ليس هوساً بالإسقاطات، لكن هناك من الأفلام ما يضعك مباشرة مع الحاصل
حالياً في عالمنا العربي، حتى وإن كانت أحداثها تجري في بورما، ولعل
الفرادة أو الخصوصية أمران أو توصيفان لهما من الخديعة الكثير، كما على كثر
أن يستخدموا تلك التوصيفات باعتبار ما يقع عليه لا يخص أحداً غيره، فما
يحدث في أقصى نقطة في كرتنا الأرضية له ما يقابله في أبعد نقطة عنها، وما
نتلقفه من هنا وهناك له أن يختبر مراراً في مناطق متعددة من العالم، وحين
نتكلم عن سلمية الثورات بوصفها الأداة الأنجع في إسقاط الديكتاتوريات
العفنة، فإنها أداة اختبرت مراراً، ومعها الكثير من المفاهيم والأحداث
والثورات التي إن خضنا فيها فإننا سنمضي إلى مقال تاريخي بدل السينمائي.
أجدني أبدأ بما تقدم مع مشاهدتي فيلم لوك بيسون
The Lady (ذا ليدي) الذي اختتم به مهرجان ترابيكا الدوحة دورته الثالثة، والذي
يضعنا مباشرة أمام قصة الناشطة السياسية اونغ سان سو كي الحائزة جائزة نوبل
للسلام لعام ،1991 وهي تواجه حكم العسكر في بلادها، ومن الجدير إيراد أن
اونغ التي خضعت للإقامة الجبرية في بيتها لفترة تراوح بين 15 و20 سنة لم
تخرج من تلك الإقامة إلا في 13 نوفمبر العام الماضي، وما سنشاهده في فيلم
بيسون سيكون موثقاً وعلى اتصال بشخصية مازالت موجودة وحاضرة بقوة، سواء في
نضالها لنيل حقوق شعبها أو مع الأفكار والمفاهيم التي قدمت لها من خلال
مسيرتها النضالية الطويلة.
قصة أونغ (ميشيل يوه) تبدأ من علاقتها مع والدها أونغ سان، وللعلم فإن
اسمها سيكون متقاسماً بين اسم والدها وجدتها سو ووالدتها كي، إذ سنقع مع
المشهد الأول من الفيلم على جنرال يودع ابنته وزوجته ويمضي إلى اجتماع يضم
عدداً من نخب وقيادات المجتمع البورمي، فإن مجزرة ستحصل تقضي على جميع من
في الاجتماع، بمن فيهم الجنرال الذي كان يتطلع إلى تداول للسلطة في بورما،
وفتح الباب أمام انتخابات ديمقراطية في البلاد.
سيمر زمن طويل على هذا الحادث، ستكون أونغ سان الصغيرة قد غادرت
بورما، كما سنتعرف إليها مقيمة في لندن خريجة جامعة أوكسفورد ومتزوجة من
البروفيسور البريطاني مايكل آريس (دايفد ثيولس). ستنتقل أحداث الفيلم إلى
بورما مع ذهاب اونغ سان إليها لمتابعة حالة أمها الصحية، وهناك وأثناء
سهرها على امها في المستشفى ستشهد البلاد موجة من التظاهرات المطالبة
بالحرية، وستعاين بعينيها قتل الجنود للطلاب المحتجين، وترى هؤلاء الطلبة
يرفعون صور والدها. طبعاً هذا حدث عام 1988 ولتنخرط مباشرة بالحراك الحاصل،
وتأخذ مشروعية كبيرة، كونها ابنة الجنرال سابق الذكر، وتحقق حضوراً كبيراً،
وتؤسس لحزب يضم أغلبية الشعب البورمي.
التنازل الأول الذي يقدمه المجلس العسكري الذي يحكم البلد أمام
الاحتجاجات العارمة، سيكون بقبوله إجراء انتخابات ديمقراطية، وسرعان ما
تستغل أونغ سان ذلك، وتقوم بحملة انتخابية تشمل جميع أرجاء بلدها. ستفوز
بالانتخابات بنسبة 59٪ وسيحصل حزبها على 81٪ من مقاعد البرلمان، لكن سرعان
ما ينقلب العسكر على ذلك، ويلغون نتائج الانتخابات، ويضعون أونغ سانغ تحت
الإقامة الجبرية، ويعودون إلى الأحكام العرفية الحاضرة دائماً.
الفيلم الذي يتمركز حول هذه الشخصية الاستثنائية سيكون متكئاً أيضاً
على علاقة أونغ بزوجها مايكل آريس، وليكون هذا الأخير مثالاً على التضحية،
ومعه ابناه اللذان لن يتمكنا لسنوات طويلة من رؤية أمهما، في ما عدا زيارات
متقطعة لبورما، ومن ثم صدور قرارات من المجلس العسكري تمنعهم من ذلك وتسقط
عنهم الجنسية البورمية. سيفعل آريس المستحيل لتخليص زوجته من الإقامة
الجبرية، وسيلعب أدواراً سياسية، ويتواصل مع جهات عدة لتحقيق هذا الغرض،
كما أنه سيفعل كل ما بمقدوره لتحصل زوجته على نوبل السلام، والتي ستكون
بمثابة دعم كبير لها.
الفيلم محتشد بالدراما، وهناك الكثير من الأحداث والتفاصيل، التي تمضي
جنباً إلى جنب مع شخصية أونغ القيادية، ومبادئها المتأسسة على تعاليم بوذية
ممتزجة مع منهج المهاتما غاندي في النضال السلمي، وسنشهد فصولاً كبرى
وتضحيات أكبر في هذا الخصوص، وكلها في اتباع للسلمية التي تجابه بنادق
العسكر وعسفهم بالإضراب عن الطعام والتظاهرات والاعتصامات، والاحتفاظ
برباطة جأش كبيرة في سجنها المديد. كل ما قدمته أونغ ومازال المجلس العسكري
حاكماً لبورما، لكن ومع تتبع خيارات أونغ وما زرعته في شعبها المتناغم
تماماً مع مفاهميها، فإنه أي هذا المجلس العسكري لم ولن يمتلك حيالها إلا
القمع وتشغيل آلته العسكرية التي لا تأخذ بالرأفة أحداً، وهو لا يجد شرعية
له إلا من خلال ذلك. فيلم «السيدة» وثيقة تاريخية عن سيدة استثنائية بكل ما
تعنيه هذه الكلمة، والتي من خلالها سيمتزج الشخصي بالتاريخي، سنكون حيال
امرأة ضحت بكل شيء لتنجح في رسالتها الإنسانية والسياسية، فهي زوجة وحبيبة
وأم وضعت كل ذلك جانباً في سبيل قضيتها وعدالتها، وهذا ما سنكون شهوداً
عليه في هذا الفيلم، ومعها اختبار لكل القيم التي قدمها الربيع العربي،
والتي يجري الالتفاف عليها دائماً من قبل العسكر.
الإمارات اليوم في
24/11/2011
«تشاينيز تيك أواي»..
بين الصين والأرجنتين بقرة
زياد عبدالله
لاداعي لتخيل ذلك، هذا يحدث وإن كان ما سأستعرضه يحدث في فيلم، كأن
يكون رجل وامرأة جالسين في قارب في بحيرة تحيط بها الجبال الخضراء من كل
جانب، والأجواء المهيمنة مملوءة بالهدوء والسكينة وكل شيء مدعاة
للرومانسية، وهذا ما سيفعله الرجل، إذ إنه سيتقدم بخطبة المرأة، فهو سيلتفت
ليخرج العلبة التي تحتوي الخاتم، وما إن يفتح العلبة، حتى تقع من السماء
بقرة تأتي مباشرة على المرأة وتقضي عليها.
هذا المشهد الافتتاحي لفيلم بعنوان
hinese Take Awa (تشاينيز تك أواي) للمخرج الأرجنتيني سباستيان برونزشتاين، نعم إنها
بقرة تهبط من السماء، وهذا يحدث في الصين، ومن ثم سينتقل الفيلم إلى بوينس
آيرس، إذ سنتعرف إلى روبرتو (روبرتو دارن)، وهو في محله يعد البراغي التي
تحتويها علبة استلمها ليكتشف أن عدد تلك البراغي أقل مما هو مكتوب على
العلبة.
مع روبرتو سنمضي مع شخصية واضحة المعالم، إنه رجل أرمل، يعيش في محله
الذي يحتوي كل الأشياء الصغيرة والمهمة في الحياة، مثل مقابض الأبواب
والمفكات والمسامير والبراغي بمقاساتها المتعددة. ونشاطه الوحيد يتمثل
بتصفح أعداد كبيرة من الصحف، وقص أي خبر غريب يقع عليه والاحتفاظ به، ولمرة
أو مرتين تجسد في الفيلم القصص التي يقرأها، والتي تتميز إلى جانب غرابتها
بمأساويتها، لكن هذه المأساوية تدفع للضحك في الوقت نفسه، إنها أخبار
طريفة، نصفها بهذه الصفة مع أنها قد تكون قد تسببت في مقتل أكثر من شخص.
روبرتو يفضل أن يمضي بسيارته القديمة إلى مكان يقع على مقربة من المطار
والجلوس ومراقبة هبوط وإقلاع الطائرات، وأثناء قيامه بذلك سيتوقف تاكسي على
طرف الطريق ويرمى برجل منه، هذا الرجل سيكون صينياً لا يعرف كلمة واحدة
بالاسبانية، وهنا سيقوم روبرتو مضطراً بمساعدته، وليدخل معه في نفق طويل من
المتاهات، ولكم أن تتخيلوا هذه المتاهات، طالما أن روبرتو لا يعرف حرفاً
واحداً بالصينية، ولا جون اسم ذلك الرجل الصيني (اغناسيو هوانغ) يعرف حرفاً
من الاسبانية.
بصعوبة بالغة سيعرف روبرتو أن جون يبحث عن عمه الذي يعيش في بوينس
آيرس، سيأخذه بسيارته إلى العنوان، لكن سيكتشف أن عم جون انتقل من ذلك
العنوان، وهكذا سيأخذه روبرتو إلى بيته، خصوصا أنها ليلة ماطرة وعاصفة.
كل الأفعال التي سيقدم عليها روبرتو ستكون على العكس تماماً من
شخصيته، وسيكون مسار القصة مملوءاً بالاكتشافات والتغيرات، والتي لن تتخلى
عن حيويتها حتى نهاية الفيلم، فالسيناريو ومن اللحظة الأولى ينجح في جذب
المشاهد، برفقة شخصيات سرعان ما تنسج معها علاقة من نوع خاص.
كل شيء سيتضح بالفيلم، ستتاح فرصة الحوار بين روبرتو وجون من خلال فتى
«تيك واي» لمطعم صيني يقوم بالترجمة بينهما، وذلك في الثلث الأخير من
الفيلم، دون أن يدعنا كل ما شاهدناه أن ننسى المشهد الأول في الفيلم،
والرهان على أن جون على علاقة بتلك البقرة التي هبطت من السماء وقتلت تلك
المرأة، إنه روبرتو في الأرجنيتن من سيقع على هذا الخبر في إحدى الصحف،
بينما سيكون جون ذلك العاشق الذي يكون في طريقه للتقدم لخطبة تلك المرأة،
بينما سنعرف أن هذه البقرة جاءت من عصابة تقوم بسرقة قطعان الماشية بواسطة
طائرة شحن، وفي مشهد مستعاد فإننا سنراهم يقومون بسرقة بعض الأبقار
ليجابهوا من قبل مزارعين يلاحقونهم ويطلقوا النار عليهم، واثناء هربهم
وتحليقهم فإن باب الطائرة لا يكون قد أوصد بإحكام ولتقع منه إحدى البقرات،
لتكون من نصيب جون وخطيبته التي تنتهي حياتها بهذه الطريقة العجيبة، لكن ما
يحدث في الصين لن يكون بعيداً عن من يعيش في بوينس آيرس، هكذا هي الحياة
أيضاً، عجيبة وغريبة!
الإمارات اليوم في
24/11/2011
الوسط الفنى يرتبك بسبب أحداث التحرير
كتبت ــ دينا دياب:
يعاني المشهد الفني في مصر من حالة ارتباك ولخبطة واضحة بسبب أحداث
التحرير، فتم إلغاء جميع الندوات والمؤتمرات وبناء عليه تكبدت الإدارات
مبالغ مالية طائلة بسبب الدعاية وحجز الأماكن المقرر فيها إقامة هذه
الأحداث الفنية، علي مستوي السينما توقفت جميع قاعات العرض السينمائي
الموجودة في منطقة وسط البلد عن العمل وأغلقت أبوابها وهو ما اعتبره
المنتجون الضربة الثانية للسينما في عام واحد بعد أحداث ثورة يناير، حيث
تعاني قاعات العرض علي مستوي مصر من إفلاس تام بسبب انشغال الجمهور
بالأحداث الحالية، وفسروا أن ما يحدث في مصر علي المستوي السياسي أعاد مصر
إلي نقطة الصفر مرة أخري فبعد الانتعاشة المبدئية التي عاشتها السينما في
بداية موسم عيد الأضحي سرعان ما ضاعت بإغلاق السينمات الموجودة في بؤرة
الأحداث وابتعاد الجمهور عن باقي قاعات العرض علي مستوي محافظات مصر
وبالتالي نشهد خسارة فادحة في إيرادات الأسبوع الثالث للأفلام الأربعة التي
عرضت في عيد الأضحي وهي «إكس لارج» لأحمد حلمي و«سينما علي بابا» لأحمد مكي
و«كف القمر» لوفاء عامر «وأمن دولت» لحمادة هلال، والأزمة أن هذه الأفلام
لم تحقق كلها حتي تكاليفها إلا فيلم «إكس لارج» الذي حقق إيراداته منذ
الأسبوع الأول لعرضه، وهو ما يمثل سقطة سينمائية لكل صناع السينما، وعلي
جانب آخر هناك خسارة أخري تكبدها المنتجون لعرضهم للتريلات الدعائية لبعض
الأفلام المقرر لها العرض في موسم نصف العام وهي «ريكلام» لغادة عبدالرازق
وساعة ونصف الساعة لسوسن بدر وحفلة منتصف الليل لرانيا يوسف و«عمر وسلمي 3»
لتامر حسني و5 أفلام أخري كان مقرراً عرضها تم تأجيلها جميعاً بصفة مبدئية
وتكلفت الشركة تكاليف الدعاية المبكرة لها وبالتالي تمر مصر بموسمين
سينمائيين خاسرين وهو ما يدل علي تراجع صناعة السينما في مصر.
مواقع التصوير
وكما توقف تصوير كل الأعمال الفنية علي مستوي محافظات مصر وهو ما فسره
المخرجون بسبب انعدام الأمن مما يولد فزعا لدي العاملين والفنانين ويجعلهم
يتخلون عن الذهاب للعمل مهما كانت الخسائر، وهو ما ترتب عليه أيضاً خسائر
بسبب حجز ديكورات ومواقع تصوير وأيضاً تسبب في تأجيل عرض بعض الأفلام التي
كان مقرراً طرحها في مواسم قريبة، وأغلب هذه الأفلام كان يتبقي لها التصوير
الخارجي فقط لتصبح جاهزة للعرض ومنها «جيم أوفر» بطولة: يسرا ومي عزالدين
وإخراج أحمد البدري وتوقف تصويره في منطقة 6 أكتوبر خوفاً من الانفلات
الأمني أيضاً توقف تصوير فيلم «ابن عمر» الذي كان مقرراً تصويره في محطة
مترو أنور السادات، حيث يتناول الفيلم أحداث ثورة يناير من خلال شاب يشارك
فيها وهو من إخراج طارق عبدالمعطي وبطولة أحمد عيد ومي كساب، وتوقف أيضاً
تصوير مسلسل «لحظة تحول» بطولة: مصطفي قمر وريهام عبدالغفور وانتهي المخرج
محمد حمدي من تصوير كل المشاهد الداخلية وتوقف انتظاراً لتأمين مناطق
التصوير الخارجي حتي ينتهي من تصوير الفيلم.
المهرجانات
وعلي مستوي المهرجانات قررت إدارة مهرجان «زكريا الخناني» للأفلام
الوثائقية والتسجيلية تأجيل المهرجان بطلب من مديرية أمن الجيزة تجنباً
لوقوع أي أعمال شغب أو انفلات أمني يتعرض لها الحاضرون والمشاركون في
المهرجان للخطر.
وأعلنت إدارة المهرجان أنه تم تأجيله إلي 10 ديسمبر المقبل، حتي تنتهي
مرحلة الانتخابات والأحداث الجارية تماماً، بعدما تكلفت الإدارة مبالغ
مالية طائلة بسبب التكاليف المادية للتجهيزات والدعوات التي وجهت للنقاد
والفنانين.
وكان من المقرر أن يشارك في المهرجان 7 أفلام وثائقية وتسجيلية تتناول
موضوعات مختلفة من بينها «الفن أنشودة الحياة» و«مختار مصر».
مؤتمرات وتكريمات
كما قرر صناع فيلم «أسماء» تأجيل المؤتمر الصحفي للفيلم بسبب الأحداث،
وما ترتب عليه تأجيل طرح الفيلم في قاعات العرض، حيث صرح مصدر بشركة
نيوسينشري إنه تم تأيجل عرض الفيلم، والذي كان مقرر طرحه في 7 ديسمبر إلي
أجل غير مسمي بسبب تخوف الشركة من الخسارة وتعتبر هي المرة الثانية التي تم
تأجيل الفيلم فيها بعد أن كان مقرراً عرضه الشهر الماضي، وتأجل بسبب أحداث
ماسبيرو الدامية. الفيلم من بطولة هند صبري وماجد الكدواني من تأليف وإخراج
عمرو سلامة.
وتقرر أيضاً تأجيل تكريم الفنانين محمود عبدالمغني وشيري عادل والذي
كان مقرراً إقامته أمس الأول الأربعاء في مكتبة «ألف» باسم ندوة قهوة
الفنانين وتم تأجيلها أيضاً لأجل غير مسمي.
الأوبرا ألغت حفلاتها وأغلقت أبوابها
لم تسلم دار الأوبرا المصرية أيضاً من التأجيلات، حيث قررت إدارة
الأوبرا إلغاء حفلتين للموسيقار عمر خيرت، كان من المقرر إقامتهما الاثنين
والثلاثاء، كما تم إلغاء كل الحفلات في دار الأوبرا حتي اليوم الجمعة،
وأيضاً ألغي العاملون المعتصمون بدار أوبرا الإسكندرية المؤتمر الصحفي الذي
كان من المقرر انعقاده الاثنين لإعلان مطالبهم فيها.
الوفد المصرية في
24/11/2011
يستعد لبدء تصويره فى الأردن خلال عام 2012
"إنشالله استفدت" لـمحمود المسَّاد يفوز بمنحة أبوظبى
كتب-محمد فهمى:
أعلنت لجنة أبوظبي للأفلام عن فوز المخرج الأردني محمود المسَّاد عن
مشروعه الروائي الأردني الجديد "إنشالله استفدت" بمنحة شاشة لأفضل مشروع
سينمائي عربي والتي تبلغ قيمتها 100 ألف دولار. الفيلم من إنتاج شركة
Jo Image الأردنية التي تأسست عام 2004 وتخصصت في إنتاج الأعمال المستقلة .
وأعرب المسَّاد عن فخره واعتزازه بالحصول على الجائزة، معتبره إنجازا
جديدا ومهما لدعم السينما المحلية في العالم العربي، والتي أصبحت تحظى
باحترام المشاهد العربية والأجنبية خلال وقت قصير.
فيلم "إنشالله استفدت" يدور في إطار الكوميديا السوداء، وهو أول عمل
بهذا الشكل في السينما الأردنية، وتحمل احداث الفيلم خبايا ما حدث ويحدث في
العالم العربي، وثورات الربيع من خلال شخصية أحمد وهو شاب يعمل مقاول بناء
يتورط في صفقة تجارية مشؤومة تؤدي به إلى السجن، وهناك سيدرك أن السجن قد
يكون مأوى آماناً وملاذاً بعيداً عن متطلبات وتحديات العالم الخارجي .
يذكر أن تصوير الفيلم الروائي الطويل الأول لمحمود المسَّاد، إنشالله
استفدت، سيبدأ في الأردن في النصف الأول من عام 2012، ويقوم حالياً
المسَّاد بإنهاء اللمسات الأخيرة على السيناريو واختيار أماكن التصوير
وطاقم التمثيل، ومن المنتظر عرض الفيلم في دور العرض الأردنية والعربية .
الوفد المصرية في
24/11/2011
مستقبل السينما في ظل حكم الإسلاميين المحتمل
بعد أن حصل حزب النهضة التونسي على الأغلبية التشريعية وفي ظل تزايد
احتمالات حصول الإسلاميين من إخوان وسلفيين على الأغلبية التي تؤهلهم
وتعطيهم الحق في وضع وصياغة الدستور والقوانين المنظمة والحاكمة للنشاطات
السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية في مصر لم يعد السؤال عن مستقبل
صناعة السينما في البلدين مجرد ترف نظري بل قضية ملحة مطروحة لحوار مجتمعي
جدي خصوصاً في الحالة المصرية بحكم تمركز صناعة السينما العربية في مصر..
ويكمن التناقض والصدام المحتمل بين هذه الصناعة وحكم الإسلاميين
المحتمل في أن السينما في مصر نشأت وترعرعت منذ بداية القرن الماض في ظل
مناخ ليبرالي تحرري منفتح ومتطلع لنموذج الحياة الغربي وظلت السينما لسنوات
تساهم بشكل واضح في خلق وتشكيل ذوق ومزاج الطبقات المتوسطة وقطاعات من
الطبقات الشعبية المتطلعة في العديد من المجالات مثل مجالات الأزياء
وديكورات المنازل والطعام والعلاقات بين الجنسين وأساليب الترفيه وفي لغة
ومفردات الحوار وحتى في الحقبة الناصرية وفي ظل مناخ سياسي غير ليبرالي
ومعادٍ للغرب ظلت السينما على حالها تقريباً باستثناء حالات ومدارس محدودة
محاولة الترويج لنموذج الواقعية الاشتراكية دون تأثير يذكر..
ورغم التغيرات الاجتماعية الواضحة التي ظهرت في المجتمع في السنوات
الأخيرة من انتشار للحجاب والنقاب والزي الإسلامي وتحجيم للاختلاط وانتشار
نوع من المحافظة الاجتماعية إلا أن السينما ظلت على حالها تقريباً لا تقدّم
إلا نموذج الفتاة والمرأة السافرة ونمط الحياة والسلوك المتحرر دون تأثر
يذكر بما أصاب المجتمع من تغير في مظهره على الأقل وظلت الجماهير تقبل على
أفلامها بنفس الدرجة بل وزاد من انتشار هذه الأفلام تعدّد القنوات
التليفزيونية والفضائيات التي تعرض وتكرّر عرض هذه الأفلام ولم تحاول أجهزة
الرقابة في كل مراحلها التدخل لفرض درجة من التشدّد أو المحافظة تماشياً مع
ما أصاب المجتمع رغم بعض الأصوات المنادية بذلك بل حدث العكس تماماً بعد
قيام ثورة ٢٥ يناير في مصر ونجاحها في إطاحة رأس النظام وبعض رموزه إذ
تعالت العديد من الأصوات تطالب بمزيد من الحرية ووصلت إلى حد المناداة
بإلغاء الرقابة الحكومية على المصنفات الفنية وترك حرية الإبداع لضمير
المبدع نفسه والاعتماد على التصنيف العمري للمشاهد المسموح لهم بمشاهدة كل
فيلم من الأفلام وشارك حتى مدير جهاز الرقابة في هذه الدعوة.. كان هذا
بالطبع قبل أن يظهر تطور الأحداث، غلبه احتمال أن يفوز الإسلاميون
بالأغلبية في أول انتخابات برلمانية بشكل قد يعطيهم الحق أيضاً في التحكم
في وضع الدستور والقوانين المنظمة للحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية
ومنها قوانين الرقابة على السينما والفنون والإعلام ككل وتختلف الاجتهادات
في توقع الموقف الذي يمكن أن تتخذه الأغلبية الإسلامية من صناعة السينما ما
بين متشائم يرى أنها ستصاب بنكسة كاملة ومتفائل يرى أن من الصعب التحكم في
صناعة كان دخلها يمثل الدخل الثاني بعد القطن لمصر في يوم من الأيام،
ويستعين كل فريق من الفريقين بتجربة من تجربتين للحكم الإسلامي وأثرها في
السينما في المنطقة هما النموذج الإيراني والنموذج التركي، ففي الحالة
الأولى تمتعت السينما الإيرانية لفترة محدودة بهامش من الحرية النسبية وصل
إلى ذروته في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي إلا أن نكسة شبه كاملة أصابت
هامش الحريات، الذي أدى لتألق السينما الإيرانية ووصلها إلى العالمية في
ظله، مع وصول الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد ووصل الأمر إلى حد الحكم
بالسجن والجلد والمنع من الإخراج لعشرات السنوات على عدد من السينمائيين
وهجرة عدد كبير منهم إلى الخارج! أما في الحالة التركية فقد حدث العكس
تماماً فقد تألقت وازدهرت صناعة السينما والدراما التركية عموماً في ظل
الحكم الإسلامي المعتدل وهو ما يتوقع أن يحدث بالنسبة للسينما التونسية..
أما في مصر فمن الصعب التنبوء من الآن بأي سيناريو محدّد لكن تصريحات بعض
الإسلاميين خصوصاً من السلفيين توحي من الآن بأن معركة شرسة سوف تدور حول
وجود صناعة السينما في حد ذاتها وهاجس الحريات الذي يمكن أن تعمل من خلاله
إذا ما وصل الإسلاميون للحكم فرغم الاعتدال النسبي لجماعة الإخوان المسلمين
في العديد من القضايا إلا أن تشدّد السلفيين الذي يصل إلى حد تحريم التمثيل
والنحت والغناء غير الديني وتنافسهم مع الإخوان المسلمين في تطبيق الشريعة
قد يدفع بالإخوان إلى مزيد من التشدد في مجال الحريات التي يمكن أن تتمتع
بها السينما في عهدهم المنتظر.
الراية القطرية في
24/11/2011 |