تسبح المخرجة ندى المازني في أول تجربة روائية طويلة لها ضد التيار،
مستمدة قوتها من السينما التونسية التي كانت الأكثر انفتاحا في العالم
العربي، وثقافتها التي تمزج بين الشرق والغرب.. وقد حمأأثار فيلمها "حكايات
تونسية" ضجة كبيرة في تونس قبل عرضه جماهيريا، وترددت أنباء حول منع وزارة
الثقافة التونسية عرض الفيلم بسبب تخلله مشاهد عري، ثم نفت الوزارة تلك
الأنباء، وحتى الآن لم يحصل الفيلم على ترخيص العرض العام، بينما حصل على
ترخيص للعرض الثقافي فقط، مما أثار الكثير من التساؤلات حول الموقف الحقيقي
لوزارة الثقافة التونسية من الفيلم، خاصة أن البعض ربط هذا بفوز حركة
النهضة الإسلامية التونسية بالأغلبية في لجنة تشكيل الدستور، وازدادت الضجة
بعد نشر صورة إحدى ممثلات الفيلم على غلاف إحدى المجلات، ووصف البعض الصورة
بأنها تعري على طريقة الناشطة المصرية علياء المهدي.
هذه الضجة تطرح الكثير من التساؤلات حول مستقبل صناعة السينما في تونس
كما في الدول العربية، وخاصة مع نجاح التيارات الدينية في الانتخابات، وهي
التساؤلات التي أجابت عليها ندى المازني في أول حوار تجريه بعد هذه
الأزمة.. وخصت به "فارايتي أرابيا":
·
نريد أن نعرف ملامح شخصية عنك
وعلاقتك بالسينما متى بدأت ؟
منذ نعومة أظافري كنت مولعة بأخذ فيديوهات لأقاربي و كان شغفي
بالكاميرا واضحا مما جلب اهتمام عائلتي بهذه الهواية، و لما كبرت و التحقت
بجامعة ماك غيلل بكندا حيث بدأت أدرس علوم إدارة الأعمال و بعد مرور قليل
من الوقت أدركت أن هذه الدراسة ليست لي و من هنالك اتبعت ما كنت أحلم به
دائما وهو الإخراج السينمائي و كانت انطلاقتي من خلال التحاقي بجامعة تريبا
للسينما بمرنتريال كندا .
·
كيف بدأ الاعداد لفيلم حكايات
تونسية؟
عشت معظم وقتي خارج التراب التونسي و لكني كنت أزور بلدي بانتظام كل
بداية فصل الصيف و لما غادرت كندا لأستقل نهائيا بتونس كانت أول فكرة راودت
عقلي هي إخراج فيلم وثائقي حول الحياة الاجتماعية ببلدي الأم وتطورت هذه
الفكرة لتصبح مشروع فيلم روائي طويل ولكن بثوب وثائقي ومنه كانت أحداثه
مبنية على حالات حقيقة وواقعية كما ساعدني في ذلك السيناريست الجزائري هشام
الآغا .
·
هل تخشين رقابة المجتمع على
محتوى الفيلم ؟
يمكن أن تكون لدي بعض المخاوف خاصة في الظروف الراهنة التي نعيشها
بالبلاد التونسية حيث أن المرأة المتحررة تسلط عليها العديد من الآراء
الايجابية منها و السلبية.
·
ماهي أهم القضايا والتساؤلات
التي يتعرض لها موضوع الفيلم ؟
هي العلاقة بين الرجل و المرأة و الفرق بين الغني و الفقير طبعا ما
قبل الثورة لأن الفيلم انطلق تصويره قبل أحداث الرابع عشر من يناير الماضي
مع العلم أن الفيلم لا يحاكم و لا ينتقد أحدا فالهدف كان إنشاء مرآة لفئة
معينة ومحددة من المجتمع التونسي.
·
ماهو موقف وزارة الثقافة
التونسية الحقيقي من الفيلم ؟
نظرا للظروف الراهنة بالبلاد التونسية فانه حسب اعتقادي أظن أن هنالك
بعض التخوف من وزارة الثقافة خصوصا لما شهدته البلاد من ضجة عارمة حين تم
عرض بعض الأفلام .
·
هل تعتقدين أن فوز الاسلاميين في
الانتخابات التونسية وراء إثارة ضجة عن الفيلم ؟
بدون تعليق .
·
ماهي رؤيتك لمستقبل السينما
التونسية بعد وصول الاسلاميين للحكم ؟
ليست لدي أدنى مشكلة مع الإسلاميين فأنا مسلمة والشعب التونسي كله
مسلم والشباب التونسي الذي أشعل شرارة الحرية و الديمقراطية من خلال ثورته
المجيدة لا أعتقد أن يفسح المجال لإعادة الحجب على الأعمال الثقافية و
الفنية .
·
كيف ترين الضجة المفتعلة حول
صورة نادية بوستة ؟
أعتقد أن الصورة أخذت في نطاق فني وهي عادية ,كما أعتقد أن ما تمر به
البلاد التونسية قد ساهم في إعطاء ضجة نحن في غنا عنها لأن الصورة لا تستحق
كل هذا الاهتمام.
·
ماهو دور السينمائيين العرب في
مواجهة تحجيب الفن ؟
أعتقد أن الميدان الفني يجب أن يكون مستقلا لتجاوز مرحلة التحجيب و
العمل من أجل عدم الرجوع الى تلك المرحلة السوداء في حياة كل سينمائي أو
مبدع أو فني .
·
ماذا ستفعلين لو منع عرض الفيلم
في تونس ؟
لا أظن أن يمنع الفيلم و ذلك لأنه لايحتوي على مشاهد حساسة أو جريئة
حسب نظرتي الخاصة.
فارييتي العربية في
08/12/2011
قراءة أخرى في فيلم "أسماء": الخوف الذي يأكل الروح
محمود عبد الشكور
إحدى المباهج التى تدفع لقراءة المقالات النقدية أن تطالع أكثر من
مقال نقدى عن نفس الفيلم وكأنك تراه أكثر من مرة من زوايا مختلفة. كل ناقد
يقدم لك حيثيات حكمه، ويقدم رؤيته لتفاصيله، ثم يترك لك بعد ذلك حرية الحكم
والإنحياز لهذا الرأى أو ذاك.
من هذه الزاوية الواسعة، سأحاول أن أدافع عن رأيى فى الفيلم المصرى
"أسماء" الذى كتبه وأخرجه "عمرو سلامة" ، والذى بدأ مؤخراً عرضه التجارى فى
الصالات المصرية، أحاول هنا أن أقدم رؤية مختلفة عما كُتب قد تفتح مجالاً
آخر لاستقبال الفيلم أو التفاعل معه.
أبدأ مباشرة بالرأى أو الحكم، ثم أقدم لك الحيثيات التفصيلية لهذا
الرأى كما تعودتُ أن أفعل. فى اعتقادى أن فيلم " أسماء" أحد أفضل أفلام
موسم 2011 السينمائى. نحن لسنا فقط أمام فيلم جيد الصنع وشديد التأثير
شكلاً ومضموناً، بل إننا أمام فيلم ذكى يبدأ من دائرة صغيرة جداً، ثم يعمّق
فكرته وينطلق بها الى آفاق واسعة ورحبة، فمن ضعف الجسد ننطلق الى قوة
الروح، ومن مرض الفرد نشاهد أمراض المجتمع، ومن رهبة الموت تنقذنا شجاعة
الحب.
هذا فيلم خادع تماماً، إذ يلحّ عليك دائماً أن تستقبله باعتباره
فيلماً يقوم بتوعية متفرجه بمحنة مرضى الإيدز المنبوذين فيما هو يقوم فى كل
مشهد تقريباً بتوعيتنا بأمراضنا نحن، المزعج فى فيلم أسماء ليس فى أن بطلته
تحارب الإيدز ومرض المرارة، المزعج أنها تحارب الخوف بداخلها، وتحارب
مجتمعها، يقول فيلمنا تحت سطح الحكاية إن الإيدز أقل خطورة من الخوف الذى
يأكل الروح، لا أقل أبداً من الروح.
التجربة الثانية
تعالوا نقرأ " أسماء"، التجربة الثانية لمخرجه الموهوب عمرو سلامة
إخراجاً وتأليفاً بعد فيلم "زى النهاردة"، من هذه الزاوية المختلفة
والمزدوجة باعتباره فيلماً عن الجسد والروح معاً، عن الفرد والمجتمع معاً،
عن المرض والحب معاً، عن الداخل والخارج معاً. من أجل ذلك أراه فيلماً أكبر
بكثير من أن يكون فيلماً عن مرضى الإيدز رغم أنهم محور الحكاية والفكرة.
عندما تذهب الريفية المكافحة "أسماء" فى المشهد الإفتتاحى الى
المستشفى لإجراء عملية المرارة البسيطة، تقول للطبيب الشاب بكل بساط: " أنا
عندى إيدز"، فيهرب منها الجميع، ويلقونها فى الشارع، هذا الحدث القصير جداً
هو نقطة انطلاق اللعبة المزدوجة،أسماء لا تطلب علاجاً من الإيدز الذى تحمل
فيروسه صامتة، ولكنها تريد أن تعالج من المرارة، ومع ذلك سيخاف منها
الأطباء رغم أنهم يعرفون طرق العدوى المحددة بالمرض.
فى هذا المشهد كل التنويعات التى سيعمّقها عمرو سلامة فيما بعد: روح
قوية وجسد ضعيف فى مواجهة أرواح ضعيفة وأجساد قوية، شجاعة مصدرها الحب (حب
الإبنة وحب الزوج الراحل)، وخوف مصدره الجهل أو التجاهل أو غياب الإحساس
بالواجب، فردٌ فى مواجهة جماعة، حربٌ ستخوضها أسماء ضد مجتمعها، وحرب أخرى
موازية ستخوضها لهزيمة آخر مخاوفها.
ينطلق السرد فى مسارات معقدة نسبياً ترجمةً لهذه المعالجة المزدوجة،
فمن دائرة شديدة الضيق لا تصنع أكثر من قصة إنسانية فى بريد القراء (امرأة
مريضة بالإيدز يرفض الأطباء أن يجروا لها عملية المرارة)، الى الدائرة
الأوسع (شريحة مرضى الإيدز بمن فيهم أسماء ومعاناتهم فى مواجهة المرض
والمجتمع معاً)، الى دائرة أكثر اتساعاً (فكرة الخوف التى تبدو أكثر
تدميراً من الإيدز، وفكرة أمراض المجتمع الجاهل أو المتجاهل أو القائم بدور
القاضى والجلاد والتى تبدو أكثر خطورة بكثير من مرض الفرد).
انتقالات السرد
ينطلق السرد المعقد أيضاّ أماماً وخلفاً بين الماضى والحاضر فى
انتقالات محسوبة ومتقنة بين دائرتين وقعت بينهما أسماء، فى الماضى: شاب
أحبته وتزوّجته اسمه مسعود (هانى عادل) نقل إليها مرض الإيدز، وفى الحاضر:
مذيع طموح لأحد برامج التوك شو الشهيرة اسمه محسن السيسى (ماجد الكدوانى)
يريد أن يستدرج أسماء لكى تظهر بوجهها لكى تحكى قصتها مع الإيدز والمرارة،
لا الزوج كان مسعوداً، ولا المذيع الباحث فقط عن السبق والمال كان مُحسناً،
وحدها كانت أسماء تتحمل بشجاعة إيدز الزوج، وتواجه بجسارة كاميرا المذيع.
يتعامل السرد أيضاً مع عدّة مجتمعات متداخلة تشكّل معركة أسماء
الداخلية والخارجية: القرية حيث الشهد والدموع، المنزل حيث أب عطوف عاجز
يعرف مرض ابنته وابنة متمردة تشك فى سلوك أمها، الجمعية حيث جلسات الإعتراف
والمساندة المتبادلة بين ضحايا الإيدز وحيث عاشق مريض اسمه شفيق (أحمد
كمال) يكتشف روح أسماء من جديد، والمطارحيث تعمل أسماء كعاملة بسيطة تخفى
مرضها عن رئيستها وزملائها حتى تنكشف كل الأمور، وأخيراً استديو الإعتراف
الذى يفتح قوس الحكاية ثم يغلقها.
ليست مجرد حيل سردية تؤدى دور التشويق لكى نعرف فى النهاية كيف أصيبت
أسماء بالإيدز عن طريق زوجها، ولكنها محاولة ضرورية للتعامل مع مستويات
متعددة سواء فى صراع الشخصيات الداخلى أو الخارجى، أو فى الإنتقال السلس
بين الخاص جداً والعام جداً على النحو المشروح سابقاً.
كل تفصيلة لها دور فى هذا البناء المنسوج بدأب مع بعض الملاحظات هنا
أو هناك، القفاز الأسود بجانب الحقنة بجانب ثمرة الخوخ وأوراق النقود
الملقاة على الأرض، الشيك المكتوب بخط المذيع بجوار صورة الزفاف الملقاة فى
دولاب أسماء بجانب زجاجة البيرة التى يتجرعها الأب، حضن الأب لابنته فى
مقابل حضن الشاب لابنة أسماء وحضن مسعود للزوجة العاشقة، استديو باذخ
النظافة والأضواء بجانب مستشفى باذخ الفخامة يشفى الجسد مقابل أن يهتك
الروح، بيت فى الريف مقابل صالة للثرثرة فى المدينة.
مشاهد بأكملها مؤثرة كتبت بعناية فائقة (مواجهات المذيع لإقناع أسماء
بالحديث سافرةً الى الكاميرا، مواجهة اسماء لابنتها فى المنزل، طرد أسماء
من العمل، طلاق مسعود لأسماء وتمسكها به ..الخ)، وفى كل مشهد تبدو القضية
أخطر من موضوع الإيدز، إنها حكايتنا نحن التى لا تنتهى أبداً سواء فى
مواجهة الآخر أو فى مواجهة أنفسنا.
على أن كل ذلك ما كان يمكن أن يحقق هذا التأثير لولا البراعة التى
رُسمت بها شخصيتنا المحورية أسماء، نراها فى الماضى فتاة مستقلة تغازل من
تحبه، وتتحمل مواجهة والدها، نراها تدافع عن حقها فى العمل كصانعة وبائعة
للسجاد، نفهم أن الحب هو سر قوتها الروحية الهائلة وهو أيضاَ سبب معانتها
لإصرارها على الإنجاب من زوج مريض بالإيدز، نراها ترفض أن يعالجها طبيب فى
مقابل أن يعرف سبب إصابتها بالإيدز وكأنه يختبر شرفها وعفّتها.
مشكلة شخصية أسماء الكبرى لم تكن فى إصابتها بمرض قاتل، مشكلتها فى
أنها من ذلك النوع الذى لا يقبل أن يعيش الحياة إلا بشروطه، مشكلتها أنها
تعيش لمن تحبهم (الزوج والإبنة) قبل أن تعيش لنفسها، مشكلتها فى أنها تمارس
حق الإختياروكأنها فى اختبار وجودى مستمر، ومرة أخرى تبدو حكاية الإيدز
والمرارة التى تتصدر الواجهة أقرب الى الحيلة الدرامية التى تتيح رسم إحدى
أقوى النماذج النسائية فى الأفلام المصرية.
ربما أتفقُ مع كثيرين فى أن بعض التفصيلات اضطربت قليلاً كأن توافق
أسماء على الظهور فى البداية بوجهها على شاشة التليفزيون بينما هى تُخفى
مرضها عن زملاء العمل وعن ابنتها الوحيدة، وكأن تطالبأسماء بحقها فى العلاج
من المرارة لا من الإيدز، وكأن تزيد جرعة الميلودرما فى مشاهد القرية دون
الحاجة الى ذلك، كل ذلك أوافق عليه، ولكنك إذا ابتعدت قليلاً عن الصورة
ستجد بناء متماسكاً، وعقلاً واعياً لا يفلت منه لا الموضوع ولا الفكرة، بل
إنك أمام طموح التعبير عن مستويات متعددة ومتداخلة بصورة جيدة وناضجة.
فإذا أضفت الى ذلك أن المعادل البصري الذى ظهر به الفيلم أقرب ما يكون
الى التحقيق التليفزيونى بالقطعات السريعة والكادر المهتز وتعدد زوايا
التصوير، فإن الفيلم الذى يحكى عن الحياة يأخذ إيقاع الحياة ونبضها
وحيويتها فى اتساق واضح بين الشكل والمضمون، أحمد جبر مدير التصوير يحترم
مصادر الإضاءة الطبيعية والصناعية ويشكّل منها لوحاته، اللقطات القريبة
المكبّرة تكاد تحاول النفاذ الى مسام الجلد وتلافيف العقل، تدخّلات بسيطة
تجعل مشاهد المذيع باهتة على الشاشة ثم تصبح زاهية الألوان عندما تتحدث
أسماء الى الكاميراوكأنها تتحدث إلينا نحن، وتواجهنا بأمراضنا نحن.
نفس المقابلة تصنعها الصورة بين حاضر أسماء الرمادى وماضيها الزاهى
الذى شهد بعض السعادة.ولكن النجاح الأكبر للمخرج عمرو سلامة كان أكثر
وضوحاً فى أمرين لولاهما لانهار الفيلم تماماً رغم جودة السيناريو: الأول
هو السيطرة المدهشة على المونتاج ( المونتير الواعد عمرو صلاح الذى سينافس
على لقب أفضل مونتاج) رغم تعدّد وتداخل الخطوط السردية.
التمثيل
أما العنصر الثانى فهو الإدارة البارعة لكل المشخصاتية وخصوصاً هند
صبرى فى أفضل أدوارها فى الأفلام المصرية على الإطلاق، كل ملامح الشخصية
قدمتها هند بتفاصيل التفاصيل من الكلمات الممطوطة الى المشية القوية الى
ارتعاشة التردد والخوف ولمسة الحب ونظرة المواجهة، كانت الممثلة الموهوبة
واعية بأنها تقدم عدة نساء فى جسد واحد، بدا لى أنها مجموعة أسماء وعدة
وجوه لامرأة عاشقة وشجاعة ، مريضة الجسد وقوية الروح.
ماجد الكدوانى قدّم أيضاَ دور المذيع بحيوية بالغة وبلمسات خاصة
رائعة، استلهم بوضوح شخصية مذيع معروف هو عمرو أديب ولكنه لم يقلده طبق
الأصل، مفتاح شخصية محسن السيسى فى هذا الصراع العنيف والمستتر بين الإنسان
بداخله وذلك المذيع المهنى الطموح الذى يتعامل مع البشر بوصفهم فقرات
محتملة فى برنامجه، فى مشاهد بدا محسن مثل جزار يذبح أسماء، وفى مشاهد أخرى
تحرّك الإنسان بداخله، وفى الحالتين كنا أمام عملاق اسمه ماجد الكدوانى
الذى سينافس أيضاً على لقب أفضل ممثلى العام.
هانى عادل تألق أيضاً وكان مقنعاً فى دور مختلف جداً عن كل أدواره
السابقة، دورالزوج المريض العاشق. المعروف أنه أصلاً ملحن ومغنى فى فرقة
وسط البلد، وهو أيضاً واضع موسيقى الفيلم التى وظّفت بشكل جيد فى مشاهد
محدودة.
يكرّر الفيلم الإكتشاف لنُخبة من الممثلين المجتهدين الرائعين: سيد
رجب فى دور الأب، وكان قد تألق فى دور الأب أيضاً فى فيلم الشوق مما يرشحه
للمنافسة بقوةعلى لقب أفضل ممثل مساعد فى أفلام 2011، وبطرس غالى فى دور
الطبيب الذى يعالج مرضى الإيدز نفسياً وروحياً، وأحمد كمال فى دور مريض
الإيدز الذى يحب مريضة الإيدز أسماء ويعيدها الى الحياة.
أردتُ أن أقنعك أيها القارئ العزيز أن فيلم أسماء أكثر عمقاً من أن
يكون مجردفيلم متقن الصنع عن معاناة مرضى الإيدز، أردت أن أقول أننا أمام
طبقات ثلاث متماسكة: فى القاعدة معاناة امرأة بسبب مرضها واختيارها، وفى
الوسط معاناة مرضى وعقابهم مرتين بالمرض وبنظرات الناس، وفى القمة معاناتنا
جميعاً من الخوف من مواجهة النفس والآخر.
تقول عناوين النهاية إن بطلة القصة الأصلية ماتت لأنها رفضت أن تظهر
فى البرنامج التليفزيونى بعكس ما فعلته أسماء، وإن بعض مرضى الإيدز
الحقيقيين وافقوا على الظهور فى الفيلم، يريد مخرجنا الموهوب أن يقول
ببساطة إنه ليس عاراً أن تصاب بالإيدز أو تموت بسببه، وإنما العار أن
تستسلم للخوف أو تموت تحت تأثيره. ليس من العار أن يمرض فرد أو أفراد لسبب
أو لآخر بفيروس خطير، ولكن من العار أن يمرض مجتمع بأكمله بالجهل وبعدم
المعرفة وبتجاهل الآخر.
هذا هو فيلم أسماء، وهذا ما يجعله فيلماً عظيماً.
عين على السينما في
08/12/2011
أهل الفن: مصر بلدنا ومش هنسيبها
فاتن الزعويلي
تزايدت مخاوف الفنانين المصريين من وصول الاسلاميين الي السلطة.. منهم
من رأي أن يغادر مصر الي بلد اخر ومنهم من رأي إبقاء في مصر وعدم مغادرتها
لا بسبب الإخوان أو السلفيين ودعوا زملاءهم لمناهضة افكار المتشددين،
وقالوا «مصر بلدنا ومش هنسيبها لا بسبب الاخوان ولا السلفيين».
الفنانة لوسي قالت: بأنها لن تعتزل الرقص في حال سيطرة التيارات
الدينية علي الحكم وأضافت أنها كانت تنوي اعتزال الرقص في غضون سنوات
قليلة، وباستطاعتها أن تذهب الي أي دولة في العالم وتصبح مدربة رقص شرقي
شهيرة وتحقق مكاسب هناك.
وأضافت: أتمني التوفيق لأي شخص يُصلح من شئون بلدي، ومن الممكن أن
تصبح مصر مثل تركيا التي صعد فيها حزب اسلامي للحكم، لكن أبقوا علي الفن
والسياحة، لأنهما من أهم عوامل الدخل القومي.
وأشارت الي أن هناك ألاعيب في السياسة، قائلة: لكن في النهاية لا يصح
الا الصحيح، ومصلحة مصر فوق كل شيء، ولو كان الرئيس سلفياً أو اخوانياً
ستكون تجربة لمدة اربع سنوات فقط ولن يجثم علي صدورنا هذا الرئيس طوال
العمر، وفي النهاية الحكم للجمهور وصندوق الانتخابات.
فيما هددت المخرجة ايناس الدغيدي بالرحيل عن مصر اذا وصل الاخوان
والسلفيون للحكم، وقالت الدغيدي انها بصدد اتخاذ قرار بترك مصر والاقامة في
الخارج ليتسني لها مواصلة انجاز اعمالها الفنية حيث تخشي من وصول الاخوان
المسلمين او السلفيين الي سدة الحكم في مصر.
وأكدت انها تعرف رأي الجماعات الاسلامية مسبقاً فيم تقدمه من أعمال
سينمائية وأن الاخوان سبق لهم وطالبوا باقامة الحد عليها واهدار دمها بسبب
افكارها المتحررة، وأضافت: لن أجلس في البيت لأنتظر مصيري مثل المجرمين
المحكوم عليهم بالاعدام خاصة أني لم أرتكب جرما يعاقب عليه القانون مشددة
علي أنها مستعدة للسفر لآخر العالم لمواصلة تقديم ما تؤمن به من أفكار.
بينما قالت إلهام شاهين أنها غير قادرة علي تخيل ما يحدث وقتها،
معترفة بأنها لا تعرف أفكار الاخوان جيداً، وأضافت: الشعب المصري في حالة
من تشويش الافكار وأمام رؤية ضبابية وإن كانت تظن أنه من الممكن أن يمنع
الاسلاميون الفن حال وصولهم للسلطة، أو تقتصر الاعمال الفنية علي الدينية
فقط مؤكدة أنها ستعتزل في حال وجدت مالا ترضي عنه.
وأشارت نيللي كريم أنها لا تعرف ماذا سيحدث غداً؟ وقالت: الفن سيظل
كما هو، ولن يتغير مهما تغيرت طبيعة النظام الحاكم للبلاد، لأنه رسالة
هادفة ذات مضمون ومن الممكن تغيير طريقة توصيل الرسالة ولكنه سيظل كما هو
ولن أعتزل الفن مهما حدث.
أعربت صابرين عن اعتزازها بالفن فهو ليس شيئا مخلاً، ولكنه يتسم
بالاصالة والعراقة، ولن ينتهي مبدية استعدادها للتعاون مع أي جهة مادام
العمل جدياً وذا قيمة ومفيداً للمشاهد حتي اذا كانت تنتمي الي مؤسسات
مسيحية، واشارت صابرين الي أنها اصلاً تمثل بالحجاب او مستعينة بباروكة وان
كان هذا لا يعني تشجيعها لوصول الاسلاميين الي الحكم معربة عن حرصها علي
مستوي أعمالها الفنية.
علا غانم صرحت بأنها ستعتزل الفن في الحال اذا حكم الاسلاميون مصر،
لأن الفن رسالة يجب أن تقدم دون الالتزام بمعايير تعوقها، مؤكدة ان رأيها
هذا لا يعني تقديم اعمال لا اخلاقية، ولكن في حدود «المحتمل» علي حد قولها،
وتساءلت غانم: في الوقت الذي انتصرنا فيه علي الرقابة، هل سيحكمنا التيار
المتشدد؟
فيما قالت داليا البحيري انها لن تعطي صوتها للاسلاميين في
الانتخابات، وأنها قلقة علي الفن مستقبلاً، وأكدت انهم يستغلون الدين من
أجل الحجر علي آراء الناس وأنا أرفض ذلك بقوة وكلنا رأينا تجاوزاتهم.. هم
أرادو مجلس الشعب، فلنري ماذا سيفعلون في ابناء مصر، ولكن لا نسمح لهم
بتجاوز حرية الناس والضغط علي آرائهم، وأنا لن أهاجر مصر مهما حدث.
أم ايناس مكي فقالت: مصر هي بلدي، ولن أمشي منها مهما حدث، وسواء فاز
الاخوان أو السلفيون فلن أغادرها وأبعد عنها، لأن وجودي في مصر لا يرتبط
بفوز أو خسارة حزب سياسي أو تيار ديني أو غيره.
الوفد المصرية في
08/12/2011 |