حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

طفل الكاراتيه قيم الصين الروحية

قيس قاسم

طفل الكاراتيه قيم الصين الروحية

ليست شخصية الممثل جاكي شان وحدها المختلفة في «طفل الكاراتيه» بل الكثير من الأشياء في هذا الشريط. فمن شاهد النسخة الأولى التي ظهرت في العام 1984 سيجد أن روحا جديدة قد أدخلت على الشريط الذي لقيت عروضه السابقة اقبالا جماهيريا كبيرا كما اليوم. والجديد هذه المرة تعدى الجانب الشكلي حين تطرق الى قيم ومفاهيم ثقافية صينية وآسيوية شكل وجودها انفتاحا أو دعوة الى الانفتاح على الثقافات الأخرى بعقلية سوية، ولهذا، وبعد تجاوز المقدمة التقليدية التي بني عليها الفيلم والتي تشبه وتذكّر المشاهد بالجزء الأول مباشرة، يتولد شعور لاحق بأن «طفل الكاراتيه» هذه المرة يأتي مستقلا عن سابقيه وأكثر عمقا. فعلى المستوى الانتاجي انتقل التصوير الى الصين، حيث الطبيعة الرائعة والآثار التي تشهد على قيام حضارات عريقة، استندت الى فلسفات روحية عميقة. وعلى مستوى الحكاية نجد فيها هجرة عكسية حين تقوم السيدة السوداء بارك بالهجرة الى الصين للعمل هناك بعد انفصالها عن زوجها مصطحبة معها بالطبع طفلها دري، الذي لم يكن راغبا في ترك ملاعب طفولته وذكرياته، مثله مثل بقية البشر الذين يتشبثون بالأمكنة التي عاشوا فيها وأحبوها. والاختلاف المهم يتمثل في تجنب المخرج هارالد سوارت الوقوع في فخ مفهوم «الاختلاف الثقافي» والانسياق وراء البحث في تفاصيله، سيما وأن الحدث يشجع على الخوض في المسألة. بدلا منها راح يبحث في سبل تعميق العلاقة الناشئة بين الطفل دري (يقوم بدوره جادين سميث وهو بالمناسبة ابن الممثل الشهير ويل سميث) ومستر هان (الممثل جاكي شان)، الخمسيني المنعزل والذي يخفي بتعمد قدراته كمدرب قدير للعبة الكونغ فو الصينية، كما أخفى عنا شان الجانب الجدي والعميق. هذه المرة نحن أمام جاكي شان مختلف يعتمد في أدائه على قوة التعبير الدرامي بدلا من اللغة المضحكة والحركة البهلوانية... وبقية القصة معروفة ومثل سابقاتها. فحين يجد الطفل المهاجر نفسه أمام تحد يفرضه عليه أطفال صغار عدائيون في حيه، يقف مستر هان الى جانبه فيعلمه أصول اللعبة ويكسب «طفل الكاراتيه» في النهاية الصراع. لكن الأمر، وهو يأخذ هذا السياق السردي، يظل مختلفا بسبب محاولته تلمس مفاهيم وقيم كثيرة، منها ان أصول اللعبة تعتمد على فكرة التحكم في الرغبات والجسد وقوة الامكانيات الروحية قبل غيرها وهذا ما سيكتشفه روي أثناء رحلته في غابات الصين. في هذه الرحلة لم يتعلم فنون القتال قدر تعلمه مبادئها الروحية وفلسفتها. وعدائية الصغار لم تكن وليدة طبائع فيهم بل سوء المثل والقيم التي يغذيها في أنفسهم معلمهم القتالي، ولهذا رحبوا بالفائز الجديد رغم خسارتهم، لأنهم اعتبروها خسارة لقيم معلمهم في الدرجة الأولى. في الجانب نفسه يبدو النقد واضحا للطبقات المثقفة الصينية والأميركية التي تكره ألعاب الدفاع عن النفس في مجملها بوصفها ألعاباً عنيفة وشعبية. وعلى المستوى العرقي يجسد الفيلم الوحدة البشرية بين الأجناس كلها، باستثناء عيب واضح في الشريط يظهر من خلال سيادة اللغة الأميركية. فالصينيون، كباراً وصغاراً، كانوا يتكلمونها بطلاقة! وهذا يعكس روحا كامنة بالتفوق تفرضه غالبا قيم ثقافية قبل أن تكون انتاجية. ومع هذه الملاحظة يبقى «طفل الكاراتيه» جميلا وهادئا، بالمقارنة مع الطفل الذي عرفناه في أجزائه الأولى. 

الحوض الساخن مفارقات الثمانينات

«الحوض الساخن آلة زمن». قد يولّد هذا العنوان، المثير، لدى المتلقي انطباعاً بأن الفيلم ينتمي الى فئة أفلام الخيال العلمي، وهذه الاحالة فيها شيء من التطابق البسيط والبسيط جدا. فحكايته تستند الى فكرة خيالية، لكن وقائعها تنتمي الى الحياة الأميركية المعاصرة وفيها عودة الى فترة الثمانينيات بكل ما حملته من متغيرات ثقافية- اجتماعية وسياسية.

السيناريو الذي كتب بطريقة ذكية، نقل كل ذلك عبر تركيزه على فكرة ارتباط الماضي الشديد بواقع حياتنا المعاشة. هذا التلاحم الزمني مرتبط بدوره بعوامل فردية ومتغيرات خارجية كبيرة تترك بصماتها على كل منا وفق طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه. والشخصيات الأربع في الفيلم تجسد هذه الفكرة بوضوح. فكل منها تعاني من مشكلات وأزمات، وحين تجتمع تتجلى المعاناة بشدة وتأخذ بعدا أكثر من شخصي. فالأصدقاء الثلاثة آدم ( الممثل جون كوساك) ولوي (روب كوردري) ونيك (كريغ روبنسون) يمثلون تقاربا في الحالة الاجتماعية، فكلهم يعانون من مشكلات نفسية وعلاقاتهم مع نسائهم سيئة.

لهذا، وهربا من هذا الواقع يقررون السفر الى منتجع شتوي يهربون فيه من واقعهم ليتذكروا سنوات شبابهم ومتعها. في رحلتهم هذه يرافقهم شاب صغير يدعى جاكوب (الممثل كلارك دول) الذي يعاني هو الآخر من تمزقات نفسية نتيجة سوء علاقة والديه. إذن أربعة رجال يذهبون في رحلة نسيان متعمد، وحالما يصلون يبدأون اقامة حفلات صاخبة بلا حدود، وفي احداها يدخلون حوض سباحة فيحدث لهم فيه أمر غريب، إذ يجدون أنفسهم وقد عادوا الى مرحلة الثمانينيات، وبالتحديد الى العام 1986، العام الذي شهد مفارقات عجيبة نقلت الفيلم من طبيعته الخيالية الى فيلم كوميدي بامتياز. ففيما هم يشعرون بوجودهم الجسدي الحقيقي يجدهم الناس في العمر الذي كانوا عليه في المكان اياه قبل حوالي ربع قرن. بمعنى انهم أصبحوا صغارا في عيون الآخرين فيما عيونهم ترى حالتهم وأعمارهم كما هي في الواقع. هذه الحالة الغريبة ستنتج مفارقات كثيرة، أخطرها قدرتهم على معرفة ما سيتعرض له أصدقاء شبابهم من حوادث، في حين سيعيش الثمانينيون وقائعها كما تجري في لحظتها بمعنى انهم تحولوا الى سحرة، يقرأون مستقبل هؤلاء وكأنهم يقرأون في كتاب.

لقد عاد الرجال الى الماضي بفضل آلة زمن غريبة لا يعرفون مصدرها. وبها يعود أيضا المخرج ستيف بينك الى قراءة تلك الفترة بكل متغيراتها، مركزا على الجانب الاجتماعي فيها وعلى تأثير الحرب الباردة على سلوكيات الناس فيها. أما المفارقات اللانهائية التي ولّدها الاختلاف الزمني وسرعة حدوثها فقد جعلت من «الحوض الساخن آلة زمن» فيلما كوميديا لاذعا، سخر من الواقع الثمانيني، سخرية هي أقرب لنقد الذات. ولذلك يمكن تشبيه الشريط بعودة نقدية لاذعة الى حقبة مهمة من التاريخ الأميركي امتازت بتأثرها الشديد بسياسة الحرب الباردة أثناء رئاسة ريغان وبمتغيرات اجتماعية صاخبة. وبالدرجة ذاتها نجد السخرية فيه مقرونة بمرارة وأسى لحال هؤلاء الرجال الأميركيين وأمثالهم. مرارة لم يحاول الفيلم الغاءها، وحين عادوا الى زمننا الحاضر، ثانية، أدخل تحسينات على جزء منها، لكنه لم ينف تمزقات المرحلة. 

الأسبوعية العراقية في

15/08/2010

 

كريم عبد العزيز:

لا أستطيع الابتعاد عن الكوميديا

القاهرة - رولا عسران 

استطاع الممثل الشاب كريم عبد العزيز التحوّل من نجم كوميدي ظريف تعشقه النساء إلى ممثل مهم يستطيع تقديم مختلف الأدوار والأنماط، كما في «واحد من الناس»، «خارج على القانون» و{ولاد العم»...

عن تفاصيل تجربته السينمائية الجديدة التي يجهِّز لها حالياً «فاصل ونواصل»، في خامس تعاون له مع المخرج أحمد نادر جلال، التقيناه.

·         لماذا قرّرت البدء بتصوير «فاصل ونواصل» على رغم إعلانك عن التحضير لفيلم آخر مع المخرج شريف عرفة؟

لأنني أرغب في التواجد في موسم عيد الأضحى، ففيلم شريف عرفة كان سيستغرق وقتاً طويلاً للتجهيز له، لذا قرّرت تأجيله الى وقت لاحق

·         لكن تردّد أن مشروع فيلمك مع عرفة قد أُلغي؟

هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً، فالمشروع ما زال قائماً. كل ما في الأمر أن عرفة يستغرق عادةً وقتاً طويلاً في التجهيز لأفلامه وهذا أمر جيّد بالطبع ويضمن لي أن يخرج الفيلم في أحسن صورة، تماماً كما فعلنا في فيلم «ولاد العم» الذي استغرق تصويره عاماً كاملاً، وتم التجهيز له خلال عشرة أشهر كاملة.

·         هل يعني هذا أن «فاصل ونواصل» لم يأخذ حقّه، كتابةً وتجهيزاً؟ 

بالعكس، فقد بدأت أنا والمخرج أحمد نادر جلال في التحضير له منذ بداية تصوير «ولاد العم»، وأتصوّر أننا نحن الإثنين لن نخاطر بإسمينا وتاريخنا ونبدأ بتصوير فيلم لم نحضِّر له جيداً لمجرد الوجود فحسب.

·         لم يحقّق «خارج على القانون»، تعاونك الأخير مع جلال، نجاحاً كبيراً، ألم يدفعك هذا الى التفكير جيداً قبل التعاون معه ثانيةً؟  

أحمد نادر جلال مخرج مهم وموهبته شهد لها الجميع وسبق وحققنا نجاحاً كبيراً معاً في أكثر من عمل، لكن «خارج على القانون» كانت له ظروف مختلفة أثّرت على إيراداته لكّنها لم تؤثر أبداً على علاقتي بجلال أو ثقتي فيه، بالإضافة إلى أنني لا أتعامل مع «خارج على القانون» على أنه فيلم فاشل بل بالعكس فقد أحبه الجمهور ولاقى إقبالاً كبيراً عند عرضه على شاشة التلفزيون.

·         ما تفاصيل دورك في «فاصل ونواصل»؟ 

أقدِّم في الفيلم دور سائق تاكسي لديه طفل صغير، يتسبّب حادث في فقدانه الذاكرة ويُختطف ابنه خلال الأحداث. الشخصية جديدة عليّ تماماً وهذا ما حمّسني للدور لأنني أحاول دائماً تغيير نوعية الأفلام التي أقدمها كي لا يملّ الجمهور مني، وبحيث لا يتوقّع طبيعة الدور الذي أجسِّده.

·         لماذا قرّرت الخروج من عباءة الفتى المشاغب وتقديم نوعيات مختلفة في أفلامك؟ 

لأن الجمهور أصبح أكثر وعياً ومتطلباته في نوعية الأفلام التي يرغب في رؤيتها أصبحت أنضج، كذلك صار يقارن دائماً بين الأفلام التي نقدّمها والأفلام الأميركية أو الأجنبية التي يشاهدها عموماً.

·         ألا ترى أن فكرة فقدان الذاكرة استُهلكت في السينما المصرية؟ 

لا يتحدث «فاصل ونواصل» بشكل أساسي عن فقدان الذاكرة، بل هو أحد الأحداث التي يتناولها الفيلم. من جهة أخرى، قدرة صناع العمل على تغيير رؤية المشاهد لأي تيمة سبق تناولها تُحسب لهم وهي تشكّل تحدّياً من وجهة نظري.

·         هل قررت الابتعاد عن الكوميديا؟ 

لا أستطيع الابتعاد عن الكوميديا لأن الله وهبني نعمة أحمده عليها تجعل الناس تتقبّل الضحك مني وتساعدهم في الخروج من همومهم ومشاكلهم، لذا فأنا حريص على أن تحتوي أفلامي على جانب كوميدي حتى وإن كان الفيلم جاداً.

·         لماذا تم تغيير اسم الفيلم من «11 سبتمبر» إلى «فاصل وبعد» ثم الى «فاصل ونواصل»؟ 

أي فيلم منذ بداية تحضيره وحتى خروجه إلى الناس، يتم تغيير اسمه بشكل دائم حتى يصل فريق العمل إلى اسم نهائي وتجاري ويحتوي على لمحات فنية في الوقت نفسه. إسم الفيلم الأخير يلخّص قصته بشكل كبير، فالحالة المرضية التي يتعرّض لها بطل الفيلم تشبه الفواصل التي يواصل بعدها حياته وهي خاصة جداً تصيبه في الذاكرة فيفقد على إثرها القدرة على التذكّر لفترة معينة.

·         هل يعني ذلك أن الرقابة لم تطلب منكم تغيير الإسم كما تردد؟ 

لم تطلب منا أي جهة تغيير اسم الفيلم، فنحن الذين قررنا تغييره بأنفسنا كيلا يحدث أي لبس أو اعتقاد لدى الناس بأن للفيلم علاقة بأحداث 11 سبتمبر، فاخترنا «فاصل وبعد»، لكننا وجدنا أن «فاصل ونواصل» هو العنوان الأفضل.

·         ألم تخشَ التعامل مع مؤلفين شباب في فيلمك الجديد؟

السينما ليس لها علاقه بتاريخ المؤلف وإنما بموهبته، وأنا أتحمّس لأي فكرة أعتقد أنها جيدة ومختلفة، وقد قدّم أحمد فهمي وهشام ماجد في الفترة الأخيرة تجارب جيدة جداً مثل فيلمَي «كده رضا» لأحمد حلمي و{ورقة شفرة» وغيرهما.  

·         لماذ لم تستعن في الفيلم بإحدى نجمات الصف الأول؟

مساحة الدور هي التي تفرض علينا اختيار الشخصية، ولا أعتقد أن الجمهور ما زال يتحمّس للأفلام بسبب أسماء نجومها وإنما بما يقدّم فيها، كذلك أحب مساعدة الوجوه الجديدة، كما حدث معي في بداياتي.  

·         هل تتدخّل في السيناريو واختيار الأبطال بمنطق أنك نجم العمل؟

لا أحب كلمة «تدخّل»، إذ لكل فرد من فريق عمل الفيلم صلاحيات أساسية لا يمكن تجاوزها، لكننا نتشاور جميعاً لصالح الفيلم كي يخرج في أفضل صورة، لذا لا يمكننا أن نعتبر ذلك تجاوزاً أو تدخلاً في الصلاحيات.

الجريدة الكويتية في

15/08/2010

 

خلال الصيف القصير...أفلام أجنبية تزاحم السينما المصرية!

فايزة هنداوي 

خلافاً للسنوات السابقة، يشهد صيف هذه السنة كماً من الأفلام الأجنبية في دور العرض المصرية. ما هي الأسباب التي دفعت الأفلام الأجنبية إلى تصدّر خارطة الصيف السينمائي بعد سنوات من الغياب، وهل يشكل وجودها خطراً على صناعة السينما المصرية؟

يسود عرف على الساحة السينمائية المصرية بمنع عرض الأفلام الأجنبية في موسم الصيف بهدف الإفساح في المجال أمام الأفلام المصرية لتأخذ حقها من العرض، خصوصاً أن الأفلام الأجنبية تلقى إقبالاً من الجمهور وتحقق إيرادات كبيرة قد تفوق إيرادات الأفلام المصرية والدليل هذه السنة فيلم «البداية» الذي يعرض حالياً من بطولة ليوناردو دي كابريو.

لا للانغلاق

يؤكد مدير غرفة صناعة السينما سيد فتحي أن هذا العرف اتفق عليه صناع السينما طالما تتوافر أفلام مصرية كافية، مشيراً إلى أن القانون يمنع عرض أفلام أجنبية في عيدي الفطر والأضحى، إلا أن هذا القانون يُحذف في حال عدم وجود أفلام مصرية كافية لدور العرض، ذلك تجنباً لإغلاق هذه الدور ما يسبب خسارة للموزعين وأصحاب دور العرض وغرفة صناعة السينما.

يوضح فتحي أن الأفلام الأجنبية لا تؤثر على إيرادات الأفلام المصرية لأن عدد النسخ قليل ودور العرض محدودة، «ثم ليس من المنطقي أن ننغلق على أنفسنا ونهمل متابعة الأفلام الأجنبية المهمة بحجة الإفساح في المجال أمام الفيلم المصري».

من جهته، يرى المشرف الفني في شركة «السبكي للإنتاج» أحمد نصر أن عرض أفلام أجنبية في موسم الصيف لا يؤثر على إيرادات الأفلام المصرية، فلكل قطاع سينمائي جمهوره الحريص على متابعته. وبدوره، يشير المشرف الفني في «الشركة العربية للإنتاج والتوزيع» أكرم مصطفى إلى عوامل تتحكم باختيار الجمهور لأفلام بعينها، أبرزها: الثقافة والتعليم ودرجة الوعي والسن، لذلك لا تنافس الأفلام الأجنبية الأفلام المصرية بأي حال، مشدداً على أهمية تعرّف الجمهور المصري إلى السينما العالمية وعدم حرمانه منها.

شروط عالمية

في المقابل، يرفع المخرج أشرف فايق شعار «منع عرض الأفلام الأجنبية في موسم الصيف» لإعطاء الفرصة للأفلام المصرية لتنال حقها في العرض، خصوصاً أن الموسم يتراجع زمنياً عاماً تلو آخر بسبب حلول شهر رمضان فيه.

يؤكد فايق أن عرض الأفلام الأجنبية في الصيف يؤثر على إيرادات الأفلام المصرية، في مقدمها «اللمبي8 جيجا»، لأن المشاهد يفضّل الفيلم الأجنبي نظراً إلى الإبهار البصري والتقني الذي يحويه، إضافة إلى مشاركة كبار النجوم مثل براد بيت.

يضيف فايق أنه عندما سأل عن سبب السماح للأفلام الأجنبية بالعرض في موسم الصيف، ردّ عليه الموزعون بأن الشركات المنتجة تشترط ذلك وإلا لن تبيع الأفلام للموزعين، فيضطر هؤلاء للرضوخ لتلك الشروط.

بدوره، يذكر رئيس «جمعية النقاد المصريين» المخرج هاشم النحاس أن فتح الباب أمام عرض الأفلام الأجنبية خلال موسم الصيف يضرّ بصناعة السينما المصرية، التي تعتبر بمثابة منافس شرس مع فارق في الإمكانات، لافتاً إلى رضوخ غرفة صناعة السينما لكبار الموزعين وأصحاب دور العرض المستفيدين من عرض الأفلام الأجنبية في موسم الصيف.

زيادة عدد النسخ

يوضح الناقد السينمائي نادر عدلي أن السماح بعرض الأفلام الأجنبية في موسم الصيف يؤثر على إيرادات الأفلام المصرية، خصوصاً مع قرار وزير الثقافة زيادة عدد النسخ المسموح بها من خمس إلى ثماني نسخ مع إمكان رفعها إلى 10 نسخ لاحقاً.

يضيف عدلي أن المشكلة معقّدة لأن المنتجين المصريين هم أصحاب دور العرض، إضافة إلى أنهم يستوردون الأفلام الأجنبية. بالنسبة إليه يفضّل عرض الفيلم الأجنبي لأنه مربح أكثر وقد زادت إيراداته في مصر بنسبة 15% على الأقل خلال الأعوام الأخيرة، وارتفع عدد الأفلام الأجنبية إلى 180 فيلماً بعدما كان في السنوات السابقة 130 فيلماً، ما أثر سلباً على صناعة السينما المصرية.

عن دور غرفة صناعة السينما يؤكد عدلي أن المؤثرين فيها مشاركون بشكل أو بآخر في صالات العرض وفي استيراد الأفلام الأجنبية، لذا أصبحوا يفضلون مكاسبهم الشخصية بدل دعم صناعة السينما.

أما صبحي شفيق، عضو لجنة السينما في المركز الأعلى للثقافة، فيرى أن الشركات الكبرى مثل «فوكس» تتحكم بتوقيت عرض الأفلام على مستوى العالم وليس في مصر وحدها، لذلك لا تستطيع غرفة صناعة السينما أو وزارة الثقافة منع عرض الأفلام الأجنبية صيفاً، مشيراً إلى أن المنافسة بين الأفلام المصرية والأجنبية مطلوبة وعلى صناع السينما مواجهتها بمزيد من الجودة وليس بالانغلاق على الذات.

الجريدة الكويتية في

15/08/2010

 

النابلسي: الفنان المحبوب... الكبرياء الظريف

محمد بدر الدين 

ولد عبد السلام النابلسي في نابلس في 23 أغسطس (آب) عام 1898 ورحل في بيروت في 5 يوليو (تموز) عام 1968.

تدعو سيرة النابلسي إلى الدهشة والإعجاب، فمواهبه واهتماماته متعددة وإن انطلق منها إلى شخصية الممثل الكوميدي البالغ التميز، ويخترق أداؤه السلس الظريف قلوب مشاهديه بيسر، إنه فنان محبوب بحق.

كان جده قاضي مدينة نابلس، ثم تولى والده المنصب ذاته، وفي العشرين من عمره أرسله هذا الأخير إلى القاهرة ليدرس في الأزهر الشريف، فحفظ القرآن الكريم وألمّ بعلوم الأزهر وأتقن العربية إلى جانب الفرنسية والإنكليزية اللتين تعلمهما في بيروت.

عام 1925 عمل النابلسي في الصحافة الفنية والأدبية في مجلات: «مصر الجديدة»، «الصباح»، «اللطائف المصورة»، ومن يقرأ مقالاته أو يطالع فقرات منها (نشر نصوصها المؤرخ السينمائي الكبير أحمد الحضري في كتابه عن تاريخ السينما في مصر) لا بد من أن يعجب بأسلوب النابلسي الناصع والمحتفظ بعصريته لغاية اليوم، وبعرضه الشيق لأفكار واضحة ومرتبة وتعبيره الدقيق عن ملاحظات نقدية للأفلام التي كان يتابعها آنذاك.

بعد ذلك خاض النابلسي تجربة التمثيل، وكانت البداية أو الفرصة الأولى مع المنتجة السينمائية الكبيرة آسيا، في فيلم «غادة الصحراء» (1929) من إخراج وداد عرفي. أما ولادته الفنية الحقيقية فكانت في فيلم «وخز الضمير» (1931) إخراج إبراهيم لاما.

لم يقتصر حبه للسينما وعمله فيها على التمثيل، بل عمل آنذاك كمساعد مخرج في أفلام مع مخرجين من بينهم يوسف وهبي، لكن لم يلبث أن كرّس نفسه للتمثيل بعدما حقّق فيه نجاحاً كبيراً ولفت الأنظار كممثل له حضور وجاذبية أداء وروح خاصة.

لم يبدأ النابلسي مسيرته على الشاشة كفنان كوميدي يفجّر الفكاهة، إنما أدى أدواراً جادة في «العزيمة» إخراج كمال سليم (1939)، ثم «ليلى بنت الريف» (1941)، «الطريق المستقيم» (1943) وهما من إخراج توغو مزراحي.

بعد ذلك اكتشفته السينما كممثل كوميدي وأحبه الجمهور في شخصية (أو نموذج) المعتدّ بكرامته إلى حدّ المبالغة في التعبير عن الكبرياء وعن التميز الاجتماعي والثقافي، بظرف وخفّة دم لا مثيل لهما.

مع أن هذه الشخصية طيبة ومطلوبة إلا أن استمرار المنتجين والمخرجين في تقديم نموذج سبق نجاحه، هو ظلم للممثل الموهوب القادر على تنويع أدواره وإبراز مزيد من الإمكانات.

حدث هذا الأمر مع النابلسي وعبد المنعم إبراهيم وغيرهما من الموهوبين الكبار، حتى بعيداً عن الكوميديا مع ممثل شامخ راسخ كمحمود المليجي، إلى أن أعاد اكتشافه مخرج كبير واسع الأفق قادر دوماً على التجديد والاكتشاف هو يوسف شاهين في فيلم «الأرض» (1970).

مع ذلك ترك النابلسي بصمات في أدائه لأدواره، حتى لشخصية المتسّم بالكبرياء والظريف ولنموذج صديق البطل، صاحب البسمة والروح الحلوة والصداقة المخلصة.

لن ينسى الجمهور أبداً النابلسي صديق عبد الحليم حافظ في أفلام: «ليالي الحب»، «فتى الأحلام» (1957)، «شارع الحب» (1958)، «حكاية حبّ» (1959)، «يوم من عمري» (1961)... وأفلامه مع فريد الأطرش من بينها: «ما تقولش لحدّ» (1951)، «لحن حبي» (1953)، عهد الهوى (1955)... ومع إسماعيل ياسين الذي تقاسم معه بطولة أفلام من أشهرها: «إسماعيل ياسين في الجيش»، «إسماعيل ياسين طرزان».. وقد يكون أهمها «حلاق السيدات» (1960).

ومن بين الأفلام المهمة التي أدى فيها أدواراً أساسية في أحداث الدراما: «حبيب حياتي» (1958) إخراج نيازي مصطفى، «عريس مراتي» (1959) إخراج عباس كامل، «بين السماء والأرض» (1959) إخراج صلاح أبو سيف، «عاشور قلب الأسد» (1961) إخراج حسين فوزي، «قاضي الغرام» (1962) إخراج حسن الصيفي، «الفرسان الثلاثة» (1962) إخراج فطين عبد الوهاب.

محزنة النهاية المأساة لهذا الفنان الذي أمتع الناس وأسعدهم على امتداد عقود، إلى آخر لحظة من حياته، سواء بسبب مشكلة الضرائب في القاهرة أو إفلاس البنك الذي أودع فيه نقوده في بيروت، والأهم إصابته بمرض في القلب، وتردد أنه أخفى حقيقته لسنوات كي لا يبتعد عن الفن عشقه الأول والأخير والذي وجد فيه معنى للحياة.

عبد السلام النابلسي حياة دافقة وروح عذبة وإطلالة خاصة، إنه فنان كوميدي حقيقي بالغ الرقي.

الجريدة الكويتية في

15/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)