يخضع هذا المقال، الذي بين أيديكم لخيارات عدة، تتطلب حسماً بشكل أو
بآخر، خصوصا مع معرفة أن ما أقدم له هنا متعلق بجردة لإنتاجات السينما
العالمية هذا العام، الذي تفصلنا أيام قليلة لنودعه وندخل عاماً جديداً، له
أن يحمل في جعبته الجديد المتجدد في عالم الفن السابع المترامي.
الخيارات سابقة الذكر متعددة ومتشعبة لا لشيء إلا لأن المسعى أن يكون
ما نقدمه هنا محيطاً بإنتاجات العالم، مع استثناء العالم العربي الذي نقدم
لإنتاجاته في مقال منفصل، لكن لن اتبع في ما يلي مساراً جغرافياً، بقدر ما
سأضيء على أهم افلام هذا العام، والذي يمكن وصفه من دون تردد بأنه من أهم
السنوات السينمائية والتي شاهدنا فيها عدداً من الأفلام الرائعة بحق.
«شجرة الحياة»
أول ما يتبادر إلى الذهن في هذا المقام فيلم تيرانس مالك
The Tree of Life
(شجرة الحياة)، الذي أضفى على هذه السنة صفة احتوائه على ما يمكن وصفه بـ«التحفة
الفنية» أو «الماستربيس» التوصيف الانجليزي الأثير حين نكون حيال عمل
سينمائي أصيل له أن يشكل إضافة سينمائية بحق، وعلى صعد متعددة تجعل من هذا
الفيلم حاضراً في تاريخ السينما نقطة مضيئة لا يمكن تجاهلها.
«الفنان»
فيلم آخر يتعاظم حضوره يوماً بعد يوم ألا وهو فيلم
The Artist (الفنان)، للفرنسي ميشيل هازانافيسيوس، وهو فيلم
صامت مع أننا في القرن الـ،21 لا بل إن هذا الفيلم الفرنسي دخل ترشيحات
الأوسكار هذا العام وحصد العديد من جوائز «غولدن غلوب» لا كفيلم أجنبي له
أن يكون محصوراً في جائزة أوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالانجليزية، بل ضمن
ترشيحات الأفلام الناطقة بتلك اللغة، ولعل كونه صامتاً أي غير ناطق بأية
لغة منح الأكاديمية الأميركية فرصة ترشيحه لفئات الأوسكار كافة، وتجاهل أنه
فيلم فرنسي.
فيلم «الفنان» اكتشاف استثنائي، وتجربة فريدة تضعنا حيال فيلم وفي لكل
المرحلة الصامتة في السينما، إنه عن مصير نجم سينمائي جورج فالنتين «جان
دوجردان» وتدور أحداثه عام 1927 السنة التي شهدت فيها السينما ظهور أول
فيلم ناطق، وليترافق أفول نجم جورج مع صعود نجم بيبي ميلر (بيرينيس بيجو)،
المرأة التي يساعدها جورج على دخول عالم هوليوود.
لن أمضي أكثر في استعراض هذا الفيلم الجميل، ولكم أن تسارعوا إلى
مشاهدته متى عُرض في الإمارات، إذ ستكونون حيال فيلم يجعلكم وجهاً لوجه
أمام قصة ميلودرامية جميلة وفية لأجمل ما حملته السينما الصامتة، إنه فيلم
صالح للوقوع في غرامه من اللقطة الأولى.
«زهور الأكاسيا»
فيلم آخر أرجنتيني له أن يكون علامة فارقة أيضاً وإضافة جديدة هو فيلم
بابلو جيوغيرلي
Las Acacias
(زهور الأكاسيا)، إذ يتحرك الفيلم داخل شاحنة ويتمحور حول العلاقة التي
تنشأ بين سائق تلك الشاحنة وامرأة وطفلتها ذات الخمسة أشهر واللتين يقلهما
معه من الأرغواي إلى بوينس آيرس، وليتمكن هذا الفيلم من تقديم حياة كاملة
رغم أنه لا يفارق الشاحنة، ولنعيش ما يشبه الحياة حياة تلك الشخصيات في
الماضي والحاضر والمستقبل دون أي «فلاش باك» أو «فلاش فورورد»، بل بأبسط
الأدوات السردية التي تتولى أن تأسرنا.
«ميلانخوليا»
رابع الأفلام التي حفرت عميقاً هذا العام هو جديد الدانماركي لارس فون
ترير
Melancholia
(ميلانخوليا)، الذي لن يكون أهم أفلام فون ترير، لكنه بالتأكيد يشكل
انعطافة في أفلام هذا العام، وهو فيلم «قيامي» بامتياز، يضعنا ترير أمام
نهاية العالم على طريقته الخاصة، ولتكون الكآبة معبراً إلى تلك النهاية
متكئاً من حيث بناء الفيلم على فيلم صديقه فينست فينتربيرغ «الاحتفال».
«لو افر»
خامساً سيهاجمني فيلم
Le Havre (لو افر)، للفلندي آكي كوريسماكي، والذي ربما أول ما سيقودنا إليه هو
الحنين، وتلك العوالم المتصلة بستينات السينما، حيث الإضاءة وكل ما في
الفيلم يضعنا حيال أجواء تلك المرحلة، ولتكون الشخصيات امتداداً لها لكن مع
تقدمها في السن، بمعنى أننا نشاهدها في سياق عصرنا الحالي، وهي مصرة على
استبقاء تلك الطيبة والانحياز للحب والجمال في الحياة، ونحن نتعرف إلى
الكاتب البوهيمي مارسيل ماركس الذي قرر أن يستقر في تلك البلدة الوادعة «لو
افر» ويعمل في مسح الأحذية والالتصاق بزوجته التي سرعان ما تمرض وهو لا
يزورها في المستشفى إلا ويحمل في يديه باقة ورود.
«انفصال نادر وسيمين»
فيلم «انفصال نادر وسيمين» سيضعنا أمام جديد مخرج ايراني كبير هو أصغر
فرهادي توج في «البرليناله» بجائزته الكبرى، ولعل الفيلم ورهاناته تضعنا
حيال قصة آثرة محبوكة بعناية تقول أشياء كثيرة عن العلاقات الاجتماعية في
طهران اليوم وفي سياق تلك القصة التصاعدية، الأمر الذي يقابله في سياق متصل
ومنفصل في آن فيلم الإيراني محمد روسولوف «وداعاً»، الذي نتابع فيه ما
تعيشه امرأة ناشطة حقوقية في طهران بينما زوجها هارب من السلطات وهي حامل
بطفل له أن يكون مشوهاً وهي تسعى لمغادرة إيران.
«دجاج بالخوخ»
فيلم مرجان سترابي «دجاج بالخوخ» المتوج بجائزة أبوظبي السينمائي له
أن يكون ايضاً فيلماً يحمل الكثير من المقترحات الجمالية، من خلال تنويعاته
السردية على مستوى الصورة أو الأحداث، إذ يمكن لأكثر من نمط سينمائي أن
تجتمع في هذا الفيلم.
«الأحفاد»
هوليوودياً لكم أن تترقبوا فيلم
The Descendants (الأحفاد)، الذي عرض في دبي السينمائي، ويقدم فيه
جووج كلوني واحداً من أدواره الكثيرة المميزة، ولعله واحد من أهم انتاجات
هوليوود هذا العام، مضافاً إليه أفلام كثيرة منها فيلم ليني رامساي
We
Need to Talk About Kiven
(نريد أن نتحدث عن كيفن)، إضافة إلى ما نترقبه مثل جديد ديفيد فنشر «الفتاة
ذات الوشم» أو جديد مارتن سكورسيزي «هوغو» والجديد ايضاً عن كل ما صنعه من
أفلام، إضافة لـ «حصان الحرب» لستيفن سبيلبيرغ وغيرها من أفلام مرتقبة.
الادعاء أني قدمت في ما سبق جردة شاملة لإنتاجات هذا العام ادعاء
يجانب الحقيقة، لكن يمكن الادعاء في الوقت نفسه أن ما حمله هذا المقال يضيء
على أهم أفلام هذا العام، رغم الشعور بأن هناك خيانات متعلقة بالذاكرة
لكنها لا تساوم في الوقت نفسه على أن افلام مالك وهازانافيسيوس وجيوغيرلي
وفون ترير وفرهادي وكوريسماكي هي أهم أفلام هذا العام، وذلك من مقاربة
تعتمد أولا وأخيراً على ما اضافته هذه الأفلام إلى الفن السابع، ولعل هناك
أفلاماً أخرى لي أن استدركها لم تتح لي مشاهدتها مثلما هي الحال مع التركي
نوري جيلان وفيلمه «حدث ذات مرة في الاناضول»، أو فيلم الأخوين داردن
«الفتى مع دراجة»، الأمر الذي سأفعله في الحال.
الإمارات اليوم في
29/12/2011
السينما العربية 2011:
كل عام والأفلام المغربية إلى الأمام
زياد عبدالله
يمكن إطلاق توصيف مهم وحاسم على انتاجات السينما العربية، يتمثل في
وصفها بأنها سنة السينما المغربية، والأمر لا علاقة له بأحوال البلدان
العربية الأخرى التي شهدت ثورات واضطرابات، بقدر ما يأتي ذلك التوصيف من
حكم فني منحاز للسينما أولا وأخيراً، ومن دون خوض مقارنات لها أن تكون
لمصلحة السينما المغربية التي يزداد حضورها عاماً بعد عام، وقد انتجت هذا
العام أكثر من 25 فيلماً بين التجاري والفني والتجريبي، والتي تجتمع جميعاً
على استيفائها شروطاً جمالية وفنية لا تساوم عليها، ومنها أفلام شكلت
منعطفاً في السينما العربية وحملت مقترحات جمالية خاصة تعاينها السينما
العربية للمرة الأولى، وأحدد ذلك في فيلمين لمخرج ومخرجة في تجربتهما
الإخراجية الأولى، أي فيلم هشام لعسري «النهاية»، وفيلم ليلى كيلاني«على
الحافة».
سبق أن كتبت عن الفيلمين، وأكدت أصالتهما بما يدفع للفخر والانحياز
لهاتين التجربتين، ولتحضر مع هذين الفيلمين انتاجات أخرى تحمل الكثير من
القيم الجمالية والإبداعية مثلما هي الحال مع جديد محمد العسلي «أياد خشنة»
وليواصل العسلي تميزه وحضوره بعد أن أدهشنا في فيلمه الأول «الملائكة لا
تحلق فوق الدار البيضاء»، كما يمكن الحديث عن فيلم حكيم بلعباس «شي غادي
وشي جاي» عن الهجرة غير الشرعية، التوصيف الذي يقودنا إلى فيلم مغربي آخر
تناول هذه الظاهرة لكن بتوقيع المخرج محمد نظيف بعنوان «الأندلس الحبيبة»
والذي توج منذ أيام في مهرجان وهران للفيلم العربي بجائزة أفضل فيلم لمخرج
في عمله الأول، إذ سيكون تناول تلك الظاهرة فكاهياً على طريقة كوستاريسا في
«تحت الأرض».
مقابل هذا المرور السريع على السينما المغربية التي أحدثت قفزة في
انتاجاتها وتميزها، لم تغب مصر بإنتاجاتها السينمائية وإن كانت قليلة بسبب
ثورة 25 يناير والأحداث التي تعصف بها، إذ يمكن الحديث تجارياً عن جديد
خالد يوسف «كف القمر» على سبيل المثال وفيلم آخر شاهدنا عرضه الأول في «دبي
السينمائي»، وهو «واحد صحيح» إخراج هادي الباجوري في أولى تجاربه
الإخراجية، وهو يقدم ميلودراما عاطفية.
أبرز أفلام هذا العام كان فيلم خالد الحجر «الشوق» وقد أعادنا إلى
أجمل ما حملته السينما المصرية وأقصد هنا الواقعية المصرية، وليكون الفيلم
وفياً لتجارب أسماء مثل خيري بشارة وعاطف الطيب وداود عبدالسيد وآخرين
شكلوا ما يعرف بالواقعية المصرية، وليأتي في المرتبة الثانية فيلم «18 يوم»
والذي يحتوي على 10 أفلام أخرجها 10 مخرجين تناول كل واحد منهم فيها الثورة
المصرية على طريقته الخاصة، بينما يمكن التوقف ثالثاً لدى فيلم عمرو سلامة
«أسماء»، الذي يتناول قضية «الإيدز» ومصير مريضة بهذا المرض في ظل مجتمع لا
يرأف بها.
في هذه الجردة العربية، يمكن الحديث بحضور متزايد للأردن، وذلك من
خلال انتاجات «الهيئة الملكية للأفلام» والتي قدمت لنا العام الماضي فيلم
محمد الحشكي «مدن ترانزيت»، ولنشاهد هذا العام في دبي فيلمين من انتاجها
الأول بعنوان «فرق سبع ساعات» لديما عمرو، والثاني «الجمعة الأخيرة» ليحيى
عبدالله وكلاهما في أولى تجاربهما الإخراجية، وليكون فيلم عبدالله اكتشافاً
لمخرج يعدنا بالكثير، وما جائزة لجنة التحكبم الخاصة التي نالها فيلم
«الجمعة الأخيرة» في الدورة الثامنة من «دبي السينمائي» إلا جائزة مستحقة
بجدارة.
يبقى لبنانياً فيلم نادين لبكي «هلأ لوين» يملأ الدنيا ويشغل الناس
بتوليفته المصنوعة بعناية ليأخذ بإعجاب من يشاهده عربيا وعالمياً، وليكون
طافياً على أفلام لبنانية أخرى أهمها فيلم دانييال عربيد «بيروت بالليل»
وأفلام في مستوى أقل مثلما هي الحال مع «تنورة ماكسي» ليوسف جو بوعيد
و«تاكسي البلد» لدانييال جوزيف.
أما سورية، فلم تشهد انتاج أي فيلم روائي طويل، مع أن كلاما كثيرا كان
يكتب ويحكي قبل ما تشهده سورية حالياً عن انتاج المؤسسة العامة للسينما
لأكثر من أربعة أفلام من بينها جديد المخرج عبداللطيف عبدالحميد، والأمر
نفسه بالنسبة للسينما الفلسطينية والتونسية أيضاً، بينما شاهدنا فيلما
جزائريا واحدا، بعنوان «نورمال» للمخرج الجزائري المعروف مرزاق علواش وقد
نال الجائزة الكبرى في مهرجان الدوحة ترابيكا.
الاستعراض السابق لأحوال السينما العربية في هذا العام الذي تفصلنا
أيام على انقضائه، لا يتناول إلا الأفلام الروائية الطويلة، دون أن نخوض في
انتاجات الأفلام الوثائقية الحاضرة بقوة والمميزة جدا، التي تحتاج مقالاً
منفصلاً.
الإمارات اليوم في
29/12/2011
أحمد حلمى أكثر الفنانين حظاً فى 2011
كتب محمود التركى
وجد صناع السينما والنجوم أنفسهم فى مأزق حرج عام 2011 ولم يكن أمامهم
سوى خيارين، إما أن يعرضوا أفلامهم ويغامرون بها وسط عام مرتبك على كل
المستويات أو أن يتم تأجيل كل أعمالهم إلى أجل غير مسمى وينتظرون حتى تهدأ
الأمور، لذا كان الموسم هو الأكثر ارتباكًا وشهد عرض 17 فيلمًا فقط، منها 9
أفلام إنتاج العام الماضى 2010 منها: "فاصل ونواصل" لكريم عبد العزيز و"365
يوم سعادة " لأحمد عز ورغم تميزهما إلا أنهما كان الأكثر تعرضاً للخسائر فى
العام الحالى، حيث عرضا مع اندلاع ثورة 25 يناير وتأثرا بإلغاء حفلات
المساء ومنتصف الليل فى ظل قرارات النظام السابق بفرض حظر التجول على
البلاد.
من بين الأفلام التى تم إنتاجها عام 2010 وأنقذت دور العرض السينمائى
مع عرضها فى مطلع العام الحالى أفلام "بيبو وبشير" لآسر ياسين ومنة شلبى
و"إذاعة حب" بطولة منة شلبى أيضاً والتى تعد أكثر النجوم تعرضاً لسوء حظ
بسبب عرض فيلمين لها فى ظل أجواء متوترة، وفيلم "سعيد حركات" لطلعت زكريا
الذى دفع ثمن هجومه على الثوار فى ميدان التحرير حيث فشل الفيلم فى تحقيق
إيرادات تذكر بدور العرض وتم سحبه على الفور من السينمات، كما تم عرض فيلم
"ميكرفون" لخالد أبوالنجا، وفيلم
Auc بطولة مجموعة من الفنانين الشباب.
وحاولت بعض الأفلام استغلال حدث ثورة يناير حيث تم تطعيم مشاهدها ببعض
من مشاهد الثورة أو تم التلميح لها وتم التعديل فى سيناريو الأفلام حتى
تتناسب مع الأجواء والظروف المحيطة بالمجتمع رغم أن تلك الأفلام تم البدء
فى تصويرها العام الماضى لكن نجومها انتهوا منها مع الشهور الأولى لـ 2011
وعلى رأسها فيلم "الفاجومى" للنجم خالد الصاوى وصلاح عبدالله و"صرخة نملة"
بطولة عمرو عبدالجليل ورانيا يوسف.
أما المخرج خالد يوسف فقد عرض له فيلم "كف القمر" بطولة خالد صالح
ووفاء عامر وغادة عبدالرازق كما عرض للنجمة هند صبرى فيلم "أسماء" الذى
مازال معروضا حتى الآن فى دور العرض السينمائية.
وشهد عام 2011 إنتاج 22 فيلماً عرض منها فقط 8 أفلام وهى "سامى أكسيد
الكربون" بطولة هانى رمزى والذى حاول فى فيلمه التلميح ببعض الجمل والمشاهد
عن الثورة لكنها ظهرت ركيكة ومقحمة على العمل، وفيلم "سيما على بابا" للنجم
أحمد مكى والذى رغم تحقيقه إيرادات مرتفعة إلى حد ما لكنها لا ترقى إلى
مستوى الإيرادات التى كان يحققها مكى فى أفلامه السابقة، بينما يعد النجم
أحمد حلمى أكثر الفنانين حظاً فى العام حيث حقق فيلمه "إكس لارج" نجاحاً
كبيراً فى السينما واعتبره الكثيرون بمثابة انتعاشة لشباك التذاكر مرة أخرى
بعد فترة ركود كثيرة استمرت طوال العام.
ورغم توقع البعض تغيير فكر النجوم بعد الثورة وأنهم سيكونون أكثر حرصا
على مخاطبة العقول فى أعمالهم الفنية وأنهم سيبتعدون عن الأفلام دون
المستوى إلا أن الجمهور أصيب بصدمة كبيرة من أفلام مثل "تك تك بوووم" لـ
محمد سعد الذى تم إنتاجه بعد ثورة يناير ورصد بعض ملامح من الثورة بطريقة
كوميدية ساخرة، و"شارع الهرم" الذى حقق إيرادات مرتفعة جدا رغم تدنى
مستواه، وفيلم "أنا بضيع يا وديع" بطولة أيمن قنديل وأمجد عابد، والمفارقة
أن الأفلام الثلاثة السابقة عرضت جميعها فى موسم عيد الفطر حيث رأى
المنتجون أنها فرصة كبيرة لعرض أفلامهم خفيفة المضمون والتى تناسب جمهور
عيد الفطر الذى يبحث عن الترفيه فقط بعيدا عن الأفلام الهادفة، وعرض فى نفس
الموسم أيضا فيلم "يا أنا ياهو" بطولة نضال الشافعى.
ورغم أن الفنان حمادة هلال حاول أن يلعب على وتر جذب الجمهور من خلال
اسم فيلمه "أمن دولت" إلا أنه لم يحقق نجاحا فى دور العرض، وكان مصيره مثل
مصير الكثير من الأفلام التى عرضت فى 2011.بينما هرب العديد من الفنانين
بأفلامهم مفضلين عرضها فى بداية العام الجديد مع الاحتفالات بأعياد
الكريسماس، ومنها فيلم "حظ سعيد" لأحمد عيد و"ريكلام" لغادة عبدالرازق
و"مؤنث سالم" لرامز جلال و"بنات العم" بطولة أحمد فهمى وهشام ماجد وشيكو،
وفيلم "حلم عزيز" بطولة أحمد عز وشريف منير، و"واحد صحيح" للنجم هانى
سلامة، وأيضا هناك مجموعة من الأفلام الأخرى لتجارب شابة جديد منها فيلم
"رد فعل" بطولة محمود عبدالمغنى و"على واحدة ونص" بطولة الراقصة سما.
كما فضلت النجمة يسرا ومى عزالدين تأجيل عرض فيلمهما "جيم أوفر" إلى
العام المقبل الذى يشهد عرض فيلم آخر لـ" مى عز الدين " مع النجم تامر
حسنى.
وفى السياق نفسه هناك عدد من الأفلام التى لم يعرف مصيرها حتى الآن
ومنها "المصلحة" لأحمد السقا وأحمد عز و"فاطمة وريم ومحمود" بطولة منة شلبى
و"ساعة ونصف" بطولة سمية الخشاب وفتحى عبدالوهاب" و"حفلة منتصف الليل"
لرانيا يوسف وفيلم "الألمانى" لمحمد رمضان.
اليوم السابع المصرية في
29/12/2011
سينما ما بعد الثورة.. تراجع الشركات الكبرى..
والرهان على «المستقلة» وتقليل الأجور والأفلام المنخفضة
التكلفة
يبدو أن حال البلد وتوتر الأوضاع سياسيا واقتصاديا خلق حالة من
التراجع والحذر والترقب لدى الكثير من منتجى السينما، والكيانات السينمائية
الكبرى، وانتشر فى الوسط الفنى أن شركة بحجم روتانا تراجعت عن إنتاج
الأفلام عالية التكلفة، وستنتج فقط أفلاما بتكلفة لا تتعدى الخمسة ملايين
جنيه للفيلم الواحد، ونفس الأمر بالنسبة لشركات أخرى مثل «جود نيوز»
و«الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى» إما أجلت مشروعاتها، أو
جمدتها لحين استقرار الأوضاع.
وهناك عدد آخر من الشركات الصغيرة والمنتجين الصغار الذين استغلوا
الثورة وقرروا إنتاج عدد من الأفلام بنصف تكلفتها، وأقنعوا النجوم بالحصول
على نصف أجورهم، وأحيانا ربع الأجر الذى كانوا يتقاضونه قبل الثورة.
الدكتورة هالة سرحان، مدير شركة روتانا استوديو للإنتاج السينمائى،
أكدت لـ«اليوم السابع» عدم وجود تسعيرة محددة بالشركة لتكلفة الفيلم،
وأضافت: ليس صحيحا أن روتانا حددت 5 ملايين جنيه لكل فيلم، فكل مشروع
سينمائى له تكلفته, وأكدت هالة سرحان أن روتانا تدعم صناعة السينما، ولن
تتوقف عن ذلك الدعم، لكن ليس معنى أننا ندعم صناعة السينما أن نهدر أموالنا
ونخسر، وفى الفترة الأخيرة تم شراء أفلام مثل «صرخة نملة»، و«كف القمر»،
وأفلام أحمد حلمى، ودائما على تواصل مع المنتجين، ولكن الصناعة تقوم على
الربح والخسارة، ولابد من الربح لكى تستمر عجلة الإنتاج وطبيعى جداً أن
يخاف المنتجون.
اليوم السابع المصرية في
29/12/2011
صناع الفن السابع: السينما لم تكسب شيئاً من الثورة
كتب العباس السكرى
هل انعكست ثورة 25 يناير على صناعة السينما فى مصر؟، وهل عبر الفن
السابع عن أكبر ثورة شعبية فى تاريخ مصر الحديث؟.. سؤلان أساسيان جاءت
إجابتهما بالنفى، حسبما يرى العديد من مخرجى ومنتجى السينما المصرية، حيث
أكد المخرج أحمد البدرى أن مردود الثورة لم يصل إلى السينما، سواء من ناحية
تناولها الموضوعات، أو من ناحية تحقيق زيادة فى المكاسب المادية تتعلق بضخ
رأس المال، مشيرا إلى أن الصناعة حاليا تعانى من نفس مشكلاتها قبل الثورة،
ولم تظهر سينما الثورة بقوة حتى الآن.
وأضاف البدرى لـ«اليوم السابع» أن الإنتاج السينمائى تقهقر بعد
الثورة، وأصبح هناك تخوف ملحوظ من القائمين على صناعة السينما على الشروع
فى أعمال جديدة، مما أثر بالسلب، وأدى إلى وجود طرف منافس بدخول الإنتاج
السعودى والإماراتى والكويتى فى مجال السينما، وأرجع البدرى أسباب ذلك إلى
قلق المنتجين، والخوف من المجازفة خشية عدم تحقيق الأرباح.
المخرج أكرم فريد اتفق مع البدرى فى الرأى، مشيرا إلى أن الثورة لم
تنته حتى الآن، لذلك فالسينما لم تجنِ ثمارها، وأضاف: البعض فكر فى استغلال
الحدث السياسى وعمل أفلام عن الثورة لجذب الجمهور، لكنهم تراجعوا لأن سينما
الثورة لن تظهر قبل 3 أعوام، وأغلب الأفلام السينمائية التى ستقدم عن
الثورة فى هذا الوقت لن تلاقى حظا من النجاح، لكون الثورة مستمرة، ولن
يستطيع مخرج أن يتعرض لنتائجها حاليا.
وأكد فريد أن شكل الإخراج السينمائى لن يتغير فى الفترة المقبلة،
وأيضا قواعد كتابة السيناريو، مستدلا على ذلك بفيلم «شارع الهرم» الذى تم
عرضه بعد الثورة، وحقق نجاحا جماهيريا واكتسح إيرادات موسم عيد الفطر.
وأضاف: السينما تعتمد على الطابع الترفيهى، لذا يميل جمهور السينما بطبعه
إلى جرعة الكوميديا، وليس جرعة السياسة، وهو ما يجعل عرض الأعمال التى
تناقش الثورة لا تلاقى إقبالا. المنتج محمد حسن رمزى لايرى أى مكتسبات
ملموسة للسينما منذ اندلاع الثورة، وعلى العكس من ذلك يؤكد تراجع الإنتاج
السينمائى نظرا للظروف التى شهدتها البلاد، وحالة التخبط والقلق المستمرة
التى تسود الشارع المصرى. وأضاف أن عودة عجلة الإنتاج مرهونة باستقرار
الأوضاع، شأنها شأن أى مجال آخر. مضيفا أن الثورة ستؤرخ لها السينما فى
الوقت المناسب وليس الآن، لتوتر الأوضاع بشكل مستمر.
السيناريست نادر صلاح الدين يؤكد أن الثورة ليست لها مكاسب لحظية،
مشيرا إلى انقضاء عام كامل دون أن تكون هناك مكاسب مشروعة للسينما، وأوضح
أن السينما تعرضت لخسارة فادحة فى أغلب مواسم السنة بسبب حالة الانفلات
الأمنى، لذلك تأثرت صناعة السينما مثل أى كيان اقتصادى فى الدولة.
ولفت صلاح الدين إلى أن ثورة يناير لها طابع خاص، حيث إن فلسفتها لم
تكتمل، ومن المحتمل أن تأخذ بعضا من الوقت حتى تظهر جميع ملامحها، لذا لن
تظهر سينما الثورة الآن، وضرب المؤلف مثلا بثورة 52 حيث إن الأفلام التى
بدأت تؤرخ للثورة بمفهومها الصحيح كانت منذ عام 56، أى بعد اندلاع الثورة
بـ4 سنوات. وأضاف: شكل الإخراج والإنتاج والكتابة للسينما لن يتغير عما كان
قبل الثورة، والسبب فى ذلك يعود إلى الذوق العام لدى المشاهد الذى لم يتغير
بعد الثورة، بدليل نجاح أفلام تافهة، فالثورة من الممكن أن تغير وتسقط
نظاما، لكنها لن تستطيع تغيير الذوق العام.
وفى السياق نفسه ترى الناقدة خيرية البشلاوى أن السينما لم تكسب شيئا
من الثورة مثل الثوار، مؤكدة أن سينما الثورة ستظهر بصورة هائلة على
الشاشات خلال الأعوام المقبلة، لأن هناك مخزونا كبيرا من الصور واللقطات
الحية والتسجيلات التى سجلت فى قلب ميادين مصر قادرة على أن تؤرخ للثورة
المصرية.
اليوم السابع المصرية في
29/12/2011 |