حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تحدث لـ «الشرق الأوسط» عن فيلمه الجديد وولعه بالدراما الإذاعية

محمد هنيدي: أنا كوميدي من الطراز الأول والمنافسة خارج حساباتي

سها الشرقاوي

في مصر ضحكة اسمها «إسماعيل يس»، وضحكة اسمها «عادل إمام»، وضحكة اسمها «محمد هنيدي»، الثلاثة عرفت أقدامهم سلم الشهرة من أوله، في أدوار بسيطة وهامشية، سرعان ما رسخت، وتوهجت في درب النجومية الصعب.. بدأ محمد هنيدي مشواره في أعمال تلفزيونية عديدة من أشهرها «البخيل وأنا»، واستطاع بعفويته وملامحه الطفولية أن يلفت الأنظار إليه، إلى أن خطفها بقوة في فيلم «إسماعيلية رايح جاي» الذي لعب فيه دور البطل المساعد. ثم قدم بطولته المطلقة الأولى في «صعيدي في الجامعة الأميركية»، الفيلم الذي أثار موجة من الانتقادات والضحك، طالت دهاليز السياسة، وتشكك البعض في نجاحه، لكن تصاعد الإيرادات والجمهور كسرا حاجز التشكيك، ليمرق هنيدي بسرعة الضوء إلى بوتقة نجوم الصف الأول، معززا هذا النجاح بعدد من الأدوار اللافتة قدمها على خشبة المسرح في: «حزمني يا»، «عفروتو»، و«طرائيعو». كما قام بالأداء الصوتي في عدة أعمال كرتونية سواء محلية مثل «سوبر هنيدي» و«شركة المرعبين المحدودة» أو دبلجة لأفلام الكرتون العالمية. وكعادة كل النجوم، لم يخلُ درب هنيدي من لحظة إخفاق، فمر بكبوة عارضة عبر عدة أفلام لم تحقق النجاح الجماهيري المطلوب، لكنه تغلب عليها بفيلمه الأخير «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» الذي قدمه العام الماضي ولاقى نجاحا طيبا. وانتهى أخيرا من تصوير فيلمه الجديد «أمير البحار» الذي عرض في عيد الأضحى الماضي. «الشرق الأوسط» التقت محمد هنيدي في القاهرة، وحاورته حول كل هذه القضايا، وفيلمه الجديد، ومشاريعه المستقبلية.. وهنا نص الحوار:

·         على غير العادة لم تقم بتنظيم عرض خاص لفيلمك «أمير البحار» الذي تم عرضه في عيد الأضحى المبارك، فما السبب؟

- نظرا للأحداث المعاصرة التي نعيشها الآن، بالإضافة إلى ضيق الوقت، فقد قمنا بالانتهاء من تصوير الفيلم للحاق بعيد الأضحى المبارك في وقت قياسي، ومع الزحام الشديد في شوارع القاهرة خاصة قبل العيد، كل ذلك جعلني أتراجع عن تنظيم عرض خاص للفيلم، وأنا حريص على أن أشاهد الفيلم مع الجمهور العادي.

·         هل تختلف الشخصية التي تقوم بها في الفيلم عما قدمته من قبل؟

- بالطبع تختلف في الشكل والمضمون، ففكرة العمل تتناول القرصنة البحرية، وأجسد شخصية «أمير» المحرك الرئيسي للأحداث. ويدور العمل في إطار كوميدي، فهو طالب فاشل بالأكاديمية البحرية، نتيجة تدليل والدته له نظرا لأنه أخ وحيد لأربع بنات، صار شخصا تافها، لا يستطيع أن يقوم بأي عمل. يمر بقصة حب فاشلة ويتعرض للعديد من الأزمات، ونرى خلال الأحداث كيف يتعامل مع الآخرين بشخصيته غير المسؤولة.

·         لكن شخصية أمير «الفاشل» على النقيض تماما من شخصية مبروك «الجادة» التي قدمتها من قبل؟

- لقد تعمدت ذلك بالفعل، فالخروج من شخصية مبروك لم يكن سهلا على الإطلاق، فلقد كانت مسيطرة على شخصيتي حتى بعد انتهائي من العمل. فاللهجة «الفلاحي» التي قدمتها لأول مرة في هذا الفيلم كانت صعبة للغاية وظلت معي مدة طويلة بعد الانتهاء من الفيلم.. ففكرت في الرجوع بشخصية أخرى على النقيض حتى لا توضع في المقارنة.

·         تردد أن هناك جزءا ثانيا لفيلم مبروك أبو العلمين حمودة.. فهل تراجعت عنه؟

- فكرت بعد نجاح الجزء الأول أن نقوم بعمل جزء ثان، وشجعني المحيطون بي قائلين إنني لو قمت بعمل جزء ثان سيلاقي نفس النجاح.. لكنها كانت مجرد اقتراحات وأفكار ولم تدخل حيز التنفيذ. وبعد ذلك طرحت بعض الأفكار الأخرى، منها فكرة أمير البحار، فأعجبت بها جدا وقررت القيام بها.. وهي بالمناسبة فكرة جديدة على السينما المصرية ولم تناقش من قبل.

·         كيف فكرت في القيام بعمل فيلم عن القرصنة؟

- كنت أنا والكاتب يوسف معاطي نتابع أحد البرامج الفضائية، وكان الضيف يتحدث عن تجربته أثناء خطفه من قبل القراصنة، وكثرة حوادث القرصنة في ذلك الوقت، فتولدت الفكرة لدينا مع رغبة الكاتب يوسف معاطي في كتابة مثل هذا العمل، ومناقشة القرصنة في إطار كوميدي.

·         لكن ألا ترى أن القرصنة موضوع خطير وكان يجب طرحه بشكل أكثر جدية؟

- في النهاية هذا العمل فيلم سينمائي يدعو إلى الاستمتاع. فأنا لا أقدم الأفلام التسجيلية لتوثيق الفكرة أو مناقشتها، ولكني أقدم قضية في إطار كوميدي وتحمل العديد من الجوانب الاجتماعية.. بالإضافة إلى أن الكوميديا لا تقدم مجرد قضايا تافهة أو سطحية ولكنها تقدم قضايا مهمة في إطار خفيف كوميدي، وأنا أعلم خطورة الموضوع جيدا.

·         أتخشى ألا يتقبل الجمهور تقديمك لأدوار جادة بعيدا عن الكوميديا؟

- أنا ممثل كوميدي من الطراز الأول، ولن أكون غير ذلك فهذا ما أجيده ويعبر عن شخصيتي. وأنا بطبيعتي لا أبحث عن أي دور بعيد عن الكوميديا، ولم أقدمه من قبل ولن أقدمه، بعيدا عن تقبل الجمهور. وجمهوري يعلم، منذ بدايتي، أنني ممثل كوميدي. واستطعت أن أقدم أدوارا جادة من خلال الكوميديا، و«مبروك أبو العلمين» خير شاهد على ذلك، فهو شخص جاد جدا ولكنه كوميدي أيضا، فأنا لم أقدم أي عمل خال من الكوميديا.

·         ولكن هل استند الفيلم إلى وقائع حقيقية عن القرصنة؟

- كاتب العمل يوسف معاطي ذهب إلى الأكاديمية البحرية وحضر محاضرات كثيرة على مدار شهر ونصف، مع الاستناد إلى كتب ووثائق تحدثت عن القرصنة والقراصنة، والتحدث مع أشخاص مروا بهذه التجربة وتم خطفهم من قبل قراصنة، فالعمل بأكمله أحداث حقيقية وحكايته مستمدة من الواقع.

·         وهل أمير شخصية واقعية بالفعل؟

- شخصية أمير من وحي خيال المؤلف، لكن الأحداث الموجودة بالعمل كلها أحداث واقعية مقدمة بشكل درامي. وأنا اجتهدت في تقديم الشخصية وكنت دائم الاتصال مع المؤلف أثناء الكتابة، وأحصل على المشاهد بشكل متتال مع عقد جلسات عمل لوضع تصوراتنا عن البطل، الذي أحببته منذ قراءتي لأول مشهد. فبرغم تفاهته وفشله، فإنه كان شقيا جدا.

·         وما الذي أثار انتباهك في موضوع القرصنة؟

- توجد أشياء كثيرة لفتت نظري، أبرزها إحساسي بلحظة الخطف، والتي تأثرت بها جدا، وهي أصعب ما يمكن أن يشعر به الإنسان كونه أسيرا لا يعلم مصيره في الدقيقة القادمة. والطريف في الأمر هو طريقة تقسيم الغنائم ما بين القراصنة، فالمعيار هنا هو من وصل أولا إلى المركب يحصل على الغنائم الأكثر.

·         تم تصوير أغلب المشاهد في لوكيشن بالبحر.. هل كان هذا مصدر خطورة؟

- لأول مرة يتم تصوير أغلب مشاهد فيلم سينمائي داخل البحر. وكنت قلقا جدا في أول يومين تصوير، ولكن بعد ذلك اعتدت على التعايش داخل البيئة البحرية. ومع الوقت جاءت فكرة أن نأكل ما نصطاد، وألغينا طلبات الأكل السريع نهائيا وأصبحنا نجهز الطعام بأنفسنا.

* كيف تعاملت مع مشاهد الأكشن وأنت داخل البحر؟ - مشاهد الأكشن كانت عبارة عن معارك عادية وإطلاق للنار، ولكن لم يكن هناك اشتباكات، وبراعة المخرج وائل إحسان كان لها دور واضح في إجادة عمل هذه المشاهد.

·         لماذا لم تستعن في الفيلم بالنجمات الشابات وفضلت الاستعانة بوجوه جديدة؟

- تعمدت ذلك، فقد كنت يوما ما مثلهم أحتاج لمن يدعمني ويظهر موهبتي. وقد جاء الوقت كي أقوم بهذا الدعم لغيري. وأنا أحترم جميع النجمات الشابات وقدمت أعمالي السابقة مع كثيرات منهن. وأتوقع لكل المجموعة المتواجدة في العمل مستقبلا رائعا، فهم مجتهدون ومطيعون ولم أواجه مشكلة في التعامل معهم.

·         لماذا تأخر التعاون مع المؤلف يوسف معاطي؟

- أنا أومن أن لكل شيء أوانا.. وأحد أهم عوامل النجاح أن يؤدى العمل في وقته المناسب، وهذه هي المرة الثانية التي أتعاون فيها معه بعد فيلم «مبروك أبو العلمين حمودة»، فاكتشفت وجود كيمياء بيننا في التعاون. وأتمنى تكرار التعاون مجددا، كما ربطتنا صداقة قوية جدا على الصعيد الشخصي.

·         شخصيتا «مبروك» و«أمير» والفنان محمد هنيدي ما المشترك بينهم؟

- التفاني، نحن الثلاثة نشترك في التفاني. فأنا متفان في كل أمور حياتي، وأهتم بعملي وحياتي والمقربين مني وأضحي من أجلهم وأرعاهم وأرعى مصالحهم.

·         لماذا لم يسبق الفيلم دعاية كافية؟

- اختلفت مقاييس الدعاية في الوقت الحالي، عما سبق. ففي الماضي، كانت الدعاية تتركز في أفيشات الشوارع فقط، أما الآن فإعلانات التلفزيون والكليبات الغنائية لها دور مهم، وأنا أرى أن الدعاية كافية لفيلمي من كل الوجوه.

·         كيف رأيت المنافسة في عيد الأضحى المبارك؟

- أنا لا أفكر في أعمال الآخرين، أهتم فقط بعملي ولا أنظر إلى المنافسة. فلكل نجم مكانة عند الجمهور تزيد وتقل بإتقانه في العمل لا بنجاحات الآخرين.

·         اعتدت الغناء في أغلب أعمالك السينمائية، فلماذا لم تفكر في عمل ألبوم غنائي؟

- أنا في المقام الأول ممثل، ولو كنت أقوم بالغناء في أعمالي السينمائية فأقدمه على سبيل الأداء وليس الطرب، بالإضافة إلى أني أقوم بالغناء على حسب الأحداث المتواجدة في الفيلم، وفي حالة عدم وجود مبرر فني لذلك داخل الفيلم فلن أقوم بذلك. وعلى سبيل المثال لم أقم بالغناء في «فول الصين العظيم» بسبب عدم وجود حدث يجعلني أقوم بالغناء، ولذلك لن أفكر في الغناء بشكل احترافي فأنا لا أجيده. وبرغم أنه عندما عرض فيلم «همام في أمستردام» فوجئت باتصال من أحد الأشخاص يطلب مني إحياء فرح لكني رفضت وأخبرته أنني ممثل مش مطرب.

·         لكن من حقك جمع أغانيك في سي دي وبيعها؟

- منذ شهرين، وأثناء احتفالي بعيد ميلاد ابنتي، اكتشفت أن معظم الأغاني الموجودة مع الدي جي من أغاني أفلامي. وبرغم ذلك لن أقوم بجمعها، فهي منسوبة لأفلامي فقط. ولن أقوم بالغناء إلا لأفلامي ولن أقوم حتى بالغناء في أفلام غيري.

·         في السنوات الأخيرة قمت بعمل أكثر من عمل إذاعي، هل من المتوقع أن يستمر ذلك خلال السنوات القادمة؟

- أقوم بأداء الأعمال الإذاعية منذ خمس سنوات، واعتدت على القيام بذلك، وأصبح هذا ضمن جدولي الأساسي. وأرى أن الأعمال الخاصة بالإذاعة في تقدم مستمر وأصبحت اتجاها للعديد من النجوم، وأنا أقوم بالتحضير لمسلسل إذاعي في رمضان المقبل.

·         هل تواجدك بأعمال في الإذاعة يأتي تعويضا لغيابك عن الدراما التلفزيونية؟

- أنا ممثل، وأمتلك القدرة على أن أقوم بجميع الأعمال سواء تلفزيونية أو إذاعية أو سينمائية، فكل ذلك يؤدي إلى تواجدي. فأنا أعلم جيدا أني لا أملك رصيدا تلفزيونيا من بطولتي المطلقة، وفكرت كثيرا في العودة إلى الدراما التلفزيونية وأرغب بشدة أن أقدم على هذه الخطوة، لكني حاليا ما زلت في طور التفكير الجاد، والأعمال الدرامية تتطلب وقتا طويلا للتحضير والتصوير قد يستمر لمدة عام كامل ويمنعني ذلك أن أؤدي فيلما سينمائيا في هذا العام.

·         بعد نجاح كبير في المسرح اختفيت، فما السبب؟

- بالفعل قمت بأداء ثلاث مسرحيات لاقت نجاحا كبيرا. وبرغم اشتياقي للتواجد في المسرح، فإن اختفاء القطاع الخاص وعدم وجود أفكار تحمسني الآن جعلني لا أفكر في المسرح في الوقت الحالي. أيضا يحتاج المسرح لوقت كبير ولا يحتمل أن أقوم معه بأمور أخرى، ومتطلبات الحياة لا تحتمل ذلك. مع إشادتي بالدكتور أشرف زكي الذي يعمل جادا على تطوير المسرح الحكومي بالعروض الكثيرة.

·         وماذا عن الفوازير، هل تفكر في خوض التجربة مرة أخرى؟

- إطلاقا.. أنا لا أفكر في تكرار هذه التجربة.. ففي الماضي كانت الفوازير لها قيمة كبيرة لدى الجمهور، ولكن الآن الأمر اختلف. فالمشاهدون لا يتابعون الفوازير الآن مثلما كان يحدث، وبالنسبة للاستعراض أستطيع أن أقوم به داخل أفلامي السينمائية.

·         *هل تتابع الوسط الغنائي؟

- طبعا، فأذني موسيقية جدا وأعشق الموسيقى. وأنا أحب فضل شاكر جدا وكلما طرح ألبوما جديدا أتحدث معه عبر الهاتف وأشيد به. ودائما ما أستمع إلى الأغنيات على حسب حالتي المزاجية، وأنا أتابع أغاني عمرو دياب وأعشق ست الكل ملكة الإحساس شيرين عبد الوهاب والجميلة أنغام واللبنانية ديانا حداد.

·         هل تابعت الدراما التلفزيونية في رمضان الماضي؟

- لم يسعفني الوقت لأني كنت منشغلا بتصوير فيلم «أمير البحار» طوال شهر رمضان. ولكن شاهدت في النصف الثاني من رمضان مسلسل «مجنون ليلى» للنجمة ليلي علوي وخالد أبو النجا، واتصلت بالفنانة ليلى علوي وأشدت بالمسلسل من حيث الإخراج والكتابة.

الشرق الأوسط في

25/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)