حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه سعيد بتجربة فيلم «سلام يا صاحبي» مع هيثم أحمد زكي

محمد عادل إمام: أنا الأحق بعمل السيرة الذاتية لعادل إمام

سها الشرقاوي 

يواجه محمد عادل إمام تهمة جاهزة.. فهو ابن الزعيم عادل إمام، وطريقه إلى عالم السينما مفروش بالورود.. لكن من جهة أخرى هناك من يقول إن «ابن الوز عوام».. وإن الجينات والساعات الطويلة التي قضاها محمد بصحبة الزعيم داخل مواقع التصوير كفيلة بمنحه الموهبة والخبرة.. لكن الكلمة الأهم كانت لدى محمد إمام نفسه.. وقد قالها أمام كاميرات السينما عبر تجاربه القليلة السابقة.. لكن علاقته بالزعيم أثرت بالتأكيد على مسيرته، على الأقل حينما قرر أن يبدأ أولى تجاربه بالعمل بعيدا عن والده، في «كناريا وشركاه»، وهي الدراما التلفزيونية التي قام ببطولتها فاروق الفيشاوي ولوسي.. حتى استطاع أن يظهر إلى جانب عادل إمام في «عمارة يعقوبيان» و«حسن ومرقص».. حول علاقته بالزعيم ومشاريعه الفنية القادمة، ورؤيته لما قدمه حتى الآن، كان لـ«الشرق الأوسط» هذا الحديث مع محمد إمام في القاهرة..

·         بعد النجاح الذي حققته في مسلسل «كناريا وشركاه» توقفت لسبع سنوات عن المشاركة في الأعمال التلفزيونية، ما السبب؟

- ببساطة لأني أبحث عن الاختلاف، وخلال هذه الفترة عرض علي أعمال كثيرة جدا، ولكني لم أجد نفسي فيها.. بالإضافة إلى أن تركيزي كان متجها إلى السينما لكي يكون لدي رصيد من الأعمال السينمائية.. والعمل السينمائي يبقى أكثر مما تبقى الأعمال الدرامية.. وبشكل عام أنا قلق جدا ولا أحب التكرار.. وكوني ابن عادل إمام فكل ما أفعله محسوب علي وعليه.. وهذا ما يجعلني أفكر كثيرا قبل الإقدام على أي عمل.. لكنني بصدد المشاركة في عمل تلفزيوني سيعرض في رمضان القادم.

·         وما هو هذا العمل؟

- أقوم الآن بتصوير مسلسل «الشمع الأحمر» مع النجمة يسرا، ومن إخراج الدكتور سمير سيف وتأليف مريم نعوم ومن إنتاج جمال العدل.. لم أكن أتوقع ترشيحي في لهذا العمل مع هؤلاء النجوم.. وفوجئت بأن الدكتور سمير سيف رشحني للعب دور في المسلسل، وكانت المفاجأة جميلة، خصوصا أن دور البطولة تلعبه النجمة يسرا، التي التقيت معها من قبل في «عمارة يعقوبيان»، ولكن لم نجتمع في أي مشهد.

·         وما الذي شجعك على قبول هذا العمل؟

- تركيبة العمل نفسها، فالسيناريو مختلف.. وكذلك فريق العمل، وأنا بصراحة كنت أتنمى دائما أن أعمل مع سمير سيف؛ فهو صاحب فيلم «المشبوه» للزعيم عادل إمام، وهذا الفيلم من أهم الأعمال التي أثرت في حياتي وجذبتني للتمثيل.. وعندما عرض على سيناريو «الشمع الأحمر» وافقت قبل أن أقرأ الورق (السيناريو).

·         وماذا عن دورك في «الشمع الأحمر»؟

- أنا أجسد شخصية معتز، ابن الدكتورة فاطمة التي تجسد شخصيتها يسرا.. ومعتز ملاكم في رياضة الكيك بوكس.. العمل يدور في قالب اجتماعي، ورغم أنني أعشق الكوميديا فإنني وجدتها فرصة مناسبة للعب دور جاد ويحتاج إلى جهد كبير، خصوصا أن شخصية معتز تمر بتقلبات كثيرة خلال العمل.

·         كيف قمت بالتحضير لهذه الشخصية؟

- خلال الشهرين الماضيين تعاقدنا مع مدرب خاص للتدريب على رياضة الكيك بوكس، بالإضافة إلى أنني أحاول التركيز على أدق تفاصيل الشخصية.

·         بعيدا عن الدراما التلفزيونية.. هل تعتقد أن تجربة البطولة المطلقة التي خضتها في السينما بفيلم «البيه رومانسي» كانت مبكرة نوعا ما؟

- «البيه رومانسي» لم يكن بطولة مطلقة، كان بطولة جماعية.. فهناك نجوم في العمل بداية من المنتج محمد السبكي والمؤلف والمخرج وكذلك فريق العمل كالنجم حسن حسني ولبلبة والنجوم الشباب مثل دومنيك وباسم سمرة.. وما دفعني لأن أخوض هذه التجربة هو محاولتي البعد عن المنتجين والمخرجين الذين يتعاملون مع الزعيم، وأنا في مرحلة يجب أن أجرب فيها كل شيء.

·         ولكن الفيلم قائم على شخصيتك في العمل.

- كانت الشخصية التي لعبتها هي المحرك الرئيسي للفيلم، ولكن هذا لا يعني البطولة المطلقة.. عموما الجمهور وحده هو القادر على صناعة النجم، وطبعا المنتجون أيضا، حتى لو كان الدور صغيرا.

·         ألم يقلقك أن تصنف ضمن «خلطة» السبكي الشعبية؟

- أعتبر تجربتي مع السبكي مرحلة ضرورية في مسيرتي الفنية، لكن لا أعتقد أنني سأستمر في هذه «الخلطة» أو القالب الشعبي. أنا في مرحلة التجريب ويجب أن أتعامل مع الجميع، وفي الوقت نفسه أنا مؤمن بأفكار السبكي جدا ومقتنع تماما باختياراته، ولم أناقشه في تفاصيل الفيلم اعتمادا على خبرته التي من خلالها يتمكن من صنع توليفة يحقق بها إيرادات كبيرة لأفلامه.

·         قيل إن الزعيم عادل إمام رفض تعاونك مع محمد السبكي.

- أبي لا يتدخل في حياتي المهنية.. بل يشجعني على اتخاذ قراراتي بنفسي.

·         كونك ابن عادل إمام أمر ساعدك، أم أنه أثر عليك سلبا؟

- أنا أولا أتشرف بكوني ابن عادل إمام في الحياة.. لكن المشكلة تبدأ حين أتهم بأن عادل إمام يفرضني على صناع أفلامه.. هذا ما حدث مثلا في «عمارة يعقوبيان» ومن بعده «حسن ومرقص».. رغم أن مروان حامد هو من رشحني لتلك الأدوار.. وأنا مثلا كنت أرفض تماما الظهور في «حسن ومرقص» كابن لعادل، ولم أقتنع إلا بعد مناقشة طويلة مع مؤلف الفيلم يوسف معاطي وعمر الشريف.. لذلك أحاول الآن تجنب الأفلام التي يشارك فيها عادل إمام.

·         ولماذا تأخر ظهور محمد إمام؟

- أبي كان يخشى علي من الشهرة وأنا صغير.. وأمي كانت تخاف من أن أهمل دراستي، كما أن العالم العربي يكره فكرة التوريث بشكل عام، وأعتقد أن تأخير فكرة ظهوري كانت أفضل بالنسبة لي.. وأستطيع الرد على كل ما يقال عن كوني ابن عادل إمام بعكس لو أن ظهوري جاء مبكرا..

·         هل هذا هو السبب وراء إصرارك على اسم محمد إمام وليس محمد عادل إمام في أول تجاربك الدرامية؟

- طبعا، هذا جانب من الموضوع، لكن يضاف إليه أن اسم محمد إمام مختصر وسهل.

·         ولكن اختيارك للكوميديا ساهم في الربط بينك وبين الزعيم.

- عادل إمام قام بأعمال كوميدية وتراجيدية واجتماعية.. والكوميديا في جيناتي وأعتبرها وراثة، ولكني سأقوم بكل الأعمال.. ربما أقلد أبي في مشهد أو ضحكة، فهو أبي وهذا يحدث حتى في حياتي بعيدا عن الكاميرا.. وأي نجم في الدنيا يقلد الزعيم أحيانا.. وإن كان لأحد الحق أو المبرر في ذلك فهو أنا.. ولكن الأمر معي مختلف بسبب تلك المقارنة، وهي مقارنة ظالمة لي جدا لأني لن أتفوق عليه يوما من الأيام مهما قدمت من أعمال.. فالزعيم له مكانة يجلس فيها وحده ولا أحد يستطيع الاقتراب منها.. لكن مع التقدم خطوة بعد خطوة أتصور أن نغمة ابن عادل إمام ستختفي تماما.

·         صرحت من قبل أنك الأحق بأداء السيرة الذاتية لعادل إمام؟

- هذا حقي طبعا.. لو أن هناك سيرة ذاتية لعادل إمام فأنه أجدر من يقوم بها، فأنا أكثر فنان عشت مع عادل إمام وأعرفه حياته وفنه، بعكس أي ممثل آخر.. فمشوار عادل إمام بداية من مشيه من الجيزة وحتى مدينة نصر، حتى وصوله إلى المكانة التي يشغلها الآن، حياة مليئة بالأحداث، وأنا شاهد عليها، ولا يحق لأي أحد أن يلعب هذا العمل غيري.

·         لماذا رفضت التعاون مع تامر حسني في فيلم «نور عيني» الذي يعرض حاليا؟

- أنا لم أرفض، وتامر حسني صديقي جدا، وبالفعل السيناريو عرض علي ولكني اعتذرت لارتباطي بأعمال أخرى، وما زلت أرحب بالعمل مع تامر حسني.

·         هل توافق على أداء دور ثانٍ مع النجوم الشباب الحاليين؟

- بالطبع أنا لا أمانع، وأنا أحب أن أعمل مع كريم عبد العزيز وأحمد السقا وأحمد عز، وأتمنى التعاون معهم، فهم لهم تاريخ ولهم قاعدة جماهيرية كبيرة، وأنا في بداية حياتي الفنية.

·         قيل إن هناك مشروعا فنيا بينك وبين هيثم أحمد زكي.

- بالفعل هناك فكرة يكتبها بلال فضل الآن ومن إخراج عمرو عرفة، وبمجرد انتهاء عمرو من «السقا ابن القنصل» سوف نقوم بالإعداد لهذا العمل.. وهو فيلم أشبه بـ«سلام يا صاحبي»، وهو أيضا من أقرب الأفلام لقلبي، وأحب أن أشاهده دائما، والفيلم يدور عن فكرة الصداقة.

·         هل تفكر في خوض تجربة المسرح؟

- بالطبع أنا أفكر في تقديم تجربة على خشبة المسرح.. وهناك مشروع مسرحي بالفعل، ولكني أنتظر حتى انتهاء ارتباطاتي الفنية.

الشرق الأوسط في

02/07/2010

 

«اللمبي»

طارق الشناوي 

تستطيع أن ترى الموهبة وهي تتفجر أمامك في اللقاءات الأولى عندما تعلن عن نفسها مع الطلة الأولى ومن هؤلاء محمد سعد، وأنا أعتبره واحدا من هؤلاء الموهوبين الذين تستطيع أن تلمح بريقه. ومنذ الوهلة الأولى لاحظت ذلك عندما شاهدته في الفوازير قبل 15 عاما، وكان ملفتا بأسلوب كوميدي خفيف في الفوازير التي قدمها هو وصلاح عبد الله ونيللي كريم واسمها فوازير «تياترو»، لم تكن في مستوى لائق فنيا، إلا أنها في حدودها الدنيا أشارت إلى نجم كوميدي قادم. وقبل ذلك قدمه المخرج محمد فاضل في مسلسل «وما زال النيل يجري» وإنعام محمد علي في «الطريق إلى إيلات» وكان رائعا في دوره الثانوي. أتذكر أن بداية علاقته بالسينما بدأت في فيلم لعبت بطولته فيفي عبده اسمه «امرأة وخمسة رجال» إخراج علاء كريم، وكان سعد هو أحد الرجال الخمسة، أدى دور زوج ضعيف الإرادة لعبه بقدر كبير من الإبداع على الرغم من ضآلة عدد مشاهده. إلا أن النقطة الفارقة في مشواره هي تلك التي أدى فيها شخصية «اللمبي» في فيلم «الناظر» 1999.

الفيلم كتبه أحمد عبد الله وأخرجه شريف عرفة ولعب بطولته علاء ولي الدين. كل شيء في هذا الفيلم كان مصنوعا من أجل تدشين علاء ولي الدين بطلا جماهيريا، خاصة أنه قبلها بعام واحد كان قد حقق إيرادات مرتفعة في فيلم «عبود على الحدود» إلا أن «شريف عرفة» وضع بجواره في «الناظر» أكثر من مشروع لنجم كوميدي قادم مثل أحمد حلمي ومحمد سعد.

التقط سعد مفردات شخصية «اللمبي» وعرضها على شريف. ووجد فيها شريف بحسه الفني ملمحا كوميديا جديدا، ولهذا وافق على تلك الإضافات التي صنعها سعد وهكذا نبتت شخصية «اللمبي». إنه الكوميديان الإيجابي الجريء القادر على أن يدخل إلى أي معركة لا يجري بعيدا عنها مثلما تعودنا من نجوم الكوميديا بداية من إسماعيل يس، ولكن «اللمبي» يقتحم، فهو قادر على أن يدخل إليها حتى لو ناله الكثير من الضرب. ولولا أن شريف مخرج يجيد تقديم أفكاره ولا يسمح بأي تدخلات من النجوم ما كان من الممكن أن يحظى محمد سعد بتلك المساحة على الشاشة، خاصة مع تواجد علاء ولي الدين كبطل للفيلم ولكن «عرفة» أطلق أيضا من الصفوف الخلفية «اللمبي» محمد سعد!!.

استمرت مسيرة سعد حيث لعب بطولة مشتركة مع أحمد حلمي في فيلم «55 إسعاف» عام 2001 إخراج مجدي الهواري، ثم انطلق بطلا مطلقا في «اللمبي» عام 2002 مع نفس الكاتب أحمد عبد الله والمخرج وائل إحسان وكان معه في أدوار هامة كل من «عبلة كامل» و«حسن حسني» و«حلا شيحة». حقق «اللمبي» إيرادات وصلت وقتها إلى 5 ملايين دولار وكان رقما غير مسبوق في دنيا الإيرادات. وأطاح بعرش هنيدي الذي كان قد اعتلاه قبلها بخمس سنوات مع فيلمه «إسماعيلية رايح جاي» تحديدا عام 1997.

كان هنيدي هو الملك المتوج الذي غير ملامح الكوميديا بل ومواصفات النجومية في مصر ليتم استبدال جيل كامل وليس مجرد نجم، وهكذا تتابع على الخريطة السينمائية عدد من النجوم الجدد ولم يستطع الصمود من الجيل السابق سوى عادل إمام ليس في المركز الأول الذي تتابع عليه أكثر من نجم جديد لكن عادل ظلت له مكانته في دائرة نجوم الأرقام.

انطلق سعد من نجاح رقمي إلى آخر تستطيع أن ترى أفلامه «اللي بالي بالك»، «عوكل»، «بوحة» وهي ترتفع في معدلات الشباك. ثم وصل مع الجمهور إلى مرحلة التشبع لأنه لم يغادر محطة «اللمبي». الإيرادات منذ 2006 شهدت تراجعا بداية من «كتكوت» واستمرت في الهبوط مع «كركر» 2007 ثم تراجعت أكثر وأكثر مع «بوشكاش» 2008 واضطر للغياب القسري عام 2009 ليعود هذا العام مع «اللمبي 8 جيجا».

لماذا نتحدث عن الأرقام وليس عن المستوى الفني؟! لأننا تحديدا مع محمد سعد لا نقيس موهبته بحالة الفيلم، ولأن كل هذه الأفلام باستثناء «اللي بالي بالك» غاب عنها تماما دور المخرج وروح السينما وظهرت على السطح فقط سطوة النجم. فرض محمد سعد سيطرته تماما على كل مفردات الفيلم إلى درجة أنه كان يؤدي في هذه الأفلام شخصيتين ثم زادها إلى ثلاث ووصل بعد ذلك إلى ست شخصيات ليملأ الشاشة تماما وهو لا يعترف بأن هناك منطقا دراميا ملزما وليس لديه أدنى ثقة بأن من الممكن أن يقف بجواره فنانون آخرون يؤدون أدوارا تساهم أيضا في تحقيق الضحك فهو يعتبر أن محمد سعد هو متعهد الضحك الوحيد في أي عمل فني يلعب بطولته.

عندما غاب سعد عام 2009 يبدو أنه كانت لديه حسبة أخرى وهي أن الاشتياق له لمدة عام سوف يدفع الجمهور للدخول مجددا إلى دار العرض. وقع اختيار سعد على فكرة تقترب من الخيال العلمي (مع افتقارها إلى العلم) تتحدث عن عالم قام بزراعة شريحة داخل إنسان يفقد الذاكرة. هذا الجزء من الفكرة يقترب مع شخصية أخرى قدمها سعد في «اللي بالي بالك» عندما وضع مخ آخر لشخص فقد الحياة فصارت لديه شخصية مغايرة.. الفكرة أيضا تتناول زوجا وزوجة متحابين ولكن من الناحية العلمية لا يستطيعان الإنجاب، وكل منهما لو تزوج من آخر يستطيع الإنجاب.

شاركته في البطولة مي عز الدين التي سبق أن لعبت أمامه بطولة فيلمه «بوحة».. الفكرة السينمائية التي كتبها أيضا محمد سعد إنسانية جدا ولكن المخرج أشرف فايق لم يتعمق في تفاصيلها وأيضا السيناريو الذي كتبه نادر صلاح الدين لم يمنحها ألقا ولم يجهد نفسه كثيرا في خلق مواقف بها أدنى حدود الابتكار.. لعب السيناريو فقط على أي مساحة يتواجد فيها سعد تؤدي إلى الضحك وحيث إن الشريحة داخل ذراع سعد تمنحه قدرة استثنائية على قراءة تفاصيل حياة أي إنسان يقابله، وهكذا يستطيع أن يحصل على البراءة في كل القضايا التي تسند إليه ويتحول من صعلوك إلى ملياردير، بينما العالم الذي وضع له الشريحة يحاول أن يستغله كفأر تجارب ويقدمه للناس، وهو يذكرنا بمسرحية «انتهى الدرس يا غبي» التي كتبها لينين الرملي ولعب بطولتها محمد صبحي قبل نحو 30 عاما.. ولكن سعد في النهاية ينزع الشريحة ويعود صعلوكا مرة أخرى؟!.

في الفيلم توجد مساحة وعلى غير العادة منحها سعد إلى مي عز الدين ولكن افتقدت مي من يوجهها وهكذا رأيناها تؤدي دورها بقدر من الافتعال على اعتبار أن هذا هو الضحك وتلك هي الكوميديا ولم يسفر الأمر عن شيء.. حسن حسني ليس لديه دور (ولكن عدد من المشاهد) لنرى ماكياجا صارخا على وجهه بلا دور ليؤديه وكأنه جاء إلى الفيلم فقط لكي يمنحه بعض بركاته.. لا يستخدم المخرج أي مفردات سينمائية هو فقط يتيح للنجم أن يملي إرادته على الجميع ليعبث في تفاصيل أحداث الفيلم كما يحلو له.

قد تجد في الفيلم بعض ضحكات أفضل حالا مثلا مما شاهدناه من قبل في أفلامه الثلاثة الأخيرة «كتكوت»، «كركر»، «بوشكاش» ولكنها تتضاءل كثيرا عن الأربعة الأولى التي سبقتها «اللمبي»، «اللي بالي بالك»، «عوكل»، «بوحة».. إلا أن الأهم هو أن محمد سعد استسلم تماما لإرادة شخصية «اللمبي» وصار أسيرا قانعا بتلك الشخصية فهو الذي صنع «اللمبي» والغريب أننا نكتشف أنها قيدته تماما وأعاقته عن الحركة وبعد أن صنعها اغتالته فنيا وبددت طاقته فهو لم يدرك أنه قد انتهى عمرها الافتراضي فلم يستطع أن يتجاوزها.

محمد سعد حقيقة يمتلك موهبة الممثل الكوميديان إلا أنه يخشى المغامرة يفضل أن يلعب في المضمون. ولهذا لا يغير من شخصية «اللمبي» وما نراه مجرد تنويعات على نفس التيمة يكررها معتقدا أنه سوف يثير الضحك لدى جمهوره ولا يدري أن الضحك قد صار بمثابة إشفاق على النجم الذي يسقط ويهوي من فيلم إلى آخر.. لا يثق أيضا سعد في أن هناك مخرجا ينبغي أن يسمح له بالتعبير وهكذا يختفي تماما دور المخرج أشرف فايق ولا يتعامل سعد إلا مع عدد محدود من المخرجين الذين يلبون فقط طلباته.. أما السيناريست نادر صلاح الدين فهو لم يفعل شيئا سوى الإذعان للنجم.. لا تصوير ولا مونتاج ولا موسيقى ولا زاوية للرؤية.. على الرغم من أن الفكرة التي التقطها سعد كان من الممكن أن تسمح بإضافة أخرى ولمحة إبداعية لو أن هناك سيناريو وهناك أيضا مخرج.. سعد لا يريد أن يصدق أن الناس منذ أربع سنوات بعد أن تشبعت تماما بشخصية «اللمبي» تريد أن تقول له «يا سعد.. العب غيرها» أو «العب بعيد»!!.

الشرق الأوسط في

02/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)