حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عمرو عرفة:

‏أحب مفاجأة الجمهور بأداء الممثلين

حوار ـ أميرة أنور عبد ربه

عمرو عرفة واحد من المخرجين المتميزين الذين يهتمون بقيمة العمل الفني لذلك تجده يدقق في اختياراته حتي يقدم عملا ينال اعجاب الجمهور مثل افريكانو والسفارة في العمارة وجعلتني مجرما.

وهذا العام اخرج اثنين من اهم الافلام التي عرضت و هما زهايمر وابن القنصل وحققا نجاحا علي المستوي الفني والايرادات‏.‏ فماذا يقول عنهما؟

·         هل تري عرض فيلمين لك زهايمر وابن القنصل في وقت واحد في صالحك ام انك لم ترغب في ذلك؟

بالتأكيد لم أرغب في عرض الفيلمين لي في وقت واحد فأنا بدأت تصوير ابن القنصل أولا وكان من المقرر عرضه في موسم الصيف ولكن نظرا لعرض فيلم الديلر لم يعرض الفيلم وعندما انتهيت من ابن القنصل جاءني فيلم زهايمر وهو بالمناسبة كان السيناريو الخاص به جاهزا بعد فيلم السفارة في العمارة ولكن تأجل بعد تصويره أكثر من مرة الي ان فوجئت بالفنان عادل امام يتصل بي أثناء تصوير ابن القنصل ويقول لي فنلبدأ تصوير زهايمر‏.‏

فأنا كنت أتمني ان يعرض كل منهما علي حدة حتي يتسني لكل الجمهور مشاهدته‏.‏

·         ولكن الفيلمين حققا أعلي الايرادات واشاد به الكثير من النقاد والجمهور؟

الحمد لله فهذا توفيق من عند الله أولا وأنا سعيد جدا بتلك الاشادة وباعجاب الجمهور الذي ألمسه اثناء تعاملي معهم في الشارع او في أي مكان أذهب اليه

ويضيف عمرو بصرف النظر عن تحقيق أعلي الايرادات فان ما يهمني في المقام الأول هو ان يعجب الفيلم الجمهور وهذا ما تحقق‏.‏

·     بعد عدم تحقيق فيلم بوبوس لعادل امام نجاحا في الموسم الماضي كان الجميع ينتظر تلك التجربة الثانية له فهل شعرت بالقلق حيال ذلك؟

إطلاقا الذي كان يقلقني هو نوعية الفيلم نفسها خاصة ان أحداث الفيلم خلال الجزء الأول كانت قاتمة جدا واعتقدت ان الجمهور لن يضحك عليها وانه سيفاجأ بذلك ولكن حدث العكس خاصة ان الفيلم سوف يعرض في العيد وجمهوره من الأطفال والشباب سيخاطب نوعية معينة هي التي تذهب خلال موسم العيد وليس موسم الصيف مثلا فذلك هو ما كان يشعرني بالخوف‏.‏

·         البعض قال ان عمرو عرفه في هذا الموسم ينافس نفسه فما تعليقك؟

يضحك ويقول والله أنا داءما اردد التي كان يقولها احمد حلمي في فيلم جعلتني مجرما الذي قدمته معه وهي كل نفسك احسن ما غيرك يأكل منك بمعني نافس نفسك وعلي فكرة هذا مبدأ عند كل صناع المؤسسات والادارة‏.‏

ويضيف عمرو لقد قال البعض ان عمرو تعمد ان يصور الفيلمين معا وهذا غير منطقي‏,‏ فالأمر جاء صدفة كما قلت لك‏.‏

والدليل علي ذلك فأنا طوال السنوات التسع لم أقدم سوي‏5‏ افلام فلماذا اسعي لتقديم عملين في وقت واحد‏!‏ فأنا أقدم فيلما كل عامين‏!‏

·         ولماذا كل هذا الترتيب في تقديم الخطوة التالية؟

تجهيز السيناريو يستغرق وقتا طويلا خاصة أني أريد تقديم سيناريو جيد يعجب الجمهور وهذا الأمر صعب جدا حاليا أن تجدي السيناريو الجيد‏.‏ لذلك تجدين خطواتي بطيئة بعض الشيء‏.‏

·     اثار المشهد الذي يجمع بين النجمين عادل امام وسعيد صالح اعجاب الجمهور والنقاد فكيف وجدته كمخرج علي الورق قبل تصويره؟

هذا المشهد هو المشهد الوحيد الذي شعرت اثناء قراءة السيناريو بانه سيعجب الجمهور خاصة ان المؤلف نادر صلاح كتبه بشكل جيد بالاضافة ان الموروث لدي الناس يجعلك تتوقعين بان الجمهور سيصدق ويلمس تلك المشاعر التي يتضمنها ذلك المشهد

·     في ابن القنصل كيف استطعت ان تجمع بين تلك التوليفة السقا وخالد صالح وغادة عادل في أدوار واطار مختلف عن ادوارهم السابقة؟

ابن القنصل من الأفلام القليلة التي كتبها ايمن بهجت قمر وجعل الترشيح للادوار بعد الانتهاء من كتاب السيناريو فهو لم يتم تفصيل الأحداث والادوار علي فنان او فنانة بعينها‏!‏

وانا بطبيعتي كمخرج أحب أن اضع الممثل في المكان غير المتوقع لهما والحمد لله ان السقا وغادة وخالد قدموا ادوارهم بشكل رائع ومختلف‏.‏

·     زهايمر وابن القنصل كلاهما اعتمدا في احداثهما علي عنصر المفاجأة وكشف احداث غير متوقعة هل اصبحت تلك النوعية هي التي تحب الجمهور؟ خاصة ان ايمن بهجت قمر قدمها في آسف علي الازعاج‏?‏

مسألة أن الجمهور يتقبل ذلك أولا فهذا الأمر لايستطيع ان تحدديه ولكن عنصر المفاجأة مختلف في الفيلمين ففي فيلم زهايمر يبدأ الفيلم بعد اكتشافه بانه ليس مريضا وتتوالي الأحداث‏.‏

ولكن في فيلم ابن قنصل فهو قائم علي ذلك من أول الأحداث حتي نهاية الفيلم وبالنسبة لي فأنا لن أكرر ذلك مرة اخري لأن هذا الأمر فيه مخاطرة كبيرة لأنك كمخرج تضطر ان تأخذ الجمهور والمشاهد بي الي مجرد أحداث بعيدة عن ذلك حتي يتم كشف الأحداث في النهاية وهذا يستغرق مجهودا كبيرا ومجازفة لن أكررها مرة اخري‏.‏ فأنا لا أحب تكرار أي شكل قدمته من قبل‏.‏

الأهرام اليومي في

26/12/2010

 

 

عــــــــام سينمائى سـعــيــد

محمد رفعت

عادت الجوائز إلى السينما المصرية بعد غياب طويل، رفعت فيه شعار الربح أولاً وقبل أى فن، وسلمت نفسها لمنتجى الأفلام الخفيفة ونجوم الكوميديا الجدد.. عادت الجوائز إلى السينما بفضل جيل جديد من السينمائيين، قرروا أن يَتَحَدُّوا الاتجاه السائد، ويقدموا أفكاراً جديدة، وتجارب جريئة، معظمها ينتمى إلى سينما الواقع أو سينما الشارع، وحصدوا جوائز مالية من مهرجانات عربية ودولية تفوق فى قيمتها بكثير قيمة تكلفة انتاج أفلامهم التى ردوا بها على حجج البعض وتذرعهم بعقبة قلة الإمكانيات. وفاز المخرج والسيناريست الشاب أحمد عبدالله بأكثر من جائزة عن ثانى تجاربه فى فيلم ميكرفون، وكان فيلمه الأول أيضاً «هيليوبوليس» قد مثلنا فى أكثر من مهرجان دولى. وشارك فى إنتاج وبطولة الفيلمين الفنان المثقف خالد أبو النجا والذى ظهر أيضاً فى أدوار صغيرة ولكنها مميزة فى أكثر من فيلم عالمى، ومعه زميلاه عمرو واكد وخالد النبوى، وكان موسم 2010 السينمائى هو عام الوصول إلى العالمية، سواء من خلال الاشتراك فى مسابقات مهرجانات دولية مهمة بعد سنوات عجاف كنا نبحث فيها دون جدوى عن فيلم واحد يمثل مصر فى مهرجانها السينمائى الدولى وهو مهرجان القاهرة فلا نجد، على عكس ماحدث هذا العام الذى فاز فيه فيلم «حاوى» للمخرج إبراهيم البطوط بجائزة أحسن فيلم فى مهرجان أبو ظبى السينمائى، وقيمتها 100 ألف دولار، رغم أن الفيلم لم يتكلف إنتاجاً عُشر هذا المبلغ.. وكذلك فاز «ميكرفون» بجائزة الأسدالذهبى فى مهرجان قرطاج السينمائى، والجائزة الأولى فى مسابقة الأفلام العربية لمهرجان القاهرة السينمائى الأخير وهى حالة جديدة تبشر بالأمل فى مستقبل جديد للفن السابع على يد شباب السينما المستقلة، وهى أيضاً خطوة تحتاج إلى مزيد من الدعم والتشجيع والمساندة حتى لاتتحول إلى مجرد مصادفة فى عام سينمائى سعيد، والمطلوب أن تخصص وزارة الثقافة منحتها للإنتاج السينمائى المتميز، والتى تقدر بنحو 20 مليون جنيه لهؤلاء السينمائيين الواعدين، بدلاً من أن تعطيها للمنتجين الذين يخصصونها لانتاج أفلام فاشلة يخرجها أبناؤهم ويقوم ببطولتها أصدقاؤهم.

والمفروض على المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن يفى بوعوده بالدخول فى مجال الإنتاج السينمائى، وأن يتجه لتبنى ودعم مثل هذه التجارب السينمائية الوليدة، وألا يكرر نفس الأخطاء التى وقع فيها جهاز السينما بإنتاجه لأفلام تجارية ضعيفة المستوى وأن يشكل لجنة محايدة من كبار السينمائيين والنقاد المحترمين لاختيار السيناريوهات التى تستحق تبنيها وإنتاجها، وذلك لكى تستمر هذه الصحوة السينمائية ولا يُصاب هؤلاء الشباب بالإحباط نتيجة انصراف الجمهور الذى تعود لسنوات طويلة على مشاهدة السينما الرديئة عنهم وعن أفلامهم.

مجلة أكتوبر المصرية في

26/12/2010

 

.. والذى منه

محمد ناصر

فيلم «الفرح» يرصد حالة احتيال واحد من أبناء الحارة لكى يستعيد أموال دفعها «نقوط». لأنه يحتاج لمبلغ يدفعه مقدمة لميكروباص يكون مشروع عمره.. إذا كانت الصورة ترصد روح جديدة فى الحارة المصرية. فإنها فى ذات الوقت تحمل إضاءات على نظام «النقوط» الذى اعتاد عن طريقه الناس التعامل مع بعضهم البعض فى السراء والضراء. وكان دفع المال فيه دوماً محمولاً على كفوف المحبة والتواد بين الناس.

.. فيلم «الفرح» بموضوعه المذكور عاد بالسينما الجديدة إلى منطقة الرؤية الناضجة للحارة. لأنه لم يغرق فى طرح صورة رومانسية تشبه صورة الحارة فى أفلام صلاح أبو سيف وزمنه. ولم يقدم الحارة نساء مباحة لأى رجل ورجال مغيبين بالفقر والإدمان كما فى موجة السينما الجديدة البارزة ملامحها فى أفلام «دم الغزال»، و«فرحان ملازم آدم»، و«حين ميسرة».

.. رصد فيلم «الفرح» التبدل الذى طرأ على قيمة يوجزها المثل الشعبى فى «معرفة الرجال كنوز». «جود الرجل بالمال مجاملة» هو استثمار معنوى مكسبه حصول الرجل على محبة أهله وجيرانه.

التغير حوّل القيمة إلى منطق تسود فيه حسابات البيزنس المباشرة.. «النقطة. اقراض محسوب له يوم يحق للرجل فيه استرداد ما أقرضه للناس».. «بيزنس».

وفى البيزنس مباحة الشطارة ومسموح بالاحتيال. وألعاب الذكاء.

هكذا «جاء بطل الفيلم استأجرها بعريسها على أنها أخته واليوم زفافها».

.. فيلم «الفرح» يرصد المسافة بين زمن كان فيه الجنيه بالنسبة للبسطاء قوتًا. وواقعًا فيه الجنيه لهم «مطلب مطلق».

* شكل الفرح الشعبى فى حوارينا تأثر بذلك المنطق.

ولنا فى ذلك مقال قادم.

مجلة أكتوبر المصرية في

26/12/2010

 

«الشــــوق» حكايات أفسدتها المبالغات

محمود عبدالشكور

يطلق تعبير «سينما المهمشين على مجموعة من الأفلام التى أخرجها مُبدعو الواقعية الجديدة لمرض طرق التحايل على العيش التى تمارسها الطبقات الفقيرة والمسحوقة، هؤلاء يعيشون على هوامش المدن، يعملون فى مهن بسيطة وقد لا يعملون على الاطلاق، ويسكنون فى الحارات أو فى المناطق العشوائية، انحسرت أفلام هذا التيار بعد وفاة أحد نجومه الكبار «عاطف الطيب»، ولكنها عادت بقوة بعد النجاح التجارى والفنى لفيلم «حين ميسرة» للمخرج خالد يوسف، وخلال الشهور القليلة الماضية شاهدنا مثلاً فيلمين من هذه النوعية هما «خلطة فوزية» و «عصافير النيل»، وفى مهرجان القاهرة السينمائى الأخير شاهدنا فيلم «الشوق» الذى كتبه سيد رجب، وأخرجه «خالد الحجر» والذى لا يخرج من هذه الدائرة ولكن بدرجة أكبر من الواقعية الخشنة، وبدرجة أعلى من المشكلات الفنية الجوهرية فى السيناريو رغم المستوى الرفيع فى كثير من العناصر التقنية وفى أداء الممثلين.

أحداث فيلم الشوق فى إحدى حارات منطقة اللبان، وإذا كنا نبدأ من البحر الواسع، وننتهى بمشهد آخر للبحر، فإننا طوال الوقت محبوسون مع أبطالنا فى الحارة التى يطلق عليها أحد شخصيات الفيلم لفظ المقبرة، محور الفيلم هو فاطمة «التى لعبتها ببراعة القديرة سوسن بدر»، وهى امرأة تشبه سيدات المآسى الإغريقية، هى فى منتصف المسافة بين العقل والانهيار التام، تقرأ الفنجان لسكان الحارة، ولكن حياتها المادية صعبة مع الرجل الذى هربت معه منذ 20 عاماً، وأنجبت منه فتاتين هما «شوق» «روبى» وعواطف «ميرهان»، ثم الطفل الصغير «سعد» الذى يعانى من الفشل الكلوى، بسبب مصاريف الغسيل الكلوى تحاول «فاطمة» الذهاب إلى اسرتها من جديد فى طنطا، ولكنها لا تستطيع مواجهتهم بعد كل هذه السنوات، فتقودها الظروف للذهاب إلى القاهرة، تبحث عن عمل فلا تجد، ثم تكتشف أن احتراف التسول فى الشوارع يمكن أن يجمع أموالاً أكثر، ورغم موت الابن فإنها تواصل جمع المال من التسول لتجهيز بنتيها، ولكن غياب «فاطمة» والحالة السيئة للأب الغارق فى الخمر، يؤديان إلى انحراف البنتين «فاطمة» ستفقد مقاومتها أخيراً، وستعاودها الحالة الهيستيرية التى تدفعها إلى خبط رأسها فى الجدار فتموت، وتتحرر البنتين، بالسفر والهروب حيث ينطلقان أخيراً بلا عودة على شاطئ البحر.

لايتم سرد الاحداث بهذه الدرجة من التكثيف، ولكن بإيقاع زاحف يمتلئ بجرعات كثيفة من المبالغة التى تستهدف أحياناً ابتزاز المشاعر كما فى مشاهد البكاء والضرب وتكرار مشاهد التسول فى الشوارع والضغط العاطفى على المتفرج بتكرار صرخات الطفل المريعة، ولكن المشكلة الأكبر فى السيناريو أنه لم ينجح فى ضبط مشاعر مع بطلته الأولى التى لاتعرف بالضبط لماذا تتصرف على هذا النحو الغريب؟ ولا لماذا لم تصمد للمواجهة مع أختها التى رحبت بها عندما شاهدتها فى طنطا؟ ولن تفهم أبداً مدى انحيازه للطرق التى تتعامل بها شخصياته مع ظروفهم وخاصة شخصية «سالم» «محمد رمضان» الذى ترك أسرته وهرب من الحارة ثم عاد إليها ليحصل على بعض النقود ويختفى، ظلت هناك أيضاً تساؤلات حول تحويل معركة «فاطمة» من مواجهة الفقر إلى صراع غريب ومفتعل ضد أفراد الحارة ثم ضد ابنتيها وصولاً إلى مشهد موتها.

رغم كل هذه الملاحظات فإن الفيلم يمتاز بعناصر فنية مميزة مثل أداء سوسن بدر الاستثنائى لشخصية صعبة ببراعة واقتدار، وموسيقى هشام جبر المثيرة للشجن وكأنها ترثى هؤلاء الفقراء، وصورة نستور كاليفو التى نقلت لنا طعم البيوت والأماكن ولكن المخرج خالد الحجر والمونتيرة منار حسنى يتحملان تماماً مسئولية التطويل كما يتحمل المخرج إفلات بعض المشاهد من روبى وشقيقتها الوجه الجديد ميرهان.

مجلة أكتوبر المصرية في

26/12/2010

 

أفلام تحصد الجوائز وسينما تعانى الأزمات وقلة الإنتاج

شيماء مكاوي

بعد حصول فيلم «الشوق» على الهرم الذهبى، وحصول «ميكروفون» على جائزة أفضل فيلم عربى فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الـ 34، هل معنى هذا أن من خلال السينما المصرية بدأت تعود إلى مجدها؟ ولماذا تفشل هذه الأفلام جماهيريا؟ وماهو المؤشر الحقيقى لاختيار الأفلام الفائزة بجوائز المهرجانات؟ هذا ما سنحاول الاجابة عنه من خلال هذا التحقيق..

* فى البداية يبرر الناقد محمد الشافعى فوز هذه الأفلام بالجوائز قائلا:فى الحقيقة فوز فيلم «الشوق» فى مهرجان القاهرة السينمائى لهذا العام كان فوزا مستحقاً، لأن قصة العمل إنسانية جدا ولذلك فقد أثر على لجنة التحكيم بالمهرجان، أيضا الفنانة سوسن بدر كانت تستحق أن تحصل على جائزة أفضل ممثلة سواء عن فيلم «الشوق» أو عن أى عمل آخر لها، فى الحقيقة بالنسبة لترتيب مصر سينمائيا على المستوى العربى فهى رقم واحد مع وجود بعض المنافسات المحترمة مع المغرب، ونجد أن معظم الأفلام التى تسقط جماهيريا تنجح فى المهرجان لأن الانتاج يكون عينه على اشتراك الفيلم فى المهرجانات وليس هدفه الجمهور، فعلى سبيل المثال نجد فيلم «الأرض»، «باب الحديد» على الرغم من فشلهما جماهيريا إلا أنهما حصلا على العديد من الجوائز، والنجاح الحقيقى بالفعل للسينما المصرية يتحقق عندما يجمع الفيلم بين نجاحه جماهيريا ونجاحه فى المهرجانات.

وعن اشتراك العديد من الوجوه الجديدة فى هذه الأفلام يواصل قائلا: لا أرى فى ذلك أى خطأ ماداموا أنهم قادرون على أن يقفوا على أرجلهم ويقدموا فنا حقيقيا فلم لا، فمعظم النجوم فى الوقت الحالى كانوا وجوهاً جديدة منذ سنوات، والفنان الموهوب هو الذى يستطيع أن يثبت نفسه..

* ويقول الناقد محمود قاسم: إن السينما المصرية إما أن تقدم أفلاما مميزة أو تكون فى حالة انحصار، والسينما تميزت هذا العام بالتمثيل فى المهرجانات، وخاصة فى أفلام الديجيتال مثل فيلم «ميكروفون» الذى فاز فى مهرجان «قرطاج» ومهرجان «القاهرة السينمائى»، أيضا خالد الحجر قدم فيلما متميزا هو «الشوق»، أيضا هناك فيلم مصرى متميز جدا وحاز على إعجاب لجنة تحكيم مهرجان دبى السينمائى وهو فيلم «678»، ومعنى هذا أننا حصدنا النجاح فى صورة جوائز المهرجانات، وكل هذه الأفلام التى نجحت تعبر عن تجارب استثنائية غير مقصودة ولا تعبر بأى حال عن مؤشر السينما المصرية التى هى فى الأصل سينما تجارية، والسينما التى تبحث عن الربح سينما ساذجة جدا، والدليل على ذلك أن تلك الأفلام التى حققت الجوائز فى المهرجانات أفلام إنتاجها محدود فعلى سبيل المثال فيلم «678» من إنتاج الفنانة «بشرى»، ومن هذا يتضح لنا أن الأفلام ذات الإنتاج المحدود هى الأفلام التى تحصد الجوائز..

* ولكن الناقد «أبو العلا السلامونى» كانت له وجهة نظر مختلفة فقال: إن فوز الأفلام المصرية هذا العام بالمهرجانات هو فوز ضئيل جدا وعدد الأفلام التى شاركت وفازت أيضا قليلة وكان من المفترض أن يكون عدد الأفلام المصرية التى تحصد الجوائز أكبر من ذلك بمراحل كثيرة، لأن مصر صاحبة تاريخ عريق فى مجال السينما، وقد كنا نصدر الأفلام للخارج مثلما نصدر القطن المصرى، أما الآن فأصبحنا نقدم أفلاما ساذجة وضعيفة المستوى وقليلة العدد، وفوز تلك الأفلام فى المهرجانات لا يرجع إلى تقدم السينما المصرية بأى حال من الاحوال بل هى مجرد نماذج فردية لأفلام قدمت شيئا مختلفا عما تعودنا أن نقدمه سينمائيا...

مجلة أكتوبر المصرية في

26/12/2010

 

يبدأ تصويره مطلع 2011 في عدد من العواصم العربية

"غراوند زيرو" فيلم سوري عن الماسونية وعبدة الشيطان وصراع الأديان

دمشق - ا ف ب / "غراوند زيرو" اسم اختارته الكاتبة إيمان سعيد عنواناً لسيناريو فيلم انتهت منه أخيراً، ويجري التحضير له في سوريا، ليقوم بإخراجه السوري المقيم في الإمارات خالد قداح، في تجربة هي الأولى له.

و"غراوند زيرو" تعني الموقع السابق لبرج التجارة العالمي في نيويورك، والذي أثار جدلا لدى محاولة بناء "مسجد قرطبة" في جواره. لكن الكاتبة اعتبرت أن الجدل حول تلك الأرض "بات رمزاً لصراع"، نجده في فيلمها، بين مناصرين لبناء مسجد في مدينة أوروبية وبين آخرين معترضين.

تدور فكرة الفيلم الأساسية حول تصادم الثقافات والأديان المختلفة ورفض الآخر، بحسب ما تشرح الكاتبة مضيفة "تلك الأديان التي جاءت للإجابة عن أسئلة البشرية أصبحت اليوم سببا في الكثير من الأسئلة حول العنف الممارس في المشهد الحياتي اليومي".

ومن بين الحكايات التي يرويها الفيلم، حسب الكاتبة، "حكاية سلطان المقيم في دبي، والذي يعاني السرطان، فيقرر التبرع بجزء من أملاكه لبناء جامع في إحدى المدن الأوروبية، فيتولى ابنه منصور المقيم في أوروبا معركة الحصول على موافقة بناء الجامع، يسانده في معركته رئيس البلدية جيراردو، داعماً فكرة حرية ممارسة الشعائر الدينية في المجتمع".

وتضيف "لكن المشروع يجابه بالاعتراض من قبل بعض رجال الدين المسيحيين، كملمح من ظاهرة ما بات يعرف بالإسلاموفوبيا".

وتقول إن "تعميم البشرية اليوم لثقافة عبادة الشيطان هو كذلك أحد موضوعات الفيلم، كانعكاس واقعي لظاهرة ضياع الأجيال وفراغها الروحي وفسادها الفكري، وكرمز لتحولنا إلى عبادة القوة الاقتصادية ونفوذ السلطة".

كذلك يتطرق الفيلم إلى حكاية شقيقتين لبنانيتين تعيشان في باريس، الأولى هي سوزي التي تصفها الكاتبة بأنها "من مخلفات الحرب الإسرائيلية على لبنان، الهاربة إلى باريس. تتراكم تجربة الضياع لديها، من ذاكرة الحرب وصولا إلى فشل تجربتها العاطفية مع فرنسي انتبه لفوارق الاختلاف بينهما، فتفقد رموز اعتقادها الديني وإيمانها الروحي وتنتمي لجماعة من عبدة الشيطان".

والثانية هي "ندى، الإعلامية التي تقوم برحلة بحث عن شقيقتها فتدرك أن ذاتها ضائعة هي الأخرى. فرغم أنها ترتبط بزوج من نفس دينها وبلدها وخلفيتها الثقافية، إلا أنه يمارس عليها التعنيف والقمع الذي يتشابه مع مشاهد العنف اليومي التي تقوم هي بتغطيتها إعلاميا".

وتشكل عائلة سورية أحد أبرز خطوط الفيلم، حيث الأب "باحث يناقش في دراساته مشهد الماسونية المعاصر"، لكن يبدو أن للباحث السوري مأساته الخاصة فهو "كان قد هجر أسرته السورية المقيمة في باريس منذ زمن، ليعود إليه ولداه في النهاية محملين بنعشين، أحدهما يحمل جسد الضحية، والآخر يحمل جسد الجاني كنتيجة لتربية متطرفة اعتمدتها الأم الحاقدة على غياب الزوج والرافضة للانصهار ثقافيا في مجتمع تراه نجساً وغريباً عنها".

يناقش الفيلم في العديد من مشاهده فكرة الماسونية، وكذلك دور الفساد الإعلامي في تغذية الصراعات الدينية، عبر محطة تلفزيونية يتضح أن من يديرها في النهاية يهودي.

ويتطرق، في إطار خطوطه المتشابكة والمتقاطعة، إلى "الأزمة الاقتصادية وتداعياتها في دبي، وتأثيرها في رد فعل عدد من العمال الآسيويين الذين أحرقوا مؤسسة سلطان العقارية التي تدار من قبل ابنه، الذي يمارس بدوره أشكال الاضطهاد الإنساني والديني عليهم ويتدرج في بناء سلطته الاقتصادية ونفوذه عبر قنوات اتصال مشبوهة".

وذكرت الكاتبة إيمان سعيد أن عمليات التصوير ستبدأ في شهر كانون ثاني/ يناير المقبل في براغ، والإمارات العربية، وسوريا، ولبنان.

ويشارك في التمثيل، من سوريا فايز قزق، وعبد الحكيم قطيفان، ونضال سيجري، ومحمد قداحي، وفادي صبيح، ونوار بلبل، ولونا الحسن، وسوسن ميخائيل، ودينا هارون، ومديحة كنيفاتي، ولينا مراد. ومن الإمارات محمد الملا، ومحمد العامري. ومن فرنسا فلاديمير هوتك.

العربية نت في

27/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)