بعد مرور خمسين عاماً على وفاتها، لم تزل الممثلة الأسطورة مارلين
مونرو تثير حولها الكثير من التساؤلات والأقاويل، خاصة أنها عرفت في زمنها
بالمرأة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس، بل إن البعض شبهها بطائر الفنيق
الذي يتألق كلما قام من غفوته وعاد إلى الدنيا . مارلين مونرو تلك الشابة
التي توفيت في ريعان شبابها في عام 1962 لتبقى خالدة على مر العصور في
أذهان معجبيها، بل إن وفاتها وهي لم تزل في قمة المجد والشباب والشهرة هي
التي زادت من سطوة جاذبيتها . ولقد قال أحد نقاد السينما عنها واصفاً
جمالها وجاذبيتها وسحرها، بأن “جميع ممثلات هوليوود لن يكنّ مثلها أبداً
لأنها فريدة من نوعها ولأنها (حسب وصفه) المرأة الممثلة التي غيرت كل
مفاهيم ورموز الجمال والجاذبية” .
اليوم لم يزل الكثيرون يبحثون في الأرشيفات والملفات التي تركتها،
علهم يجدون أجوبة عن تساؤلات كثيرة لم تزل مطروحة . وظهرت كتب كثيرة عنها
لكتّاب مرموقين أمثال نورمان ميلر وجويس كارول أوتاس، كما أن حياتها رويت
مرات ومرات من خلال ممثلات كثر قمن بتجسيد شخصيتها على الشاشة الكبيرة، من
أجل الاقتراب من حياتها وتجسيد صورتها التي اعتبرت صورة القرن ورمزاً لعالم
يحلم الكثيرون الدخول إليه . وهنا نلقي الضوء على هذه الاسطورة التي أحبها
الكثيرون علماً بأنها فارقت الحياة وهي تتوق شوقاً لهذا الحب .
في عام ،1953 اشتهرت مارلين مونرو بفيلم “كيف تتزوجين مليونيراً”
وظهرت في تسعة وعشرين فيلماً، وكانت تحضر لفيلمها الثلاثين إلا أن المنية
عاجلتها ورحلت وعمرها لم يتجاوز السابعة والأربعين، علماً بأن مسيرتها
السينمائية امتدت نحو 15 سنة .
ورغم قصر هذه الفترة نسبياً، فإن شعبيتها لم تزل تزداد عبر الأجيال،
لأنها شخصية حوت من السحر والبراءة ما أثار حولها الجدل والدهشة، وربما لم
تزل تفاصيل حياتها الدقيقة تشغل الكثيرين .
الغريب في هذه الممثلة أنها لم تتزوج مليونيراً بل لاعب البيسبول جودي
ماغو، مؤكدة حينها أن طموحها الحقيقي يتمثل في تكريس حياتها لزوجها
وعائلتها، لكن جودي ماغو كان زوجاً غيوراً، فاستاء من شعبيتها لأنه أرادها
فقط أن تكون له ربة منزل، ولم تمض بضعة أشهر حتى انفصل الزوجان . وفي مطلع
عام 1955 تعرفت مارلين مونرو على الكاتب المسرحي آرثر ميلر الذي يعد واحداً
من كبار الكتاب الأمريكيين، حيث أعجبت بذكائه وثقافته ورواياته وأحبت أن
تلعب في فيلم يصور إحدى قصصه التراجيدية لأنها أرادت الابتعاد قليلاً عن
الأفلام الكوميدية . وبالفعل تمخض هذا التعاون عن ارتباط في عام ،1958
فتزوج النجمان ودفع ميلر بزوجته مارلين إلى لعب دور كوميدي وليس تراجيدياً
في فيلم “البعض يفضلونها ساخنة” مع جاك ليمون وطوني كيريتس، وكانت
التراجيدية الوحيدة في أدوارها أن الموت عاجلها مجسدة بذلك مقولة مدام دو
ستئيل: “المجد هو العزاء الوحيد لامرأة أمضت حياتها بسعادة غامرة” .
مارلين مونرو التي عرضت مفاتنها بأريحية على الجمهور المحب وعلى
عائلتها والرجال الذين شغفوا بها، كانت تحتفظ بأسرارها الدفينة لنفسها ولم
تكن تتفوه بها إلا لقلة من مقربيها مثل رالف “المدلّك” الخاص، أو الممثلة
بولا ستراسبورغ . وكانت كذلك تخفي وراء ما تتمتع به من إغراء وجاذبية
فتاكة، تلك الفتاة الصغيرة الساذجة الحزينة التي تركها والدها وتربت في ظل
والدة تعيش حياة غير مستقرة ومشوبة بكثير من المشكلات .
وبينها وبين الواقع المرير وربما العنيف في بعض الأحيان، كانت مارلين
مونرو تعتقد بأن السينما ربما تكون الشاشة التي يمكن أن تتخفى وراء مجدها،
ولذا دخلت عالمها بعنف علها تجد ضالتها . لكن مارلين لم توفق إلى ايجاد
الحب الحقيقي أو حاجتها الماسة إليه، فهي كانت تحلم بأن تصبح أماً، لكنها
اكتشفت أنها لن تستطيع الانجاب ولذا حاولت أن تعوض هذا الحرمان إلى جانب
العديد من محبيها الذين ولهوا بها . وأخيراً وكأنها كانت تسعى إلى حتفها
بقدميها، لم كن يسكت أوجاعها سوى جرعات من حامض البربيتوريك المسكن ورشفات
من الخمر التي كانت تتناولها سراً، فضلاً عن الأوهام التي كانت لا تفارقها.
وبعد موتها قالت عنها المصورة إيف أرنولد: “مارلين كانت غارقة في أحلامها
الحقيقية” .
** مجسدات مارلين
الرجال كما يقولون يفضلون الشقراوات وهناك أفلام عدة خرجت في هذا
المضمون، ويبدو أن الشقراء مارلين مونرو قد أطاحت بكل الشقراوات، وجعلها
هذا اللون الأشقر البلاتيني الذي اشتهرت به بمنزلة الأيقونة، وكل من جسد
شخصية هذه النجمة من الممثلات اضطررن إلى الظهور بهذا الشكل إلى درجة أن
مارلين مونرو نفسها قالت يوماً “عندما أفكر في كل الفتيات اللواتي يحاولن
التشبه بي أجد أن هذا الأمر رائع بالفعل . والواقع أنه يمكننا أن نقول ما
نشاء من الحماقات في هذا الموضوع ولكن في النهاية أرى أنهن لا يملكن ما يجب
أن يمتلكنه بالفعل للقيام بهذا الدور على أكمل وجه” .
وإذا كان الأمر بالنسبة لمارلين مونرو شبه مستحيل فإن اللواتي قبلن
هذا التحدي من الممثلات الشهيرات كثيرات، وآخرهن كانت الممثلة الأمريكية
ميشيل ويليامز التي سيخرج فيلمها الجديد عن حياة مارلين مونرو بعنوان:
“أسبوعي مع مارلين”، في 7 مارس/ آذار المقبل، وقد نالت عن دورها هذا جائزة
“غولدن غلوب” .
وتعد وليامز من الممثلات اللواتي تقمصن شخصية مارلين مونرو بشكل رائع
إلى درجة أنها مرشحة لنيل جائزة الأوسكار عن هذا الدور الصعب للغاية لامرأة
سحرت العالم بجمالها وجاذبيتها ونجوميتها الطاغية . وعن هذا العمل تقول
ميشيل وليامز: “أن أكون مارلين، ذلك الخيال المحض بعينه” . هذا الفيلم هو
من اخراج سيمون كيرتس وهو الشخص الذي عايش تفاصيل الأحداث قبل 55 عاماً،
مؤكداً أن العمل الذي يعرضه هو القصة الحقيقية للنجمة الشهيرة، موثقاً فترة
قدومها إلى بريطانيا في ذلك الحين لتقديم دور بطولة لفيلم بعنوان “الأميرة
وفتاة الاستعراض”، وقضاء شهر العسل مع زوجها الكاتب أرثر ميلر .
** سكارليت جوهانسون
قبل سنتين اختارت دار الأزياء الشهيرة “دوشيه زند غابانه” النجمة
الأمريكية سكارليت جوهانسون لتكون الوجه الإعلاني لمنتجاتها، ولقد تمكنت
جوهانسون حينها من خلال الإعلان من جذب أعين الجميع، خاصة حين ظهرت شبيهة
بنجمة الإغراء مارلين مونرو وهي ممددة على أقمشة حريرية بيضاء ومرتدية رداء
أبيض اللون، وتضع أحمر الشفاه الغامق تشبهاً بالذي كانت تضعه مونرو .
وكان المخرج سيمون كورتيس ضم اسم النجمة سكارليت جوهانسون بطلة فيلم
“الرجل الحديدي 2” إلى قائمة أسماء النجمات المرشحات لتجسيد شخصية ملكة
الإغراء الراحلة مارلين مونرو، وذلك في الفيلم الذي كان يعده وهو “أسبوعي
مع مارلين”، ولكن الممثلة التي فازت بهذا الدور كانت ميشيل وليامز، خاصة أن
سكارليت جوهانسون اعتذرت عن عدم تقديم هذا الدور الصعب . إلى جانب ذلك
تستعد الممثلة الاسترالية نعومي واتس لتجسيد شخصية (مونرو) في فيلم آخر
بعنوان “شقراء” وهو مأخوذ عن رواية للكاتب جويس كارول تحمل الاسم نفسه
وظهرت في عام 2000 .
ومن الشخصيات المهمة في عالم السينما التي رشحت لتجسيد مارلين مونرو
الممثلة الجميلة الشقراء ايمي آدامز والليدي غاغا “احتفالا ببيل كلينتون”
وكيت هدسون ومادونا وباريس هيلتون والسمراء بينيلوبي كروز التي ظهرت بلوك
مارلين مونرو في أحد أفلامها في عام 2009 .
ومن الأشياء التي ستعرض بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيلها النصب
التذكاري وهو تمثال يسمى “مارلين للأبد” في شيكاغو، حيث سيعرض حتى انتهاء
فصل الربيع 2012 الجاري .
وإذا أردنا أن نفهم مدى التخبط الذي كان يعتري شخصية نجمة مشهورة مثل
مارلين مونرو فليس علينا إلا أن نقرأ الأسطر التالية التي كتبتها في عام
،1960 أي قبل وفاتها بعامين ولنتبين مقدار المرارة التي كانت تشعر بها .
“لدي احساس عميق أنني لست حقيقة، بل أنا زيف مفتعل
ومصنوع بمهارة، كل إنسان يشعر في هذا العالم بين حين وآخر بهذا الاحساس
وأنا أعيش به طيلة الوقت، ولذا أظن أحياناً أنني لست إلا إنتاجاً سينمائياً
فنياً قد أتقنوا صنعه”.
الخليج الإماراتية في
25/01/2012
يتناول أحداث الثورة من الجوانب
الإنسانية والسياسية
"حظ
سعيد" رؤية كوميدية لـ "موقعة
الجمل"
القاهرة - زينب هاشم:
بعد فترة تحضير طويلة، بدأ الفنان أحمد عيد تصوير مشاهد فيلمه الجديد
“حظ سعيد”، وهو العمل الذي يشهد تجربته السينمائية الأولى بينه وبين فريق
العمل فيه، وهم البطلة مي كساب، والسيناريست أشرف توفيق، والمخرج طارق عبد
المعطي، والمنتج سامح العجمي، وسط حماسة شديدة لتنفيذ أول فيلم سينمائي،
يتناول أحداث ثورة 25 يناير بشكل مباشر، دون أن تكون خلفية للقضية كما ظهر
في بعض الأعمال حيث تدور أحداث الفيلم حول تفاصيل الثورة منذ اندلاعها في
الخامس والعشرين من يناير الماضي أي قبل عام، وانتهاء بخطاب تنحي الرئيس
السابق عن السلطة .
بدأ تصوير مشاهد الفيلم ما بين مواقع التصوير الخارجية واستوديوهات
مدينة الإنتاج الإعلامي، وفي زيارة لموقع التصوير تعرفنا إلى تفاصيل
الفيلم، الذي يعد أول عمل فني يتناول أحداث ثورة 25 يناير بشكل مباشر
وكامل، وإن كان ينتمي إلى نوعية أفلام “الكوميديا السياسية”، وهو من ضمن
مجموعة الأعمال التي يبدأ تصويرها تباعاً لتعبر عن أحداث ثورة الشعب، والتي
كان لها كل الدور في الكشف عن الفساد وعمليات النصب والسرقات لثروات مصر
المنهوبة وحقوق الشعب وقد التقينا فريق العمل في هذه الجولة..
يقول الفنان أحمد عيد: أقدم في الفيلم شخصية “سعيد”، وهو شاب بعيد كل
البعد عن السياسة، ولكن المصادفة وحدها هي التي تدفعه إلى زيارة “ميدان
التحرير” في أجواء ثورة يهتز معها الميدان، وتسيطر عليها طموحات ورغبات شعب
لا يريد سوى التعبير عن حقوقه، والحصول على مايضمن له العيش الكريم، في ظل
الغلاء الذي يعيشه العالم أجمع والانهيار الاقتصادي،ومن هنا يدخل سعيد
التجربة وهو شاب من منطقة “نزلة السمان”، ومصدر رزقه الوحيد من السياحة، من
خلال كراء الجمال والخيول، ويتقابل مع مجموعة من رجال السياسة ليعرضوا عليه
مبلغاً كبيراً شرط أن يصطحب زملاءه ومجموعة من الجمال والخيول إلى ميدان
التحرير، لتجسيد أحداث “موقعة الجمل” الشهيرة التي تمت في الثالث من
فبراير/شباط ،2011 وقبل أسبوع واحد فقط من سقوط النظام .
ويضيف أحمد عيد: سعيد شاب جاهل غير متعلم، لا يعرف سوى بعض الجمل
والكلمات البسيطة التي تم اكتسابها عبر سنوات عمله مع الأجانب في السياحة،
وعندما يذهب إلى ميدان التحرير يقف عاجزا عن التصرف لا يعرف ماذا يحدث،
ولماذا يتجمع كل هذا العدد الغفير من المواطنين؟ وما الذي ينتظرونه من وراء
وجودهم في ميدان التحرير، فهو لا يعرف حتى معنى كلمتي “اعتصام أو تظاهر”،
ومن هنا يتعرض لكثير من الأحداث التي تجمعه بفريق العمل في الفيلم، منهم
البطلة والتي تجسد دورها الفنانة مي كساب، والتي تجمعه بها المصادفة كإحدى
الثائرات المعتصمات في ميدان التحرير، وتكون نقطة تحول في حياة “سعيد” .
بدوره يقول السيناريست أشرف توفيق: الفيلم لايقدم الثورة من منظور
أحادي، بمعنى أننا نعرض وجهة نظر ثوار ميدان التحرير فقط، بل أيضاً نقدم
وجهة نظر الذين خرجوا من ميدان “مصطفى محمود”، الذين أيدوا الرئيس المخلوع،
فهناك مشاهد من الفيلم تتعرض لهم أيضاً، ومن هنا نعرض كاراكترات كثيرة،
ربما أهمها شاب عبقري في مجال التكنولوجيا والعلوم، ونظراً لنظام البلد
الفاسد والظلم الشديد الذي كان يتعرض له الشعب يفقد صوابه، ويصبح شاباً من
دون عقل وهو من المهووسين بالأحداث السياسية، ما تؤدي به إلى أن ينضم لكثير
من النماذج التي نراها في الشارع ويطلق عليهم “المجذوبين”، الذين وصلوا إلى
حد الجنون العقلي، الذي يسيطر عليهم بشكل كامل، وهي تجربة جديدة ومختلفة .
ويؤكد أشرف: كتبت العمل متأثراً بأحداث الثورة التي عشتها بكل
تفاصيلها في ميدان التحرير، وإن كنت حاولت ابتكار بعض الشخصيات، وإن كانت
أيضاً من وحي الميدان، بأحداث وتفاصيل تسير في نفس الاتجاه لكنها مختلفة
تماما عن الحقيقة، ونتمنى أن يوفقنا الله في المعالجة لأن العمل صادر من
قلوبنا .
ويضيف: الفيلم به لمسات كوميدية عدة بفضل وجود الفنان أحمد عيد، غير
أنه يطرح إسقاطات سياسية تعكس الواقع الذي عشناه قبل الثورة وبعدها، لنحاول
أن نرصد المرحلة بكل تفاصيلها ولنؤرخ للعمل بشكل صادق، ليس من خلال وجهة
نظر صناعه فقط .
أما بطلة العمل الفنانة مي كساب فتقول: أنا سعيدة جدا بالتعاون مع
الفنان أحمد عيد في هذا العمل، وسعادتي الأكبر بشكل شخصي بالعمل في حد
ذاته، لأنه يتحدث عن حدث مشرف قام به أبناء الشعب المصري لينفضوا عنهم رداء
الفساد والذل طوال ثلاثين عاما، أما سعادتي على المستوى المهني فهي أننا
أخيراً وبعد رحلة بحث طويلة وجدنا سيناريو مختلفاً، يعبر عن واقع يعيشه
الشعب وعشناه جميعاً بكل تفاصيله المحزنة والمفرحة، وبكل لحظاته ومراحله
التي مررنا بها جميعاً، من سعادة لتحقيق أهداف الثورة، وأحزان لسقوط عدد
كبير من الشهداء، ولحظات خوف ورعب سيطرت علينا ولاتزال، خوفاً على مستقبل
مصر .
وتضيف مي: الشخصية التي أقدمها في الفيلم لفتاة بسيطة جداً ثقافتها
محدودة، ومع ذلك تحاول تثقيف نفسها بكل ما تملك، ولكن فطرتها تجعلها تكن
مشاعر الغضب لكل رجال الحكم السابقين، حيث تسوقها المصادقة لأن تذهب إلى
ميدان مصطفى محمود، وتقع أحداث كثيرة تغير من تفكيرها ومبادئها، كما أنها
تعمل إلى تغيير مسار البطل “سعيد”، رغم أنها فتاة بسيطة لا تملك قوتها، كما
يقولون، غير أن ذلك لم يمنعها من التعبير عن حبها لبلادها مصر، وأيضاً هناك
مشاهد وتفاصيل لن أحكي عنها خوفاً على سرية الأحداث، غير أنني بالفعل سعدت
جدا بالتجربة .
أما نشوى مصطفى التي تشارك أيضا في الفيلم، فتقول: العمل كان بالفعل
مفاجأة جميلة بالنسبة لي، فمن منا لم تؤثر فيه ثورة يناير، ومن هنا جاء
العمل لنعبر به عن مشاعرنا تجاه تلك الثورة المجيدة، التي أشاد بها العالم
أجمع . أما الشخصية التي أجسدها فهي لثائرة تعشق بلدها وتدافع عن حقوقها
وحقوق الآخرين من هذا الشعب المسكين .
يعد أهم مشاهد الفيلم ذلك الذي استغرق تصويره يوماً كاملاً في مدينة
الإنتاج الإعلامي، وقد استعانت أسرة العمل في الفيلم بقواد جمال حقيقيين
ليجسدوا يوم “موقعة الجمل” في ميدان التحرير، ضمن أحداث الثورة، وتضمن
المشهد هرولة الجمال وسط المتظاهرين ودهسهم وضربهم “بالكرابيج”، ثم دفاع
المتظاهرين عن أنفسهم بإلقاء بالحجارة .
ومن بين أبطال العمل أيضا الفنان أحمد صفوت، في تجربة سينمائية جديدة
بعد أن حقق نجاحاً كبيراً مع الفنان نور الشريف في مسلسل “الدالي” .
وعن اتجاهه للسينما، وعن هذا الفيلم تحديداً يقول أحمد صفوت: الموضوع
في السينما مختلف تماما فهي ساحرة، وإن كان لكل وسيلة فنية متعتها الخاصة،
إضافة إلى أن هذا العمل جميل ومختلف، لأنه حقيقي وتجربة واقعية عشناها
ولمسناها ومازلنا نعيش أحداثها .
وعن استعداده للعمل وللشخصية التي يقدمها بالفيلم يقول: أنا لم استعد
للعمل بشكل معين، ولكنني حاولت عمل تغييرات في شكلي منذ فترة وحافظت على
إطالة شعري بما يخدم الشخصية، والتي تعود إلى شاب من الطبقة الراقية يشارك
في أحداث الثورة، ليمثل الطرف الثاني فيها أمام القادمين من الأوساط
الفقيرة .
عن تجربته الجديدة يقول مخرج الفيلم طارق عبد المعطي، الذي يقدم
تجربته السينمائية الثانية بعد فيلم “عجميستا”: “حظ سعيد” تجربة مختلفة في
كل شيء، حالة سينمائية خاصة جدا، ربما لاتتكرر في حياة المبدع أكثر من مرة
في حياته الشخصية والعملية، لأنه يتناول واقعاً حقيقياً عشناه جميعاً، صناع
العمل والمشاهدون في وقت واحد، ولكنني لن أتحدث عن تفاصيله لأن به مفاجآت
عديدة .
ويضيف: التصوير استغرق حتى الآن أكثر من 6 أسابيع، ومازلنا نعمل، تم
خلال الفترة المنقضية التصوير في نزلة السمان وفي ميدان التحرير، بأحد
استوديوهات التصوير الخارجي في مدينة الإنتاج الإعلامي بسبب الاعتصامات
الكامنة في ميدان التحرير، وهو تجربة جميلة بالنسبة لي، خاصة أنني حريص على
انتقاء أعمالي بشدة، وهذا واضح جدا من اختياراتي حتى لو استغرق مني ذلك
كثيرا من الوقت والمجهود، وحتى لو كلفني انتظار سنوات طويلة، مثلما حدث بعد
فيلم “عجميستا”، وأعتقد أن العمل سوف يتم عرضه في موسم عيد الفطر المقبل،
ولكن بشكل نهائي لم نستقر بعد على موعد العرض.
الخليج الإماراتية في
25/01/2012
يجري تصويره بدعم من لجنة أبوظبي
للأفلام
"الرحلة"
فيلم إنساني قصير بين أبوظبي
ودبي
أبوظبي - مصطفى جندي:
السعي خلف لقمة العيش، والسفر إلى المجهول وتسليم الدفة للقضاء
والقدر، والرياح تلعب بالسفينة وتأخذها حيث تشاء، بهذه الكلمات نختصر قصة
فيلم الرحلة للكاتبة سناء باجرش والمخرجة هناء مكي وهو أحد الأفلام الست
الفائزة بجوائز لجنة أبوظبي للأفلام القصيرة .
تدور قصة الفيلم حول خادمة إثيوبية شابة تقصد دولة الإمارات للعمل،
وعند وصولها تلتقي سائق تكسي هندياً يوصلها من مطار أبوظبي إلى المنزل الذي
ستعمل فيه في ليوا، وهذا هو المحور البسيط للفيلم، إلا أن القصة الحقيقية
تكمن في المحادثة التي تدور بين الاثنين - هي، الشابة العاملة المهاجرة
التي لا تمتلك خبرة والملأى بالتوقعات والخوف، وهو، المقيم في الإمارات
الذي يتحدث إليها بصوت أبوي ويقدم لها النصيحة والطمأنينة . القصة تختصر
تجربة الأشخاص الذين ينتقلون إلى دول أخرى بحثاً عن عمل أو فرصة أو تطور .
كما يتحدث عن ألم الفراق والابتعاد عن الوطن والوقت الضائع . “الخليج” كانت
موجودة أثناء التصوير والتقت فريق العمل في هذه الجولة .
بداية التقينا الكاتبة سناء باجرش التي حدثتنا عن الطريقة التي تم
اختيار الممثلين من خلالها، قائلة: “لاحظنا أن أحداث الفيلم يحركها الحوار
بدرجة أكبر من الحركة، ولهذا كنا بحاجة إلى ممثلين ممتازين لجعل أدوار
الشخصيات حقيقية . قمنا بتجارب أداء في أبوظبي ودبي، واستطعنا العثور على
الشخصيات الرئيسة . كان الدور الثالث، وهو أصغر بكثير، عائداً لسيدة المنزل
الإماراتية التي تستقبل الخادمة، وكان لي شرف القيام بهذا الدور بنفسي وكلي
رغبة في أن أحقق الأصالة . وهكذا، تحدثت إلى أفراد من عائلتي، وهم
إماراتيون، وأنا يمنية أمريكية ليساعدوني على إتقان اللهجة والتصرفات
المطلوبة لهذا الدور.
أما عن الدور الذي لعبته الجائزة في نوعية العمل فتقول سناء: “في
الواقع، لعبت لجنة أبوظبي للأفلام دوراً محورياً، فقد قاموا بتقديم دعم من
الخبراء حتى على مستوى النص وتحسين الشخصيات والحبكة . وقاموا بتوفير النصح
والإرشاد خلال عملية التصوير، وأثناء اختيار المواقع وتواصلوا مع العديد من
المؤسسات والهيئات الحكومية . وعن الحركة السينمائية في أبوظبي تقول سناء:
“رغم أني قضيت سنوات عدة في أبوظبي، فإنني لم أشاهد من قبل مثل هذا
الاهتمام بالسينما وصناعة الأفلام . وإننا ندين للمهرجانات السينمائية هنا
ولهيئات مثل
TwoFour54، ولجنة أبوظبي للأفلام، وأكاديمية نيويورك السينمائية، وهيئة أبوظبي
للثقافة والتراث، وبدرجة أقل شركتنا تمكّن
Tamakkan، برعاية الإبداع وصناعة الأفلام . كما آمل أن تقوم المدارس والجامعات
بإشراك الشباب ودمج الأعمال الإبداعية والوسائط المتعددة في مناهجها .
وتتابع: أؤمن بأن دولة الإمارات مؤهلة لتصبح الوجهة المعتمدة لصناع
الأفلام فيما يخص مواقع التصوير، نظراً لأننا نمتلك جميع الموارد ونستطيع
تلبية جميع احتياجات صناعة السينما . وبصدق أشكر لجنة أبوظبي للأفلام لمنحي
الفرصة للحصول على نص صغير متواضع وهذه التجربة الإنسانية وتوفير التمويل
لأقدم عملاً للشاشة الكبيرة . إن هذا النوع من الالتزام والموارد هو ما
سيجعل تطوراً كبيراً يحدث في صناعة السينما في هذا البلد .
التقينا مخرجة العمل هناء مكي لتقول: “لدي تجارب متنوعة، فقد قمت بشق
طريقي في قسم الإنتاج الخاص بالأفلام الطويلة والوثائقية، وكذلك قمت بإنتاج
أفلام فيديو للمؤسسات وأفلام قصيرة وترويجية وأعمال إبداعية أخرى على
الانترنت . وفي أبوظبي كنت محظوظة لأنني محاطة بمثل هذه المبادرات
الإبداعية، وتسنت لي الفرصة للعمل مع صناع أفلام متميزين مثل صانع الأفلام
اليمني البريطاني بدر بن حيرسي، الذي مازلت أعمل معه عن قرب، وكان ناصحاً
ومرشداً لي . فيلم “الرحلة” لم يكن الفيلم القصير الأول الذي قمت بإنتاجه،
ولكنه العمل الأول الذي تمكنت من إخراجه وإنتاجه في الوقت نفسه، وهذا شرف
لي . وببساطة، وقعت في حب نص سناء باجرش، وفي حب الشخصيات التي حولها
الممثلون إلى شخصياتهم وأنا ممتنة للجنة الأفلام لأنها منحتنا ميزانية
ملائمة لجعله حقيقة . كانت عملية إنتاج معقدة، نظراً لتعدد مواقع التصوير
والتي كان من بينها محطة أدنوك للمحروقات، ومطار أبوظبي، وصحراء ليوا،
إضافة إلى أن أغلب أحداث الفيلم تجري أثناء قيادة السيارة . وبكل صراحة، لم
يكن إنتاج هذا العمل ممكناً بدون الدعم والمساعدة المميزين اللذين قدمتهما
الجهات الراعية: الغزال لسيارات الأجرة، ومسرح دوكتاك، وأدنوك، وغراند
ميلينوم الوحدة .
وعن الحركة السينمائية المتنامية في أبوظبي تقول هناء: “أنا أعمل في
صناعة السينما هنا منذ ثلاث سنوات فقط، إلا أنني خلال هذا الوقت القصير
شهدت نمواً هائلاً فيها . وما يثير الاهتمام في الموضوع أنه يبدو أن هناك
طلباً على الأفلام القصيرة والتي أعتقد أنها طريقة رائعة للبداية، على
الرغم من أن الأفلام القصيرة تختلف تماماً عن الطويلة، وأنا أعتقد أنها
تمثل طريقة رائعة لصناع الأفلام كي يعثروا على أنفسهم ويكتشفوا إبداعهم،
كما أن المهرجانات السينمائية هي المنصة الأهم لعرض هذه الأفلام القصيرة،
إلا أنني في الحقيقة أفضل أن أراها في أمكنة أخرى . هناك الكثير من صناع
الأفلام القصيرة في الإمارات وبعضهم عمل في صناعة الأفلام لأكثر من عقد من
الزمان . لذا من الأفضل لو أن دور العرض في أبوظبي تقوم بعرضها علينا أن
ندفع صناعة السينما نحو الإبداع، ولكن أيضاً علينا أن ننظر إلى المحتوى
الذي لدينا للحصول على الأرباح وبناء الأسس المناسبة لها .
أما جون كوشانكزيك خبير التسجيل الصوتي فحدثنا عن تقنيات الصوت
المستخدمة بالقول: “التصوير في سيارة متحركة ليس أمراً سهلاً، وأحد الأمور
التي أقلقت هناء قبل التصوير كان مكان وجود فني الصوت، لقد عملت مع هناء في
عدد من الأعمال، تناقشنا عن الكيفية التي سننجح من خلالها بالتغلب على هذه
العقبة ولحسن الحظ تمكنا من القيام بذلك . فهناء وكوكو المسؤولة عن
الاستقطاب، وإيمي مديرة التصوير، والممثلان جمال وميلين، جميعهم “انحشروا”
في سيارة أجرة في الوقت الذي كنت فيه أحاول القيادة بشكل قريب جداً أمام أو
خلف بقية الفريق، حسب اتجاه التصوير . وقد كنت أمتلك بعضاً من أجهزة التقاط
الصوت اللاسلكية الرائعة وتمكنت من سماع وتسجيل كل ما يدور في السيارة ما
دمت قريباً بما يكفي . وقد أثبت هذا فاعليته، فكلما احتاجت هناء لتغيير
عدسة أو تعديل ماكياج، كان بإمكانها التحدث إلي كما لو أنني كنت معهم في
السيارة وكنت أعمل على إبلاغ بقية الفريق” .
وعن تقنيات وآلات التصوير المستخدمة في الفيلم حدثتنا إيمي نيوزستيد
مديرة التصوير: “لقد استخدمنا أري إلكسا
Arri Alexa،
لأن الجزء الأكبر من الحوار يجري داخل السيارة، وهو ما يمثل تحدياً صعباً
من الناحيتين المرئية والجسدية، لقد أرادت المخرجة أن تتأكد من أنني استطيع
العمل بأقصى إمكانياتي، وقد تباحثنا أمر آلة التصوير “كانون” ذات الأبعاد
الخمسة
Canon 5D
لأنها صغيرة وعملية ويمكننا وضعها في السيارة إلى
جانب الممثلين وأنا والمخرجة والمستقطب، وكان علينا جميعاً الاعتماد على
آلة التصوير ألكسا . . كان عملاً كبيراً، ولكن لم يكن هناك شك في أن آلة
أري ألكسا قامت بتصوير رائع جداً”.
يذكر أن مسابقة الأفلام القصيرة، أطلقتها لجنة أبوظبي للأفلام لتشجيع
الكتاب والمخرجين الناشئين، إضافة لتشجيع شركات الإنتاج في الإمارات على
إنتاج أفلام قصيرة للعرض السينمائي الدولي والبث المستقبلي، وسيتلقى كل
صانع أفلام مبلغ مئة ألف درهم إماراتي لتمويل الإنتاج من لجنة أبوظبي
للأفلام . وقد اختيرت سيناريوهات الأفلام القصيرة والتي تراوح مدتها بين
خمس دقائق واثنتي عشرة دقيقة والمقدَمة باللغتين العربية والإنجليزية، من
بين مجموعة سيناريوهات تتعدى 90 نصاً مرشحاً . وتعمل لجنة أبوظبي للأفلام
مع صانعي الأفلام عن كثب لمتابعة المشروع أثناء الإنتاج والتوزيع .
الخليج الإماراتية في
25/01/2012 |