هل التلصص (على الآخرين من دون علمهم) جزء من طبيعة الإنسان؟ مفكرون
كبار وباحثون في علم الاجتماع وعلم النفس انكبوا على هذا السؤال منذ زمن
طويل... ووصل بعضهم إلى استنتاجات يتعلق بعضها بمدلولات تلقّي جماهير عريضة
للأدب وشتى أنواع الفنون باعتبار أن جزءاً منها يتعلق بالتوق إلى التلصص...
إلى دخول حياة الآخرين. وإذا كان هذا الكلام ينطبق على شتى أنواع الفنون،
فإنه في الحقيقة ينطبق على فن السينما في شكل خاص، حيث، باكراً، أدرك
المتعاطون مع هذا الفن أن جزءاً مما يجذب المتفرجين إلى الصالات العتمة،
إنما هو رغبة دفينة لديهم في التفرّج على كيف تدور الحياة - أو ما يشبهها -
لدى الناس الآخرين.
>
ولعل فنان التشويق الأكبر ألفريد هيتشكوك، كان واحداً من كبار
مبدعي الفن
السابع الذين أدركوا هذا البعد واشتغلوا عليه، نظرياً وعلمياً، من دون أن
يكون
الوحيد في هذا المجال. وهو ليس الوحيد، بالتأكيد، إذ أن تاريخ السينما
امتلأ
بفنانين لعبوا على موضوعة التلصص، ومنهم مايكل باول، وكريستوف
كبسلوفسكي، وجون
بورمان، ممن جعلوا التلصص، ليس فقط في خلفية أفلامهم، بل موضوعها الأساسي
(«المتلصص» لباول، «حكاية حب قصيرة» و «ثلاثة ألوان: أحمر» لكيسلوفسكي،
وخصوصاً «ليو
الأخير» لبورمان)، بيد أن هذا القول لن يحول بيننا وبين اعتبار فيلم
«النافذة
الخلفية» لهيتشكوك، الفيلم / العلامة في حيّز علاقة فن السينما
بالتلصص (مع أن
أفلاما أخرى كثيرة لهيتشكوك تدخل في الإطار نفسه). ذلك أن «النافذة
الخلفية» هو
أولاً وأخيراً، فيلم عن هذه الممارسة الإنسانية: عن نظرة المتلصص (البصاص)،
عن
عجزه، عن محاولته ليس فقط التفرج على حياة الآخرين، بل التدخل
فيها أيضاً (وهو
تقريباً ما يعالجه بورمان وكيسلوفسكي وباول نفسه، في أفلامهم التي أشرنا
إليها).
>
في «النافذة الخلفية» لدينا مصور صحافي (جيف/ جيمس ستيوارت)، مهنته تقوم
أصلاً على «مشاهدة» لحظات من حياة الآخرين واصطيادها بكاميراه.
أما الآن فإنه، إذ
كسرت فخذه، قعيد بيته... وها هو يمضي جل وقته جالساً خلف نافذة في شقته تطل
على شقق
جيرانه في المبنى الذي يقطنه. ولأن القعود طال به، ولأن خطيبته لا تتمكن من
زيارته
إلا في ساعات محددة، وكذلك تفعل خادمته، لا يكون أمامه لتزجية
الوقت إلا أن يجلس في
الظل أو في العتمة، أو من وراء النافذة ويراقب، بفضول وشغف أول الأمر، ثم
بعد ذلك
بقلق. فإذا كان جيف قد راح يرصد في البداية نماذج من الجيران (راقصة تتدرب
كل يوم،
عازف موسيقى يحاول أن يؤلف، فتاة وحيدة تعاني وحدتها، سيدة
وكلبها، زوجان شابان
يعيشان شهر العسل، وزوجان عجوزان يتناحران كل يوم) يبدأ صاحبنا بعيش مآسي
جيرانه
واحباطاتهم، وأحياناً فرحهم أيضاً... وكان يمكن لهذه اللعبة أن تستمر
طويلاً، لولا
ثنائي آخر يلاحظ جيف أن فرديه، الرجل والمرأة، يتشاجران كل يوم
وفي شكل يصل حد
العنف أحياناً. ويهتم جيف، خصوصاً بهذين الزوجين، ليتحوّل اهتمامه انشغالاً
وقلقاً
حين تختفي المرأة ذات يوم، ولا يعود في المنزل سوى الرجل نفسه. ومن القلق
الى
الظنّ، خطوة واحدة يقطعها جيف في وحدته وتقول له إن الرجل قد
قتل زوجته ودفنها في
مكان ما.
>
طبعا حين يسرّ جيف باعتقاده هذا لخطيبته لا تصدقه. تعتبرها
هلوسات عقل ذي
خيال، نتيجة لقعدته وحيداً... لكن الخطيبة (غريس كيلي) تبدأ، تدريجياً،
بالاعتقاد
أن جيف قد يكون على حق... ثم تستمرئ اللعبة وتخوض المجازفة حين يطلب منها
جيف أن
تتسلل إلى شقة «القاتل» لكي تعثر على دليل قاطع يؤكد حدوث
الجريمة. وتفعل المرأة
وتحصل، وسط مجازفة
مرعبة مشوقة، على الدليل... ولكن في وقت كان في «القاتل» قد أدرك
ما يحيكه جاره المصور وما يشتبه به. وهكذا، يجتاز الفناء
الفاصل بين الشقق، ويتسلل
إلى شقة جيف الذي إذ يباغت به، يدافع عن نفسه بواسطة... الكاميرا، إذ
يجابهه بضوئها
الساطع ما يقضي على القاتل ويوقعه بين يدي العدالة، بينما يخرج جيف من
مغامرته وقد
كسرت فخذه الأخرى.
>
ما أمامنا في هذا الفيلم، وبحسب وصف فرانسوا تروفو (الذي كان
مطلعاً في شكل
مفصل على سينما هيتشكوك، ووضع كتاباً حوارياً بينهما)، ما أمامنا حكاية
مشوقة،
ومشاهد مسلية، وبعد فلسفي سيكولوجي، وشريط حول وحدة الإنسان ناهيك بأزمة
الثنائي.
ولم يكن هذا كله عفوياً لدى هيتشكوك الذي دائماً ما عالج مثل هذه المواضيع
في
أفلامه، وحسبنا أن نشاهد أفلاماً مثل «مارني» و «اطلب م. للجريمة» و
«العصافير»
للتيقّن من هذا. ولكن إذا كان هيتشكوك قد وزع موضوعاته الأثيرة تلك على هذه
الأفلام، متفرقة، فإنه، في شكل أو آخر ، جمعها معاً في «النافذة الخلفية»
حتى وإن
بدا الفيلم في ظاهره خارج هذا السياق. ذلك أن هذا الفيلم، هو
قبل أي شيء آخر، فيلم
عن السينما، وعن علاقة الإنسان بالسينما. وهيتشكوك نفسه لم يفته أن يوضح
هذا الأمر
في الكثير من الأحاديث التي أدلى بها حول «النافذة الخلفية»، قائلاً إن
لعبة تماه
تقوم بالضرورة بين المتفرج على الفيلم، وبين جيف كـ «متفرج»
على ما يدور في المبنى
المواجه له، والذي يتحول هنا، إلى ما يشبه شاشة سينمائية عريضة تعرض مشاهد
من
الحياة. وتماماً كما أن متفرج السينما تخامره غالباً رغبة ما في أن يدخل
إلى الشاشة
ليعيش حياة شخصياتها عن قرب ومن الداخل، كذلك فإن ثمة رغبة
أساسية تساور جيف وهو في
جلسته تلك (متفرجاً/ عاجزاً / راصداً / مخترعاً للحكايات)، في أن ينتقل إلى
الجانب
الآخر: إلى شاشة الحياة الكبيرة، ليعيش مندمجاً، تلك الحيوات التي يعيشها
هنا من
قعدته متفرجاً لا أكثر. وهو إذ يتمكن من ذلك، أخيراً، وإن
بالواسطة - من طريق دفع
خطيبته إلى دخول شقة القاتل - فإن الأمر يبدو مثل دخول مخرج الفيلم، نيابة
عن
متفرجيه إلى داخل مشاهده وأحداثه. بل أكثر من هذا: عندما تحدث تلك النقلة،
ها هو
جيف يتحوّل هو نفسه إلى مشاهد سينمائي، فيما يتحول القاتل إلى
متفرج يتطلع إلى
التسلل إليه. وهو بالفعل يتسلل، ولكن ليصطدم بالعنصر الأساس في اللعبة
السينمائية:
الضوء. فضوء كاميرا جيف، هو الذي يدافع عن
جيف ويدفع عنه أذى القاتل. وواضح أن كل
هذا، على رغم واقعيته ومنطقيته يحمل من الرمز ما يحمل.
>
ويبقى أن الفريد هيتشكوك (1899 - 1980)، في هذا الفيلم المقتبس
أصلاً عن
رواية لويليام آيريش، عرف كيف يشتغل فيلمه كما كان يحلم منذ زمن بعيد: وسط
ديكور
وحيد، يصبح فيه المكان بطلاً من أبطال الفيلم، وسجاناً للشخصيات... وهو ما
كان فعله
نفسه في فيلم سابق له، يعتبر في مجاله تحفة سينمائية من
الناحية التقنية وهو فيلم
«الحبل»
الذي لا يكتفي بأن يدور في ديكور واحد، بل انه كله يتألف من لقطة واحدة.
ولم يكن هذا الإبداع المتفرد والتجريبي،
استثنائياً في حياة هيتشكوك، الإنكليزي
الأصل، الذي أبدع للسينما الأميركية والسينما العالمية أكثر من
خمسين فيلماً معظمها
علامات في تاريخ الفن السابع، ومنها «بسايكو» و «فرنزي»
و «إني أعترف» و «غريبان
في
قطار» و «نزل جامايكا» و «ريبيكا»
و «دوخان» وعشرات غيرها.
alariss@alhayat.com
الحياة اللندنية في
08/11/2011
نظرة سينمائية على عالمنا المعولم
برند زوبولا / سمير جريس ـ مراجعة:هبة الله
إسماعيل
منذ عام 2003 يُقام في برلين مهرجان سينمائي يحتفي بالأفلام الوثائقية
والروائية القصيرة والطويلة التي تتمحور حول حول موضوعات اجتماعية وسياسية.
ومن الأفلام المعروضة فيلم عن المفكر المصري نصر حامد أبو زيد.
يُقام هذا المهرجان بدون طنطنة أو احتفالات باذخة، بدون سجادة حمراء
أو أضواء آلات التصوير أو نجوم يحضرون حفل الافتتاح أو حفل الختام. هذا هو
"مهرجان العولمة" في برلين الذي يعقد هذا العام في الفترة من الثالث حتى
التاسع من نوفمبر / تشرين الثاني. وربما يكون هذا المهرجان هو الوحيد في
العالم الذي لا يتمحور حول الأفلام، بل تكون فيه الأفلام مجرد محرض على
النقاش حول القضايا المتعلقة بالعولمة والعدالة الاجتماعية.
الربيع العربي في برلين
يعمل في الإعداد والإشراف على هذا المهرجان عشرون شخصاً يأتون من عشر
دول. هذا التنوع ينعكس على برنامج المهرجان الذي من المتوقع أن يجذب نحو
4000 زائر. محاور هذه الدورة تشمل اثني عشر موضوعاً، مثل "الدول العربية في
دائرة الضوء"، و"المقاومة في أمريكا اللاتينية" أو "سرقة الأراضي في بلاد
إفريقيا السوداء".
ومن محاور المهرجان المهمة محور "الربيع العربي". ومن الأفلام
المعروضة في هذا المحور فيلم "في انتظار أبي زيد" للمخرج محمد علي أتاسي.
في هذا الفيلم يصور أتاسي حياة الباحث المصري نصر حامد أبو زيد الذي يعتبر
رائداً من رواد الفكر الليبرالي في العالم الإسلامي والذي تعرض لهجوم كبير
من الإسلاميين، بلغ ذروته عندما اعتبره عدد منهم مرتداً عن تعاليم الدين
الصحيحة، ثم طالبوا بالتفريق بينه وبين زوجته، وهو ما حكمت به المحكمة
أيضاً. عندئذ آثر أبو زيد مغادرة القاهرة، وسافر إلى هولندا حيث عمل حتى
وفاته في إحدى أشهر جامعاتها وهي جامعة لايدن.
وكان أبو زيد يرى أنه لا بد من وضع النص القرآني في سياقه التاريخي،
وبالتالي إعادة النظر في كثير من أحكام القرآن الكريم المتعلقة بالحياة.
وهو يقول في الفيلم عبارة تحمل راهنية كبيرة، بالنظر إلى الأحداث الطائفية
التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة. يقول أبو زيد: "أنا لا أريد أن أجعل
المسائل نسبية، ولكني أريد أن أعترف بحقيقة الآخر. أنا أؤمن بالحقيقة –
ولكن هناك الآخر، المواطن الذي يعيش معي في نفس الوطن الذي يؤمن بحقيقة
أخرى. هل يجب أن أقتله لأن مرجعيتي هي الحقيقة المطلقة، وبالتالي مرجعيته
هي حقيقة زائفة؟
الطاقة قضية تهم الجميع
غير أن المحور الأكبر للمهرجان هو الذي يدور حول "الطاقة"، لأن هذا
الموضوع يهم كل البشر في كافة بلدان العالم. ومن الأفلام المعروضة في هذا
المحور فيلم "الثورة الرابعة أو توليد الطاقة ذاتياً" للمخرج كارل فشنر،
وهو فيلم يبين المبادرات الموجودة في العالم كله للاعتماد عل وسائل الطاقة
البديلة.
ويرى الخرج أن الاعتماد على شركات الطاقة العملاقة سيتقلص في السنوات
القادمة، وأن السوق سيمتلئ بمئات الآلاف من الشركات الصغيرة التي ستشكل
منافساً قوياً. ويرى فشنر أن ألمانيا لديها طاقات كبيرة لتوليد الطاقة
المتجددة من الشمس والرياح. ويُظهر الفيلم الأضرار البيئية الكبيرة التي
تحدث بسبب توليد الطاقة النووية، كما يبين سعي مدن كبيرة مثل القاهرة ولوس
أنجليس إلى الاعتماد أكثر فأكثر على توليد الطاقة من الشمس.
أما المخرج فيت كلوساك فيُظهر في فيلمه "هذا كله يحدث لصالح العالم"
كيف تتحول منطقة في الشيشان تعيش على الزراعة إلى منطقة صناعية وما يترتب
على ذلك من فقدان العديد من الفلاحين لأراضيهم وعملهم ومورد رزقهم، وذلك
عندما تقرر الحكومة أن تبني هناك أكبر مصنع لسيارات هوندا خارج كوريا.
موقع "دويتشه فيله" في
08/11/2011
نجوم الأفلام التسجيلية الفرنسية لعام 2011
صلاح سرميني ـ باريس ـ خاص
في كلّ عامٍ تمنح الـ
Scam "المُؤسّسة المدنية
لمؤلفي الوسائط الإعلامية" جوائز لثلاثين فيلماً تسجيليا فرنسياًً عُرضت
خلال العام
على شاشات القنوات التلفزيونية الفرنسية العامّة، والمُتخصصة، وذلك بهدف
تسليط
الأضواء على الإبداع التسجيليّ، والاعتراف بموهبة المؤلفين،
وتشجيع الأعمال
السمعية/البصرية النوعية، وتحت عنوان "المؤلفون يحكون عن العالم" عُرضت هذه
الأفلام
في 23 أكتوبر الماضي من الثانية ظهراً، وحتى منتصف الليل في خمس صالاتٍ
يحتويها
"ملتقى الصور" بباريس، تتسّع كلّ واحدة لعددٍ من المتفرجين. (30-50
-100-300-500) .
من بين هذه الأفلام الثلاثين، هناك خمسة تلامس انشغالاتنا، همومنا،
وقضايانا،
وحتى طموحاتنا، آمالنا، ورغباتنا.
"حياة فرنسية" للمخرج "عبد الله باديس" ( 56
دقيقة، 2010)، نظرةٌ حول تاريخ جماعيٍّ يتعلق بالهجرة الجزائرية من خلال
حكاية
شخصية خاصّة بالمخرج نفسه، ومن خلالها ينبش في طفولة مدفونة في
منطقة اللورين،
ويعيد ذكرياتها من جديد.
"طرائف جانبا" للمخرجة "فانيسا روسيلو" ( 54 دقيقة، 2010)، وفيه تذهب بعيداً متسائلةً :هل يقاوم الضحك التراجيديا التي يعيشها
الفلسطينيون؟، يجول الفيلم في المناطق الفلسطينية، ويتخير مسيرة مؤثرة،
وطريفة،
يقتفي من خلالها أثر الهزل، إنه تكريم حقيقي موجه لشعبٍ يعيش في قلب صراع
قديم.
"راشيل"
للمخرجة "سيمون بيتون" (100 دقيقة، 2008)، تحقيقٌ حول موت شابة أمريكية من
دعاة
السلام دهستها جرافة إسرائيلية في مارس عام 2003 بينما كانت تحاول منعها من
هدم
منازل الفلسطينيين، تأملاتٌ في الالتزام، واليوتوبيا المثالية
السياسية.
"شارع
أبو جميل في داخل أنفاق غزة" للمخرجين"ألكسي مونشوفيه"، و"ستيفان مارشيتي"
(52
دقيقة، 2010)، آخر شارع في رفح قبل الحدود المصرية، من هناك تبدأ الأنفاق
التي
حفرها الفلسطينيون لتمرير كلّ الاحتياجات، والبضائع، تتقاطع،
وتتصادم مصائر أربعة
شبانٍ في حيٍّ يعيش حالة كبيرة من التوتر، غوصّ في يوميات أنفاق رفح.
"عمي
من
منطقة القبائل"، لمخرجته "شوليه هونزينجر"(53 دقيقة، 2008)، صورة ناعمة،
ومتواضعة
ل"عز الدين"من أصول قبائلية، والذي جاء في عام 1948 إلى فرنسا بهدف الدراسة
بصحبة
ثلاثة من أبناء عمومته، وكان وقتذاك عمره 9 سنوات، يكشف الفيلم عن الظلال
التي
تختبئ خلف هذه المسيرة المتميزة لهذا العمّ، والذي أصبح فيما
بعد موظفاً في وزارة
التربية الوطنية الفرنسية.
هامش :
المعلومات مأخوذة من برنامج الاحتفالية.
الجزيرة الوثائقية في
08/11/2011
"الشعب يريد" وثائقي يدافع عن ليبرالية ثورة مصر
محمد حسن - القاهرة
على مدار عشرة دقائق تسجيلية – هي مدة الفيلم
الوثائقي "الشعب يريد" – حاول المخرج الشاب محمد ضاحي التأكيد
على ليبرالية الثورة
المصرية، من خلال لقاءات ولقطات للثورة انتقاها بدقة وعناية شديدة
.
الفيلم تضمن
العديد من اللقاءات مع عدد من النشطاء السياسيين، منهم وائل نوارة احد
مؤسسي حزب
الغد، وشهاب وجيه رئيس منظمة الشباب بحزب الجبهة الديمقراطية، واسراء عبد
الفتاح
–
الناشطة السياسية ونادين ابو شادي عضو حزب الجبهة الديمقراطية وسينثيا
فرحات عضو
مجلس ادارة مؤسسة حلم الديمقراطية وناصر عبد الحميد عضو ائتلاف شباب الثورة
والدكتور اسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية
.
بجمل مقتضبة وبسيطة
عبر ضيوف الفيلم عن ملامح الليبرالية في الثورة المصرية والتي شارك بها
مختلف
الاطياف السياسية والطبقات الاجتماعية المختلفة بتنوعها الثقافي
والايديولوجي
.
يقول المخرج محمد ضاحي : صورت عدة ساعات من المواد الخام لكي أنتقي منها 10
دقائق فقط – هي مدة الفيلم – تخدم المعنى الذي أريد إبرازه وتوضيحه،
فالفيلم يسلط
الضوء على ملامح ليبرالية الثورة المصرية، وكيف ان مختلف الأطياف تكاتفت
معا، وتقبل
كل منهم الآخر وتشابكت جميع الأيادي من اجل إزاحة الظلم والحصول على الحرية
والكرامة
.
ويضيف : تجربة
فيلم "الشعب يريد" مختلفة عن تجاربي السابقة للعديد من الأسباب أهمها أن
التصوير تم
خلال أيام الثورة وهذا لازمه صعوبات التنقل في تلك الأجواء الصعبة، كما أن
معظم
المشاهد تم تصويرها خارجيا باستثناء التصوير مع شخصيتين فقط هما الدكتور
أسامة
الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية ووائل نواره احد
مؤسسي حزب الغد، حيث
صورنا مع كليهما داخل مكاتبهما .
وقال : التحدي الأكبر كان في إبراز فكرة
الليبرالية وملامحها في الثورة المصرية من خلال عرض مشاهد الثورة، لذلك كان
اختيار
المشاهد دقيقا للغاية لأنني صورت عددا كبيرا جدا من الشرائط الخام، اخترت
منها عدد
محدود جدا يخدم فكرة الليبرالية، بالإضافة للمشاهد التي سجلتها
مع إسراء عبد الفتاح
وناصر عبد الحميد وغيرهم من الناشطين السياسيين، كما راعيت التكثيف الشديد
حتى لا
يصاب المشاهد بالملل، فجعلت الفيلم في 12 دقيقة فقط
.
وقال رونالد ميناردوس
المدير الإقليمي لمؤسسة فريدريش ناومان – راعية الفيلم -: حرصت على تمويل
ورعاية
هذا الفيلم لأنه يكرس فكرة الليبرالية، والمؤسسة تمارس أي نشاط يدعم فكرة
الحريات
السياسية
.
وأضاف : ليس من أهدافنا بيع الفيلم أو المشاركة به في مهرجانات،
الهدف الأساسي هو الترويج لفكرة الحريات ونشر الفيلم على مواقع التواصل
الاجتماعي
ليصل لأكبر عدد ممكن من الناس بهدف رفع درجة الوعي بالمعاني الليبرالية
.
الفيلم
تم إنتاجه برعاية مؤسسة فريدريش ناومان، وهو فكرة وإنتاج شركة آي فيلم، وتم
تنظيم
حفل إطلاق للفيلم مؤخرا برعاية عدة مؤسسات إعلامية مصرية
.
الجزيرة الوثائقية في
08/11/2011 |