمائية، حيث سبق أن طالب أبو مصعب عبد الودود، أحد أقطاب الجماعة
السلفية في مصر بإهدار دم إمام بحجة انتقاده لحماس والمظاهرات في مصر.
وكان الحكم صدر ضد النجم عادل إمام غيابيا خلال جلسة محكمة جنح الهرم، التي
عقدت برئاسة المستشار محمد عبد العاطي، واتهم عسران منصور، محام سلفي، مدع
بالحق المدني، إمام بالسخرية من الدين الإسلامي والجلباب واللحية في بعض
أعماله الفنية ومنها مسرحية «الزعيم»، وقال عسران في دعواه القضائية إن
إمام في أعماله الدرامية، خاصة فيلميه «مرجان أحمد مرجان» و«الإرهابي»،
يتندر على التقاليد والأزياء الإسلامية، واصفا إياها بالإرهابية، وفي أعمال
فنية أخرى، استخف بالإسلام وسفه تعاليمه، حسب ما ادعاه مقيم الدعوى.
الشرق الأوسط في
03/02/2012 |