حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

كاميرون دياز تختار طريقا آخر.. ولا تستطيع التوفيق بين العمل والعائلة

تنوي دخول مجال الإنتاج السينمائي ليعطيها مسؤولية أخرى غير التمثيل

محمد رُضا

حينما فازت كاميرون دياز ببطولة فيلم «القناع» أمام جيم كاري سنة 1994 أثارت كل ردود الفعل السلبية. الممثلات اللاتي أردن الوقوف أمام جيم كاري، كونه نجما ناجحا آنذاك وكان الفيلم فرصة لتأكيد حضورهن، هاجمن اختيارها من باب الغيرة. الذين لم يسمعوا بها من قبل تعجبوا من اختيارها على أساس أنها ما زالت جديدة وأنها من غير المؤكد أنها ستستطيع النجاح فيما هو مسند إليها. ثم هناك الذين اعتبروها أنها ليست سوى حضور تم اختياره لشعرها الأشقر ولجمال وجهها.

·     وربما كان هذا الفريق الأخير على حق، لكن المحك الفاصل هو ماذا فعلت كاميرون دياز بهذه الفرصة؟ هل استفادت منها؟ أم تركتها تتسلل من بين أصابعها سريعا؟

الجواب هو أنها عرفت كيف تستفيد منها بخطوات سريعة منتقلة من فيلم إلى فيلم وبل إلى أربعة. ففيلم «القناع» ورد عام 1994 وفي العام التالي أنجزت بطولة لفيلم درامي بعنوان «العشاء الأخير». أما في عام 1996 وكدليل على ما تركته من أثر مثلت في أربعة أفلام متتابعة، ثم فيلمين في عام 1997 وثلاثة في العام الذي يليه. ولها خمسة أفلام ظهرت فيها خلال سنة 1999.

طبعا لا يمكن أن نعتبر أن هذه الأفلام كانت جميعا جيدة أو تستحق الاهتمام، لكن الكثير منها كان بالفعل كذلك. خذ مثلا «مفاتيح تولسا» و«خوف وازدراء في لاس فيغاس» و«أن تكون جون مالكوفيتش» و«في أي يوم أحد» و«فانيلا سكاي» ثم «تقرير الأقلية». كل هذه الأفلام تتفاوت في الأهمية، لكنها جميعا مهمة لأي ممثل كونها أفلاما جادة. لكن النجاحات التجارية هي التي طغت على صيتها في نهاية المطاف. فالمرء لا يتذكر، إلا إذا كان من هواة السينما بالفعل، أنها ظهرت في هذا العدد من الأفلام الجادة، ويتذكرها أكثر في «القناع» و«عرس أعز صديقاتي» و«ملائكة تشارلي» بجزأيه وأفلام سريعة الذوبان كهذه.

لم تدرس التمثيل ولم تكترث لذلك. ولهذا السبب فإنها من النوع الذي يمكن اعتباره «من غير الممثلين». وربما هذا هو سر تلقائيتها وسهولة تطويعها في الأدوار التي لعبتها. مقنعة في دور المرأة العادية. ابنة الجيران كما يقولون التي - كما حالها في فيلمها الجديد «فارس ويوم» - لم تكن في وارد دخول المغامرات أو المخاطرات وتصرفت طوال الوقت تماما كما تتصرف أي امرأة عادية في ظل تلك الظروف.

ولدت في الثلاثين من أغسطس (آب) سنة 1972 في مدينة سان دياغو في ولاية كاليفورنيا. والدها إميليو من أصل كوبي وكان يعمل في مصافي البترول وكان يتمنى أن ينجب صبيانا، فوضعت زوجته أولا بنتا ثم وضعت بنتا أخرى هي كاميرون قبل أن تعلن الأم أنها لا تود المزيد من الأولاد.

لسبب أو لآخر تعلمت كاميرون أن تكون مستقلة وقوية لكنها لم تتعلم أي مهارة فنية، لذلك هي كانت أول من تعجب حين وصلها نبأ اختيارها لتقف أمام جيم كاري في ذلك الفيلم. ولذلك أيضا، من حق منافساتها (يقال إن وينونا رايدر وترايسي أولمن كانتا من بين المرشحات) التعجب أيضا.

اليوم، كاميرون دياز في قمة نجاحاتها، رغم أن مهنتها لم تشهد بعد ذلك الدور الذي يوجهها إلى منصة الأوسكار بخطوات واثقة.

* هل نبدأ من الفيلم المعروض؟ هل كان «الأكشن» هو النوع الذي كنت تتمنين فرصة القيام به؟

- تستطيع أن تقول هذا.. لكن سابقا ما تسلمت مشاريع «أكشن» من هذا النوع ولم تحركني كثيرا. أعتقد أنني كنت في انتظار أن أجد العناصر المشجعة. في «فارس ويوم» كان هناك ثلاثة. سيناريو أعجبني كثيرا ومخرج عظيم (جيمس مانغولد) وممثل رائع (توم كروز). لا تتخيل كم كان توم مرحا خلال التصوير ودرجة الإتقان والحرفية التي يتمتع بهما محاولا التأكد من أن كل شيء يسير حسب ما هو مرسوم، ليس بالنسبة لدوره هو فقط بل بالنسبة لدوري أنا أيضا. كان مثل الأخ الكبير. وتعلمت الكثير من كليهما.

* منذ أن ودعت هوليوود نظام الاستوديوهات، بات بإمكان الممثلين الاستمتاع أكثر بالتصوير الخارجي. وذلك الفيلم يحتوي على أماكن مختلفة من إسبانيا إلى النمسا وجامايكا. ألم يكن ذلك عنصر سعادة أيضا؟

- طبعا. أعتقد أنني محظوظة في عملي في هذه الناحية. حين أفكر في الأشخاص الذين التقيتهم. بالترحيب الذي حظيت به والأوقات الممتعة التي قضيتها في الأماكن التي تم فيها التصوير، أشعر أنني في المهنة الصحيحة (تضحك). إلى ذلك، هذه الأسفار تعلمني الكثير عن الناس ولدي الكثير لأتعلمه.

للأسف لم يحدث أن زرت بلدا عربيا.

كان هناك مشروع فيلم قبل ثلاث سنوات. سيناريو تسلمته ولم أستطع أن أتفرغ له علمت بعد ذلك أن تصويره سيتم في المغرب على ما أعتقد. في شمال أفريقيا بكل تأكيد. كانت تلك فرصة ثمينة. ربما تعود لاحقا. ربما في ظروف أفضل. لكن سفراتي كثيرة حتى من دون أن يكون التصوير سببا. كان عمري ست عشرة سنة عندما ذهبت إلى اليابان وعشت هناك لثلاثة أشهر، ومنذ ذلك الحين والسفر عندي أكثر من هواية. إنه ضرورة.

* هل تفضلين السفر على الاستقرار في مكان واحد؟

- من الصعب أن أقول. أقصد أن السفر حين تكون ممثلا ليس خيارا بل ضرورة. لكنني لا أمانع من أن يكون عندي مزرعة آكل من غلتها ويكون عندي ماشية أو طيور. أحيانا أعتقد أن هذا هو ما أريده حين أعتزل لكنني لم آخذ قرار الاعتزال بعد، ولا أدري إذا كنت سأتخذه أم لا.

* يبدو أنك لا زلت تستمتعين في العمل كممثلة. هل لديك نيات أخرى كالكتابة أو الإنتاج؟

- كيف عرفت؟

* عرفت ماذا؟

- أنني أريد أن أنتج؟

* هذا مجرد تساؤل؟

- نعم هناك مشروع اخترته ليكون إنتاجي الأول بالفعل. أنوي أن أدخل هذا المضمار لسبب وحيد: يقربني أكثر لما أقوم به. يعطيني مسؤولية أخرى غير التمثيل. سأخبرك ما هو المشروع. سيناريو عن مسرحية عنوانها «معرفة قديمة» وأريد أن أشترك مع درو باريمور في تمثيله. في الواقع أتطلع قدما إلى هذه الفرصة. السيناريو موهبة مختلفة، لكنني أتابع عن كثب السيناريوهات للأفلام التي أقوم بتمثيلها. إنه أمر غريب من حيث كيف أن السيناريو يصبح الأداة الأهم والمجال الأكبر لتباين الآراء أو المواقف، لكن في النهاية الجميع يؤدون خدمة واحدة. أقصد أن كل ممثل لديه تصور للسيناريو وللفيلم. المخرج أيضا لديه تصوره الخاص. مصممو المناظر والمصور و... كلهم. لكنهم في النهاية يقدمون ما يصلح للفيلم كما لو أن هناك تواصلا ذهنيا يقوم به الجميع فتأتي النتيجة دائما في مصلحة العمل.

* مثلت أفلاما من كل حجم. أذكر ظهورك في «القناع» مع جيم كاري و«أن تكون جون مالكوفيتش» و«ملائكة تشارلي» ثم «فانيللا سكاي» مع توم كروز لأول مرة.. هل تعتقدين أن هناك اختلافا في التمثيل تبعا لحجم الفيلم؟

- هناك أنواع كثيرة من التمثيل بناء على جوانب أخرى غير مسألة الحجم. لكن بما أنك ذكرت هذه الناحية لا بد أن أقول إن هناك اختلافا بالفعل. الأفلام الصغيرة لا تتطلب الانشغال بشؤون قد تأخذك بعيدا عن الشخصية التي تقوم بها. الممثل المحترف على كل حال لا يمكن له أن يفضل التمثيل في فيلم صغير ومحدود الميزانية أو فيلم كبير. هذا في معظم الأحيان. لقد لاحظت أن الكثير من الممثلين المشهورين لديهم مناعة في هذا الشأن. وبالإمكان التأقلم. ما هو مهم عندي هو تواصلي مع الشخصية. هذا يجب أن يتغير أو يتأثر بشيء.

لكن هناك تحد ربما في معرفة الممثل أن هناك الكثير من التمويل محسوب على فيلم، لنقل بحجم «ملائكة تشارلي» أو «تقرير الأقلية»، وعليه لا يستطيع دائما التحكم بحرفته أمام الكاميرا.

التحدي الكبير يكمن في أن تصوير الأفلام الكبيرة منهِك ويقوم على مبدأ أن تخمن دائما في أي حال من حالات الفيلم أنت الآن تتعرض له. معظم الأفلام، وأنت لا بد تعلم ذلك، لا يتم تصويرها حسب تسلسل أحداثها. لكن في الأفلام الصغيرة، هناك قدر من المتابعة المسلسلة. في الفيلم الكبير تجد نفسك أمام مهمة أن تنتقل بمشاعرك من دون التتابع الذي تتمناه. في «فارس ويوم» مثلا دخلنا التصوير وأدينا المشهد الأخير من الفيلم أولا. في بعض المشاهد قمنا بتصوير لقطة أخيرة قبل اللقطة الأولى أو العكس.

* ما هو مثير للإعجاب في مسيرتك هو أنك حين بدأت التمثيل قبل أقل من عشرين سنة، كنت مناسبة لما يسمونه بالفتاة الطبيعية التي تصدق أنها كذلك ولا تتصنعه. وما زلت على هذا النحو ومن دون افتعال. في «فارس ويوم» مثلا يبدأ الفيلم بك وأنت تحاولين حمل حقائبك الثقيلة في المطار. لم تؤد المشهد كما لو كنت تمثلين الارتباك، بل كنت مرتبكة...

- أقدر هذه الملاحظة. الشخصية التي أرتاح إليها هي هذه الشخصية بالتحديد. من تجربتي أدركت باكرا أنني لا أريد أن أعقد الأداء باتباع أساليب تمثيل هي مناسبة لسواي، وربما كانت ستصبح مناسبة لي لو اعتمدتها. لم تكن لدي النية. أظن أنه لهذا السبب بقيت قادرة على الحفاظ على ما ذكرته وعلى نحو طبيعي. ربما يحرمني ذلك، وعلي أن أضيف، من أدوار ربما تعرض علي، لكني أفضل دائما أن أمثل ما أعتقد أنه الأنسب لصورتي.

* حين شاهدت الفيلم فسرته على أساس أنه حكاية سندريلا يخطفها فارس ويدخلها إلى مغامرة، ومن يعلم ربما كل ما نراه هو حلم...

- هذا تفسير لم أسمعه من قبل، وإذ أفكر فيه أراه محتملا. سندريلا! لكن الفيلم ربما كما تقول. إنه شبيه بعالم غاب في طي المتغيرات التي أصابت المجتمع طوال هذه السنوات. منذ ثلاثين سنة باتت المرأة تعتقد أنها ليست بحاجة إلى منقذ رجل. والرجال ما عادوا يعتقدون أن المرأة بحاجة إلى مساعدة فتوقفوا عن العرض. هذا الفيلم يعود بالعلاقة بين الجنسين إلى وضع أعتقد أنه طبيعي أكثر. ليس عندي أي مشكلة إذا ما وجدت أن عصر الفروسية وقيام الرجل بإنقاذ حياة المرأة يعود من جديد. أعتقد أن هذا هو الطبيعي والشاذ هو العكس.

* ما هي وجوه الاختلاف بين لقائك مع توم كروز قبل 9 سنوات حين مثلت معه «فانيلا سكاي» وبين لقائك معه في «فارس ويوم»؟ هل تعتبرين أن هناك تغييرا في شخصية أي منكما؟

- حين مثلت «فانيلا سكاي» كنت مشغولة أيضا بتصوير دوري في فيلم «عصابات نيويورك»، وكنت عدت من روما بعد رحلة عمل طويلة. بصراحة كنت منهكة تماما. كنت أعرف أن علي أن أؤدي الدور في أفضل وجه. لكني كنت لا أدري في أي اتجاه كنت أسير من شدة التعب. حينها أسعفني توم كروز كثيرا. كان يتمتع بما لم أكن قادرة عليه، التركيز.

كان كريما جدا ومتعاونا ومتفهما وهذا ما ساعدني كثيرا. أوقفني على قدمي من جديد. اختلافات من نوع أننا، هو وأنا، أصبحنا أكثر خبرة، خصوصا أنا. هو لا يزال ذلك الممثل المتفاني في الاهتمام بحال الآخر، وأنا أعتقد أنني قطعت شوطا لا بأس به لكني ما زلت بحاجة إلى المزيد.

* معظم الممثلين الذين قابلتهم كانوا صريحين حين سألتهم هذا السؤال: «هل تستطيع تنفيذ خطة ما لمهنتك كما يفعل أي منا في عمله؟». الجواب هو لا. لماذا تعتقدين أن الممثل لا يستطيع أن يخطط أو أن ينفذ خطة في خاطره؟

- بالنسبة لي أنا أيضا لا أستطيع أن أنفذ تخطيطا من هذا النوع. أنت تطلب حينها من نفسك شيئا لا تستطيع أن تضمنه. لو أنك رغبت مثلا في تمثيل نوع واحد من الأفلام ما الذي يؤكد لك أنك سوف لن تجد نفسك عاطلا عن العمل؟ والعمل ضروري جدا للمهنة. أنت بعيد.. أنت منسي.. وكل ما بنيته من نجاح قد يختفي، وعليك دائما أن تبدأ من جديد. ولا حتى الانتقال من نوع إلى آخر.

* مثلت فيلم «أكشن» الآن سأحاول الانتقال إلى الكوميديا.. هل هذا النوع من التفكير ضروري؟

- إن ما يثير الاهتمام دائما هو القدرة على التنويع. لا أدري إذا كنت تعرف هوليوود في السنوات البعيدة، أو إذا كنت تشاهد أفلاما قديمة..

* لا أشاهد إلا الأفلام القديمة (ضحك)...

- كانت هناك الفرصة أمام البعض للاختيار فتجد أن بعض الممثلين ينوعون دائما، وآخرين يصرون على تمثيل النوع الواحد وكان النجاح يصيب الحالتين. اليوم هذا ليس متاحا. ولا أعتقد أن هناك ما هو مضمون في أي مجال. أنت تختار اليوم على أساس العناصر الرئيسية التي تأتي مع المشروع بصرف النظر عن نوع الفيلم، وعلى استعدادك أنت. هل تريد أن تقضي الأشهر المقبلة تؤدي هذا الدور أو هذه الشخصية؟ هل تثيرك إلى هذا الحد؟

* قبل قليل تحدثت عن السفر منذ أن كنت صغيرة. هل أفهم أنك إنسانة اعتادت على أن تكون مستقلة؟ وهل ساعدتك عائلتك على أن تكوني مستقلة؟

- هناك سبب لكل شيء. أتعلم؟ هناك شيء في الصغر إما أن تتعلمه أو لا تتعلمه. أعتقد أن الثقة بالنفس لا تكتسب بقراءة علم النفس بل برعاية الأهل للطفل. أولا وقبل كل شيء الحب. الطفل الذي يشعر بالحب لديه فرصة أن يكبر وهو قادر على التمتع بقدر أكبر من الثقة بنفسه وبغيره وبالطريقة الصحيحة. ليست تلك الثقة التي تجعله يتباهى بنفسه، لأن ذلك ليس له علاقة بالثقة. ولا تلك الثقة التي تجعلني أثق من دون سؤال في أي شخص وأي شيء، فذلك أيضا ليس ثقة. بل ربما يكون غباء. أهلي منحوني الثقة إلى درجة أنني حين أردت أن أسافر إلى اليابان وأعيش هناك لبعض الوقت لم أكن بحاجة إلى التفكير مطلقا. أهلي لم يعلموا أني يوما ما حين أصبح في السادسة عشرة من عمري سأسافر إلى اليابان أو سأبتعد عن البيت، وحين علموا لم يعترضوا. هذه هي الثقة التي تتكون لديك. أعرف الكثيرات اللاتي يفضلن البقاء في البيت لأنهن يشعرن بأنهن محميات. هذا ناتج عن عدم الثقة.

* يبدو أنك تقدرين الحياة العائلية ما يجعلني أتساءل أين هي في حياتك؟ أنت لست متزوجة وليس لديك أولاد أو عائلة... - إنها طريقة حياة مختلفة. - لقد قررت منذ سنوات أنني لا أستطيع الجمع بين أن أكون ممثلة وأهتم بعملي وأن أكون زوجة أو أما. في اعتقادي أنني لا أستطيع وقررت أنني لا أريد أن أجرب. المسألة هي أنني لست مستعدة. لقد شاهدت والدتي كانت امرأة عاملة وكانت تعمل طوال النهار وتعود إلى البيت لتحضّر العشاء وتلبي رغبات الجميع. هل كانت سعيدة؟ لا أعتقد. هل منحت وظيفتها أفضل ما عندها من طاقة؟ لا أعتقد. هل منحت عائلتها أفضل ما عندها؟ أيضا لا أعتقد. في هذه اللحظة من حياتي أعلم أنني أريد أن أعمل وأحقق في عملي كل رغباتي. ربما في الغد أقرر أن الوقت حان لتكوين عائلة، لكني لا أرى أنني سأكوّن عائلة وسأبقى في التمثيل معا إلى أمد بعيد.

الشرق الأوسط في

13/08/2010

 

أخيرا: «نمل» الماجري يجتاح أنفاق رام الله ويحرّرها سينمائيا

العرب أونلاين – علي عامر 

انطلق في بحر الأسبوع الجاري المخرج السينمائي التونسي شوقي الماجري في تصوير فيلمه الروائي الطويل الأول "مملكة النمل" وذلك بعد طول انتظار وجملة من المشاكل والعراقيل الانتاجية التي تعرض لها وأدت الى تأجيل تصويره أكثر من مرة.

وكان يوم الأحد 08 أغسطس/ آب الجاري الموعد الرسمي لسماع أول مرة كلمة "سكوت تصوير" التي قالها الماجري لطاقمه انطلاقا من سوريا.

هذا وعلمت "العرب" من مصادر مسؤولة بالانتاج أن قطاع الانتاج المشترك في هيئة الاذاعة والتلفزيون المصرية دخلت مرّة أخرى على الخط وأكدت مشاركتها في انتاج الفيلم بعد أن انسحب منه في وقت سابق.

ويشارك في انتاج الفيلم الى جانب هيئة الاذاعة والتلفزيون المصرية، شركة الضفاف للانتاج للمنتج التونسي نجيب عياد، وشركة "ايبلا" للانتاج الفني السورية، وتلفزيون "آرتي".

وسيجري تصوير الفيلم بداية من التاريخ أعلاه في اللاذقية ودمشق وحلب وصافيتة والمستاية بسوريا، ثم الهوارية والجريصة وبنزرت والمهدية وسلقطة وتستور والجم وقصور الساف بتونس.

والفيلم الذي ظل حلما يراود الماجري منذ ما يزيد عن سبع سنوات يروي حكاية مواطن فلسطيني من عناصر المقاومة يضطر الى العيش في الانفاق هربا من القوات الاسرائيلية التي تطارده أينما حل.

وتدور الاحداث بين عامي 2001 و2002 خلال عملية اجتياح قوات الاحتلال الاسرائيلي لمدينة رام الله ومقاومة أهل المدينة لهم واختباء بعضهم الآخر في الانفاق، ويشاركه في هذا الحلم كل من الممثلين التالين: صبا مبارك "زوجته ورفيقته في الحياة والفن" وجوليات عواد ومنذر ريحانة من الأردن وعابد فهد وخالد تاجا من سوريا وصباح بوزويته من تونس.

ومن المنتظر أن تستغرق عملية التصوير بأكملها زهاء تسعة أسابيع قبل أن يدخل الماجري أستوديوهات التحميض والتركيب، ومعلوم ميزانية الفيلم في حدود المليوني ونصف المليون دينار.

ومعلوم عن المخرج التونسي شوقي الماجري المقيم منذ مدة بسوريا قيامه بإخراج عديد المسلسلات السورية والعربية الكبرى كـ"تاج من شوك"، و"أبناء الرشيد"، و"أسمهان" الحائز على جائزة أدونيا 2008 السورية كأفضل مخرج، و"أبو جعفر المنصور"، و"الاجتياح" الحاصل على جائزة ايمي العالميه كأفضل مسلسل أجنبي و"هدوء نسبي" الحائز على جائزة أدونيا 2009 كأفضل مخرج للسنة الثانية على التوالي بسوريا، في حين أنه والى حدود اليوم لم ينجز الماجري ولو عملا دراميا واحدا لتونس، فهل يكون هذا المشروع هو ثاني أحلام الماجري بعد "مملكة النمل"؟

العرب أنلاين في

13/08/2010

 

أفلام خالدة [2]

عبقريات سينمائية وراء تحفة «لورنس العرب» الثورة العربية ووعود الأمبراطورية البريطانية

عبدالستار ناجي 

على مدى عامين كاملين فرغ «توماس أدوارد لورنس» الشهير بـ «لورنس العرب» في كتابة عمل يمزج الروائية بالتسجيلية بعنوان «أعمدة الحكمة السبعة» ذهب خلاله الى استقراء مرحلة من أهم المراحل التاريخية الخاصة بالعالم العربي والمملكة المتحدة - او «الامبراطورية البريطانية العظمى».

عمل كبير، اقتبسه المخرج البريطاني الكبير دايفيد لين، ليوثق تلك المرحلة، اعتبارا من الدور الذي قام به «لورنس» ذلك الباحث والكاتب والعسكري والضابط وعميل الاستخبارات البريطانية، في تحفيز مفردات الثورة العربية الأولى، ما مهد الأرضية الخصبة للبريطانيين للانقضاض على الحكم والسيطرة العثمانية في العالم العربي. لينتهي العرب من سيطرة العثمانيين الى الاحتلال البريطاني، بعد ان كانوا قد وعدوا بالكثير من الآمال والطموحات، حيث فلح «لورنس» في خلق تحالفات مع القبائل العربية في الشرق العربي على وجه الخصوص. فيلم «لورنس العرب» (1962) واحد من التحف الثماني الخالدة، ويحمل توقيع المخرج الراحل دايفيد لين، الذي كان قد قدم للسينما العالمية عدداً آخر من التحف، لعل من أبرزها «اوليفر تويست» و«جسر نهر كيواي» ولاحقا قدم «دكتور زيناكو» ثم أنهى مشواره مع فيلم «الطريق الى الهند». والآن دعونا نتعرف على «لورنس العرب» وهو كما أسلفنا توماس ادوارد لورنس، ولد في 16 آب عام 1888 في ويلز بالمملكة المتحدة، تخرج من جامعة اكسفورد عام 1909.

تعلق بالشرق العربي، وبالذات سورية وفلسطين، حيث التحق ببعثة للتنقيب في سورية في الفترة من 1911 الى 1914، حيث استطاع تعلم اللغة العربية وان يتعاطف مع العرب وقضاياهم، وبالذات معاناتهم مع الاحتلال والحكم العثماني.

توسعت تركاته في المنطقة، بعد عمله كضابط في الاستخبارات البريطانية، حيث زار صحراء سيناء «منطقة شمال سيناء» عام 1914، ومن هنا نقل عمله ومركزه الى القاهرة، حيث راح «يحفز» على اشعال روح الثورة العربية التي تفجرت عام 1916 ضد ما يسمى بالحكم التركي «العثماني» ومن خلال علاقاته السياسية والعسكرية، تمكن من الوصول الى موقع المستشار السياسي والعسكري للأمير فيصل الذي كان يومها يشغل رئاسة القيادة الميدانية للثورة العربية من مقره في مكة المكرمة. الفيلم يذهب الى التفاصيل الدقيقة لتلك المرحلة، بالذات الانتصار العربي في معركة حصار العقبة ضد القوات الذكية عام 1917، حيث واصلت القوات العربية زحفها شمال لملاحقة القوات التركية وصولا الى دمشق.

أمراء القبائل

وقد ظل «لورنس» طيلة تلك الفترة يعطي الوعود لأمراء القبائل العربية، من أجل الانخراط في تغذية جيوش الثورة العربية ومواجهة الاتراك العثمانيين، الا ان اتفاقية «سايكس بيكو» بين الفرنسيين والبريطانيين ذهبت بتلك الوعود الى ادراج الرياح حيث خرج العرب من الاحتلال العثماني ليجدوا انفسهم تحت الاحتلال البريطاني والفرنسي.

والكتاب «أعمدة الحكمة السبعة» وفيلم «لورنس العرب» كلاهما يمتلكان تلك الابعاد الفلسفية العميقة، والتي تسحر القارئ والمشاهد على حد سواء، بالذات، فيما يخص عملية التحول، التي تعيشها شخصية «لورنس» والذي عاش سنوات حياته، الى جوار الأمير فيصل «الشريف فيصل» او الملك فيصل الاول لاحقا، وهي حالة من التحولات البالغة التعقيد، التي يأتي في مقدمتها، الدور الذي قام به الامير فيصل في عملية توحيد القبائل المتناحرة، والتي لم تكن تعرف الولاء لاحد، لتكون صفا واحدا، تمد يدها الى الانكليز في مواجهة الاتراك. وهنالك جملة في الكتاب والفيلم، تأتي على لسان «لورنس» تمثل الاختصار الحقيقي والتوصيف الأنسب لروح الانسان العربي وهي:

« ان العربي حين يصدق بك ويؤمن برسالتك فسيتبعك الى اقاصي الدنيا ولو بذل في ذلك حياته».

ونقطة الارتكاز سواء في الكتاب او الفيلم تذهب الى تلك الجوانب الفلسفية في عملية التغيير المقرونة بالألم، سواء عند العرب الذين ضحوا بكل شيء من أجل الوعد، او عند شخصية، «لورنس» الذي قدم الوعد، ولكنه لم يستطع ان يفي به، فكان الألم الأكبر، وكان الموقف الذي حوله الى شخصية اسطورية خالدة في التاريخ والزمن.

الزوايا التي ينظر منها المشاهد لشخصية «لورنس» تمثل زوايا الاختلاف، فمنهم من يرى فيه جاسوسا، ومنهم من يراه بطلا، وثالث يرى فيه ناكثا للوعد، ورابعا يرى به عميلا مأجورا. تعالوا نقتطف هذه الجملة من العمل على لسان لورنس نفسه:

«لو انتصرنا فان وعودنا للعرب لن تكون سوى حبرا على ورق، ولو كنت رجلا شريفا وناصحا أمينا لصارحت العرب بذلك وسرحت جيوشهم وجنبتهم التضحية بأرواحهم في سبيل أناس لا يحفظون لهم عهد ولا ذمة».

ونذهب الى الفيلم الذي أخرجه دايفيد لين وانتجه سام سبيغل وقام ببطولته البريطاني بيتراوتول «بدور لورنس» وعمر الشريف «بدور الشريف علي» وانتوني كوين «بدور عودة ابوتايه» وايضا اليك غينيس الذي قدم شخصية الأمير فيصل، وفي الفيلم ايضا عدد آخر من الفنانين بينهم جميل راتب.

تصوير الفيلم

تشير التقارير الى ان الفيلم صور في الصحراء الأردنية بمنطقة وادي رم، لينتقل بعدها للتصوير في الصحراء المغربية وبالذات منطقة، «ايت بن حدو» وهي قريبة من مدينة ورزازات المغربية، التي تحولت لاحقا الى واحدة من أهم المدن التي تستقبل تصوير أكبر وأضخم الأعمال السينمائية وتعاون الثنائي دايفيد بولت ومايكل ويلسون في كتابة السيناريو والحوار معتمدين على كتاب توماس نفسه الذي حمل عنوان «أعمدة الحكمة السبعة».

ومنذ اللحظة الأولى للفيلم ، يأخذ دايفيد لين، وعبر عن شخصية «لورنس العرب» الى تلك العوالم التي لم يشاهدها او يعرفها المشاهد العالمي، عن العرب على وجه الخصوص، حيث يأخذ في رحلة مزدوجة الابعاد اولها تلك الخاصة برحلة «لورنس» من أجل اقناع العرب وشيوخ القبائل من أجل الوقوف الى جوار الانكليز وهزيمة الأتراك، وثانيهما الرجال العرب والقوة والعزيمة التي يتمتعون بها وروح المروءة والنخوة والبأس الشديد، والمقدرة على تجاوز الكثير من الشوائب من أجل التعاون لتحقيق هدف أكبر وهو الانتصار، ولكن ماذا بعد الانتصار وبعد هزيمة الأتراك...

فيلم يدهشنا بحرفته... ومقولته... وايضا الابعاد الفلسفية العالية المستوى، والتي تعتمد دائما على الاكتشاف، وكأن الفيلم ودايفيد لين يقدمان رحلة استكشافية لهذا العالم غير المعروف، وهو العالم العربي، وهو يقدمه بانصاف كبير، وبلغة سينمائية رفيعة المستوى، وفريق عمل تحمل الكثير، بالذات خلال عملية التصوير سواء في صحراء الأردن او المغرب.

الشخصية العربية

وفي الفيلم كم من الاكتشافات، أولها العالم العربي ومفردات التميز بين الشخصية العربية من كرم وشهامة ونخوة وعزيمة لا تحدها حدود... وايضا اكتشاف عدد آخر من الوجوه من بينها البريطاني بيتر ا وتول الذي كان حتى ذلك الحين معروفا ببريطانيا ولكنه لم يتجاوزها الى هوليوود، وهكذا الأمر بالنسبة للنجم العربي عمر الشريف، الذي انطلق من خلال شخصية «الأمير علي» الى فضاءات السينما العالمية وهوليوود.

وفي الفيلم، بالاضافة الى تحفة النص والرواية البصرية والمشهدية السينمائية التي رسم ملامحها دايفيد لين، هنالك الموسيقى التصويرية الخالدة التي صاغها الموسيقار الفرنسي «موريس جار» استعان به الراحل مصطفى العقاد في كتابة موسيقى فيلميه «الرسالة وعمر المختار».

وحينما يقدم الفيلم، يحصد سبعة جوائز أوسكار، من بينها أفضل فيلم ومخرج ولكن عمر الشريف ورغم ترشحه لأوسكار أفضل ممثل مساعد، الا انه لم يفز بالجائزة، رغم كثافة الكتابات النقدية الايجابية التي بشرت بميلاد نجم جديد.

من أبرز مشهديات الفيلم والتي ستظل خالدة في ذاكرة المشاهد، «مشهد فتح العقبة»، وهو مشهد كتب على مستويين، المستوى التقني، والبعد الفلسفي لتجسيد قوة العربي البدوي، ودوره في مواجهة الخصوم والتضحية من أجل المبادئ والقيم التي تربى عليها.

في الفيلم كم من المشهديات التي تذهب الى توضيح الجوانب النفسية للعربي او البدوي، على وجه الخصوص، من حيث الكرم والثأر والرغبة في الانتصار والصراع على «المياه» وغيرها من القضايا المحورية.

فيلم يذهب الى ميلاد الثورة العربية الكبرى، وايضا صعود الامبراطورية البريطانية التي لا تغرب عنها الشمس ولكن ضمن اشارات نقدية واضحة، بانها امبراطورية أطلقت الوعود... ولكن ها لم تف بها. هكذا يقول الكتاب... وهكذا يخلص الفيلم ايضا. وهي دعوة للمشاهدة والاستمتاع بتحفة سينمائية عامرة بالاكتشاف... لانها وباختصار شديد من توقيع مبدع كبير هو البريطاني دايفيد لين.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

13/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)