حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سام وورثنغتون يتبع نجاح «أفاتار» بنجاح «صدام العمالقة»

قال لـ «الشرق الأوسط»: منهجي في العمل هو أن أمثل الفيلم الذي يستحق أن أشاهده

محمد رُضا

حتى خروج فيلم «ترميناتور: خلاص» في مطلع العام الماضي، لم يكن اسم سام وورثنغتون (المولود في بريطانيا قبل 33 سنة) يعني شيئا لأحد.

كان سام بدأ التمثيل قبل تسع سنوات في أفلام أميركية وبريطانية، لكن كل الأعمال التي قام بها قبل ذلك الفيلم لم تكن جماهيرية، وأدواره في معظمها كانت صغيرة. هذا باستثناء أنه لعب فعلا شخصية ماكبث في فيلم بهذا الاسم تم إنتاجه سنة 2006، وكان إضافة لكل ما خرج من أفلام مقتبسة عن مسرحية شكسبير التراجيدية تلك.

في العام التالي كان في أستراليا يصور فيلم رعب بعنوان «لعبة كرة» مع رادا ميتشل، وفي ثاني أيام التصوير وصله نبأ من وكيل أعماله بأن المخرج الأميركي ماكجي يريده لدور رئيسي في الجزء الرابع من «ترميناتور» إلى جانب الممثل (الأشهر حتى ذلك الحين على الأقل) كريستيان بايل. في الشهر الثاني من عام 2008 بدأ تصوير «ترميناتور: خلاص»، وقبل انتهاء تصويره كان قد تأكد له أنه سيضطلع ببطولة فيلم «أفاتار»، وقبل أن يخرج فيلم جيمس كاميرون إلى العروض السينمائية بأسابيع كان سام وورثنغتون بدأ تصوير «صدام العمالقة» الفيلم المعروض له حاليا في صالات السينما حول العالم.

فيلم «ترميناتور: خلاص» ترك انطباعا مثل رائحة المآكل السريعة، لكن «أفاتار» أنجز أكثر مما توقعه أحد، بمن فيهم مخرجه، من نجاح، محولا سام وورثنغتون إلى نجم بين ليلة وضحاها.

«صدام العمالقة» هو ثاني نجاح كبير له، ومباشرة في أعقاب الأول، وإذا ما أنجز فيلمه الجديد «الليلة الأخيرة» الذي تم تصويره قبل نحو ثلاثة أشهر ويقوم ببطولته إلى جانب كايرا نايتلي فإن وورثنغتون الذي أجرت «الشرق الأوسط» معه هذا الحوار في هوليوود يكون قد وصل إلى سدة النجاح في فترة قصيرة نسبية. وهو أمر قد يعفيه من مهام العودة إلى الأدوار الصغيرة على الأقل إلى حين انحسار هذا النجاح المفاجئ.

·         ما رأيك في النجاح الذي يحصده «صراع العمالقة».. هل كنت تتوقعه؟

- حسنا، دعني أضع المسألة على النحو التالي: كانت المؤشرات التي تبعث على التفاؤل بنجاحه أكثر من تلك التي تلتزم الحذر، وهذا لم يكن شأني وحدي. كل من شارك في الفيلم كان يرى ذلك.

·         هل تعتبر أنك ساهمت بجزء من هذا النجاح بسبب اشتراكك في «أفاتار»؟

- ربما، لكني لا أعيل كثيرا على الموضوع. أعتقد أن كلا من «أفاتار» و«صدام العمالقة» لا يستدعي ممثلا محددا. دعنا نتصارح. كلا الفيلمين يبدو لي كما لو أنه كان آيلا للنجاح بغض النظر عمن يقوم بالبطولة. طبعا إلى أن عُرض «صدام العمالقة» فإن الناس كانت تعرف من هو سام وورثنغتون، وآمل أن يكون ذلك عاملا إيجابيا شجع البعض على الأقل على الإقبال. لكن أحب أن أعتبر أن «صدام العمالقة» عمل جديرا بالنجاح بحد ذاته.

·         أنت آخر المنضمين إلى قائمة النجوم في هوليوود، لذلك من المثير سؤالك حول كيف تشعر هذه الأيام، هل هو نجاح مفاجئ في أوانه أم متأخر عنه؟

- متأخر عن أوانه؟ (يضحك) لا أعتقد، وهو ليس مفاجئا. لو أني مثلت فيلما محدود الميزانية أو له خصوصية فنية أو ربما موضوعا يهم فئة معينة من الجمهور وحقق نجاحا كبيرا فإن كلمة «مفاجئ» في محلها. لذلك أميل إلى أنه نجاح في أوانه.

·         كيف تنظر إليه إذن من حيث تأثيره عليك اجتماعيا كما تأثيره بالنسبة لاختياراتك من الأفلام والمشاريع؟

- الاختلاف الأكبر الذي طرأ على سام وورثنغتون ما قبل «أفاتار» وما بعده هو أنني أنجز ما كان حلما مشروعا. لقد بدأت التمثيل قبل عشر سنوات، وكنت لا أزال في الثالثة والعشرين وكلي طموح في الوصول إلى نجاح ما. لم يكن معلوما لي بالطبع ما يحدث معي الآن، لكني كنت سأعتبر نفسي ناجحا حتى لو انتقلت إلى أدوار البطولة في أفلام محدودة. لا أترك هذا النجاح يأخذ برشدي. ولا أعرف إلى متى سيستمر، لذلك أنا حريص على استمراره، لكن كيف سيستمر؟ فإن هذا هو السؤال الذي لا أعرفه إلى الآن.

·         قد يأتي ذلك من خلال تنميطك في أدوار شبيهة؟

- بالطبع. وقد يرحل عني من خلال إسناد المزيد من هذه الأدوار لي.

·         تحديدا، أين تعتقد نفسك الآن، أقصد أين تعتقد موقعك مهنيا الآن، هل من مفترق طرق؟

- أحب أن أقول إنني ما زلت متمسكا بما قررته قبل عدة سنوات: سأمثل الفيلم الذي سأحب أن أدخل صالة السينما لمشاهدته. هذا منهجي. هذا كل ما آمله وأطلبه لنفسي. ربما كان فيلما أستراليا صغيرا أو ربما كان فيلما كبير الحجم. الذي يحسم المسألة عندي عاملان: من هو المخرج، وهل يعجبني المشروع على النحو الذي يدفعني كمشاهد لدخوله ومشاهدته معروضا في الصالات. بالنسبة لأين، أنا الآن أقول لك إنني أنجزت خمسة أفلام متوالية، وهذه الأيام هي أولى أيام راحتي فعليا. لقد طلب مني جيم (جيمس كاميرون) أن آخذ راحة وأقلل من عدد الأفلام التي أمثلها.. وقد وعدته بذلك.

·         لماذا تعتقد أن هذا مهم عنده؟ ربما أعرف الجواب، لكني أود سماعه منك على أي حال..

- ربما له علاقة بأنه يخطط لإنجاز الجزء الثاني من «أفاتار»، لكني أيضا أخذتها كنصيحة محببة. هو أخبر مني بهوليوود وما ذكره لي بدا منطقيا جدا.

·         إذن أنت الآن تعيش في لوس أنجليس؟

- أسافر إلى حيث يطلبني العمل، وأعيش في أماكن التصوير لكي أكون صادقا معك. كما ذكرت لك الأمر متوقف على ما إذا كنت سأشتغل مع مخرج، بعد ذلك لا يهمني المكان الذي سيتم التصوير فيه.

·         الأفلام الثلاثة الأخيرة من أصل أربعة، أي «ترميناتور خلاص» و«أفاتار» و«صدام العمالقة»، تعتمد على المؤثرات والتكنولوجيا.. هل أنت شخص ملم تكنولوجيا؟

- للأسف حين يأتي الأمر إلى التكنولوجيا فأنا شخص أحمق تماما. بالكاد أعرف كيف أدير هاتفي النقال. لا أعرف شيئا عن التكنولوجيا وهذا هو مصدر السخرية في الموضوع، لأنه كما ذكرت هذه الأفلام الثلاثة اعتمدت على المؤثرات التكنولوجية إلى حد بعيد. وحين تمثل أفلاما كهذه فإن كل شيء جديد وعليك أن تنتبه إلى ما يُطلب منك.

·         معظم التمثيل يتم أمام خلفية خضراء، وسيتم دمج أدائك بما سيتم تنفيذه على الكومبيوتر.. ستلتقي بشريكك في المشهد، أو بالوحش الذي سيشاركك المشهد لاحقا..

- صحيح. وهذا ربما يبدو غريبا للقارئ. لكن الأيام التي كان فيها الممثل يضمن معرفة شريكه في المشهد ولّت (يضحك).

·         ولدت في بريطانيا؟

- نعم

·         لكنك أسترالي؟

- ولدت في إنجلترا، لكني رحلت مع أهلي إلى أستراليا وكنت لا أزال طفلا.

·         هل كانت طفولتك سعيدة.. ما هي اللعب التي كنت تلهو بها في تلك السن؟

- لم يكن من بينها ما هو صعب.. كانت لعبا بسيطة. حين انتقلنا إلى أستراليا تعودت على رياضات في الأماكن المفتوحة مثل ميادين الكرة.

·         هل تعتقد أن التكنولوجيا ستخلف الممثلين البشر؟

- لماذا؟

·         حاليا نلحظ أن الكثير من الأفلام تنجح بناء على إعادة مسح الشخصيات البشرية وإعطائهم ملامح باستخدام الكومبيوتر أنيميشن، كما أن المؤثرات باتت من التقدم بحيث تنجح بها الأفلام.

- لا أعتقد. حين أكون عملاقا ولوني أزرق (نسبة إلى «أفاتار») فإني ما زلت ممثلا بشرا. قلقي كان من التباين بين نوعية أدائي وما هو مطلوب. دائما أجد نفسي أتساءل إذا ما كان أسلوبي المهذب في التمثيل مناسبا لما هو مطلوب مني في حركة وأدوار بطولة أم لا. هل أصل إلى الجمهور على نحو مناسب من دون أن تطغى المؤثرات عليّ، أم لا.

·         التمثيل بالمؤثرات والتقنيات لا يزال نوعا من اللعب بدوره.. هل توافق؟

- نعم، ليس لأن ما تقوله صحيح تماما، بل لأنني ما زلت ولدا في التاسعة يعيش داخل رجل عمره ثلاث وثلاثين سنة.

·         في هذا الوضع.. هل هناك جانب روحي لك؟

- نعم. ليس طبيعيا ألا نفكر في أن هذا العالم الكبير الذي نعيش فيه ليس له خالق أكبر منه. هذا سيكون سذاجة، وأعتقد أن ما لا نعرفه عن أنفسنا وعن عالمنا وعن السماء والعوالم البعيدة هو أكبر بكثير مما نظن، ولا يمكن لي أن آخذ المسائل باستخفاف وأعتبر أن الإنسان وصل إلى قناعاته وانتهى الأمر. إنه عالم شاسع وأنا مستعد للمفاجآت، لكني في الوقت ذاته أعرف أن هناك من يدير شؤونه جيدا.

·         ما هي مصادر الخيال لديك.. ما هي الأفلام أو الروايات التي صاحبتك صغيرا وألهمتك؟

- سيكون من الصعوبة أن أجيبك عن هذا السؤال لأنني بالكاد أستطيع أن أتذكر ما الذي فعلته بالأمس، أو كيف كنت في العام الماضي، فما بالك بالعودة إلى عشرين سنة مضت مثلا؟ كما ذكرت قضيت الكثير من الوقت في ممارسة «الفوتبول»، لكني لا أذكر الأفلام، ولا أذكر الكتب التي ألهمتني. ما أعرفه أنني حين أصبحت في الخامسة عشرة من عمري بدأ الناس يقترحون علي أن أتجه إلى ما يرونني صالحا فيه. في سن العشرين تبدأ في الإدراك أنك بالفعل جدير بالمحاولة. هذا كان شعوري حين انضممت إلى فرقة مسرحية أسترالية، وبدأت أمارس التمثيل.

·         لا بد أن الدافع كان كبيرا..

- نعم. وبالطبع السينما كانت دافعا، لكن أي فيلم؟ أي نوع من الأفلام؟ لا أستطيع أن أجزم. وسأقول لك شيئا آخر. لم أشاهد أفلاما كثيرة.

·         فيلمك المقبل.. هل لك أن تتحدث عنه قليلا؟

- «الليلة المفقودة» هو فيلم يتحدث عن لماذا يخون بعض الناس بعضا.

·         أي ناس؟

- الأزواج.. العشاق.. كل من لديه علاقة عاطفية منتظمة. السائد أن الخيانة تتم حين يسود عدم الرضا أحد الأطراف فيبحث عن بديل. لكن هذا ليس كل شيء في الحقيقة. لا أعتقد، والفيلم هو بالتحديد عن ذلك الشعور العميق الذي ينال من المرء حينما يدرك أن الشخص الجديد في حياته هو بالفعل من كان يبحث عنه. عادة ما نكتفي بالشخص الذي نلتقي به حالما تقع هناك كيمياء سريعة. لكن من يقول إن هذا الشخص هو الوحيد أو الأفضل؟ هذا ما يبحثه الفيلم.

الشرق الأوسط في

23/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)