هى المرة الأولى التى يتحدث فيها المؤلف والمخرج «رأفت الميهى»
صاحب الأعمال «الفانتازية» الشهيرة مثل «سمك لبن تمر هندى» و«السادة
الرجال» بعد
فترة انقطاع إعلامى طويلة.. لم نتحدث معه بصفته واحداً من المخرجين الذين
أبدعوا فى
مجال التجريب السينمائى، بل بصفته المواطن المصرى «رأفت الميهى».
·
هل تتصور أن الثورة فعليا كان من
المستحيل تحقيقها فى مصر؟
-
الثورة بالطريقة التى تمت فى رأيى هى «مفاجأة».. وهى تشبه الزلزال الذى ضرب
اليابان
مؤخراً بطريقة فظيعة للغاية.. نتيجة طبيعية لما لمسناه من تردى مبالغ فيه
فى جميع
الأوضاع المجتمعية.. ورغم أن الثورة - كما قلت - مفاجأة، إلا
أننى كنت فى منتهى
السعادة، ومنذ اليوم الأول كنت مع هذه الثورة، وحتى قبل أن تظهر ملامح سقوط
النظام
القديم، بدليل أن الشباب بالفعل هو الذى قاد الثورة، لكن من فعلها هم فئات
الشعب
كله.
·
إذن الثورة المصرية ليست ضرباً
من الفانتازيا؟
-
الثورة المصرية هى ثورة حقيقية، علمية، اعتمدت على التكنولوجيا
الحديثة، فلو نظرت لما حدث فى ميدان التحرير، ستجد جميع
الأنماط جنباً إلى جنب،
فالفقير بجانب الغنى، والمسلم بجانب المسيحى، وأعتقد أن هذا التلاحم بهذه
الصورة لم
يحدث من قبل.
·
أعلم أنك كنت - فى ظل أحداث
الثورة - مريضاً فكيف
تفاعلت مع ميدان التحرير؟
-
فى البداية تابعت الميدان على شاشة
التليفزيون، لكن كان لدى إصرار للنزول وهو ما قمت به، ورغم إرهاقى وتعبى،
لكنى كنت
أود أن أشعر بالدفء الذى أتت به الثورة إلينا واتكأت على عكازى حتى لا أحرم
من رؤية
ما حدث، والذى قلب المجتمع رأسا على عقب.
·
وما الذى يخيفك الآن؟
-
لو تصورت
أن هناك منزلا، استطاع «ميدان التحرير» هدمه فجأة، فلن يتبقى سوى الركام
و«السلفيون» الذين ملأوا الدنيا هم نوع من أنواع هذا الركام الذى ظهر فجأة،
ولهذا
الناس يشعرون بالخوف، رغم أنى أرى أن الحل هو الجلوس على مائدة
الحوار، وعزل هؤلاء
السلفيين سياسياً حتى نستطيع بناء ديمقراطية حقيقية.
·
لكن هؤلاء
أصبحوا للأسف حقيقة واقعة، فكيف نواجههم؟
-
يمنعون منعاً باتاً من
ممارسة العمل السياسى حتى لا يخربوا حياتنا، وكذلك «الإخوان المسلمين»
فهؤلاء أيضاً
ظهر لهم أنياب، ويقفون ضد الناس والدولة المدنية، وحتى وهم يؤكدون على
احترام
الدولة المدنية، فهم ينكرون ما يريدون الإفصاح عنه وهو أنهم
بعد استيلائهم على
الحكم سيتخلون رويداً رويداً عن فكرة الدولة المدنية، لهذا قمت مؤخراً
بتصوير فيديو
بعنوان «يا ناس يا هوه» عرضته على الـkoobecaf
وهى دعوة منى لأن نكون حراساً للدولة
المدنية.
·
عنوان أحد أفلامك «قليل من
الحب.. كثير من العنف».
-
هذا صحيح.. ولكن مطلوب منا الآن فى ظل الظروف التى نعيشها أن
نبدل المقولة لتصبح «كثير من الحب.. قليل من العنف».. فالمسيحى
والمسلم فى حاجة لأن
يحبا بعضهما البعض، ويتنازل كل منهما قليلاً، إيماناً منهما بالدولة
المدنية،
فالدولة المدنية لا تدعو لتقطيع الأذن أو هدم الأضرحة، ولكنها الطريق
الوحيد
للمستقبل.
·
افتتاحك لأكاديميتك الخاصة لتعلم
فنون السينما لم يحقق
النجاح المرجو.. بم تفسر هذا؟
-
بالنسبة لى كمشروع صغير حقق النجاح
المطلوب، وفيه ناس تخرجت فى الأكاديمية أصبحت تعمل الآن فى السوق، كما حصلت
الأكاديمية على 21 جائزة من وزارة الثقافة، ولدينا أحد طلاب الأكاديمية
«محمد محسن»
استطاع أن يحصد جائزة من باريس، الدعاية فقط لدينا بطيئة نوعا
ما.
·
مثلما حدثت الثورة المصرية، فهل
نحن بحاجة لثورة
فنية؟ ما
آخر أخبار روايتك التى تنوى تحويلها لفيلم؟
-
توقف المشروع، والسبب «الرقابة» رغم أن الرواية منشورة منذ عام
0991
وهذا شىء مضحك.
·
ألم تتخوف من عرض قصة حب شاب
مسلم بفتاة
مسيحية من خلال «سحر العشق» فى ظل الاحتقان الطائفى الموجودة الآن؟
-
لهذا كنت أريد أن يرى الفيلم النور، وقد كنت أؤكد على أن الحب
لا حدود له، «الحب يستطيع تحقيق المستحيل» لأنه ليس مجرد
إكليشيه، والدين يأمرنا
بالحب، مثلما أمرنا السيد المسيح والرسول محمد صلى الله عليه وسلم كما أن
تفاصيل
الرواية واقعية ونعيشها فى مجتمعنا.
·
ألن تفكر فى عمل فيلم أو
مسلسل عن أحداث ثورة 52 يناير؟
-
أنا الآن شبه متوقف عن الكتابة
لأن الأشياء تغيرت، ولم يعد هناك شىء واضح، فهناك مثلاً خفايا كثيرة وأسرار
حدثت فى
ظل أحداث الثورة لا نعلم عنها شيئاً مثل ما حدث داخل رئاسة الجمهورية، وما
حدث بين
المجلس العسكرى و«مبارك»، وما حدث أيضاً بين المندوب الأمريكى
و«مبارك»، لهذا نحن
فى حاجة لوقت لمعرفة هذه التفاصيل،فمثلاً فيلم «رد قلبى» أنتج عام 7591 أى
بعد خمس
سنوات من قيام ثورة يوليو 2591.
·
إذا طلب منك كتابة سيناريو عن
أحداث 52 يناير فما الخطوط الرئيسية لهذا السيناريو؟
-
سأكتب عن
ظروف تلك الفترة وما أدى إلى انفجار الثورة من جميع الجوانب وإن كانت
الخطوط
الرئيسية لابد أن تكتمل بالخريطة الواضحة لكواليس الثورة التى
لم تكتشف بعد، أما أن
يكون «مبارك» هو بطل السيناريو مهما كان التناول سلبياً فهذا ما لن يحدث
أبداً،
خاصة أن هذا النوع من الشخصيات انتهى تماماً من حياتنا.
مجلة روز اليوسف في
30/04/2011
أعمال تاريخية قادمة تخاصم التاريخ من أجل الأرباح
مبارك بين التعتيم واللهاث
القاهرة: طارق الشناوي
رغم حالة اللهاث التي نراها الآن بين عدد من صناع الأعمال الفنية لتقديم
حياة «حسني مبارك»، وتحديدا اللحظات الأخيرة أو على أكثر تقدير الأيام
الأخيرة له في السلطة مع الثورة التي استمرت 18 يوما، فإنه على الجانب
الآخر هناك الآن دعوة قوية ولها مناصروها تطالب بإلغاء كل شيء له علاقة
بحسني مبارك، وتوصي مصوري الأفلام التي سوف تتناول الثلاثين عاما التي كان
فيها مبارك جاثما على قلب ومقدرات مصر بأن يتم حذف صوره والإشارة لاسمه!!
أثناء الاحتفال بعيد ميلاد الملحن عمار الشريعي، قبل نحو أسبوعين، اكتشف
القائمون على المحطة الإذاعية الغنائية التابعة للدولة أن قسطا وافرا من
أغنيات عمار تتغنى بحسني مبارك، فلقد لحن الرجل 12 أوبريتا بها مئات من
المقاطع لا تتغنى بشيء إلا بمبارك والضربة الجوية، واقتصرت حرب أكتوبر فقط
ليس على الضربة الجوية ولكن على حسني مبارك، وكأنه لم يكن هناك قائد أعلى
للقوات المسلحة اسمه أنور السادات، أو وجود لآخرين من العسكريين الكبار لهم
أي أدوار نضالية.. نعم كانت هناك مبالغات وقفز على الحقائق الثابتة بل
والمنطق من أجل إرضاء مبارك، وهو كان سعيدا بذلك بل ولعله كان يطلب المزيد.
وكان من المستحيل بالطبع لمحطة الإذاعة التابعة للدولة أن تذيع شيئا من
ألحان عمار التي في مجملها ترقص عشرة بلدي لحسني مبارك، وإلا اتهمت الإذاعة
التابعة للدولة بأنها تعمل في صفوف الثورة المضادة.. ولأن إنتاج عمار
الغنائي خارج هذا الإطار لا يكفي لتقديم يوم كامل، فقرروا أن يتولوا هم
المونتاج، وتم حذف كل المقاطع الغنائية التي تتغنى بمبارك في تلك
الأوبريتات.. المؤكد أن المستمعين لم يلاحظوا الحذف لأن أغلب هذه الأغنيات
لم يحظ بأي جماهيرية لدى الناس، ولهذا لم يتذكرها أحد، فلقد كانت تعتبر
طبقا للتعبير المصري الشائع مجرد «سبوبة» الكل يحصل فيها على مقابل مادي
مجز، ومبارك يحضر هذه الحفلات ويشعر بسعادة، معتقدا أن الشارع المصري،
وربما العربي، كله يصدق كل هذه الأكاذيب الغنائية، التي لم تكن تستعيدها
الإذاعة المصرية إلا فقط في المناسبات الخاصة ومنها عيد ميلاد مبارك وعيد
ميلاد عمار!! لقد طرح هذا الموقف سؤالا.. هل يتم مسح أغاني مبارك، مثلما تم
محو اسمه هو وزوجته سوزان من كل الأماكن التي أطلقت عليها، خاصة أن أغلب
هذه الأسماء كانت تطلق على سبيل نفاق الرئيس وزوجته؟، ومن الواضح أنهما
كانا لا يشبعان مهما تكرر إطلاق اسميهما على مدارس وكليات وجامعات
ومنتديات.. كان مبارك وسوزان دائما ما تشعر أنهما يسألان هل من مزيد!! لقد
تساءل البعض إذا قدمنا فيلما أحداثه تجري في مرحلة مبارك التي امتدت 30
عاما، وكان أحد المشاهد يجري تصويره في قسم الشرطة، والمعروف أنه في كل
الأماكن الرسمية كان من ضمن الطقوس المعروفة هو أن توضع صورة مبارك في
الخلفية، الآن لو أعيد تصوير المشهد هل تحذف صورته أم أن هذا يعتبر تزويرا
للحقيقة الزمنية.. إن الحقيقة التي تؤكد فساد العهد المباركي لا يمكن
إنكارها، لا يجوز بالتأكيد أن يقدم سينمائي مثلا فيلما يتجاوز الحقيقة ويغض
الطرف عن الفساد الذي عاشته مصر في عصر مبارك، وبنفس القدر لا يمكن لأحد أن
يدعي بأن صورة مبارك في قسم الشرطة لن تكون من معالم ذلك الزمن، بل إن
تقديم تجاوزات الشرطة التي تميز بها عهده تصبح أكثر تأثيرا لو كانت صورة
مبارك حاضرة، وكأنها شاهد إثبات على الهوان الذي عاشه الإنسان المصري.
لقد حدث بعد ثورة 23 يوليو 1952 أن ألغت الإذاعة الأغنيات الضئيلة التي
كانت تتغنى بالملك فاروق في بعض مقاطعها لكل من أم كلثوم وعبد الوهاب، كما
أن صورة الملك فاروق في الأفلام القديمة الأبيض والأسود أيضا كان يتم
التعتيم عليها.. من أشهر تلك الأغنيات «عاشق الروح» التي تغنى بها محمد عبد
الوهاب في فيلم «غزل البنات»، ظلت الدولة تعتم على صورة الملك كلما أعيد
عرض الفيلم تلفزيونيا ولكنها قبل نحو 20 عاما صارت مباحة.. الزمن لا شك
تغير من حق كل من يرصد الحياة السياسية سواء في كتاب أو فيلم أو أغنية أن
يضع رؤيته وقناعاته التي يعتقد بصدقها، ولكن التاريخ لا يتم تزييفه ولا
التجاوز عنه مهما كانت التبريرات.. مثلا كان ينبغي على الإذاعة المصرية أن
توقف تماما إذاعة الأغنيات التي كان الملحن عمار الشريعي ينافق بها حسني
مبارك مثل «اخترناه اخترناه وإحنا معاه لمشاء الله» وغيرها من ملاحم النفاق
التي كان هو صاحب براءة اختراعها في عهد مبارك على الأقل في الوقت الراهن.
من حق عمار وهو يراهن على النظام الجديد أن يتبرأ من كل الذي قدمه وأن يقول
ما يحلو له بأن النظام السابق كان يقسو عليه ويفرض عليه تلحين كلمات هو غير
مقتنع بها، ولكن التاريخ لا يمكن أن ينسى ذلك، وأتمنى ألا يتم مسح هذه
الأغنيات لتظل ماثلة في الأذهان، لأن يقيني هو أن من نافق في زمن مبارك
المؤكد أنه سوف يواصل النفاق في الزمن المقبل مهما كان القادم.. المنافقون
لا يتغيرون قد يغيرون أدواتهم لكنهم أبدا يظلون يمارسون نفس المهنة التي
تخصصوا فيها، وهذه الجرائم الغنائية والأحاديث التي كانوا يقدمونها ومسجلة
عبر «يوتيوب» وبالطبع الكثير من الفنانين مارسوا ذلك، أتمنى أن نشاهد في
القريب هذه التسجيلات لأنهم الآن يتنكرون لها، مثل أحاديث توريث الحكم
لجمال وكان عدد من الفنانين والمثقفين من أكبر الدعاة له، وهم أكثر الذين
نافقوا سوزان مبارك، ولا يملكون سوى الادعاء الكاذب بأنهم لم يكونوا يوما
منافقين.
أتمنى أن يخرج مثلا واحد من هؤلاء الأدباء الذين التقوا مع مبارك قبل سقوطه
بشهرين فقط، ومن بينهم خيري شلبي وسيد ياسين ويوسف القعيد وصلاح عيسى وجابر
عصفور، لماذا لا نشاهد واحدا منهم الآن ويحكي لنا بالضبط ما الذي قالوه
لمبارك، هل جرؤ واحد منهم أن يقول له مثلا إن «المصريين يعانون من البطالة
يا ريس» أو «الناس في ضائقة مالية» أو إنهم يرفضون توريث الحكم لابنه
جمال.. لقد تم اختيار هؤلاء الأدباء من قبل النظام السابق لمقابلة مبارك
لأن الدولة تعلم أن لا أحد منهم سوف ينتقد شيئا في حضرة الرئيس.. الكل يعلم
أنهم كانوا فقط صامتين وإذا تحدثوا فإنه الثناء على الرئيس وحكمة الرئيس..
لا تمسحوا أبدا من الذاكرة صور وأحاديث وأغنيات مبارك، إنها لا تدافع عن
مبارك لأن جرائمه التي ارتكبها ضد المصريين لا تغتفر أبدا.. توثيق كل ما له
علاقة بمبارك لا يعني إذاعته وعرضه الآن ربما لم يأت الزمن بعد ولكن
الاحتفاظ بها من واجبات الدولة، لأن كل ما نشاهده الآن سوف يعبثون به في
الزمن المقبل لو لم يتم حفظه للتاريخ!! ويبقى الوجه الآخر من الصورة إنه
اللهاث وراء تقديم الأعمال الفنية عن مبارك بعد إجباره على التنحي، البعض
يريد أن يقدم تلك اللحظات قبل توثيقها كل من يريد أن يثبت أنه كان وطنيا
يسارع بتقديم فيلم، قرأت أن البعض يسعى حثيثا لذلك.
المخرج محمود كامل يستعد لتقديم فيلم على طريقة المثل الشهير «اللي سبق أكل
النبق» والحقيقة أن هذه الطريقة قد تصلح لأشياء كثيرة وأولها بالتأكيد أكل
ثمرة النبق إلا أنها لا يمكن تطبيقها في الفن.. الأكثر من ذلك من الذي يجرؤ
على أن يدعي تفاصيل محددة من دون توثيق بحجة أن الذي أخبره هو مصدر قريب
الصلة بالرئيس.. المعروف أن الذين شاهدوا أيام مبارك الأخيرة في الحكم هم
أفراد أسرته وزكريا عزمي وأنس الفقي، فمن يجرؤ على تزييف تلك الحقائق مدعيا
أن لديه الحقيقة رغم أننا نعرف أنه لا يملك المصادر التاريخية؟! مبارك بين
التعتيم والادعاء.. لا أوافق على التعتيم وعلى إغفال حقبة زمنية عاشتها
مصر، ولكني بنفس القدر أرى أنه في حالة الصراع التي نراها الآن لتقديم
حياته في كتاب أو فيلم أو مسلسل نخطئ كثيرا لو أسرفنا في اللهاث وراء أحداث
غير موثقة مؤكدين أنها المصادر العليمة، وهي حجة ستسقط حتما أمام الحقائق
التي سوف نراها تباعا في الزمن القريب المقبل، ثم إنه مهما بلغ الخيال من
جنوح فأنا أعتقد أن الحقيقة كانت أكثر جنوحا وجموحا!! الذين يريدون التعتيم
يخاصمون الزمن وهم يلعبون دورهم في الدفاع عن الفساد الذي نراه ماثلا
أمامنا طوال عهد مبارك، وفي نفس الوقت فإنهم يدافعون عن الذين تواطأوا في
عهد مبارك لأنهم شركاء في الفساد.. أما اللاهثون وراء سرعة تقديم أعمال
فنية فإنهم يزورون التاريخ وسوف يسقط التاريخ كل الأعمال التاريخية التي لم
تحترم حقيقة التاريخ!!
الشرق الأوسط في
29/04/2011
في اختلاف وجهات النظر قيمة جوهرية تلتقي وحرية الرأي
لكن أين الحقيقة؟ ولماذا يرى الناقد ما لا يراه سواه؟
دبي: محمد رُضا
الراحل حسام الدين مصطفى كان كثيرا ما يصف خيري بشارة ومحمد خان وعاطف
الطيب بالشيوعيين لمجرد كونهم صوروا الواقع في مصر في السبعينات
والثمانينات.
المرحوم حسن الإمام، سخر من المخرج علي عبد الخالق حين قدما في نحو أسبوع
واحد فيلما. لا أذكر الفيلم «الجديد» الذي هبط السوق للمخرج الإمام حينها،
لكن فيلم علي عبد الخالق كان عنوانه «أغنية على الممر» فسماها الإمام
ساخرا، وحسب ما قرأت، أغنية «علي المر». الآن هناك تبادل قصف مدفعي بين
المخرجين الأفرو- أميركيين سبايك لي وتايلر بيري. الأول انتقد تقديم الثاني
للسود الأميركيين في أفلام الثاني، والثاني رد في مناظرة تلفزيونية رغم أن
السؤال لم يكن حول سبايك لي وما قاله. السؤال كان: «تتوجه أفلامك إلى جمهور
معظمه يؤم الكنيسة، ألا تتلقى احتجاجات منهم لكثرة مشاهد تدخين الحشيش في
أفلامك؟».
أفلام تايلر بيري، تأتي وتروح من دون قيمة فنية أو طرح حقيقي يبقى ماثلا
على عكس أفلام سبايك لي التي ناقشت مواضيع كالعنصرية وتناولت شخصيات
اجتماعية وسياسية ومنحت السينما السوداء في الولايات المتحدة حضورا لم يكن
مألوفا في أواخر الثمانينات. لذلك المقارنة لا تخدم بيري كذلك لا يخدمه رده
على السائل بتحويل الحديث إلى نقد لسبايك لي رغم أن موضوع التحشيش لم يرد
في نقد الثاني. في الحقيقة يصب النقد في الخانة ذاتها، فالتحشيش ليس
اختصاصا أسود وتقديمه في كوميديات ليس نقدا بل ترفيه.
* خرج فيلم المخرج الإماراتي خالد المحمود من مهرجان الخليج السينمائي الذي
أقيم مؤخرا حاملا الجائزة الأولى في فئة مسابقة الأفلام القصيرة، وذلك عن
فيلمه الجيد «سبيل». ولجنة التحكيم التي رأسها المخرج البحريني بسام
الذوادي حسنا فعلت بعدما وجدت في الفيلم خامة ممتازة لفيلم قصير يختصر في
دقائقه القليلة (نحو ربع ساعة) هموما إنسانية واجتماعية وعلى نحو بليغ.
الفيلم بلا حوار ويعتمد 100 في المائة على ما تستطيع الكاميرا التعبير عنه.
لكن هذه الخصلة الفنية الجيدة حيدته حين التقى جمعا من نقاد «اتحاد النقاد
الدوليين» في مهرجان سابق ولم تمنحه جائزتها. بعضهم ذكر أنه لم يفهمه صامتا
«يا ليته استخدم بعض الحوار هنا وهناك لتقريبه إلى الواقع». لكن وجهة النظر
هذه خطأ جسيم، ليس فقط لأن الفيلم واضح (ليس تجريبيا مثلا أو ينتمي إلى
السينما التكعيبية وكلاهما يميلان إلى عدم النطق أيضا) بل أيضا لأن الصمت
هو السينما الرئيسية في التعبير. المخرج، إذا ما أراد، يستطيع التعبير عن
كل ما يريد من دون كلمة واحدة. وفي هذا الفيلم ليس هناك من حوار يمكن أن
يعوض الصورة أو يشرحها: شقيقان يقودان دراجتهما النارية إلى طريق صحراوي
حيث يعرضان للبيع الماء والفاكهة. مع نهاية النهار يعودان إلى منزلهما في
القرية حيث يعتنيان بجدتهما. ذات يوم يتأخران عن العودة لعطل في الدراجة
ليجدا جدتهما ميتة. هذه المرة قد فارقت الحياة.
في اختلاف وجهات النظر قيمة جوهرية تلتقي وحرية الرأي. لكن حرية الرأي لا
يمكن أن تكون غير مسؤولة. ففي حين أنه من المقبول أي موقف لناقد حيال فيلم،
إيجابي أو سلبي، لكنه وضع مختلف حين يكون النقد إما إبداء رأي ما وإما
انعكاسا لموقف وإما غير مكتمل المواصفات، كأن يكون النقد رأيا وليس نقدا.
أما كيف يكون ذلك، ففيه الفارق بين الناقد وسواه: الناقد يعرف (وعليه أن
يعرف) وصاحب الرأي يعكس وجهة نظره بناء على رؤية حرة من تبعية المعرفة
بالتفاصيل والخلفيات.
والمسألة ليست نظرية بحتة، بل تتمتع اليوم أكثر من أي وقت سابق بالعديد من
الشواهد. وكثرة الشواهد تعود إلى حقيقة أن صفحات الإنترنت مليئة بالمساحات
السينمائية والكثير منها إما يصب في خانة النقد وإما في خانة الرأي، وغالب
ما يصب في خانة الرأي يبدو نقدا في وقت يكاد يتلاشى فيه الخط الفاصل بين
الاثنين.
فالفارق كبير بين ناقد مجلة «إمباير» جيمس وايت الذي يصف «محامي لينكولن»
بـ«فيلم تشويقي صلب»، بما تعنيه الكلمة من تماسك مواقف ونجاح في التشويق
والإثارة البصرية والضمنية، وبين ناقد صحيفة «نيويورك دايلي نيوز»، جو
نيوماير، الذي كتب قائلا: «هناك سبب أن الروايات الورقية لا تصلح لأن تكون
أفلاما جيدة».
الأول يستخدم كلمتي «تشويق» و«صلب» بإيمان مفعم، بينما الفيلم قد يكون
مشوقا في بعض أنحائه لكن الصفة الغالبة عليه هي الدراما الشخصية في إطار
قصصي، وهو ليس صلبا كما الحال في فيلم لأفرد هيتشكوك مثلا. والثاني يخرج عن
الخط تماما حين يقول إن الروايات الورقية لا تصلح لأن تكون أفلاما جيدة،
فالجيد والسيئ في أفلام مقتبسة وغير مقتبسة على حد سواء. والكثير جدا من
الروايات المطبوعة، من أيام وليام شكسبير إلى اليوم صنعت أفلاما جيدة.
وحين يكتب كينيث توران في «لوس أنجليس تايمز» واصفا الفيلم الفرنسي «أميرة
مونتبنسييه» لبرتران تافرنييه بأن الفيلم «فيه شيء لكل الناس» فيواجهه
ديفيد دنبي في «ذا نيويوركر» بالقول: «إنه فارغ في منتصفه»، فإن من حق
المشاهد أن يتساءل عن من معه حق. وإذا اكترث لمعرفة الجواب فإن عليه مشاهدة
الفيلم فيضم صوته إلى هذا الطرف أو ذاك، أو ربما يرفضهما معا أو يقبلهما
معا.
لقد مر ما يعتبر نقدا في مراحل عديدة في العالم وفي العالم العربي أيضا. في
منطقتنا، انتقل ما يعرف بالنقد من صرح التقديم والتعليق إلى البحث الفوري
والمدرك عن قيمة الفيلم الخفية. هذه لا يمكن الوصول إليها إلا بالمعرفة
والمقارنة والقدرة على التمييز. مسائل صعبة التحقيق إذا ما كان الناقد لا
يعيش في بيئة توفر له ما يريد مشاهدته طوال الوقت.
لكن خلال الستينات والسبعينات وفترة من الثمانينات، انتشر أيضا نوع آخر من
«إبداء الرأي» وهو النوع المدفوع الثمن فإذا بالمنتج أو المخرج يتوجهان إلى
الصحافيين (وبعض النقاد أيضا) ويدفعون لهم ثمن مقالات تمتدح أعمالهم. وكان
هناك من بين أبرز وأفضل النقاد اللبنانيين ناقد لم تمنعه حصافته وإجادته
المهنة من العمل موظفا عند شركة أفلام فتمتدح أعمالها المتوسطة وما فوق
وتتغاضى عن أعمالها الدون. في الوقت ذاته، وبسبب العداوة التي كانت قائمة
بين تلك الشركة وشركة أخرى، فإن الناقد كان يسمح لنفسه بمهاجمة كل فيلم
تعرضه الشركة الأخرى حتى ولو كان جيدا.
وذات مرة اقترب ناقدان شريفان، تحول أحدهما إلى الإخراج لاحقا، لمكتب شركة
إنتاج في مصر لطلب صور لأحد الأفلام التي تستحق الكتابة عنها، فإذا بالمنتج
يتهرب من لقائهما ويطلب من سكرتيره معرفة كم هو المبلغ الذي يطلبانه معتقدا
أنهما جاءا لهذه الغاية.
لكن على الرغم من أن النقد في تلك الآونة احتل المكانة الجيدة التي كان
يطمح إليها، فإن الفترة اللاحقة شهدت انتشار النقد على نحو أوسع. النقد في
المرحلة الأولى كان أفضل تأسيسا وعمقا. النقد في المرحلة الثانية أفضل
وصولا وانتشارا، بسبب قنوات التواصل الموجودة. المرحلة الأولى كانت مثيرة
للاهتمام بسبب كثرة المشاغل الفنية والأساليب اللغوية في التعبير كما بسبب
إثارة الأفلام العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية. الفترة اللاحقة حوت
القليل من كل شيء ولا شيء بعد ذلك. إنها مثل «الشوبينغ مول» تدخله فتجد فيه
كل نوع من المحلات، لكن لا شيء لك بالضرورة.
وثمة مسألة مهمة هنا، إذ انتشر النقد السابق انتشارا جيدا بين المثقفين
والهواة، إلا أنه لم يستطع الحفاظ على صدقية ما يتولى عرضه. المسألة
بالنسبة إلى الكثيرين من النقاد هي أبيض وأسود: نصفهم على الأقل كان ينطلق
من مبدأ أن كل أفلام هوليوود سيئة أو إمبريالية أو رجعية أو استهلاكية
(الكلمات الدارجة حينها)، وأن السينما هي «كاميرا تطلق 24 صورة في الثانية»
تيمنا بالسلاح الناري، وتبعا لهؤلاء فإن الفيلم الجيد هو فيلم قضايا
اجتماعية. والفيلم الجاد هو البديل الذي يجب اعتماده كما لو أن المسألة هي
أزرار مرصوفة في مصعد كهربائي أو في مطبخ عصري، تضغط على الزر فيخرج لك
الفيلم جاهزا كيفما تريد! حين عرض جون واين فيلمه «القبعات الخضر» سنة 1968
وفيه - وعلى نحو واضح - تأييد للحرب الأميركية في فيتنام (كانت شجاعة من
الدوق واين في ظل غالبية من الأفلام المعادية لتلك الحرب) هوجم في منطقتنا
بعنف، لكن أحدا لم يتحدث عن السينما التي جاء بها لا مدحا ولا ذما.
ما تسبب في خسارة الموقع النقدي تدريجيا هو أن النقاد كانوا لغويين
ومسرحيين وأكاديميين وحكائين أكثر منهم سينمائيين. وفي حين أن النقد الغربي
في معظم دوله كان يتطلب من الناقد أن يفهم تفاصيل وعناصر العمل السينمائي،
مارس هؤلاء أعمالهم على وقع الجانب الأقل صعوبة الذي يماثل وضع فيلم «سبيل»
حيث إن الصمت هو اللغة الأصعب والحوار هو أسهل السبل.
كل ذلك يجعل القارئ، أو هكذا أعتقد، يتساءل حول أي ناقد على حق وأي ناقد
على خطأ. لماذا لا يوجد اتفاق إذا كان كل منهما يدعي أنه ممسك بالحقيقة؟
الجواب بسيط: اعتمد واحدا وجربه لبضعة كتابات، فإذا استمررت ستجد نفسك
ملتزما به أصاب أو أخطأ. فلربما ما يكتبه يناسبك ويرضيك وما يكتبه آخر لا
يصل إلى مستوى من التزمت به. وسواء أكان اختيارك صائبا أم لا، فهو رأي في
صاحب رأي، وهناك ثمانية مليارات رأي يغطون الكرة الأرضية كلها.
* بين الأفلام 13Warrior «ثلاثة عشر مقاتلا» إخراج: تاكاشي ميك تمثيل: كوجي ياكوشو، تاكايوكي
يامادا، ياسوكي إيسايا اليابان- دراما تاريخية (2010)
* من الواضح الآن أنه صار لدينا نوعان من أفلام السيوف والاشتباكات بأسلحة
وفنون القتال الشرقية. نوع خيالي جانح نرى فيه الأبطال يطيرون بلا أجنحة في
سماء الفيلم أو يسيرون على السقف أو على الجدران متحدين قانون الجاذبية أو
يرمون خناجرهم فتصيب ذبابة على بعد خمسين مترا إصابة قاتلة، ونوع تكفيه
كلمة: رصين.
النوع الأول ليس ذلك الجماهيري البخس الذي كانت تقوم عليه أفلام
الثمانينات، بل هو نوع جماهيري جدا لكن الذين يؤمونه هم بعض فناني الأمس
خصوصا من جماعة الجيل الخامس الصيني أمثال تشن كايغي وزانغ ييمو اللذين
استجابا لدواعي «الانفتاح» الصيني فتركا نقد النظام وانشغلا بتصاميم
الإنتاجات الفاقعة.
اليابانيون بقوا أكثر احتراما لسينماهم ولتاريخهم الخاص. وفيلم تاكاشي ميك
هو سباحة ضد التيار الآتي من كوريا والصين معا. فيلم ساموراي حول معركة
طاحنة بين ثلاثة عشر محاربا وجيش من الأعداء. لإبقاء المعادلة مقبولة (ولا
ننسى أن الأباتشي جيرونيمو واجه الجيشين الأميركي والمكسيكي بثلاثة وثلاثين
محاربا لأكثر من عشر سنوات من القتال في صحاري أريزونا ونيو مكسيكو) خص
المخرج شخصياته بالعناصر الإنسانية. إنه ليست مهارة القتال وحدها، بل البذل
المفعم بالإيمان بما يتم الدفاع عنه.
هذا المنحى قريب جدا من أفلام الساموراي القديمة. من السبب الذي جعل سبعة
محاربي ساموراي يواجهون عصابة الأشرار دفاعا عن قرية فقيرة لا تخصهم في
تحفة أكيرا كوروساوا «الساموراي السبعة»، بل إن الفيلم الحالي هو إعادة صنع
لفيلم من الفترة ذاتها أخرجه إيشي كودو عن موقعة كتب التاريخ أنها حدثت في
عام 1844 في ظل حرب اللوردات والمقاطعات اليابانية. لكن السيناريو يختلف
هنا عن الفيلم السابق وإن كان يسرد الحكاية نفسها. البداية هنا بانتحار رجل
من الأعيان (ماساكي أوشينو) بطريقة الهاراكيري.. ذلك لأن أحد اللوردات
اغتصب ابنته. انتحار النبيل دفع أحد اللوردات (ميكيجيرو هيرا) لاستئجار
خدمات محارب ساموراي اسمه شيمادا (كوجي ياكوشو الذي أذكره من فيلم «بابل»
لاعبا دور والد فتاة بكماء) لقتل الرجل الذي اغتصب الفتاة. شيمادا لا يريد
القيام بالمهمة وحده لإدراكه أن ما يواجهه ليس الشرير بل أعوانه الكثر،
فيعمل على جمع ثلاثة عشر محاربا.
هناك نحو أربعين دقيقة لاحقة هي من نوع التعريف والتحضير. لا شيء كثيرا يقع
خلال ذلك، لكنه البناء الذي لا بد منه والهدوء الذي يسبق العاصفة. لأنه حين
تقع المعركة بين هؤلاء ونحو ثلاثمائة مجند معاد، وهي ليست معركة سريعة، بل
تحتل الحيز الأكبر من النصف الثاني، تمتد بتفاصيلها ومواقعها وشخصياتها في
مشاهد طويلة تؤلف فصلا واحدا من أول التحام وحتى آخر غرزة سيف.
ما يجعل الفيلم جيدا، هو مهارة المخرج في شحذ اهتمامنا بكل ما يرد قبل و -
خصوصا - خلال المعركة. نجد أن متابعتنا ليست عاطفية، بل هي اهتمام شخصي
فعلي ناتج عن اهتمام مسبق بالتعاطف مع هؤلاء الذين سيخسرون حياتهم لقاء
موقف مبدأي، فالمشاهد، بصرف النظر عن المكان والزمان ونوع الفيلم، لا يزال
يحب الوقوف مع المبادئ الخيرة ضد المصالح الشريرة.. خصوصا إذا كان الأبطال
قلة.
مهارة ميك تصب في كل شيء: توزيع الأدوار، توزيع اللقطات، المونتاج، تصميم
المعارك والرصانة في التعاطي مع الموضوع، ثم العنف البصري (وليس بالضرورة
الدموي) الذي نتلقفه في النصف الثاني من الفيلم.
تقييم الناقد:
شباك التذاكر
1 (1)
Rio: $26,323,321
* مستقر: أنيماشن بأصوات كارين ديشر، صوفيا سالدانا ولسلي مان 2 (New) Big Happy Family: $25,068,677
* جديد | كوميديا لتايلر بيري مع تايلر بيري وإيسيا مصطفى 3 (New) Water For Elephant: $16,428,535
* جديد: عاطفي مع ريز ويذرسبون وروبرت بتنسون أكبر سنا من المناسب 4 (3)
Hop: $12,842,917
* تراجع: أنيماشن مع جيمس مارسدن وراسل براند 5 (2)
Scream 4: $7,154,245
* تراجع: رعب من السلسلة مع نيف كامبل ولوسي هايل 6 (New) African Cats: $6,003,420
* جديد: وثائقي عن أسود أفريقيا وقططها المتوحشة 7 (4)
Soul Surfer: $5,436,868
* تراجع: أكشن يقوده دنيس كوايد، هيلين هنت وأنا صوفيا روب 8 (5)
Hanna: $5,266,302
* تراجع: تشويق وأكشن مع سوايرس رونان وإريك بانا 9 (7)
Insidious: $5,207,801
* تراجع: رعب في بيوت مسكونة مع باتريك ولسون 10 (8)
Source Code: $5,091,347
* تراجع: تشويق خيالي علمي مع جايك جيلنهال
* المركز هذا الأسبوع ثم الأسبوع الماضي (بين هلالين)
* عنوان الفيلم وإيراد الأسبوع ثم عرض له.
شخصيات | مشاريع | مناسبات
* الممثل راسل كراو يسن أسنانه لكي ينتقل إلى الإخراج. وقد اختار للمهمة
فيلما بوليسيا بعنوان «77» مأخوذ عن إحدى روايات الكاتب المعروف جيمس إلروي.
هذه النقلة لن تقع إلا بعد انتهاء الممثل من تصوير فيلمه الجديد «الرجل ذو
القبضات الحديدية» الذي يخرجه إيلي روث ويصوره في الصين (من إنتاج مشترك
صيني - أميركي). راسل يؤدي دورا يتطلب منه مقارعة أشرار فنون القتال
الشرقية ومنهم كونغ لي، لكن هناك أشرار أميركيون أيضا ضمانا للمعادلة
العنصرية. الممثلتان البارزتان إلى جوار راسل في هذا الفيلم هما الصينية
الأصل لوسي ليو والأفرو- أميركية بام غرير.
* المخرج اللبناني فيليب عرقتنجني موجود في لندن هذه الأيام وفي طريقه إلى
مهرجان «كان» في القريب العاجل. إنه يسعى باحثا عن التمويل لمشروع جديد
بعنوان «النسر والفراشة» وقد جمع بعض التمويل من شركة آيرلندية وأخرى
لبنانية. المخرج كان أنجز نجاحات جيدة عبر فيلميه السابقين «بوسطة» و«تحت
القصف».. كلاهما من إنتاج مشترك أيضا.
* يكاد المخرج الأميركي توبي هوبر ينتهي من تصوير فيلمه «جن»، وهو فيلم
إماراتي التمويل بالكامل، لشركة «إيماجنايشن»، يتولى بطولته ممثلون عرب
مختلطون بينهم خالد ليث، ورازان جمال، وسعود الكبي، وكارول عبود. الفيلم من
نوع الرعب، وهو النوع الذي أطلقه هوبر أساسا، إذ تعود سلسلة أفلامه
التخويفية إلى السبعينات، فيما أخرج
Texas Chainsaw Massacre.
الشرق الأوسط في
29/04/2011
|