حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تعرقل تصوير <فرقة ناجي عطاالله> فيلماً فتحوّل مسلسلاً·· مثلما حالت الظروف دون <زمن الأبطال>

المنتج محمد ياسين: أُنتج فيلم عادل إمام الذي يكتبه يوسف معاطي ونصوّره بعد <الزهايمر>

محمد حجازي

أُساهم بثلث ميزانية فيلم سعيد الماروق الجديد·· وأُعيد افتتاح صالتي في شارع الحمراء···

حاضر على ساحة العمل الإنتاجي والتوزيعي منذ أكثر من أربعة عقود·· مبادر·· يُعطي حيّزاً رحباً للمغامرة في مجال دعم المشاريع الجديدة، فهو حاضر بقدر متساوٍ بين بيروت والقاهرة، ومنهما يتنقل إلى أكثر من عاصمة سعياً وراء تحضير أو تنفيذ المشاريع المختلفة للشاشتين، مع فتح باب الغناء الراقي من خلال أرابيكيا···

محمد ياسين··· منتج له باعٌ طويلٌ في السوق المحلية والعربية·· أحبّ المهنة من أيام الراحل محمد علي الصباح، وهو اليوم داعم لأكثر من مبادرة سينمائية·

<في الواقع أعتبره واجباً عليّ دعم السينما اللبنانية، وكلما وجدت الفرصة مؤاتية لن أتأخّر>·

محطات في السنوات القليلة الماضية كانت لك إسهامات لدعم السينما اللبنانية من خلال شريط لـ محمد أبو سيف جمعت فيه نجلاء فتحي وكارمن لبس،·

- طبعاً، كان الفيلم مميّزاً، <بطل من الجنوب> سعينا من خلاله لتقديم إسهام عربي في السينما المحلية·

·         وكيف كان رد الفعل الجماهيري التوزيعي؟

- فوق الوسط، ولا تنسى أنّ مثل هذه الأعمال لا يبتغي أي شخص من ورائها الربح، بل هو إسهام وطني·

·         أيضاً دعمت المخرج طوني أبو الياس، وأنت مَنْ شجّعه على دخول السينما؟

- <الفجر>، نعم، أردتُ فيلماً يحكي عن الأيام القليلة التي سبقت نيل لبنان استقلاله عن فرنسا·· ودعمنا المشروع بكل طاقتنا، وقدّمت لنا الأجهزة المعنية كل الدعم المطلوب·

·         نعتقد بأنّ ظروف توقيف عرضه كانت سلبية؟

- صحيح، لكن العمل موجود وبالإمكان مشاهدته في أي وقت·

·         ثم قمت باستراحة مع التلفزيون في <زمن الأوغاد>، وكان العمل مميّزاً جداً؟

- شوف، كان المطلوب الإسهام في دعم الشعور الوطني العارم والمتماسك في مواجهة الأجواء السائدة عند الحدود مع الأراضي المحتلة·

·         كان مقرّراً إتباعه فوراً بـ <زمن الأبطال>؟

- كان هذا مخطّطاً له لكن الظروف الأمنية، السياسية العامة التي مرّ بها لبنان حالت دون ذلك، وهو ما كان وارداً في فترة سابقة·

·         هل يظل المشروع موجوداً؟

- نعم، من دون تحديد حتى يظهر·

·         قيد التحضير قبل الانتقال إلى القاهرة·· نعرف أنّك أبديت استعداداً للإسهام بثلث إنتاج فيلم <سينما ريفولي> للمخرج سعيد الماروق؟

 - طبعاً، وسعيد مخرج متمكّن، وجيد، وله رؤياه الخاصة جداً، وأنا أتوقّع له مكانة طيّبة في السينما، لأنه مبتكر جداً في الكليب، وعندما قرأت سيناريو <سينما ريفولي> تناقشت فيه معه، ونعم قلت له أنا جاهز للمساهمة في الإنتاج·

·         ألم يكن ممكناً دعمه بالكامل؟

- فيلمه مُكلف جداً، على الأقل جدواه الاقتصادية تؤكد أنّه يحتاج إلى ميزانية عالية، وأنا أسهمت بالثلث، وما زال يبحث عن دعم من جهات إنتاجية أخرى·

·         هو وضع ثلاثة ملايين دولار لإنجاز المشروع؟

- طبعاً سيكلّف هذا الرقم·

·         لكن متى أستاذ ياسين تقول نعم سأدعم، أو سأكون شريكاً أو مشاركاً في الإنتاج؟

- عندما ألمس في المشروع ما يؤمّن نجاحه، وما يوصلنا إلى استرداد ما ندفعه من دون خسارة·

·         ودائماً تكون الحسابات مضبوطة؟

- (ضاحكاً)، تقريباً، وغالباً ما نترك هامشاً للمغامرة·

·         يُقال دائماً وهذا قول سائد: إن رأس المال جبان؟

- كلمة جبان بمعنى أنّه يفكّر كثيراً قبل الموافقة، أنا أفكر بشكل أسرع وآخذ النتيجة التي أتوقعها، والقطاع الذي نعمل فيه يحتاج إلى المغامرة·

·         بأي نسبة؟

- عن <نفسي>·· أنا نسبة المغامرة عندي عالية لكنها مدروسة·

·         تصوير صوّرت في القاهرة مؤخراً من إنتاجك <الثلاثة يشتغلونها> من إخراج علي إدريس، عن نص لـ يوسف معاطي مع ياسمين عبد العزيز، صلاح عبدالله، يوسف داود، هالة فاخر، ميار الغيطي، رجاء الجداوي، فأي نوع من الأفلام هو؟

- مناخ كوميدي اجتماعي، وكما تعلم يوسف معاطي كاتب متميّز، ساخر، وخفيف الظل، والنتيجة عمل يؤمّن أوقاتاً مريحة وراقية للناس، وأنت تدرك مدى حاجة الإنسان العربي للكوميديا، للضحك، شرط أن تقدّم له ما هو مناسب، ويتلاءم مع طبيعتنا·

·         ياسمين تغنّي في الفيلم؟

- نعم هناك أغنية <مرتبكة> كلمات أيمن بهجت قمر، وألحان وليد سعد، وأيضاً تتلاءم مع مناخ الفيلم·

·         الكاتب معاطي اعتاد الكتابة للفنان عادل إمام، وعرفنا أنك كنت في صدد إنتاج آخر فيلم لهما معاً هو <فرقة ناجي عطاالله>؟

- صحيح، وكان مفترضاً أن نصوّر في القاهرة، في غزة، وفي أكثر من موقع، لكن حصلت عراقيل عديدة، جعلتنا نصرف النظر عن الفيلم، ويقوم الكاتب معاطي حالياً بتحويل الفيلم الى مسلسل·

·         ستُنتج المسلسل؟

 - لا· هذا سيكون مشروعاً آخر، لكن عندي مشروعاً مع الأستاذ عادل سننفّذه بعد فيلم <الزهايمر> الذي يتحضّر لتصويره عادل حالياً، ويقوم معاطي بكتابة عمل آخر سأنتجه، فالأستاذ عادل أحد أكبر النجوم العرب·

·         هل يعني هذا دخولاً قوياً في السوق المصري؟

 - كلّما سنحت فرصة جيدة نبادر·

·         نقول هذا أستاذ محمد، والكلام عن أزمة في السينما المصرية تكبر؟

- هذا بات أمراً طبيعياً في مصر، كل أربع أو خمس سنوات هناك كبوة للسينما المصرية·

·         كم تدوم؟

- الفترة نفسها، أيضاً أربع أو خمس سنوات؟

·         وهل عُرِفَ السبب؟

- لا، وهذه حقيقة، لم يدر أحد لماذا تواجهنا هذه المشكلة، في هذه الحالة كل مدة من الزمن·

·         وعندما نستأنف الحضور يكون الواقع أفضل؟

- عادة نعم، يعني كأن السينما تُعيد تجديد أو شحن طاقتها من جديد·

·         وكم هي مرتبطة بالسينما في لبنان؟

- هناك رباط من خلالنا نحن المنتجين، ومن خلال الأعمال المشتركة بين العاصمتين·

·         حضور كم تراهن أستاذ محمد على استعادة عصر الفيلم العربي في صالات لبنان؟

- أراهن بقوة، هناك نيّة طيّبة في هذا الإطار، منتجون عديدون يريدون تقديم سينما مختلفة، وهذا يؤسس لصناعة تظل متماسكة ولا تهزّها المناسبات المختلفة والصعبة·

·         أكثر من مئة صالة في بيروت·· لكن منطقة الحمراء سُلِبَتْ دورها هل من عودة؟

- أنت تدرك أنّ الصالات بالإمكان افتتاحها في الأحياء كما في الساحات العامة الكبيرة، ولا شيء يمنع من عودة الصالات إلى الحمراء، وأنا واحد ممّن يملكون صالة (مونتي كارلو) وسأعيد افتتاحها قريباً·

·         لأي نوع من الأفلام؟

- المهم أنّني سأعيد تأهيلها وتشغيلها، ومن ثم برمجة أفلام متعدّدة الاتجاهات والنوعية على شاشتها·

·         لماذا لم يتمكّن قطار السينما اللبنانية من الإقلاع مجدداً؟

- بإمكانه أنْ يُقلع ومن دون عقبات، فأنا تقدّمت من وزارة الثقافة باقتراح فرض ضريبة على بطاقات الدخول الى الصالات، ضريبة بسيطة تحوّل لاحقاً الى صندوق دعم قادر على أن يدعم السينما اللبنانية في إنتاج أعمال متميّزة ولها مستوى·

·         ولماذا هذا الاقتراح؟

- لأنه لا يُحمِّل الدولة أي تبعات، إذ لم يُطلب من الدولة أن تدفع مالاً بل أنْ تفرض الوزارة مجرد رسم بسيط، ضريبة لا تعني شيئاً للفرد الواحد لكنها تدعم الأفلام وصياغتها·

·         نرجو لك دوام التوقيف والنجاح في مشاريعك هنا، وفي القاهرة!

- شكراً لكم·

 

عروض

شريطان نموذجيان في قوّتهما وعمق موضوعيهما على شاشاتنا

محمد حجازي

تيري جيليام في فانتازيا جاذبة لمسرحية في صندوق شاحنة خلف ستارتها عالم ساحر


شريطان متميزان على شاشات البرمجة الاسبوعية في غمرة العمل الدؤوب لاستيعاب كل الافلام الجيدة قبل حلول المونديال والشهر الكريم·

(The imaginarium of Dr. Parnassus - عمل جميل مُبدع لـ تيري جيليام، هذا المخرج المتميّز بالفانتازيا وطرح أي قضية أو موضوع من منظار الرؤيا الخاصة جداً التي فيها ابتكار كامل·

قريباً من لندن صوّر جيليام شريطه الجميل هذا في 123 دقيقة عن نص له مع شارلز ماكوين يتناول شاحنة هي كناية عن مسرح متنقّل بين منطقة وأخرى ينفتح صندوقها عن ستارة وممثلين يتقدمهم الدكتور بارناسوس (كريستوفر بلامر) يقدّم نفسه في حالة هدوء وسكينة وحكمة، لكنه آسر جداً في هذه الشخصية التي تصلنا·

بلامر هنا سيد الفيلم، وقد أعجبنا ذلك جداً فهذا الممثل لا يعثر دائماً على مَنْ يعطيه هذه المساحة من العمل أمام الكاميرا، فهو يبدو سعيداً بما وفّره له جيليام في هذا المشروع الذي يتضمّن كل جمالات السينما ونقصد الابتكار الرائع، وثانياً متعة المشاهدة من خلال لقطات مضيئة وشفافة في آن واحد·

يتدخّل بعض الفضوليين خلال عروض الشاحنة، فيصعد أحدهم الى المتن، ويدخل في مرآة أمامه ليفتح الدكتور له أبواباً أخرى خلف الستارة الكبيرة، فيذهب في حالة من التوهان، من الطيران في فضاء مليء بالكائنات، بالصور الغريبة، وصولاً إلى الذهاب من دون عودة وهو ما يؤشر إلى أنّ السحر الذي يقدّمه بارناسوس عالي المستوى، وقادر على النفاذ إلى عمق الصورة العامة·

كذلك تدخل صبايا وسيدات وإذا بالعالم الخلفي يلفظهم ولا يريدهم إطلاقاً فيشعرون بأنّهم حالة غير مرغوبة لكنهم ينسون سريعاً ما مرّ بهم·

فالانتينا (ليلي كول) هي ابنة الدكتور، وعدها بالكثير في حياتها وجعلها تنشأ على حب أمر واحد وهو العمل الدؤوب لاكتساب الاصدقاء ومن ثم المبادرة إلى تقديم الخدمات المجانية لهم·

تقع هذه الجميلة الصغيرة في حب توني (هيث ليدغر، جودلا) وصولاً إلى كولن فاريل والثلاثة هنا يبدون أنموذجاً واحداً للشخصية الرئيسية التي كان صاحبها قيد الإعدام فتم إنفاذه وظهر بعده أكثر من تولي·

جميلة التراكيب المختلفة ويعتبر حضور توم واتس الذي يمثل الشر في الفيلم نوعاً من الإضافة النوعية على العمل الراقي هذا، حيث يفوز أنطون (آندرو غارفيلد) أخيراً بـفالانتينا، وبمباركة والدها لأنه من جيلها ويدرك ما تريده من خلال عملهما في هذا السيرك المتنقّل في صندوق الشاحنة·

Precious - القصة مأخوذة عن كتاب Push by Sapphire تولّى وضع السيناريو جيوفري فلاتشر، إنتاج وإخراج لي دانيالز، وهو العمل الذي حازت عنه مونيك، أوسكار أفضل ممثلة دور ثان، عن دور ماري المرأة القاسية التي ترى زوجها وهو يعتدي على ابنتهما، وينجب منها طفلين من دون أن يجد من يتصدى له·

هذا الموضوع استفز بقوةأاوبراه وينفري فتولّت مسؤولية المنتج المنفذ في الشريط، بعدما هالها أن تكون قصة الفيلم حقيقية جداً، لجهة أن فتاة مراهقة تعاني من السمنة الزائدة، تعيش في مجتمع أسود، ويتجاسر والدها غير السوي، المجرم واللص والسكّير على الاعتداء عليها جنسياً وأمام والدتها التي هي زوجته وتحمل منه، وتلد طفلين، وكل هذه المفارقات التي لا تُصدّق ولا تصل إلى الجهات الامنية أو القضائية أي شكوى لأن الام كانت تمنع ذلك، وكانت تؤذي الإبنة لأنها تعتبرها عالة على المنزل ولن تجد مَنْ يتطلّع إليها·

غابوراي سيديب تجسد شخصية الصبية برايسيوس التي تُبلّغ من ناظرة المدرسة بأنّها لا تستطيع أن تكون حاملاً وتأتي الى المدرسة، لذا تنتقل الى مدرسة بديلة غصباً عن رغبة والدتها التي ترفض لها أي شيء يفيدها بالمطلق، ومع ذلك جرى التركيز على موهبتها في الرياضيات، ونتعرّف الى استاذتها الآنسة، راين (بولا باتون) وهي شابة جميلة سوداء تتواصل معها لتعرف لاحقاً أنّها شاذة وتعيش مع صديقة أو عشيقة لها·

الوالد باشر الاعتداء على ابنته وهي في سن الثالثة والام صامتة لا تفعل اي شيء، وتظل برايسيوس تتعرّض للتشائم والإهانات من كل نوع، وكلها من أمها الخائفة على وضعها الاجتماعي مع الوزارة التي تُعنى بشأن الذين لا مورد لهم إطلاقاً·

عن ولادة ثاني الاولاد للابنة الضحية تحمل كلاريس (مونيك) المولود الجديد، وترميه جانباً وتهاجم ابنتها وترميها من فوق الدرج محمّلة إياها مسؤولية ما يخالجها من إخفاقات وكوابيس وفشل·

برايسيوس يحصل معها كل هذا وهي لم تتعد بعد سن السابعة عشر من عمرها·

ويحصل أنّ الام الصغيرة هذه تُصاب بالإيدز وتُبلّغ بأنّ ليس كل المصابين يموتون وإذا بها في آخر مشهد من الفيلم تمشي ومعها ولداها·

فيلم مؤثر وجميل، ولا نعرف لماذا تأخّر وصوله إلى بيروت كل هذه المدة بعد الأوسكار، لكنه جدير بالمشاهدة·

 

زوم

رسالة الوزير حسني والواقع الُمحيِّر لقلّة الإقبال···

تتواصل فعاليات مهرجان <كان> السينمائي الدولي في دورته الـ 63، وكانت لمصر في موازاتها لفةٌ ثقافية من خلال كلمة للوزير فاروق حسني الذي صاغ كلمة نُشرت في الكتيِّب الخاص الصادر عن مهرجان القاهرة السينمائي الذي وُزِّع على أكبر عدد من الشخصيات الفنية والتقنية·

<مصر منذ سنوات طويلة تُعتبر مصدراً للسحر والإلهام لصنّاع السينما في كافة أنحاء العالم، كما إنّ التاريخ المصري يضمُّ موضوعات تاريخية مثيرة تصلح لأن تتحوّل إلى أفلام سينمائية على الشاشة الفضية، حيث كليوباترا، ورمسيس وتوت عنخ آمون ليسوا سوى عدد قليل من القصص التي قدّمتها السينما الأميركية والأوروبية وأصبحت من كلاسيكيات السينما العالمية>·

نعم، هذا صحيح جداً، فقد استلهمت <هوليوود> والـ <سيناسيتا> (مدينة السينما) في روما ومعظم الاستوديوهات الأوروبية عشرات الموضوعات المختلفة من التاريخ المصري، وهذا ما زال مستمراً حتى الآن، بغض النظر عمّا إذا كانت كل هذه الإشرطة تتعامل بإيجابية مع مادتها هذه، كوننا واكبنا الكثير من الدس السام في العديد منها وندل بالمناسبة على <فرسان التابوت الضائع> لـ سبيلبرغ، الذي حمّله الكثير من الرسائل غير المنطقية فإذا به موجّه بأسلوب لئيم·

كلام الوزير حسني في محله، نعم، لكن السؤال الذي يُطرح: لماذا لا تُصوّر الأشرطة التي يتمحور موضوعها حول الأهرامات أو لعنة الفراعنة، أو جانب من هذا التاريخ القديم في مواقع مصرية، أي في الأقصر، أسوان، أهرامات الجيزة، أو في أي مكان يرتبط بهذا الموضوع مباشرة؟!، فنحن ندرك ما تتكلّفه أفلام عديدة من ميزانيات لإقامة أهرامات أو إعادة بناء بعض الهياكل وخلافها، بينما يُفترض أن يتولّى الإنتاج السفر بالفريق إلى مصر، والتصوير هناك، وهذا لا يحصل في العديد من المرات، بل يحدث ما هو مستغرب جداً وهو التصوير في المغرب أو تونس أو أي مكان مناسب آخر·· إلا مصر·

هذا ما يجب بحثه· ونحن سعدنا مؤخراً بإسناد موضوع العلاقات الدولية في مجال قطاع الإنتاج إلى الزميل النشيط والمتميّز يوسف شريف رزق الله، الذي نعرفه من حضوره المميّز في المهرجانات العالمية وتحديداً كان، وندرك كم يتعب وهو يحاول جاهداً الفوز بعقود تصوير لأعمال أوروبية وأميركية، وإن يكن العدد قليل أو متواضع وفق ما نتابعه من تغطيات بعض الصحف والمجلات المصرية·

وهناك سؤال يطرح نفسه، وهو بريء بالكامل: لماذا يفكر الوافدون الأجانب للتصوير في منطقتنا في عمّان، المغرب أو تونس، ولا يذهبون إلى بلد من الطبيعي أن نجد فيه الناس ذاهبة إلى الاستوديوهات أو المسارح أو مؤسسات الخدمات التقنية المختلفة، أي إلى مصر·

نقول هذا والكلام عن تقديم تسهيلات نسمعه على الدوام ولا نجامل إذا قلنا بأن الفِرق الفنية المحلية في مصر هي على أفضل مستوى خصوصاً عندما يلاحظ المتابع أنّ أجيالاً متعاقبة تعمل في وقت واحد، مع بعضها البعض، ما يعطي العمل المُنجز عمقاً أكثر، ويدعم الصورة عن الإنتاج بطريقة مثالية·

هناك سرٌّ لا نفهمه·

العزوف عن التصوير في مصر على الأقل بالكثافة التي نشهدها وأماكن أخرى في العالم العربي، ما زال سببه مبهماً، ومثل هذا الكلام نقوله كي نعثر على إجابة شافية، لكن من الجيد والمهني جداً وحتى المسؤول في جانب كبير، أنْ يبادر الوزير حسني إلى إطلاق كلمة تذكيرية لجميع المنتجين والعاملين في الوسط السينمائي العالمي بأن استديوهات ومعامل ومواقع مصر المختلفة حاضرة لاستقبال المشاريع العالمية المتميّزة والتعامل معها على أرفع مستوى من الحرفية في بلد عمر سينماه من عمر السينما في العالم تقريباً، وكل المسألة مرهونة ببعض التنظيم ضمن آلية ميدانية مرنة تبعد الأجانب عن البيروقراطية القاتلة·

محمد حجازي

اللواء اللبنانية في

17/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)