حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تيلدا سوينتون لـ «الشرق الأوسط»:لا أخشى المخاطرات وأوسكاري أعطيته لوكيل أعمالي

الممثلة الاسكوتلندية: كوني يسارية لايعني أنني معادية لأميركا

محمد رُضا

حين أمت الممثلة الاسكوتلندية تيلدا سوينتون تصوير فيلم «جوليا» قبل عامين فوجئت بما لم تتوقعه. إنها امرأة ذات خبرة وقوة شأن ومراس، لكنها اعتادت على أن هناك ممثلين في الأدوار الرئيسية، ثم هناك ممثلون يمثلون بديلا عنهم في المشاهد الصعبة.

لكن سوينتون, التي أجرت «الشرق الأوسط» الحوار التالي معها في هوليوود, فوجئت بعد وصولها إلى مكان التصوير في مدينة «مكسيكو سيتي» بالمخرج إريك زونكا يطلب منها الاستعداد ويعطيها تعليماته: المشهد الآن يتطلب منك أن تقودي سيارتك سريعا في قلب المدينة. نظرت تيلدا إلى حيث أشار المخرج بيده من موقعهما لتجد أن المكان المطلوب هو ميدان رئيسي وأن السيارات التي فيه ليست مستأجرة من قبل صانعي الفيلم ولا المكان معد، ولو جزئيا، لتصوير فيلم روائي. مع ذلك لم يكن لديها سوى القبول متسائلة في بالها إذا كان الإنتاج سيتكل عليها في مهام أخرى مثل هذه.

تخرجت الممثلة في جامعة كامبريدج عام 1983 بعدما حازت على شهادة في الأدب الإنكليزي. لكن خلال فترة دراستها سمحت لنفسها أن تمثل على المسرح أكثر من مرة كهاوية قبل أن تنتقل محترفة لتلعب في فرقة «رويال شكسبير كومباني» التي أمها إلى الآن الكثير من الممثلين قبل انتقالهم إلى السينما. لكن الاختلاف هو هنا بالتحديد. في حين أمضى أنطوني هوبكنز وماغي سميث وجيم برودبنت سنوات في تلك المؤسسة أو على المسرح بشكل عام، فإن سوينتون تركت الفرقة بعد سنة واحدة لأنها لم تجد نفسها، كما قالت ذات مرة، هناك. كانت تطلب أدوارا تخرج عن المألوف والمسرح لم يوفر لها ذلك فانتقلت سنة 1986 إلى السينما ولازمتها إلى الآن. فيلمها الأول، «كارافاجيو» كان من تحقيق المخرج الراحل ديريك جارمن الذي عادت فمثلت تحت إدارته مرتين قبل أن يسند لها أول بطولة لها وذلك في فيلم بعنوان «الحديقة» سنة 1990. ولم تتوقف خطواتها إلى الآن. هي واحدة من أبطال فيلم «اقتباس» لجانب ميريل ستريب ونيكولاس كايج وكريس كوبر وأدت دورا قصيرا لكنه تميز بحضورها في فيلم «فانيلا سكاي» مع توم كروز وبينيلوبي كروز وكاميرون داياز وهو قاد سنة 2003 لبطولة «أدام الشاب» مع إوان مكروغر وبعده «كونستانتين» لجانب كيانو ريفز وراتشل وايس. النقلة النوعية الحقيقية وردت سنة 2007 حيث لعبت في فيلمين متتابعين: «رجل من لندن» للمجري بيلا تار و«مايكل كلايتون» للأميركي توني غيلروي لجانب جورج كلوني وتوم ولكنسون. وفي العام التالي ظهرت في واحد من أفضل أفلام السنة The Curious Case of Benjamin Button مع براد بت لأول مرة، الممثل الرئيسي في فيلم «إحرق بعد القراءة».

أداءاتها تعكس أشياء كثيرة هي بمثابة البصمات الشخصية لها: بعض الحدة وبعض القلق والكثير من الثقافة. فيلمها الأخير «أنا الحب» إيطالي وفيلمها المقبل بريطاني عنوانه We Need to Talk About Kevin الذي تقود بطولته لجانب جون س رايلي. وهو فيلم قرأت السيناريو له منذ سنتين (حينما كانت تصور دورها في فيلم الأخوين كووَن «احرق بعد القراءة») لكن كان عليها الانتظار إلى أن يتم تجهيزه للتصوير.

تجربة مريحة

·         يبدو لي من مراجعة أعمالك أن المخرج يأتي في مقدمة الأسباب التي توافقين فيها على مبدأ العمل. هل هذا صحيح أو استنتاج ساذج؟

- استنتاج صحيح إلى حد ما. لا أقول إنه ساذج على الإطلاق لأن المخرج كما تعلم أساسي في العمل ككل وضمانة لنوعيته.

·         طبعا، لكنك خاطرت لتمثيل أدوار لمخرجين جدد مثل إريك زونكا وتوني غيلروي... هل هي الثقة؟

- لا بد أن يكون هناك قدر من الثقة. السيناريو، إذا ما كتبه المخرج كما الحال مع من ذكرت، يدلك على نوعية العمل المتوقعة. إنه يكشف عما تتوقعه، لكن هذا بالتأكيد ما يجب أن يتذكره الممثل وهو أنه يتوقع ولا يستطيع أن يدرك أو أن يقول إنه يعلم. فقط يتوقع أن يأتي العمل جيدا. المهم هو أن يبني توقعه على أسس سليمة.

·         فيلم توني غيلروي «مايكل كلايتون» كان مع جورج كلوني، لكن المشاهد معا محدودة. كذلك فيلمك الثاني معه «احرق بعد القراءة»، هل أتاح لك الفيلم الثاني أن تتعرفي عليه قليلا أكثر؟

- إنه شخص مرح. أستطيع أن أقول ذلك. مرح وسعيد ويجعلك دائما مرتاحا. حتى أكون صادقة معك، لم أشعر بأن أيا من هذين الفيلمين، خصوصا الثاني، كان عملا. لقد نسيت ما هو العمل. جورج وبراد باتا صديقين ويعملان معا جيدا وكنت تعرفت على براد بت حين مثلت في فيلم «قضية بنجامن باتون الغريبة». لا أعتقد أنني شعرت بتلك الراحة والسهولة في العمل في أي فيلم آخر لجانب هذه الأفلام التي ذكرت.

·         كيف كانت تجربة العمل مع الأخوين كووَن؟

- كان جديدا علي ذلك الإدراك المختلف عما كنت أعتقده من أن العمل مع مخرجين معروف عنهما دقتهما وجودة أعمالهما لا بد أن يكون صعبا. وجدت الحقيقة مختلفة تماما. لكن مرة أخرى المسألة تبدأ في السيناريو وهما يكتبان سيناريوهات أفلامهما ما يجعل مسألة الإلمام بما يريدانه حتمية. إنهما يكتبان السيناريو بدقة متناهية لذلك هما مرتاحان وواثقان خلال التصوير. ولا تنس أنهما يتعاملان مع فريق عمل يختارانه في كل مرة ما يجعل التصوير كما لو كان بين مجموعة كبيرة من الأصدقاء. أعتقد أن معظم فريق التصوير عمل مع جووَل وإيتان طوال العشرين سنة الأخيرة.

·         يُخيل لي أنك مررت بهذه التجربة من قبل إذ عملت في سلسلة أفلام للراحل ديريك جارمان الذي اعتاد إحاطة نفسه بالفريق ذاته في كل مرة.

- صحيح تماما. لقد مثلت في سبعة من أفلامه ولذلك شعور الزمالة والصداقة والعائلة الواحدة ليس شعورا غريبا لدي.

تجربة الأوسكار

·         كونك مثلت أفلاما أوروبية كثيرة ثم أميركية أيضا هل تعتبرين أنك اليوم مشهورة بسبب هوليوود؟

- هذه مسألة لها وجهتان يستطيع المرء أن يتبنى أي وجهة يشاء، لكن وجهتي هي أنني كنت سينمائية عالمية لكن ليس بالضرورة أميركية. في هوليوود مثلت باعتزاز منذ عدة سنوات. قبل فترة ليست طويلة سألني أحد الصحافيين إذا كنت أشعر بالامتنان لهوليوود لأني جئت من خلفية يسارية ومعادية لأميركا كما قال. أجبته بأن كوني يسارية لا يعني أنني معادية لأميركا. كيف يكون المرء معاديا لشعب أو لجنس بشري؟

·         هل أنت مندهشة أنك بت تظهرين في أفلام أميركية بصورة مستمرة؟

- مندهشة لأن هوليوود طلبتني نعم. سابقا ما كنت أعتقد أن أحدا لن يكتشف أنني أستطيع أو أريد تمثيل أفلام هنا. الأمر كان مثيرا حين تسلمت الأوسكار.

·         كأفضل ممثلة مساندة عن دورك في «مايكل كلايتون»؟

- نعم. المثير هو أن عدد الممثلات والممثلين من جيلي كان كبيرا. وهو قاد لما أراه أمرا صحيحا: الاستديوهات تلبي حاجة الممثلين الموهوبين للعمل. نعم هناك أفلام كثيرة أقل من أي مستوى مناسب لتطلعات وطموحات السينمائيين عموما، لكن هناك أفلام جديرة تؤمنها هوليوود وبذلك تفيدنا نحن المتطلعين إلى أدوار أفضل.

·         على ذكر الأوسكار. أعرف أنه سؤال ربما طرحوه عليك كثيرا.. بماذا كنت تفكرين مباشرة قبل إعلان اسمك؟

- السؤال الأكثر طرحا والذي اعتقدت أنك ستطرحه هو ما كان شعورك... لا...لا... اسمع... أين تضعين الأوسكار الذي فزت به في المكتب أو في غرفة النوم؟ كما لو أن القارئ يريد فعلا أن يعرف. بماذا كنت أفكر؟ أعتقد كنت أفكر في الشيء الوحيد الذي لا بد من التفكير به: من سيفوز بجائزة أفضل ممثلة مساندة. أنا أو سواي.

·         ما التغيير الذي أصابك بناء على نيلك الأوسكار؟

- لا شيء يُذكر. أساسا أعطيت الأوسكار لوكيل أعمالي.

·         صحيح؟

- نعم. لم أطق أن أحتفظ به. إنه لا ينتمي إلي. إنه بحوزته وليفعل به ما يريد. من ناحية التغييرات لا أعتقد أن هناك أي تغييرات، لأن ما سيحدث كان على الأرجح سيحدث بأوسكار أو من دونه. مثلا، مثلت في الفيلم الإيطالي «أنا الحب» الذي تم عرضه في فينيسيا هذه السنة وتم تصويره في السنة الماضية، لكن التخطيط له والاتفاق عليه تم قبل سبع سنوات. قبل الأوسكار بثلاث سنوات.

لا أعتقد أن هناك تغييرا. ربما ارتفع الأجر قليلا، لكن ليس إلى الحد الذي يمكن أن نقول إنه تغيير.

غموض

·         هل توافقين على تسمية الصحافة لك بأنك ممثلة تقدمين على الرهانات الصعبة؟

- ما أعتبره مخاطرات يعتبره غيري رهانا مضمونا، وما يعتبرونه مضمونا هو رهان خطر عندي. عموما لا أعمل مع سينمائيين لا أحبهم أو أحب أفلامهم مهما كانت «الضمانات». هذا أمر قد يكون خطيرا. مع سينمائيين أثق بهم أستطيع أن أفعل أكثر أمام الكاميرا. أستطيع أن أمنح أكثر.

·         بعض ما أعتقد أنه أحاط بك ولا يزال هو غموضك. على عكس شخصيات كثيرة ينجح الإعلام سريعا في حل ألغازها ويكشف أسرارها. بالنسبة إليك هناك ذلك الستار. هل تتحاشين الإعلام؟

- أتحاشى الكثير منه. الآن أجري مقابلات أكثر بكثير مما فعلت قبل خمس سنوات مثلا وهذا بسبب أنني بدأت أمثل أكثر في أفلام أميركية. لكني دائما ما أقول ما أريد قوله ولو سألني أحد سؤالا لا أريد الجواب عنه فأنني لن أجيب.

·         بالنسبة لفيلم «أنا الحب»، كنت في فينيسيا ولم أشاهده للأسف، لكني أعرف أنك تحدثت عنه بإعجاب شديد. والآن عرفت منك أنك اتفقت على تمثيله قبل سنوات من تصويره. كيف جرى الاتصال بينك وبين مخرجه؟

- المخرج هو لوكا غواداجنينو وهو مخرج شاب تعرفت عليه قبل عدة سنوات. إنه فعليا أخي الصغير وأومن فعليا بأنه مخرج عظيم ولو أنه لم يخرج أعمالا كثيرة. أخرج بضعة أفلام قصيرة وفيلما واحدا قبل هذا الفيلم. حين أطلعني على المشروع أعجبني ووعدته أن أكون حاضرة حين يطلبني للعمل.

·         لديك فيلم ألماني عنوانه «كونتيسة الدم»؟ عم يتحدث؟

- للدقة هو نمساوي ويدور حول الكونتيسة باثوري التي عُرفت بأنها كانت تستحم بدماء العذارى... أو هكذا قيل عنها. لكن الفيلم مشروع لا أدري تماما متى سيبدأ تصويره.

·         شاهدت فيلما عن هذه الشخصية قبل نحو عامين من إنتاج سلوفاكي ودهشت لما قاله الفيلم عنها. حتى ولو كان هناك الكثير من الخيال.

- كانت امرأة مدهشة إليزابيث باثوري. دوقة عاشت في فترة من الحروب المستمرة وقيل إنها أكثر نساء التاريخ في عدد جرائم القتل التي ارتكبتها.

من المفترض أن يكون الفيلم الذي سأمثله، إذا ما تحرك من موقعه، عن الموضوع ذاته، لكن هناك الكثير من التعامل معها كإنسانة وليس كمجرمة.

الشرق الأوسط في

18/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)