غاب النجم الاسترالي هيو جاكمان عن الشاشة لسنتين، واشتهر بأفلام
الخيال العلمي وكان مجسداً لشخصية وولفرين في سلسلة أفلام (إكس - من) وها
هو اليوم يعود مدرباً لروبوتات الملاكمة في فيلم (ريل ستيل) . جاكمان عود
مشاهديه على الأفلام الخيالية المستقبلية كفيلم “ريل ستيل” الرياضي الخيالي
العلمي الذي عاد به إلى الشاشة وأخرجه شوان ليفي . عن هذه التجربة، تحدث
هيو جاكمان في حوار مع مجلة “بروميير” الفرنسية المعنية بعالم السينما
والممثلين .
·
ماذا كان رد فعلك عندما قدم إليك
سيناريو فيلم خيال علمي مع روبوتات للملاكمة؟
- كنت أشعر بالحرج لأن الخيال العلمي والروبوتات
ليسا من اهتماماتي، ولكن بعد أن قرأت النص تفاجأت بالفعل، ففي العمق يدور
الموضوع حول قضية إنسانية جداً تتطرق إلى تلك الأفلام الرياضية التي كنت
دوماً معجباً بها مثل فيلم (روكي) والبطل أو فيلم “عربات النيران” ولو أردت
أن أخضع للمقابلات التي تجري معي في هذه الآونة، فسيكون لدى انطباع بأن
الناس سيتفاجأون بالنتائج وبرأيي حول هذا النوع من الأفلام .
·
ألا ترى أن شوان ليفي صاحب فيلم
“ليلة في المتحف” ليس هو بالضرورة المخرج الذي كنا ننتظره في هكذا نوع من
الأفلام؟
- عندما جاء شوان ليفي ليعرض عليّ فيلم (ريل ستيل)
كان صريحاً معي وقال لي بالحرف: “هيو، أعرف أنه لا شيء مما أخرجته أو قدمته
للسينما حتى الآن يمكن أن يقنعك بنجاح هذا العمل، لكنني أود على أي الأحوال
أن أشاركك أفكاري” . وعندما أنتهي من عرضه وجدت نفسي أوقع عقد المشاركة في
الفيلم مباشرة وأعتقد أنه قدم عملاً رائعاً .
·
في بعض المشاهد نلاحظ أن الفيلم
يتمكن من العثور على معنى للأمر المدهش أو الخارق الذي كان سمة لأفلام
المخرج سبيليرغ أو زيمشكيس في ثمانينات القرن الماضي.
- لن أنسى اليوم الذي شاهدت فيه فيلم (ET) في السينما وكانت تلك اللحظة مهمة في
حياتي لأنها المرة الأولى التي شاهدت فيها والدي يذرف دموعه . والواقع أنه
بغض النظر عن عمرك، فإنك تشعر بأنك مازلت في الخامسة عندما تشاهد هذا
الفيلم مرة أخرى، وأنا فخور بأن شوان ليفي نجح في فيلمه الجديد (ريل ستيل)،
فعلى سبيل المثال كانت حماتي شديدة التأثر بمشاهدة الفيلم حتى (شوغر راي
ليونارد) الذي دربني على الدور لم يتمالك نفسه وذرف دموعه عند مشاهدة
الفيلم .
·
سيتهمك هواة فيلم “إكس - مين)
بأنك تحولت عاطفياً عن الدرب .
- أعتقد أنهم شاهدوني أرقص وأغني على المسرح في
برود واي وفي الاحتفال بالأوسكار ولذا فات الأوان لتغيير آرائهم .
·
بالحديث عن هذا الأمر ألا تعتقد
أن دائرة التسويق لدى (FOX)
كانت قلقة جداً لرؤية البطل وولفرين الذي أحدث فرقعة مدوية على المسرح وهو
يرقص ويغني؟ وهل هذا جعلك تشعر بالاضطراب لأنك ربما أحسست بأنك أصبحت ماركة
مسجلة بالنسبة لهم وهو استثمار كان يتوجب عليهم المحافظة عليه أو حمايته؟
- عندما كنت أحضر لمهرجان الأوسكار وكنت أستعد
لأعرض مقطعي الغنائي بالقول “أنا وولفرين” سألت مدير أعمالي إن كان يعتقد
أن الأمر يمكن أن يسبب صدمة للبعض، وأشار عليّ بأن الموضوع سيمر على ما
يرام . وفي النهاية مر الأمر بشكل طبيعي، وكا ما طلبته من (FOX) أن لا أنحني وأنا أقدم دعاية ل (إكس - مين) . واعتقد أنه من الضروري
للممثل أن يغير في اختياراته .
·
لو أنك لم تمثل سلسلة من أفلام
الخيال العلمي لكنت الآن في طور تصوير أفلام للفيديو مباشرة وريما لم تصل
إلى السينما، هل هذا صحيح؟
- بلاشك أو الأسوأ من ذلك أنني لم أكن أتخيل يوماً
بأنني سأصبح بطلاً لأفلام الخيال العلمي خاصة مع بداية انطلاقتي في هذا
المجال .
وكنت أتخيل نفسي أمثل في أفلام فيها سيوف ودردوع على غرار أفلام
(ايرول فلين) الممثل الاسترالي الشهير، ولكن أن أحصل على دور كما في
(وولفرين) فهذا أمر كان مستبعداً جداً . ولذا فأنا لن أنسى جميل وفضل (برين
سينجر) لأنه منحني هذه الفرصة وقدمني بهذا الدور الذي لم أبق أسيره حتى
اليوم . وأتوقع أن أجسد شخصية جون فالجون المقتبسة من رواية “البؤساء” ولو
كنت جيداً في هذا العمل فإن الجمهور لن يقول انظروا هذا وولفرين بعد ذلك .
·
مرت سنتان بين ظهور (إكس - مين)
و(ريل ستيل)، فهل فعلت ذلك عن عمد من أجل أن يقال إنك نادر ومميز في
أعمالك؟
- لا إنها مصادفة على الأرجح، وأنا لا أجري هذه
الحسابات . ولأنني انتقلت من سيدني إلى نيويورك منذ 3 سنوات، لم يتمكن ابني
من التأقلم سريعاً مع الحياة الجديدة، وكان لزاماً عليّ أن أبقى إلى جانب
أسرتي وبالتالي فإنني اتجهت في تلك الفترة إلى المسرح .
وحتى أكون صريحاً، كنت آمل بأن أصور أفلاماً عدة هذه السنة، ولكن
البدايات الخاطئة المتكررة للجزء الثاني من (وولفرين) منعتني من القيام
بهذه المحاولة .
وكان من المفترض أن نبدأ العمل في يناير/كانون الثاني ثم في مارس/آذار
ثم في اكتوبر/تشرين الأول، ولكن جاء عمل “البؤساء” ليقلب كل موازين أعمالي،
وأعتقد أن التصوير لن يبدأ قبل يونيو/حزيران المقبل وبسبب ذلك كان عليّ
الاعتذار عن فيلمين ومسرحية .
·
مع نهاية عام 2006 تبين أن
فيلميك (الهيبة) و(الينبوع) لم يحققا نجاحاً على شباك التذاكر فهل شجعك هذا
الأمر لعمل أو تقديم خيارات أخرى للسينما؟
- الواقع أن فيلم استراليا (2008) لم يكن العمل أو
المشروع الأكثر إقناعاً لكنني أعتقد أنني حققت حلماً كبيراً بعملي مع
المخرج باز لوهرمان، كما أن (وولفرين) لم يمثل أي مخاطرة كبيرة بالنسبة لي
. أما بالنسبة لفيلم (ريل ستيل) فأنا لم آخذ فشلي في الفيلمين السابقين
كدرس، لكنني يجب أن اعترف بأن وضعي العائلي أثر كثيراً في أعمالي في الآونة
الأخيرة واضطرني لكي أكون أكثر حذراً . وأنا أصدقك القول بأن ذلك أثر فيّ،
فالفشل لا نحبه كلنا، ولكن على كل الأحوال أنا مقتنع بما قدمت وضميري مرتاح
خاصة أنني اشتغلت على فيلم (الينبوع) لأكثر من 12 شهراً متواصلاً وهذا لا
يقارن ب (دارين) أرونوفسكي الذي خصص ست سنوات من حياته لهذا العمل وعندما
لم يبق هذا الفيلم لفترة طويلة في العرض، لا شك في أن الأمر سيؤثر بي فكيف
كان الحال مع مخرج الفيلم دارين هل لك أن تتخيل الأمر؟
كان عليك أن تلتقيه بعد تصويرك فيلم (وولفرين) الذي توجب عليه في
النهاية تركه .
- منذ سنوات عدة وأنا أسير وراءه من أجل ذلك،
وحاولت في البداية أن أقنعه بعمل “إكس مين - 3) ثم اقترحت عليه أن يخرج
أول جزء من (وولفرين) لكن السيناريوهات لم تقنعه كثيراً وعندما قرأ الأخير
قال لي: “هذا هو العمل” وعندها شعرت بأنني سأطير من الفرحة، لكن للأسف، بعض
الأحداث المؤسفة التي مرت في حياته الخاصة جعلته يترك المشروع وأنا أحترم
قراره . وطلب عدد من المخرجين هذا العمل لهم، ولكن وقع الاختيار أخيراً على
جيمس مانفولد الذي كانت له رؤية جميلة للفيلم .
·
في عام ،2000 نصحك أحد المنتجين
بأن تعثر سريعاً على دور قبل أن يظهر فيلم (إكس مين) وقال لك حينها إن
أدوارك ستدمر حياتك فكيف يشعر الآن بعد النجاح الذي حققته؟
- لم أزل ألتقي به بين الحين والآخر، لكنه لم يعد
يحدثني عن ذلك مطلقاً، ويبدو أنه بدل رأيه.
الخليج الإماراتية في
14/12/2011
"هلَّق
لَوَيْنْ" يا نادين؟
محمد خالد
هو فيلم سياسي بامتياز، ولكنه محكي بلسان اجتماعي، قرية لبنانية صغيرة
تحمل منذ القدم ثنائية العيش المشترك: مسجد وكنيسة - شيخ وقسيس - هلال
وصليب - مقبرة مسلمة ومقبرة مسيحية يفصل بينهما طريق ترابي صغير، الأعياد
مشتركة، الفرح المشترك فرحان، الحزن المشترك نصف حزن .
ذات يوم كان باب المسجد مفتوحاً فدخل قطيع من الأغنام إلى المسجد فخرب
محتوياته البسيطة . انتفض الشاب المسلم المتهور واعتبر أن هناك مؤامرة
مسيحية، فحمل عصاه وذهب إلى مدخل الكنيسة وكسر أيقونة على بابها، وكادت أن
تحصل فتنة بين الرجال إلا أن المرأتين - المسلمة والمسيحية - هما اللتان
منعتا حدوثها، ويصاب المتفرح بالحيرة، إذ يجب أن تكون عميلاً للمخابرات
الأمريكية (CIA) أو منجماً أو محققاً عربياً في جهاز أمن الدولة لكي تميز الخروف
المسلم عن الخروف المسيحي منعاً للفتنة .
الأساس في الحياة اليومية لهذه القرية هو التعايش بين ابنائها بمحبة
ووئام على قاعدة: الدين لله والوطن للجميع، لكن تتخلل وتيرة الحياة بعض
العنعنات الطائفية التي يؤججها الرجال وتطفئها المرأة في كل مرة، ورغم أن
البطولة جماعية إلا أن البطل البارز هو المرأة في كل الأزمات .
يلفت النظر وجود طفل صغير لا يتكلم كلمة واحدة رغم أنه موجود في كل
مشهد من الفيلم ويسير على عكازتين . لا نعرف السبب لإعاقته هل هو شلل
الأطفال أم شلل الألغام “الإسرائيلية”، المخرجة نادين لبكي لا تقول لنا من
زرع هذه الالغام رغم وجود تحذيرات على جوانب الطريق: (احذر . . حقل الغام)
إنها الألغام “الإسرائيلية”، فقد كان هناك احتلال “إسرائيلي” عام 1982
وبقاياه مازالت مدفونة في الأرض تنفجر بين الفترة والأخرى، سؤال تسأله أنت،
وتجيب أنت عنه .
بعض الأجوبة الصعبة مطلوبة من المتفرج لا من الفيلم، والرموز الشعبية
والسياسية القابلة للتأويلات مبثوثة من أول الفيلم إلى آخره . لقد اضحكنا
الفيلم كثيراً، وأبكاناً كثيراً، ولكن للضحك والبكاء ثمناً، إذ لا تستطيع
أن تكون محايداً، بل شريك في هذه القرية - الوطن بكل ايجابيات شعبها
وسلبياته .
المناوشات الصغيرة كانت تحل بسهولة، إذ تأخذ الأم المسلمة ابنها
ليعتذر لأخيه المسيحي، وتأخذ الأم المسيحية ابنها ليعتذر لأخيه المسلم .
الفتنة الكبرى جاءت عندما قتل شاب مسيحي خارج القرية، فاحضر أخوه جثته
ليلاً إلى بيت الوالدة التي بكت كثيراً ولكن حكمتها وشجاعتها جعلتها تؤجل
إعلان الوفاة حتى لا يخرج رد الفعل خارج نطاق السيطرة، وعندما علم الأخ
الأكبر بمقتل شقيقه افترض فوراً أن القاتل مسلم وحمل سلاحاً لينتقم من أول
شخص مسلم في القرية، ولكن والدته منعته بالقوة بأن أطلقت النار على ساقه
ومنعته من تنفيذ الفتنة .
عندما أذيع خبر الوفاة توافدت القرية- مسلمين ومسيحيين - للتعزية بابن
قريتهم وسجل القاتل مجهولاً، والقتيل شهيداً للجميع . وفي الجنازة حمل
المسلمون والمسيحيون النعش وساروا نحو المقبرة، وعندما وصلوا أمام
المقبرتين المتقابلتين اربكتهم الحيرة، أين يدفنون الشهيد؟ وجاء الجواب
عفوياً: أن يدفن في منتصف الطريق بين المقبرتين كجسر عبور بين قبور الأجداد
بغض النظر عن مذهبهم، فهم يتواصلون ليل نهار تحت الأرض منذ مئات السنين،
الآن جاء الأحفاد ليكونوا جسراً فوق الأرض لتتحد المقبرتان في مقبرة واحدة
.
من الذي أوقف الفتنة والحرب الأهلية؟ إنها المرأة، إنها الحديد الطري
الناعم في حياتنا كلها .
رمزية المشهد الأخير كانت رائعة:
الأم المسلمة تعتنق المسيحية، والأم المسيحية تعتنق الإسلام، تقول
الأم الأولى لابنها: أنا أمك المسلمة قد أصبحت مسيحية، هل تقتلني؟ وتقول
الثانية لابنها: أنا أمك المسيحية قد أصبحت مسلمة، هل تقتلني؟
لا يسع المرء إلا أن يفكر بعمق:
* على أرض هذه القرية تتكشف الحقيقة: هنا التعايش
المشترك وهنا الموت المشترك .
* لقد اكتشف الطرفان - المسيحي والمسلم - أن
النضال من أجل الحرية والمساواة والكرامة والإنسانية أرخص بكثير من الحرب
الطائفية .
* لقد اتضحت أكثر مقولة القائد الألماني بسمارك:
“الحرب الأهلية هي الانتحار خوفاً من الموت” .
* إذا هاجر المسلمون من البلد، أصبح لبنان دار
أيتام مسيحية . وإذا هاجر المسيحيون من البلد، أصبح لبنان دار أيتام
إسلامية . في أول الفيلم توقعنا أن نتسلى بقصة قرية صغيرة، في منتصف الفيلم
اكتشفنا أن هذه القرية هي لبنان . . في نهاية الفيلم تأكدنا أن هذه القرية
هي الوطن العربي كله .
(هلَّق لوين)؟
نحو وطن المساواة والعدالة، وحده بغض النظر عن الدين أو المذهب أو
اللون أو الجنس أو العدد، هو الحل لا أقلية ولا أغلبية، كل مواطن هو
أغلبية، شخص واحد شجاع يصنع أغلبية، شهيد القرية وحده صنع أغلبية، هذا ما
حكاه الفيلم من دون أن يحكي .
نادين لبكي . . شكراً
الخليج الإماراتية في
14/12/2011
رؤية خاصة
في الموعد
المحدد
بقلم : رفيق الصبان
القدرة علي تجديد الدماء.. والبحث دائماً عن شيء جديد مبتكر هو ما
يعطي هوليوود تألقها وتفوقها وتصدرها للسينما في العالم، وتظل رغم قوة
الانتقادات الموجهة إليها مصدراً حقيقياً للفكر السينمائي الذي يتابع
دائماً الانطلاق من قمقمه.. ليبهرنا جميعاً دون أن نملك القدرة علي
مقاومته.
في هذا المجال لابد لنا أن نتوقف أمام فيلم أخير تقدمه لنا هوليوود..
ويحمل عنواناً مغرياً هو
IN TIME أي في الموعد المحدد.. وفيه تري الكثير من الميزات التي ذكرتها..
أولها بالطبع هو تقديم موضوع جديد كلياً.. ولم يسبق لأحد أن فكر فيه، وهو
موضوع يختلط فيه الخيال العلمي برؤيا فنية مبتكرة وبخلفية اجتماعية وسياسية
واضحة وإسقاطات مباشرة في أحيان كثيرة علي النظام الرأسمالي الذي يحاول أن
يسود العالم ويحكمه.
الفيلم يقدم لنا من منظوره الخاص، أياماً قادمة.. يتمكن فيها الإنسان
بالتحكم بالزمن بل بالموت نفسه، وأن يحول (الحياة) إلي تجارة رقمية..
يستطيع الإنسان أن يبيع فيها ما يتبقي من عمره.. كما يبيع أية بضاعة أخري،
ويحدد لنفسه موعداً للحياة والموت.
وتصبح دقائق العمر وساعاته.. هي العملة التي يتعامل بها الناس في
حياتهم اليومية.. وفي تعاملهم مع الآخرين.. وهكذا يصبح بمقدور الأغنياء أن
يشتروا عمر الفقراء ويضيفوه إلي رصيدهم من الحياة، بل ويتحكمون تماماً في
مصائر الناس عن طريق جهاز بوليسي غامض، أطلقوا عليه (حراس الحياة) يرصد
كافة التحركات ويقضي علي أية تجاوزات ممكنة، ويعاقب بالحال عقاباً سريعاً
كل من يحاول أن يخرج عن هذا الطراز المرفوض من الحياة، وأن يجعل السد
منيعاً بين عالم الأغنياء والفقراء، سداً لا يمكن تجاوزه إلا بالثورة عليه.
ولكن منطق الإنسان يجعل الثورة ممكنة، حتي لو واجهت أقسي وأشد الأنظمة
عتواً في الدنيا.. وحتي لو كانت تحكمها مقدرات الحياة والموت بشكل تعسفي.
وهكذا.. يولد أول ثائر.. ثم تولد أيضاً من قصة حب تجمع بين ابنة أحد
كبار رأسمالي الحياة- إذا صح التعبير- وبين هذا الثائر الذي يحلم بأن يستغل
ما بقي له من ساعات الحياة، ليعيد بعض الأمور إلي نصابها.
الثورة تبدأ من رجل واحد.. وتنتصر دائماً بانتشارها وبكثرة عدد
المؤمنين بها.. يساندها الحب والعاطفة والإيمان.
وهكذا ينتصر العاشقان في تحطيم الدرع الأكبر (لرأسمالية الحياة)
الممثلة في والد الفتاة العاشقة، التي اتخذها الثائر بادئ الأمر رهينة ثم
انقلبت إلي محبوبة.
رغم جمال الفكرة وروعتها وجدتها.. فإن السيناريو لم يتمكن من الإطاحة
بجميع الإمكانيات التي يتيحها الموضوع.. فضاعت في ثنايا المغامرات.. الكثير
من المعاني الفلسفية والاجتماعية والسياسية التي كان يمكنها أن تتدفق من
ثنايا الأحداث.
ولكن يبقي الإخراج الذي حرص علي تأكيد الكثير من المعاني الجمالية
المؤثرة خصوصاً في الديكورات وزوايا التصوير وحركة الكاميرا، والتجمعات
البشرية، والتي تدل علي ولادة مخرج متمكن يعشق الجمال في الصورة وفي
التعبير.
وينتقي مجموعة الممثلين.. وكلهم من الوجوه الجديدة النظرة التي تمتلك
وسامة غير عادية إلي جانب موهبة مميزة في الحركة والأداء.
(في الموعد المحدد) مثال كبير علي تفوق هوليوود في مضمار التجديد،
وسهم من نور تطلقه السينما الأمريكية، في سماء امتلأت بالغيوم السوداء.
أخبار النجوم المصرية في
14/12/2011
فيلم للأطفال يعيد مارتين سكورسيزي إلى السينما
رانيا يوسف – القاهرة
يعود المخرج الأمريكي مارتين سكورسيزي إلي الأضواء بعد غياب عام كامل
عن تقديمه أعمال جديدة للسينما الأمريكية وذلك بعد فيلمه الأخير "الجزيرة
المنعزلة"، الذي قام ببطولته الممثل المفضل عند سكورسيزي ليوناردو دي
كابريو، وذلك من خلال فيلم جديد مأخوذة عن رواية للكاتب والرسام الأمريكي
بريان سيليزنيك بعنوان " اختراع هوجو كابريت " وهي قصة كتبها المؤلف عام
2007 للأطفال تميل الى الفانتازيا التاريخية المصورة نشرت قبل طباعتها في
الصحافة المدرسية ووصفها كاتبها بأنها ليست رواية بالمعني الكامل وليست
رواية مصورة، ولكنها مزيج من عدد من الأجناس الادبية.
وقد فازت الرواية بعدد من الجوائز الأدبية منها جائزة الكتاب الوطني
لأدب الناشىء بأمريكا عام 2007، وتدور أحداثها حول حياة الطفل اليتيم هوجو
كابريت 12 عاما الذي يعيش بين جدران محطة للقطارات في باريس عام 1930 هذا
المكان البائس ينطوي على سر هذا الصبي مع الروبوت الذي تركه له والده
الراحل.
الفيلم الذي بدأ عرضه في الصالات الأمريكية أواخر نوفمبر الماضي يقوم
ببطولته الممثل الانجليزي آسا باترفيلد الذي يقوم بدور الصبي هوجو والممثلة
الأمريكية شيلو مورتيز والممثل الانجليزي كريستوفر لي.
مارتن سكورسيزي، مخرج وكاتب سيناريو ومنتج و المؤسس لمؤسسة السينما
العالمية التي تعمل علي إعادة ترميم نسخ الأفلام السينمائية القديمة وقد
قامت مؤسسته بترميم نسخ فيلمي المخرج المصري شادي عبد السلام المومياء
والفلاح الفصيح في السنوات القليلة الماضية.
ومن أشهر أعمال سكورسيزي في السينما الأمريكية فيلم الجزيرة المنعزلة
- عصابات نيويورك - سائق التاكسي .
فارييتي العربية في
14/12/2011 |