حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

هانى رمزى:

لا توجد أزمة فى السينما.. والنجوم اتجهوا إلى الدراما بسبب اختفاء موسم الصيف

حوار   نجلاء أبوالنجا

اختار هانى رمزى ميكروفون الإذاعة ليشارك فى شهر رمضان من خلال المسلسل الإذاعى «عمو لطيف»، رغم أنه كان يحضر لعدة مشاريع فنية، لكنها لم تكتمل منها مسلسل الرسوم المتحركة «رمضونا» الذى سجل نصف حلقاته فقط، ومسلسل «أمين الانتقام»، كما تأجل عرض فيلمه «الرجل الغامض بسلامته» إلى موسم عيد الفطر.

هانى رمزى تحدث فى حواره مع «المصرى اليوم» عن أعماله التليفزيونية المؤجلة، ورأيه فى ظاهرة اتجاه نجوم السينما إلى الدراما بعد أزمة الإنتاج التى تمر بها صناعة السينما.

ما سبب اتجاهك للإذاعة هذا العام؟

- أحرص كل عام على التواجد فى شهر رمضان، ولأنه يصعب التواجد بمسلسل تليفزيونى مناسب كل عام، اتجه إلى الإذاعة التى تعوضنى بشكل كبير، خاصة أن الإذاعة عنصر أساسى عند الناس فى الشهر الكريم. والإذاعة غير مجهدة على الإطلاق، ويحتاج تسجيل المسلسل يوماً أو يومين فقط، كما أنها تتنوع فى موضوعاتها، وتقدم من خلالها نصوصاً كوميدية جيدة جدا.

تغيب عن الدراما التليفزيونية هذا العام رغم الإعلان عن مسلسل «أمين الانتقام»؟

- رغم نجاحى فى تجربة المسلسلات التليفزيونية، فأنا فى الأصل ممثل سينما، واعتبر مجرد ضيف على التليفزيون، ولو وجدت نصا تليفزيونيا جيدا لا أتردد فى قبوله، أما «أمين الانتقام»، فقد عُرضت على المؤلف حمدى يوسف فكرته العام الماضى، وكان قد كتب منه ١٥ حلقة فقط، فتحمست للفكرة وطلبت منه كتابة الحلقات الثلاثين، لكن هذا لم يحدث، وبالتالى لم أوقع على المسلسل.

لكن كل الصحف نشرت أخبارا عن توقيعك وعرضه فى رمضان.

- بل ونشروا أسماء الممثلين الذين يشاركون فيه، وكل ذلك لم يحدث وغير صحيح، وعندما تكتمل كتابة المسلسل ربما أدخل بالفعل تصويره .

لماذا لم يلحق مسلسل الكارتون «رمضونا» بشهر رمضان رغم البدء فى تحضيره منذ أشهر؟

- مسلسل «رمضونا» له طبيعة خاصة، فهو رسوم متحركة بالكامل وتنفذه إيدٍ مصرية من الألف إلى إلياء، وهذا شىء جيد، لكن اكتشفنا بالتجربة العملية أن الأمر يستغرق شهورا طويلة، ولذلك انتهينا من نصف حلقات المسلسل فقط، ولابد من الانتظار لحين انتهاء كل رسوم الحلقات الثلاثين لتسجيل صوتى على الباقى، وربما يعرض العام المقبل.

ما سر تزايد اتجاه نجوم السينما إلى الدراما، هل له علاقة بأزمة السينما؟

- لا توجد أزمة فى السينما من الأساس، فهذا كلام منتجين لا علاقة له بالحقيقة، كما لا توجد أزمة فى الإيرادات، فمازالت السينما فسحة الأسرة المصرية خاصة مع تزايد عدد المولات والخدمات المتعلقة بالسينما، والإقبال على الأفلام جيد جدا لهذا فلا أجد أزمة إنتاج ولا أزمة سينما من الأساس.

لكن عدد الأفلام التى يتم إنتاجها انخفض، وهذا دليل على الأزمة؟

- لن أنكر ذلك، لكن المشكلة قد تكون فى أن بعض رؤوس الأموال سحبت تمويلها للأفلام، والمنتجون خائفون من المغامرة بأموالهم فى السينما، لكن هذا لا يعنى أن الأزمة فى السينما نفسها، حتى إن كان هناك كساد، فهو مؤقت، وأنا أعتبره مجرد هدنة لأن القنوات الفضائية ودور العرض تحتاج إلى عشرات الأفلام، وبالتالى لا يمكن إيقاف عملية الإنتاج بأى شكل من الأشكال بسبب احتياجات السوق، وعموما السينما تمر بهذه المراحل، وهذا شىء طبيعى لإعادة حسابات السوق وتطوير السينما.

لم تفسر حتى الآن سبب تزايد إقبال نجوم السينما على التليفزيون؟

- بالتأكيد تزايد إقبال نجوم السينما على المسلسلات الدرامية له علاقة ببعض التغيرات فى المناخ السينمائى، فموسم الصيف تحول الى موسم رمضانى، وترتب عليه قصر الموسم السينمائى، وتحول الناس لمشاهدة التليفزيون فى الصيف، لذلك بدأ نجوم السينما يحرصون على التواجد فى التليفزيون لأنه أصبح موسم مشاهدة تليفزيونية، وهذا أهم سبب فى اتجاه نجوم السينما للدراما بالإضافة إلى انخفاض عدد الأفلام المنتجة، مما جعل النجوم لديهم وقت للتليفزيون.

ما سبب التأجيلات المتكررة لفيلم «الرجل الغامض بسلامته»؟

- تقرر عرض الفيلم فى موسم عيد الفطر، لكن يجب توضيح نقطة مهمة، فالفيلم فعلا بدأ تصويره منذ أكثر من عام ونصف العام، وتوقف تصويره لكن ليس لأسباب إنتاجية، بل توقف بسببى لأنى دخلت العام الماضى مسلسل «عصابة بابا وماما» وطلبت تأجيل التصوير، وبالفعل توقف الفيلم حتى انتهيت من تصوير المسلسل، لكن لا توجد أى مشكلة إنتاجية على الإطلاق.

لكن المعلومات أكدت مرور الشركة المنتجة «ميلودى بيكتشرز» بأزمة مادية؟

- للعلم أنا حصلت على أجرى عن الفيلم مقدما، وكذلك بطلة الفيلم نيللى كريم، وهذا لا يحدث فى أى شركة إنتاج أخرى، وإذا كانت هناك أخبار اكدت مرور ميلودى أو جمال مروان صاحبها بأزمة فأنا لا أصدق أن تحدث أزمة لرجل لديه شركات عديدة وأعماله لا حصر لها.

لكن هناك أزمة مادية حدثت بالفعل فى «ميلودى» وترتب عليها توقف صرف رواتب العاملين فى القناة، وهذا تناولته الصحف؟

- لو نشرت أخبار عن ذلك فأعتقد أنها غير حقيقية، وربما تكون مفتعلة لأسباب تخص جمال مروان، فعالم رجال الأعمال به الكثير من الأشياء التى لا يمكن أن نفهمها، لكن أن تكون هناك أزمة مادية حقيقية فأوكد أن ذلك غير صحيح.

هل تعتقد أن موسم عيد الفطر مناسب لعرض الفيلم؟

- الفيلم كان مجهزا لفصل الصيف وتم تصوير الأفيشات، وفجأة تأجل بسبب رغبة المنتج والخوف من موسم الصيف وكأس العالم ورمضان وهذه وجهة نظر يجب أن أحترمها، وعموما لم يعد موسم الصيف مغريا بالقدر الكافى للصراع عليه حيث أصبح موسم عيد الأضحى هو أفضل المواسم على الإطلاق.

ما حقيقة دخولك بطولة فيلم بتقنية ٣D؟

- فعلا هناك مشروع فيلم أتمنى تنفيذه ولدى سيناريو جيد جدا، لكن يحتاج إلى تقنية الأبعاد الثلاثية وأدرس الموضوع حاليا، كما أجهز لفيلم «نمس بوند» الجزء الثانى مع المخرج أحمد البدرى والسيناريست طارق عبدالجليل وإنتاج الثلاثية، وجار اختيار الأبطال المشاركين وتحديد موعد بدء التصوير.

المصري اليوم في

05/08/2010

 

«لا تراجُع ولا استسلام»..

السخريةُ من التيمات السينمائية القديمة

فاطمة ناعوت 

فى وقت وجيز نسبيًّا، استطاع الفنان أحمد مكى الخروجَ من الشخصية التى نمّطته فى مسلسل «تامر وشوقية». الولد «الرِّوِش» «الكوول»، ذو الشعر الكنيش والجينز المغسول والقميص مفتوح الأزرار، الذى يزجُّ بالعبارات الإنجليزية فى حديثه، ويجيد نطقها بالأكسنت الأمريكيّ. استثمر تلك التركيبة الاجتماعية فى فيلمه الأول «اتش دبور».

ورغم نجاحه فى أدائها، إلا أنه سرعان ما قرر الفرار من شَرَك النمطية، فأظهر قدرةً ممتازة على تمثّل نماذجَ بشرية متباينة فى فيلمه الثانى «طيْر انتَ». الأمرُ ذاته فعلته دنيا سمير غانم بموهبة فائقة فى الاستحضار والتقمّص وتبديل الألسن واللهجات.

بعد ذلك استثمر مكى موهبته تلك، التى اكتشفها مخرج أفلامه، أحمد الجندي، ومؤلفها شريف نجيب، من حيث مقدرته على التنوّع الأدائى والسياحة بين الأنماط البشرية، فى فيلمه الأخير؛ إذْ كثّف أداءه فى التنقّل بين شخصيتين اثنتين تقفان على طرفى نقيض؛ من حيث الشكل والسلوك ونمط الثياب وأسلوب الحكي، مرورًا بالطَّوية الروحية والنفسية، وانتهاءً بالقدرات الذهنية وتفاوت درجات الذكاء.

الشخصية الأولى تمثّل فتى مصريًّا بسيطًا مسالمًا اسمه «حزلقوم»، ينتمى لأسرة متواضعة لم يتبق منها سوى الأم/ دلال عبد العزيز، يحمل طويّةً ساذجةً، وقدرات عقلية بليدة، تكرسّها ملامحه وشعره الأحمر الممشّط إلى الأمام، بما يشى بفقر الذائقة، وبشرته التى يكسوها النَّمَش، وقدرته الضعيفة فى التواصل وارتباكه فى فهم الآخر وحتى فى توصيل أفكاره البسيطة. أحلامه متواضعة «نَقْلية».

يعنى لم تنبت من لدن عقله، بل انتقلت إليه عبر الوعى الجمعيّ للشباب المصرى الضائع الذى أخفق أن يتحقق فى بلاده، بسبب البطالة، الشخصية الأخرى، النقيض، تمثّل مجرمًا ومسجّلا خطرًا، هو اليد اليمنى لتاجر المخدرات عزّام/ عزت أبو عوف، أحد كبار أثرياء مصر. أدهم، الشخصية النقيض لحزلقوم، شابٌّ ماكر سريع البديهة مفتول العضلات بوسعه أن يناور ويصارع ويبطش ويطلق النار. تلك الشخصية الداهية تكرسها أيضًا ملامحُ شرسةٌ وشعرٌ حليق وأداءٌ حركيٌّ رشيق.

الفيلم، منذ عنوانه الرئيس: «لا تراجع ولا استسلام»، وكذا عنوانه الفرعيّ «القبضةُ الدامية»، يسخرُ ملء فمه من التيمات المكرورة الشائعة فى السينما المصرية القديمة. وحتى أفيش الفيلم محاكاةٌ ساخرة لأفلام «فان دام» وغيرها من أفلام الأكشن الترسو. تلك فكرة الفيلم الرئيسة: السخرية من المبالغات الساذجة غير المنطقية التى اتكأت عليها الرومانتيكية القديمة بقوة، حتى غدت مبتذلةً من فرط استخدامها مرات بعد مرات.

تلجأ الشرطة إلى الشاب الساذج «حزلقوم»، ليحلَّ محل «أدهم»، الشاب الداهية وعضو العصابة البارز، بعدما لقى مصرعه على يد مجموعة من «الأشرار». ومفردة الأشرار، تكررت فى الفيلم عن عمد، كنوع من مشاكسة الأفلام القديمة، بل وقصص الأطفال، التى تقسِّمُ العالمَ نصفين: أخيار وأشرار- أبيض وأسود، إلخ. عطفًا على الفكرة المستهلكة كاستبدال شخص بشخص، تلك التى قتلتها السينما العربية والعالمية توسّلا! وهو ما حاول فيلم مكى الوقوف عليه من باب السخرية والانتقاد. الساذج حزلقوم كوّن كل ثقافته من الأفلام، حتى إنه لا يميز إن كان غسّان مطر، رمزُ الشر فى السينما، شريرًا حقًّا فى الواقع أم لا.

ويبدو أن مقدم المباحث سراج/ ماجد الكدوانى لا يختلف كثيرًا عن حزلقوم من حيث تأثره المفرط بالأفلام، لذلك فكّر فى تلك «الخطة الجهنمية»: فكرة الدوبلير. ولما نبهه مساعدوه إلى أنها فكرة قديمة و«مفقوسة»، وأن «شريرًا» عتيًّا مثل عزام، لن ينخدع فى حزلقوم «الغبي» فيظنه أدهم الداهية، أصرّ مقدم المباحث على «الخطة»؛ وأطلق عليها، لمزيد من التمويه، اسم: «لا تراجع ولا استسلام»، ثم منحها عنوانًا إضافيًّا أكثر جرأة وشراسةً هو: «القبضة الحديدية». وطبعًا لابد أن يستعين البوليس بـ«جيرمين»/دنيا سمير غانم، سكرتيرة عزام، لتقوم بدور الطابور الخامس، المرؤوس الذى يخون رئيسه، لكى توقع برئيسها،

وهو ما رأيناه مرارًا فى السينما. على أن السكرتيرة لن تصدع لأداء الدور، إلا بعدما تسمع العبارةَ الشهيرة، التى نضعفُ جميعًا أمامها: «انتى بتعملى ده علشان بلدك... مصر» وفيما يشرح المقدم «الخطةَ» لحزلقوم قائلا له: «إحنا عاوزينك علشان تساعدنا فى القبض على أكبر تاجر مخدرات فى مصر!» يسترجع حزلقوم ثقافته السينمائية فيقول باستهانة: «إدونى بس مسدس وأنا أقول لهم كله يسلم نفسه، المكان كله محاصر،

وبعدين أقبض على الأشرار!» وينخدع عزام فى حزلقوم! وتتوالى الأحداث، ثم ينكشف الأمر، لتدخل مَشاهد المطاردات والاقتتال. وطبعا، كالعادة، يتم اختطاف العنصر النسائي: الأم والحبيبة، كرهينة للضغط على البطل، الذى سينقذهما، أيضًا كما يحدث فى الأفلام الرومانتيكية كافة، وينتصر الخيرُ على الشر.

مهما كان يمثل جانب الخير من ضعف ذهنى وبطء حركى وبلادة فكرية وفقر فى الإمكانات، ومهما كان يمثل جانب الشر من دهاء ذهني، وفداحة فى الإمكانات وقدرات فكرية وتخطيطية مذهلة. وطبعًا لابد أن تكتمل الرومانتيكية بأن تتزوج البطلةُ من البطل، بصرف النظر عن الفروق الهائلة بينهما، من حيث الطبقة الاجتماعية والمكانة العلمية والقدرات الذهنية.

كثّف الفيلم عن عمد كل تيمات «الغباء» التى أجاد الممثلون أداءها، سيما الكدوانى الذى قدّم لنا صورة كوميدية لرجل مباحث محدود الفكر يظنّ فى نفسه العبقرية والدهاء.

المفيد فى هذا الفيلم العبثيّ الساخر هو أنه سيجعل مؤلفى الأفلام ومخرجيها حذرين من اللجوء إلى تلك التيمات العتيقة التى أصبحت مادةَ سخرية من الأجيال الجديدة، التى أدركت أن الحياة ليست خيرًا وشرًّا، وحسب، وأن المجرم ليس بالضرورة مَن يحمل ملامحَ مخيفةً قبيحة،

ولا البريء يحمل نقيضها، وأن الخير ليس بالضرورة ينتصر على الشر فى الحياة الدنيا، بصرف النظر عن كل شيء، بدليل كل الشر الذى يمرح من حولنا فى الحياة، وأن النهايات التبشيرية السعيدة وزواج البطل من البطلة لا محل لها إلا فى أفلام الأبيض والأسود، التى لم يعد لها مكان إلا فى أرشيف السينما القديمة.

f.naoot@hotmail.com

المصري اليوم في

05/08/2010

 

رامي عبد الرازق يكتب : كادر ثابت

فيلم "الكبار" 

في البداية أود أن أعتذر عن التأخر في الكتابة عن فيلم «الكبار» لظروف خارجة عن إرادتي، ودعونا نبدأ الحديث بسؤال:لو لم يكن محمد العدل ابن المنتج جمال العدل أحد أضلاع كيان العدل جروب.. هل كان أحد سيتحمس لإعطائه فرصة تقديم فيلمه الأول رغم قلة خبرته وحداثة تجربته؟ الإجابة عن هذا السؤال تلخص الكثير من مشاكل فيلم «الكبار».. وهي بالطبع لأ.. لأن محمد من واقع هذه التجربة يبدو أنه لا يزال بالتعبير الدارج «أخضر» لا يملك الأسلوب الخاص أو الرؤية الفنية الناضجة التي يمكن أن تؤهله لتقديم عمل «أول» جيد رغم أن مشروع تخرجه «دستور يا سيدة» جاء يحمل نواة مخرج ذي حساسية راقية ! لكن تعجله في خوض التجربة الطويلة الأولي أحبطنا جميعا. فمنذ اللقطات الأولي عندما يستيقظ كمال «عمرو سعد» علي تليفون يبلغه أن أحد المتهمين بريء من تهمة محكوم عليه فيها بالإعدام ومع اهتزاز الكاميرا والكادرات غير الثابتة التي تكررت في عشرات الأفلام وميزانسين الشخصية نفسها «أي حركتها داخل الكادر» تشعر أنك أمام صدي بصري من أفلام أخري وليس أسلوباً خاصاً بمخرج الفيلم بداية من حركة الكاميرا التي تحاول أن تهاجمنا بحالة توتر تأتي نابعة من مشهد في الأساس شديد الضعف دراميا. . فوكيل النيابة الذي قدم القضية للمحكمة ينهار بمجرد أن يأتيه تليفون من زميله يقول له إن المتهم بريء! هكذا دون مقدمات أو أدلة! وعندما يذهب وكيل النيابة بنفسه ليوقف حكم الإعدام ولا يتمكن من اللحاق بالشاب قبل أن يتدلي من المشنقة يصاب بعقدة ذنب رهيبة، خصوصا أنه مع هذا التليفون تتضح الحقائق في ذهنه عبر الذاكرة البحتة كأنه كان مغيباً أثناء التحقيقات وهي نقطة هجوم مفبركة لم تساعدها مشاهد الفلاش باك المتلاحقة القادمة من ذاكرة الشخصية. وبدافع من عقدة الذنب تلك يذهب كمال لحضور عزاء الشاب شهيد غيبوبته كوكيل نيابة فتخرج علينا أخت الشاب «زينة» لتقول له إن كل الناس الذين حولها مثلها ومثل أخيها ضعفاء ليس لهم «ضهر» و «يوم ماحيكون لينا ضهر مش حيكون إنت» هنا يتضح أن السيناريو يتعجل أن يتحدث عن «الضهر» دون أن يكون هناك مبرر درامي لذلك، فقضية الشاب الذي اتهم في مقتل حبيبته وسرقتها وبسبب خطأ التحريات أو التحقيقات حكم عليه بالإعدام، قضية لا علاقة لها بفكرة «الضهر» أو الكبار أو تلك المسميات المستهلكة عن «مراكز القوي» وأصحاب النفوذ. . فهي ليست قضية رأي عام أو قضية المتهم فيها يواجه خصماً من السلطة. . هذا التعجل الدرامي يجعل وكيل النيابة يستقيل ويتحول إلي محام لمن ليس لهم ضهر وبالتالي تبدأ ملامح الشخصية في الضعف أكثر. . فكيف أتعاطف أو أتوحد مع بطل يأخذ قراراً عنترياً نتيجة مبرر درامي خيالي لا علاقة له بالتفاصيل التي ساقتها الأحداث؟ ربما لو استقال بسبب عقدة الذنب لكان الأمر أكثر منطقية لكن السيناريو يتعجل أن يقحمنا في هذه العنترية الخائبة.

الدستور المصرية في

05/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)