منذ أيام قليلة استقبلت دور السينما فيلم ( المركب
)،
الذي قام ببطولته باقة من النجوم الشباب هم أحمد حاتم، إسلام
جمال، رامز أمير، يسرا
اللوزي، فرح يوسف، بالإضافة إلي المشاركة المتميزة للنجمة يسرا بعد غياب
سنوات
طويلة عن شاشة السينما، والفيلم من إخراج عثمان أبو لبن، كل هذه الأسماء
اجتمعت من
أجل التأكيد علي أمر واحد وهو سينما البطولات الشبابية
الجماعية، وبث الثقة في نفوس
المنتجين علي ضرورة التعاون ومنح الفرصة لهؤلاء الشباب لإظهار موهبتهم
والثقة بنجاح
العمل.. لهذا كان لابد من معرفة ردود الأفعال من الأبطال.
·
في البداية : كيف جاء الترشيح
لفيلم المركب؟
-
أحمد حاتم : جاء الترشيح من المخرج عثمان أبو لبن وللعلم فأنا معه من قبل
البدء في التصوير، فقد عرض علي الفكرة وعلي الفور تحمست لها
وبمجرد الانتهاء من
الكتابة، بدأنا جلسات عمل استمرت وقتا طويلا، والحقيقة كنت سعيدا جدا أثناء
التصوير، فالورق مذهل، والفكرة جديدة وحقيقية ولا يمكن لنجم كبير وليس
موهبة شابة
أن ترفضها.
-
رامز أمير : أنا آخر فرد تم ترشيحه للفيلم، والترشيح من
المخرج عثمان أبو لبن، وأنا عاشق لهذا المخرج، لهذا لم أتردد
للموافقة علي الدور،
لأنه مختلف وبالإضافة إلي الأبطال المشاركين في الفيلم، شجعوني أكثر علي
خوض
التجربة، وعلي الفور بدأنا العمل علي الشخصية.
فرح يوسف: لقد تم عرض عدد
كبير من الأعمال علي، ولكني فوجئت باتصال من المخرج عثمان أبو لبن وترشيحه
لي
للقيام بالدور، وبمجرد قراءة النص أعجبت بالدور علي الرغم أنني
لست سباحة بالمرة،
ولكن المخرج عثمان أبو لبن عمل علي طمأنتي وأنه هناك أكيد حل لهذه المشكلة
وبغض
النظر عنها فهو يراني الأكثر ملاءمة للدور، ونظرا لهذه الثقة فما كان هناك
سبيل سوي
الموافقة والاجتهاد للإثبات أن ثقته في محلها.
·
فرح يوسف، حدثينا عن
كواليس العمل، وخاصة مشكلة السباحة ؟
-
لقد فوجئت بأن الدور
بالكامل علي سطح مركب في البحر، ولأنني كما يدعوني سباحة ماهرة، وهنا ضحكت
فرح، فقد
انتابني خوف شديد، ولكنني كما يعرف البعض عني فإن ( قلبي ميت ) فقد واجهت
الأمر،
وأصررت أن أقدم الشخصية بالشكل المنتظر، والفضل يعود للمخرج عثمان أبو لبن
بعد
الله، فقد كان قائدا و ساهم كثيرا في ظهور العمل بهذا الشكل
المبهر، حيث كان يحرص
علي أن يكون من أوائل الموجودين في موقع التصوير وينزل المياه لبث الشجاعة
في
نفوسنا، والحقيقة فجميع القائمين علي العمل اجتهدوا جميعا من أجل الظهور به
بأفضل
صورة.
·
أحمد سعد : ماذا عن مشهد الغرق،
وما هي أبرز كواليس هذا
المشهد الذي لا ينسي ؟
-
منذ بداية الترشيح وقراءة الدور، وأنا
حامل هم هذا المشهد، وخاصة كلما اقترب موعده، زاد التوتر، وعلي الرغم أني
سباح
ماهر، ولكني كنت أخشي القيام بالمشهد بالشكل المطلوب، ولكن جميع الأبطال
وعلي رأسهم
المخرج عثمان أبو لبن كانوا خير العون لي وبث الثقة في أنني قادر علي تقديم
المشهد،
وعندما جاء التصوير تم ربطي بحديد يزن حوالي 14 كيلو حتي أستطيع النزول
بجسمي
ومفاداة الطفو علي سطح البحر، وقد تكرر المشهد حتي آخر مرة
شعرت أنني ربما أموت في
حالة تكراره لهذا طلبت أن تكون آخر مرة، وبالفعل تم تصويره وأدعو الله أن
يكون قد
نال إعجاب الجمهور.
·
هل من المتوقع إقبال المنتجين
علي مثل هذا
النوع من الأعمال الشبابية خلال الفترة القادمة؟
-
أحمد حاتم :
بعد فيلم أوقات فراغ، انتشرت حالة من
الجرأة، والثقة لتقديم مثل هذه الأعمال دون
الاعتماد علي البطولة المطلقة، هذا ما يُطلق عليه ( جرأة
الإنتاج )، فالأهم هو
الموضوع الجيد، الفكرة الجديدة، المخرج المناسب، والأبطال الموهوبين، كل
هذه عوامل
من حقها الخروج في عمل واحد، لا مجال له سوي إعجاب الجميع والنجاح.
·
أحمد حاتم، حدثنا عن أصعب
المشاهد في الشخصية التي تقدمها في
الفيلم ؟
-
أهم ما في الشخصية هو التحول الذي تُصاب به بعد موت
صديقها المُقرب وبمساعدة المخرج عثمان أبو لبن أعتقد أنني نجحت
في توصيل الشخصية
كما ينبغي، وبشكل مقنع للجميع، فقد حرصنا علي بداية ظهور الشخصية حتي يأتي
التحول
مقنعا للجمهور.
·
إسلام جمال : ما الفرق بين
تجربتك مع المطرب تامر
حسني، وبين دورك في تجربة جماعية في فيلم المركب ؟
-
التجربة مع
المطرب تامر حسني كانت رائعة، فقد ساهم الجميع في بداية ظهوري علي الشاشة
بصورة
رائعة، والجميع قام بمساعدتي سواء تامر أو المخرج أو المنتج،
ووثقوا في موهبتي
ومنحوني الفرصة لإظهارها، وهي فرصة لم تأت للجميع وأكيد استفدت كثيرا من
التجربة،
خاصة أن تامر نجم له جمهوره ومحبوه. أما عن دوري في فيلم (المركب) فإنه
بمشاركة مع
عدد كبير من الأبطال، فجميع القائمين علي فيلم المركب نجوم، وهذا هو رأيي
لا يمكن
الاستهانة بموهبتهم، وأكيد استفدت منهم وتعاونا جميعا للخروج
بالعمل، بفكرة جديدة،
وموضوع كبير ومجهود رائع.
·
رامز أمير : يعرض لك حاليا فيلم
سفاري،
وهو أيضا تجربة شبابية جماعية كما هو الحال مع فيلم المركب، ألم تخش
المجازفة، خاصة
أن سفاري لم يلق النجاح المنتظر ؟
-
يعرض لي عدد من الأعمال سواء
السينمائية أو التليفزيونية، وعدم نجاح أحد هذه الأعمال لا يعني التقصير من
جهتي،
فأنا اجتهدت في جميع الأعمال بنفس القدر وأما النجاح فهو بيد الله ولا
يخصني وحدي،
فالعمل هو عبارة عن مجموعة من العناصر ونجاح العمل يعني نجاح جميع العناصر،
ولكني
لم أخشي تماما فشل فيلم المركب، فالموضوع جيد والفكرة جديدة والشخصية
مختلفة
والأبطال مجتهدون، لهذا لا مبرر للرفض تماما، فكل هذه عوامل
تبشر بنجاح العمل.
·
فرح يوسف : قدمت دور الفتاة
الجريئة، المتحررة، التي تحاول إقناع
صديقتها بالخروج عن تشددها ، فهل كان هذا مقنعا وهل أنت راضية عن وجود هذه
الشخصية
في الواقع ؟
-
أعتقد أن الشخصية منطقية وحقيقية، فهي فتاة تحاول
وضع صديقتها التي تراها مرتكبة بشكل كبير ومحتارة أمام نفسها،
فهي ليست ضد الحجاب
وليست معه، وقد اجتهدت علي إظهار الدور كما رأيتموه حتي يصبح مقنعا ولهذا
فأنا
راضية كل الرضا عن الأداء.
·
تردد مؤخرا ظاهرة تخفيض الأجور
المبالغ
فيها، فما هو رأيك؟
-
فرح يوسف : كل منتج يستثمر أمواله في اسم
النجم الفلاني، ذي الجمهور الكبير، وبالتالي إيرادات عالية، ولهذا لابد أن
يوافق
علي الأجر العالي، لأنه في حالة رفضه سوف يبقي في المنزل، ولهذا سوف تتوقف
الحياة،
ولكن وللعلم فالأجور المبالغ فيها معدودة، وليست شاملة جميع
الفنانين، ولكن من وجهة
نظري نحن علي أبواب الانطلاق بنوعية أفلام مثل المركب أي البطولة الجماعية
والأجور
المقبولة والمناسبة للجميع.
·
ماذا عن انتخابات نقابة المهن
التمثيلية، وما
الدور المنتظر منها من وجهة نظركم ؟
- أحمد سعد : من وجهة نظري لا غني عن الرقابة،
فليس كل ما يُقدم فنا جيدا وهناك البعض ممن يريد استغلال الموقف لصالحه
وتقديم ما
يخدش حياء الجمهور ويسيء له ولفكره، ولكن لابد من حرية الفكر والرأي، مادام
توافق
ذلك مع عاداتنا وفكرنا وثقافتنا ومادام احترمت محرماتنا
المعروفة للجميع.
رامز أمير : أهم دور لابد أن تقوم به النقابة هو حماية الفنان، والحفاظ علي
حقه مادام مدركا لواجباته، ويقدم فنا راقيا، ومادام محافظا علي
ثقافة جمهور كبير،
واجبه تجاهه احترام فكره وعقله ومشاعره أيضا.
-
فرح يوسف : الرقابة علي
الأفكار كارثة كبيرة، لابد من التخلص منها، وهذا ما نرجوه من النقابة
الجديدة.
آخر ساعة المصرية في
05/07/2011
حول قرار المغرب منع تصوير فيلم إيراني عن محمد
حسن بنشليخة*
قرر المركز السينمائي المغربي عدم الترخيص للمخرج الإيراني مجيد مجيدي
بتصوير بعض مشاهد فيلمه المقبل عن الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، في
المغرب. وقد علل المركز هذا الموقف بقوله "إن المغرب حسم الأمر منذ زمن،
حيث هناك عديد من المواضيع التي لا يتم التطرق إليها ولا يمكن السماح
بتصويرها في المغرب".
ولم يقدم المركز السينمائي أي دليل مادي يستند اليه فيهذا الرفض واكتفى
بالعمل على "حديث الناس"، الذي يروج للتخوف من تشخيص الرسول الأعظم ولِما
للأخير من مكانة عالية ومنزلة عظيمة في نفوس المسلمين وفي تاريخ البشرية.
فعمل مجيد مجيدي هذا، الذي لم يصور بعد، والذي ساهم في كتابة نصه علماء دين
مغاربة، أثار الكثير من الجدل، كما وقع مع أفلام ومسلسلات تلفزيونية
إيرانية أخرى، مثل النبي يوسف، عليه السلام، في السلسلة الإيرانية "يوسف
الصديق"، و"مريم المقدسة"و"أصحاب الكهف"و"النبي سليمان"، حيث جُسِّد فيها
الأنبياء والرسل. ولعلماء السنة مواقف واضحة وفتاوى كثيرة تحرم تجسيد
الأنبياء والملائكة من خلال التمثيل واستهدفت مسلسل "يوسف الصديق"تحديدا.
نحن لا نريد هنا الدخول في معترك الحجج والقرائن العقلية والنقلية ولا
الغوص في الحكم الشرعي أو إبداء الرأي في الفتاوى أو مقارعة رجال الدين
والعلماء وموقفهم من الإبداع السينمائي، لأن ذلك ليس من اختصاصنا. لكن ما
يهمنا هنا هو موقف المركز السينمائي المغربي، الذي لا يحظى بأي شرعية دينية
ولا يتوفر على الإرث الثقافي اللازم، إنْ لم نقل على أبسط المستجدات
الفكرية ليَفْصِل في مسألة بالغة الحساسية ومن صلاحيات الفقهاء والعلماء.
العجيب في الأمر أن يستفيق فجأة نفر من الواعظين من سباتهم العميق ويخرجوا
من فتحة جحرهم الخلفية وتنطلق عقد ألسنتهم لتتفوه بهرطقات وخزعبلات بعدم
جواز كذا أو كذا. فقد قام "المصلحون الجدد"، أصحاب الأرواح النقية والأنفاس
الزكية، قومة رجل واحد للدفاع عن "الثدي"الذي رفضوا أن يرضعوا منه. إنهم،
هم أنفسُهم، من وظفوا أسلحة الدمار "الفنية"في السينما المغربية وجعلوا
منها شغلهم الشاغل، لضرب الإسلام في العمق وللزحف على القيم والأخلاق
والمبادئ الإنسانية داخل المجتمع المغربي، واتهموا كل من وقف ضد هذا
المشروع التخريبي بـ"الظلامية".
ليست هذه هي المرة الأولى التي يثار فيها موضوع تشخيص الرسول الأكرم عليه
السلام. فالكل يعلم قصة فيلم "الرسالة"، للمخرج السوري الكبير مصطفى
العقاد، والجدل الذي دار حوله والضغط السعودي لتوقيف المشروع، بدعوى أنه
"يسيء إلى الإسلام وإلى الرسول محمد"، صلوات الله عليه. وقد توقف المشروع
في المغرب، بالفعل، تحت وطأة الضربات القاصمة للسعودية، رغم موافقة علماء
السنة في "الأزهر"وعلماء المجلس الأعلى الشيعي على تصوير الفيلم. ورحل
مصطفى العقاد إلى ليبيا، مُصرّا على أنجاز ما بدأه.
ويشهد الجميع الآن أن الفيلم، بعد خروجه إلى النور، أحسن ما صُور عن
الإسلام وعن الرسول، عليه السلام، إلى حد اليوم... ومع ذلك، ما زال
«محرَّما» في المملكة العربية السعودية.
وعلى المركز السينمائي المغربي، الذي انتابته "الغيرة"، فجأة، على الثوابت
الدينية، أن يشرح لنا لماذا رخص لفيلم "المسيح"، الذي صوره المخرج الأمريكي
الشهير مارتن سكورسيزي من أوله إلى آخره في المغرب وشخّص فيه المسيح ابن
مريم من البداية إلى النهاية، من دون أن يرف له جفن؟... هل هناك خط أحمر
يطبق فقط على البعض ولا يطبق على الآخرين؟ ألم يُرسَل المسيح من عند الله
تعالى؟ أليس من الثوابت الدينية أن يؤمن كل مسلم بالأنبياء السابقين، من
آدم، أول خلق الله تعالى إلى محمد، خاتم الأنبياء، مروراً بموسى وداود
وعيسى، عليهم الصلاة والسلام؟ كفانا وصاية على عقولنا ووعينا.
نحن ندرك جيدا أن الإناء ينضح بما فيه ولن ينفع التستر بالحجج الدينية
ومكارم الأخلاق والمفاهيم الاجتماعية الرنانة، فالموقف قائم على أساس
ثنائيات الباطن والظاهر، تحركه أياد خفية، وفق ما يتطلبه الظرف وتمليه
الحاجات.
اللعب على الحبلين
يحاول بعض الانتهازيين والرجعيين، بعد إفلاسهم الفكري، أن يفهموا وضعهم
انطلاقا من تحريفهم للماضي، على ضوء الحاضر، وسرقة المستقبل، على ضوء
مغالطات الحاضر. ويعتمد هؤلاء على خلق التناقضات، عبر مجموعة من التفاعلات
"المرَضية"، التي تتميز بالقصور أو بضيق الرؤى وتتسبب في الاضطراب
الوجداني، الذي يؤثر -حتما- على روح الإبداع وعلى المستوي السلوكي
والاجتماعي. كما أن شخصيتهم ليست مستقلة وتعاني من الازدواجية والانفصام
وتتسم بضعف الإرادة التي تمنعهم من التعبير عما يصبون إليه، خاصة أن خطابهم
يبقى ناقصا. وأهم ما يطبع هذه الشخصية النظرة الاستعلائية، حيث أصبحوا
يعتقدون أنهم "رموز"وأنهم حملة "لواء"القيم الصحيحة، بينما هم، في الحقيقة،
أشخاص متعددو الأوجه ومنعدمو الثقة في النفس. وقد تحولت هذه الازدواجية،
بالفعل، إلى حالة شعورية واقعية تنهش جسد الفن السابع.
إن تقلب الآراء والأفكار والأهواء ليس أمرا جديدا أو حتى معيبا، شرط
الاقتران بمبدأ أو سلوك أو خيارات فكرية مبررة. أما المعاناة من الانفصام
الشخصي فتترتب عنه نتائج خطيرة في التفكير والوجدان والسلوك وتدفع الإنسان
إلى أن يتظاهر بما ليس فيه. إن الوصفة المكيافيلية قد أكل عنها الدهر وشرب،
فالذين يساهمون في تشويه معالم حضارتنا وصورة ثقافتنا وينقلبون على أنفسهم
بين عشية وضحاها إلى مدافع عليها لا يملكون أي فضيلة للتحدث باسم الثوابت
الدينية. نحن نعي جيدا أنه لا تهمهم قيم العمل الخلاق بقدر ما يهمهم إعلاء
المصالح الضيقة والتشهير لأنفسهم على حساب المصلحة العامة والوطنية.
إن إحدى الصفات الأساسية التي تميز النفعيين والانتهازيين والرجعيين هي موت
الضمير والانقلاب على المبادئ، ينعقون مع كل ناعق للوصول إلى الهدف، ولو
بإذلال. وما أسهل أن يتفجر الدفاع من أفواه أناس لا يقيمون شأناً للمبادئ
والقيم والأخلاق وميثاق الشرف على حساب النفع الرخيص والمصلحة الآنية.
وإذا كانت الغيرة على التراث واحترام الثوابت الدينية هي الحجة وراء منع
تصوير فيلم الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، وجب التساؤل: أين تبدأ
الثوابت الدينية وأين تنتهي؟ هل السينما هي الوحيدة التي تهدد الثوابت
الدينية أم إن الفساد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، هي الأخرى، جزء من
هذا التهديد؟ هل السلوكيات الفردية (التعري على غلاف المجلات الوطنية،
مثلا) قيمة فاسدة وسلوك مضاد يمس الثوابت الدينية؟
أليس مثل هذا السلوك نتيجة انهيار المنظومة الفكرية لشريحة معينة وعدم
الإيمان باحترام التراث الثقافي الوطني، حتى ندع جانبا الثوابت الدينية؟
وماذا عن الترويج للعلاقات الجنسية خارج الزواج الشرعي: هل هو محرم شرعا أم
لا؟ وبما أننا في سجل السينما نحصر النقاش بأصل الموضوع. هل التطاول على
الرسول الأعظم هو الخط الأحمر الوحيد الذي يمس بالثوابت الدينية أم إن
الهجمة الشرسة على الدين الإسلامي في موجة من الأفلام التي أنتجها المركز
السينمائي المغربي نفسه مس، كذلك، بالثوابت الدينية؟
هل المهرجانات السينمائية المغربية التي تروج للفساد السياحي تعد تهديدا
مباشرا للثوابت الدينية أم لا؟ هل تزوير الحقائق التاريخية في السينما
المغربية من طرف شرذمة «يهودا الصغير» يسيء إلى التراث الإسلامي أم لا؟
وماذا عن سينما "الإخلال بالحياء"وعن الفصل الـ483 من القانون الجنائي
المغربي، الذي لا يستثني السينما ويعاقب بالحبس، من شهر إلى سنتين، "كل من
ارتكب إخلالا بالحياء"؟ ألا يحق تطبيقه على المخرجين المغاربة، الذين
يستفيدون من الدعم ويروجون لثقافة العري والمسخ وإنزال عقوبة السجن بهم
وبمن يمولهم؟ وماذا عن الفساد المالي والإداري داخل المركز السينمائي
المغربي هل يتماشى ذلك مع الثوابت الدينية؟ ألم يثبت المجلس الأعلى
للحسابات بالحجة الدامغة المخالفات المتعلقة بالاستفادة غير المبررة لبعض
الأشخاص غير العاملين في المركز السينمائي؟ ألا يريدنفس المجلس جر نورالدين
الصايل، مدير المركز السينمائي المغربي، إلى القضاء بتهمة إهدار المال
العام؟
نحن، إذن، أمام لغز تصرفات وسلوكيات عكس ما عهدناه. فالمركز السينمائي
المغربي، بعد إقصائه المخرجين الموهوبين الذين بوسعهم أن يسْمُوا بالذوق
العام ويرفعوا من ثقافة المشاهدين، فتح المجال أمام مخرجين من أمثال نور
الدين لخماري ونرجس النجار ونبيل عيوش وعزيز السالمي وليلى المراكشي وعبد
القادر لقطع ولطيف لحلو وحسن بنجلون ومحمد إسماعيل وأحمد بولان وغيرهم ممن
يخلطون بين «الجرأة والوقاحة». فجلست هذه الزمرة، بعد أن تخلت عن ضميرها
وأنكرت ذاتها، فعلا وممارسة، على طاولة «البغاء» لإخراج أفلام «كأس
وغانية»، ليتحول الفن السابع من "ينبوع أخلاق"إلى "دعارة سينمائية"تسيء إلى
الثوابت الدينية بالأساس. وما فيلم "الجامع"، الذي أخرجه داوود أولاد السيد
مؤخرا، بدعم المركز السينمائي المغربي، إلا دليل قاطع على ذلك. وأين غاب
"حراس الفضيلة"، الذين موّلوا فيلم نبيل عيوش "لحظة ظلام"، والذي يروج
للشذوذ الجنسي والدعاية إلى "المسخ"بشكل فاضح؟ وماذا عن فيلم "حجاب الحب"،
لعزيز السالمي، و"ملائكة الشيطان"، لأحمد بولان وأفلام أخرى لا يتسع المجال
هنا لمناقشتها، والتي تبنّت هجوما لاذعا للنيل من الثوابت الدينية؟
أما فيلم "ماروك" للمخرجة المغربية ليلى المراكشي فهو "النموذج" الساطع
وليس من محض الصدفة أن ينتجه زوجها، اليهودي، والمخرج في نفس الوقت ألكسندر
آجا، حتى يتحقق الهدف بطريقة مزدوجة. فجاء هذا الفيلم ليُتمم ما بدأه
المخرج المغربي عبد القادر لقطع، الصديق الحميم لمدير المركز السينمائي
الحالي، ـ"يغذينا"، بكل وقاحة خدش الحياء العام والإساءة إلى التراث...
فالكل يدرك أن فيلم "ماروك"يُحرّض ويمس بمقدسات الشعب المغربي ويتجاوز
التقاليد التي تربّى عليها المغاربة. كيف يُعقَل أن يتعاطف إنسان مع مخرجة
اختارت، عن قصد، أن تتمحور أحداث فيلمها المثقل حول "ثقافة" الخلاعة ونابي
الألفاظ، وفي شهر رمضان المبارك، ويتحول نفس الإنسان، لاحقا، إلى الدفاع
عن الثوابت الدينية؟
هذا غيض من فيض الأفلام التي يمولها المركز السينمائي المغربي، هدفها تغييب
العقل وتسفيه قضايانا وتراثنا، تطبعها السلوكيات غير الأخلاقية والمَشاهد
الجنسية الإباحية ،التي تنال من الآذان والصلاة والقِيّم والأخلاق وتتهمنا
بالتعصب لديننا وتُشعرنا بالانغلاق وضيق الأفق وبعدم امتلاك النظرة
الإنسانية المتسامحة. وفيلم ليلى المراكشي ليس أكثر من إشاعة حقيرة في
صناعة الكراهية بكل المقاييس، ليست بالأولى ولن تكون الأخيرة، للإساءة إلى
الدين الإسلامي، ومع ذلك، وجدت من "يدافع عنها" وعن "حقها" في الحصول على
تأشيرة لعرض فيلمها في القاعات السينمائية المغربية، ولم يكن سوى مدير
المركز السينمائي المغربي، نور الدين الصايل. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد
بل اثبت السيد المدير، بالدليل الملموس والقاطع، أن "ماروك"فيلم "يجسد
السينما التي نريد اليوم في المغرب"، بمعنى آخر: السينما التي تستهدف الدين
الإسلامي، حتى يصفي حساباته مع الآخرين ويفتح الباب أمام جرافة العولمة.
هكذا يُبجّل مدير المركز ما لا فائدة من تبجيله، لتنمية العداء في الوعي
الجماعي المغربي ويناصر فيلما محملا بالحمولات العقائدية السلبية عن
الاسلام، لتطال الجسد المغربي.
دعونا من تسويق خرافة قدسية كلام غرف النوم والخداع والتضليل والاستخفاف
بعقول الناس، لأن مخالفة الفعل للقول وتناقض الممارسات مع الأفكار هو نوع
صريح من الخيانة للمبادئ والأخلاق الإنسانية. كفانا "زعيق" ضجيجكم المزيف
وتقمصكم الفضائل في لباس الحِيّل والكذب والسطحية الفارغة والازدواجية
العمياء، لكسب القلوب واستمالتها، واعترفوا أننا نعيش أزمة أخلاق حقيقية في
السينما المغربية تَسبَّب فيها المخرجون المغاربة والمركز السينمائي
المغربي على السواء. رياح العفة لا تخرج من الفم الكريه والبحث عن الطريق
من داخل الغابة أمر مستحيل.
* مخرج وناقد سينمائي مغربي
عين على السينما في
05/07/2011
غادة عبد الرازق تناقش أزمات المرأة
المصرية
القاهرة – من محمد
الحمامصي
الفنانة المصرية تستأنف تصوير فيلم 'ريكلام'، وترى أن موقفها من
ثورة 25 يناير لم يخفّض شعبيتها لدى الجمهور.
بعد توقف استمر عشرة أيام بسبب إجراءات الحصول علي تراخيص للتصوير الخارجي
في عدد من المناطق والأحياء والشوارع في القاهرة، استأنفت الفنانة غادة عبد
الرازق تصوير فيلمها السينمائي "ريكلام ".
تدور فكرة الفيلم حول أزمات المرأة في المجتمع المصري من خلال نماذج حقيقية لأربع بنات من بينهن شخصية
شادية التي تجسدها غادة، وهي فتاة تعاني ضغوطاً
اجتماعية قاسية، تجمعها الظروف بعلاقة صداقة مع "ديدى" التي تقوم بشخصيتها
رانيا يوسف، وانجي خطاب تلعب دور سوزي التي تعمل في أحد الكباريهات بعد أن
تتعرض أسرتها الأرستقراطية للسقوط في مستنقع الفقر، بالإضافة إلى الفنانة
علا رامي التي تقوم بدور قوادة تستغل ظروفهن وحياتهن الاجتماعية الصعبة
والقاسية وتستقطبهن من أجل تسهيل الأعمال المنافية للآداب.
الفيلم سيناريو وحوار مصطفي السبكي ويشارك في بطولته رانيا يوسف، وانجي
خطاب، وعلا رامي، وعمر خورشيد، ودعاء سيف الدين وإخراج علي رجب.
تقول غادة عن معنى ريكلام "الريكلام" مهنة فتاة في الكافيهات حيث تتواجه
فيها كنوع من الدعابة لجذب الزبائن للمكان".
وأضافت "صورنا أربعة أيام فقط من الفيلم داخل الإستديو، وهي مشاهد ديكور
الكباريه، أما باقي مشاهد الفيلم سيتم تصويرها خارجيا نظرا لطبيعته ويستغرق
تصوير هذه المشاهد أربعة أسابيع كاملة".
وأشارت غادة إلي أنها سوف تستأنف تصوير المشاهد المتبقية لها من مسلسل "سمارة"
الأسبوع المقبل، حيث تم الانتهاء من بناء الديكور الأخير لها في المسلسل،
وبعدها يكون المسلسل جاهز للمونتاج، حيث يتفرغ المخرج محمد النقلي لإجراء
المونتاج النهائي تمهيدا للعرض الرمضاني.
عن حالة الجدل المثارة حول انخفاض أسهمها لدي الجماهير بعد موقفها من ثورة
25 يناير في بدايتها قالت إنها لا تجد ان جماهيريتها قد انخفضت. بل مازالت
تحتل نفس مكانتها لدي الجمهور في الوسط الدرامي والسينمائي.
وأكدت غادة أنها تتمنى الانتهاء من تصوير الفيلم في أقرب وقت حتى يكون
جاهزاً للعرض في إجازة عيد الفطر.
عن الاستعراضات التي يمكن أن يضمها الفيلم قالت "لن أغني ولا أرقص لأن
أحداث الفيلم بعيدة تماما عن هذا وهي أقرب للتراجيديا، والأغاني الموجودة
في الفيلم أغان شعبية من الحان محمود غنيم".
ميدل إيست أنلاين في
05/07/2011
التجلي الأخير لغيلان الدمشقي:
الاستعانة بالتاريخ
لمواجهة قسوة الواقع
ميدل ايست أونلاين/ دمشق
الإيقاع البطيء لفيلم هيثم حقي جعل الانتقال بين العالم الواقعي
والتاريخي بمثابة شرح مفردات مطولة غير قادرة على زيادة الوعي برسالة
الفيلم.
تتنقل كاميرا المخرج السوري هيثم حقي في فيلمه "التجلي الأخير لغيلان
الدمشقي" الذي عرض أمس في صالة المركز الثقافي الفرنسي بين زمنين الأول
واقعي يرسم من خلاله شخصية سامي التي يجسدها فارس الحلو وهو موظف في مديرية
الصحة ويهوى تربية الطيور والاهتمام بالنباتات والأكل بشراهة وبين غيلان
الدمشقي المفكر الإسلامي الذي يعيش في هواجس سامي الذي يعد رسالة دكتوراه
عنه كأحد المعتزلين الكبار في العصر الأموي.
ورغم هذا الانتقال بين زمنين إلا أن سامي يعيش ضمن زمن آخر من خلال عالم
وهمي يرسمه لنفسه سواء ما يتعلق بحبه المكبوب لابنة الجيران (كنده علوش)
التي تعتبره أخاها الأكبر، أو تجاه فقدانه لوالدته القريبة الوحيدة
المتبقية لديه والتي عوض فقدانها بالعيش داخل عوالمها حيث أقام في غرفتها
وبات يرى العالم الآخر من نافذتها المطلة على بيت يجبر فيه الزوج زوجه على
البغاء لتحصيل مال يستطيع المقامرة به.
ومع ذلك فإن سامي المتردد وصاحب الشخصية الانطوائية وجد في غيلان الدمشقي
حلما يستنجد فيه كلما ضاقت به الحال، فهو أول المبادرين إلى ثورية فكرية في
زمانه حيث كان يرفض احتكار السلطة من فئة واحدة ويسعى لإجماع الناس
واختيارهم الحر لتولي الحاكم وكان يدعو للعدالة وكل ذلك لم يحظ بترحيب من
الحكام الأمويين ولاسيما هشام بن عبد الملك.
ويسعى هذا الفيلم المدرج ضمن مهرجان "الفيلم العربي الفرنسي" إلى إجراء
الكثير من الإسقاطات على الواقع والمزاوجة بين الشخصيات التاريخية
والواقعية على خلفية من الأوهام التي يعيشها سامي أثناء كتابته لرسالة
الدكتوراه الخاصة.
لكن إيقاع الفيلم كان بطيئاً ما جعل الانتقال بين العالم الواقعي والتاريخي
بمثابة شرح مفردات مطولة غير قادرة على زيادة الوعي برسالة الفيلم بقدر ما
أشاعت الممل.
وتعرض الفيلم لعثرة أخرى وهي إشاعة السخرية من خيال سامي وأوهامه بما فيها
المتعلقة ببعض الحوادث التاريخية التي يمر بها غيلان الدمشقي خازن بيت
المال في عصر الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، حيث اننا لم نعد كمشاهدين
قادرين على التعاطف مع هذه الشخصية التي تريد إحقاق الحق ولا أن نتقبل صبر
شخصية سامي على بلواها، بل بتنا نلومها على تراخيها فهي لم تستطع أن تدافع
عن مشاعرها ولا عن حقها بل بقيت صامتة إلا فيما ندر.
ولعل الأداء العالي لفارس الحلو جعل شخصية سامي محببة لكن الاشتغال على
النص وعدم تكثيفه وبالتالي ضعف زخم المشاهدة عكس ذلك التعاطف وجعلنا أمام
كاميرا كسولة في تصوير الشبه بين غيلان الدمشقي الذي دفع حياته ثمنا
لمعتقداته وآرائه وأفكاره وسامي الذي قتله خوفه من الانفصال بين واقعه الذي
يحياه وعالمه الذي يحلم به وهذا ما كان قادراً على إثارة الكاميرا للمزيد
من البحث في خبايا ذاك الشبه وبالتالي تجسيد تياري القدرية والجبرية
بتجلياتهما الواضحة في واقعنا حتى الآن.
يذكر أن فيلم "التجلي الأخير لغيلان الدمشقي" يعتبر باكورة إنتاجات شركة
ريل فيلم التي يشرف عليها حقي وشارك في بطولته إلى جانب الفنان فارس الحلو
الفنانة كندة علوش.. رضوان عقيلي.. سلافة عويشق.. قيس الشيخ نجيب.. نضال
نجم.. إياد أبوالشامات.. مانيا النبواني.. وغيرهم.(سانا)
ميدل إيست أنلاين في
05/07/2011 |