لطالما تساءلت عن سرّ
القدرة الكامنة في نفوس سينمائيين عديدين على إنجاز أفلام صادمة ومؤثرة،
وهم في
مرحلة الشيخوخة، أو بعد ان تجاوزوها بقليل. سرّ القدرة على
الإبهار، دائماً.
الشيخوخة، أو ما قبلها بقليل أو ما بعدها بقليل أيضاً، مفتاح النضج
الحقيقي. أو
المدخل الأجمل إلى ابتكار أنماط من الاشتغالات البصرية،
الذاهبة بهم إلى أقصى
التجريب. أو ذروة الاختبار. أما الأقصى، فبداية جديدة. والاختبار، إمكانية
الاستمرار في صنع معجزات الصورة، وتفاصيلها الإنسانية الحيّة.
سؤال
اللغة
برحيل المخرج التشيليّ الفرنسي راؤول رويز (مواليد بيورتو مونت في
تشيلي، 25 تموز 1941) أمس الجمعة، يُمكن، ببساطة شديدة، إعادة
طرح سؤال اللغة
السينمائية في مقاربتها أحداث العالم ونصوص الحكايات المرمية على قارعة
الطريق،
المحتاجة إلى عقل ومخيّلة وانفعال كي تُصبح عمارات شاهقة في صنع الإبداع.
لعلّ
فيلمه الملحميّ الأخير «ألغاز ليشبونة» (2010)، الذي بلغت
مدّته أربع ساعات ونصف
الساعة تقريباً، أقرب إلى شهادة حسّية عن براعة أحد أجمل السينمائيين
وأقدرهم على
تفكيك الذات البشرية، ومواكبة تبدّلات الراهن، والتوغل في اللامتناهي من
الأسئلة
الصعبة. «ألغاز ليشبونة»، المأخوذ عن كتاب لكاميلو كاستيلو
برانكو، أخذ مُشَاهده
إلى حقل واسع من الاختبارات المتعلّقة بانفعاله وشغفه وجنونه وهوسه
وتهويماته،
وعراقيل الدنيا التي تحول دون بلوغه سكينة ما. فيلم روائي متخيّل، عن واقع
حادّ:
الرواية المكتوبة في القرن التاسع عشر، الموصوفة بكونها «تحفة الأدب
البرتغالي»،
مفتوحة على «الحياة اليومية للأرستقراطية البرتغالية». فيلم محبوك بعناية
صائغ محنك
جعله هيامه بالصورة السينمائية قادراً على اجتراح «معجزات سينمائية شتى»،
حقق
توازناً مطلوباً وبديعاً بين تحليله السينمائي تفاصيل العالم
الأرستقراطي هذا
وفضائه المعقود على التناقضات والعبث، والشكل المانح قوّة البلاغة الكتابية
في
إمكانية جنوحها إلى مغزى الصورة، ومنابعها الموروثة من الفكر والجماليات
والتقنيات.
بين مضمون صادم بإعادة رسمه ملامح هذه الطبقة وتلك المرحلة، وشكل معقود على
سلاسة
السرد والبوح والتوهان، بدا «ألغاز ليشبونة» ـ الذي أعاد ربط المخرج بالنمط
الأحبّ
إليه والمفضّل عنده، أي إعادته إلى إحدى أبرز ميزاته المتمثلة
بكونه راو ـ نصّاً
بصرياً «دمج قصص الناس بعضها بالبعض الآخر، وأعاد إحياء الموتى، والتقى
نبلاء خائري
القوى، ومغامرين عديمي الذمّة، وصبايا حاملات».
المخادع الجميل. الخبيث الفاتح
أحلامه على قبح الدنيا وجمالها معاً. المنشغل بتعب صحّي أدركه منذ بلوغه
الخامسة من
عمره. المغادر أمكنة. الذاهب إلى أمكنة أخرى، أي إلى تجارب أخرى. المشغول
بمعنى
اللحظة وانفتاح التاريخ عليها. أو انفتاحها على الأزمنة.
السينمائي المطلّ على
العالم من بلده تشيلي، والمتقد عشقاً للسينما من بلده فرنسا. الراحل عن
سبعين
عاماً. هو نفسه المحتال الجميل في إجابة ظلّت رديفاً للتشبّع بعشق الفن
وصيرورته
إبداعاً في مقارعة أحوال الناس ومشاغلهم: عند بلوغه العاشرة من
عمره، شاهد «جاندارك»
(1948) لفيكتور فليمنغ. ألحّ عليه شعور غريب لا يُقاوم: الدخول في
الفيلم، واختراق الصورة. ألحّ عليه شعور طاغ أشعل فيه الرغبة
في ضمّ إنغريد برغمان (جاندارك)
بين ذراعيه، لإنقاذها والهرب معها من أتون الخراب والفوضى والمتاهات.
قال: «اكتشفتُ (حينها) أن مخرجاً سينمائياً
يستطيع أن يفعل هذا. أن يُنقذ شخصية
محكوماً عليها بالإعدام. هذا ما فعلته في أفلامي، لاحقاً». قيل
في تعبيره هذا إنه
«تحليل
فرويدوي». غير أن لراؤول رويز تحليلاً آخر وُصف بأنه «ماركسي»: أدرك الشاب
أنه بفضل «الموجة الجديدة»، التي وُلدت من رحم التبدّلات الحاصلة في أوروبا
وغيرها
في الستينيات المنصرمة، يُمكن إنجاز أفلام بإمكانيات تمويلية
ومالية قليلة، متوافرة
في تشيلي.
التزام الإبداع
بين الفرويدي والماركسيّ، برز راؤول رويز
مخرجاً منتمياً إلى ذاك الجيل من السينمائيين التشيليين الملتزمين سياسياً،
كميغيل
ليتين وهيلفيو سوتو. لهذا، لم يستطع البقاء في بلده إثر انقلاب الحادي عشر
من أيلول 1973،
الذي قاده أوغستينو بينوشي ضد سلفادور الليندي، ما دفعه إلى المغادرة،
والعيش
في المنفى الفرنسي. هناك، عام 1974، حقق «حوارات المنفيين»، المستوحى من
تجربته
كـ«لاجئ سياسي». بفضل تأثّره بكتابات الفيلسوف بيار كلوسّوفسكي، حقق رويز
نتاجاً
«معجوناً
بالفكر، مشحوناً بالعقل» كما قيل: «الدعوة الربّانيّة المعلّقة» (1977)،
عن قسيس مرتبك بسبب نزاعات إيديولوجية ضجّت بها بيئته الدينية، و«فرضية
اللوحة
المسروقة» (1978)، المرتكز على تأمّلات حول الفن وأسراره. لاحقاً، تأثّر
بالسوريالية. لكنه، منذ بداية الثمانينيات، اختار درباً آخر:
إنجاز أفلام أخفّ «وطأة
فكرية». قرّر اختبار مجال مختلف. بدأ تحقيق نصوص موسومة بالمغامرات، ما
أتاح
له فرصة تحرير مخيّلته من أي قيد، وإطلاق العنان لها: «الأكاليل الثلاثة
للبحّار»
(1982)
و«مدينة
القراصنة» (1983)، الذي مثل فيه المبتدئ حينها ميلفيل بوتو المتحوّل
لاحقاً إلى الممثل المفضّل لدى المخرج، و«العين التي تكذب»
(1992).
هيامه
بالأدب والنصوص الأدبية القديمة (في صغره، تغذى عقله وقلبه بأدب فرانتز
كافكا
وإدغار آلن بو، لكنه تخصّص بالمحاماة وعلم اللاهوت) قاده إلى
«الزمن الضائع» (1999)، المأخوذ عن الكتاب المعروف بالعنوان نفسه لمارسيل بروست: هنا أيضاً
تجلّت
موهبة راؤول رويز، بل عبقريته، في جعل مدّة فيلم ما أشبه برحلة قصيرة في
داخل الذات
البشرية وعوالمها المتداخلة والمتناقضة والمعقدة. ساعتان وخمسون دقيقة،
جعلها رويز
اختباراً سينمائياً بامتياز، بطرحه السؤال التاريخي: أين هو الحدّ الفاصل
بين
الواقع والمتخيّل. مارسيل بروست (مارتشيلّو مازّاريلاّ) وجد
نفسه أمام «لوحة
غريبة»، إثر إلقائه نظرة على ألبوم صُوَره الفوتوغرافية، هو الذي عانى
أوجاع مرض
دفعته إلى أن يرقــــد على ســــريره. في اللوحة هذه، التي أبدع رويز في
رسمها
متتاليات بصرية مدهشة، تداخلت شخصيات رواياته بتلك المحيطة به
في الواقع. الأدب
معطـــوفاً على السيــــنما. أو السينما مفتوحة للخيال «المنــــقوص»، إذا
صحّ
الوصف، الذي يتمتع به الأدب إزاء اكتمال جمال الصُوَر السينمائية.
ظلّ راؤول
رويز عابقاً بالسينما حتى اللحظة الأخيرة: «إنه رجل قادم من عصر آخر. عرف
كل شيء عن
كل شيء»، كما قال صديقه المنتج فرانسوا مارغولان. العصر الآخر؟ كأن راؤول
رويز
اختزال عصور وحالات. كأنه عصر سينمائي قائم على مفردة أساسية:
مزج ثقافات مختلفة
بعضها بالبعض الآخـــــر. هذا دأبه. هــــذا عشقه. هذا منظور إليه في
أفلامه
الطويلة والقصيرة. في اشتغالاته الفكرية والجمالية أيضاً.
السفير اللبنانية في
20/08/2011
إيراداته 180 مليون دولار في أسبوعين ويعرض في الإمارات 8
سبتمبر المقبل
«صحوة كوكب القردة» على خطى «ملك الخواتم» و« آفاتار»
دبي ـ أسامة عسل
أقيم مساء الأربعاء الماضي أول عرض خاص في الإمارات خلال شهر رمضان
المبارك، وذلك لفيلم (صحوة كوكب القردة ـ
Rise of the Planet of the Apes)
في صالات ريل سينما بدبي مول، تمهيداً لطرحه أمام الجمهور في 8 سبتمبر
المقبل. ويقوم ببطولة الفيلم جيمس فرانكو، وآندي سركيس وفريدا بينتو، وهو
من توزيع (إمبير إنترناشيونال غلف) كبرى شركات توزيع الأفلام في العالم
العربي، والموزع الحصري لأفلام (توينتيث سنشري فوكس) و(كولومبيا تريستار)
(سوني) في الشرق الأوسط.
هذا الفيلم هو العمل السابع التابع للنسخة الأصلية التي وصلت إلى الشاشة
الفضية عام 1968، ويقدم رؤية معاصرة لأسطورة كوكب القردة، ويعد حدثاً
كبيراً في تاريخ سوق الأفلام، ولكنه يعتمد في ذلك على القصة الجيدة، وما
يثيره من عاطفة، وما تتسم به شخصياته من عمق.
اقتحم فيلم (صحوة كوكب القردة) دور العرض وحقق إيرادات قوية في الولايات
المتحدة الأميركية، حيث جمع في الأسبوع الثاني له ما يقرب من 54 مليون
دولار، وبذلك يصل معدل أول أسبوعين إلى ما يقرب من 105 ملايين دولار، بينما
وصل إجمالي إيراداته العالمية للفترة ذاتها أكثر من 180 مليون دولار.
ويستند الفيلم إلى فكرة علمية صادمة، وهي محاولات البشر لدراسة ذكاء القرود
وتطويرها، حيث بدأت هذه المحاولات في الفترة الأخيرة، وفي الواقع فإن أقدم
الأبحاث حول ذكاء القرود يرجع إلى 50 عاماً مضت، أي قبل ظهور الجزء الأول
من (كوكب القرود) بفترة بسيطة.
أيضاً في هذه النسخة الجديدة من الفيلم، تم تصميم القردة عبر تقنيات
الكمبيوتر غرافيك الحديثة خلافاً للعمل الأول الذي لعب الماكياج الدور
الرئيسي في المؤثرات، وقام ممثلون متنكرون فيه بدور القرود، وهذه التقنية
تحقق للجمهور الاندماج العاطفي مع شخصية من الشخصيات الرئيسة ألا وهو
الشمبانزي قيصر، الذي ليس له أي وجود في الواقع.
وفي هذا السياق، يقول المنتج بيتر تشرنين: (إن هذا الفيلم يمثل تحولاً
جذرياً عن النمط القديم لسلسلة أفلام (كوكب القردة) في أن قيصر يمثل البطل
الرئيس، وأن القدر الأكبر من التعليق يُروى من وجهة نظره هو، ولسوف يشعر
المشاهد باهتمام شديد بقيصر ورحلته). وحقق فريق المؤثرات البصرية الفائز
بجائزة أوسكار، والذي سبق له أن بث الحياة في فيلمي (آفاتار) و(ملك
الخواتم)، إنجازًا جديدًا، حيث نجح في إنشاء صورة حاسوبية لقردة تقدم أداءً
دراميًا يجمع بين العاطفة والذكاء بشكل غير مسبوق، وتخوض معارك ملحمية
يتوقف عليها مصير البشر والقردة على حدٍ سواء.
وتتناول قصة الفيلم الكيفية التي أدت بها تجارب الإنسان في مجال الهندسة
الوراثية إلى تطوير ذكاء القرود، بما سمح لها في النهاية بالسيطرة على
البشر، وتدور الأحداث في سان فرانسيسكو في هذه الأيام، حيث يعمل العالم ويل
رودمان لدى شركة كبرى متخصصة في الصناعات الدوائية، ويقوم بإجراء بحوث في
علم الوراثة، بغرض تطوير فيروس حميد له القدرة على استعادة أنسجة المخ
التالفة، ويتعهد بإيجاد علاج لمرض الزهايمر الذي أصاب والده، غير أن إدارة
الشركة تعتبر هذا البحث فاشلاً، ويتعين على ويل إنهاء برنامجه، وفي خضم
الارتباك الذي يثيره نبأ هذا الإنهاء المفاجئ، يجد ويل نفسه وقد عهد إليه
برعاية أحد صغار الشمبانزي حديثي الولادة المنبوذين، وهو وليد ذكر نتج عن
أكثر الحيوانات الواعدة التي خضعت لتجاربه.
وقد تيتم مؤخرًا، واسم هذا الشمبانزي الصغير يدل على العظمة فاسمه قيصر،
ويقوم ويل بتربية قيصر الصغير سرًا على نفقته الخاصة وفي منزله، في الوقت
الذي يتولى فيه رعاية أبيه المريض، ويقود قيصر ويل إلى التعرف على كارولين
(تجسدها فريدا بينتو) عالمة الأحياء البدائية التي تضطلع بدور الطبيب
البيطري لقيصر، والتي تشارك ويل شغفه في مجال الهندسة الوراثية، وتسهم في
تطوير مستوى الذكاء لدى القردة، ومن ثم اندلاع الحرب، لتقرير لمن تكون
السيادة على كوكب الأرض.
من أبطال الفيلم النجم جيمس فرانكو الذي يقوم بدور العالم ويل رودمان،
والذي يعتقد على المستوى الشخصي أن سبب الاهتمام بدراسة طريقة تفكير
القرود، هو بحث البشر المحموم عن الحلقة المفقودة في التطور. وكان فرانكو
سابقاً قد قام بالعديد من الأدوار المهمة، ومنها صديق الرجل العنكبوت في
فيلم (سبايدرمان) 2002، وفيلم (صحوة كوكب القردة)، الذي تم تصويره كاملاً
في سان فرانسيسكو، وتبلغ مدته ساعة و45 دقيقة، وكلف إنتاجه 93 مليون دولار،
وهو من إخراج البريطاني روبرت ويات، الذي صرح بأنه يفكر في تقديم جزء ثان
من الفيلم، بعد نجاحه والإشادة به، وتصدره إيرادات الأفلام في أميركا
الشمالية.
البيان الإماراتية في
20/08/2011
عمر قتلني... على خط الانطلاقة في مسابقة الأوسكار
قضية المغربي عمر الرداد يخرجها رشدي زم إلى العالمية
بوعلام غبشي من باريس:
انتقلت معركة البستاني المغربي عمر الرداد إلى مستوى آخر من العالمية، وذلك
بعدما اختير فيلم "عمر قتلني..." لتمثيل المغرب في جوائز الأوسكار ضمن
مسابقة الأفلام الناطقة بالأجنبية.
وقع الاختيار على فيلم "عمر قتلني" لتمثيل المغرب في جائزة الأوسكار 2012
بموجب قرار للجنة انتقاء، تعمل في إطار المركز السينمائي المغربي، ترأسها
الناقد محمد كلاوي، وهو من إخراج رشدي زم الذي يحمل الجنسية الفرنسية إضافة
إلى جنسيته المغربية.
تتكون اللجنة المذكورة من الممثلة منى فتو، والمسؤولة عن الإنتاج في المركز
السينمائي سلوى زويتن، والناقدين السينمائيين أحمد بوغابة وعمر بلخمار
والمخرجين والمنتجين كمال كمال وعبد الكريم الدرقاوي والناقد والمكلف
بالتواصل في المركز السينمائي محمد باكريم.
إيلاف حاولت الاتصال بأحد عناصر اللجنة المذكورة للتعليق على هذا الاختيار،
إلا أنها لم تتمكن من ذلك، كما ربطت الاتصال بممثلين مغاربة للغرض
نفسه، إلا أن الأجوبة كانت بالسلب بتبريرات مختلفة.
قراءة في الاختيار
علقت مصادر صحافية فرنسية على هذا الاختيار، والتي فضل البعض منها الإشارة
إلى الجنسية المغربية للمخرج من دون أي تلميح إلى جنسيته الفرنسية، بكونه
لا يحمل بين طياته خلفيات فنية فقط، وإنما فيها إشارة كذلك إلى الاهتمام
الذي أصبح يوليه المغرب تجاه جاليته في الخارج.
عرض الفيلم في المغرب أيامًا فقط بعد عرضه في فرنسا وبحضور الأميرة لالة
مريم، ليس فقط لأن المخرج مغربي والقصة بكاملها تدور حول محنة مواطنه
العامل البسيط مع القضاء الفرنسي على أمل إثبات براءته، وإنما فيه إشارة
إلى أن الرباط تعلن معانقتها لجاليتها فنيًا، من خلال دعم المبدعين من أصول
مغربية، ومعنويًا كتعبير لنوع من التضامن مع هذه الشريحة في حالة تعرضها
لأي أذى.
وهناك من تعرض لهذا العمل من النقاد الفرنسيين بنوع من التقليل من قيمته
الفنية، على كونه لم يضف الجديد إلى الحكاية من أصلها حتى آخرها، وكل ما
حاول أن يضيف إلى هذه القضية هو أنه نقلها إلى السينما، مع استحضار تجربة
المخرج السابقة والوحيدة، من خلال فيلمه "النية السيئة"، الذي لقي نجاحًا
واجتمعت فيه مقومات فنية أخرى.
رشدي زم قال في تصريح له إنه في هذا العمل "حقق حلمًا"، معبّرًا عن كونه
حاول أن يكون موضوعيًا على طول الفيلم، وهو الأمر الذي لم يسجله المدافعون
عن الضحية، الذين لم يروا في توقيت عرضه في القاعات مناسبًا، باعتبار أنه
تزامن مع مقتل الضحية غيزلين مارشال.
لم يخف المخرج المغربي تعاطفه مع مواطنه عمر الرداد، حيث اعتبر أنه "عندما
تعمقت في البحث في تفاصيل القضية، لمست عناصر مهمة كان من شأنها المساعدة
في تبرئة عمر الرداد...".
في الاتجاه نفسه يتابع "إن إيماني ببراءة عمر هو من دفعني إلى إنجاز هذا
الفيلم..."، واعتمد في ذلك على الاحتكاك بمصادر مختلفة، كان أبرزها ما كتب
حول رجل يحاول منذ منذ 20 سنة أن يثبت براءته أمام القضاء الفرنسي.
"عمر قتلني..."
لعب البطولة في هذا الفيلم الممثل المعروف ذو الأصول التونسية سامي بوعجيلة
إلى جانب ممثلين آخرين لهم بصمتهم على الساحة الفنية الفرنسية، ما جعل هذا
العمل الفني ينال اهتمامًا خاصًا من لدن وسائل الإعلام الفرنسية، إضافة إلى
موضوعه الذي لا يزال يشكل لغزًا يتعقد فكه يومًا بعد يوم.
كما إن إنتاجه كان من طرف رشيد بوشارب، الجزائري الأصل، وهو مخرج الفيلم
الشهير "الأهالي"، الذي كان من بطولة رشدي زم، سامي بوعجيلة، جمال الدبوز
وسامي نصري، والمنتج نفسه وقع سيناريو "عمر قتلني..." إلى جانب أوليفييه
قورس.
للتذكير فإن رشدي زم رفقة المجموعة المذكورة من الفنانين ذوي الأصول
المغاربية، حازوا مناصفة، نظرًا إلى أدوارهم المتميزة في فيلم "الأهالي"،
جائزة أحسن ممثل في مهرجان كان السينمائي.
محنة عمرها 20 سنة
يعود انفجار قضية عمر الرداد إلى بداية التسعينات بعد اتهام هذا البستاني
المغربي في قضية مقتل غيزلين مارشال، وتمت إدانته على خلفيتها بعقوبة سجنية
قاسية، وذلك بناء على حيثياث لم تقنع لا دفاعه ولا جزء كبير من الرأي العام
الفرنسي، فيما ظل هو يردد أنه بريء.
الصحافة المغربية، وقتها، من خلال جرائدها الحزبية التي كانت تمثل صوت
المعارضة في المغرب، تحدثت بلغة واحدة عن رفض تلك الإدانة، وساندت الدفاع
في توجهه، حيث اعتبر المحامي المعروف جاك فيرجيس أن إدانته حصلت فقط
لانتماء الرداد العربي.
لكن هناك من أعاب على فيرجيس هذه الاستراتيجية في الدفاع، معتبرين أنه كان
عليه البحث في حجج بديلة لإقناع القضاء بعكس التهمة التي نسبت إلى موكله،
وليس الدخول في معركة مع القضاء ومهاجمته، بل إن البعض رأى فيها طريقة مكنت
المحامي الشهير من بيع أعداد كبير من نسخ كتابه حول القضية.
القضية بفعل الضجة التي اتخدتها، وقتذاك، تحركت الدوائر العليا على مستوى
البلدين، ما أدى بالرئيس السابق جاك شيراك إلى إصدار عفو رئاسي بحق
البستاني المغربي، أرجعته مصادر متطابقة، حينها، إلى تدخل للملك الراحل
الحسن الثاني.
بفضل هذا العفو، استعاد الرداد حريته بعد سبع سنوات وراء القضبان، إلا أنه
يظل متهمًا في نظر القضاء الفرنسي، وهو ما يحاول دحضه بكل ما أوتي من جهد
منذ 1991.
إدانة الرداد لعبت فيها عبارة "عمر قتلني..."، التي عثر عليها المحققون
مكتوبة في مسرح الجريمة ونسبت إلى الضحية غيزلين مارشال، أهمية كبيرة في
توجيه تهمة القتل إلى العامل المغربي الذي اعتقل يومين بعد وقوع الجريمة.
عبارة كانت كافية لأن يكون هذا العامل المغربي البسيط المتهم المثالي في
قضية استعصى على كبار المحققين فكّ خيوطها بدقة متناهية حتى الان، رغم
الخطأ الفادح الذي حملته هذه الجملة، وهو ما لم يكن بالإمكان أن تقع فيه
امرأة مثقفة من مستوى غيزلين مارشال، كما ظل دفاع عمر الرداد يؤكد كل هذه
السنوات.
إيلاف في
20/08/2011
"تأشيرة دخول شنغن" فيلم يروي حلم شابين كرديين
بسار فائق من أربيل:
يستعد المخرج الكردي الشاب هلكوت مصطفى لإخراج فيلم بعنوان "فيزا شنغل" أو
"تأشيرة دخول شنغن"، والذي يروي قصة شابين كرديين، يصنعون حذاءين محليين
تسمى بـ"كلاش"، لكي يهدوها لكل من النجمين الرياضيين كريستيانو رونالدو
وليو ميسي، ولكن تأشيرة دخول شنغن يصبح حاجزا كبيرا أمام حلمهم.
وقال المخرج هلكوت مصطفى لايلاف "نستعد الأن لإخراج فيلم سينمائي كردي عن
قصة شابين كرديين من منطقة هورامان الحدودية في إقليم كردستان العراق،
يبدلون جهودهم للحصول على تأشيرة دخول شينغل للذهاب إلى اسبانيا للحضور في
مبارات بين الناديين الأسبانيين العريقين برشلونة وريال مدريد، وذلك بعد أن
تم دعوتهم من قبل الناديين للحضور في المبارات"، مضيفا أن كل من الشابيين
"صنعوا أحذية محلية تصنع في منطقة هورامان في كردستان تسمى ب الكلاش لكل من
اللاعبين ميسي ورونالدو".
وذكر "لمدة ستة أشهر وأنا أعمل مع كاتب نرويجي لإعداد سيناريؤ الفيلم، نريد
من خلالها توصيل رسالة رياضية من شباب الكرد للعالم عن طريق شاشة السينما،
والذي يتحدث عن موضوع رياضي وعن ناديين عريقين هما ريال مدريد وبرشلونة،
وأيضا عن الثقافة والغناء في منطقة هورامان"، منوها "يشارك في الفيلم شابان
كرديان يتكلمان باللهجة الهورامية الكردية وهو أول فيلم كردي ينتج بهذه
اللهجة، كما سيشارك في الفيلم اشخاص أخرون ولكن في أدوار ثانوية".
وأفاد أن فرقة اوركيسرتا السويدية "ستعمل على الموسيقى والأغاني الموجودة
في اليفلم، حيث أن جزء كبير من الفيلم خصص للموسيقى والغناء، فعدى الموسيقى
الكردية يتضمن مقاطع موسيقية أسبانية والتي ستسجل أيضا في السويد".
وأشار أن ميزاينة اليفلم "يصل إلى مليوني دولار أمريكي، أرسلنا طلب إلى
نادي برشلونة الأسباني كي يمول الفيلم مع جهات وشركات وشخصيات عدة، أتمنى
أن يكون هناك دعم للفيلم من إقليم كردستان العراق أيضا"، مستطردا "سنحاول
بأن ننهي عمل تصوير الفيلم حتى نهاية هذا العام، حيث سنعمل مع فرق عمل
كردية وأجنبية وسنعرض الفيلم العام القادم في أوروبا وكردستان".
وهلكوت مصطفى مخرج كردي شاب، أخرج فيلم "القلب الأحمر" والذي عرض في 25
صالة سينما في النرويج حيثت يعيش هناك، وبعد مشاركته في سوق مهرجان كان
السينمائي في فرنسا، وقع المخرج عقدا مع شركة وايد مينجمينت لعرضها في
العالم، كما وأخرج فيلم أخر بعنوان "صرخة من الغربة" وهو يعمل الأن في شركة
فيلم هاوس النرويجية.
Pasar82@yahoo.com
إيلاف في
20/08/2011
مهران عبد الجبار:
المسؤول يحترم الاعلامي اكثر من الفنان !!
عبدالجبار العتابي / بغداد:
أكد الفنان العراقي مهران عبد الجبار ان المسؤول السياسي في العراق يحترم
الاعلامي اكثر من الفنان ، مشيرا الى ان الفنان مغبون من ناحية الاجور التي
يبخس المنتجون والفضائيات حقوقه ، مؤكدا ان احترام لذاته ولأسم والده
الفنان الراحل عبد الجبار كاظم يجعله يرفض العمل فيما يسيء او ما يشعره
بقلة الاحترام .
وقال مهران : اضطررت الى الاعتذار عن المشاركة في مسلسل (الهروب المستحيل)
تأليف حامد المالكي واخراج عزام صالح بسبب الاجور البخسة التي تعطيها قناة
(العراقية) للفنان العراقي وهو ما جعلني اتشاءم لان هذا يعني ان نظرة
مؤسسات الدولة للفنان العراقي ودعمها ما زالت قاصرة وكان عليها ان ترفع
الاجور لا ان تخفضها خصوصا انها مؤسسات حكومية يهمها ان تزدهر الدراما في
العراق .
وأوضح : البخس في انهم يعطون مئة الف دينار عراقي (نحو 80 دولار ) للحلقة
الواحدة وبالتالي رفضت لاسيما حينما التقيت بالسيد مدير القناة الدكتور
كريم السوداني الذي قال وضعنا جدولا للاجور ما بين 250 – 300 للممثل النجم
ومن 400 الف دينار للممثل الرائد ولكن حين نأتي الى الواقع نجد هنالك
اللمنتجين المنفذين الذين يقلصون العمليات المادية وهذا ما جعلني ارفض
واجلس في البيت محترما اسمي واسم والدي وبالتالي شاهدت ان هذه المهنة ليست
محترمة في العراق لان الممنج يظل يبحث عن بديل للممثل وكأنه يتعامل مع
اموال ويتبدلها بفئات صغيرة او بورقة واحدة فهي كلها تؤدي غرضا واحدا وليس
النظر الى امكانية الفنان وموهبته وتفسيره للنص وقراءته وتوصيله للشخصية
هذا ما جعلني ابتعد عن التمثيل في هذه المرحلة والجأ الى الاعلام لانني اجد
في الاعلام نوعا من الاحترام والتقدير في جميع مؤسسات الدولة .
واضاف : ليس لدى العراق ثقافة حقيقية واهتمام بالمثقف العراقي وانما دولة
مهتمة بالاعلام وبالترويج للمسؤولين هذا ما يجعل التقدير والاحترام لمقدمي
البرامج وليس للفنان والممثل ، وجدت تعاملا احزنني حقيقة عندما يتعامل
المنتج المنفذ مع الفنان العراقي وأود ان اقول والفات النظر المعنيين بهذا
الخصوص سواء في قناة العراقية او من رشح المسؤولين ان يعيدوا حساباتهم في
التعامل مع الفنان العراقي لانه واجهة حقيقية للبلد وانظروا كيف يتعامل
المحيطون بنا مع فنانينهم ولا نقول مقارنة وانما نقول لا تبخسوا الناس
اشياءهم هذا ما يؤكد عليه ديننا اولا وهناك نقطة مهمة وهي ان دور نقابة
الفنانين معدوم ، فنحن كنا نعمل في سورية وكان المنتجون العراقيو يدفعون
الضريبة للجهات السورية ولكنهم في بغداد لا يدفعون والسبب ان دور النقابة
غير موجود ، وارجو من قيادة عمليات بغداد ان لاتعطي اجازة للتصوير الا بعد
موافقة نقابة الفنانين حتى تفسر النصوص فكريا ، اذ ان هنالك بعض النصوص
فيها اساءة كبيرة للمرأة العراقية وهذا ما اثارني .
وتابع : في كل دول العالم ودول الجوار المنتجون يتعاملون مع الممثلين من
ناحية الاجور بنظام المشهد بينما نحن ما زلنا نتعامل بنظام الحلقة وهذا
النظام مغلوط وفيه غبن كبير للفنان العراقي حيث يضيع الجهد اذ ان هناك ممثل
يقدم اربعة مشاهد واكثر في الحلقة الواحدة وهناك من يقدم مشهدا واحدا
فيتساوى الاثنان في الاجور فيما هما غير متساويين بالجهد والامكانية وهذا
ما يؤكد على عدم وجود تنظيم او قانون يوضع في مجلس النواب يحمي حقوق
الفنانين .
وقال مهران : المسؤول السياسي في العراق يحترم الاعلامي اكثر من الفنان ،
وهذا ليس خافيا على اهل الوسطين الفني والاعلامي ، وانا لكوني امتلك
الصفتين لمست ذلك وادركت فعلا قيمة كل من الاعلامي والفنان ،فحين كنت اذهب
الى مسؤول ما بصفة فنان فأنني انتظر لساعات في غرفة الاستعلامات اما حين
اعلن انني اعلامي من القناة الفلانية فأن الابواب تفتح لي بسرعة ولا اجد
الا الاحترام والتقدير ، وهذا بسبب ان السياسي يجد في الاعلامي مروجا له
وربما يتملقه في اظهاره بالمظهر الحسن على الشاشة ولا يطرح عليه اسئلة
محرجة او يفتح ملفات ، فيما الفنان لاستطيع ان يفعل هذا لذلك حظه سيئا لدى
السادة المسؤولين ولا يهتمون به .
إيلاف في
20/08/2011 |