يرتاد المهرجانات السينمائية ليستمتع بمشاهدة الأفلام. يكتب عنها على
مدوّنته.
يفتح نقاشات حولها. قبيل العروض تراه يضحك عالياً بمرح طفولي
وسط أصدقائه. يُؤكد
أنه يحصل على موضوعات أفلامه من الناس. لا
يمر يوم دون أن يُشاهد فيلماً، ومنذ صغره
كان يشاهد خمسة أفلام في الأسبوع. السينما في دمه، أدمنها، وهو سعيد بهذا
الإدمان.
حلم حياته عندما يتقدم به العمر ويُصبح عاجزاً عن الحركة أن يُعيدوا أمامه
من جديد
عرض جميع الأفلام التي شاهدها. له أربعة أفلام من أهم مئة فيلم في تاريخ
السينما
المصرية لكنه يعترف برباطة جأش: «الذي لم أفعله في حياتي هو أنني لم أكن
صادقاً في
أعمالي بنسبة 100 في المئة بسبب المناخ كله».
إنه المخرج محمد خان، أحد رواد الواقعية في السينما المصرية، الذي
اشتهر بقدرته
على التقاط أدق التفاصيل واهتمامه بها. فمثلاً، قبل تصوير
فيلمه «زوجة رجل مهم»
التقى بأحد الضباط في مكتبه. في أحد أركان حجرة المكتب افترش
الأرض طفل كان يبتسم
ويلعب. فجأة أثناء الحوار بينهما خلع
الضابط الساعة من يده ووضعها على المكتب ثم
اتجه إلى الطفل وظل يضربه ضرباً مبرحاً، بعدها عاد ليجلس في مقعده هادئاً.
التقط
خان تفصيلة الساعة لتكون أداة تهديد يلجأ إليها بطل فيلمه، ثم أضاف «أحمد
زكي»
تفصيلة المنديل والبصقة في نهاية المشهد.
في «موعد على العشاء» كان خان على موعد مع سندريلا السينما العربية
سعاد حسني.
كان يعرف أن محسن نصر كان مصورها المفضل وكانت تطلبه في جميع
أفلامها، وقد حرص محمد
خان أن يكون محسن نصر مدير تصوير الفيلم
حتى قبل أن تطلبه سعاد التي كانت مشهورة
بأنها تحفظ السيناريو كاملاً، ومن ثم كانت
تخشى من أي تغيير يطرأ. بعد أن شاهد محمد
خان الديكور أُعجب به، فجاءته فكرة مختلفة في مشهد «الصباحيَّة». قرر أن
يُغلق
الباب الزجاجي ويقف العروسان خلفه ويلمسا أيدي بعضهما، ليكون المشهد أكثر
شاعرية،
خصوصاً أن البطل سيموت. قبل التصوير وبينما هى تضع مكياجها، دخل خان
وأخبرها برؤيته
الجديدة. ترددت سعاد للحظة ثم قالت: «طيب خلينا نصوره بالطريقتين.» لم يعلق
خان.
عندما حان وقت التصوير دخل إلى الديكور فاكتشف أن محسن نصر قد أضاء المشهد
بالطريقة
الأولى في السيناريو كما حفظته سعاد حسني. لم ينطق المخرج بكلمة، عاد إلى
حجرته وظل
فيها ما يقرب من نصف ساعة إلى أن ذهبت إليه سعاد حسني لتسأله ماذا به؟
فعاتبها بغضب
لأنها «تدخلت في عمله؟»، فما كان منها إلا أن أمسكت بيده ليخرجا سوياً إلى
موقع
الديكور، واعتذرت له أمام فريق العمل ثم طلبت من محسن نصر أن يُضيء المشهد
كما حدده «خان»
في رؤيته.
تجربة في كتابة السيناريو
هند بطلة فيلمه «أحلام هند وكامليا» كانت مُربية محمد خان في الحقيقة،
لذلك كتب
هو السيناريو بالكامل. يُؤكد خان أن جميع
أفلامه –باستثناء أيام السادات– شارك في
كتابتها بشكل أو بآخر. يتذكر أن إلهام شاهين كانت صاحبة الترشيح الأول لدور
«هند»،
لكنها في ذلك الوقت كانت تعيش قصة حب وتأخرت في الرد عليه، فرشح نورا،
لكنها سألته
كيف سيُوضع اسمها على الأفيش، فقرر أن يذهب الدور إلى عايدة رياض. كانت
عايدة في
ذلك الوقت متزوجة حديثاً من محرم فؤاد وتقضي شهر العسل في الإسكندرية.
وعندما
أخبروها كادت تطير من الفرح وسافرت إلى القاهرة من دون علم زوجها. وكان
الدور الذي
ساهم في رفع أجرها من ألفي جنيه إلى خمسة آلاف، بينما كانت نجلاء فتحي تحصل
على
ستين ألفاً. أما نجلاء فتحي، المرشحة الأولى لدور كاميليا، فأرسل لها خان
السيناريو
وبوكيه ورد مع سمير نصري، ولم يذهب إليها إلا بعد أن قرأت السيناريو. يومها
فتحت له
الشغالة، وبعد فترة رأى شغالة آخرى تأتي من آخر الممر، ليكتشف بعد قليل
أنها ليست
سوى نجلاء فتحي، وهو موقف يُذكرنا بما فعلته هند رستم ذات يوم مع المخرج
حسن الإمام
عندما رشحها لدور راقصة.
يُؤكد خان أنه كمخرج يعتمد على استغلال إمكانيات الممثل كافة،
وأحياناً يلجأ إلى
المفاجأة، مثلما فعل مع فردوس عبد الحميد
في «الحريف». كان بينها وبين عادل إمام
مشهد ينفعل فيه عادل ويُنهيه بأن يُمسك
ياقة جلبابها بعنف مُفاجئ كأنه سوف يضربها.
تم الاتفاق بين عادل وخان ألاّ يُخبرا فردوس بهذه التفصيلة قبل التصوير.
أُعيد
تصوير المشهد عدة مرات لكنه في النهاية اختار المشهد الأول لأن الانفعال
فيه كان
أعلى وأكثر صدقاً.
يهتم خان كذلك بمعرفة التفاصيل عن الحياة الشخصية للممثل حتى يتمكن من
الاستفادة
منها أثناء التصوير -لو اضطر لذلك-، فمثلاً أثناء تصوير إحدى
اللقطات المقربة لوجه
عايدة رياض، حاول تصويره عدة مرات لكنه لم
يكن مقتنعاً بالتعبير على وجه عايدة رياض
فذهب إليها وكان يعرف أنها سُجنت ظلماً وتعرضت للإهانة، فتحدث إليها
هامساً: «يا
عايدة الناس دول ظلموك وسجنوك وأهانوك.. عايدة: عايز أشوف الإحساس ده على
وجهك».
في المقابل، يهتم خان كثيراً بالعلاقة بين الممثلين، لأنها في نظره
«تنعكس على
أداء أدوارهم». يتذكر أنه في بداية تصوير «أحلام هند وكاميليا»
قال لنجلاء فتحي:
«خديها في حضنك»، يقصد عايدة، وذلك حتى يكسر الرهبة والحاجز
النفسي بينهما. أيضاً
قبل تصوير فيلمه «بنات وسط البلد»، كانت
هند صبري ومنة شلبي على خلاف، فأحضرهما إلى
بيته وبدأوا جميعاً في الطهو سوياً، وتناولوا الطعام والشراب وهم يتحدثون
فنشأت
علاقة إنسانية فيها حب بين الطرفين.
مهارة المراوغة
رغم مراوغته وديبلوماسيته في الإجابة على بعض الأسئلة التي تطرح عليه،
يبدي محمد
خان عدم تفاؤله بما وصلت إليه صناعة
السينما المصرية، موضحاً أن السوق التى اعتاد
عليها هو وأبناء جيله تغيرت، وبات لا يستطيع مع الاوضاع الجديدة إنتاج
أفلامه، ما
اضطره إلى البحث عن تمويل خارج مصر لمشروعه الجديد «فتاة المصنع»، لكنه
يفلت بمهارة
من الإجابة عن أسباب رفضه وتحفظه السابق على فكرة التمويل الأجنبي. مثلما
يفعل
عندما يسأل مجدداً عن فيلم «أيام السادات» ولماذا لم يتناول أياً من سلبيات
شخصية
الرئيس الراحل، حيث يجيب بأن الفيلم كان إطلالة على شخصية السادات، نافياً
وجود أي
ضغوط قد مُورست على فريق العمل، مُؤكداً أن مساحة الحرية كانت كاملة أمامه،
بينما
يُؤكد أن وجهة نظره كانت محدودة في هذا الفيلم، وأنه الشريط السينمائي
الوحيد الذي
لم يُشارك في كتابته، كما أنه لم يرسم له ديكوباج.
بقي أن نُشير إلى أن فيلم محمد خان الجديد «فتاة المصنع» والذي كتب له
السيناريو
وسام سليمان، مستوحى من أحداث وشخصيات حقيقية، وهو ما دفع محمد
خان للتفكير في أن
يسند معظم أدوار البطولة لشخصيات حقيقية لا
الى ممثلين محترفين، والفيلم يركز بشكل
أساسي على أوضاع النساء العاملات في مصر، وسيتم تصويره بتقنية الديجيتال.
الحياة اللندنية في
06/01/2012
«ظلال
الصمت» ... فيلم مضيء عالي
الصوت
سلطان البازعي
أن تحضر عرضاً سينمائياً في الرياض، يعطيك شعوراً غريباً. شعور لم
أحسّ به منذ
أن دخلت أول مركز انتخابي للإدلاء بصوتي في انتخابات عامة. هو شعور المرء
حين يمارس
بعضاً من حقوقه الإنسانية التي تمارسها معظم شعوب الأرض.
الحدث كان استثنائياً في مكانه وزمانه ومحتواه: الملتقى الثاني
للمثقفين
السعوديين الذي عقد قبل ايام في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض وسجّل
نجاحاً
نوعياً وأقام حواراً جميلاً بين المثقفين سواء أولئك الذين اعتلوا المنصات
أو الذين
كانوا في مقاعد المشاهدة أو حتى أولئك الذين قرروا عدم الحضور، واكتفوا
بالنقد من
بعيد، وهذه الفئة الأخيرة هي التي قال عنها وزير الثقافة
والإعلام الدكتور
عبدالعزيز خوجة انه أيضاً سعيد بتفاعلها، لأنها تشكل جزءاً من الحراك
المطلوب
إحداثه.
كما أن الملتقى تجاوز كثيراً من الحواجز الوهمية، ولعل عرض فيلم «ظلال
الصمت»
للمخرج السعودي عبدالله المحيسن كان من أبرزها، فهو فيلم أنتج منذ ست سنوات
وظل
حبيس قاعات العرض الخاصة في المهرجانات، بعد أن تم منعه في عدد
من الدول العربية،
بما فيها سورية التي تم تصوير أحداثه فيها لأسباب لا تخفى. وقد يكون الربيع
العربي
بوابة تفتح أبواب قاعات السينما أمام الفيلم من الآن فصاعداً، خصوصاً أن
الفيلم
تنبأ بهذه الانتفاضة ضد الطغيان بشكل أو بآخر.
المشهد الافتتاحي مصطبغ بالكوميديا السوداء، حين تهاجم قوات النظام
حياً شعبياً
لاعتقال بعض المعارضين وإطفاء الاحتجاجات. وبينما تتصاعد أصوات الرصاص
وانفجارات
القذائف يحرص مواطن بسيط مع أسرته على متابعة مباراة في كرة القدم ويفرحون
لتسجيل
هدف، أما حين تصل الأحداث إلى حد بابه، فإنه يحتار بين إنقاذ
والدته العجوز أو جهاز
التلفزيون الملون. ويتم ضرب هذا المواطن التعيس واعتقاله لأنه كان يحمل
جهاز «الريموت كونترول» في جيبه.
في هذا الفيلم يثبت عبدالله المحيسن أنه ما زال يمتلك أدواته
السينمائية على رغم
تباعد المحطات الإنتاجية للأشرطة التي وقّعها: «اغتيال مدينة»، «الإسلام»،
«جسر نحو
المستقبل»، و «الصدمة»، وهو في كل هذه الأفلام صاحب قضية ورؤية ورسالة، إلا
أنه في
«ظلال
الصمت» لا يكتفي بالطرح التسجيلي، وإنما هو يحقق للمرة الأولى فيلماً
روائياً
طويلاً يقدم فيه رسالة مباشرة عن انتفاضات الشعوب ضد الأنظمة القمعية،
وربما لو أن
الفيلم عرض بشكل جماهيري حين إنتاجه لكان عدّ من محرضات الربيع
العربي.
الحياة تعاكس الفن
المشاهد الأولى لا تختلف عما نشاهده هذه الأيام في المدن السورية وكنا
شاهدناه
في مدن عربية اخرى، إلا أن الفيلم بدا حريصاً على ألا يتوافق مع حال نظام
بعينه، اذ
حرص الفيلم على أن يبعد الأنظار عن أنه يستهدف دولة بذاتها حين اعتمد
الفصحى لغة
للحوار، ولا يجب النظر إلى بعض المفردات مثل البيت الدمشقي
والآثار الرومانية
والقبيلة في هذا السياق، فكلها مفردات يمكن إيجاد مقابل لها في أي دولة
عربية من
المحيط إلى الخليج، ولكن هي نفسها مفردات وصور القمع والكبت التي يمكن أن
تشكل
قاسماً مشتركاً.
دولة «ظلال الصمت» تعتمد أسلوباً علمياً في القمع والكبت عبر معهد
أبحاث متقدم
أقيم في مكان سري بالصحراء يتم فيه غسيل أدمغة ممنهج للمعارضين والمعارضين
المحتملين، والمثقفون في مقدمهم. ونشاهد كيف أن شخصيات الفيلم
مثل الروائي الذي
تدعمه دور النشر الرسمية بنشر روايته بعد إجراء التعديلات الضرورية، إلا
أنه يتقرر
إرساله للمعهد في دورة تأهيلية لإعداده لتولي مناصب قيادية في الدولة -كما
قيل له-
وككثير من المثقفين اليائسين من حصولهم على فرص الوصول، يتلقف الروائي
(الممثل
السوري غسان مسعود) على مضض هذه الفرصة على رغم الخلاف الذي أحدثه ذلك مع
زوجته
التي لم تكن مقتنعة بهذا التحول في مبادئ زوجها.
في المعهد يلتقي الروائي بأستاذ المعلوماتية (الكويتي محمد المنصور)،
ويدور
بينهما حوار يشبّهان فيه المعهد بقلعة الحشاشين التي أنشأها حسن الصباح
لإعداد فرق
الاغتيال السياسي، والتي جاء منها تعبير Assassin
باللغات الأوروبية، ويكتشفان
أنهما تحت المراقبة في كل تحركاتهما وسكناتهما، حتى في النوم والأحلام التي
توجه
بطريقة علمية غامضة للتأثير في العقل ووضعه تحت أوهام مخدرة أو لابتزازه
أحياناً
بعد إيهامه بأنه ارتكب جريمة كما حدث للروائي. ويتعامل الروائي
مع العالم والباحث
الرئيس في المعهد (التونسي رجاء فرحات) الذي يعلن لزميله أنه لم يكن ليشترك
في هذا
العمل لولا أنه يريد الفرصة والتمويل لإكمال أبحاثه العلمية، ويحاول أن
يبدو أنه
غير مسؤول عن النتائج التي تنجم عن استخدام أبحاثه وتطبيقاتها،
ولكنه يعاني من صراع
ضمير واضح. أما مدير المعهد الذي يديره مسؤوله بقبضة حديدية صارمة
(الجزائري أحمد
أقومي)، فإنه هو الذي يوجه الاستخدام السياسي لهذه الأبحاث بخط اتصال مباشر
مع
القيادة.
في هذا الوقت، تقرر زوجة الروائي (السورية فرح بسيسو) الانطلاق في
رحلة مجهولة
العواقب للبحث عن زوجها وإنقاذه من المعهد، وتلتقي في استراحة صحراوية
منعزلة مع
شاب (السعودي عبدالمحسن النمر) يبحث هو الآخر عن والده المختطف. يجمعهما
الهدف
الواحد وينطلقان في مجاهل الصحراء بحثاً عن مكان سري غير معروف
حتى تتعطل سيارتهما
وتهاجمهما الذئاب، ولا ينقذهما إلا شيخ قبيلة يستضيفهما ويقرر مساعدتهما،
لأنه هو
أيضاً وقبيلته غير مرتاحين لوجود هذا المعهد الدخيل على أرض الآباء
والأجداد.
الحبكة الروائية للفيلم تشير برموز قوية إلى أن تحالف المعتقلين في
الداخل وصحوة
ضمير العلماء الباحثين ومساندة القبيلة صاحبة الأرض من الخارج هي التي تحطم
الأسوار
والقيود وتحرر أسرى المعهد من قيودهم وأوهامهم.
وتعود الكوميديا السوداء في المشاهد الأخيرة حين يخرج المواطن المسحوق
فرحاً
بحريته، ولا ينسى أن يصطحب معه جهاز التلفزيون المصادر، ولكنه ينسى جهاز «الريموت
كونترول» الذي يبقى بيد مدير المعهد ليضغط على أزراره منهياً الفيلم في
مشهد
صادم.
لا بد هنا من الإشادة بأداء نجوم الفيلم، وبشكل خاص كل من غسان مسعود
وعبدالمحسن
النمر وأحمد أقومي والعملاقة منى واصف، التي ظهرت في مشهد قصير، ولكن النجم
الحقيقي
هو عبدالله المحيسن الذي قدم بهذا الفيلم رداً على كل من يشكك في إمكان
قيام صناعة
سينما حقيقية وجادة وغير مبتذلة في الوطن العربي، وفي المملكة
بشكل خاص. المحيسن،
الذي اعترف لي في لقاء سابق معه في الثمانينات من القرن الماضي أن الأعمال
الخاصة
أخذته من الفن، لم يشأ في ذلك اللقاء العابر أن يقول ما نعرفه جميعاً، أن
المبدعين
يحتاجون إلى مناخ حتى ينتجوا أعمالاً مبدعة، والسينما ليست
فناً فردياً مثل القصيدة
والرواية واللوحة التشكيلية، وإنما هي صناعة متكاملة تحتاج إلى كوادر وخطوط
إنتاج
ومعاهد تدريب وقاعات عرض ومشاهدة للجمهور، وهي كلها لا تتوافر حتى الآن.
والنجم الآخر هو وزارة الثقافة والإعلام التي اتخذت هذه الخطوة لعرض
الفيلم
بالرياض، وستكتمل النجومية لو أتاحت لجمهور أعرض مشاهدة الفيلم عبر عرضه
تلفزيونياً... إن لم تؤثر هذه القراءة في هكذا قرار.
الحياة اللندنية في
06/01/2012
دعم «ورد مسموم»
القاهرة – «الحياة»
أعلن الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) عن المشاريع السينمائية
المستفيدة
من منحة السينما العامة للعام 2011. وكان من ضمنها الفيلم المصري «ورد
مسموم»
للمخرج الشاب فوزي صالح الذي حصل على دعم
لتطوير السيناريو. وقد سبق لمشروع «ورد
مسموم» الحصول على دعم من صندوق «سند» التابع لمهرجان أبوظبي
السينمائي الدولي هذا
العام. ومن المتوقع أن يبدأ تصوير الفيلم في نيسان (أبريل) المقبل.
الفيلم يحكي قصصاً إنسانية تدور قبل قيام الثورة المصرية بأيام قليلة،
في العالم
السفلي لمدينة القاهرة، حيث ينتحر شاب من إحدى المناطق الفقيرة. ويقوم
الفيلم على
رحلة بحث عن أسباب انتحارالشاب من خلال شخصيات مختلفة، لا أحد منها راضٍ عن
الحياة
القادم منها، يحاولون البحث عن الحب والمستقبل، محاطين بالفساد
والطبقية والدولة
البوليسية.
تدور أحداث الفيلم خلال يوم واحد بأسلوب سرد لاخطي، يكسر التتابع
الزمني.
والفيلم مأخوذ من رواية «ورود سامّة لصقر» للكاتب المصري أحمد زغلول الشيطي
التي
صدرت طبعتها الثالثة منذ شهور قليلة، بعد أن حققت نجاحاً
أدبياً ملفتاً لصاحبها
مطلع التسعينات من القرن الماضي.
وعلَّق ايليا سليمان، المخرج الفلسطيني وعضو اللجنة العامة للتحكيم
للمنح
المخصصة للأعمال السينمائية لدى «آفاق»، قائلاً: «قمنا باختيار صناع أفلام
شباب
جاؤوا بمشاريع قوية وجريئة». وأوضح أن المخاطر التي أخذها المخرجون على
عاتقهم في
عملية صنعهم لهذه الافلام لم تكن من أجل المخاطرة ذاتها وحسب، «وإنما لتخلق
صوراً
ومساحات شعرية ضمن سياقات مهمشة تعكس فعلاً وضع العالم العربي، فأعمالهم
تحمل حساً
عميقاً بالانخراط في العمل الاجتماعي والسياسي، لكن الأهم من
ذلك هو اللغة
السينمائية التي يأخذون بحثهم من خلالها، وكذلك الانتباه الذي أعاروه
للتفاصيل التي
تربعت في قلب بحثهم السينمائي».
«ورد مسموم» هو الفيلم الروائي الأول لمخرجه الشاب فوزي صالح، الذي
قدَّم قبله
فيلمه الوثائقي الأول «جلد حي» الذي حاز ثلاث جوائز من مهرجانات أبوظبي
وتطوان
وبغداد، وعرض في عدد من المهرجانات الدولية، من أهمها المهرجان الأكبر
للأفلام
الوثائقية هوت دوكس الكندي ومهرجان اميان الفرنسي وغيرهما. كما
حاز إشادات نقدية من
المتابعين والمهتمين بالأفلام الوثائقية.
الحياة اللندنية في
06/01/2012
«خطاب الملك» أبرز أفلام سنة 2011
لقد شكل فيلم
selbahcuotnI seL
ظاهرة حقيقية خلال سنة 2011 فيما مثل فيلم
noitarapeS وفيلم
evirD
مفاجأة حقيقية عدا تألق رايان جوسلين. عدة أفلام طبعت
سنة 2011 واستأثرت باهتمام النقاد في السنة السينمائية المنتهية وهي أفلام
تمثل أيضا عدة مدارس سينمائية.
استطاع فيلم «selbahcuotnI seL»
ان يحقق عشرات الملايين من الإيرادات في الأسابيع الأولى لعرضه. الفيلم من
اخراج اريك تولودانو واوليفيه تاكاش. وجذب الفيلم في الفترة الممتدة من 7
إلى 13 ديسمبر الجاري 1,341,402 مشاهد في 839 دور عرض فرنسية. وقد احتل
الفيلم المركز الخامس عشر من بين أفضل الأفلام السينمائية المعروضة حاليا
في فرنسا منذ عام .1945 هذا الفيلم يرسم باختصار صورة فرنسا المتأزمة.
اعتبرت مجلة فوج أن فيلم
selbahcuotnI seL يمثل صدمة كما أنه لا يخلو من عنصرية في بعض
المشاهد. اعتبر النقاد أن فيلم
selbahcuotnI seL يمثل كوميديا شعبية مستلهمة من أبرز التقاليد السينمائية الفرنسية.
فيلم
noitarapeS
هذا الفيلم إيراني وقد شكل بدوره مفاجاة السنة السينمائية المنقضية وقد حقق
إيرادات كبيرة وحظي بنجاح مهم وإشادة واسعة من النقاد السينمائيين. فيلم
noitarapeS من إخراج أصغر فرهدي وهو سينمائي إيراني موهوب يتمتع ببعض الحرية في
الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تضيق في العادة الخناق على الصناعة
السينمائية ولا تترك مجالا كبيرا للإبداع الفني والفكري. هذا الهامش من
الحرية لم يجده على سبيل المثال مخرجون سينمائيون آخرون من إيران من أمثال
محمد رسولوف وجعفر جناحي اللذين هددا بالسجن ومنعا من تصوير أعمالهما
السينمائية غير أنهما تحديا كل الضغوط والموانع واستطاعا أن يبدعا فيلمين
رائعين فضحا حقيقة الأوضاع المزرية داخل إيران. الفيلم الأول يحمل عنوان
«الوداع»
riover uA أما العمل السينمائي الثاني فقد اختار له مخرجه عنوان «هذا ليس
بفيلم»
mliF a ton si sihT
وهو من إخراج جعفر جناحي. إن السينما تظل قبل كل شيء وسيلة للمقاومة في
إيران.
tsitrA ehT
فيلم فرنسي ذو طابع رومانسي أخرجه ميشيل هازانفيسيو ولعب دور البطولة فيه
كل من جون دوجاردين وبيرينيس بيجو. تدور أحداث هذا الفيلم في الولايات
المتحدة الأمريكية ما بين سنتي 1927 و1932 وهو يركز في إبراز تراجع شهرة
أحد الممثلين في مقابل سطوة نجومية ممثلة جديدة. في تلك الحقبة انتهى عصر
السينما الصامتة. هذا الفيلم نفسه صامت وقد تم تصويره بالأبيض والأسود وقد
حظي بإشادة واسعة من النقاد وحاز الكثير من الجوائز، فقد فاز جون دوجردان
بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي في دورته لسنة 2011 كما تم
ترشيحه لست جوائز غلوب.
خطاب الملك )hceepS s'gniK ehT(
فيلم دراما تاريخي بريطاني من إنتاج عام 2010، إخراج توم هوبر، وبطولة
كولين فيرث وهيلينا بونهام كارتر وجيفري راش ومايكل جامبون وغاي بيرس.
الفيلم فاز بجائزة الجمهور في مهرجان تورنتو 2010 كما حاز أربع جوائز
أوسكار من أصل 12 من بينها جائزة أفضل فيلم وأفضل ممثل بدور رئيسي لكولين
فيرث.
الملك جورج السادس (كولين فيرث) يصل إلى كرسي الحكم في بريطانيا وذلك
بعد أن تنازل أخوه الأكبر له عن الحكم بسبب وقوعه بحب امرأة مطلقة لا تسمح
له قوانين الملكية البريطانية بالزواج منها، مما وضع الملك جورج السادس في
مأزق لا يحسد عليه حيث انه لم يكن مستعدا لذلك وكان يعاني تعثّرا في الكلام
وخصوصا عند الحديث علنا يحرجه بصورة دائمة، ويشاء سوء حظه أن تكون مرحلة
حكمه هي مرحلة تغيّر كبيرة في طريقة تواصل الملك والحكّام عموما مع شعوبهما
فبعد ظهور الراديو أصبح مطلوبا من الملك أن يخاطب شعبه من خلاله وخصوصا في
الأوقات الحرجة والصعبة وهو ما كانت تمر بها البلاد وهي على عتبات الحرب
العالمية الثانية، فكون الملك متحدثا ماهرا ومعبّرا أصبحت واحدة من أهم
الصفات المطلوبة فيه، مما يجعل الملك جورج وزوجته يسعيان للبحث عمن يستطيع
علاج ذلك الرهاب، ويجدان بغيتهما في الدكتور ليونيل لوغ (جيفري راش) يعمل
في مكتب متواضع وبأساليب غير تقليدية استطاع من خلالها تخليص الملك من
عقدته.
شهدت سنة 2011 أيضا تألق عدة أفلام على غرار فيلم
essiloP وdloG kcalB
أو «الذهب الأسود» الذي أخرجه جون جاك انو. خلال السنة السينمائية 2011 شد
فيلم
evirD
أنظار النقاد وعشاق الفن السابع وقد تألق فيه على وجه الخصوص الممثل رايان
جوسلينج. يعتبر فيلم
evirD
من آخر إبداعات المخرج الدنماركي نيكولا ويندن الذي تألق من قبل من خلال
إخراج ثلاثية سينمائية اشتملت على فيلم
rehsuP
وفيلم
nosnorB
وفيلم
oirraW tneliS،
وحصل فيلم
evirD
على جائزة الإخراج في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته لسنة .2011
أبى الأخوان جويل وإيثان كوين إلا أن يسجلا حضورهما خلال السنة
السينمائية 2011 من خلال فيلم
tirG eurT
وهو عمل سينمائي من نوع أفلام رعاة البقر. اما المخرج الاسباني المتألق
دائما بيدرو ألمودوفار فقد أنجز عملا سينمائيا متميزا يعبر عن هوية السود
وقد اختار له عنوان
otibaH euQ leiP aL،
ولابد أن نذكر أيضا عدة أعمال سينمائية متألقة برزت خلال سنة 2011 على غرار
فيلم
oleV uA nimaG eL
للمخرج داردين وفيلم
ervaH eL
من النوع السياسي الذي أخرجه كاوريسماكي. أما المثل والمخرج العجوز وودي
الين فقد أبى إلا أن يسجل حضوره من خلال فيلم
siraP ni thgindiM.
مثل فيلم «ثلوج كليمنجارو»
orajdnamiliK uD segieN seL عودة السينما ذات الطابع الاجتماعي. يركز الفيلم في التعمق في واقع
الأزمة التي تسببت تدريجيا في تآكل النسيج الاجتماعي. يعتبر فيلم
orajdnamiliK uD segieN seL
من أجمل الأعمال السينمائية التي أنجزها المخرج روبرت جيديجيان وقد حقق من
خلاله نجاحا مهما على مستوى الشباك كما حظي بإشادة النقاد الذين أبرزوا
ثراء الموضوع والتناول الفني والسينمائي.
قبل سنة واحدة من إجراء الانتخابات الرئاسية سعى القائمون على مهرجان
كان السينمائي الدولي إلى مسايرة الحدث حيث انهم أدرجوا فيلم
eteuqnoC aL في القائمة الرسمية وهو أول فيلم طويل يتحدث عن رئيس يمارس السلطة.
تزامن بداية عرض فيلم
eteuqnoC aL مع الفيلم الجديد الذي أخرجه النجم السينمائي المتحول أخيرا إلى
الإخراج السينمائي جورج كلوني الذي اختار لفيلمه عنوان
rewoP fo spetS ehT.
أخبار الخليج
البحرينية في
06/01/2012 |