حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرّجون في قطار كلُّ عربة فيه تحكي قصة

محمد رضا  

هناك استعراض كبير للوجوه والأشخاص في أفلام فيلليني. بعض تلك الاستعراضات تتميز بشخصيات مهذبة أقرب إلى الحياة الحاضرة، كما الحال في "تمرين أوركسترالي"، لكن معظمها تتميز بشخصيات تبدو غريبة، مجنونة ومثيرة للخوف أو للضحك أو الاثنين معاً. بدأ فيلليني الرسم صبياً، وكان هذا هو حبه وولعه الأول من بين سائر الفنون. يستطيع المرء أن يجد العلاقة بين تلك الهواية الأولى التي احترفها، والكيفية التي يقدم فيها نماذجه من الشخصيات، فهي أيضاً تماثل الرسومات في غرائبيتها وعدم واقعيتها. لكن الأمر في مدلولاته ليس مجرد استكمال معيّن لولع سابق، وليس مجرد انتقال ذلك الولع من وسيط فني إلى آخر. هناك الكثير من الأسئلة تثيرها تلك الشخصيات: من هم هؤلاء؟ لماذا يثقلون كاهل فيلليني؟ كيف يستطيع أن يلتقط معانيهم؟ أين يجدهم وماذا يريد منهم؟ في كتابه "فيلليني: مفكرة مخرج" يقول حول شخصياته: "نعم، أعلم أن الأمر يبدو مشيناً وقاسياً، لكني معجب بكل هؤلاء الأشخاص الذين دائماً ما يطاردونني من فيلم إلى آخر. كلهم مجانين إلى حد ما. يقولون إنهم في حاجة إليّ، لكن الحقيقة إنني في حاجة إليهم أكثر. إن قيمهم الإنسانية كثيرة، كوميدية وأحياناً مشوقة".
لدى فيلليني شغف كبير بهؤلاء: الفتى السمين، المرأة القبيحة، الأقزام، ذوو الوجوه النحيفة أو العيون البارزة. الكاميرا تقطع عليهم في لقطات كثيرة. أحياناً في مشاهد طويلة، وهم كثيراً ما يتطلعون إلى الكاميرا في حديث مباشر غالباً ما ينتهي بضحكة. هم، شكلاً على الأقل، مهرجون يتجاوزون العدسة وينظرون إليك بالعين كما لو كنت حاضراً. حضورك مزدوج: على الكرسي الذي جلست عليه لتتفرج، وايضاً من خلال الشخصية "العاقلة" الوحيدة التي تمر بين كل هؤلاء. هذه الشخصية قد تكون فتى جميل الوجه ("ساتيريكون") أو رجلا عاديا يحلم في قطار ("مدينة النساء") أو صحافياً على ظهر سفينة ("والسفينة تبحر").

نحن الذين لا نعلم الكثير عن حياته الأولى (بقيت غامضة في الكثير من أجزائها) يمكننا أن نتلقف شيئاً عن ماضيه من خلال مراقبتنا بعض علاقاته بتلك الشخصيات وخصوصا من حيث تصويره للمرأة في معظم أفلامه ووضعها في أنماط "كاريكاتورية" متعددة اضطر في النهاية إلى أن يجمعها معاً ويضعها في "مدينة النساء"، بحيث صار لدينا نماذج المرأة الفاتنة والمرأة القوية والمرأة ذات الحاجات الجنسية النهمة وكثيرات أخريات معظمهن يعكسن شعوراً داخلياً لدى بطل فيلليني أو فيلليني نفسه بالخوف منهن.

يبقى أن شخصياته لا تزال تحمل في ثناياها الكوميديا الخفية. أحياناً السخرية وأحياناً أخرى ذلك اللون الهزلي الذي يتقنه السينمائيون الإيطاليون أكثر من غيرهم. وهذا ما يساعد في اعتبار نماذجه المتعددة مهرجين احتشدوا في قطار، كل عربة فيه تحكي قصة.

الأفلام المعروضة

الاثنين 5

• "لا سترادا" (1954)

الثلثاء 6

• "اي فيتيللوني" (1953)

الأربعاء 7

• "ليالي كابيريا" (1957)

الخميس 8

• "الحياة المترفة" (1960)

الجمعة 9

• "ثمانية ونصف" (1963)

السبت 10

• "لا سترادا" (1954)

• "ساتيريكون" (1969)

الأحد 11

• "المهرجون" (1970)

• "روما فيلليني" (1972)

الاثنين 12

• "أماركورد" (1973)

الثلثاء 13

• "كازانوڤا" (1976)

الاربعاء 14

• "تمرين أوركسترالي" (1978)

الخميس 15

• "مدينة النساء" (1980)

الجمعة 16

• "والسفينة تبحر" (1983)

السبت 17

• "انترفيستا" (1987)

• "جينغر وفريد" (1986)

الأحد 18

• "صوت القمر" (1990)

• "تشاو  فيديريكو!"

 (1970) فيلم عن فيلليني.

 

(•) كل الأفلام تعرض الساعة الثامنة مساء في مجمع "أمپير ــ صوفيل" ("متروپوليس") ما عدا الأفلام المعروضة يومي السبت والأحد، اذ تبدأ الحصة الاولى الساعة السابعة مساء أما الثانية ففي الساعة التاسعة. الاسبوع المقبل ستكون لنا محطة نقدية ثانية لأفلام فيلليني المعروضة. للمزيد من المعلومات، يمكن زيارة الموقع الآتي:

 www.metropoliscinema.net

النهار اللبنانية في

01/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)