لا تزال المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي تحصد جوائز فيلمها
الروائي الطويل "هلأ لوين" الذي تناقش خلاله قضية اجتماعية وسياسية شديدة
الحساسية
,
هي العلاقة بين المسلمين والاقباط في المجتمعات العربية
والاسباب التي تؤدي
لاندلاع الفتن بينهما بين الحين والاخر ..
"الجزيرة الوثائقية" التقت بنادين
لبكي في مدينة نامور البلجيكية عقب فوزها مؤخرا بثلاثة جوائز عن الفيلم
نفسه هي
افضل فيلم وافضل تمثيل نساء وجائزة الجمهور , وذلك بمهرجان نامور لسينما
الفرانكفون
الذي عقد في اكتوبر الماضي
.
تحدثت نادين عن التناول باسلوب فانتازي لقضية حساسة
مثل هذه فقالت :"العلاقة بين المسلمين والاقباط في مجتمعاتنا العربية لا
تحتاج
لعمليات تجميل , يجب علينا كفنانين اظهارها كما هي , كي نضع ايدينا على
الداء ونعرف
كيف يمكن معالجته فيما بعد , والحقيقة انه لا داء سوى ضيق الافق , وفي
الاديان الحل ,
لكن – مع الاسف – اغلب المتدينين يميلون في تدينهم للتطرف وعدم قبول الاخر
والنتيجة فتن وقتل وفوضى لا تنتهي
.
اضافت
:
الفيلم ينبذ الفتن ويزدريها , لكنه يحترم الاديان – كل الاديان
– وهذا المعنى كان
من الصعوبة تناوله دراميا خلال قصة شيقة
لها بداية ولها نهاية , لكننا اجتهدنا
واعتقد ان الله وفقنا لتحقيق الهدف , وظهرت
بوادر النجاح منذ ان عرضنا اول عرض خلال
مايو الماضي وحصلنا على جائزة "فرانسوا شاليه" ثم تتالت بعد ذلك الجوائز
حتى اخذنا
مؤخرا 3 جوائز دفعة واحدة في مهارجان نامور لسينما الفرانكفون .
وعن متاعب عملها
كمخرجة وكممثلة في نفس الوقت قالت لبكي
:"كان هذا في البداية قرارا صعبا , لكنني
اتخذته وتحملت مسئوليته على عاتقي , وكنت اعرف ان التمثيل مهنة مستقلة
تماما عن
الاخراج , ولذلك كنت افصل تماما بين العملين , فكنت امثل لفترة ثم اخذ فترة
راحة ,
وادخل في "مود" الاخراج وهكذا تعودت حتى انهينا التصوير .
وتحدثت عن تناول الفتن
في فيلمها فقالت :"كان بامكاني قبل بدء
التصوير ان استخدم الرمزية بنسج الدراما حول
دينين افتراضيين لا وجود لهما كي لا اكون عرضة لاي انتقاد , ولكنني تركت
هذا الحل
السهل ولجأت للواقع فصورت الفتن الطائفية كما تحدث , وكيف ان الاسباب تكون
تافهة
للغاية وتؤدي لنتائج بشعة للغاية , فطفل مسلم يكسر صليبا – عن غير قصد –
ويتصور
المسيحيين ان شخصا كبيرا فعلها متعمدا فتشتعل الفتن بين الجانبين والنتيجة
تكون
عشرات القتلى والمصابين والارامل
.
اشارت نادين الى انها ذكرت بالفيلم ان رجال
الدينين الاسلامي والمسيحي يحاولون دائما التهدئة لوأد الفتنة , بينما هذا
يخالف
الواقع , واوضحت :"للاسف رجال الدين يشعلون الفتن بخطبهم المتطرفة في
الجانبين ,
ولكنني لدي حلم اتمنى تحقيقه , لذا ادرجته بالفيلم , وهو ان يكون رجال
الدين دعاة
سلام حقيقيين
.
وعن نهاية الفيلم التي شهدت تحول بعض المسيحيات ليصبحن مسلمات
وتحول بعض المسلمات ليصبحن مسيحيات قالت نادين :"هذه الفانتازيا اردت منها
توضح ان
كل شخص حين يرتدي رداء الاخر سيفكر بشكل مختلف , وبالتأكيد لم اقصد
الاستخفاف باي
دين , وانما قصدت ان يتحول كل شخص عن موقفه ليصبح هو نفسه "الاخر" ونرى كيف
سيتصرف
مع من حوله
.
وعن الحل الذي قدمه الفيلم قالت :"اردت تقديم حلا كوميديا عن طريق
نساء الفيلم اللاتي يقمن بوضع الحشيش لازواجهن في الطعام وفي
الخبز حتى يناموا ولا
يتقاتلوا , فهؤلاء النسوة من المسلمات
والمسيحيات ضاقوا من الاقتتال (أي شعروا بملل
شديد من هذا الاقتتال الذي لا ينتهي ) وقد قدمت هذا الحل الكوميدي ليضفي
على الفيلم
لمحة فانتازية وكوميدية لكن لو تكلمنا عن حلولا واقعية فانا كمخرجة لست
عندي حلول
حقيقية لهذه الازمة , الحل في سعة الافق كما ذكرت في بداية حواري .
وعن كواليس
التصوير قالت : "كان تصوير هذا الفيلم
متعبا للغاية لكل من شارك به , فقد تم في 3
اماكن متباعدة جغرافيا , كما ان اغلب المشاهد كانت ليلية تم تصويرها في
الظلام
واحتاجت وحدات اضاءة متنقلة , ولكن رغم كل الصعوبات فقد شعرنا بثمرة الجهد
حين
حصدنا الجوائز في مهرجانات دولية
.
اكدت لبكي عدم اصطدامها مع الرقابة وعدم حذف
اية مشاهد من الفيلم على الرغم من حساسية القضية , وقالت :"الرقيب لم يطلب
حذف أي
شئ وانما كان يطلب احيانا تفسيرات لبعض المشاهد وحين كنا نفسر له ونجيب على
استفساراته كان يسمح لنا بالتصوير دون حذوفات , وقالت :"ربما كان هذا سببا
رئيسيا
لنجاح الفيلم , لان الرقيب لو تدخل بالحذف او كتم الصوت في بعض المشاهد كان
سيفسد
دراما الفيلم
.
الجزيرة الوثائقية في
04/12/2011
الفيلم الإسرائيلي "الشرطي" عنف الدولة وعنف الفرد
ندى الأزهري- باريس
لا يؤمن المخرج الإسرائيلي لنداف لبيد بالناس "الفائقي
الهدوء في وسط فائق العنف"، ويعتبر أن كون المرء إسرائيليا يجعله في "حرب
على الدوام". تصريحاته هذه أدلى بها لجمهور مهرجان القارات الثلاث
السينمائي
الدولي. هي الدورة الثالثة والثلاثين لهذا المهرجان الذي يقدم أفلاما من
آسيا
وافريقيا وأمريكا اللاتينية، ويُنظَم سنويا في الأسبوع الأخير
من شهر نوفمبر في
مدينة نانت الواقعة غرب فرنسا والقريبة من شواطئ الأطلسي.
تضمنت المسابقة
الرسمية للمهرجان عشرة افلام من الأرجنتين والبرازيل والصين(3) واليابان
والفيليبين
وسريلانكا وتايلند، ومن اسرائيل. من هذه الأخيرة جاء فيلم "الشرطي" لنداف
لبيد.
سيناريو الفيلم كان قد نال جائزة في مهرجان
الفيلم في القدس والمخرج، الذي درس
الفلسفة والتاريخ والسينما وعمل صحفيا وناقدا تلفزيونيا، أنجز
قبل فيلمه الروائي
الأول هذا أفلاما قصيرة عرضت في كان وبرلين.
ولد نداف
لبيد في هذا البلد" الأحمق والقاسي" كما يقول الذي هو بلده، وتظهر نظرته
المنتقدة
تلك جلية في فيلمه الذي يتحدى المفاهيم السائدة، و"الحقائق" المفروضة.
المخرج "يرفض
الإملاءات" وكل ما يمكن اعتباره أمورا مفروغ منها، يعلن عن تضامنه مع
القضية
الفلسطينية، ويقول إنه يشعر بالانتماء إلى آسيا على العكس من مواطنيه الذين
يتجهون
بأحلامهم وخيالهم نحو أوربا. يقول عن عمله " الشرطي" أنه فيلم
إسرائيلي بامتياز".
لعل ذلك يعود إلى بنائه القائم على المجابهة والعنف. وهو عمل لا بد أنه
اثار الجدل
في بلده، ففي بادئ الأمر منعت لجنة الرقابة الفيلم لمن هم دون سن الثامنة
عشر، إذ
كان ثمة خوف من الأثر الذي قد يتركه العمل في نفوس الشباب،
وهذا المنع كما صرح
لجمهور المهرجان شيء "نادر جدا، وقاس جدا". بيد أن المنع جُمَد فيما بعد
لكنه لم
يلغ. كتب لبيد الفيلم وأنجزه قبل المظاهرات التي استوحت "الربيع العربي" في
إسرائيل، استخدم التعبير الفني وسيلة لانتقاد مجتمع تسيره هواجس أمنية
وتتحكم فيه
نزعات عدوانية، دون أن يغفل هذا التفاهم الخفي والارتباط
القائم والمصالح المشتركة
بين رجال الأمن ورجال المال.
يبدأ الفيلم بتقديم بطله الشرطي "يارون" الذي يشكل
وفريقه المكون من خمسة أفراد في وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة الإسرائيلية
مجموعة
مترابطة متماسكة. يقضون أوقات العمل واللهو معا، يبدون قساة
حتى في لهوهم وخشنين
حتى في سلامهم، حركاتهم المعبرة عن سعادة باللقاء معا، لا تخلو من ضربة على
الرأس
أو على الكتف...
حين يتنقلون في أرجاء بلدهم ويتأملون مناظره، يرون فيه" أجمل
بلد في العالم"، ويعتقدون أن واجب حمايته من تهديد خارجي، معلوم أو مجهول
لا فرق،
يقع على عاتقهم. يكرس السيناريو القسم الأول من الشريط للتعريف على هذه
المجموعة،
أفرادها، عملها، قضائها للوقت. بداية، في إيقاع بطيء يعتمد
التكرار والتفصيل الممل
أحيانا مركزا على " يارون" الشخصية المحورية، وعلى الروابط التي تجمع بينه
وزوجته
من جهة وبينه وبين فريقه من أخرى.
يارون، يخشى على طفله القادم فيعتني بزوجته
الحامل اعتناء شديدا و يحيطها برعاية خاصة كما لو كان ذلك جزءا
من الرعاية الأشمل
التي يحيط بلده بها. لكنها رعاية حنونة على تناقض صارخ مع خشونته وأحيانا
قسوته في
تعامله مع المجتمع الخارجي. ليست العدوانية فقط ما يميز أعضاء الفريق فهم
عنصريون
تجاه العرب، يرددون فيما بينهم الاهانات والسباب عندما يرون عربيا ولو من
بعيد،
"كابن الزنى" الذي تجرأ وأوقف سيارته قرب سيارتهم في الموقف العمومي.
بعد تعريف
الفيلم بالفرقة التي يدخل اغتيال "الارهابيين" ضمن مهماتها( ذكر منهم أيمن
السرطاوي)، يبدأ أفراد مجموعة أخرى بالظهور ليسير بعدها الشريط في خطين
متوازيين،
بحيث يتابع تحركات كل فريق على حدة دون أن تكون ثمة روابط أو
مشاهد مشتركة بين
الشخصيات تجمع بينها وذلك حتى المشهد المأساوي الأخير.
الفريق الآخر مكون
من شباب لا خبرة في الحياة لديهم ولكن لهم تصميم على فعل شيء ما يعبر عن
تمردهم
ورفضهم لهذا المجتمع، رفضهم لسلطة المال، لجدار الفصل والعيش كالحيوانات في
" دولة
بشعة" تحكم فيها "أقلية من الأسياد مجموعة من العبيد" . إنهم من الشباب
المتطرف
الداعي إلى العنف في مواجهة العنف. يتدربون على استخدام السلاح ويدبرون خطة
لأخذ
رهائن من كبار رجال الأعمال. يريدون استغلال المناسبة لبث
رسالتهم والتعبير عن
أفكارهم وحركتهم عبر وسائل الإعلام. لكن فرقة مكافحة الإرهاب كانت لهم
بالمرصاد.
حين يخترقون بأسلحتهم حفلا باذخا لعرس ابنة اقتصادي كبير، ويأخذون
رهائن. لم يكن أحد ليشك فيهم، فهم ذوو سحنة غربية، شقر وتصحبهم فتاة جميلة
شقراء،
وحين يعرف أعضاء فرقة مكافحة الارهاب أن من سيكون أمامهم ليسوا
من "الارهابيين"
العرب، فإن مفاجأتهم لن تمنعهم من إطلاق النار دون شفقة لتخترق الرصاصات
صدور
الشباب الإسرائيلي المتمرد. فلا مزاح في مجال كهذا في دولة إسرائيل.
حين يتوقف
يارون في النهاية متأملا هذه الأجساد المضرجة بدمائها، لاسيما الفتاة التي
لم
يتركوها تدلي برسالتها لوسائل الإعلام، يغادره رفاقه غير مبالين ويبقى هو
متسمرا.
لم يعلق، كأن المخرج رغب أن يقنع نفسه أن هؤلاء أيضا يمكن لهم أن يصدموا.
فهل تغير
في" الشرطي" شيئا؟!
كان بناء الشخصيات وإدراتها من قبل المخرج ركيزة أساسية
منحت الفيلم قوته وتأثيره المدهش، شخصيات كان بعضها شرا مطلقا( من الفريق
الأول)
وبعضها الآخر تناوبت عليها مشاعر العنف
والضعف أو التردد( فريق الشباب). لقد قدم
المخرج الإسرائيلي فيلما صادما مدينا لعنصرية الدولة و
لعدوانيتها، فيلما أصابت
مشاهده الحاضرين بالذهول، لقدرتها على نقل رسالة الإدانة تلك. قد يكون
منحهم الفيلم
جائزة الجمهور، الجائزة الثالثة في المهرجان، تعبيرهم عن وصول
الرسالة.
الجزيرة الوثائقية في
05/12/2011
يعد من الفعاليات المهمة في التعريف بالثقافة الكردية
مهرجان الأفلام الكردية السابع: المنفى والارتباط بالأرض
وذكرى الحرب
لندن: شيماء بوعلي
طالما ارتبطت السينما الكردية بتصوير صراع أهل إقليم كردستان، ولكن
هذا لا يمثل سوى جانب واحد فقط. فخلال مهرجان الأفلام الكردية المقام في
لندن العام الحالي تم تقديم مجموعة متنوعة من المواضيع، منها المنفى وحق
التعبير والارتباط بالأرض وذكرى الحرب وقضايا وجودية من خلال أفلام تنوعت
بين الكوميديا والدراما والوثائقية والرمزية. وبالنظر إلى مشاركة 103 أفلام
في المهرجان، التي تم عرضها خلال عشرة أيام، لا توجد طريقة موجزة لتلخيصها.
مع ذلك يتجلى من خلال الحدث الوحدة بين الأكراد الذين حضروا ونظموا
المهرجان، حيث ينتمون إلى ثقافة واحدة، وإن اختلفت مشاربهم.
تمت إقامة حفل الافتتاح في قاعة «ماغنوليا» في شرق لندن، مع حضور
ممثلين للحكومة، منهم نديم زهاوي، النائب عن الحزب المحافظ البريطاني ذو
الأصول الكردية، الذي شجع إقامة المهرجان سنويا. وقال بيان عبد الرحمن،
مندوب الحكومة الكردية للمملكة المتحدة: «نحن ندعم من كل قلوبنا المهرجان
الكردي السينمائي، لأن السينما تتجاوز السياسة والحدود. ونعلم كيف هي
الحياة في ظل حدود تفصلنا».
وأضاف جيرمي كوربين، النائب عن حزب العمال البريطاني: «ينقل التعبير
من خلال السينما والثقافة ما يختبره الناس بطرق مختلفة. المجتمعات التي
تعاني من الصراعات هي التي تنتج أفضل الأعمال. وتدل قوة الأكراد وإصرارهم
على التعبير واستخدام لغتهم الخاصة على أنهم سيستمرون في نضالهم».
وبعد أن ألقى كلٌّ كلمته، تم تقديم عروض موسيقية منها عرض لهاجر
الزهاوي الذي عزف على الدف، مشيرا إلى أنها آلة موسيقية كردية. وبعد أن أكد
على ضرورة التزام الهدوء ليتمكن من العزف، أذعن الجمهور وهدأت أصواتهم.
وكان فيلم الافتتاح «إف يو داي، آي ويل كيل يو».. «إذا مت، فسأقتلك»،
وهو فيلم سياسي يجمع بين الدراما والكوميديا مع القليل من الرومانسية ومن
إخراج هينر سليم، المخرج الكردي المقيم في فرنسا. ويعد الفيلم من الأمثلة
الواضحة على الأفلام التي تتناول قضية المهجر، حيث تدور أحداثه حول حياة
الأكراد في باريس. أفدال، لاجئ كردي يقيم مؤقتًا في باريس ويتلقى مساعدة من
فيليب الرجل الفرنسي الخارج لتوه من السجن. وعندما يعاني من أزمة قلبية
مفاجأة، يضطر فيليب إلى التعامل مع الموت والحياة. تذهب خطيبة أفدال
الجميلة، سيبا، إلى باريس. وتخوض مغامرة فكاهية تقوم على المفارقات الناتجة
من تصادم الثقافات مثل الفرقة الموسيقية الكردية التي تحاول الفوز بها مثل
فيليب، بينما يحاول حموها، تشيتو المتدين، السيطرة عليها ومنعها من
الاندفاع. ويتسم الفيلم بالتفرد بفضل المنظور الكوميدي الذي يتم من خلاله
تناول وضع اللاجئين والشتات، ويمثل تصويرا عصريا للشخصيات التي تعد جزءا من
الجالية الكردية في باريس. على الجانب الآخر، تمثل شخصيتا تشيتو وسيبا
الصدام بين الذين يتمسكون بهويتهم الكردية والذين يحاولون الانسلاخ منها.
من الأفلام الأخرى المتميزة في المهرجان، فيلم «سون أوف بابليون» «ابن
بابليون» الحائز على عدة جوائز. كان مخرج الفيلم محمد الدراجي مصرا على
تصويره في بلده الأم العراق. وكانت المناظر والعمارة بمثابة تمجيد لبلاده،
وكذلك توضح الدمار الذي لحق بها وما تعانيه من عزلة. ويمكن النظر إلى
الفيلم باعتباره تأبينا روحانيا للواحد ونصف مليون عراقي الذين فقدوا
أرواحهم. وأتاحت مشاهدة الفيلم في ظل حضور جمهور من العراقيين الأكراد
إدراك تأثرهم بالصور السينمائية للأماكن العراقية المختلفة، خاصة بغداد، من
خلال صمتهم المطبق.
وكان فيلم «فلاورز أوف كركوك» (زهور كركوك) مؤثرا هو الآخر، حيث يتسم
بالإثارة على الرغم من تركيبته التقليدية، حيث يصور قصة حب كردية - عربية،
ويصور بقوة الإبادة الوحشية لأكراد العراق على يد نظام صدام حسين.
ومن الأفلام التي تعد نموذجا للسينما الكردية بعرضها الشاعري لأرض
كردستان فيلم «قنديل ماونتينز» (جبال قنديل). ويصور الفيلم العدد الرهيب
للقتلى أو المفقودين خلال حرب العراق مع إيران وسوريا في سلسلة الجبال التي
تربط بين الدول الثلاث. وتسجل الأسر مقاطع مصورة ورسائل صوتية ليتم إرسالها
إلى أحبائهم، بينما يدعم الصرخات العميقة المليئة بالألم والحسرة للمفقودين
أو الذين وجدوا عائلاتهم موسيقى تصويرية جميلة.
وكانت جوائز «يلماز غوني للأفلام القصيرة» من نصيب ثلاثة أفلام تعالج
القضايا المتعلقة بالأطفال. واختارتهم بعناية لجنة مكونة من خمسة أعضاء.
ويقول أعضاء اللجنة: «لقد شعرنا أنه من واجبنا منح جوائز لهذه الأفلام التي
جعلتنا نفكر ونبتسم ونعتقد أن هناك طريقة للتقدم، ليس فقط بالنسبة إلى
كردستان، بل أيضا للسينما الكردية».
تم منح أول جائزة لفيلم «بوميرغرانتس أر ذا فروت أوف براديس» (الرمان
فاكهة الجنة)، الذي يعرض قصة دافئة محببة عن أهمية التعليم. ويحكي عن صبي
يضع خطة لمساعدة صديقته على تعلم القراءة، بعد أن يتم منعها من الذهاب إلى
المدرسة وإجبارها على العمل. وحصل فيلم «فايف ستونز» (خمسة أحجار) على
الجائزة الثانية ويتناول وضع الأطفال الأكراد في منطقة كردستان على الجانب
التركي من الحدود، الذين تم سجنهم لمدة 30 سنة بسبب المشاركة في احتجاج.
ويصور هذا الفيلم الصامت المدارس الخاوية على عروشها، ويعلق على المقابلة
بين التعليم والسجن.
وتم منح الجائزة الأخيرة لفيلم «لاند أوف هيروز» (أرض الأبطال) وهو
أكثر الأفلام الثلاثة تعقيدا. وتدور أحداث الفيلم إبان الحرب بين العراق
وإيران، ويتناول حياة الأطفال المهمشين في أوقات الحروب. يشاهد الأطفال
المضللين بصور القوة والبطولة صدام الذي يظهر على شاشات التلفزيون باعتباره
رمزا للشجاعة، وبينما ينتظرون مشاهدة أفلام كرتون، تظهر أخبار الحرب والعنف
التي تصبح من الأمور المعتادة في حياتهم وألعابهم.
تلعب السينما دورا في التعبير عن الثقافات من خلال التوثيق الصوتي
والمرئي. ومن خلال عرض 103 أفلام، تميز المهرجان هذا العام بالتعدد
والتنوع. وكان من الفعاليات المهمة في التعريف بالثقافة الكردية وعرض
الصراع الكردي، في الوقت الذي يمثل فيه حدثا مشتركا يجمع بين الأكراد في
المهجر.
الشرق الأوسط في
05/12/2011
لطفي لبيب: ليس لي علاقه بحارس
الرئيس
محمـد خضـير
حارس الرئيس هو اسم الفيلم الذي انتشر مؤخرا علي صفحات الفيس بوك
وتردد أن الفنان لطفي لبيب سوف يقوم ببطولته مع بداية مطلع 2012 تردد أيضا
أن الفيلم البطولة الأولي المطلقة للفنان بعد قيامه بالعديد من الأدوار
المساعدة إلي جانب النجوم الشباب وأصبح تميمة الحظ لكثير منهم، لطفي لبيب
نفي كل ماتردد بشأن هذا الفيلم.
وأكد أنه مشغول حاليا بتصوير عدد من الأعمال حيث يقوم بتصوير مسلسل "
حفيد عز " مع أشرف عبدالباقي ولاميتا فرنجية داخل استديو الأهرام، إلي جانب
بروفات العرض المسرحي " لماذا حدث ما حدث " من تأليف محمد رفاعي وإخراج
محسن حلمي ومن المقرر عرضه علي مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية ويرصد
العرض عددا من الظواهر السياسية والاجتماعية قبل وبعد ثورة 25 يناير مرورا
إلي أحداث التحرير الاخيرة.
وعن تجربته في تقديم البرامج التليفزيونية لأول مرة قال : حتي الآن لم
أستقر علي موعد لبدء التحضير لبرنامج " كلمة ورد غطاها" الذي كتب له
الحلقات جلال عامر وأشعار سيد حجاب وألحان عمار الشريعي وسوف أبدأ التحضير
له عقب انتهائي من تصوير مسلسل "حفيد عز".
من ناحية أخري وافق لبيب علي مشاركة إلهام شاهين بطولة فيلمها الجديد
" يوم للستات " من إخراج كاملة أبو ذكري وتاليف هناء عطية وتدور أحداث
الفيلم حول نظرة المجتمع للمرأة ويجسد من خلال الفيلم شخصية فرغلي والد
إلهام شاهين.. وحول إصرار الرقابة علي المصنفات الفنية حتي الآن وبعد
الثورة علي عدم الموافقه علي سيناريو فيلم "الضربة الجوية " الذي كتبه،
أشار إلي أن رفض الرقابة جاء بسبب رفض الجهات الأمنية لاحتواء الكتاب علي
رأيه في حرب أكتوبر، بأن هذه الحرب هي حرب مشاة من الدرجة الأولي وليست حرب
سلاح الطيران فقط كما تم الترويج لها، المعروف أن لطفي لبيب كان أحد جنود
القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر، وانضم لصفوف الجيش بين الآلاف من خريجي
الجامعات الذين لعبوا دورا حاسما في نصر أكتوبر، وله شهادات مهمة عن حرب
الاستنزاف ومعارك أكتوبر.
آخر ساعة المصرية في
05/12/2011 |