حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الوجه للزعيم نيلسون مانديللا

بقلم طارق الشناوي

يتم الآن تداول كتاب عن المناضل الأفريقي "نيلسون مانديللا" يتناول الوجه الآخر لهذا الزعيم وتحديداً علاقاته النسائية!!

"مانديللا" 91 عاماً هو الآن أسطورة العالم، هذا الزعيم الذي دفع حريته ثمناً لاستقلال بلاده ورفع شعار التسامح وليس الانتقام ضد سياسة التفرقة العنصرية في بلاده وفي نفس الوقت استطاع أن يوقف شلالات الدم والعنف، كان يعلم أن الثأر سوف يؤدي إلي ثأر مضاد وأن الدماء ستتدفق هنا وهناك ولن تتوقف عن الجريان ولهذا كان ينبغي أن يتسامح وأن يعلو الجميع عن كل المشاعر العدوانية.. الديمقراطية وحب الملايين صعدت بمانديللا إلي كرسي الرئاسة في جنوب أفريقيا وفي لحظة فارقة لم يظل للأبد علي الكرسي تركه ليحتل مكانة دائمة في قلوب شعبه وهو الشخصية المحبوبة والحقيقة .إن تأثير "مانديللا" انطلق بعيداً خارج حدود بلاده ليصبح نموذجاً عالمياً استلهمته السينما الأمريكية في فيلم لعب دوره موخراً "مورجان فريمان" وهكذا احتل موقعاً فريداً في قلوب كل من ينشد الحق والحرية والمساواة في العالم.. كان من المفترض أن يشارك "مانديللا" في افتتاح المونديال باعتباره رمزاً عالمياً ولكن موت حفيدته حال دون ذلك.. تاريخ "مانديللا" السياسي الوطني لا يمكن سوي أن نضعه في تلك المكانة الاستثنائية.. إلا أن الكتاب تناول الإنسان "مانديللا".. وفي العالم كله يحدث بين الحين والآخر أن نقرأ كتب عن الزعماء "ديجول" و "تشرشل" و "أيزنهاور" وغيرهم يتعرض المؤلفون لجوانب مسكوت عنها في حياتهم ويستوعب الناس ذلك لأنهم يدركون أنهم لا يتعاملون مع هذه الشخصيات بمثالية تقترب بهم إلي مصاف الآلهة.. تلك هي المشكلة وهذا هو المأزق قراءتنا للشخصيات من خلال رؤية ذاتية ضيقة.. كثير من الفنانين الذين أحببناهم كانوا حريصين علي ألا يعرف الناس شيئاً عن حياتهم الخاصة وعلي رأسهم مثلاً "أم كلثوم" عندما كان الراحل "سعد الدين وهبة" يشرع في كتابة فيلم "ثومة" بتكليف مباشر من الدولة أي أن الإرادة السياسية في ذلك الوقت ممثلة في الرئيس "جمال عبد الناصر" كانت حريصة علي أن يخرج هذا الفيلم للناس.. ألتقي "سعد وهبة" عشرات من المرات مع "أم كلثوم" محاولاً أن يصل إلي حقيقة مشاعر الأنثي "أم كلثوم" وعلاقتها بالرجال في حياتها من أحبت ومن خدعها ومن خدعته ومن ومن.. وجد "سعد وهبة" أن "أم كلثوم" ترفض تماماً أن تذكر شيئاً.. لم يكن "سعد وهبة" مباشراً في أسئلته فكان يطرق الباب همساً طرقات خفيفة وفهمت "أم كلثوم" ما الذي يعنيه بالضبط ولهذا أوصدت أمامه الباب.. اتصل "سعد وهبة" بوزير الثقافة في تلك السنوات "د. ثروت عكاشة" علي أمل أن يتمكن من إقناعها وبالفعل جمعتهما جلسة حيث قال "سعد وهبة" أن تقديم حياة "أم كلثوم" للناس لا يمكن أن يقتصر فقط علي حياتها الفنية وقصة صعودها من قرية "طماي الزهايرة" بالدقهلية إلي أن صارت هي المطربة الأولي في العالم العربي لا يمكن أن يحقق ذلك أي بذرة لبناء فيلم سينمائي.. ينبغي أن يري الناس "أم كلثوم" الإنسانة.. قالت "أم كلثوم" أنها ترفض تماماً الحديث عن هذا الجانب وأضافت بعد أن أموت اكتبوا أنتم ما تريدونه.. ولم يستطع أحد إقناعها وكتب "سعد وهبة" ملتزماً بكل محاذير "أم كلثوم" السيناريو أو بتعبير أدق المعالجة الدرامية وهي المرحلة المتوسطة بين القصة السينمائية والسيناريو وتوقف المشروع في حياتها وبعد وفاتها بسبب خلافات في الرؤية الفنية بين "سعد وهبة" و "يوسف شاهين" مخرج الفيلم.. هكذا نجد أن الجانب الشخصي دائماً ما يحاط بأسوار عالية تمنع الاقتراب منه.. بالطبع لدينا استثناءات منها مثلاً الزعيم الوطني "سعد زغلول" الذي ذكر في مذكراته وبخط يده أنه كان ضعيفاً أمام لعب القمار.. هذه نقطة ضعفه الرئيسية التي لم يستطع أن يتخلص منها ولا يزال "سعد زغلول" من زعماء وطننا ورمزاً مصرياً وليس فقط رمزاً وفدياً.. تسامحت معه الناس.. أتذكر بعد رحيل الموسيقار "محمد عبد الوهاب" أن صديقه مدير شركة صوت الفن "مجدي العمروسي" أصدر كتاباً ضخماً تناول مذكرات "عبد الوهاب" كان الموسيقار الكبير قبل رحيله يفكر في تقديم حياته في مسلسل تليفزيوني وبالفعل وقع اختياره علي الكاتب "سمير عبد العظيم" والمخرج "حسين كمال" وبدأ في تسجيل حياته ولم يكن "عبد الوهاب" لديه رغبة في نشر هذه المذكرات كان يعتبرها فقط نواة لصناعة مسلسل عن حياته.. لأن "عبد الوهاب" لم يسجل مذكراته إلا في برنامج تليفزيوني حاوره أيضاً "سعد وهبة" وأطلق عليه "النهر الخالد" لم يتعرض فيه أبداً للجانب الشخصي من حياته.. إلا أنه في هذه الجلسات التي جمعته مع "سمير عبد العظيم" و "حسين كمال" وآخرين كان يتحدث بانطلاق عن كل شيء في حياته ومنها حبه الجارف للنساء وكيف أنه كان نهماً جداً في هذا الشأن وخرجت هذه المذكرات للناس بدون أي تمحيص أو حتي تخفيف لبعض العبارات وتنبه الورثة إلي ما احتوته هذه المذكرات فاعترضوا ولهذا في الطبعة الثانية حذفت تماماً من الكتاب كل ما يخص علاقة "عبد الوهاب" بالنساء.. أكثر من ذلك فإن السيدة "نهلة القدسي" زوجة الموسيقار الراحل "محمد عبد الوهاب" أكدت قبل بضع سنوات أنها قد قامت بحرق كل الأوراق الخاصة التي كتبها لها بخط يده اعتبرتها غير صالحة للنشر وتخوفت أن يتم استغلالها بعد رحيلها واكتفت بأنها قد غمرتها بالروائح العطرية وماء الكولونيا ثم أضرمت فيها النيران.. لم أجد مبرراً بالطبع لتلك الحساسية التي تعاملت بها السيدة "نهلة" مع كلمات "محمد عبد الوهاب" فهو كتب كلمات صادقة لامرأة أحبها وصارت زوجته وعاشت زوجة له أكثر من 30 عاماً ولكن يبدو أنه الخوف الكامن من أن يتسرب أي شيء عن الإنسان "محمد عبد الوهاب" لتظل الأسطورة هي فقط المسيطرة علينا.. نعم بعض الفنانين عندما نقترب منهم قد تتغير أشياء عديدة في تقييمنا الإنساني لهم إلا أن هذا لا يعني أن حكمنا النهائي يأتي ضدهم أو أن هذه الاكتشافات الإنسانية تخصم من قيمتهم الإبداعية التي حفروها في وجداننا.. لا أتصور أن كتاب "مانديللا" الوجه الآخر سوف يغير من تقديرنا لهذه الأسطورة التي عشنا معها ولا نزال نضعها في نفس المكانة حتي بعد أن اعترف بتعدد علاقاته النسائية!!

أخبار النجوم المصرية في

01/07/2010

 

مسارح القاهره نوادر وحكايات

بقلم موفق بيومي

لا تخلو البدايات - أي بدايات - من سوء تنظيم يصل الي حد الطرافة وقد كانت بدايات الفن المصري المعاصر - بكافة أفرعه ونشاطاته - مع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين حافلة بقصص وحكايات تستحق أن تسترجعها الذاكرة ويعيد كتابتها  القلم.

محو أمية الممثلين!

اعتمدت البدايات الأولي للمسرح المصري علي قليل من المحترفين المثقفين والكثير من الهواة العشوائيين الذين احترف معظمهم مهنا متواضعة حيث كانت أرباح الفن - إذا وجدت من الأصل - غير كافية للكسب والتعيش لذلك لم يكن غريبا أن تجد معظم الممثلين في بداية القرن العشرين من أصحاب الحرف والمهن المتواضعة مثل الحوذيين والطباخين وغيرها من المهن المشابهة كما كان معظمهم من الجهلة قليلي الحظ - بل معدوميه - من التعليم وكان أحد أصحاب الاجواق - أي الفرق المسرحية - وهو المرحوم علي كامل شديد الحساسية تجاه هذه المسألة وكان مؤمنا أن الفنان الحقيقي يجب أن يكون متمتعا بالحد الأدني من الثقافة والتعليم خاصة أن أحد أعضاء فرقته هو المرحوم جورج أبيض وقت أن كان ناظرا لمحطة قطار سيدي جابر قبل سفره في البعثة التعليمية الخديوية لدراسة الفن في أوروبا وهو ما شجع علي كامل أن يستبدل أعضاء فرقته تدريجيا ليصل في النهاية الي ما اعتبره كمالا وهو أن جميع أعضاء فرقته كان يجيد القراءة والكتابة فسارع بترجمة هذا النجاح الكبير في صورة تنويه واضح وبارز مصاحب لاعلانات  فرقته جاء فيه »اعلان هام للجمهور.. جميع الممثلين لدينا يجيدون القراءة والكتابة«!
كان الشيخ سلامة حجازي بدوره من المؤمنين بالممثل والفنان المتعلم وقد انضم الي فرقته في عام
٤٠٩١ الاستاذ عبدالمجيد شكري بعد أن حصل علي الشهادة الابتدائية فأضاف سلامة الي اعلانات فرقته الملصقة علي الجدران أو المنشورة في الصحف العبارة التالية »يشترك في أهم أدوار الجوقة حضرة عبدالمجيد أفندي شكري الحاصل علي الشهادة الابتدائية«!

من الحكايات الطريفة التي عاشتها الفرق المسرحية المصرية الأولي تلك التي كان بطلها الشيخ ابراهيم السويدي وكان طباخا لدي عائلة يكن باشا لبعض الوقت وصاحب فرقة مسرحية للبعض الآخر كما كان يحمل كروتا شخصية مطبوع عليها عبارة »الشيخ ابراهيم السويدي صاحب جوق وطباخ لدي السادة اليكنية« وكان مشهورا بالاندفاع والعصبية فيما يتعلق بأصول المهنة - مهنة التمثيل لا الطبخ! - وكثيرا ماكان يعنف أعضاء فرقته أمام الجمهور عندما يخطئون أو ينسون الحوار وقد تصادف أن نسي أحد الممثلين الحوار كاملا مما احرج زملاءه علي خشبة المسرح فسارع السويدي الي تعنيفه بقسوة دفعت الممثل الي الرد عليه فما كان من السويدي إلا أن أخذ في ضرب الرجل ولسوء الحظ كان بعض أقارب الممثل المضروب يحضر العرض فسارعوا بالصعود الي خشبة المسرح ورد الضرب مضاعفا الي السويدي وسرعان ما تحول الموقف الي معركة ساخنة اشترك فيها الجمهور والممثلين وكانت حديث الصحف لعدة أيام!

الرائد اليوناني

كان ساحل روض الفرج هو مصيف القاهرة وجبها الفني منذ قرن من الزمان وكان لنشأة المسارح علي ضفاف النيل في هذا المكان قصة طريفة تعود الي عام ٥١٩١ عندما اكتشف أحد متعهدي الحفلات من الجالية اليونانية أن الاقبال علي حضور الحفلات في قلب القاهرة يكون محدودا خلال فصل الصيف حيث كانت معظم المسارح سيئة التهوية وداخل مباني مغلقة فقرر أن يجرب حظه ويبني مسرحا متواضعا يقلد به مسارح الاغريق والرومان المفتوحة واستأجر لهذا الغرض قطعة أرض فضاء تقع علي نيل روض الفرج وجهزها بخشبة مسرح ومقاعد للمتفرجين كما خصص مكانا ليكون »بوفيه« يبيع الساندوتشات و»الغازوزة« للرواد وقد رفض الشيخ سلامة حجازي في باديء الامر أن يتعاقد مع الرجل ظنا منه أن الاماكن المفتوحة والتي لا يعلوها سقف تمنع الممثل من تأدية دوره باتقان فاتجه الرائد اليوناني الي الشاب الصاعد »نجيب أفندي الريحاني« الذي قبل تأجير المكان وحقق فيه نجاحا منقطع النظير وقد شجع هذا النجاح الكثيرين أن يقلدوا الفكرة وفي خلال عامين فقط بلغ عدد المسارح الصيفية المفتوحة الموجودة في روض الفرج ثمانية مسارح كان أشهر من عمل فيها فرق الريحاني والكسار وقد ظل حي روض الفرج مزدهرا حتي عام ٨٢٩١ وهو العام الذي نقلت فيه منيرة المهدية فكرة المسرح الصيفي إلي الجيزة حيث عملت عليه لمدة موسم واحد وفي الموسم التالي نقلت مسرحها من جديد الي  المنطقة التي تواجه الكوبري الانجليزي - الملك الصالح الآن - وظلت تعمل فيه بنجاح لستة مواسم متتالية لتكسر بذلك احتكار منطقة قلب القاهرة - الازبكية وعماد الدين - لضم واحتواء الحي الفني للقاهرة.

أخبار النجوم المصرية في

01/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)