حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

اعترافات صباح ـ 2

في مذكراتها الشخصية تكشف:

آسيا لطمت خدها عندما سمعت صوتي

بقلم: إيريس نظمي

هذه المذكرات عن رحلة عمر فنانة مشهورة.. تحاول صباح أن ترسم من خلالها الطريق الصعب الذي قطعته إلي قمة الجهد والاصرار والعمل الشاق ان دموعها ومتاعبها التي حفرت بها صخور هذا الطريق تحتفي وراء ابتسامتها الدائمة.. لكنها كانت تعيش بالحب والأمل.

ان هذه المذكرات تحوي رصيد كبير من الأحداث والشخصيات الفنية والمعروفة التي تحاول فيها صباح الا تخفي منها شيئا.

في هذه الحلقة يتحقق حلم كبير للفنانة الصغيرة.. تلميذة مدرسة الچيزويت.. حلم الذهاب إلي مصر.. مصر أم الدنيا.. ام الفنون.. وهوليوود الشرق.

واستقلت المطربة الصغيرة القطار الذي  سينقلها إلي القاهرة بصحبة والديها وظل القطار يومين كاملين لم تنم خلالهما.. كانت تريد ان تعيش كل لحظة من لحظات رحلة العمر إلي مصر.. وباتت تحلم بأن تكون فنانة كبيرة.. ووصلت »چانيت فيفالي« القاهرة.. وكانت هناك في انتظارها اكثر من مفاجأة.

قالت لي: »صدمني رأس فريد الأطرش في البداية عندما نصحني بالالتفات إلي دراستي والإبتعاد نهائيا عن الغناء.. لكني لم أغضب كثيرا فقد كنت مقتنعة في قرارة نفسي بأن صوتي لم ينضج بعد..

وكيف يكون صوت فتاة في الرابعة عشرة من عمرها ناضجا وكاملا؟

مازلت احتاج لوقت طويل.. وصبر اكبر.. ومن يدري فقد تأتي الفرصة ذات يوم. وفعلا جاء ذلك الوقت بأسرع مما كنت أتصور.. وأتوقع. وذلك  حين جاءت أمي ذات صباح تقول لي »استعدي ياچانيت للسفر إلي مصر«...

وعندما لاحظت ذهولي وضحت كلامها قائلة: »ستذهبين إلي مصر.. هناك ستلتقين بالمنتجة السينمائية آسيا.. هيا تحركي.. مالك تنظرين إلي هكذا؟

آه يا أمي انت لاتعرفين حلمي الكبير هو الذهاب إلي مصر.. حلما أتصوره مستحيلا.. شيء أبعد من الخيال نفسه.. ثم تأتين لتقولي لي بهذه البساطة استعدي للذهاب إلي مصر.. وكأنك تحملين خبرا عاديا.. ثم تندهشين لأني أقف مشدودة مذهولة.. لكن كيف سمعت عني السيدة آسيا؟

ان مندوب آسيا في لبنان »آسر يونس« وهو زوج بنت اختها حدث ان سمعني مصادفة فأعجب بي وأرسل احدي صوري للسيدة آسيا.. وارفق مع صورتي رسالة يقول فيها انه يرشحني للعمل في فيلم غنائي ويؤكد لها ان صوتي جميل.. ويصلح كثيرا لهذا النوع من الافلام الغنائية.. ثم جاء رد آسيا انها في انتظاري في القاهرة أم الدنيا وأم الفنون.. مصر مكتشفة وصانعة النجوم.. هل سأراها حقا؟ هل سأذهب إلي بلد السينما والأضواء.. إلي القاهرة التي تعيش فيها مطربتي المفضلة ليلي مراد صاحبة الصوت الشجي الفريد من نوعه.. هذا الصوت الذي يجعلني أبكي من التأثر كلما سمعته.. مصر أم كلثوم وعبدالوهاب.. مصر التاريخ الحضارة والنغم الشرقي الأصيل.. حلم كبير ظننته صعب التحقيق.

وباع أبي قطعة الأرض من أجلي

.. لكن أبي اعترض جديدا وقال »كيف تعيش »چانيت« وحدها في مصر وهي ماتزال فتاة صغيرة؟

واقترحت أمي التي تحب الفن جدا ان تحضر هي وأبي ليقيما معي فترة في القاهرة.. ثم يتناوبا الحضور لتبقي مع اخواتي اللاتي يدرسن في بيروت.. وبذلك يضمنان ان يكفلاني الرعاية الواجبة في هذه الفترة التي أخطو فيها أولي خطواتي في عالم الفن.

وباع ابي قطة الأرض التي كان يمتلكها في ضيعتنا »شحرور«

وبهذه المناسبة اطلقوا علي بعد ذلك اسم »الشحرورة« -وذلك استعدادا لرحلة السفر الكبري إلي مصر.. ذهبت إلي راهبات مدرستي اللاتي شجعاني منذ البداية لكي استأذنهم في السفر ويباركن خطواتي.. وقلن لي.. »يمكنك ان تسافري وأن تعملي بالتمثيل ولكن بشرط احذري ادوار الحب والقبلات..«.

انتي مازلت صغيرة السن والخبرة ومازلت مغمورة.. فهل اقول للمنتجة السينمائية المعروفة ان لي شروطا.. وانني أرفض تمثيل ادوار الحب أو ان يقبلني أحدا.. ان الكبار فقط هم الذين يشترطون وتنفذ شروطهم.. ووعدت الراهبات بالاستجابة لهذه النصيحة بقدر ما استطيع..

لم استطع أن أنام طوال الليل هل سأروق للمنتجة الكبيرة آسيا؟ وهل ستجدني كما حدثها عني مندوبها في لبنان.. وهل.. وهل.. وهل؟

وفي الصباح الباكر كنت ارتدي ملابسي.. وكأنه يوم عيد اقفز فرحا ومرحا.. في هذه اللحظة التي احسست فيها بحالة انعدام وزن، وبدأت اقنع نفسي بأن الرب قد استجاب لي في كنيسة »جاليديب«.. فهناك همست بأمنيتي الوحيدة.. هذه الأمنية التي بدأت تتحقق فلك الشكر أيها الرب.

كان ابي ينظر من نافذة القطار وهو شارد الذهن مهموم بي وخائف علي.. ورغم انه كان رافضا لاشتغالي بالفن فكنت اعرف انها مشاعر الأب وأدرك أنها القسوة المغلفة بالحب كانت الرحلة مرهقة.. استغرقت يومين بالقطار.. ونام أبي من الارهاق لكني كنت أريد أن أعيش كل لحظة من لحظات رحلة العمر إلي مصر..

وبعد انقضاء اليومين وصلنا أخيرا إلي محطة مصر.. ووجدت السيدة آسيا في انتظارنا هي وابنتها »مني« ومعهما الاستاذ المخرج هنري بركات وعباس كامل.

وعندما رأيتهم من خلال النافذة أخذت اشوح لهم بيدي وكأني اعرفهم منذ زمن.. كأننا اصدقاء قداما التقينا..

كنت سعيدة اتصرف بطريقة عفوية وبدون تكلف.. ولعل هذا ما أعجبهم.. فقد كانت تصرفاتي التلقائية جعلت انطباعهم الأول مريحا.

وقال هنري بركات:

 »اذا كانت بهذه الصورة التي اراها فذلك يدعو للتفاؤل.. لكن أتمني ان يكون صوتها جميلا«.

رفضوني كمطربة

طلبت آسيا اثنين من عمالقة التلحين هما رياض السنباطي وزكريا أحمد ليلحنا لي وبعد كثير من البروفات التي ارهقتني كنت غير قادرة علي الغناء وشعرت أن هذه الألحان أكبر من صوتي.. فانزويت وحدي وبكيت.. لعجزي عن الاستفادة من فرصة العمر الذهبية التي قد لاتتاح لي مرة أخري، وعندما بدأت الغناء ارتعشت وبكيت.. وغضبت السيدة آسيا التي منحتني هذه الفرصة.. ولمع من غضبها انها لطمت خدها.. وقالت انني لا أصلح لهذه المهمة.. وندمت لانها رشحتني أصلا.. وانضم إليها المخرج بركات الذي قال انها لاتصلح تحمل هذه البطولة الغنائية.

لكن أنور وجدي - رحمه الله- قال:

 »اذا كان صوتها صغيرا فقد يكون تمثيلها معقولا.. انها تبدو خفيفة الظل.. ولها حضور قوي.. وهذا مهم جدا بالنسبة للتمثيل.. لماذا لاتجربونها في التمثيل«.

وقالت لي آسيا انها ستقدمني إلي كبار الصحفيين مثل الاستاذ مصطفي أمين واحسان عبدالقدوس لتعرف رأيهما في صوتي ولم تكن تعلم في تلك اللحظة التي أحمل معي في حقيبتي رسالة خاصة إلي مصطفي أمين كتبها له رياض الصلح رئيس وزراء لبنان في ذلك الوقت قال فيها: »أنها مطربة صوتها جميل وهي ابنتنا ونرجو الاهتمام بها«.. فقد كانت بنات رئيس الوزراء صديقاتي وزميلاتي في المدرسة.. وعن طريقهن حصلت علي هذه التوصية من رئيس الوزراء اللبناني للصحفي الكبير لكي يهتم بأمري ويساعدني اذا كنت استحق حقا هذه المساعدة.

القلب له واحد

اقتنعوا برأي أنور وجدي.. ورشحوني لفيلم »القلب له واحد« لكي أؤدي دور الابنة المضطهدة من زوجة الأب - ويحبها أنور وجدي.. انها باختصار قصة »سندريللا«.

زالت كل المخاوف عندما وقفت لأول مرة في دور البطولة مع أنور وجدي.. فقد بدوت طبيعية وتلقائية في تحركاتي وانفعالاتي.. بعد ان نجحت في الاختبار الذي يجرونه عادة لكل ممثل أو ممثلة جديدة.. وشجعني كل الذين كانوا موجودين في الاستوديو.

وعرض فيلم »القلب له واحد«.. وحقق نجاحا كبيرا واستمر عرضه لمدة أشهر.. ونجحت ايضا اغنية »أروح ماروحش« وانتشرت علي السنة الناس، وهكذا أعاد لي نجاحي في أول أفلامي ثقتي في نفسي.. وفي صوتي وفي طاقاتي الفنية.. وفي مستقبلي الذي لم أعد أراه مخيبا ومزعجا..

وخلال العمل في هذا الفيلم تأكد لي تعاطف أنور وجدي معي وتشجيعه لي وهذا ما جعلني أحمل له قدرا كبيرا من الامتنان والاعتراف بالجميل.

فهو أول فنان معروف أمثل امامه.. وهو ايضا أول من عرض علي الزواج كنت مقتنعة به كفنان وانسان.. لكن عمري في ذلك الوقت كان أربعة عشر عاما.. وهذا ما دفع اهلي إلي رفض وتأجيل فكرة الزواج في ذلك الحين.. ولم يكن رفضا لأنور وجدي بل كان عدم اقتناع بفكرة الزواج المبكر، وكنت في منتهي السعادة عندما عرفت بعد ذلك انه تزوج المطربة ليلي مراد صاحبة الصوت الفريد من نوعه.. ومطربتي المفضلة.

عزيزة أمير تفقد جنينها بسبب مشهد

رشحت بعد ذلك للتمثيل في فيلم »شمعة تحترق« لكي أودي دور ابنة يوسف وهبي.. أما الزوجة والأم فكانت تؤدي دورها عزيزة أمير التي سعدت حقا بلقائي بها والعمل معها، انسانة ودودة وطيبة للغاية. كانت أمنية عزيزة أمير ان تنجب طفلا لزوجها المخرج محمود ذوالفقار.. وكانا يعيشان تجربة حب رائعة وناجحة - واستجاب الله لدعواتها.. وتحققت أمنيتها وأصبحت حاملا.. لكن الرياح تأتي دائما بما لاتشتهي السفن.. وشاءت الظروف أن تؤدي دورها في »شمعة تحترق«.. وكان أحد مشاهد الفيلم تتطلب ان تركب سيارة تسير بسرعة ثم تتوقف فجأة وتصدم بأحد الحواجز.. وبدأ القلق في اعيننا جميعا الا يشكل هذا المشهد خطرا ما علي الجنين الذي في احشائها. لقد بقيت طويلا تنتظر هذه الأمنية لكنها لم تعترض علي المشهد.. ولم تقل ان هذا المشهد سيسبب لها اضرارا كبيرة، وركبت السيارة بسرعة حسب أوامر المخرج.. ثم اصطدمت بالحاجز المحدد. وبعد الارتطام مباشرة.. سمعت عزيزة أمير تقول »ياخسارة.. ياخسارة«.. وشعرت انها تعسة جدا في هذه اللحظة فقد فقدت جنينها بسبب هذا المشهد.. تبددت الامنية الكبيرة التي عاشت تنتظر تحقيقها.. وحاولت ان اواسيها واخفف عنها - لكن الكلمات تفقد معانيها في هذه المواقف.. فمهما قيل المرء من كلمات مواسية ورقيقة.. فماذا تفيد لأم فقدت جنينها؟

واعجبني في عزيزة أمير صبرها وجلدها.. فقد استطاعت ان تتحمل الموقف وتتخطاه.. واعجبني ايضا حماسها للوجوه الجديدة وأنا من بينهم.

واستمر العمل في فيلم »شمعة تحترق«  وكأن اسم الفيلم شؤما عليها وجاء اليوم الذي أخشاه.. اليوم الذي وقفت فيه أمام يوسف وهبي.. وكان دوري هو دور البنت الدلوعة..

ارتبكت أمام يوسف وهبي.. وبكيت

ووقفت استمع إلي ملاحظات الفنان الكبير.. وعن الشخصية التي أؤديها، شخصية ابنته في الفيلم.. وكنت أعمل جاهدة من أجل تركيز ذهني حتي أفهم وأستوعب كل كلماته وملاحظاته.. لكن الخوف بداخلي كان اقوي مني.

ان مجرد الوقوف امام يوسف وهبي يرهبني.. فكيف يكون الحال، عندما أحاوره ويحاورني أمام الكاميرا.. وهل تستطيع ممثلة صغيرة السن والخبرة مثلي ان تجاريه في ادائه العبقري؟

وحدث ما توقفت فعلا.. فقد ارتبكت امامه ولم تسعفني غير دموعي.. وانزويت جانبا بعيدا عن الجميع واطلقت دموعي، فقد كانت ملاحظاته قاسية وأنا لم اتعود من قبل هذه القسوة في توجيهه لي..

وقال لي يوسف بيه »انني اعمل ذلك من أجل مصلحتك يابنتي.. كل هذا سيفيدك في المستقبل« وقد استفدن فعلا من هذه النتائج التي بدت بعد ذلك دروسا بليغة افادتني.

مولدي كمطربة في اضواء المدينة

نفس هذه المواقف شعرت بها من جديد عندما تقرر اشتراكي في احدي حفلات »أضواء المدينة« التي كان يقدمها جلال معوض.. وكانت مهرجانا حقيقيا لفن الغناء.. ولكن أين سيكون مكاني.. ولكم ان تتصوروا احاسيس مطربة  لاتزال في بداية الطريق إلي جانب كبير. امتحان كبير وقاسي.. والجمهور هو صاحب الرأي الأخير، لقد غنيت من قبل امام الناس في مدرسة »الجيزويت« وفي حفل نقابة الصحفيين في بيروت.. وفي حفلات الجمعيات الخيرية وأمام الأهل والأصدقاء لكن الذي افعله الآن يختلف تماما عن كل ما فات.. فالذي كنت افعله كان اشبه بنشاط الهواه الذين يحاولوا ان يجربوا مواهبهم.

أما الآن فأنا أقف في بداية مرحلة جديدة في حياتي.. مرحلة الاحتراف، لم يعد الفن بالنسبة لي مجرد أمنية أو حلم جميل.. بل أصبح حاضري ومستقبل.. علي الأصلي الذي أجد فيه ذاتي، وأذكر ان الحفل الذي شاركت فيه امام الجمهور الكبير كان فيه عبدالحليم حافظ وشادية وهدي سلطان الذين وقفوا مرات عديدة علي المسرح وواجهوا الجمهور والنقاد.. أما أنا فقد جئت مباشرة من لبنان، ووفقني الله في تلك الليلة عندما قدمت أغاني بعض الأفلام التي تم عرضها.. ووجدت تجاوبا كبيرا من الجمهور.. وهذا هو دور »أضواء المدينة«.

ممثلة بالصيف.. وتلميذة بالشتاء

كنت طالبة في مدرسة »الجيزويت« في بيروت.. وبدأت أعمل نوعا من التنسيق بين عملي ودراستي بحيث احضر إلي القاهرة في فصل الصيف لتصوير افلامي.. ثم أعود إلي لبنان في فصل الشتاء لأواصل دراستي.. وهكذا أصبحت ممثلة بالصيف وتلميذة بالشتاء.

وتم ترشيحي لفيلم آخر من انتاج السيدة آسيا هو »هذا جناه أبي« من اخراج بركات ايضا وأقوم فيه بدور البطولة ومعي الفنان زكي رستم ولقي هذا الفيلم ايضا نجاحا لابأس به وهذا ما شجعني علي الاستمرار في تجربة التمثيل السينمائي.

وكان أبي وأمي يعيشان معي في هذه الفترة في بيت متواضع بالقاهرة.. فقد كان من الصعب أن أعيش بدون أمي«.. أما اخوتي فكانوا يدرسون في بيروت.. وهكذا اصبحت اسرتنا مشتتة بين القاهرة وبيروت التي عدت إليها بعد انتهائي من فيلم »هذا ماجناه أبي«. وفي الوقت الذي كنت استعد فيه للاشتراك في بطولة فيلم جديد اسمه »من أول نظرة«..

.. وكان علي أن اتخذ قرارا خطيرا!!

وكان يتردد في بيتنا في هذه الفترة »جورج شماسي« طبيب الاسنان المعروف.. وهو من اسرة ذائعة الصيت في لبنان، لقد ربطه بنا حبه للفن فقد كان متأرجحا وحائرا بين عمله الرسمي كطبيب اسنان وبين حبه الشديد للفن.. وفي جلساتنا مع الاسرة كنا نتكلم طويلا عن الفن.. عن هذا العالم السحري الذي يجذبه ويستهويه.

وفي الليلة التالية لوصولي إلي بيروت جاء طبيب الاستاذ جورج شماسي كالعادة لزيارتنا لكنه لم يكن وحده جاء معه قريبه نجيب شماسي وهو تاجر معروف له هو الآخر اهتمام بصناعة السينما كانتاج وتكرر حضور نجيب الشماسي.. أصبح له مكانه الدائم في جلساتنا العائلية واحاديثه الطويلة عن الفن والحياة«.

ولاحظت انه يحرص علي توضيح اعجابه بي.

وذات ليلة رأيت طبيب الاسنان جورج الشماسي يتنحي جانبا مع أبي وأمي.. ويدور بينهما همس لم اتبينه جيدا.. ثم افتتحت امي جانبا هي الاخري.

وسألتها: ما الحكاية.. ما الذي يحدث؟

قالت أمي: انه يريد ان يتزوجك.

قلت: من؟

قالت: نجيب الشماسي.. انه رجل اعمال ناجح.. وهو من اسرة كبيرة معروفة..

ثم راحت تعدد مزاياه الاخري..

ولاحظت حماس أمي واقتناعها به.. ولمعت في عين أبي نفس الموافقة علي زواجي من نجيب شماسي الذي يكبرني في العمر بسنوات كثيرة.. ولكن كان علي ان اتخذ القرار الصعب والحاسم.

. ولكن.. ولكن هذه قصة يطول شرحها..

وإلي لقاء في الاسبوع القادم

أخبار النجوم المصرية في

25/11/2010

 

مشكلة كل عام ...

المهرجان القومي ينتظر اعادة الصياغة

كتبت دعاء حلمي: 

تباينت ردود الأفعال حول البيان الذي أصدره وزير الثقافة والذي قرر فيه تشكيل لجنة من كبار السينمائيين والنقاد لتقييم واعادة صياغة ودراسة حال المهرجان القومي للسينما الذي عاني خلال السنوات الماضية من بعض السلبيات وأهمها عزوف الفنانين عن حضور فعالياته وندواته الامر الذي ظهر معه المهرجان بشكل غير لائق مما دعا الوزير للتفكير أكثر من مرة في الغائه.

وكان المهرجان قد بدأ أولي دوراته عام ١٩٩١ ويعقد في شهر ابريل من كل عام إلا أن الازمات أصبحت تحيط به من كل جانب ولمعرفة أسباب تلك الأزمات ووسائل الخروج منها توجهنا بالسؤال الي عدد ممن يهمهم أمر المهرجان القومي وعلي رأسهم الناقد علي أبوشادي الذي صرح قائلا: إن هذا البيان وفي هذا التوقيت تحديداً أي قبل انعقاد المهرجان ب٤ أشهر كفيلاً بإعطاء الوقت الكافي للسينمائيين والنقاد للبحث عن أفضل السبل لإعادة قراءة المهرجان بصورة أفضل لأنه يعاني عدد من المشكلات منها أنه نتيجة لعرضه الأفلام المنتجة خلال العام والتي يكون شاهدها الجمهور بالفعل، نجد إحجاماً شديداً عن مشاهدة الأفلام أو حتي المشاركة في الندوات الخاصة بكل فيلم بالإضافة إلا أن انتشار الفضائيات ووسائل الإعلام أفقدت تلك الندوات بريقها بعكس ما كنا عليه سابقاً حيث كنا نعرض الأفلام التي لم يسبق عرضها وهو ما يجعل جمهور المهرجان في حالة شغف للمشاهدة.

وصحيح أننا لم يصلنا إلي الآن؟ كيف ومتي سيتم عقد تلك اللجنة الخاصة بدراسة أحوال المهرجان إلا أنه في تصوري يجب أن يكون هناك إلزام لجميع صنّاع الأفلام لإشراك أفلامهم في المهرجان بصورة تلقائية وعدم ترك الموضوع لرغبتهم فالمهرجان مهرجان قومي، بالإضافة إلي ضرورة مناقشة قضية المكرمين والجوائز المقدمة، وأنا أعتقد أن الوزير لن يكون لديه أي مانع لزيادة قيمة الجوائز وهو ما صرح به علي المسرح أثناء توزيع الجوائز في الدورة الماضية.

أما د. خالد عبدالجليل رئيس المركز القومي للسينما فيري أنه كمسئول رسمي لا يستطيع إصدار أي تصريحات خاصة بالبيان إلا بعد دراسة كل الجوانب المتعلقة بالمهرجان وإن كان سعيداً بتلك الخطوة التي يجب تعميمها علي جميع أنشطة حياتنا سواء الثقافية أو غيرها لأن فكرة التقييم بحد ذاتها شيء مطلوب لأن هناك للأسف بعض الاحتفاليات التي تدار بطريقة القصور الذاتي دون التوقف لإعادة دراسة الموقف بشكل عام، فالتقييم ليس معناه أن المهرجان فاشل أو أنه يجب إلغاؤه بل يجب البحث عن شكل أكثر تطوراً، ويضيف: انني عندما كنت طالباً بالمعهد العالي للسينما كنت حريصاً علي متابعة جميع أفلام المهرجان.. أما الآن فالجمهور يحجم عن حضور الأفلام إما بسبب انتشار ظاهرة القرصنة وسهولة الحصول علي الأفلام أو لسبب عرض الأفلام بسرعة علي القنوات الفضائية.

وأنا أري أن المهرجان يجب أن يطرح القضية السينمائية المثارة خلال العام مع دراسة جميع الحلول الممكنة لحل تلك الأزمة مثلاً.

أما الناقد طارق الشناوي فيري أن هذا البيان بمثابة خطوة قوية لوضع خطة لإنقاذ المهرجان القومي وتوضيح أهدافه للنهوض بصناعة السينما التي ضاعت علي مر السنوات فالشكوي من المهرجان أصبحت سمة أساسية كل عام لذلك يجب التوقف طويلاً وعقد لجنة لدراسة أوجه القصور في المهرجان، واقترح أن يلحق بالمهرجان مركز متخصص في دراسة أحوال السينما وعمل جميع الإحصاءات والدراسات الخاصة بالقضايا السينمائية.

أخبار النجوم المصرية في

25/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)