ما أحلى الرجوع إليه.. إلى ميدان التحرير أكتب هذه الكلمة وأنا فى
طريقى إلى هناك.. كنت فى مساء 25 يناير من العام الماضى داخل الميدان
وشاهدت ميلاد الثورة، ويوم 26 يناير كتبت على موقع «الدستور الأصلى» هذا
المقال الذى أعيد نشره.
«قبل يومين فقط كنت أعرض فيلم إضراب الشحاتين فى بيت العود التابع
لوزارة الثقافة.. الصدفة كانت وراء اختيارى هذا الفيلم عندما طلب منى
الموسيقار وعازف العود نصير شمة أن أختار فيلما يفتتح به قسما جديدا فى
البيت تم إنشاؤه من أجل تنمية الثقافة المرئية لدى تلاميذه. قفز إلى ذهنى
هذا الفيلم الذى أخرجه حسن الإمام قبل نحو 44 عاما.
واكتشفت أننا نعرض فيلما تحريضيا وذلك قبل ساعات قليلة من اندلاع
المظاهرات فى كل ربوع مصر.. الفيلم تعود أحداثه إلى ثورة 19، ونقطة
الانطلاق هى انتفاضة الشحاتين من أجل المطالبة بالخبز والحرية.. اكتشف
الشحاتون بعد أن كانت قضيتهم هى رغيف العيش أن الحرية هى التى تضمن لهم
رغيف العيش المغموس بالكرامة الوطنية!
الفيلم كان يُعرَض مساء الإثنين الماضى، وبعد أقل من 20 ساعة كانت مصر
تطالب بالخبز والحرية.. فى الصباح استيقظت مصر.. الدولة لا تدرك حجم الغضب
الكامن فى الصدور.
لم يتوقع النظام أن هؤلاء المتظاهرين تجاوزوا مرحلة الخوف وأن
الاستكانة والرضا بالمقسوم لم يعد يتقبلها الناس.. هناك بالفعل إرادة يعلو
نبضها تطالب بالتغيير.. أغلبنا شارك فى الماضى ولو بالصمت فى تلك الحالة..
البعض عاش وهو يعلم أن أقصى طموحه للحيلولة دون الانصياع لسيناريو التوريث
هو أن يدعو بطول العمر وطول البقاء على الكرسى للرئيس مبارك لكى يحول هو لا
أى إنسان آخر دون وصول ابنه إلى سُدّة الحكم فى البلاد.. هكذا صغرت
الطموحات، ومع الأسف لعب القسط الوافر من الفنانين والمثقفين أسوأ الأدوار
وهو التمهيد للتوريث بتلك المقولة التى صارت شعار المرحلة وهى (لا للتوريث
نعم لجمال).. كيف يستقيم الأمر؟ بسيطة، من حقه كمواطن مصرى له كل الحقوق
وعليه كل الواجبات أن يرشح نفسه فى الانتخابات ومن حق المواطن على الجانب
الآخر بكامل إرادته أن ينتخبه أو لا ينتخبه.. تقول كيف سيحدث ذلك ووالده فى
الحكم.. الكل يعلم أن هذا هو المستحيل بعينه وأن كل ما نراه يتم إعداده
لصالح الدائرة الصغيرة من رجال الأعمال الذين ارتبطوا بالسلطة وصارت كل
مصالحهم لديها.. هم لا يدافعون عن شرعية جمال مبارك بل لا يعنيهم سوى
مكاسبهم التى لن تتحقق لو غاب الرئيس ولم يعتلِ جمال الكرسى.. من حقهم
بالطبع الترويج لهذا السيناريو، ولكن ما مصلحة المثقف المصرى فى هذا العبث؟
تكتشف أن الجميع يعلمون أن هذا هو المطلوب منهم وعليهم الترويج لهذا
السيناريو الخائب وأن الرهان على أى حل آخر بعيدا عن الرئيس أو ابن الرئيس
ليس مطروحا بل وغير مسموح به، وأن هذا المثقف تم تدجينه داخل الحظيرة!
نعم سمحت الدولة فى البداية بالتظاهر يوم الثلاثاء، إلا أنها أحاطته
بكردون أمنى.. لم تكن تدرك أن الغضب أكبر مما تصورت الأجهزة ولهذا فتحت
النيران على مصراعيها بعد أن أيقنت أن دائرة الغضب وصلت إلى الرئيس تطالب
بتغيير جذرى.. لم يعد الأمر كما تروج القنوات التليفزيونية يتعلق بتغيير
وزير الداخلية أو رئيس الوزراء ولكن تغيير النظام.. من يريدون بقاء الحال
على ما هو عليه يؤكدون أن تغيير النظام من داخل النظام هو الحل ولكنهم
يغضون الطرف عامدين متعمدين عن أن الخطأ بل الخطيئة هى فى بقاء النظام، وأن
التضحية بأحمد نظيف ليست هى الحل بل هى الورقة التى تحتفظ بها الدولة
لإفراغ شحنة الغضب بعيدا عنها.. شيل ألدو وحط شاهين.. الناس حقيقة لا تريد
لا ألدو ولا شاهين!
مصر استيقظت.. لكن النظام لم يستيقظ بعد.. ربما يعتقد أننا فى فيلم
على طريقة حسن الإمام فى رائعته إضراب الشحاتين.. قد يعتقدون أن ما يجرى فى
مصر ينتظر نهاية سينمائية وبعدها يُعرض فيلم آخر.. ولم يدركوا أن (الدرس
انتهى لِمّوا الكراريس».
انتهى المقال.. وأقول للمجلس العسكرى أيضا «الدرس انتهى لِمّوا
الكراريس»!
التحرير المصرية في
26/01/2012
تذكّروا حكاية إسماعيل يسن!
طارق الشناوي
January 15th, 2012 9:53 am
فى الصباح اجتمع المنتجون فى غرفة صناعة السينما قبل نحو 60 عاما
وقرروا جميعا مقاطعة إسماعيل يسن لأنه يرتبط بعشرة أفلام ولا يلتزم بمواعيد
التصوير. فى المساء كان كل المنتجين يقفون طوابير أمام بيت إسماعيل يسن
ينتظرون موافقته على بطولة أفلامهم. الشريعة فى الوسط الفنى أن المصالح
تتصالح ولا تصدّقوا شيئا آخر!
مساء أمس انتهى المؤتمر الذى عقده المبدعون المصريون بحضور كل الأجيال
والأطياف فى نقابة الصحفيين وهم يرفعون شعار الحرية -أكتب هذه الكلمة بسبب
ظروف طبع الجريدة قبل أن يبدأ المؤتمر وإصدار البيان الختامى- الذى من
الممكن أن نقرأ سطوره وهى تدافع عن حرية الفن وترفض تماما الرقابة الدينية.
أسابيع قليلة بل لعلها أيام وسوف نقرأ أن شركات إنتاج تابعة للإخوان
تعلن عن مشاريع فنية بشروطها. عدد من الفنانين يسارعون بالموافقة والتأييد.
النبرة تزداد وضوحا.. نريد فنا نظيفا يليق بمصر. قسط وافر من الفنانين
الذين وقّعوا على البيان وأقسموا على حماية الحرية بالنفس والنفيس يقولون
بالفعل هذا هو ما نصبو إليه ويعلو صوتٌ قائلا «الفنانون والمرشد إيد واحدة»
وعشرات من الفنانين يرددون وراءه «إيد واحدة إيد واحدة»!
التيار الإسلامى يقول إن أغانى الفيديو كليب انحرفت عن طريقها. عدد من
المطربين والمطربات، من الممكن أن تقرأ أسماء مثل هانى شاكر وحمادة هلال و
تامر حسنى وهم يشدّون على أيدى الإخوان، يباركون كل خطوة قادمة لتطهير
الشاشة الصغيرة.
الخريطة القادمة من الممكن تشكيلها على هذا النحو، قسط لا بأس به من
الفنانين سيدعمون دخول الإخوان بل والسلفيون برؤوس أموالهم فى الإنتاج
مؤكدين أن الفن الملتزم بالمعايير الأخلاقية هو الطريق الوحيد لإنقاذ الفن
والمجتمع.
التوجه السلفى الذى عبّر عنه مثلا عبد المنعم الشحات باعتبار أدب نجيب
محفوظ هو الدعارة بعينها لا يمكن أن نعتبره مجرد رأى شخصى، ولكن لو ألقيت
نظرة على رأى المسؤول عن الدراما فى جماعة الإخوان محمد النجار ستجد أنه
يشاركه أيضا الرأى ولا يرى فى إبداع محفوظ ما يستحق الحفاوة بل هو أخذ
مكانته بتلك التجاوزات التى حفلت بها رواياته بينما ما قدمه مثلا عبد
الحليم عبد الله وعبد المنعم الصاوى من أدب به الطابع المتحفظ كان يستحق
حفاوة أكبر!
هل المؤسسات الرسمية ستدخل فى صراع مع الإخوان والسلفيين؟ لو راجعت
تصريحات د.شاكر عبد الحميد وزير الثقافة، ستجدها تحاول أن تتفادى أى صدام
مع هذا التيار بل هو يطالب كل المبدعين بأن لا يثيروا أى تداعيات لدى
التيار الدينى، الوجه الآخر لهذا التصريح أن يصدر أوامره للرقابة بأن تزداد
شراسة فى الأيام القادمة.
مجلس الشعب سيصبح بمثابة منصة تنطلق من خلالها تصريحات نارية من
الإخوان والسلفيين تتوجه إلى الفن والفنانين. الوزير يخشى الوحش الكاسر
ولهذا يقدم فى كل مرة يتم فيها استجوابه تنازلات أكثر بينما التيار الدينى
يسأل هل من مزيد؟ والوزارة تحاول إرضاءه. الوحش الكاسر لا يزال يزأر.
من خلال الرقابة تستطيع السيطرة على الإبداع هذه هى القاعدة التى تلجأ
إليها الدول القمعية. فى عهد مبارك كانت الرقابة سياسية بالدرجة الأولى تضع
أمامها هدفا واحدا هو الحفاظ على الرئيس والعائلة بعيدا عن أى انتقاد.
المؤشر الآن أن تتحول إلى رقابة دينية على الفن بحجة أن إيران هى أيضا
تمارس رقابة وتحصل أفلامها على جوائز عالمية وتغفل تلك النظرة أن الجوائز
ليست للحجاب أو القيود ولكن الفكر الذى يقف وراء كل ذلك كما أن ممارسات
إيران ضد المبدعين صارت أشد قبحا إلى درجة تعرض مبدعين للسجن وللمنع من
العمل لمدة عشرين عاما قادمة مثل ما حدث للمخرجَين جعفر باناهى ومحمد
رسولوف.. هل هذا ما نتوقعه فى مصر؟
أمس كان من المنتظر أن نراه يوما مشهودا فى تاريخ الفن المصرى وسوف
يردد الحاضرون فى نهاية الجلسة قَسَمًا لحماية الحرية ولكن علينا أن نتوقع
ما سوف يحدث بعد أمس وهو أن قسطا وافرا من الذين أقسموا سوف يهرولون إلى
تلك الشركات أو إلى المرشد شخصيا ويقسمون وراءه «المرشد والفنانون إيد
واحدة» وتذكّروا حكاية إسماعيل يسن!
التوريث الفنى لا يزال مستمرا!
طارق الشناوي
January 14th, 2012 10:19 am
أسقطت ثورات الربيع العربى سيناريو التوريث فى عديد من الجمهوريات
العربية: مصر وتونس وليبيا واليمن، ولكن يبدو أن الثورة لم تمر بعد على
الوسط الفنى، حيث لا يزال التوريث هو الذى يسيطر على المشهد العام للدراما!
تستطيع من الآن أن تقرأ مسلسلات رمضان القادم باعتبارها تعبر عن
الصراع العائلى بين أكبر نجوم فى الدراما المصرية، عادل إمام ومحمود عبد
العزيز ويحيى الفخرانى، كل منهم اصطحب معه أفرادا من عائلته ليساندوه فى
ساحة الوغى.
عائلة عادل إمام يعود عميدها إلى الدراما التليفزيونية بمسلسل «فرقة
ناجى عطا الله» بعد غياب دام أكثر من ربع قرن، كان آخر مسلسل له «دموع فى
عيون وقحة».
فى «فرقة ناجى عطا الله» نرى رامى إمام مخرجا ومحمد إمام مشاركا أباه
البطولة.. أما عائلة محمود عبد العزيز المكونة من ابنيه محمد وكريم، بينما
محمد ينتج مسلسل «باب الخلق» ويشارك أيضا فى التمثيل يلعب البطولة أمام
والده كريم عبد العزيز، ويدخل يحيى الفخرانى المعركة بمسلسل «الخواجة عبد
القادر» بعد أن أسند مهمة الإخراج إلى ابنه شادى الفخرانى فى أول عمل درامى
يبدأ به مشواره.
لن يذكر أحد من النجوم الثلاثة أنه رشح ابنه، ولا أقول فقط أصر على
ترشيحه، الكل سوف يؤكد أنه فوجئ بأن جهة الإنتاج أو المخرج هو الذى يرشحه،
ولكننا نعرف أن كل نجم من الثلاثة الكبار يملك القرار النهائى فى العمل
الفنى وهو الذى يختار الفريق المشارك.
الكل يعلم أننا نعيش عصر سطوة النجوم على مقدرات العمل الفنى، وأنهم
يملكون كل شىء ولكن هل يملك النجوم فرض أبنائهم؟!
فى دنيا السياسة يختلف الأمر عن دنيا الفن.. فى السياسة من الممكن فى
ظل شروط معينة وقبضة دولة قوية وأجهزة أمنية لها عيونها وأجهزتها، تستطيع
بالفعل أن تفرض التوريث -ولو إلى حين- على الناس، ولكن فى الفن العصمة بيد
الناس، إلا أن هناك وجها آخر للمعادلة وهو الجمهور، لأنه جرت العادة أن
أبناء وأحفاد الفنانين يتوسم فيهم الناس أحيانا أن يكملوا مشوار آبائهم
وجدودهم.
عندما سألوا أوليفر فلاديمير بيكاسو حفيد الفنان العالمى بابلو
بيكاسو، لماذا لم يصبح فنانا تشكيليا مثل جده؟ أجابهم بروح مليئة بالدعابة
ورثت أنفه وليس يديه!
كانوا يجاملون أوليفر وهو طالب بالمدرسة فى حصة الرسم ويمنحونه
الدرجات النهائية، على اعتبار أن كل ما يخطه على الورق هو بالتأكيد الإبداع
كما ينبغى أن يكون.. ولم تستمر مسيرة الطفل أوليفر طويلا مع الدرجات
النهائية، حيث إنه عندما كان يدخل الامتحانات التى لا تتم فيها معرفة
الأسماء مسبقا كانت درجاته تأتى متأخرة عن كل رفاقه، واكتشف بعدها أنه لم
يرث من جده شيئا سوى أنفه!
من البديهى أن عوامل الوراثة تنتقل عن طريق الجينات، كما أن المناخ
العام الذى نشأ فيه الطفل يوجهه لاختيار مهنة الأب أو الأم، إلا أن كل ذلك
لا يمكن أن يصبح هو القاعدة، حيث يبدو كأن الحياة الفنية فى مصر لا ترحب
إلا بأبناء الفنانين.. إنه شىء أقرب إلى العدوى انتشرت فى الوسطين التمثيلى
والغنائى، وهكذا وجدنا 90% من أبناء الفنانين فنانين بالوراثة.. لن يستطيع
أحد فى نهاية الأمر أن يفرض فنانا على الجمهور، إلا أن ما يؤثر على الحياة
الفنية بالسلب هو حالة الزحام والفوضى والفرص التى يحصل عليها من لا يستحق
وتخصم ممن يستحق.. لن يعترف أبدا الوالد بأن ابنه لا يتمتع بموهبة، سيظل كل
نجم يدفع ابنه بأسلوب مباشر وغير مباشر وسوف يصرح بأنه أبدا لم يمنحه أى
فرصة لا يستحقها، وأن الموهبة تنضح عليه فهل يعتقله داخل المنزل حتى لا
يمارس الفن؟!
هل يكذب الآباء عندما يؤازرون أبناءهم؟! الحقيقة أنهم لا يستطيعون أن
يكونوا محايدين ولهذا يعتقدون أن أبناءهم موهوبون.. الآباء أحكامهم دائما
منحازة، كأنهم يقولون للآخرين «خدو عينى شوفو بيها»، ولكن على الأبناء أن
يأخذوا الحكمة من حفيد بيكاسو، وينظروا للمرآة بعيونهم ليعرفوا كم واحد
منهم ورث فقط أنف أبيه!
وثيقة الأزهر وحرية الإبداع
طارق الشناوي
January 13th, 2012 10:41 am
غدا يجتمع مئات من المبدعين فى نقابة الصحفيين من أجل الدفاع عن حرية
الإبداع وسبقتهم وثيقة عظيمة أصدرها الأزهر الشريف تؤكد أن الأزهر يدرك بلا
غموض ولا لبس ما تعيشه مصر. أكدت الوثيقة أنهم مع حرية الإبداع والرأى
والعقيدة واحترام الآخر. عندما تطرقت الوثيقة إلى الفن لم تقل شيئا فضفاضا
يحتمل التراجع عن كل شىء مثل هذا القول المنسوب إلى الشيخين محمد متولى
الشعراوى ومحمد الغزالى «حلاله حلال وحرامه حرام».
الأزهر الشريف لم يستخدم تعبير الحلال والحرام ولكنه ترك الأمر لضمير
المبدع ووضع الهدف الأسمى هو الدفاع عن الحريات. هذا هو ما ننتظره من
الأزهر وسجله الوطنى مرصع بالعديد من هذه المواقف التى انحاز فيها إلى
الناس ولم يمالئ السلطة وهكذا اختار الأزهر فى توجه يعلن فيه انحيازه إلى
الثورة المصرية يوم 25 يناير وميدان التحرير تحديدا لإعلان بنود الوثيقة.
إنها الوثيقة التى أرى أن على المجتمعين فى لجنة الدفاع عن الحرية غدا
أن يتبنوها فلا يمكن أن نفصل الحرية بمعناها الأشمل عن الإبداع الفنى.
الأمر ليس له علاقة بحزب يحكم مصر مثل «الحرية والعدالة» ما يجب أن نقرأه
بعناية هو أن الهيمنة الدينية على الفن والإبداع مرفوضة تماما لا رقابة من
رجل الدين على السينما والمسرح والأغنية ولكن المجتمع المدنى ينبغى أن يضع
معايير لحماية الشعب تتضمن مبدأ هاما هو التصنيف العمرى للمشاهدة.. ليس من
حق رجل الدين أن يحدد ولكن ينبغى أن يشارك أساتذة علم اجتماع ونفس فى وضع
تلك المعايير، فأنا مثلا لا أتصور أن نلغى أفلام الرعب، وهو نوع ربما كنت
أنا مثلا لا أفضله ولكن ليس معنى ذلك إلغاءه، من الممكن أن نضع له مرحلة
عمرية مع الإشارة إلى أننا بصدد فيلم رعب.
إن اختصار الفن فى القُبلة والمشهد الجنسى أراه مجحفا للفن، فلقد غنت
أم كلثوم قبل نحو 70 عاما فى فيلم «سلّامة» عن القُبلة، فلقد تساءلت بكلمات
بيرم التونسى وتلحين الشيخ زكريا أحمد «القُبلة حرام ولا حلال؟»، وأجابت
«القبلة إن كانت من ملهوف اللى على ورد الخد يطوف ياخدها بدال الواحدة ألوف
ولا يسمع للناس ملام ولا يخشى للناس ملام».. ورغم ذلك لم نر غضبا ولا
احتجاجا من أحد على أم كلثوم. محاولة المتشددين اختصار الفن فى قُبلة
وعُرِى يعنى وضع الفن دائما فى قفص الاتهام لنجعل المشاهِد فى نهاية الأمر
يوجِّه إليه اتهاما بخدش حياء المجتمع.
التيار الدينى أرسل إشارات اطمئنان وأرسل أيضا مندوبيه إلى النقابات
الفنية وإلى عدد من الفنانين من أجل بعث الطمأنينة فى النفوس، ولكن مَن قال
إن الأمر يستقيم على هذا النحو. إن المطلوب هو أن نوقف استخدام مفهوم
الحلال والحرام فى التقييم الفنى.
فى كل الأديان، المرجعية هى حلال وحرام، ولكن فى الفن نتعامل فقط مع
الجميل والقبيح ويجب أن نغلق الباب أمام من يعتقد أن هناك رجل دين لديه
رحابة وآخر لديه انغلاق وأنه ينبغى أن نلجأ إلى الأول لكى نعبر بالفن إلى
شاطئ الأمان. لا يوجد فى الإبداع الفنى نص مطلق مقدس، ولكن الأديان
مرجعيتها مطلقة ومقدسة.
بعض الشيوخ مارسوا الفن ولكن تطبيق المعايير الدينية سوف يدخِل رجل
الدين والمبدعين فى معارك يخرج منها الجميع وهم مثخنون بالجراح.
أتمنى أن تسارع النقابات الفنية بأن تصدر بيانات تصب فى هذا الاتجاه
وتؤيد وثيقة الأزهر. لقد حرصت لجنة الدفاع عن الحريات على فتح الباب
للأعضاء ممن هم خارج الإطار الرسمى للنقابات ولكنى أرى أن الأمر لا يستقيم
على هذا النحو لأن النقابات ليست هيئات حكومية ولكنها تعبر عن قناعات لأهل
المهنة بعدد من الأشخاص تم اختيارهم عبر الصناديق فى تصويت ديمقراطى ولهذا
ينبغى أن تسارع النقابات بإصدار بيانات تصب فى صالح حرية الإبداع وأن تسارع
اللجنة بدعوة النقباء المنتخبين فى النقابات الفنية للمشاركة.
وثيقة الأزهر هى رسالة عظيمة لدعم الحرية أصدرتها المشيخة استعان فيها
الأزهر أيضا بأفكار خارج الإطار الرسمى لكى تتسع الرؤية. تحية شيخ الأزهر
واجبة وعلى المبدعين فى بلادنا أن يكملوا الطريق.
باروكة فوق الحجاب!
طارق الشناوي
January 11th,
2012 9:16 am
من المؤكد أنكم لا تزالون تتذكرون باروكة صابرين التى وضعتها على
حجابها فى العديد من مسلسلاتها الأخيرة فهى ترتدى الحجاب فى الشارع وعندما
تدخل الاستوديو ويتطلب الأمر دراميا أن تخلع الحجاب فلا تخلعه ولكنها تضع
عليه الباروكة.
فإذا كنت تريد أن تتأكد من أنها مخلصة للحجاب فهى كذلك ولكن عليك أن
تمعن النظر فى الباروكة لترى تحتها الحجاب، وإذا أردت أن تراها مخلصة للدور
الذى تؤديه فعليك أن تمعن النظر فى الباروكة لترى شعرها!
سبقنا الأجانب فى هذا الشأن حيث إنهم منذ سبع سنوات اخترعوا مايوها
شرعيا «برقينى» يجمع بين ملامح البرقع والبكينى ولهذا أطلقوا عليه كلمة ترى
فيها امتزاج العُرى بالاحتشام!
تمنحنا اللغة أحيانا تعبيرات تفرضها علينا الضرورة مثل كلمة «متشائل»
التى نحتها قبل 17 عاما الكاتب الكبير الفلسطينى الراحل إيميل حبيبى، والتى
تجمع فى مدلولها بين متناقضين التفاؤل والتشاؤم.
ترتدى «البرقينى» بعض الفتيات والسيدات المسلمات فى الغرب عندما يردن
نزول البحر أو حمام السباحة حيث يغطى شعر رأسهن وجسدهن ولكنه من زاوية رؤية
أخرى لا يزال يتمتع بخصائص المايوه. وعندما تتأمل مدلول الكلمة تجد أن فى
حياتنا تنويعات عديدة على «البرقينى» حيث إن العديد من المواقف التى
نعايشها ترتدى أيضا الباروكة فوق الحجاب!
خد عندك مثلا المجلس العسكرى الذى يعلن بعد كل عنف يمارسه فى حق
المواطنين أنه يحمى الثورة فى حين أنه يعمى الثورة بعد أن شاهدنا كيف أن
أفراده ينجحون فى التنشين على العيون الثائرة، ويجد هذا العنف قبولا لدى
البعض بدعوى أنه هكذا يكون الضبط والربط فهم يحمون الثورة من شطط الثوار.
لو تابعت ما يجرى حاليا من تأجج لحالة التوجس بين الوسط الفنى والتيار
الإسلامى بجناحيه الإخوانى والسلفى سوف تجد أن كلمة الفن الهادف التى هى
تنويعة على «البرقينى» تسيطر على الموقف فهم يريدون أن يضعوا باروكة على
الحجاب لو سألت أحدهم ماذا تفعلون فى فن الباليه سيقول لك: لا أراه من بين
أولوياتى ح أعمل نفسى مش شايفه وبعدها لكل حادث حديث. طب النحت «يا
مولانا»؟ لا أستطيع أن أجيزه فى المطلق ويضيف تلك المقولة التى أصبحت
إكليشيها بكل ما تحمله من غموض «حلاله حلال وحرامه حرام»!
التيار الإسلامى الذى يعلن أن طريقه هو الاستنارة ولهذا يستخدمون
كثيرا تعبير الفن الهادف مزمِعا تطهير الفن من العُرى والخلاعة بينما لو
سألت هانى شاكر أو أيمن بهجت قمر أو حمادة هلال أو أشرف عبد الغفور سيقولون
لك: أشُد على أيادى إخواننا فى الإسلام للقضاء على كل ما هو فاسد فى الحياة
الفنية. تقول لأى رجل دين هل توافق على الأغانى العاطفية وأغلب أغانينا تجد
فيها كلمة «يا حبيبى» وليس «يا زوجى» بل حتى لو استبدلت كلمة زوجى بكلمة
حبيبى سوف تجد من يعترض لأنه لا يجوز للمرأة ولا للرجل أن يعلن على الملأ
حبه، إنه بمثابة فعل فاضح فى الطريق العام؟ سيكرر رجل الدين الإجابة
الغامضة «حلاله حلال وحرامه حرام»!
عندما يعتدى بعض أفراد من الجيش على فتاة، تخرج سيدة وطبيبة مثل لميس
جابر وتقول: كيف نغض الطرف عن حرق وثائق المجمع العلمى ولا نرى سوى
الاعتداء على الفتاة. وهذا الرأى لا تكتفى بأن تردده مرة واحدة ولكن أعادته
أول من أمس مع معتز الدمرداش فى قناة «الحياة» بحجة أن هذا هو الضبط والربط
وكأن هناك تعارضا بين احترام الإنسان واحترام النظام. سيدة تدافع عن العنف
بحجة أنها كانت قبل الثورة تواجه بقلمها الفساد فكيف تصبح مع الثورة ومع
مبارك.. سبق لفريد الديب أن أعلنها أيضا مع معتز الدمرداش أن مبارك هو أول
من أيّد مطالب الثورة المصرية فكيف لا تصبح لميس جابر مع الثورة ومع مبارك
ومع طنطاوى؟! «برقينى» أصبح هو الحل.. عين فى الجنة وعين فى النار، عين
ترتدى البرقع وعين ترتدى البكينى، وعليك أنت فقط أن تمعن النظر وفتّح عينك
تاكل ملبن قبل أن تأكلها رصاصة ولتحدد موقفك هل ترى شعر صابرين أم الحجاب.
فركة كعب!
طارق الشناوي
January 5th, 2012
9:49
am
على «فيسبوك» دعوة تحمل هذا العنوان «عادل إمام رئيسا للجمهورية»..
بالتأكيد عادل لا يطمع فى الرئاسة، إلا أن هناك عددا من مؤيديه يرون فيه
سمات رئيس الجمهورية القادم.. لا تنس أن شعبان عبد الرحيم هناك أيضا من
يرشحه رئيسا، كما أن عادل إمام منذ أكثر من خمسة عشر عاما وهو سعيد بأن
يحمل لقب «الزعيم» بعد أن قدم مسرحيته الشهيرة، وهكذا قد يراها البعض مجرد
«فركة» كعب بين الرئيس والزعيم!!
عادل إمام يريد أن يجمع بين رضاء السلطة وحب الناس.. والمعادلة التى
كان يحرص عليها فى زمن المخلوع هى أنه يعبر عن الشعب بما لا يغضب الدولة
ويصبح صوتا للدولة بما لا يثير حفيظة وشكوك الشعب.. أتحدث بالطبع قبل ثورة
25 يناير، عادل كان يحظى بمظلة حماية من السلطة وولاء مطلق مقابل رعاية
خاصة تتدخل فى الوقت المناسب لمؤازرته!!
فى كل تصريحاته السابقة عن الثورة كان يعلن أنه مع التمديد لرئيس
الجمهورية، وأيضا يرحب بالتوريث، مشيدا بكفاءة جمال.. ما المطلوب لكى ترضى
عنه الدولة أكثر من ذلك؟! ربما يرى البعض أن هذه كانت قناعته، فلماذا
المصادرة على رأيه؟ نعم كان من حقه أن يؤيد النظام ويسافر إلى المؤتمرات
الكبرى التى كان يحضرها مبارك مؤيدا الحزب الوطنى، ولكن هناك ثمنا ولا شك
كان يحصل عليه عادل إمام من السلطة.. عادل ذكر مثلا أكثر من مرة أن حسنى
مبارك صرح بفيلميه «الجردل والكنكة» و«السفارة فى العمارة»!!
ورغم ذلك فإن لديه حماية من الشعب لا يمكن تجاهلها أو التشكيك فيها..
فى تصويت ديمقراطى تم تعميده زعيما فنيا فى مصر والعالم العربى على مدى
تجاوز 25 عاما، وصندوق شباك التذاكر يضعه على سدة الحكم فى مملكة
الكوميديا!!
الواقعة التى يستند إليها عادل إمام لتأكيد جدارته بالزعامة هى أنه فى
الثمانينيات سافر إلى صعيد مصر لمواجهة الإرهاب، رغم أن تلك الزيارة تمت
بحماية مكثفة من رجال الشرطة والفيلم التسجيلى «رجال ومواقف» الذى أخرجه
أحمد يحيى عن هذه الرحلة منذ أن استقل عادل إمام القطار من القاهرة متوجها
إلى أسيوط يُظهر كيف أن أجهزة الأمن أحاطت عادل وفرضت له حماية وكأنه
المخلوع فى زمانه.. التغطية الإعلامية المكثفة وجيش الصحفيين والإعلاميين
الذى كان مصاحبا للرحلة روج له كبطل شعبى مغوار يواجه بمفرده الإرهاب
الدينى المسلح.. أنا ضد الإسراف فى إضفاء بطولة على موقف أو فيلم لعب
بطولته عادل إمام.. كما أننى أرى أن عادل إمام بمواقفه السياسية التى كانت
مؤيدة بلا أى انتقادات للحكم، بالإضافة إلى إصراره على الاقتراب من الرئاسة
وتأييد سياسة الحزب الوطنى الحاكم فى مصر خسر قدرا من التعاطف الجماهيرى
قبل الثورة، وزادت مساحة الخسارة بعدها.. قد يراها البعض قناعة شخصية وحقا
له، إلا أننى أرى دائما أن دور الفنان هو أن يمثل الجانب المشاغب، لا
المهادن للسلطة، وعادل من خلال مواقفه وآرائه كان بين النجوم هو صوت النظام
الأول.. تابع مثلا رد فعله على مذبحة لاجئى السودان قبل أربع سنوات الذين
احتموا بحديقة جامع مصطفى محمود وأطلقت عليهم قوات الأمن المركزى النيران،
وبرغم أنه سفير النوايا الحسنة للاجئين لم يقف مع اللاجئين.. وبعد ثورة
يناير حاول فى الأيام الأولى الدفاع عن مبارك، ثم بدأ يعلن أنه مع مطالب
الثوار ثم صمت، ثم لم يعد يدرى الآن أين يتوجه حتى التقطت له صور مؤخرا مع
الجنود، وكأنه يريد أن يقول للحاكم العسكرى إن عادل جاهز دايما؟!
سيظل عادل كما هو على تأييده لكل سلطة، وسوف يضرب تعظيم سلام للحاكم
العسكرى وسوف يصلى جماعة خلف الحاكم الدينى.. فهو لا يريد سوى الحفاظ على
شعبيته ما دام أنهم سوف يحافظون له على كرسى الزعيم!!
الوسط الفنى كان يتعايش فى الماضى مع لقب «الزعيم» الذى صار لصيقا به
من خلال ماكينة الإعلام، كما كان يتعايش مع مبارك رئيسا.. الآن صارت
الزعامة محل مراجعة.. يبدو أن هناك من وضع عادل إمام فى مكانة الرئيس
المحتمل لكى يبعده، ليس فقط عن كرسى الرئاسة، ولكن أيضا عن الزعامة
الفنية.. إنها أيضا فركة كعب!!
فى انتظار «نورماندى تو»!
طارق الشناوي
January 3rd, 2012 9:30 am
دائما ما أجد فى طريقى هذا السؤال الذى تكرر أكثر من ثلاثين عاما، هى
عمرى بالمهنة. الكل يعتقد أننى فى ليلة رأس السنة أسهر خارج المنزل فى ليلة
ينبغى أن تكون استثنائية تختلف كثيرا عن السهرات الأخرى التى من المفروض
أننى أعيشها فى الحياة.. كل يوم سهرة صاخبة تمتد حتى بزوغ الفجر.. لا تنسى
الصورة الذهنية للصحفى الفنى التى رسخت لها العديد من الأفلام والمسلسلات
وما تؤكده بأن صاحبها لا بد أن يكون لديه سهرة ما مع فنانة ما يحتسيان
أشياء ما ويدخنان أشياء ما، وضع أنت بنفسك بعد ذلك كل ما يحلو لك من
تداعيات أقصد «مامات»!!
فى الماضى ولا يزال يحدث ذلك كثيرا أقرأ فى ملامح من يستمع إلى إجابتى
دهشة تصل إلى درجة عدم التصديق.. الحقيقة تصدمه وهى أننى مثل ملايين
المصريين أسهر فى البيت، ربما أتابع بعض البرامج أو أقرأ كتابا وأبحث عن
فيلم «ابن حميدو» وبرغم أنوثة هند رستم التى لا تقاوم وخفة ظل إسماعيل يس
وزينات صدقى ومشاغبات أحمد رمزى، فأنا أنتظر عبد الفتاح القصرى وهو يستعد
لإطلاق «نورماندى تو».. أنا لا أطيق السهر خارج البيت، الليل هو الذى يشغل
المساحة الأكبر من حياتى، ولكن حياتى ليست فى الليل، أنا أُحضر الليل إلى
منزلى.
هيأت نفسى فى ليلة رأس السنة أن أحسب ما أنجزت وما الذى عجزت عن
استكماله ودائما يتبقى علىّ ديون متراكمة من عام إلى آخر، أقول سوف أنجزها
العام التالى ويأتى التالى وتتفاقم الديون.. لدى مشروع لثلاثة كتب تحتاج
منى فقط إلى بعض رتوش ثلاث سنوات، وأنا لم أنه هذه الرتوش.. إلا أننى هذا
العام لم أكن أنا البطل.. الوطن هو البطل.
ولكن لماذا ليلة رأس السنة هى النقطة الفاصلة؟ كل يوم يمر يخصم من
أعمارنا، والسنة الجديدة هى إعلان برحيل 365 يوما بحلوها ومرها، فلماذا
يحتفل بها العالم؟ ولو عدت إلى ما يقوله الناس عن كل عام مضى ستجد نفس
التعبير، كانت سنة كبيسة ربنا لا يعيدها.. لا أوافق على هذا الرأى، خصوصا
بالنسبة لسنة 2011، فهى السنة التى شهدت مولد مصر من جديد.
سالت دماء، وأزهقت أرواح، وعيون شباب فقئت، وحاكم يرتدى الكاكى يريد
أن يبطش بالجميع ليظل على الكرسى وشاهدنا قبل نهاية العام «بلوفر» كحلى
اللون يرتديه رجل كان أحد أعمدة النظام يرشح نفسه رئيسا لمصر، وهو لم يعترف
أبدا بالثورة.. كان رئيسا للوزراء وكان هو طوق النجاة الوحيد لمبارك..
الرجل صاحب البلوفر يشيد بكل من عبد الناصر والسادات، وعندما سألوه عن رأيه
فى مبارك قال لا أستطيع أن أحكم عليه وهو على قيد الحياة، علينا أن ننتظر
رحيله.. هل يصلح للرئاسة حتى لو غير لون البلوفر؟ بينما يقترب من كرسى
الرئاسة أحد أعمدة النظام السابق الذى لا يكف عن جولات مكوكية فى المحافظات
والقرى والنجوع يريد أن يستحوذ على المشاعر، مستغلا المبدأ المصرى الشهير «اللى
تعرفه أحسن من اللى ماتعرفوش».. كان يقول دائما أيام مبارك عندما يتردد
اسمه رئيسا محتملا «العين ماتعلاش عن الحاجب» ولم يكتف فقط بمبارك ليصبح
حاجبا كان جمال أيضا حاجبا وتسجيلاته التى يشيد فيها بمبارك وابنه تشغل
الفضاء.. شاهدنا تيارا سلفيا يرفع أعلام السعودية فى المظاهرات لأول مرة فى
دولة لها سيادة ترفع علم دولة أخرى، وبدأ يتردد فى الأجواء بزوغ هيئة الأمر
بالمعروف والنهى عن المنكر.. دولة تتحرك بقوة حاكم عسكرى يؤيده تنظيم دينى
يبحث كعادته عن أى مكسب أو تحالف الكل يفكر فى التعاون مع القادم الكاكى مع
أبو لحية، بينما الفنانون يريدون زيارة تطمينية حتى يطلقون تحفتهم القادمة
«نورماندى تو».
الإخوان كانوا فى زمن مبارك -طبقا للقانون- محظورين. كان ممنوعا على
التليفزيون الرسمى أن يقدمهم على شاشته، بل القطاع الخاص الفضائى كان يتحسس
الطريق قبل أن يفعل ذلك.. المحظورة صارت الآن هى الموضة!!
أين كنت ذاك المساء؟ كنت مع نفسى أفكر فى «نورماندى تو»!!
التحرير المصرية في
03/01/2012 |