الظاهرة الجديدة في السينما هذا العام، تتمثل في اتجاه عدد كبير من
فنانات السينما إلى الانتاج السينمائي، حيث سيأخذن الكرة من أقدام المنتجين
الرجال، الذين بدأ عددهم يتناقص عاما بعد عام، فقد اختفت شركات سينمائية
كثيرة كان يمتلكها الكثير من الفنانين مثل شركات افلام محمود ياسين، نور
الشريف، فاروق الفيشاوي، يحيى الفخراني، محمد رياض وهشام عبد الحميد، بينما
بدأت تظهر أسماء شركات جديدة تحمل اسماء عدد من الفنانات مثل الهام شاهين،
تيسير فهمي، ليلى علوي، لوسي، فردوس عبد الحميد، يسرا، ليلى غفران وسمية
الخشاب.
كثير من فنانات الشاشة السينمائية، يتجهن الآن إلى انتاج أفلام يحققن
بها اصرارهن على ضرورة ألا تتوقف كاميرات السينما عن الدوران. ولا ان تقف
عاجزة عن حل مشكلاتها في انتظار العون من الآخرين. سألنا بعض الفنانات حول
هذه الظاهرة التي انتشرت بكثافة رهيبة خلال الفترة الأخيرة.
امرأة جميلة
قالت الفنانة تيسير فهمي التي سبق لها انتاج فيلمي «المهمة» عام 1999
و«صيد الحيتان» عام 2002، إنها دخلت ميدان الانتاج السينمائي حتى تضمن
الجودة الفنية للعمل الذي تقوم ببطولته، فهي كمنتجة تختار بنفسها القصة
التي تمثلها وكذلك المخرج وباقي فريق العمل في الفيلم، لأنها كفنانة تعلم
جيدا خبايا هذه المهنة وتختار أفضل العاملين فيها.
وتضيف: يجب أن يعرف الجميع أن السينما كالمرأة الجميلة تحب من يغدق
عليها ويدللها وتترك من يبخل عليها، وتؤكد تيسير فهمي ان ظاهرة انتشار
العديد من الزميلات على خوض تجربة الانتاج السينمائي يرجع إلى نجاح بعض
الأعمال الفنية التي حققت ايرادات خيالية.
كنز لا يفنى
قالت الفنانة سمية الخشاب التي دخلت ميدان الانتاج السينمائي فجأة
انها وجدت أن معظم الأدوار التي تعرض عليها اصبحت لا تليق بمكانتها، ولذلك
فقد قررت ان تنتج لحسابها الخاص الأفلام التي تجد فيها أدوارا جيدة مناسبة
لها، كما أشارت إلى أن السينما المصرية على الرغم من المشاكل التي مرت بها
وتمر بها الآن لا يمكن أن تفقد لحظة من لحظاتها السينمائية ذات المائة عام
في مشوارها الفني، ولا يمكن أن ينخفض بريقها الساطع طوال تاريخها. ولا يمكن
أن تفقد الاهتمام بها من خلال سينمات العالم، لآن هذه السينمات تعرف تماما
تاريخ السينما المصرية، وقدرتها على الاستمرار الساطع بأفلامها ونجومها
وصناعتها السينمائية ودورتها التي لا تنتهي في سبيل التقدم الفني. واستمرار
تأثيرها الثقافي والفني في العالم.
استثمار دائم
من جانبها أكدت الفنانة الهام شاهين التي تقوم بانتاج ثاني فيلم لها
«يوم للستات» بعد فيلم «خلطة فوزية»، إن فكرة الانتاج السينمائي ليست وليدة
هذه الأيام نتيجة الأزمة التي تمر بها السينما الآن، إنما هي مرحلة جديدة
ومجازفة في جميع الأحيان، لأنه بإنتاج عمل فني لا تستطيع أن تتوقع له أن
يحقق ايرادات أم لا، ولذلك لابد من صاحب شركة الانتاج ان يكون لديه وعي
كامل بما يجري على الساحة الفنية، وبالتالي أن يمتلك خبرة كافية في الإدارة
حتى يستطيع أن يفصل بين عمله كفنان وصاحب شركة انتاج سينمائية.
الملعب كبير
وقالت الفنانة ليلى علوي إن ابتعادها عن ميدان الانتاج السينمائي
لفترة قصيرة لا يعني انها توقفت عن الانتاج نهائيا، فشركتها السينمائية
التي سبق ان قدمت من خلالها فيلمي «سمع هس» و«يا مهلبية يا» عام 1991 لا
تزال مستمرة، أما سبب ابتعادها عن مجال الانتاج طوال هذه الفترة فيرجع إلى
عدم وجود أعمال أدبية تصلح لأن تحول إلى فيلم سينمائي.
وترى ليلى علوي أن إيرادات بعض الأفلام في موسمي عيد الفطر وعيد
الأضحى شجع العديد من الزميلات على التحرك الانتاجي لأنفسهن، خاصة أن الكل
يريد أن يذهب إلى دور العرض السينمائي لكي ينسى ما يجري على الساحة الآن.
مغامرة كبرى
وقالت الفنانة لوسي: إن فكرة انتاجها السينمائي الأول «كرسي في الكلوب»
عام 2000 يعتبر مغامرة غير مأمونة العواقب ولا سيما إنها امرأة، ومع ذلك
قررت خوض التجربة وحدها وأن تعمل بمجهودها ومالها الخاص لدرجة أنها لم
تستعن بأموال آخرين سواء من داخل الوسط الفني أو من خارجه.
وأكدت لوسي أنها اتجهت إلى الانتاج السينمائي لتمثيل الأدوار التي
تعجبها، وليست الأدوار التي يختارها لها المخرجون.
إيرادات خيالية
قالت الفنانة فردوس عبد الحميد: السينما المصرية تعالج نفسها بنفسها
إنها تقوم هذه الأيام بانتاج أفلام عديدة تسهم نجومها جميعا في انطلاق
افلام الانقاذ. والاستمرار الدائم لتواجهها، ومواجهة الحروب الخفية التي
تنتشر اسلحتها الكاذبة والشريرة لإصابة السينما المصرية بالضرر في تاريخها
الطويل، وريادتها السينمائية المؤثرة في وجدان المشاهد في انحاء العالم
العربي والاجنبي، من هنا كان ظهور هذا الطوفان من أفلام الانقاذ، وانتاج
أفلام تعلن أن السينما المصرية أبدا لن تترك الساحة التي اسستها مرتعا
للآخرين.
وتضيف فردوس عبد الحميد: إن نجاح العديد من الأعمال الفنية هذه الأيام
وتحقيق مبالغ مالية عالية جدا هو السبب في انتشار ظاهرة المرأة المنتجة أو
الممثلة التي تقوم بانتاج أفلامها لحسابها الخاص حتى لا يتحكم أحد في
أجرها، وأن هذه الشركات فى أسوأ الظروف الاقتصادية لن تتعرض للخسائر
الفادحة لأن هناك العديد من المحطات الفضائية التي تساهم في تمويل تلك
الأفلام.
عطاء مستمر
ومن بين المنتجات الوافدات أيضا المطربة ليلى غفران، وهي تريد أن تبدأ
انتاجها الأول من خلال فيلم «الوجه الآخر» الذي يروي قصة فتاة فقيرة تكافح
وتناضل في الحياة في سبيل لقمة العيش لتنفق على نفسها وعلى أسرتها المكونة
من الأب والأم والأخوة.
أكدت المطربة ليلى غفران أن لديها قائمة طويلة بأسماء عدة قصص لتبدأ
في انتاجها مرة واحدة.
والجدير بالذكر هنا واللافت للنظر أن في تاريخ السينما المصرية عددا لا
يستهان به من المنتجات اللاتي احتللن مكانة بارزة لما لديهن من استعداد
وموهبة مثل: عزيزة أمير، آسيا داغر، بهيجة حافظ، فاطمة رشدي، ماري كويني،
امينة محمد، ومديحة يسري، وكذلك الفنانة ماجدة التي كان حظها في ميدان
الانتاج لا يقل عن حظها في ميدان التمثيل كممثلة ومنتجة.
هذا في الوقت نفسه الذي فشلت فيه كثيرات من الفنانات في ميدان الانتاج
السينمائي في مقدمتهن فاتن حمامة، شادية، مريم فخر الدين اللواتي كانت لهن
محاولات لم تستمر في هذا الميدان طويلا.
القبس الكويتية في
10/12/2011
The Artist…
جان دوجردان وبرنيس بيجو نجمان محترفان
كتب: لوس أنجليس - آني كوفمان
يتحدث عدد من المتابعين للسينما والنقاد عن احتمال كبير لأن يُرشح جان
دوجردان وبرنيس بيجو، ممثلان لا يتمتعان بشهرة كبيرة خارج فرنسا، لجوائز «أوسكار»
السنة المقبلة بعد فيلمهما
The
Artist.
لا يحمل الحصول على «أوسكار» أهمية كبيرة بالنسبة إلى نجمي
The
Artist،
فيلم بالأبيض والأسود أحبه النقاد كثيراً منذ بدأ عرضه في مهرجان «كان»
السينمائي في شهر مايو (أيار) الفائت. سألت برنيس بيجو (35 سنة) بصدق: «هل
يشاهد كثر حفلة جوائز «الأوسكار» في الولايات المتحدة؟». كانت بيجو، خلال
رحلة أخيرة إلى لوس أنجلس، تجلس إلى جانب جان دوجردان الذي رافقه مترجم
لأنه لا يجيد الإنكليزية.
يوضح دوجردان، هازاً كتفيه: «لا أشاهد حتى حفلة توزيع جوائز السيزر»،
الجوائز السينمائية الوطنية في فرنسا التي رُشّح لها دوجردان سابقاً. يتعلم
هذان الممثلان بسرعة خفايا وخبايا موسم توزيع الجوائز في هوليوود، خصوصاً
أن
The Artist يحصد كثيراً من النقد الإيجابي، فقد اعتبرته جمعية نقاد الأفلام في
نيويورك الفيلم الأفضل لعام 2011.
لا شك في أن هذا الفيلم الذي لا يُلائم موسم الأعياد في هوليوود، لكنه
قصة حب ورسالة وفاء إلى عهد السينما الذهبي، الذي يشكّل خلفيته. يؤدي
دوجردان دور جورج فالنتين، بطل أفلام صامتة تتراجع مكانته في عالم السينما
مع بدء حقبة الأفلام الناطقة. أما بيجو، فتجسد شخصية بيبي ميلر، فتاة مفعمة
بالحيوية تجيد الرقص والغناء، فيبدأ نجمها بالسطوع فيما يأفل نجم جورج
وتساعده في النهاية في تخطي هذه المرحلة الانتقالية الصعبة لمواصلة حياته.
ترويج الفيلم
طوال أشهر، عمل هذا الثنائي بدأب للترويج لهذا الفيلم، فاضطر دوجردان،
الذي يتمتع بشهرة كبيرة في فرنسا، إلى تأجيل إعداد فيلم آخر ليخصص الوقت
للدعاية. كذلك، قدمت بيجو التضحيات: قامت بأسفار كثيرة على رغم أنها أنجبت
طفلها الثاني من مخرج الفيلم ميشال هازانافيسيوس في شهر سبتمبر.
نتيجة هذه الفترة الطويلة التي أمضاها هؤلاء الثلاثة معاً، توطدت
العلاقات بينهم. فخلال لقاء إعلامي أقيم أخيراً في لوس أنجلس، وقف دوجردان
وبيجو والمخرج جنباً إلى جنب وراحوا يضحكون ويتبادلون المحادثات الطويلة
بلغتهم الأصلية.
تعود علاقتهم هذه إلى عام 2006، حين أدى دوجردان وبيجو بطولة فيلم
هازانافيسيوسOSS 117: Cairo, Nest of Spies،
الذي أدى بدوره إلى مشاركتهم في فيلم آخر، علماً بأن بيجو كانت أول مَن
اطلع على فكرة
The Artist.
فقد اعتادت هي وهازانافيسيوس مشاهدة الأفلام الصامتة معاً، وبدأت بدراسة
كتبه عن تلك الحقبة.
عندما طرح هذا المخرج عليهما تصوره لفيلم
The Artist، شعر دوجردان وبيجو بالقلق لأنهما ما كانا قد اطلعا حتى ذلك الوقت
إلا على أفلام شارلي شابلن وباستر كيتون الصامتة؟ فخافا من أن يُضطرا في
فيلم هازانافيسيوس إلى أداء حركات إيحائية. لكنهما بعدما شاهدا فيلماً
صامتاً لفريدريك وليام مورنو يعود إلى عام 1930 اقتنعا بأن هذا الفيلم قد
ينجح.
تخبر بيجو: «ذهبنا لمشاهدة
City Girl،
وسرعان ما أدركنا أنه فيلم عادي. فلا يتضمن التمثيل حركات إيحائية أو
مبالغة في الأداء، بل بدا واقعياً ومقنعاً. عندما تراود ميشال فكرة ما، أثق
أنها ستنجح. لذلك قلت له: لنجد المال المطلوب وننفذ هذه الفكرة. لم أشعر أن
هذه مهمة مستحيلة».
خلال العقد الماضي، اكتسبت بيجو شهرة متنامية نتيجة مشاركتها في أعمال
فكاهية، مع أنها أدت دوراً مسانداً في فيلم الحركة
A Knight’s Tale من بطولة النجم الراحل هيث ليدجر. هكذا، استندت إلى تجاربها السابقة
لتنقل مرح بيبي وروحها القوية والرقيقة في آن.
الوقت الملائم
على رغم مشاركتها في عمل أميركي، تؤكد هذه الممثلة أنها تسرّ بعملها
بشكل رئيس في فرنسا، فقد قالت عن تجربتها هذه عام 2001: «اعتقدت أنها فرصة
جيدة لأشارك في عمل في الولايات المتحدة وأحببت هذه التجربة، لكنني لم أكن
مستعدة لأنتقل للعمل في هذا البلد. أظن أن عليك التوقف عن العمل في فرنسا
كي تتمكن من تحقيق أهداف مهمة في الولايات المتحدة، ولم يكن الوقت ملائماً
لأقدم على خطوة مماثلة».
يؤكد دوجردان، الذي يصفه فرنسوا تروفار (مخرج مهرجان الفيلم الفرنسي «كولكوا»
في لوس أنجلس) بـ{جورج كلوني» فرنسا، أنه يتمتع بافتقاره إلى الشهرة في
الولايات المتحدة، علماً بأنه مضطر، على ما يبدو، إلى إثبات جدارته في
الخارج.
يذكر دوجردان (39 سنة) وعلى وجهه تكشيرته المعهودة: «أتمتع بشهرة
واسعة في فرنسا. وأنجح في التكيّف معها، ما دام أحد لم يبصق علي. لا يطلب
الناس إذني ليلتقطوا لي الصور. فطلب الأذن لذلك أمر سيئ جداً لأنه يجرد
العلاقة بين الفنان ومعجبيه من طابعها الإنساني. أفضل أن يقتربوا مني
ويصافحوني».
لكن الغريب أن دوجردان لم يسعَ يوماً إلى أن يصبح نجماً سينمائياً،
فبعد تخرجه في المدرسة الثانوية، عمل في شركة البناء التي يملكها والده ولم
يفكّر في امتهان التمثيل إلا خلال أداء الخدمة العسكرية بعد بضع سنوات.
ألهمه تنوع الشخصيات التي صادفها في السنة، فكتب عرضاً منفرداً وبدأ
يقدّم في المطاعم الباريسية، وحصل على أول فرصة حقيقية له في عالم التمثيل
خلال مشاركته في المسلسل التلفزيوني الشهيرUn Gars, Une Fille.
لا يبدو دوجردان وبيجو تواقين إلى الشهرة العالمية التي اكتسبها
ماريون كوتيار أو جيرار دوبارديو. خلال تصوير فيلم
The Artist في هوليوود، أحبت بيجو تناولها حصصاً كبيرة من الطعام الساخن كل أربع
ساعات. يقول دوجردان عن النجاح في الولايات المتحدة: «لا أحلم بذلك. أتلقى
عروضاً كثيرة في فرنسا. أنا رجل محظوظ».
على رغم ذلك، إن نال هارفي وينشتاين مراده، سيحاول عدد أكبر من الناس
التقرب من هذين الممثلين، فتأمل شركة هذا القطب من أقطاب الإنتاج السنمائي
أن يحقق الفيلم نجاحاً مماثلاً لما حققه على شباك التذاكر في فرنسا، حيث
حصد نحو 16 مليون دولار. لكن هذا الفيلم سيواجه اختباراً صعباً، لأن
الجمهور الأميركي يرفض الأفلام الناطقة بلغات أجنبية، فكم بالأحرى فيلماً
لا حوار فيه؟ حتى بطلا هذا الفيلم لا يبدوان متأكدين من نجاحه في الولايات
المتحدة، مع أنهما يعتقدان أن مرتادي السينما الذين يشاهدون
The Artist
قد يستغربون مدى استمتاعهم بالصمت.
يوضح دوجردان: «يظن الناس في فرنسا أن الأفلام الصامتة مملة. لكن هذا
الفيلم يتناول قصة أميركية. لربما يثير هذا اهتمام المشاهدين. يتيح الفيلم
للناس أن يعيشوا تجربة سينمائية حقيقية، فالحبكة ليست مستهلكة أو مبتذلة.
في الأفلام الصامتة، يتفاعل المشاهد مع القصة، لكن هذا التفاعل يغيب في
الأفلام الناطقة التي يكتفي خلالها المشاهد بسماع الحوار». بدورها، تذكر
بيجو: «يشعر الناس بالفضول. ويسألون: ألن نشعر بالملل؟ يظن الناس أن هذه
تجربة صعبة مع الموسيقى والصور بالأبيض والأسود. لكن بعد مرور دقيقتين على
بدء الفيلم، تراهم سعداء ومسترخين».
الجريدة الكويتية في
10/12/2011
مايكل فاسبندر يكسر القواعد في
Shame
يكون الممثلون غالباً مستعدين لتحمّل الكثير إرضاءً لمخرج يؤمنون
بموهبته. تنازل الممثل مايكل فاسبندر وارتدى خوذة البطل الخارق إرضاءً
للمخرج ماثيو فون في فيلم
X-Men: First Class،
وتنقّل بذكاء بين اللغتين الإنكليزية والألمانية إرضاءً للمخرج كوينتن
تارانتينو في فيلم
Inglourious
Basterds. لكن لا تُقارَن تلك التجارب كلها بما هو مستعد لفعله لأجل المخرج
ستيفن ماكوين.
منذ أربع سنوات، عندما بدأ الممثل مايكل فاسبندر بالعمل مع المخرج
ستيفن ماكوين في الفيلم الدرامي
Hunger،
خسر حوالى 16 كيلوغراماً لتجسيد دور بطل الجيش الجمهوري الإيرلندي بوبي
ساندز.
ثم اضطر فاسبندر، في آخر عمل جمعهما معاً (أي فيلم
Shame)، إلى القيام بأمور كثيرة أخرى عدا فقدان الوزن، فقد وافق على الظهور
عارياً، ذلك لأداء دور رجل يعجز عن الارتباط العاطفي.
في الفترة الأخيرة، جلس فاسبندر مع المخرج في أحد فنادق بيفرلي هيلز،
وقال: «لماذا أردتُ فعل هذه الأمور كلها مع ستيف تحديداً؟ لأنّ أفضل ما
يميّزه هو أنه لا يلتزم بقواعد معينة عند تصوير الأفلام. لا شيء محظور
بالنسبة إليه!».
خلال موسم أفلام الخريف الذي يشهد إصدارات مُنتَظرة من إعداد أسماء
مشهورة وموثوقة تعمل مع نجوم مألوفين في هوليوود (مثل سبيلبرغ وسكورسيزي
وإيستوود)، تُعتبر أعمال المخرج ماكوين ونجمه الصاعد بداية واعدة في عالم
الأفلام. يشكّل فيلم
Shame
الذي يبدأ عرضه أخيراً إضافة مهمة إلى سيرتهما الذاتية المتواضعة.
في الأصل، كان ماكوين (42 عاماً) فناناً تشكيلياً لفترة طويلة وقد
أثار جدلاً كبيراً في عالم الفنون في بريطانيا قبل أن يتجه نحو إخراج
الأفلام منذ بضع سنوات. إنه فنان مميز لأسباب أخرى أيضاً، فهو مخرج أسود،
لكنه يعمل على صناعة أفلام جدية تُعنى بأفراد غير منتمين إلى فئة السود.
أما فاسبندر (34 عاماً)، فقد وُلد في ألمانيا ونشأ في إيرلندا وعمل في
عالم الترفيه من دون إثبات نفسه طوال 15 عاماً تقريباً. لكن في السنة
الماضية، أصبح أحد أبرز المهارات التمثيلية التي جذبت انتباه هوليوود،
ويعود ذلك جزئياً إلى تعاونه مع ماكوين. مع ذلك، لم يلحظ أحد أنه شارك في
بعض الأعمال الأخرى سابقاً، فقد شاهده الجمهور بدور روتشستر في فيلم
Jane Eyre،
وبدور ماغنيتو في فيلم
X-Men: First
Class، وجسّد دور كارل جونغ في الفيلم الجديد
A Dangerous Method، وها هو يقوم بدور البطولة الآن في
Shame.
في الأشهر المقبلة، يؤدي دور عميل سري في فيلم التشويق والحركة
Haywire، وسيكون نجم
Prometheus الذي وُصف بأنه مقدمة لقصة الفيلم الخيالي
Alien.
إدمان مدمِّر
في
Shame،
يؤدي فاسبندر دور براندون، شاب ثري من مانهاتن يعاني حالة إدمان مدمِّرة.
تتمتع شخصية فاسبندر بالصفات الجسدية المثالية، لكنها تخشى الارتباط
العاطفي وتركّز على العلاقات العابرة. في أحد المشاهد، يرسل فتاة كان يمكن
أن تصبح حبيبته (نيكول بيهاري) إلى منزلها بعد أن تبدأ بالتقرّب منه ليتمكن
من الاتصال بامرأة أخرى لإقامة علاقة عابرة معها.
يسلّط
Shame
الضوء على سلوكيات التدمير الذاتي ويذكّرنا بأشهر الأعمال التي تناولت
مشكلة هذا النوع من الإدمان مثل
Requiem
for a Dream
وDays of Wine and Roses. يقول ماكوين: «صنعتُ الفيلم لأن هذا النوع من الحالات يطبع ثقافتنا
ولا أحد يتكلم عن المشكلة. أنا أردتُ التطرق إليها».
يجمع
Shame
بين المشاهد الصادمة المزعجة والصراحة في التطرق إلى المسائل الجنسية، وقد
أثار ضجة كبيرة في المهرجانات السينمائية وحاز فاسبندر جائزة أفضل ممثل عن
دوره في مهرجان البندقية السينمائي. غير أن صراحة الفيلم في طرح المواضيع
فضلاً عن إيقاع المشاهد الهادئة كادا أن يحرماه من جهة إنتاجية بارزة إلى
أن اشترت شركة « فوكس سيرتشلايت» (Fox Searchlight)
حقوق إصداره (يُذكّر أن هذه الشركة هي فرع من «فوكس للقرن العشرين» (20th
Century Fox) التي أصدرت أفلاماً ناجحة غير تقليدية مثل
Black Swan وJuno).
يتّسم الفيلم بأجواء حالمة ومميزة، مع خصائص بصرية حادة اتفق عليها
ماكوين مع المصور السينمائي شون بوبيت. كذلك، يعرض الفيلم مشاهد طويلة
جداً، وقد أصبحت هذه الميزة تطبع جميع أعمال ماكوين. ركز ماكوين مثلاً على
تصوير كاري موليغان التي تؤدي دور شقيقة براندون الضعيفة خلال خمس دقائق
تقريباً فيما كانت تغني نسخة كئيبة عن أغنية «نيويورك نيويورك» (New
York, New
York).
يقول إيان كانينغ، أحد منتجي الفيلم: «يجمع ستيف بين غريزة الإبداع
والقدرة على طرح أسئلة مثل: لماذا يحصل هذا الأمر بهذه الطريقة؟ ما الذي
يُجبرنا على تنفيذ الأمر بهذه الطريقة؟ لا يقبل جميع النجوم بهذه النزعة
غير المألوفة».
لم يتفق المخرج والممثل في أول لقائين جمعهما. لكن في اللقاء الثالث،
في لندن، تقرّبا من بعضهما البعض حين اصطحب فاسبندر ماكوين في جولة على
دراجته النارية. عن تلك التجربة، يقول ماكوين: «كانت تلك اللحظات أشبه
بمشهد من فيلم
Officer and a Gentleman (الضابط والرجل الشهم}.
بعد سنوات عدة، بدأ المخرج وشريكته في كتابة السيناريو آبي مورغان
بإجراء مقابلات مع مدمنين على الجنس قبل الشروع بكتابة السيناريو. كما
أنهما تعاونا مع كانينغ وإيميل شيرمان (منتجا أفضل فيلم حائز على جائزة
أوسكار
The King’s Speech). لكن لم تتبلور معالم المشروع قبل إيجاد ممثل
يقبل بالدور.
قال ماكوين إنه كان يستطيع الاستعانة بممثلين آخرين لأداء الدور
الرئيس، لكنه أكد أنه كان لينتظر سنوات عدة للعمل مع فاسبندر في هذا
الفيلم. أضاف هذا المخرج الجدي: «مايكل يستطيع التعبير عنا. نحن نرى أنفسنا
فيه. فهو يمثل ما نحن عليه. هو أشبه بالمرآة التي تعكس هويتنا».
كان فاسبندر وماكوين يحتاجان إلى درجة معينة من المرونة والقدرة على
الارتجال في فيلم
Shame.
كان الاثنان يصوران المشاهد في النوادي في وقت متأخر من الليل. كلّف الفيلم
بضعة ملايين الدولارات وصُوّر خلال 25 يوماً فقط، ولم يكن النجم الصاعد
مرشحاً للمنافسة على الجوائز.
ابتُكر بعض مشاهد الفيلم بطريقة عفوية. عندما وصلت بيهاري (التي تؤدي
دور حبيبة براندون) إلى الموقع لتصوير مشهد أول موعد غرامي، اكتشفت أن
السطور التي كانت تحفظها لا أهمية لها. أراد ماكوين تجسيد الموقف الغريب
والمرتبك نتيجة عدم حفظ السيناريو في مشهد الموعد الأول لإظهار الارتباك
نفسه. فقالت بيهاري: «وصلتُ إلى هناك وقيل لي: لن نستعمل السيناريو بل
سنرتجل المشهد».
في حالات أخرى، كان ماكوين يكتفي بقول عبارة واحدة (يمكنكم ارتجال أي
حوار شرط ألا تتحركوا عن الكنبة)، ثم ينتظر لرؤية كيف سيتعامل الممثلون مع
الوضع!
ختم فاسبندر قائلاً: «يرتفع عدد العاملين في مواقع التصوير الكبرى.
لذا تكثر الآراء المتداولة. كنا نعمل على فيلم يكلّف 150 مليون دولار مثلاً
وكنا أمام 150 مليون خيار أيضاً. ما كان يمكن أن تكون هذه التجربة أكثر
غرابة وتميزاً!».
الجريدة الكويتية في
10/12/2011 |