«اخترتُ
الأفلام
الوثائقية لأن تكاليفها الإنتاجية قليلة، ولأن هناك مواضيع حيّة وكثيرة
يُمكن
التطرّق إليها عبر الأفلام الوثائقية». بهذا، حدّدت المخرجة
اليمنية خديجة السلامي
علاقتها بالسينما الوثائقية، هي الحاملة شهادة الماجيستر في المجالين
السينمائي
والتلفزيوني من الجامعة الأميركية في واشنطن. التنويعات الإنسانية التي
اشتغلتها،
كشفت مواقع عدّة لخلل البناء الحياتي داخل المجتمع اليمني.
كشفت أشياء عدّة طالت
مأزق الروح الفردية في بيئتها الجماعية: الحجاب. الزواج المبكر. الجريمة
الناتجة من
الزواج المبكر. الفساد المتفشّي في أنحاء شتّى من المؤسّسات المعنية
بالهموم
اليومية للفرد والجماعة معاً.
فيلمها الأخير «الوحش الكاسر» قدّم صورة قاتمة عن
بؤس الحياة اليومية تلك، في بلد قائم على سلطة الحاكم الواحد، قبل اندلاع
الحراك
الشعبي المواجِه تعنّت الحاكم المتسلّط وآلية نظام حكمه، في
الجوانب كافة داخل
المجتمع والسياسة والاقتصاد والأمن. ولأنها تختار الموضوع المؤثِّر بها،
فهي تعمل
بوحي قناعة مفادها أن ما يدفعها إلى تحقيق هذا الفيلم أو ذاك نابعٌ من
تعبير: «يجب
أن أجد نفسي فيه»، الذي قالته في الحوار التالي:
·
ما الذي دفعك إلى اختيار
الفساد موضوعاً لفيلمك الوثائقي الأخير «الوحش الكاسر»؟
^
ما دفعني إلى ذلك
كامنٌ في معاناة يعيشها المواطن والبلد معاً، جرّاء ممارسات
الفساد الذي ينخر،
بمسميّاته ومستوياته، جسد المجتمع اليمني، ويفتك بمقدّراته، ويهدّد تطوّره.
فعلى
الرغم من أن البلد غنيٌّ بموارده الطبيعية والبشرية، إلاّ أنه يُعتبر من
البلدان
الأكثر فقراً.
·
إلى أي مدى استطعتِ إنجاز ما
كنتِ ترغبين في إنجازه، في ظلّ
حساسية الموضوع المختار، وفي بلد يُعاني نقصاً في الشفافية العامّة؟
^
حصلتُ على
موافقة على التصوير من وزارة الإعلام. إلاّ أنه خلال التصوير (2008)، تمّ
توقيفي
بناء على طلب من الأمن القومي، بحجّة أني أشوّه سمعة اليمن. للأسف، لم
أستطع أن
أرصد أنواع الفساد كلّها، لكن مع ذلك استطعت تقديم نماذج مهمّة
وخطرة فيما يتعلق
بالأمن والعدل والقوانين، وفيما يعانيه المواطن من تعسّف من قِبَل موظّفي
بعض
الدوائر الحكومية. على الرغم من المنع والصعوبات التي واجهتني، تمكّنت من
عرض
الفيلم في اليمن (2010)، بعد إنجازي إياه بما استطعت أن
أصوّره، بهدف توعية فئات
عدّة من الناس، من بينهم أفراد الأمن، الذين بلغ عددهم ألفاً وخمسمائة شخص،
على
رأسهم وكيل وزارة الداخلية ورئيسي مصلحة الجوازات والأحوال المدنية. كان
هذا
انتصاراً، لأني استطعت في النهاية الوصول إلى الهدف المطلوب:
مناقشة مشكلة الفساد
بكل شفافية، والبحث عن حلول لها. طبعاً، لم يعرض التلفزيون اليمني الفيلم،
على
الرغم من الموافقة على العرض في بداية الأمر. إلاً أنهم تراجعوا عن ذلك
لاحقاً،
خوفاً من ردّ فعل أشخاص مرتبطين بمسألة الفساد، علماً بأن
الفيلم لا يركّز على
أشخاص محدّدين، بل على المنظومة الفاسدة في مراكز الدولة كلّها من دون
استثناء.
واقع مرير
·
ألم تُساهم وظيفتك الدبلوماسية
(مستشارة الصحافة والثقافة
في السفارة اليمنية في باريس، ومديرة «مركز الاتصال») في تسهيل مهمّتك
الوثائقية
هذه؟
^
على العكس تماماً: عملي الدبلوماسي لم يُسهِّل مهمتي، لأنه
يُفترض بي (في
الحالة هذه) أن أقدّم بلدي في أحسن صورة له، وهذا ما أقوم به من خلال عملي
في ما
يتعلّق بثقافة بلدي وحضارته وتاريخه وإنسانيته. لكن، عندما يتعلّق الأمر
بقضايا
تمسّني وتمسّ شعبي وبلدي، كقضايا حقوق الإنسان والانتهاكات
التي تتمّ عن جهل أو
بشكل متعمَّد، في الحالات هذه لا أستطيع أن أسكت أو أداري عنها، لمجرّد أني
دبلوماسية، أتمتّع بوضع أفضل من الآخرين. لذلك، أتلقّى انتقادات من البعض.
لكن، ما
يهمّني كامنٌ في واجبي الإنساني، في محاولة تصحيح الأوضاع من
خلال أفلامي، التي
يعتقد البعض أنها جريئة في الطرح، وهي في رأيي مهمّة لقدرتها على أن تعكس
الواقع
المرير بحثاً عن حلول للمشاكل.
·
أنجزتِ «الوحش الكاسر» عشية
اندلاع الثورة
الشعبية في اليمن، التي اتّهمت الرئيس علي عبد الله صالح ونطام حكمه، من
بين أمور
أخرى، بالفساد. أإلى هذا الحدّ كان الغليان معتملاً في قلب
المجتمع اليمني؟ أإلى
هذا الحدّ كان الفساد مفضوحاً ومكشوفاً وضاغطاً؟
^
طبعاً، كان الفساد أحد أهمّ
أسباب اندلاع الثورة هذه على النظام. لكن، للأسف، لم يؤخذ
الأمر على محمل الجَدّ،
والقوى المستفيدة منه حاربت كل من تطرّق إليه، إلى أن أوصلوا البلد إلى
حافة
الهاوية.
·
ليست المرّة الأولى التي تغوصين
فيها داخل المجتمع اليمني، وفي بعض
تفاصيله العميقة والمبطّنة. سابقاً، هناك قراءة نقدية حادّة لبعض العادات
والتقاليد
الاجتماعية وتأثيراتها السلبية على الناس. اليوم، هناك الفساد الممتدّ من
الاقتصاد
والحياة اليومية إلى ما هو أبعد وأخطر. شاهدتُ لك فيلمين عن
فتاتين: الأولى مناهضة
للحجاب وسط بيئة متمسّكة بتقاليدها القديمة («غريبة في موطنها»، 2005)،
والثانية
متّهمة بقتل زوجها الذي أُجبرت على الاقتران به وهي لا تزال صغيرة السنّ
(«أمينة»،
2007).
إلى أي مدى يُغريك البحث في مآزق بلدك وناسك؟
^
مشاكل بلدي، أكانت
اجتماعية أم غير اجتماعية، تؤرقني وتؤثّر فيّ. لهذا، وجدت في مهنتي
السينمائية
وسيلة لفضح الممارسات غير الإنسانية، التي لا تمتّ بصلة إلى مجتمع تاريخه
مليء
بحضارات وقيم. بسبب الجهل وعدم اكتراث حكّامه بتطوّره، يعيش
الإنسان اليمني حياة
تخلّف لا يستحقّها. لهذا، رأيتُ أنه من واجبي، ومن خلال الصورة، أن أدفعه
إلى
التفكير، على الأقل، بما يعيشه ويحيط به، إذا لم أستطع أن أغيّر المفاهيم
المغلوطة
والعادات والتقاليد السيئة، التي تَحدُّ من قيمة المرأه
الإنسان.
التجربة
الشخصية
·
قرأتُ ذات مرّة أنكِ أنتِ أيضاً
تزوّجت، للمرّة الأولى في حياتك،
عندما كنت لا تزالين صغيرة السنّ. قرأتُ أنك وضعت كتاباً بعنوان «دموع سبأ»
(2009)،
استلهمت موضوعه، في جزء أساسي منه، من سيرتك وذكرياتك وأخبارك الشخصية. إلى
أي مدى
يؤثّر «الشخصيّ» في مقاربة المسائل العامة؟
^
لا شكّ في أن المعاناة التي
عشتُها في طفولتي، سواء تمثّلت بزواج مبكر أم بمعاناة النساء
حولي، كوالدتي وغيرها
من النساء، جعلتني ثائرة على أنواع الظلم كلّها. أصبح النضال من أجل العدل
جزءاً من
حياتي لا أستطيع التخلّي عنه، حتى لو كنتُ أعمل في السلك الدبلوماسي.
·
إلى أي مدى
يُمكن للمخرج الوثائقي الاستفادة من الاختبارات الشخصيّة،
محوّلاً إياها (أو بعضها
على الأقلّ) إلى مادة مفتوحة على أسئلة اجتماعية وحياتية وإنسانية عامّة؟
ماذا
يُفيد الشخصيُّ العملَ السينمائي؟
^
تُسهم التجارب الشخصيه كثيراً في طرح بعض
القضايا والتعامل معها. فيما يخصّني، أنجذب إلى المواضيع التي تؤثّر فيّ
وأجد نفسي
فيها. هناك مواضيع لا أتفاعل معها، ما يعني أني لا أستطيع
معالجتها. لهذا، أعتقد أن
الاختبارات الشخصية للمخرج نُساهم في التأثير على عمله وإبداعاته.
·
«الوحش
الكاسر» مرآة لبعض الفساد المعتمل في المجتمع اليمني. قبل هذا الفيلم، هناك
«غريبة
في موطنها» و«أمينة». أي أنك انتقلت من هَمّ المرأة وسط بيئتها التقليدية
المحافظة،
إلى ما هو أوسع وأعمّ. كيف حصل هذا الانتقال؟ كيف اشتغلت على
موضوع الفساد؟
ليس
انتقالاً. لا أزال أشتغل في مواضيع تخصّ المرأة، لأن معظم مشاكلنا وأبرز
أسباب
تعثّر مجتمعنا كامنةٌ كلّها في إقصاء شريك مهمّ في حياة الرجل، أي المرأة.
من
دونها، لا يستطيع الرجل أن يُطوّر نفسه أو بلده. موضوع الفساد
من المواضيع التي
كانت تزعجني كأي مواطن يمني، لأني عرفت اليمن من دون فساد، إذ كان معيباً
أن يطلب
أحدٌ ما مقابلاً ما لما يقوم به، أو أن يتجرّأ على أن يُساهم في تدمير بلده
من أجل
المال. للأسف، بدأ الفساد يتفاقم مع مرو الوقت، وذلك في
الأصعدة كلّها، ما سبّب
إنتشار الفقر والإهمال العام وعدم شعور الموظّف والتاجر بمسؤولية العمل، أو
بولاء
للبلد. أصبح الهمّ الوحيد كيفية جني المال، ومن جناه بطريقة غير مشروعة،
يُعتبر
«شاطراً».
لهذا، رفضت من خلال الفيلم هذه الثقافة الدخيلة والمدَمِّرة لقيم الإنسان
اليمني ولبلده، وحاربتها.
·
ألا يُتعِبُك المزج بين العمل
الديبلوماسي، الذي
يُفترض به أن يخضع لنظام وظيفي متكامل وصارم أحياناً، والاشتغال السينمائي،
الذي
يُفترض به أن يكون حرّاً ومنفتحاً على الأسئلة كلّها، التي يُمكن أن تصطدم
(أو أن
يصطدم بعضها على الأقلّ) مع متطلبات الوظيفة الديبلوماسية؟
^
الحقّ معك. العمل
الدبلوماسي صارمٌ، بينما العكس تماماً موجود في ما يخصّ
السينما. أستطيع القول إنّي
لم أتنازل عن حريتي في ما يتعلّق بما أؤمن به من قيم، أعبِّر عنها من دون
خوف سواء
من خلال عملي السينمائي، أو في حياتي اليومية. لكن المشكله كامنةٌ في أنه
لا يوجد
لديّ الوقت الكافي للإبداع، ولإنتاج أفلام كما أرغب. لهذا،
بداية من العام المقبل،
قرّرت ترك العمل الدبلوماسي لأتفرّغ للعمل السينمائي الذي أجد نفسي فيه.
·
ما هو
مشروعك المقبل؟ أو مشاريعك الراغبة في إنجازها قريباً؟
^
هناك وثائقيٌّ عن
النساء والثورة، وروائيٌّ عن الزواج المبكر.
كلاكيت
سينما ذات حدّين
نديم جرجورة
حدث هذا مراراً.
الواقع السياسي والحراك الإنساني والغليان النضالي دوافع لإنجاز أفلام
وثائقية
كثيرة. الدوافع هذه محتاجة إلى صُوَر تعكس مضامينها ومناخها وانشغالها
بالناس
والمسائل. الفيلم الوثائقي أكثر الأنواع البصرية إفادة في
المجال هذا. طبيعته تتيح
له مواكبة الراهن والآنيّ. لا يعني هذا أن السينما حاضرة. في زمن قديم، ظلّ
الوثائقي تسجيلياً بالنسبة إلى عاملين في الشأن السينمائي. ظلّ الوثائقي
تلفزيونياً، لغياب أدوات التعبير السينمائي. الواقع أقوى.
السياسة والنضال أطغى.
الهمّ الجمالي مفقود.
اليوم، لم يعد الوثائقي مجرّد أداة تعبير نضالي. الجماليات
السينمائية أدركته. العالم العربي متَّسِع للنمط التجديدي هذا. لم يعد
الوثائقي
انعكاساً سريعاً وساذجاً وعفوياً لواقع أو حراك أو غليان. أو
بالأحرى، هكذا يجب
ألاّ يكون. لكن جمالياته هذه لم تحصّنه كفاية من الوقوع في فخّ التقليد.
الحراك
الشعبي في تونس ومصر تحديداً أعادا الفيلم الوثائقي إلى شكله السابق.
الحاجة إلى
التعبير البصري، لقدرته على التأثير والأرشفة ونقل الوقائع
وحماية الحدث من
الاندثار، جعلت الفيلم الوثائقي يستعيد نمطاً تقليدياً غير مُحبَّب. جعلت
الفيلم
الوثائقي التقليدي يتكاثر بسرعة، إذ بدا أن كل مالك آلة تصوير حديثة
التقنية، بات
مخرجاً سينمائياً. أو هكذا «قدّم» نفسه، بحجّة أنه صَوّر الحدث وفضاءه
ومعالمه،
وأنه «شارك» في «الثورة» فصار ثورياً بالكاميرا.
هذه معضلة. الحاجة إلى التقاط
نبض الحراك الشعبي اليومي بالصورة والصوت ملحّة وكبيرة، منعاً
لتشويه الحراك، أو
حماية له من التلاشي. لكن الحاجة هذه منقلبة على الإبداع والفن، لأنها لا
تكترث
بالشكل، بقدر ما تهتمّ بالمضمون. الأمثلة عديدة، من تونس ومصر: عدد كبير من
الأفلام
المُصنّفة «وثائقية»، والمدّعية انشغالاً سينمائياً، حوّلت
الفيلم عن لغته
الإبداعية، دافعة إياه إلى التأريخ المُملّ أحياناً، وإلى التكرار البصري
المنفِّر
أحياناً أخرى. الحاجة هذه سيف ذو حدّين: الحراك محتاج إلى صورة، لأنها سلاح
فعّال
ضد الطاغية. لكن الصورة السريعة لا تصنع سينما، ولا تأبه بالفن.
الكثرة مفيدة،
لأنها تصنع تراكماً قابلاً لفرز حَبِّه عن زؤانه. لكن: ليس كل من صَوَّر
«وثائقياً»
بات مخرجاً. لا يؤدّي كُلُّ تصوير إلى فيلم
وثائقي. في المقابل، ليس إنجاز
ريبورتاجات تلفزيونية عيباً. المعضلة كامنةٌ في أن كل من صَوّر جعل نفسه
سينمائياً،
وكل ما صُوِّر فُرض على الآخرين بصفته فيلماً سينمائياً. في حين أن
مهرجانات
سينمائية عدّة تتيح للأشرطة غير السينمائية هذه فرصة المشاركة
في مسابقاتها
الرسمية، وفرصة عرضها أمام لجان تحكيم، ما يُمكن أن يؤدّي إلى فوزها بجائزة
أو
أكثر، لا تستحقّها.
أما السينما، فغائبة. وإن لم يكن غيابها مطلقاً. لأن الإبداع
الذي ساهم في صناعة تجديدية للفيلم الوثائقي العربيّ متراجعٌ، للأسف، أمام
سطوة
الحدث الآنيّ. لكن، ألا يستطيع الحدث الآنيّ استعادة الإبداع
لاحقاً؟ ربما.
محمود قاسم: «وجوه جميل راتب»
يكاد البعض يقول إن
الممثل المصري جميل راتب لم ينل اهتماماً نقدياً جدّياً، كغالبية ممثلي
جيله، مع
أنه تفوّق عليهم جميعهم باشتغاله الإبداعي، مسرحاً وسينما وأعمالاً
تلفزيونية، في
أوروبا ودول المغرب العربي. كما أن أسلوبه الأدائي مختلف،
لقدرته على مزج الحركة
الجسدية بنطق سليم وعفوية تمثيلية محكمة البناء، جعلته الأبرز والأهم.
بمناسبة
تكريمه في مهرجان دبي السينمائي الثامن في كانون الأول 2011، صدر الكتاب
تأريخاً
لسيرة، إلى بعض التحليل والنقد. الخطوة مهمّة، إلاّ أن جميل
راتب يستحقّ أكثر من
ذلك.
السفير اللبنانية في
22/12/2011
المخرج العراقي حيدر رشيد يصالح العالم
بالموسيقى
أحمد ثامر جهاد
في محاولة سينمائية جديدة
اتسمت بالجمال والمغايرة يعاود المخرج العراقي الشاب المقيم
في إيطاليا حيدر رشيد
إعادة رسم علاقته مع الحياة والعالم من زاوية هادئة، غير متكلفة.
وقد اختار
لفيلمه الموسوم(صمتا:كل الطرق تؤدي إلى الموسيقى) الذي عرض في تظاهرة ليالٍ
عربية ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الثامن أن
يأخذنا إلى عالم موسيقي سمح يمثل حفزا فنيا للتواصل
الإبداعي بين مجموعة من
العازفين المتحدرين من جنسيات وثقافات مختلفة.
صمتا: كل الطرق تؤدي إلى
الموسيقى
في بلدة ساحلية صغيرة جنوبي ايطاليا تلتقي مجموعة من العازفين
الموسيقيين واحدا تلو الآخر،يتعرفون إلى مواهبهم الفنية ويجربون قدرات
آلتهم
الموسيقية على العزف المنفرد والجماعي. للوهلة الأولى يشعر
المشاهد بأن الآلات تبدو
غير متجانسة،لكنه سرعان ما يتراجع عن ذلك لحظة إشغال لقطات الفيلم
بالموسيقى
الحية.فهناك البيانست (توم)، وعازف الاركوديون(تانينو)، وعازف المزمار
والفلوت(جانكارو)، وعازف الطبل والقيثارة(لوكا)، وجميعهم
يمثلون تشكيلا نغميا فريدا
يجمع بين الموسيقى العربية والصقلية والغربية الحديثة.
طوال الفيلم الذي ابتعد
أن يكون لحنا وحيدا،تتجول الكاميرا في أمكنة العزف وتتابع
بانتقالات جميلة حوارات
الموسيقيين في ما بينهم وتعليقاتهم الظريفة حول ما يقومون به،وتاليا الشغف
الظاهر
عليهم في بلوغ لحظة إحياء الحفلة الموسيقية التي ستمثل الوصلة الصافية
والمؤثرة
لعملهم الموهوب.
يمنحنا الفيلم الذي استغرق نحو 85 دقيقة، فرصة النظر إلى كل آلة
موسيقية على انفراد والاستمتاع بقدرات عازفها،قبل أن نعاين ثانية قدرة
الآلة ذاتها
على المشاركة والتناغم مع آلة أخرى لصنع لحن عذب. انه عالم هارموني غريب
يتأتى من
قدرة الأصوات الموسيقية المتباينة على التكامل والإعجاز بصيغ
جمالية قد تعجز أية
لغة تواصل أخرى عن أدائه.
نعم إن لكل آلة عزف نكهتها الخاصة لأنها ببساطة كناية
عينية عن ثقافة وحضارة لها هويتها المتفردة،لكنها في المقابل تمنح أفضل ما
لديها
بالاندغام مع عزف آلة أخرى تحاورها باللغة عينها، من دون أن
تفقد الواحدة منهما
خصوصيتها.
أليس هذا هو القانون الذي على العالم أن يحتكم إليه، إذا ما اهتدى
ببوصلة الروح المبدعة وحدها، وهي تفتح أمام البشر كلهم فضاء فسيحا للتواصل
والتكامل؟
ربما كان من الأجمل لو أن المخرج وضع أمام المشاهد لحنا موسيقيا واحدا
يجري الاستماع إليه مجزءاً مع دخول كل آلة جديدة إلى حين الوصول للاكتمال
في عزف
جماعي أخير،ليتاح للمشاهد معاينة الانتقالات الموسيقية وهي تنحو للتكامل
تدريجيا.
رغم ذلك يعي المخرج حيدر رشيد مهمته على
نحو لم يسمح له بالانجرار إلى فخ الانحياز
إلى طرف ما دون آخر،فالفيلم إجمالا لم يكتب ليكون معالجة مرئية
عن الإبداع الموسيقي
لفرقة بعينها كما هو الحال مع الأفلام الموسيقية،بقدر ما أريد له أن يكون
دعوة
لاكتشاف ما يوحد بيننا كمواطنين من هذا العالم،رغم اختلاف هوياتنا
وثقافاتنا
وتطلعاتنا. فعلى الدوام ثمة فسحة كافية لمعاينة ما يجمعنا
وتأمل ما يجعل من ذلك
لحنا إنسانيا قويا ومؤثرا إذا ما كنا واثقين من قدراتنا ومثمنين لقدرات
الغير.
من هنا عمد الفيلم إلى جعل مشاهده منذورة بالكامل للموسيقى أكثر منها
للحوار. فللموسيقى القدرة على التعبير والتوصيل بشكل ابلغ ما تفعله أية
كلمات، فضلا
عن توظيف الصورة التي تحركت خلال مشاهد العزف على مساحة استحضار المادة
الوثائقية
مشفوعة باللونين الأسود والأبيض، وهما يرسمان بتعاطف وجوه أناس
مختلفين يحدقون فينا
وعلى محياهم يرتسم المعنى.
إنهم ثلة من البشر لم يتح لهم الاستماع إلى لحن
الجماعة الموسيقية، فما كان منهم إلا أن تأبدوا في محنتهم.
محنة عالم حكمته يوما ما
آلة الحرب بعزفها المرير.
ستكون الطرق التي تؤدي إلى الموسيقى هي الطرق
الإنسانية الآمنة،المجربة،والحميمية.وما على السينما في نهاية
الأمر إلا أن تجعلها
متاحة وممكنة لنا
جميعا.
___________________
*الفيلم
إنتاج مشترك بين إيطاليا والعراق والإمارات وقد سبق لمخرجه حيدر رشيد أن
حصل على
الجائزة الثانية للفيلم الروائي الطويل في مهرجان الخليج السينمائي عام
2010 عن
فيلمه (المحنة).
المدى العراقية في
21/12/2011
لماذا تُرَوَّج الأفلام
الرديئة؟
ترجمة: عباس المفرجي
مارك كيرمود هو رجل ذو أصول
سينمائية على نحو ملائم : اسمه ، ومظهره ، ومكانه في الحياة
الثقافية هي بوضوح
نتيجة تجربة فاشلة لمسألة نقل كانت فيها جينات فرانك كيرمود ومارك لامار
مقرونة من
غير قصد . هنا هو ناقد واسع المعرفة مع تقدير سليم للرديء ، ومحافظ محب
للشريط
السينمائي ويفضل على نحو صريح "على آخر نفس" ، ورجل يبدي بتباه شعره
المسرّح
والمصفوف عاليا وإلى الخلف ، ومع هذا فهو يتماثل مع طيف ملغد لريتشارد
نيكسون .
كتابه هذا هو كتاب أزمة منتصف العمر . لو كان
ناقدا سينمائيا لربع قرن ( و (( الأكثر ثقة )) في بريطانيا حسب
استطلاع يوغوف عام
2010)
ما الفائدة من وجوده عندما يحقق فيلم ( الجنس والمدينة 2 ) نجاحا
ساحقا؟
أسلوب كيرمود مفرط في الثرثرة . كثيرا ما يردد عبارات مثل : (( اسمع ... ))
أو (( هل تريد سماع حجتي ؟ سأخبرك على كل حال . إنها شيء من هذا القبيل
... ))
كما أنه يتحدث على نحو غير مترابط إلى حد الملل : تنويه بزاك ايفرون
يحّث على
استطراد نزق عن مارلون براندو ، الذي ينطوي على قوسين حول (( المخرج الجنوب
إفريقي
المولد ريتشارد ستانلي )) ، ثم نادرة من ديفيد ثيوليس ، قبل أن يعود إلى
ايفرون ،
وقبل أن ينطلق ثانية مثل مافريك بعد أن يحدث ضجة داوية بعجلتي
طائرته على سطح
الباخرة قبل الذهاب للحاق بكوغار في المشهد الافتتاحي من (توب غن ) . كان
على محرر
الكتاب أن يبصم على كل هذا الهراء . حين تنتهي من الكتاب ، سترى أن لدى
كيرمود
معرفة غير طبيعية ، وحماسة رهيبة متفردة ، وجهازا كبيرا للكشف
عن الهراء وبعض
الأمور من المثير للاهتمام جدا قولها . ليست كل تلك الأشياء متفائلة ، إنه
يلقي
نظرة شاملة على منظر السينما السائدة، فيرى أرضا قاحلة مشتركة كريهة ، تدفع
فيها
أنت ثمن بطاقة بمقدار عشرين باوناً لمتابعة فيلم رديء ، مصنوع
بكلفة عالية، في
مكان للوجبات السريعة ثمنها فاحش .
شكواه الأساسية هي هذه : إذا كان من المستحيل
تقريبا للأفلام القنابل ، التي نجومها من القائمة الأولى من
المشاهير ، خسارة نقود
{
ويشرح ذلك مع إشارة خاصة إلى أفلام (واترلاند ) ، ( كليوباترا ) ، و (
بوابة
الفردوس ) } ، لماذا إذن تكون نفاية ؟ هل هو أمر عسير أن تُعطى سيناريو
محترما ،
وممثلين ملائمين ، وهلّم جرّا؟
أفلام الحدث تلك التي تكون حذرة في إهانة ذكاء
جمهورها هي ، كما يقول ، شائعة كاذبة : أفلام الحدث هي فقط
للأشخاص الذين يقدرون
على تحمّل المجازفة . لو أردت حقا أن تخسر نقودا ، فاصنع فيلما مُموَّلا
بشكل مستقل
، وفيلما للآرت هاوز [ دور السينما التي تعرض أفلام الفن فقط ] متوسط
الثقافة.
لجعل دعواي واضحة ، سوف لا تكون لي النظرة الفوقية التي لكيرمود . أنا
لم أشاهد فيلما لمايكل باي لم يعجبني ، رغم أني أعترف بأنني لم أشاهد (
بيرل هاربور
)
، إذ كنت حذرا من مشاهد الفيلم الإعلانية وملصقاته
، وكل النقد الذي كُتب عنه
.أنني
حتى أُعجبت بفيلم " ترانسفورمرس " . وبرغم أن لكيرمود فكرة قد نقود إلى
اكتشاف مهم ، فما كان من الممكن لفيلم " ترانسفورمرس " أن يكون أفضل . يطرح
كيرمود
نقطة مثيرة للانتباه ، وإن تكن مضايقة قليلا ، وهي رغم انه لا يمكن للمرء
الإخفاق
في مشهد مسلٍّ ، فإن الفكاهة هي مخاطرة . رمي أموال كافية على
مشهد انفجار
هيليكوبتر خال من الفكاهة ، سيدفع الجمهور للحضور ؛ لكن كوميديا ضعيفة ربما
ستفشل
تماما . ذلك قد يُفصِح عن شيء من طبيعة السينما . موجة الثري دي الشائعة
حاليا هي ،
كما يزعم كيرمود ، شيء مفروض على الجمهور أكثر مما هي مطلوبة
منه ، لذلك هي مدانة
بالفشل ، كما الحال مع بُدَع الثري دي السابقة . غايتها هي الاتجاه نحو
القرصنة ،
لا تحسين المنتج ، وميراثها هو أوجاع الرأس ، وشاشات متسخة ، وصرخات رعب
ولامبالاة
استهلاكية واسعة النطاق . ويتعرض كيرمود باقتدار لأوجه القصور التقنية
والفنية فيها
.
يظهر كيرمود ، أيضا ، عددا لا بأس به من أساطير أخرى . فصل واحد
يُفتتح
بتقاربات لاذعة بعناوين (( السينما البريطانية ماتت )) حول شطب مجلس الفيلم
البريطاني ، بجوار عناوين متزامنة (( السينما البريطانية تولد من جديد ))
حول حصاد (خطبة الملك ) لجوائز الأوسكار .
كلاهما ، كما يقول ، كانا سماد حصان . جوائز
الأوسكار هي فساد مؤسسي لوسائل العرض التجارية الأميركية ،
والأفلام ’’ البريطانية
‘‘
التي فازت ، كانت بشكل عام بتوجيه وإنتاج مشترك مع أميركا حول أعضاء
الأسرة
المالكة ، ورعاية المنتج الأميركي هارفي واينستاين هي في كل حالة تقريبا
كانت قضية
حاسمة . أمّا مجلس الفيلم البريطاني ، الذي موّل فيلم " الحيوات الجنسية
لرجال
البطاطا " ، كان الأجدر به أن ينفق ماله على دعم السينمات البريطانية بدلا
من
’’
السينما ‘‘ البريطانية . ما تحتاج اليه صناعة السينما ، كموطن خصب
للمواهب ، هو ليس
أفلام فن جادة مدعمة ، بل ثقافة مزدهرة لاستثمارات سينمائية برأسمال صغير .
ثيمة
كيرمود ، في كل مكان ، هي أن مشكلة المنتَج الفني ليست التمويل : إنها
التوزيع
.
حول مسألة العلاقة بين الذيل والكلب ــ من منهما يهتز؟ هل تكون
الأفلام
الرديئة مفروضة على جمهور لا يريدها ، أم هي مطلوبة من قبل جمهور يحصل على
الأفلام
التي يستحقها ؟ ــ كيرمود يراوغ قليلا . لكن عندما يُظهِر رفضه الصارم
والعادل
لأفلام " أفاتار " ،و" بيرل هاربور " و(على وجه الخصوص) "
الجنس والمدينة 2
"
،
فإنه لا يخشى من إطلاق رصاصة الرحمة على الكلب ، ويدع الأجيال
القادمة تتجشم عناء
التمييز الصائب . الكثير من أكثر الأشياء التي تعلق في الذهن حول هذا
الكاتب ــ
ولعه الصبياني طويل الأناة بالفنون ، وحنينه للماضي وسخافته الطفيفة ــ هو
ملخص
بهذه الجملة صعبة المأخذ : ((واحدة من أكثر اللحظات المجزية في
مسيرتي المهنية ،
كانت عندما اشتركت فرقتي الموسيقية ، ذا دودج بروذرز ، مع نيل براند في
تقديم عزف
موسيقي حي لفيلم منسي للويس بروكس ، " متسولو الحياة " ، على شاشة "كاربون –
لالونية" ، كجزء من حفل افتتاح مهرجان "
نيو فوريست فيلم " في أيلول عام
2010)).
لا حكم واحد من هذه الأحكام ، لأسباب ربما تأملها المؤلف أو لا ، لم
يكن
رائعا . ينبغي علينا أن نكون مسرورين بوجود ناقد مثله بيننا
.
عن: صحيفة
الغارديان
المدى العراقية في
21/12/2011
تذكّروا السينما العراقيّة
خليل الربيعي
دأبت السينما العراقية ومنذ أواخر
أربعينات القرن الماضي وإلى يومنا هذا على إنتاج الأفلام
السينمائية العراقية التي
تحاكي الحقب الزمنية للواقع العراقي والتراثي لهذا البلد وفي شتى مناحي
الحياة ..
واشتركت هذه الأفلام في مهرجانات عربية
وعالمية على الرغم من قلتها مقارنةً بإنتاج
الأفلام المصرية أو باقي الدول المحيطة.. ولكن أين ذهبت تلك
الأفلام هذه الأيام
بعدما محيت من ذاكرة المتابع والمحب للسينما فلا نجد ذكراً للإنتاج السيمي
او
التلفازي التراثي القديم خاصة بعد الموجة الهائلة والكم الهائل لإنتاج
الأفلام
السيمية والدرامية لدول الجوار لاسيما ما أحدثته القنوات
الفضائية من جذب للمشاهد
والمتابع أمثال روتانا سينما أو روتانا أفلام او روتانا دراما والتي تعرض
الأفلام
المنتجة والمسلسلات المنتجة أول بأول.. وبقيت السيما العراقية تراوح في
مكانها
بعدما أفل وهجها وانحسرت على ذكريات ربما نساها أو تناساها
البعض عن قصد أو بغير
قصد..
فبالعودة إلى بدايات السيما العراقية نجد أفلاماً مثل ((علية وعصام
وفتنة
وحسن والجابي وسعيد أفندي وغيرها)) من الأفلام التي كانت تحكي قصص الشارع
العراقي
والقرية والمعاناة الإنسانية للمجتمع العراقي على مرّ العصور بطريقة بسيطة
وسلسة
تدخل قلب كل متابع..
فأين نحن اليوم من هذا التاريخ الثري من تاريخ السيما
العراقية فعلى الرغم من ضآلة أعدادها فأنها تقوم على جودة في الإنتاج وجودة
في
التعبير والمعنى.. على عكس ما نراه هذه الأيام من الكم الهائل
للأفلام التي تعتمد
على السفاهة والتسفيه من دون أي مغزى ثقافي او اجتماعي إلاّ ما ندر..
كما أننا
نجد أن هناك فضائيات تحافظ على الموروث الثقافي والفني لهذه الدولة أو تلك
عن طريق
استذكار وعرض النتاجات السيمية والدرامية التي يمر عليها الزمن خوفاً عليها
من
الاندثار والتحول إلى إيماءات منسية كما أنها تمثل وثائق عملية
لتاريخ الفن لهذه
الدولة او تلك.. فأين نحن اليوم من عرض مثل هكذا أفلام.. ونحن نلحظ القنوات
العراقية لا تتطرق إلى هذا التاريخ الثري ولا تمد الجيل الشبابي بذلك
الموروث من
تاريخ السيما العراقية أو الدراما العراقية .. وكأن السيما
العراقية غير حاضرة وغير
مولودة فقلما نجد برنامج يعيد ادراج الذاكرة ويسبح في فضاءات السيما
العراقية
ويدغدغ مشاعر المشاهد في استذكار الدراما والإنتاج السيمي العراقي.. فلما
لا تكون
هناك فضائيات تعرض النتاج العراقي القديم من أغاني او مسلسلات
ومسرحيات وأفلام أسوة
بما موجود في القنوات الفضائية الأخرى مثل روتانا زمان وغيرها من القنوات
التي تعرض
الموروث الفني ..
وإن لم يكن بالإمكان استحداث مثل هكذا فضائية فبالإمكان أن
تخصص القنوات الفضائية العراقية العاملة أوقاتاً خاصة بعرض تلك النتاجات عن
طريق
برامج خاصة بهذا الموضوع، كأن يكون عن طريق برنامج أسبوعي حتى
أن كان شهرياً،
فالمهم هو استذكار ذلك التاريخ والتواصل مع التراث الفني الذي يحملنا فيضاً
من
الشوق والحنين إليه.. فحنينا إلى ((نشيد الأرض والعبخانة وبيوت في ذلك
الزقاق
والزورق والأسوار والنهر وجرف الملح)) يشدنا إلى طرح مثل هذه
الأفكار والمطالبة
بإحياء ذلك التراث وتلك الذاكرة الجميلة التي تفوح منها رائحة الأرض
العراقية
الطيبة.. ويفوح منها عبق الماضي الممتد في جذور النخيل العراقي وبعبق
التاريخ
الجميل والمنساب في أعماق الجمال والبساطة والحب... وكما يقول
المثل الشعبي (من فات
قديمة تاه) فلا تنسونا تاريخنا الثقافي وتذكروا ذلك الإبداع الفني وتلك
الحقب
الزمنية الجميلة .. إجلالاً واحتراماً لمبدعينا من الممثلين والمنتجين
والمخرجين
وكل العاملين في مجال الدراما والسينما العراقية الذين أصبحوا
لا يُذكرون حتى في
مفارقتهم للحياة..وهم من قدموا ومنحوا الفن والثقافة أجمل أيام حياتهم
وزهرة شبابهم
في التفاني في العمل من اجل إيصاله للمشاهد ومن اجل رفد الحركة الثقافية
والفنية
بالإبداع وارتقاء سلم المجد والتطور على الرغم من البساطة في
المعدات والتقنيات
آنذاك..
المدى العراقية في
21/12/2011 |