حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مخرج صاحب أفضل فيلم عربي في مهرجان "تريبيكا – الدوحة"

إبراهيم البطوط: أسعى إلى سينما مختلفة تجارياً

القاهرة - انتصار صالح

طزاجة أفكاره ومشاعره وصدقها أهم ما يميز المخرج إبراهيم البطوط، إيمانه بالحياة روح يبثها في كل ما يقدمه ويمنحها لكل من عمل أو تعامل معه، لا يحيد عن شعاره “الأحلام ممكنة” .

أول أفلامه الروائية الطويلة “إيثاكي” كانت قصيدة كفافيس الرائعة ملهمته، وكان همه أن قيمة الرحلة تكمن في مسيرة الطريق ذاته لا في الوصول لنهايته وهدفه . البطوط يؤمن بالتواضع أمام قيمة الحياة بيقين اكتسبه من معايشة عشرات الحروب والمآسي والمذابح كمصور أورثته إيمانا حقيقيا بالحياة والبشر وتواضع أمام قيمة البحث والمعرفة . وكما بدأ فيلمه الأول بقصيدة، بدأ الثالث “حاوي” الفائز بجائزة أفضل فيلم عربي بمهرجان تريبيكا السينمائي بالدوحة بإلهام من أغنية لفريق مسار إجباري .

“البطوط” درس الفيزياء، وعمل مهندس صوت بوكالة إخبارية تنتج الأفلام الوثائقية، وفيها تعلّم الإخراج والمونتاج والتصوير . منذُ عام 1987 احترف التصوير التلفزيوني، فسافر إلى أوروبا وعمل مع عدد من القنوات التلفزيونية العالمية بدايةً بالتلفزيون البريطاني، وقناة “زد دي إف” الألمانية، و”آر تي” الفرنسية وغيرهما، قدم أفلاما وثائقيّة حول فظائع الحروب، وكان شاهداً على مذابح البوسنة والهرسك ورواندا والشيشان والصومال وجنوب السودان والعراق وفلسطين . حصل على العديد من الجوائز العالمية . ومن أفلامه الوثائقيّة: “26 ثانية في باكستان”، “بغداد” ،2004 “المقابر الجماعية في العراق” ،2003 “إدمان المخدرات في الكويت” ،2002  “الحج إلى مكة” ،2001 “ثلاث نساء ألمانيات” ،2001 “نجيب محفوظ” ،1999 “بداية الحرب في كوسفو” ،1998 “العبودية في السودان” .  “الحرب الأفغانية ضد مزار شريف”  1996 .

في العام 2004 قرر البطوط التحول إلى السينما الروائية، ومن دون ميزانية تقريبا، مسلحاً بكاميرته الشخصية وبالرغبة والحاجة للحكي لتخفيف وطأة مآسي البشر التي حملتها روحه، وفي 2005 فاجأ الوسط السينمائي والثقافي المصري بفيلمه الروائي الأول “ايثاكي”، بميزانية لم تتجاوز الأربعين ألف جنيه، قدم فيها قصيدة سينمائية تحمل من الشعر قدر ما تحمل من السينما ومن التساؤل حول الحزن الكامن بالنفوس والأسى المسكوت عنه، ليمثل حدثاً فنياً وثورةً فتحت طريقاً لسينما الديجيتال والشباب والمستقلين، حتى لقب عن حق بالأب الروحي للسينما المستقلة، وقدم بعدها فيلمه الثاني “عين شمس” عام 2008 الذي تعرض لمشكلات عديدة مع الرقابة قبل عرضه، لكنه فاز بعدة جوائز أهمها من مهرجان “تاورمينا”  .

في ثاني أفلامه، ذهب “البطوط” إلى منطقة عين شمس الشعبية التي رآها تختزل حالة مصر، فالسرطان الذي استشرى في حياتنا ومنطقتنا العربية كلها، لا يفرق بين آثار الحرب في العراق والفساد في مصر . هذه المرة ذهب إلى الإسكندرية ليصنع آخر أفلامه، كأنه هارب من القاهرة وكان لنا مع المخرج إبراهيم البطوط هذا الحوار:

·         كيف بدأت تجربة “حاوي”؟

- حلمت دائمًا بفيلم عن الإسكندرية، ففيها طبيعة النور مختلفة عن القاهرة، والهواء أنظف كثيرًا، وكل ذلك يعطي حالة عامة مختلفة في الفيلم، وأردت تقديمه مع ممثلين وفريق عمل من الإسكندرية، كنت أعمل مستشاراً فنياً لورشة السينما في مركز “الجيزويت” الثقافي في الإسكندرية التابع للرهبانية اليسوعية في مصر، وقابلت مواهب وطاقات فنية آمنت بها وأردت تقديمها، ثم سمعت أغنية “حاوي” في إحدى حفلات فريق “مسار إجباري” السكندري، أحببتها جدًا وقررت أن أنطلق منها لفيلمي، عشت معها حتى وجدت الفيلم الذي أريده، يشبهها ويشبه الإسكندرية، اشتغلت مع ممثلين من ممثلي المسرح في الإسكندرية ومن مركز الجيزويت وحتى الممثلة الكبيرة حنان يوسف شريكتي في كل أفلامي هي سكندرية، وفريق فني جميعهم أمام وخلف الكاميرا من الإسكندرية، صورنا أربعة شهور من نوفمبر/تشرين الثاني ،2009 وأثبتت التجربة أن هؤلاء المتدربين يمكنهم صناعة فيلم جيد يُعرض وينافس.

·         كعادتك خضت مغامرة جديدة في طريقة الإنتاج، ما تفاصيلها؟

- كانت المغامرة أن نصنع فيلما بإنتاجنا الشخصي ونصل به لنسخة العمل، ثم نتمكن من توفير تمويل المراحل الفنية ونسخ ما بعد التصوير المكلفة جدا .

أنتجت الفيلم بنفسي لأني أردت أن أمتلك حرية اتخاذ كل قراراتي من دون عوائق، وكل المشاركين فيه هم شركاء في مخاطرة إنجازه، لكل منهم نسبة مئوية دائمة ونجحت الفكرة وبعد الانتهاء من الفيلم استطعنا إيجاد تمويل له من ثلاث جهات هي: مهرجان روتردام، من خلال منحه مالية، بالإضافة إلى مؤسسة الدوحة للأفلام للتحويل إلى 35 ملم، ومعامل أروما لاب، وهي واحد  من 13 معملاً من نوعها في العالم، حيث ساعدونا في الانتهاء من المونتاج النهائي للعمل، واستطعنا أن نحوله إلى نسخة 35 ملم . والقيمة المالية لجائزة “التريبيكا” ستوزع على الجميع .

·         هل هناك تجربة مماثلة سابقة؟

- لا أعرف، لكن وجدتها فكرة عادلة، فكل المشاركين دخلوا مخاطرة عمل فيلم من دون أجر فلماذا لا يكونون شركاء في النتيجة ومالكين مادياً أيضا للعمل؟ وبالتالي إذا نجحت نكسب وإذا لم تنجح نكون قمنا بعمل ما وننتقل لما بعده، نحاول عمل سينما تختلف، فالموجود نتيجته معروفة، فلماذا لا تكون مفاهيم الإنتاج أيضا مختلفة؟

·         لماذا الأغنية التي أصبحت جزءاً من نسيج الفيلم؟

- هي جزء من دراما الفيلم وكينونة الشخصيات، كلها متأثرة بالأغنية التي كتبها الشاعر محمد جمعة، تختزل حكمة الناس، وهي كلمات موحية جدا، تقول: “بقيت حاوي بقيت غاوي في عز الجرح أنا مبسوط . . بقيت عارف أطلع من ضلوع الفقر لقمة عيش” .

·         اشتغلت في فيلميك السابقين على سيناريو يترك مساحة للارتجال للممثلين، هل كررتها في “حاوي”؟

- هي طريقتي في العمل، عندي سيناريو مكتوب ومحكم لا يعرف تفاصيله إلا المساعدون، بينما أحضر الممثلين لمحاورتهم قبل التصوير مباشرة أو قبله بيوم واحد، للحفاظ على الدفقة الشعورية وتلقائية حوارهم وإحساسهم من دون التأثر بأي مؤثرات خارج المشهد، تعلمت مع الوقت كيف أستخدم هذه الطريقة بشكل أفضل بحيث تصب في مصلحة الفيلم .  

·         أليست مخاطرة استخدام طريقة مغايرة وصعبة هكذا مع هواة؟ وكيف يكون تدريبهم على الأدوار؟

- في الفيلم أدوار صعبة جداً مثلاً “العربجي” وهو ممثل مسرح متميز، إعداده للدور يتطلب عمل علاقة مع الحصان ليتآلف ويتكلم معه، وكل ممثل يتدرب على معايشة شخصيته وفهمها قبل بدء التصوير لفترة، ومن لم يمثل سابقًا يكتسب خبرة وثقة من باقي فريق العمل من الممثلين الجيدين، كحنان يوسف ومحمد السيد، أما الحوار الذي تقوله الشخصية فهو أسهل خطوة في مهمة الممثل الذي أطلب منه أن يضع الشخصية أمامه لتوجهه لا أن يرغمها على أداء متكلف أو جاهز . 

·         ألا يحمل هذا الأسلوب مخاطرة أن يختلف إيقاع ممثل عن الآخر مما يضر المشهد؟

- أكيد، لكن هذا شغلي ومسؤوليتي أنا في حفظ توازن الإيقاع، ليس دور الممثلين ولا مسؤوليتهم، هم أعطوا ما عندهم وغامروا معي بأسلوبي وأنا أعمل على تحقيق الهارموني المطلوب، أغير طول الوقت شخصيات ومشاهد أثناء العمل، وفي المونتاج حذفت نصف ساعة من النسخة الأولى إلى الأخيرة، الموضوع تفاعلي أكثر منه ثابتاً .

·         أسست شركة “عين شمس للإنتاج”، هل بلورت تجاربك تصوراً لفيلم منخفض الميزانية؟

- أكثر من هذا، أصبح ممكناً أن نضع تصورًا كاملاً لكيفية إنجاز فيلم من دون ميزانية وكيف سنقوم بتوزيعه . كل هذا سينشر بكل شفافية لنعرف أين نحن والمشوار الذي أخذناه ليوفر على من يأتي بعدي، ونجاح الفيلم يشجعني على تكرار التجربة من خلال شركتي في مشاريع مقبلة ولزملاء آخرين أيضاً .

·         أحدثت نقلة في السينما المستقلة وسينما الشباب وطرق الإنتاج الجديدة منذ بدايتك في العام 2004 كيف ترى الصورة الآن؟

- أنا لم أبدأ من الصفر، بدأت من سينما موجودة وحركة سينمائية عمرها مئة عام ومخرجين كبار مهمين أسسوا وشيدوا السينما المصرية، وما نحن إلا حلقة، نواصل على طريقهم، أيضاً لم أكن الأول في التوجه لاستخدام الديجيتال لصناعة أفلام روائية طويلة، سبقني مخرجونا الكبار يسري نصر الله، ومحمد خان، وخيري بشارة منذ 2002 .

الآن صارت هناك حركة واسعة تتطور يومياً مع التطور التكنولوجي، وصار لسينما الديجيتال حضور قوي، وجيل من السينمائيين يقدم رؤى سينمائية متنوعة ومتميزة .

·         لكن الأفلام منخفضة الميزانية موجودة عالميا وهي إحدى أشكال تقديم السينما فلماذا لا تنتشر عندنا؟

- في الغرب الأرض جاهزة، أما عندنا فلا توجد هذه الثقافة التي تسمح بتذوق فيلم بلغة سينمائية مختلفة، وهو ما نعمل عليه لفتح سوق لسينما مختلفة تجارياً، نعمل منذ سبع سنوات فقط، ونحتاج إلى “شغل طويل”، لذلك كان إصراري على عرض فيلم “عين شمس” تجارياً، ومن بعده “حاوي”، وكلاهما حقق مكسباً . وفي 2009 و2010 نزلت السوق أفلام “عين شمس” و”حاوي” و”بصرة” و”هليوبوليس”، وننتظر غيرها .

الخليج الإماراتية في

04/12/2010

 

فيلم The Social Network

يكتسح جوائز جمعية النقاد الامريكيين لعام 2010

محمود لطفي 

أعلنت الجمعية الوطنية للنقاد بأمريكا عن قائمة الفائزين بجوائز الجمعية لعام 2010 وذلك قبل شهر كامل من إقامة حفل توزيع الجوائز بأمريكا في الحادي عشر من يناير القادم، حيث استطاع فيلم "The Social Network" الذي يتناول قصة تأسيس موقع الفيسبوك تصدر قائمة الفائزين واكتساح اهم جوائز الجمعية وحصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم بينما حصل بطله الممثل الشاب "جيسي ايزنبرج" على جائزة أفضل ممثل وفاز مخرج الفيلم "ديفيد فينشر" بجائز أفضل مخرج لعام 2011 بينما فاز "ارون سوركين" كاتب سيناريو الفيلم بجائزة أفضل سيناريو مأخوذ عن عمل أدبي.

وتضمنت قائمة الفائزين بجوائز الجمعية 15 جائزة أخرى من أهمها جائزة أفضل ممثلة وحصلت عليها "ليزلي مانفيل" عن دورها في فيلم "Another Year" وهو الفيلم الذى عرض كفيلم افتتاح للدورة الحالية لمهرجان القاهرة السينمائى، وجائزة أفضل ممثل مساعد والتي حصل عليها النجم "كريستيان بيل" عن دوره في فيلمه الأخير "The Fighter" بينما حصلت الممثلة "جاكي ويفر" على جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في "Animal Kingdom".

واستطاع الفيلم الفرنسي "Of Gods and Men" للمخرج الفرنسي "زافييه بوفوا" الحصول على جائزة أفضل فيلم أجنبي من مجلس النقاد بينما فاز فيلم "Waiting For Superman" بجائزة أفضل فيلم وثائقي للعام الجديد.

جدير بالذكر أن الجمعية الوطنية للنقاد بأمريكا من أقدم الجمعيات الوطنية الأمريكية المهتمة بالسينما وتم تأسيس الجمعية في 1909 بعد 13 عام فقط من بداية صناعة السينما بأمريكا، وبدأت الجمعية في تسليم جوائزها المستمرة حتى الأن منذ بداية عام 1929.

الدستور المصرية في

04/12/2010

 

برلنتى عبد الحميد .. الفنانة التى استعمرت قلب «المشير»

كتب طارق مرسى

برلنتى عبد الحميد آخر معاركها كانت ضد فيلم «الرئيس والمشير» برلنتى عبد الحميد .. الفنانة التى استعمرت قلب «المشير» لا تقف أهمية الفنانة الراحلة «برلنتى عبد الحميد» عند أعمالها السينمائية ومشوارها الفنى فقط، بل إنها تعدت هذا بمراحل إلى شهرة أكبر وأشد تأثيرا على المستوى السياسى لزواجها من المشير عبد الحكيم عامر أو الرجل الثانى فى فترة هى الأصعب والأخطر فى تاريخ مصر الحديث . «برلنتى» إن جاز التعبير تصدرت المشهد السياسى وكانت شاهدة على هذا العصر وقامت بدور ربما يكون الأهم والأبرز كزوجة وأم وقدمت شهادتها التاريخية عن المشير فى كتابين كانا بمثابة وثائق سرية مهمة الأول نشرته عام 93 بعنوان «المشير وأنا» كشفت فيه عن تفاصيل زواجها السرى بالمشير والثانى فى عام 2002 بعنوان «الطريق إلى قدرى .. إلى عامر» وفيه فجرت مفاجآت تخص نكسة يونيو وأن زوجها ليس مسئولا عنها وتأكيد أنه قد مات مقتولا وليس منتحرا. نفيسة عبد الحميد محمد الشهيرة بـ «برلنتى عبد الحميد» المولودة فى عام 1935 بدأت رحلتها فى مصر من منطقة باب الشعرية بعد حصولها على دبلوم صنايع تخصص تطريز تطلعت لاستكمال تعليمها، والتحقت بمعهد التمثيل قسم نقد، لكن نظرة زكى طليمات الفنية حولت مسارها إلى دراسة التمثيل لتبدأ أولى مراحلها الفنية ثم انضمت لفرقة زكى مراد وشاركت فى أكثر من مسرحية أبرزها «البخيل» وكانت نقطة التحول الحقيقية لها فى هذه المرحلة عندما قدمها المخرج صلاح أبوسيف فى فيلم «ريا وسكينة» عام 52 لتنطلق شهرتها جنبا إلى جنب مع قيام ثورة يوليو، وفى الفترة من عام 52 وحتى 61 قدمت برلنتى حوالى 21 فيلما أكثرها ارتباطا بالجمهور فيلم «درب المهابيل» إخراج توفيق صالح، وكانت الشخصية إعلانا عن مولد نجمة جديدة فى الإغراء، حيث جسدت نموذج فتاة الحارة الشعبية الجميلة بالملاية اللف والمنديل الشعبى المعروف فى هذا الوقت حتى أن النقاد اعتبروها نموذجا جديدا ومختلفا عن الفنانة الرائعة هند رستم التى برعت فى تقديم أدوار الغواية والإغراء بذكاء شديد . احد افلام برلنتى عبد الحميد إلى جانب «درب المهابيل» شاركت أيضا فى فيلم «رنة خلخال» و«إسماعيل ياسين فى متحف الشمع» و«سر طاقية الإخفاء» وهى جملة الأفلام التى قدمتها للجمهور، وساهمت فى شيوع اسمها بين بنات هذا الجيل . فى نهاية هذه المرحلة لفت جمالها الفاتن نظر أحد أبرز رجال السياسة والرجل الثانى فى مصر المشير «محمد عبد الحكيم عامر»، وكان وقتها أحد أبرز رجال ثورة يوليو ثم رئيسا وقائدا للقوات المصرية، ثم نائبا أول لرئيس الجمهورية «جمال عبد الناصر»، وحسب إحدى الروايات المتداولة أن «برلنتى» تعرفت على المشير فى سوريا لأول مرة عندما كانت ضمن وفد من الفنانين المصريين وشاهدها المشير لأول مرة فى مبنى الإذاعة السورية وبعدها تطورت العلاقة بينهما بعد عودتها لمصر، وقيام رجال المشير بترتيب لقاء ثان بينهما فى شقة بالزمالك انتهى بالاتفاق على الزواج منه سرا لسببين الأول لحساسية مركزه وغضب الرأى العام المصرى فى ذلك الوقت باعتباره أحد أهم أجنحة العهد الجديد فى تاريخ مصر، وحرصا على مشاعر زوجته الأولى، استمر الزواج سريا لم يعرف به أحد سوى المقربين من رجال المشير والزعيم جمال عبد الناصر حسب رواية برلنتى نفسها فى كتابها الثانى، هذا الزواج السرى أسفر عن مولد الابن الوحيد لها من المشير عامر وهو د. عمرو عبد الحكيم إخصائى التحاليل الآن. المرحلة الثانية فى حياة برلنتى الفنية اقتصرت على تجربة وحيدة فى السينما فى فيلم «العش الهادى» أمام محمود ياسين عام 76 بعد قرابة 10 سنوات من الاعتزال بعد زواجها من المشير فى تجربة قدمتها من إنتاجها، ولم يكتب لها النجاح الجماهيرى الذى يدفعها للاستمرار بعد هذه التجربة اختفت عن الأنظار لتعود بعد 14 عاما فى فيلم «الهانم بالنيابة عن مين» عام ,90 وبعد هذا العمل الذى ربما لم يره الكثيرون ابتعدت عن الفن والأضواء ثم تعود لتقدم نفسها كشاهدة على عصر الثورة والمدافع الأول عن «عامر» المفترى عليه حسب شهادتها التى قدمتها فى كتابين طرحتهما فى الأسواق. فى الفترة ما بين المرحلتين الأولى والثانية من حياتها الفنية شهدت أحداثا مثيرة، وهى تحديدا بعد رحيل المشير فى سبتمبر 67 منتحرا حسب الروايات الرسمية أهمها إعلانها عن تفاصيل الزواج السرى بينها والمشير ولإثبات حقوقها الشرعية، وحق ابنها د. «عمرو» الشرعى فى ميراث والده . وفى الوقت نفسه إثبات أن المشير كان ضحية عهد الثورة، خصوصا بعد خروج تقرير محكمة الثورة بعد نكسة 67 بأن المشير كان يسهر ليلة 5 يونيو فى فيلا تمتلكها برلنتى، هذا التقرير الذى أثار غضب الشارع المصرى ضده وأن الهزيمة جاءت نتيجة مغامراته العاطفية وعلى حساب مصر والمصريين . تعود «برلنتى» لتتصدر المشهد السياسى مرة أخرى عام 2002 عندما طرحت كتابها الثانى «الطريق إلى قدرى .. إلى عامر» لتقدم مستندات جديدة عن لغز موت «عامر» وأسباب نكسة يونيو وإثبات أنها لم تكن سببا مباشرا للنهاية المأساوية للمشير عامر الذى وقع فى غرامها. برلنتى كشفت فى كتابها معاناتها الحقيقية بعد النكسة.. واعترفت بأنها تعرضت للاعتقال من المخابرات المصرية فى ذلك الوقت وعوملت بقسوة وحدة حتى إنهم حرموها من ابنها الرضيع وكانوا يفتشونها فى أنحاء جسدها ووصلت إلى قمة المعاناة عندما اضطرت لبيع «راديو» ثمين كانت تحتفظ به بمعرفة بواب عمارتها بـ 4 جنيهات عاشت عليها لمدة شهر كامل بعد أن قامت أجهزة الثورة بمهاجمتها والاستيلاء على أموالها ومجوهراتها إلى جانب وثائق مهمة كان يحتفظ بها «عامر» عن الجيش وأسباب النكسة خاف رجال الثورة أن يكشفها أحد .. برلنتى قالت بوضوح إن «عبد الناصر» كان يخشاها لكونها متحدثة جيدة وأن «ناصر» تعرف تماما على شخصيتها عندما كان يتحدث إلى «عامر» فى شقتها بالعجوزة أو فى فيلتها بالإسكندرية ولتأكيد علاقتها الوثيقة بـ «ناصر» وارتباطه وحبه للمشير كشفت برلنتى أن «جمال عبد الناصر» كان وراء إطلاق اسم «عمرو» على نجلها الوحيد . خطورة الوثائق التى نشرتها «برلنتى» ودقتها فى الوقت نفسه دفعها للاستشهاد بما كتبه الكاتب الكبير أنيس منصور عن كتابها وأنه قد «بلع» كل الكتب التى صدرت عن أيام النكسة وأسرارها. وفى الوقت نفسه تحدثت «برلنتى» عن تحليلات «هيكل» ووصفت كتاباته عن النكسة والمشير أنها ظالمة وغير عادلة وتدل على عدم معرفته الكافية كما يزعم بالزعيم جمال عبد الناصر، حيث يرفض دائما الاعتراف بالتوءمة الروحية التى جمعت الرئيس جمال عبد الناصر والمشير. هيكل وصف المشير عامر بأنه نصف فنان ونصف بوهيمى ولم يكن قادرا على إدارة الجيش المصرى بكفاءة من أبرز ما قدمت برلنتى فى كتابتها التى جمعت معلومات خلال عامين حسب تصريحاتها الأخيرة بعضها من مكتبة الكونجرس الأمريكى عن النكسة إلى جانب الوثيقة المفاجأة التى قدمتها عن واقعة انتحار المشير .. «برلنتى» حسب قولها ذهبت فى أطراف الصعيد لمقابلة الطبيب الذى كتب تقرير وفاة المشير واعترف لها صراحة بأن المشير مات مسموما ولم ينتحر كما تردد رسميا وسرد لها 15 بندا تثبت أنه مات مسموما .. وهى الحقيقة التى لم يهدأ بالها إلا بنشرها كاملة .. الرئيس والمشير آخر المعارك التى خاضتها «برلنتى» كانت ضد خروج فيلم الرئيس والمشير للنور والذى كتبه ممدوح الليثى بعد أن نمى لعلمها بأن السيناريو يصورها كامرأة مستهترة وأنها كانت وراء أزمات المشير ونهايته المأساوية وأنها فرضت نفسها عليه واستعمرته رغم حساسية الدور الذى كان يقوم به على المسرح السياسى .. إلى جانب رفضها لترك الفيلم .. نهاية عامر معلقة ما بين رواية الانتحار أو دس السم له .. رغم تأكيد الليثى أنه يركز على علاقة جمال عبد الناصر بالمشير القوية والتى جعلته الرجل الثانى له واستعداده لإلغاء شخصية برلنتى نفسها من السيناريو حتى يخرج للنور. بالرغم من التصدى الشرس لبرلنتى لسيناريو الليثى، فإنها لم تخف تحمسها لقيام سمية الخشاب بأداء شخصيتها فى رواية الليثى إلى جانب تقديم عمل درامى اعتمادا على كتابها، وقد باعته قبل رحيلها إلى المنتج «محمود بركة» لكن استعجالها فى خروج المسلسل للنور وتأجيل تنفيذه لأسباب تسويقية وفنية كان محور أزمة بينها وبين المنتج سيكون لها تفاصيل أخرى فى الفترة القادمة .

مجلة روز اليوسف في

04/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)