حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

غلاء التذاكر يرفع الإيرادات

نجاح هوليوود يخفي إخفاقاً أكبر

محمد رُضا

أعلنت مؤسسة “موشن بيكتشرز أسوشياشن أوف أمريكا” عن أن الإيرادات المسجّلة في السوق الأمريكية خلال العام الماضي بلغت 10 مليارات و600 مليون دولار وهو أعلى رقم بلغته مبيعات التذاكر في ذلك السوق في التاريخ .

وسجّلت الأفلام الأمريكية ارتفاعاً آخر في الأسواق غير الأمريكية بلغ 29 ملياراً و900 مليون دولار بارتفاع 6 .7 في المائة عن إيرادات العام الأسبق 2008 .

على نطاق اسطوانات الأفلام ارتفعت مبيعات نظام “بلو راي” فبلغت 74 في المائة عما كانت عليه في العام الأسبق في حين سجل البيع عن طريق الإنترنت ارتفاعاً 27 مليون دولار وبلغت حصيلة هذه المبيعات التي تتطلب “إنزالاً” قانونياً 617 مليون دولار .

هذه الأرقام تضع المسألة في جوهر النزاع حول مستقبل السينما ذاتها . ففي حين أن معظم هذه النجاحات الكاسح سببه العدد الكبير من الأفلام الترفيهية بالبعدين أو بالأبعاد الثلاثة . ويشكل فيلم “أفاتار” جزءاً كبيراً من هذا النجاح إذ سجل وحده داخل الولايات المتحدة 748 مليون دولار بينما أنجز حول العالم مليارين و728 مليون دولار .

لكن الأرقام السابقة تشي بأن مجموع الأفلام التي اخترقت سقف 300 مليون دولار ارتفعت لتشكل نسبة عليا من الإيرادات بغيرها . وبالعودة إلى السؤال المطروح هنا فإن معنى ذلك أن هوليوود سوف تستمر في توفير الأفلام الكبيرة إنتاجاً من الخيال العلمي إلى المغامرات التاريخية مروراً بأفلام الكوميكس وأي نوع آخر يتطلّب العمل المكثّف بالدجيتال والكمبيوتر جرافيكس وآخر متطلّبات الإبهار البصري .

وما يعنيه ذلك أن حصّة الأفلام ذات القيمة الدرامية أو الإنسانية ستواصل احتلال المركز الثاني مع فاصل كبير بينها وبين تلك الكامنة في المركز الأول .

إذ يتبدّى هذا واضحاً مع توقّعات أن يحظى العام الحالي بإيرادات أكبر مع نهاية هذا العام، فإن المرء يلاحظ أن ستديوهات هوليوود تتصرّف، رغم ذلك، كما لو أن الربح هو خسارة، أو كما لو كانت هذه النجاحات قليلة . فهي قلّصت مما تصرفه من إعلانات، وتقشّفت في الصرف على الحفلات التي كانت تستخدمها لترويج أعمالها بين الإعلاميين (مؤخراً كان حفل إحدى هذه الشركات في “كان” عبارة عن بضعة صحون لعدد لا يتجاوز 10 أشخاص) وقامت بتسريح العديد من العاملين والتوقّف عن التعامل مع نجوم السينما على أساس أنهم كلفة باهظة . وهذه الأخيرة لاحظت أن الأفلام الناجحة جدّاً مثل “أفاتار” نفسه و”فوق” الكرتوني، و”صدام العمالقة” التاريخي لا يتطلّب نجوماً من وزن توم كروز أو جوليا روبرتس أو حتى بروس ويليس، بل يمكن إنجازه عبر الشخصيات الكرتونية نفسها أو عبر ممثلين غير معروفين أحياناً فلماذا تتكلّف على الاستعانة بطاقم كبير من الممثلين المكلفين؟

رغم ذلك فإن الصورة معقّدة إلى درجة كبيرة . من ناحية، نعم هناك تلك الإيرادات الضخمة، لكن من ناحية أخرى هناك حقائق لا تدعوها إلى الثقة كثيراً بهذا الوضع . من أهم هذه الحقائق أن ارتفاع الإيرادات ليس له علاقة بارتفاع عدد مشتري التذاكر بل بالارتفاع المتوالي لأسعار تلك التذاكر، مؤخراً علت الدهشة هذا الناقد حين اضطر لدفع 15 استرلينياً (أي ما يوازي 25 دولاراً) ثمناً لتذكرة دخول فيلم “آيرون مان 2” في لندن . بينما بلغت في الولايات المتحدة 14 دولاراً في بعض الصالات و20 دولاراً في صالات منتخبة .

من ناحية أخرى فإن شراء أسطوانات الأفلام العادية انخفض 11 في المائة عما كان عليه في 2008 . وفي الوقت نفسه، تعرّضت شركات تأجير وبيع هذه الأفلام إلى خسارة أكبر عندما انتشرت في الولايات المتحدة مؤسسات على الإنترنت تستطيع بمبلغ ضئيل الاشتراك بها شهرياً فتبعث إليك بكل ما تريد مشاهدته من أفلام . وإذا كان ذلك لا يكفي، هناك صناديق أوتوماتيكية موزّعة كصناديق تستأجر منها الأفلام مباشرة . كل فيلم لقاء دولار أو دولارين في بعض الأحيان يغنيك عن التوجّه إلى محلات الفيديو والأسطوانات .

إلى ذلك كلّه فإن تكلفة صنع الأفلام لا تزال ترتفع ما يجعل الاستديوهات أكثر دقّة في اختيار أعمالها مما كانت عليه سابقاً . بالنتيجة فإن كل هذا لا يعني سوى المزيد من غياب أعمال من صنف “العرّاب” واستمرار صنع أفلام مثل “ايرون مان” .

 

استعادت بريقها بأكثر من فيلم

السينما البريطانية تتعافى من وعكة فنية

خلال عقودها الطويلة، بنت السينما البريطانية كيانها على النوعين التقليديين من الأعمال: تلك الجماهيرية التي تريد تلبية نداء الجيب، وتلك المحدودة انتشاراً التي تريد تلبية نداء العقل، وحتى مطلع الثمانينات، كانت هذه السينما منتعشة إلى حد كبير في الجانبين .

فالستينات مثلاً، حملت إلينا مجموعة كبيرة من المخرجين المجددين والغاضبين على الوضع والمستقلين في قنوات التعبير مثل توني رتشاردسون و(البولندي الأصل) ييرزي سكولوموفسكي ولندساي أندرسن وكن راسل . ومن ناحية ثانية حملت إلينا نجاحاً تجارياً أكبر من أي وقت سابق عندما تخصص ستديو “إيلنغ” في الكوميديا، بينها أفلام لنجم الكوميديا البريطانية نورمان ويزدوم، وتخصصت شركة “هامر” في أفلام الرعب قبل أن تنطلق سلسلة جيمس بوند التي كانت أقل اتكالاً على التمويل الأمريكي مما آلت إليه الحال فيما بعد .

القدم فقدت اتجاهها في الثمانينات وبدا أن مشكلة السينما البريطانية، مستقلّة كانت أو تقليدية، تكمن في أنها ناطقة بالإنجليزية في حين تعوّد الجمهور على اللكنة الأمريكية واعتبروا أن أفلام هوليوود كافية للتعبير عن كل ما هو إنجليزي خصوصاً وأن معظم الجمهور كان راضياً بالتعرّف على حياة هي نسبياً بعيدة عن المتناول الأوروبي .

لكن خلال السنوات الثلاث الأخيرة أو نحوها أخذت الأمور تستقر في السينما البريطانية عن بداية مرحلة جديدة ومفاجئة قوامها السينما المستقلّة ذاتها . ففي 2007 تلقّينا فيلم جو رايت “مغفرة” التي حقق نجاحاً نقديا وجماهيرياً واسعاً . وفي العام التالي خرجت أفلام أخرى ناجحة تناقلتها المهرجانات بتقدير مثل “فتاة بولين الأخرى” لجوستين تشادويك و”آخر فرصة يا هارفي” لجوول هوبكنز ثم “الدوقة” لسول دِب و”جوع” لستيف مكوين و”في برجز” لمارتن مكدوف . وتعد سنة 2008 الأنجح منذ زمن بعيد، وشملت أيضاً “سعيدة ومحظوظة” لمايك لي و”ريفوليوشنري رود” لسام مندس و-الأكثر إيراداً تجارياً- “مليونيز الأزقة” لداني بويل، بالإضافة إلى إسهامها التمويلي في أفلام أمريكية مثل فيلم مارتن سكورسيزي “القِ ضوءاً ساطعاً” وفيلم أوليفر ستون وفيلم توني سكوت “خطف بلهام 123” .

هذا المد شمل أفلاما فازت في المهرجانات الدولية وحظيت بعروضها الرئيسية مثل “نجمة لامعة” لجين كامبيون و”مخيلة الدكتور بارانسوس” لتيري جيليام وتعليم للون شرفيك . ويتواصل هذا الزخم في العام الحالي عبر أفلام “حوض السمك” لأندريا أرنولد، الذي تم إنتاجه في العام الماضي لكنه لا يزال يلف بعض المهرجانات والعروض التجارية هذا العام، مع ارتفاع في عدد الأفلام الممولة جانبياً من قبل الشركات البريطانية لكنها تحمل أعلاماً أمريكية غالبة مثل “منطقة خضراء” لبول غرينغراس و”صدام العمالقة” للويس ليترييه .

وتأتينا الأنباء حالياً أن شركة باتي الفرنسية، التي تعمل بنشاط في مجال التوزيع داخل بريطانيا وشركة ريفولر البريطانية أجريا في الآونة الأخيرة عدة اتفاقات مع شركات أمريكية لإنتاج أفلام مشتركة . ويلاحظ اعتماد هاتين الشركتين على أفلام متوسّطة إلى صغيرة الحجم ما يُتيح مجالاً لمزيد من الأفلام ذات المنحى المستقل .

الوضع لا يعني أن هاتين الشركتين وأية شركة أخرى سبقتهما إلى مثل هذا الاتفاق أو ستلحق بهما، لن ينتجا الا أفلاماً مستقلّة، بل أن انتاج تلك الأفلام سيكون أسهل بوجود المزيد من تبادل الاستثمار بين هوليوود وفرنسا وبريطانيا . وكما هو معروف، فإن السينما المستقلة في كل مكان من العالم لم تنجح إلا مع حالة ازدهار السينما التجارية السائدة، لأن نجاح هذه يعين بعض الشركات الإنتاجية على تمويل أفلام لها خصائص فنية .

 

علامات

مجلات السينما

تصدر في كل دورة من مهرجان “كان” السينمائي الدولي، عدد كبير من المجلات السينمائية الهادفة نقل كل ما يقع في الحدث من نشاطات وتوفير كل الأخبار والآراء، من ناحية، والوصول إلى جيب المعلن من ناحية أخرى .

في بداية كل دورة تنطلق الأعداد اليومية الأولى حافلة . عدد الصفحات يتجاوز التسعين . الإعلانات تحتل الأغلفة والملاحق والملفات الخاصة تتوسط الأعداد، وكل شيء يبدو كبيراً ووهّاجاً . في مطلع الأسبوع الثاني من المهرجان يقل عدد الصفحات ثم ومع نهاية أيام المهرجان تتقلص الأعداد لبعض الأوراق فقط من باب رفع العتب .

لكن هناك مجلات سينمائية لا تزال تصدر ولو الغاية من صدورها تجارية . هذه المجلات تهتم بصناعة الفيلم من الكتابة إلى الشاشة وبأمور التسويق والتوزيع والإنتاج بشكل عام . كذلك تفرد صفحات متخصصة للنقد السينمائي . صحيح أن هذا النقد ينطلق من زاوية ما إذا كان هذا الفيلم سينجز نجاحاً تجارياً أو من زاوية أي جمهور سوف يقبل عليه، الا أنه يميل لاحقاً إلى وصف الفيلم ونقده كما يفعل أي ناقد آخر .

وهذه المجلات (إنجليزية وفرنسية وأمريكية غالباً) تستند إلى المعلنين بطبيعة الحال، وتصدر في خارج نطاق المهرجانات أساساً: فاراياتي وهوليوود ريبورتر أمريكيّتان، سكرين إنترناشنال بريطانية، فيلم فرانسي، فرنسية وتلك اسبانية والأخرى إيطالية وهكذا .

هذا النوع من المجلات غائب تماماً عن العالم العربي لأسباب متعددة من أهمها، في هذا المجال وذلك النوع من المجلات، غياب السوق الناشط والمنظّم عرضاً وإنتاجاً وتوزيعاً .

في الدورة الأخيرة من المهرجان صار بالإمكان ملاحظة الضغط الكبير على هذه المجلات فهي ليست معفية من مغبّة التكنولوجيا والإنترنت التي جعلت من كل شيء مباحاً بما في ذلك احتمال توقّف هذه المنشورات، وبإضافة قرار الشركات والاستديوهات السينمائية التقليل من الإعلانات فإن وضع هذه المجلات أصعب مما سبق في أي فترة من فترات حياتها المديدة . مجلة “سكرين إنترناشونال” أغلقت مجلّتها الأسبوعية وحوّلتها إلى شهرية و”فاراياتي” تريد أن تتحوّل إلى موقع خدمات والجميع يفكّر في كيف يمكن البقاء مع تطوّر الزمن رغم أن هذه المجلات تتطلب اشتراكاً ليتم فتح صفحاتها . لكن المعلن الورقي أهم وأضمن وأكثر صرفاً من المعلن على الإنترنت والمستقبل سيكشف كيف ستخرج هذه المجلات من عنق الزجاجة إذا ما فعلت .

م .ر

merci4404@earthlink.net

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في

24/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)