واجهت روسيا العديد من المشاكل الداخلية منذ أن
دخلت نظاماً جديداً استدعى متغيّرات عديدة. لكن كما الحال في كل مكان آخر،
تبقى
هناك أمور تواظب الاستمرار على منهجها السابق بصرف النظر عن مسمّيات هذا
النظام أو
ذلك.
من أهم الأمور التي لم تتغيّر، كثيراً على أية حال، الإمساك بالسُلطة على
نحو لا يعرف المهادنة. وموضوع هذا الفيلم الجديد الذي شوهد
مطلع العام في مهرجان
سندانس ثم أعيد عرضه في مهرجان "أسبوع السينما الوثائقية"
DocWeek
هو هذا الجانب
من الحياة السياسية الداخلية بالتحديد.
في العام 2006 غيّب الموت صحافية روسية
اسمها آنا بوليتكوفسكايا كانت تنجز تحقيقاً حول الوضع في الشيشان ويبدو
أنها داست
على أصابع بعض المسؤولين الروس الحريصون على أن لا تنشر الصحافية ما
اكتشفته في
مضمار عملها، وكما في الأفلام البوليسية، ربما قرروا ضرورة
اختفائها التام عن
الصورة. المخرجة لا تقول إن أحداً بذاته هو القاتل، لكنها ليست في وارد أن
تكتفي
بالإشارات من بعيد. فيلمها يملك من الجرأة بحيث من الممكن أن يُثير أزمة
ثقة متجددة
إذا ما وجد القنوات الصحيحة لعرضه في روسيا.
المخرجة مارينا غولدوفسكايا هي
صديقة قديمة للصحافية بوليتكوفسكايا، وكانت أجرت معها بضع مقابلات تستخدمها
هنا في
نطاق توجيه دّفة العمل. الفيلم في جانب كبير منه هو شرح لشخصية عرفها عدد
كبير من
أصحاب المهنة والإعلاميين والسياسيين، ومن أهم المقابلات كانت
مع الرئيس السابق
ميخائيل غورباتشوف الذي وصفها بأنها شجاعة بحيث لا تخشى العواقب، ما يجعلها
في
الواقع أقرب إلينا جميعاً: إنسان طبيعي يعرف حدوده لكنه لا يستطيع الوقوف
عندها.
حسب الفيلم فإن الصحافية كانت تعلم خطورة المضي في تحقيقاتها، لكنها لم
تستطع
أن تترك المهمّة التي انتدبت نفسها لذلك. وكانت ركّزت على
حادثتين أرادت أن تذهب
إلى عمقيهما: كيف تمّت تحديداً عملية قتل نحو 300 شيشاني من بينهم قرابة
200 طفل (كما يذكر الفيلم وكما أوردت الأنباء في
العام 2004). من خطّطّ؟ لها وكيف سمحت
القوّات الروسية، قيادة وجنوداً، لنفسها بمثل هذه المجزرة.
الحادثة الثانية
هي تلك التي وقعت سنة 2002 حينما تم قتل 170 شيشانيا كانوا احتلّوا صالة
مسرحية
فحاصرتهم القوّات الروسية وفتحت أنابيب الغاز عليهم فأبادتهم.
الحرب لها
ضحاياها، يقول الفيلم، لكن ليس عبر هذا القتل المريع الناتج عن فساد
أخلاقيات
المؤسستين العسكرية والسياسية. والفيلم يرصد طروحاته بكل ثقة.
تسأل نفسك إذا ما
أدركت المخرجة المصير الأسود الذي ينتظر صديقتها فحققت فيلمها تبعاً لهذا
الإدراك.
طبعاً، التوقّع ربما كان جائزاً ولابد أن المخرجة غولدوفسكايا كانت تخشى
على
صديقتها وتحسب أنها قد تتعرّض للسوء، لذلك حرصت على متابعة ما
تقوم به وتسجيله. مثل
المرّة التي تم فيها تسميم الصحافية وهي على متن طائرة (قلت أن قصّتها أشبه
برواية
بوليسية) فإذا بالمخرجة إلى جانبها في المستشفى تستجوبها عما حدث.
هذا المشهد
يأتي في غمار تقرير الفيلم أن مقتل بوليتكوفسكايا لم يكن نتيجة محاولة
وحيدة، بل
تبع بضع محاولات فاشلة.
لم أشاهد فيلم المخرجة السابق "طعم الحرية"، لكن من فعل
من زملاء المهنة الأجانب، أخبرني أنه تحدّث عن الصحافية ذاتها
بوليتكوفسكايا أيام
التحوّلات الواعدة إثر انهيار النظام. لكن ما يعني الناقد هو أن هذا
الفيلم يستطيع
أن يقف على قدمين منفصلتين وتوجيه أصابع الاتهام ليس دفاعاً عن الشيشان بل
ضد فساد
عصر ما بعد "الثورة الديمقراطية"0
المخرجة لها باع طويل في السينما الوثائقية (من
العام 1994 تحديداً) وهي لا زالت مثابرة على هذا المنوال في وقت كثيراً ما
نجد
مخرجون وثائقيون ينتقلون بعد حين إلى الفيلم الروائي ومعظمهم بلا نجاح.
الجزيرة الوثائقية في
16/08/2011
وظائف الأغاني في السينما الهندية
صلاح سرميني
منذ بداياتها، وحتى اليوم، ترتبط
السينما الهندية بعلاقةٍ عضوية لا فكاك منها مع أغانيها، قليلةُ جداً تلك
التي تخلت
عنها طواعيةً، أو مُرغمةً، يمكن القول، بأنّها تمتلك ثلاث وظائف رئيسية
:
ـ
درامية، جمالية، وترفيهية.
ويتوّجب علينا الحذر في منح الأسبقية، الأهمية، أو
الأفضلية لواحدةٍ عن الأخرى.
هي تساهم في استقطاب الجمهور، ونجاح الفيلم
تجارياً، ويحرص المنتجون على الترويج لأفلامهم عن طريق بثها قبل عرضها في
الصالات
التجارية، يمكن إذاً سماعها، ومشاهدتها منفصلةً عن السياقات الحكائية
لأصولها، كما
حال الأغاني المُقتطعة من الأفلام العربية التي تحولت إلى أعمالٍ فنية
قائمة بذاتها
(فيديو
كليب).
يحتوي الفيلم عادةً على خمسة أغاني على الأقلّ، وللوهلة الأولى،
يبدو بأنّ الوظيفة الترفيهية تُشكل قاسماً مشتركاً، وتحتلّ
الصدارة، ولكنّ
المُشاهدة الاحترافية قادرة على إدراك ضرورتها في هذا المكان، أو ذاك من
الأحداث،
أو تواجدت عنوةً بدون أن تُسبب أضراراً مُعتبرة للمتفرج.
إذا اقتطعنا أغنيةً
من فيلمٍ ما، ولم تتغير أحداثه، سوف ندرك فوراً هدفها الترفيهيّ، ولكن، إذا
كان
الفيلم نفسه يرتكز على تلك الفكرة، سوف تقودنا هذه الحقيقة إلى
التأكيد بأنّ
الوظيفة الترفيهية للسينما جزءٌ من فعل المُشاهدة نفسها.
عندما تتردد النخبة على
صالات السينما لغاياتٍ تعليمية، ثقافية، وتربوية،... لا يمكن أن نطلب من
الآخرين
التعامل مع الأفلام بنفس الطريقة.
التسلية، الترفيه، وقضاء الوقت نشاطاتٍ
إنسانية تتضمّن ظاهرياً، وباطنياً المتعة، وهي متاحة للجمهور في أيّ فيلم،
وكلما
استخلص إيجابياتٍ أكثر، كلما كان الفيلم أفضل، واحتفت به الثقافة
السينمائية، وأصبح
علامةً في تاريخها.
يرتكز الشغف بالسينما الهندية على عناصر ترفيهية تمنحها
له، ويشاهدها المُعجبون بذائقةٍ مختلفة، وحتى يمتلكون القدرة على إدراك
جوانبها
المُمتعة أكثر من متفرج عاديّ، أو محترف يمقتها، أو يتعالى عليها، وتتباهى
السينما
الهندية بجاذبيةٍ خاصة تسحر الملايين إلى حدّ اعتبار الممثلين
بمثابة أنصاف آلهة،
وبناء معابد سينمائية خاصة بهم.
من جهةٍ أخرى، تتضح الوظيفة الدرامية عندما
تصبح الأغاني جزءاً من الأحداث، بدونها، يتزعزع البناء الدراميّ، ويمتلك
كتاب
السيناريو، والمخرجون الهنود موهبة تحويل حدثاً ما إلى أغنية.
كما تضفي
الوظيفة الجمالية على الأحداث بهجة، وخلال تاريخ السينما الهندية، تطورت
أساليب
السينمائيين في إخراج الأغاني، كما التقنيات، وذوق الجمهور
أيضاً.
هذه
القراءة المحكومة بمساحةٍ محددة، هي خلاصة مشاهدة أغاني مُقتطعة من مجموعة
أفلامٍ
تمّ إنتاجها خلال الفترة من عام 1961 وحتى 1970، وكانت وقتذاك تنتقل من
الأبيض،
والأسود نحو الألوان.
كانت الأغاني، ومازالت، الوسيلة المُثلى للتعبير عن
مشاعر الشخصيات، عواطفهم، أفراحهم، وأحزانهم، وتستعيض الأفلام عن الحوار
المباشر
بالكلمات المُغناة، الموسيقى، والرقص، وبفضلها، يلتف المخرجون على الرقابة
الصارمة
التي تمنع إظهار القبلات، والعلاقات الجسدية على الشاشة حتى بين المتزوجين
(العلاقات
المُتعددة، والخيانة الزوجية نادرة في قصص، وحكايات السينما الهندية)،
وهي قوانين رقابية قديمة تستند على عاداتٍ، وتقاليد مُتجذرة في الثقافة
الهندية،
تدعمها قناعة الممثلين أنفسهم، وحتى الجمهور، وهي فرصة للتحايل عليها
بأساليب
إخراجية تنضح بالكثير من الجمال، تجعلها تتخطى اللحظات العادية
إلى حالاتٍ وجدانية
بدون أن تتخلى عن شهوانيةٍ يتفنن المخرجون الهنود في إظهارها، وهي عادةً
أقوى
تأثيراً من أيّ لقطاتٍ مباشرة، ونمطية .
في تلك الفترة، كان المخرجون الهنود
يصورون الأغاني في ديكوراتٍ داخلية، حتى وإن كانت أحداثها تدور في حدائق
متخيلة من
عوالم ألف ليلة، وليلة كما الحال في أغنية (Baharon Phool Barsao)
من فيلم (Suraj
لمُخرجه "ت. براكاش راو"، إنتاج عام 1966).
سينمائياً، كانت الأغاني مشبعةً
بكلّ أنواع حركات الكاميرا (ثابتة، بانورامية، على رافعة،..)، وأحجام
اللقطات (كبيرة، متوسطة، وعامة)، ومونتاج يجمع هذه
المفردات في إيقاع بطئ غالباً (ما عدا
حالات الرقص)، يناسب الأجواء الرومانسية التي كانت تغلب عليها.
لم تكن ملابس
الشخصيات الرئيسية (العشاق) تتغير كثيراً، وفي معظم الأحيان، تحافظ الأغنية
على
وحدة الزمان، والمكان.
وحتى عندما يغني عاشقٌ جالساً بين أعضاء فرقة موسيقية،
تُعوض حركات الكاميرا المتنوعة، والمونتاج عن ثبات حركته، والمكان الواحد
(أغنية Aye Meri Zohra Jabeen
في فيلم Waqt
لمُخرجه "ياش شوبرا"، إنتاج عام
1965).
كانت الأماكن الأثيرة لتلك الأغاني الحقول، الغابات، والحدائق،..
الطبيعة الأخاذة بشكلٍ عامّ، وأيضاً القصور الباذخة، والبيوت الفخمة، وحتى
الفقيرة (أغنية
Khilona Jan Kar
في فيلم
Khilona
لمخرجه "شاندر فوهرا"، إنتاج عام 1970)،
لكنها لم تبتعد كثيراً عن المعابد، والشوارع
.
وبدون الدخول في علاقة الماء
بالطقوس الدينية الهندية، يمكن اعتبار الأمطار واحدة من الاستخدامات
الجمالية،
والدرامية الأكثر تجسيداً للرغبات بين الشخصيات الرئيسية.
لا تخلو تلك
الأغاني
من الهزل الذي يطبع الممثلين الرجال خاصة، كما الحال في أغنية
Mujhe Duniya Walo
من فيلم
Leader
لمُخرجه "رام موخرجي" من إنتاج 1964، الحبيب "ديليب كومار"
ثملاً يغني في صالون قصر فاخر بين عددٍ كبير من المدعوّين متغزلاً بحبيبته "فيجايانتيمالا"
بمُصاحبة موسيقى تمتزج فيها الإيقاعات الهندية مع رقصة
الفالس.
وطوال تاريخها، برعت السينما الهندية في تركيب جغرافيا، وشخصياتٍ
سينمائية، وتعوّد الجمهور بأن تتوقف الأحداث فجأةً عن تدفقها
السرديّ الطبيعي،
وتنساب أغنية تجسّد أفكار، وخيالات الشخصيات الرئيسية، تحققها الأغاني بدون
إبطاءٍ،
أو حرج.
في أغنية Aaj Phir Jeene Ki
من فيلم Guide
لمخرجه "فيجاي أناند"،
وإنتاج عام 1965، العاشقان في شاحنة ممتلئة بأكوام من القش،
الحبيبة "وحيدة رحمن"
تغني لحبيبها "ديف أناند"، وفي لقطاتٍ تالية نشاهدهما يمتطيان جمالاً
تتهادى بهما
في موكبٍ فلاحين، وفي لحظاتٍ تالية، نراهما يتنزهان في أماكن أثرية، ومعابد
مهجورة،
لقد تمّ التصوير في ديكوراتٍ خارجية متعددة، ومكلفة إنتاجياً، ولا يبخل
منتجو
الأفلام الهندية في الإنفاق على الأغاني، ولأسبابٍ جماهيرية
معروفة، ومحببة،
يتعمدون التصوير في بلدانٍ أخرى، وكانت سويسرا الأكثر جذباً لهم في
الستينيّات.
رُبما يتذكر المُغرمون، والكارهون للسينما الهندية فيلم
Junglee
لمُخرجه "سوبود موخرجي" من إنتاج عام 1961، ذاك الفيلم الذي شاهده
الملايين أكثر من
مرةٍ ليس من أجل حكاية حفظوها عن ظهر قلب، ويمكن معرفتها بدون مشاهدة
الفيلم أصلاً،
ولكن، بهدف الاستمتاع بأغانيه، ومنها (chahe koi mujhe junglee kahe)، تلك الأغنية
الرائعة، والطريفة التي كنا نرددها صغاراً بدون معرفة معاني كلماتها،
و"شامي
كابور"، وحبيبته "سائرة بانو" يتقلبا فوق الثلوج البيضاء، وهي،
كالعادة، تتمنع،
وتشيح بوجهها خجلاً، وهو يدفئ قبلها بكلمات غزلٍ يتصنع أداءها
بكلّ الطرافة، وخفة
الظلّ التي يُجيدها، والنشاط الذي تطفح بها حركاته، وإيماءات وجهه التي
كانت تخفق
لها قلوب النساء في تلك الفترة، وكنا نقلده كي نحظى على ابتسامة إحدى بنات
الجيران،
وعندما تخيب آمالنا، نعود إلى الصالات كي نغرق في أحلام يقظة
كانت تقدمها لنا
الأفلامٌ الهندية بكرم، وسخاء .
الجزيرة الوثائقية في
16/08/2011
أنالاي تيبتون… تسعى إلى تحقيق النجوميَّة في هوليوود
كتب: كاليفورنيا - كارلا ميير
شاركت أنالاي تيبتون في برنامج «أشهر عارضة أميركية مقبلة» (America’s Next Top Model)
وهي تظهر راهناً في فيلم «الحب المجنون والغبي» (Crazy,
Stupid, Love). ولكنها لا تشبه العارضات اللواتي ينتقلن إلى
مجال التمثيل. تخرّجت تيبتون، 22 عاماً، من مدرسة سان فرانسيس الثانوية في
ساكرامنتو. وأخيراً قالت خلال مقابلة معها في مطعم في وسط مدينة ساكرامنتو:
«أنا ممثلة وكاتبة، وقد صادف أنني شاركتُ في برنامج عن عارضات الأزياء».
قبل أن يكتشفها معسكر خاص بعرض الأزياء عبر صفحتها في موقع «ماي سبايس»،
درست تيبتون كتابة السيناريو والإخراج في جنوب كاليفورنيا، حيث انتقلت
للإقامة بعد مرحلة الدراسة الثانوية. قبل ذلك، كانت تيبتون متزلّجة ناجحة
على الجليد.
أضافت تيبتون: «يظن الناس أن التمثيل يشتقّ من عرض الأزياء. لكن في
الحقيقة، التمثيل هو أول مهارة تُكتسَب بطريقة طبيعية».
احتلت تيبتون المرتبة الثالثة وكانت الخيار المفضّل لدى المعجبين في الدورة
الحادية عشرة من برنامج «توب موديل» (Top Model).
بحسب قولها، كان ظهورها في البرنامج تجربة رائعة، لكنها تقدّر تلك التجربة
لأنها قادتها إلى وكيل أعمالها الراهن في هوليوود.
وأردفت قائلة: «لم أشأ أن أكون في مرتبة متأخرة».
من الواضح أن التمييز بين التمثيل وعرض الأزياء أمر مهم بالنسبة إلى تيبتون،
تلك الشابة الودودة والمتّزنة بشكل استثنائي وصاحبة العينين الزرقاوين
اللامعتين. ويمكن معرفة السبب وراء ذلك بسهولة.
من السهل في هذه الأيام أن يشتهر الناس بفضل برامج الواقع. لكن من الأصعب
حتماً الفوز بأدوار أساسية كما فعلت تيبتون في «الحب المجنون والغبي» وفي
فيلم «عائلة دامسل في محنة» (Damsels
in Distress) الذي سيصدر في الخريف المقبل، وهو آخر أعمال
مخرج الأفلام المستقلّة ويت ستيلمان (من أفلامه «برشلونة» (Barcelona) و{آخر أيام الديسكو» (The
Last Days of Disco)).
ولفتت تيبتون الى أن أحداً في موقع تصوير الفيلمين لم يعرفها من برنامج «توب
موديل». في «الحب المجنون والغبي» الذي صُور أولاً، اكتسبت معلومات عن
زوايا الكاميرا والإضاءة فيما كانت تدرس أعمال الممثلين الذين تكنّ لهم
احتراماً كبيراً.
تعليقاً على طاقم التمثيل الذي يشمل ستيف كاريل، وجوليان مور، وراين
غوسلينغ، وإيما ستون، وماريسا تومي، وكيفن بايكون، قالت تيبتون: «هؤلاء
الأشخاص من أهم الممثلين في هوليوود ويعتمدون على موهبتهم حصراً. هم ليسوا
مجرد مشاهير بل موهوبون أيضاً».
جليسة أطفال
تؤدي تيبتون دور جليسة أطفال في السابعة عشرة من عمرها ويكون الطفل (جوناه
بوبو) الذي كُلّفت بالاعتناء به في الثالثة عشرة من العمر ويظنّ أنه مغرم
بها. ولكنها تُعجب بوالده (كاريل) الذي يشعر بالإحباط بسبب انفصاله حديثاً
عن زوجته (جوليان مور) ولكنه لا يعي مشاعر الفتاة تجاهه.
وسط ممثلين مرموقين بهذا المستوى، نجحت تيبتون في إبراز نفسها. فقد عمدت
ناقدة الأفلام كارين دوربين، التي تكتب تعليقاتها في صحيفة «نيويورك تايمز»،
إلى اختيار تيبتون كأحد خمسة وجوه بارزة يجب مشاهدتها في هذا الصيف
استناداً إلى أدائها في «الحب المجنون والغبي».
في الإطار نفسه، كتبت دوربين: «جيسيكا هي إحدى الشخصيات الثانوية في هذا
الفيلم الشعبي. لكن بغض النظر عن الأحداث الجارية، تنجح هذه الشخصية كلما
ظهرت على الشاشة في لفت أنظارنا أكثر من أي شخصية آخرى. لا تكتفي تيبتون
بأداء دورها بطريقة شبابية بسيطة بل بأسلوب عفوي لافت. هذه الشخصية عبارة
عن مشروع مؤثر قيد التطوير: فهي خرقاء ومتحمّسة وتخجل بسرعة وتنجرح مشاعرها
بسهولة. وأهم ما في هذا الأداء هو عطاؤها الواضح، ما يجعل شخصيتها محبّبة».
كذلك، اختار مخرج الإعلانات المخضرم تيني فيرتشايلد أن تشارك تيبتون في
فليمه المقبل الذي يحمل عنوان «السامري» (Samaritan)
بعدما أُعجب بعفويتها في التمثيل. ستؤدي تيبتون دور روز، حبيبة بطل الفيلم
السابقة. في غالبية الأحيان، ستظهر روز في ذكريات حبيبها السابق وستؤدي
أحياناً دور صوت ضميره.
كتب فيرتشايلد عبر البريد الإلكتروني: «تظهر روز من وقت لآخر بطريقة
انسيابية، تماماً كما تنساب الأفكار أحياناً، لذا كان من الضروري أن تظهر
بطريقة سلسة وطبيعية، وقد نجحت أنالاي في هذه المهمة. إنها شابة رشيقة
فعلاً».
تتناسب كلمة «رشيقة» مع هذه الشابة التي تدربت على التزلج ثم انتقلت إلى
عرض الأزياء. تجدر الإشارة إلى أن مهنتها كمتزلجة انتهت تزامناً مع نمو
قامتها بشكل ملحوظ.
عن هذا الموضوع قالت تيبتون ضاحكة: «كانوا يظنون أن قامتي لن تتجاوز الـ162
سنتم، لكنني استيقظتُ في أحد الأيام ووجدتُ أنني أصبحتُ بطول 175 سنتم. لم
يكن هذا الأمر مناسباً بالنسبة إلى شريكي في التزلج، فهو كان يبلغ الطول
نفسه».
ثم وجدت تيبتون نشاطات أخرى تهمّها في المرحلة الثانوية حيث كانت رئيسة
نادي الأفلام ومنسّقة شؤون الطلاب. حين وصلت إلى موقع تصوير «عائلة دامسل
في محنة» في نيويورك، فرحت حين علمت أن الممثلة غريتا غيرويغ التي تشاركها
في الفيلم تخرّجت بدورها في مدرسة سان فرانسيس.
تابعت تيبتون: «سُررت كثيراً للعمل مع شخص يعرف منطقتي الأصلية».
يُذكَر أن تيبتون ستظهر أيضاً في ثماني حلقات من الموسم المقبل من برنامج «هانغ»
(Hung).
وقالت عن دورها، وعلى وجهها ابتسامة عريضة: «سأؤدي دور قوادة مصابة بانفصام
الشخصية».
إنها مغامرة خطيرة بالنسبة إلى شابة أرادت العيش وحدها خلال أيام الجامعة،
بحسب قول والدتها، لأنها لم تكن تحب الأجواء الصاخبة في مساكن الطلاب
المشتركة داخل حرم الجامعة.
في هذا الإطار، قالت روبن تيبتون التي انضمت إلى ابنتها على الغداء في
ساكرامنتو: «هي محافظة جداً على مستويات عدة».
قد يحمل الحفاظ على شيء من اللياقة عند أداء دور القوادة بعض المجازفة. لكن
تجيد تيبتون تحقيق ذلك.
وأضافت روبن تيبتون: «ابنتي تدرك ما يحصل من حولها. فهي تعرف جوانب الحياة
الشاقة في شوارع المدينة. لا أدري من أين اكتسبت ذلك».
تيبتون حذقة بما يكفي كي تدرك أن الفوز بأدوار جيدة بالنسبة إلى أي شابة في
هوليوود قد يعني أن تضطر إلى كتابتها بنفسها أحياناً. لقد تسجّلت في برنامج
لتعلّم كتابة السيناريو في سانتا مونيكا وترغب في كتابة أدوار مشابهة
للشخصية التي جسّدتها في «الحب المجنون والغبي»، أي الفتاة جيسيكا الخرقاء
والذكية في آن، أو الدور الذي تؤديه ستون في الفيلم، أي المحامية اللامعة
والمضحكة.
علّقت تيبتون على هذا النوع من الشخصيات قائلة: «نحن لسنا مملات بل
متّزنات».
والأهم من ذلك هو أن هذه الشخصيات تكون مستقلّة ولا تشبه غيرها!
الجريدة الكويتية في
16/08/2011
Crazy Stupid Love…
انسجام بين ستيف كاريل ورايان غوسلينغ
كتب: نيويورك
لم يمانع ستيف كاريل في تلقّي صفعة، إلا أنه وجد صعوبة في تقبُّل مسألة
التقبيل بين الرجال. فخلال تصوير فيلمه الجديد
Crazy Stupid Love،
دراما كوميدية ورومانسية في آن تتمحور حول شاب يحاول تصحيح الأمور في حياته
بعد انهيار زواجه، وجد كاريل نفسه في مواقف ممتعة ومفاجئة صادرة عن زميله
في الفيلم رايان غوسلينغ.
عندما ارتجل غوسلينغ مشهد صفعه كاريل على وجهه، لم يعارضه الأخير على فعلته
هذه. يقول كاريل: «جلّ ما أردته في تلك اللحظة هو أن يصفعني صفعة أقوى. لقد
أحببت الصفعة ووجدتها أمراً ممتعاً».
بعد الصفعة، قرّر غوسلينغ أن يرفع مستوى ارتجاله. يستذكر تلك الفترة
قائلاً: «قبَّلت ستيف قبلة كبيرة تشبه القبلة التي تشتهر بها شخصية باغ
بيني الكرتونية. راح كثر منا يضحكون على فعلتي هذه، فيما كان يبدو جلياً أن
كاريل لم يحب مسألة التقبيل هذه. لقد كان تقبُّله للصفعة جيداً إلا أنه
تحتّم علي التوقّف في ارتجالي عند نقطة معينة».
Crazy Stupid Love الذي أُطلق أخيراً في دور السينما، فيلم يقوم على قلب الأدوار التي
اشتهر بها هذان االممثلان، فغوسلينغ الذي عُرف بتجسيد شخصيات درامية للغاية
في أفلام قيّمة مثل
Half Nelson و
Blue
Valentine،
يؤدي هذه المرة أول دور كوميدي له: رجل مغرور وزير نساء. أما كاريل المشهور
بأدواره الكوميدية في أفلام مثل
Get Smart
و
Date Night
وبدوره في المسلسل التلفزيوني
The Officeالذي
عُرض على شاشة «إن بي سي» والذي يجسّد فيه شخصية مايكل سكوت، ربّ عمل لا
يطاق إنما محبوب من موظّفيه، فيؤدي في الفيلم دوراً أكثر جدية: رجل في
الأربعينات من عمره يواجه مشاكل وصعوبات في علاقاته مع الآخرين.
نكات
قد يتفاجأ رواد السينما عندما يعرفون أن شخصيات هذا الفيلم هي قريبة في
الواقع من شخصيات الممثلين الحقيقية: فبعيداً عن عالم التمثيل، يحب غوسلينغ
إطلاق النكات في حين يفتقر كاريل إلى روح الدعابة وقلّما يمزح مع الآخرين.
في هذا السياق، تقول إيمّا ستون التي شاركت أيضاً في
Crazy Stupid Love:
«ثمة نوع من الكوميديين الذين لا ينفكون يمزحون ويضحكون في فترات الاستراحة
الفاصلة بين تصوير المشهد والآخر. إلا أن ستيف ليس واحداً منهم، فهو يفضّل
الحديث عن عائلته».
ولما أخبرنا كاريل عن رأي ستون فيه، قال: «أنا شخص مملّ. فعلاً، أنا شخص
مملّ».
Crazy Stupid Love الذي كتب نصّه الغني بالموضوعات دان فوجلمان، وأخرجه غلين فيكارا
وجون ريكوا اللذان كتبا نص فيلم
Bad Santa، يروي قصة كال (كاريل)، أب مملّ يعيش في ضواحي إحدى المدن ويكتشف في
المشهد الأول من الفيلم أن زوجته ( جوليان مور) تريد الطلاق منه بعد نحو
مرور 20 عاماً على زواجهما.
ونتيجة لهذا الوضع، يبدأ كال بمواساة نفسه بالتردّد على حانة محلية إلى أن
يلتقي بجايكوب (غوسلينغ)، زير نساء لافت للأنظار يقرّر تبنّي كال وتدريبه
على فن صيد النساء في الحانات. يشمل الفيلم شخصيات مساعدة متنوّعة عدّة بما
فيها روبي (جوناه بوبو)، ابن كال وهو تلميذ في الصف الثامن المتوسط يتميز
بنضج فكري يسبق عمره، وطالبة الحقوق العنيدة هانا (إيمّا ستون)، ويعرض جملة
من العلاقات العصرية التي تعالج مسائل كالحب والالتزام، ناهيك بطقوس
الترابط والتواصل بين الرجال الشائعة في عام 2011.
التقى كاريل وغوسلينغ أخيراً لتناول الغداء في مطعم أحد الفنادق وسط
مانهاتن. وصل كاريل في الوقت المحدّد مرتدياً معطفاً رياضياً داكناً لا
تشوبه شائبة ومسرّحاً شعره على نحو رائع، للترويج للمشروع الأول الذي ينجزه
منذ تركه المسلسل التلفزيوني
The Office الربيع الماضي. أما غوسلينغ، فوصل في وقت متأخر وعلى رأسه {كريم}
للشعر علماً أنه كان بادياً عليه على نحو لا يمكن إنكاره أنه أفرط في الشرب
في الليلة الماضية.
أمضى الثنائي السينمائي الأيام الأخيرة في الحديث مع الوسائل الإعلامية.
وقد أفرطا في الترويج لفيلمهما إلى درجة أن «المرء يصبح أجشّ الصوت بعد
فترة من الوقت» على حدّ تعبير كاريل (48 عاماً) الذي يبدو تواقاً للعودة
إلى بوسطن حيث يمضي هو وعائلته العطلة الصيفية. أما غوسلينغ (30 عاماً)
العازب فبدا تواقاً ليعود الى حياته الطبيعية.
في هذا الإطار، يقول غوسلينغ عن تصوّراته حول التصوير الذي جرى في مدينة
لوس أنجلس في العام الماضي: «ظننت أن المشاهد ستقتصر على تصويرنا ستيفن
وأنا فيما نحن نتسكّع في الحانات الليلية. إلا أنه تبيّن لي أنه سيتوجّب
علينا الذهاب إلى الحانات في الثامنة صباحاً لتصوير لقطات الفيلم».
ومن الطبيعي أن نفترض أن غوسلينغ يؤدي دوراً هو طبق الأصل عن شخصيته
الحقيقية التي اشتهرت بحبّها لحضور المناسبات الاجتماعية، أو أنه سيروّج
أقلّه لصورة النجم السينمائي الأعزب المترسّخة في ذهن الجمهور. إلا أنه
يرفض هذه الافتراضات كلّها.
يضيف غوسلينغ: «ثمة ما يكفي من الضغط عليّ. يفترض الناس أنني قادر على بناء
منزل بعدما شاهدوني في فيلم
The
Notebook»،
مشيراً في كلامه هذا إلى الشخصية التي جسّدها في الدراما الرومنسية الصادرة
عام 2004 والتي يبني فيها منزلاً لفتاة.( وبغية التحضير لدور جايكوب في
Crazy Stupid Love. ، قرأ غوسلينغ كتاب
The Game وكتباً أخرى تقدّم نصائح وحيلاً تساعد في التعرف إلى النساء، إلا أنه
وجدها سخيفة معتبراً أنه لا توجد معادلة رياضية يمكن اتباعها لبلوغ
السعادة.)
من جهة أخرى، كاريل متزوّج منذ 16 عاماً ويستند إلى تجربته الزوجية لأداء
دوره في
Crazy Stupid Love.. يقول: «في الواقع، ليس لدي مرجع لتعليم فن جذب
الجنس الآخر. الحانة التي صوّرنا فيها لقطات الفيلم بنتها شركة «وارنر
بروس» على مسرح صوتي. ومع ذلك، بدا لي الأمر غريباً وغير مريح. فحتى الجلوس
على البار هو أمر لم أعتده. وقد آلمتني مشاهدة النساء الجميلات وهن يتلقّين
المال للادعاء بأنهن منجذبات إلي».
خلال التصوير، كان مخرجا الفيلم يقفزان صعوداً وهبوطاً من وراء كاميراتهما
طالبين من الممثلين أن يكونوا «أكثر متعةً وإضحاكاً»، علماً أن مشاهد
كوميدية كثيرة في الفيلم ناتجة من أحد أشكال الارتجال التجريبي والتكراري
في حين أن غوسلينغ وكاريل كانا يتدرّبان مع بعضهما على المشاهد قبل
تصويرها.
وبما أن كاريل أحد أكثر الممثلين الكوميديين شمولاً في الوسط التمثيلي،
شكّل حلماً بالنسبة إلى مخرجيْ الفيلم اللذين رغبا في التعامل معه بشدّة.
أما غوسلينغ المرشّح لنيل جائزة أوسكار عن دوره كأستاذ مدمن على المخدرات
في فيلم
Half Nelson، فلديه خبرة صغيرة في التمثيل الكوميدي. في هذا الصدد، يقول مخرجا
الفيلم فيكارا وريكوا في مقابلة معهما إنهما كانا يشككان في ما إذا كان
غوسلينغ مناسباً لهذا الدور قبل أن يجريا معه اجتماعاً دام ساعة أظهر فيه
روح دعابته وطرافته.
يضيف ريكوا: «أُعطي لغوسلينغ دور كان من الممكن أن يكون غير أخلاقي وأن
يجعله محبوباً على نحو كبير. وهنا تحديداً تبرز خبرة الممثل الدرامية».
لكن غوسلينغ يشير الى أن الأمور جرت على نحو مختلف: «أردت في الأساس أداء
دور جايكوب على نحو يشبه شخصية
Situation في مسلسل
Jersey Shore. لكنّ المخرجيْن وجدا هذه الفكرة سيئة للغاية».
يلفت كاريل الى أنه لم يشكّ في قدرة غوسلينغ على أداء دور كوميدي إلا أنه
تفاجأ بقدرته على الارتجال. كذلك يشير الى أول لقاء جمعه بغوسلينغ ودام
ثلاث ساعات ناقشا خلالها موضوعات مختلفة بدءاً من العائلة ووصولاً إلى
الرسوم المتحركة. يقول كاريل عن ذلك اللقاء بنبرة جدية: «وجدته إنساناً
جميلاً وعميقاً».
وعندما رأى غوسلينغ أن إجابة كاريل أثارت الحيرة في نفس المراسل الصحافي،
قال وهو يضع المنديل في حضن زميله قبل أن يبدآ بتناول الطعام: «أجل، إننا
نعيش قصة حب أخوي».
عندها قام كاريل بمداخلة صغيرة قائلاً: «ما من خطب في ذلك»، ما دفع غوسلينغ
إلى الردّ بسرعة: «إنه وسيم للغاية لدرجة لا أستطيع مقاومته».
الجريدة الكويتية في
16/08/2011 |