حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

صالة لواحد

النقاد كنجوم تلفزيون: سيسكل وإيبرت نموذجين خالدين

محمد رُضا

تداعيات صرف كبير نقّاد مجلة فاراياتي الشهيرة، تود مكارثي، من عمله في الشهر الماضي لا زالت تحدث أصداءاً واسعة. ليس أن المسألة داخلية تخص المجلة، بل هي في أساسها تخص النقد السينمائي برمّته. تود كان من أبرز نقاد الولايات المتحدة وأكثرهم علماً ومعرفة سينمائية، وكانت مقالاته من بين أهم الأسباب التي تجعل المرء يُقبل على متابعة المجلة، والإشتراك بها مطبوعة او على الإنترنت. الآن وبعد أن قررت صرفه (وصرف نقّاد آخرين بينهم الصديق ديريك ألي) ما عاد هناك ما يستلزم ذلك. ومع العلم بأن الصرف كان لأسباب اقتصادية، الا أن الأساس هو أنه جاء في الوقت الذي يحاول فيه النقد السينمائي الدفاع عن وجوده بأي شكل من الأشكال0

المساحات المخصصة في الغرب للنقد والنقاد تضيق وتود مكارثي هو حلقة من عملية صرف نقاد بدأت في الولايات المتحدة منذ عامين، وقبل ذلك حوصرت المساحات النقدية في العديد من الصحف. لكن المخيف هو أنه بات متوقّعاً أنه كلّما مرّت صحيفة بأزمة تفكّر، أول ما تفكّر، بصرف ناقدها السينمائي. طبعاً الإنترنت مسؤول عن ذلك، فانتشاره جعل الصحف تخسر من قاعدة مشتري الصحف في الأكشاك والمكتبات، لكن مسؤوليّته أيضاً هو أن ديمقراطية التكنولوجيا تسمح لأي كان بالكتابة في السينما ولو كان ما يقوله مغلوطاً او غير عميق بما فيه الكفاية لكي يمكن إطلاق كلمة "ناقد سينمائي" عليه0
والدلالات الأخرى كثيرة. قبل عشرين سنة كان جين سيسكل وروجر إيبرت نجما النقد لا في أميركا فحسب بل خارجها وذلك من خلال برنامجهما التلفزيوني السينمائي «سيسكل وإيبرت». ناقدان متيّمان كما أنت وأنا بالسينما يطرحان أفلام الأسبوع ويتعارضان في أكثر من موقع. الفيلم الذي يعجب الأول غالباً لا يعجب الثاني والجدل على الهواء وكل منهما جدير بالموقف الذي يطرحه اتفق المشاهد معه او لم يتّفق. قبل أكثر من عشر سنوات، توفّي جين سيسكل فبقي روجر إيبرت وحده لحين ثم أخذ يستضيف نقاداً آخرين قبل أن يختار أحدهم لفترة طويلة. قبل عامين دخل إيبرت المستشفى وأجرى عملية سرطانية نجحت في إبقائه حيّاً لكنه خرج من دون صوت. شركة ديزني، منتجة البرنامج، صرفت الناقد الذي اختاره واختارت رجلين آخرين يعرفان بالسينما لكنهما ليسا بناقدين. وحين فشلا جاءت بناقدين حقيقيين هما أنطوني سكوت من "نيويورك تايمز" ومايكل فيليبس من "شيكاغو تريبيون" وبدا أن كل شيء بدأ يتصلّح. لكن خلال هذه الرحلة فقد البرنامج زخمه السابق ولم ينفع أنه محشور بين ساعات البث المباشر للمباريات الرياضية والأخبار خصوصاً وأن المباريات قد تمتد لما بعد وقتها المحدد فلا يعرض البرنامج السينمائي في موعده او لا يعرض مطلقاً0

قبل سنوات عدت الى محطة MBC التي كنت قدّمت من خلالها برنامجاً سينمائياً ناجحاً في مطلع التسعينات. برنامجاً حقيقياً له موقف ورأي وليس مجرّد "فيلم بيجنن وحلو كتير" كما نواصل سماع المقدّمات وهن يصفن كل فيلم بهذه العبارة. عدت لكي أقترح على إدارتها برنامجاً مستوحى من فكرة »سيسكل وإيبرت» لكن عوض ناقد وناقد، ناقد ومخرج. وكانت، ولا تزال لديّ صداقات عديدة مع المخرجين العرب تصلح لأن تكون أساساً لمثل هذا البرنامج. وشحنته من المواقف مضمونة، ذلك أنه قلّما يتّفق ناقد ومخرج على فيلم واحد، ولأن كل منهما لديه نظرة تختلف عن الآخر للعمل.
لكن المسؤول الذي قابلته سألني، بعد تفكير لم يدم طويلاً، عن المخرج الذي سأختاره. ذكرت صديقاً عزيزاً. سألني لماذا. قلت له: لأنه يشاهد الأفلام. نظر اليّ متعجّباً فأضفت: هل تعتقد أن مخرجينا يشاهدون الأفلام؟ قليلون جدّاً يكترثون. هز رأسه متفّهماً، لكن هذا التفهّم لم يقد الى نتيجة ... ربما كنت نجحت أكثر لو اخترت حينها هند صبري او هيفاء وهبي0

وللحديث بقية

*****

ستالوني وشوارتزنيغر يلتقيان قبل الشيخوخة

لابد أن مواطني ولاية كاليفورنيا الذين تفاءلوا خيراً حين انتخبوا الممثل أرنولد شوارتزنيغر حاكماً على ولايتهم. فالرجل نجم مشهور حارب في أفلامه مخلوقات الفضاء المبيدة والإرهابيين والخارجين عن القانون، لم لا يستطيع محاربة العجز الإقتصادي الحاصل او تحسين أسباب المعيشة وخفض نسبة العاطلين عن العمل. لمَ لا يتم تقدير المعلّمين بما يستحقونه ورجال الشرطة بما يقدّمونه من خدمات ولم لا ينجح في ضخ المزيد من الحياة في أنابيبها الجافّة0

سؤالي الصغير (وأنا لم أكن من ناخبيه) هو لمَ لا يعبّد تلك الطرقات  داخل المدينة. إذ تقود سيارتك هنا تجد نفسك أشبه ما تكون في لعبة فيديو إذ سريعاً ما تفاجئك حفرة تكفي لسقوط عجلتك فيها وكسر رافعتها او -على الأقل- إصابة جانبها بأضرار. "الزيك-زاك" هي الطريقة التي تقود بها سيّارتك هنا وهناك وستصلح أن تعمل بهلواناً في سيرك موسكو إذا ما قدت سيارتك هنا لشهر واحد.

لكن الأيام أثبتت أن انتصارات شوارتزنيغر في الخيال أفضل من مستوى تأديته الوظيفة السياسية في مكتب الحكم. كحاكم لولاية كاليفورنيا أخفق شوارتزنيغر لا في اصلاح الطرقات كدلالة، بل في إيجاد الميزانية التي يمكن عبرها إصلاح تلك الطرق. بكلمة واحدة: كاليفورنيا مفلسة والآمال التي عُلّقت به أيضاً. الرجل ربما حلم أن يفعل أشياء  كثيرة، لكنه في الواقع لم ينجز سوى القليل. بالتالي من الملائم جدّاً ان يكون حاكم ولاية كاليفورنيا يعد العدّة للعودة الى السينما على عكس رونالد ريغَن الذي تركها تماماً حين توجّه للبيت الأبيض في الثمانينات ولم يعد0

لا أتحدّث عن ظهور شوارتزنيغر في تلك الدقائق من فيلم Terminator: Salvation    حيث وجدناه ينتقل من صورته الحالية الى شخصية روبوت فضائي عملاق ليهدد حياة بطل الفيلم كرستيان بايل، بل عن ظهوره في فيلم جديد يتم التحضير لإطلاقه في مهرجان «كان» السينمائي في عرض خاص خارج المسابقة بعنوان  «القابلون للإستنفاذ»   .The Expendables

 المناظر المسبقة، او ما يعرف بـ "ترايلر" باتت متوفّرة ويمكن ملاحظة أرني (إسم الدلع) في بعض المشاهد. والظهور في فيلم يجمع كل من أرني وسلفستر ستالوني كان حلماً من أحلام سلفستر الذي يقود بطولة هذا الفيلم ويخرجه.  ذات مرّة في العام 1997 حين حاول ستالوني تغيير نوع أفلامه ولعب شخصيات فيها عمق ما فرسا على بطولة فيلم «كوب لاند» لجيمس مانغولد، سألته إذا ما كانت هناك محاولات من جانبه للتمثيل جنباً الى جنب شوارتزنيغر فأجاب"  أريد أن نمثّل معاً في فيلم ما. أعتقد أن هذا سيكون أمراً مناسباً.  لقد اتصلت به قبل فترة قصيرة وقلت له: "دعنا نفعل ذلك قبل أن نصبح عجوزين مترهّلين" لكني أعتقد أن المشكلة هي وجود نص يتيح لنا مثل هذا اللقاء"0

لقاؤهما ليس من باب الزمالة، بل لأنهما من جيل واحد نشأ في الثمانينات، أيام رونالد ريغن، وتحمّس لسينما الحرب الباردة وأفلام القتل وحل المشاكل العالمية بالقوّة البدنية والعسكرية والفيلم الجديد هو عودة الى تلك السينما تجمع فيما تجمع كذلك بروس ويليس (في دور يبدو صغيراً من باب التضامن الأخوي) ميكي رورك، جت لي، المكسيكي داني ترييو وشقيق جوليا روبرتس الأقل شهرة إريك روبرتس وكذلك دولف لندغرن، ذلك السويدي الذي واجه ستالون في حلبات الملاكمة في رابع حلقات «روكي« قبل أن يستقل وينشأ سلسلة من افلام الأكشن المستقلّة به0

والعودة الى السينما، مع او بدون ستالوني، تبدو طبيعية لآرني. فهو سيترك حكم ولاية كاليفورنيا وعليه أن يجد عملاً حتى لا يتحوّل الى رقم يُضاف الى ارقام العاطلين عن العمل في هذه الرقعة من العالم. طبعاً، يستطيع أن يشتري بيتاً فوق جزيرة كاريبية ومشاهدة أفلامه بأي ترتيب يشاء، لكنه كان وعد المشاهدين من قبل بعبارته الشهيرة I'll be Back

 وسوف ينجز هذا الوعد على الأقل0

الجزيرة الوثائقية في

11/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)