تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

كيف وافقت وزارة الثقافة على مقاطعة الجزائر فى بينالى الإسكندرية؟

بقلم   سمير فريد

من المؤكد أن وزارة الحكم المحلى لن توافق أى مجلس لأى محافظة على الأصوات القبيحة التى ارتفعت تطالب بتغيير أسماء الشوارع التى تحمل اسم الجزائر، أو أسماء شخصيات جزائرية!

وإذا كانت قيادات نقابات الفنانين قد أخطأت فى حق أعضاء الجمعيات العمومية التى قامت بانتخابها، واتخذت قراراتها الهوجاء بمقاطعة الجزائر من دون العودة إلى هذه الجمعيات، وإذا كانت مباراة مقاطعة الجزائر قد وصلت إلى بعض هيئات التدريس فى كليات وجامعات مصرية، والمفترض أنهم نخبة النخب التى لا تخضع لمنطق القطيع، فكيف وافقت وزارة الثقافة على مقاطعة الجزائر، وإلغاء اشتراك فنانينها فى بينالى الإسكندرية للفنون التشكيلية المقرر افتتاحه فى ١٧ ديسمبر المقبل.

بل وكيف وافقت وزارة الثقافة على ما حدث للوفد الجزائرى فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى تنظمه الوزارة كما تنظم بينالى الإسكندرية، حيث تم تكريم السينما الجزائرية وبعض أعلامها قبل مباراة الخرطوم المشؤومة، ثم عزلتهم إدارة المهرجان فى غرفهم بالفندق بعد المباراة، وألغت الإشارة إلى تكريم السينما الجزائرية فى حفل الختام.. ألم يكن الأصح لو كانت تلك الإدارة تملك ذرة من الحكمة أن يحدث العكس تماماً لإثبات أن دور الفنانين والمثقفين ودور وزارة الثقافة رفض الانسياق لمنطق القطيع!

وكيف وافقت وزارة الصناعة على قرار غرفة صناعة السينما بمقاطعة الجزائر، وهى إحدى غرف اتحاد الصناعات المصرية الذى يتبع الوزارة، وهل دور الغرفة حماية صناعة السينما المصرية فى الجزائر وكل دول العالم أم الانسياق وراء منطق القطيع بدورها، واعتبار أن عدوان بعض «البلطجية» من مشجعى كرة القدم فى الجزائر على بعض مشجعى كرة القدم فى مصر بعد مباراة الخرطوم يستوجب مقاطعة الجزائر كما تقاطع إسرائيل، ومتى يبدأ التطبيع بين مصر والجزائر، وهل أصبح فى صعوبة التطبيع بين مصر وإسرائيل!

لقد كان الصوت الوحيد العاقل بين أصوات مؤسسات النخب هو صوت اتحاد الكتّاب الذى أصدر بياناً عبر فيه عن الأسف لما وقع من أحداث، وناشد الطرفين «شعباً وحكومة وأجهزة إعلام» أن «يتمسكوا بالحكمة، وأن يعملوا العقل، وأن يكون المثقفون طليعة لغيرهم بدلاً من الانسياق وراء الانفعالات واتخاذ القرارات العصبية» وطالب الاتحاد بـ«تطبيق القانون لمحاسبة المخطئين حرصاً على المصير المشترك»، وربما لا يعيب هذا البيان غير تعبير المصير المشترك الأيديولوجى القومى العربى، وقد دخل صراع الأيديولوجيات فى معركة الجزائر من دون مبرر!

المصري اليوم في

30/11/2009

  

عندما ينضم الفنانون إلى المشاغبين ويغيب عنهم صوت العقل بدورهم

بقلم   سمير فريد

صوت العقل مطلوب دائماً، وضرورى لتحقيق التفوق فى كل مجال، وحتى فى مباريات كرة القدم، فمن دون خطة عقلية للمدرب، ومن دون أن يستخدم كل لاعب عقله مع قدمه، لا يمكن لأى فريق أن يفوز، وصوت العقل لا يعنى التنازل عن الحقوق، وإنما هو الطريق الوحيد للحصول عليها، وإذا كان صوت العقل يغيب عادة عن جماهير مشجعى كرة القدم بالذات، ويتحول بعضهم إلى مشاغبين، فليس من المعتاد أن يغيب عن النخب، ولكن هذا ما حدث مع الأسف الشديد بعد أن قام بعض المشاغبين من مشجعى فريق الجزائر بالعدوان على بعض مشجعى فريق مصر فى مباراة الخرطوم.

تحولت مباراة الخرطوم إلى مهزلة بتحويلها إلى مشكلة بين البلدين على المستويين الرسمى والشعبى، ودور النخب فى هذه الحالة الإعلاء من صوت العقل، وليس الانضمام إلى المشاغبين، ولكن الكثير من أعضاء النخب فى مصر انضموا إليهم، ومنهم بعض الفنانين، وفى القاهرة جرت مباراة أسوأ من مباراة الخرطوم المشؤومة، فهذه إسعاد يونس، رئيس الشركة العربية للسينما تعلن مقاطعة الجزائر، وهذا أحمد السقا يعيد إلى مهرجان وهران الجائزة التى فاز بها، وكذلك شريف منير بل وارتفعت أصوات تطالب بتغيير أسماء الشوارع والمدارس التى تحمل اسم الجزائر وبعض أسماء شخصيات جزائرية، وكأن مصر والجزائر أصبحا عدوين إلى الأبد!

وإذا كان من حق الشركات والأفراد اتخاذ ما يرونه من قرارات يدفعون ثمنها وحدهم، فليس من حق قيادات نقابات الفنانين (السينمائيين والممثلين والموسيقيين والتشكيليين) اتخاذ ما أعلنوه من قرارات بمقاطعة الجزائر، والاشتراك فى مباراة مقاطعة الجزائر التى تلحق العار بكل من يشترك فيها، فقد تم انتخاب هذه القيادات من الجمعيات العمومية، ولكن انتخابهم لا يعنى منحهم توكيلات عامة ليفعلوا ما يشاءون، وكان ولا يزال عليهم، العودة إلى الجمعيات العمومية لاتخاذ مثل هذه القرارات من الناحية القانونية، فضلاً عن الناحية الأخلاقية.

إن قراراتهم لا تمثل الجمعيات العمومية إلا إذا وافقت عليها، ومن المؤكد أنها لن توافق لأن أغلب الفنانين فى مصر لا يرون أن مجموعة «بلطجية» من مشجعى كرة القدم فى الجزائر يمثلون كل الجزائر حكومة وشعباً، وأن عدوانهم فى الخرطوم على بعض مشجعى كرة القدم فى مصر يمس الوطن المصرى أو كرامته، فهم يدركون أن الأوطان وكرامة الأوطان أكبر من ذلك، وأن العلاقات بين أى بلدين لا تحكمها المباريات الرياضية مهما كانت أهميتها.

المصري اليوم في

29/11/2009

 

نعم «مصرى بكل فخر».. ولكنه أيضًا «جزائرى بكل فخر»

بقلم   سمير فريد

من حق كل إنسان، بل ومن واجبه، أن يحب وطنه بل إن حب الوطن من المشاعر الفطرية التى لا تحتاج إلى أسباب ولا دوافع، وحتى المهاجر يظل يحب وطنه الأصلى بالفطرة، ولكن الحب شىء والفخر بالوطن شىء آخر، فلابد أن يكون للفخر أسباب ودوافع، ويكون الفخر إيجابيًا، أى لصالح الحاضر والمستقبل، كلما كان يتعلق بما يحدث فى الحاضر، وليس ما حدث فى الماضى.

أقول ذلك بمناسبة حملة شركة «موبينيل» التى تحمل شعار «مصرى بكل فخر» فى صحف وشوارع القاهرة الآن، وذلك فى مواجهة أزمة مباراة كرة القدم بين فريقى مصر والجزائر فى الخرطوم، والتى تحولت من دون أى مبررات عقلية إلى مواجهة بين مصر والجزائر حكومة وشعبًا، ومن البدهى أن كل فريق رياضى وطنى يمثل وطنه، ولكنه ليس الوطن ذاته، وأى عشاق لأى لعبة رياضية يمثلون عشاقها، وليس كل الشعب الذى ينتمون إليه وأى حكومة يجب أن تدعم الفرق الرياضية الوطنية، ولكن من دون أن يؤثر ذلك الدعم سلبًا على المصالح العليا للوطن.

ليس هناك من لا يدين «البلطجة» أو الخروج عن القوانين فى مصر أو الجزائر أو أى بلد من بلاد العالم، سواء بسبب مباراة رياضية أو أى سبب آخر. وكل دولة لكى تكون دولة بحق يجب أن تتصدى للخروج عن القوانين بالتحقيق القانونى، وإحالة المخالفين إلى القضاء لمحاكمتهم، ولكن ما حدث ولا يزال يحدث فى مصر والجزائر منذ مباراة فريقى مصر والجزائر فى الخرطوم «حالة» تجاوزت كل حدود المنطق والعقل من الجانبين، وتؤثر بالسلب على المصالح العليا لكلا البلدين، وذلك بغض النظر عن «العروبة» و»الإسلام»، فقد كان من الممكن أن تحدث نفس التجاوزات لو كانت المباراة بين فريقى مصر أو الجزائر مع فريق آخر من بلجيكا أو أستراليا، وقد ارتبطت تجاوزات «المشجعين» بمباريات كرة القدم فى كل العالم، ولم يسقط قتلى بسبب مباراة الخرطوم إلا فى الجزائر على أيدى جزائريين احتفالاً بالانتصار على فريق مصر!

أغلب الشارع يحب كرة القدم ربما فى كل بلاد الدنيا، ولا غبار على ذلك، ومن الجميل أن تتحول المباريات إلى مناسبة للتعبير عن حب الوطن، ولكن من دون أن يرتبط هذا الحب بكراهية الطرف الآخر لأنه فى هذه الحالة لا يكون تعبيرًا عن حب الوطن، وإنما بحث عن عدو لكراهيته حتى لو لم تكن هناك أسباب تستدعى الكراهية، وهنا يأتى دور «النخبة» فى كل بلد فى قيادة الشارع وتوجيهه، وليس الخضوع للشارع بحثًا عن تأييد وقتى وزائف، وتصفيق يتلاشى صداه مهما كان مدويًا.

المصري اليوم في

28/11/2009

 

«هليوبوليس» فى ٣ عروض كاملة العدد والمخرج فى انتظار جمهور مصر

بقلم   سمير فريد - سالونيك   

عرض الفيلم المصرى «هليوبوليس» أول فيلم طويل لمخرجه أحمد عبدالله السيد فى مسابقة مهرجان سالونيك السينمائى الدولى، أكبر مهرجانات اليونان ومن أكبر مهرجانات أوروبا.

ومثل كل أفلام المسابقة عرض الفيلم ثلاث مرات: العرض الرسمى، وعرض الصحافة، وعرض الجمهور فى ثلاث دور عرض مختلفة، كانت العروض الثلاثة كاملة العدد، وبعد كل عرض جرت مناقشات بين الحاضرين ومخرج الفيلم وبطله الممثل والنجم خالد أبوالنجا، كما جرت مناقشة المخرج فى «ساعة الحوار» التى كانت تنعقد يوميًا من الرابعة إلى الخامسة بعد الظهر.

«هليوبوليس» ثالث فيلم طويل من إنتاج حركة «السينما المستقلة» فى مصر، والتى بدأت منذ أكثر من عشر سنوات باستخدام كاميرا الديجيتال بعد الفيلم الروائى «عين شمس» إخراج إبراهيم البطوط، وهو الأب الروحى لهذه الحركة، والفيلم التسجيلى «سلاطة بلدى» إخراج نادية كامل، وقد فاز «عين شمس» بالجائزة الذهبية فى مهرجان تاور مينا لأفلام دول البحر المتوسط العام الماضى، وكانت أول جائزة ذهبية يفوز بها فيلم مصرى فى مهرجانات أوروبا.

 ورغم عدم فوز «هليوبوليس» فى سالونيك، فقد استقبل استقبالاً جيدًا، وفى تقديرى أن أحد أهم أسباب عدم فوزه بأى من الجوائز الرسمية أو غير الرسمية المستوى الحرفى الردىء لطباعة النسخة السينمائية سواء كان السبب من الطباعة، أو من تحويل الأصل الديجيتال إلى سينما.

لقد شاهدت الفيلم ديجيتال قبل تحويله، وكانت الصورة جيدة، وعندما طلبت منى إدارة المهرجان ترشيح فيلم مصرى لمسابقة دورة اليوبيل الذهبى هذا العام رشحت «هليوبوليس»، وتم اختيار الفيلم بالفعل لمستواه الراقى، وجدته من حيث الأسلوب والرؤية الفكرية، ولكنى صدمت عندما شاهدت النسخة السينمائية فى المهرجان.

وبالطبع فإن الأسلوب والمضمون لا يغنيان عن جودة الصورة من حيث هى صورة، ولعل المنتج الفنان شريف مندور الذى وقف وراء «هليوبوليس» كما وقف من قبل وراء «عين شمس» يرسل نسخة أخرى إلى مسابقة مهرجان مراكش حيث تم اختيار الفيلم كأول فيلم يعرض فى مسابقة مهرجان المغرب.

وفى محاورات جمهور سالونيك مع المخرج الشاب والنجم الشاب كان كلاهما فى ذروة التألق، وفى «ساعة الحوار» قال أحمد عبدالله السيد، الذى درس الموسيقى وجاء إلى الإخراج بعد خبرة سنوات فى المونتاج، إنه بقدر سعادته بعرض الفيلم فى أكثر من مهرجان بقدر انتظاره لرد فعل جمهور السينما فى مصر ولو على خمس أو ست شاشات.

المصري اليوم في

26/11/2009

  

فيلمان من إسرائيل يفوزان بـ٤ جوائز منها الذهبية الثالثة هذا العام!

بقلم   سمير فريد – سالونيك

أعلنت جوائز دورة اليوبيل الذهبى لمهرجان سالونيك السينمائى الدولى، الذى يخصص مسابقته للأفلام الطويلة الأولى أو الثانية لمخرجها. فاز الفيلم الإسرائيلى «عجمى» إخراج إسكندر قبطى ويارون شانى بالجائزة الكبرى «الإسكندر الذهبى» و٤٠ ألف يورو، كما فاز الفيلم نفسه بجائزة أحسن سيناريو لمخرجيه، وبجائزة الجمهور التى تمنح بناءً على استفتاء جمهور المهرجان «٤ آلاف يورو». وفاز الفيلم الإسرائيلى «لبنان» إخراج شامويل ماوز الذى عرض خارج المسابقة بجائزة أحسن فيلم يعبر عن القيم الإنسانية «١٥ ألف يورو».

 هذه هى الجائزة الذهبية الثالثة التى تفوز بها السينما الإسرائيلية، هذا العام، بعد فوز «لبنان» بالأسد الذهبى فى مهرجان فينسيا، وهى أول جائزة ذهبية حصلت عليها السينما الإسرائيلية فى تاريخها، وفوز «عجمى» بالجائزة الذهبية فى مهرجان مونبلييه لأفلام دول البحر المتوسط الذى ينعقد فى المدينة الفرنسية.

توقعنا، أو لم نستبعد فوز «عجمى» لأسباب سياسية لأنه أول فيلم يشترك فى إخراجه عربى ويهودى من إسرائيل، ولتوق العالم إلى السلام فى فلسطين، ولكن لم نتوقع أن يفوز بالجائزة الذهبية لأنه ليس فيلماً ذهبياً من الناحية الفنية. ولاشك أن جائزة السيناريو محاولة من لجنة التحكيم لإثبات أن فوز الفيلم بالجائزة الذهبية لم يكن لأسباب سياسية فقط ولكنه يظل فيلماً متواضعاً حتى لو فاز بأوسكار أحسن فيلم أجنبى حيث يمثل إسرائيل فى الأوسكار، العام المقبل.

فاز الفيلم الرومانى «ميدالية الشرف» إخراج كالين نيتزير بجائزة لجنة التحكيم الخاصة «الإسكندر الفضى» و٢٥ ألف يورو، وكان أحق بالفوز بالإسكندر الذهبى، خاصة أنه الفيلم الوحيد فى المهرجان الذى فاز بأربع جوائز هى بالإضافة إلى الإسكندر الفضى أحسن سيناريو لكاتبه تيودور فوكان «مناصفة مع (عجمى)»، وأحسن ممثل «فيكتور ريبينجوك» وجائزة الاتحاد الدولى للصحافة السينمائية «فيبريس» لأحسن فيلم فى المسابقة، وجائزة الاتحاد اليونانى للحرف السمعية البصرية «إتيكا».

وقد شهد المهرجان العرض العالمى الأول للفيلم الرومانى الذى يؤكد النهضة التى تشهدها السينما الرومانية فى العقد الأول من القرن الميلادى الجديد، وبعد عقدين من سقوط ديكتاتورية شاوشيسكو «الشيوعية».

ويعبر الفيلم عن تحولات رومانيا من الديكتاتورية إلى الديمقراطية من خلال بطله «٧٥ سنة» بعد أن أخبرته وزارة الدفاع بأنه حصل على ميدالية الشرف لاشتراكه فى الحرب العالمية الثانية عن طريق الخطأ، وتم استردادها منه.

وفاز روبرتو بيريز كاتو بجائزة أحسن إخراج عن الفيلم المكسيكى «لا اتجاه للشمال»، وبجائزة أحسن ممثلة روث نيريرى عن دورها فى الفيلم البلجيكى «يوم اللعنة» إخراج فيليب فان ليو، وبجائزة أحسن إسهام فنى فيلم كوريا الجنوبية «شخص مفقود» إخراج لى سيو.

المصري اليوم في

25/11/2009

  

العناق العظيم بين الفنون وحتى لا تكون السينما فى «حارة يهود»!

بقلم   سمير فريد- سالونيك

لم يعلن فنان السينما اليونانى الكبير ثيو أنجلوبولوس فى ساعة متأخرة من مساء الأحد جوائز مهرجان سالونيك السينمائى الدولى الـ ٥٠ فقط، وإنما أُعلنت أيضاً جوائز ملتقى الإنتاج المشترك حيث تتم المنافسة بين ١٧ سيناريو جرى اختيارها فى سنة كاملة، ويشترك فيها من العالم العربى الأردنى حازم بيطار «سيناريو ماراجوه» مشروع فيلمه الطويل الأول، والسوريتان رنا قزقز وإيناس خلف «سيناريو مناظر دمشقية» وهو أيضاً مشروع فيلمهما الطويل الأول.

وكما أن من أهداف أى مهرجان دولى، ومن فكرة الدولية أساساً التفاعل بين المحلى والإقليمى والعالمى، فإن من أهداف المهرجانات أيضاً أياً كان تخصصها «سينما أو مسرح أو كتاب إلى آخره» التفاعل بين الفنون والفنون والآداب، أو هذا ما يجب حتى لا يكون أى فن فى «حارة يهود»، وهو التعبير المستمد من عزل اليهود فى حارة، سواء بإرادتهم أو دون إرادتهم، والسينما هى أكثر الفنون تعبيراً عن العناق بين الآداب والفنون، فالأدب مصدر رئيسى لإلهام فنانى السينما، وتكوين الكادر السينمائى على علاقة وثيقة بالرسم والنحت، والتمثيل عنصر مشترك بين السينما والمسرح، وكذلك الموسيقى من حيث إن الفيلم عمل فنى فى الزمان مثل العمل الموسيقى، وفى أغلب الأفلام موسيقى مؤلفة وديكور وأزياء تشكيلية، وفى كل الأفلام مصور فوتوغرافى وراء كاميرا السينما.

ويتراوح اهتمام مهرجانات السينما بذلك العناق العظيم بين الفنون والآداب، ويعتبر مهرجان سالونيك نموذجياً فى التعبير عن ذلك، هناك دروس السينما، وكان عددها هذا العام ثمانية: أربعة عن الإنتاج الكبير والمحدود والدولى وتصميم الإنتاج، ودرس عن الموسيقى، وسادس عن السيناريو، وسابع عن الفيديو والسينما، وثامن عن الروائى والتسجيلى، وهذه الدروس لأساتذة ومبدعين كبار من هوليود إلى صربيا، وهناك خمس ندوات عن السينما المستقلة والسينما والبيئة والمهرجان فى ٥٠ سنة، والفنون فى مقدونيا وجوائز السينما.

وإلى جانب المحاضرات والندوات هناك ثمانية معارض صور ووثائق وفيديو عن «هيرزوج والسينما»، و«هيرزوج: السينما تجسيد»، و«أسرار المخرج المكسيكى جوليرمو ديل تورو»، و«فيديو آرت من النمسا»، و«مدير الإنتاج اليونانى العالمى فوتوبولوس»، ومعرض للمصور الفوتوغرافى اليونانى العالمى تسيراس»، وسابع فيديو يونانى لـ ١٢ رجلاً و١٢ امرأة، وثامن لطلبة معاهد السينما فى اليونان.

كما أقيمت أثناء المهرجان ست حفلات موسيقية، وأصدر المهرجان عشرة كتب عن السينما.

المصري اليوم في

24/11/2009

 

اليوم تعلن جوائز مهرجان سالونيك والأمل كبير فى فوز «هليوبوليس»

بقلم   سمير فريد

تعلن اليوم جوائز مهرجان سالونيك الدولى الـ ٥٠، ثم يعرض فيلم آلان رينيه «العشب البرى»، وهو مسك الختام بكل معنى هذه العبارة، مرة أخرى هذا العام يعرض فى مسابقة مهرجان دولى فيلم من مصر وآخر من إسرائيل، بعد عرض «المسافر» إخراج أحمد ماهر فى مسابقة مهرجان فينسيا مع «لبنان» إخراج شامويل ماوز..

ولكن بينما كان «لبنان» إحدى روائع مسابقة فينسيا واستحق الفوز بالأسد الذهبى، فإن الفيلم الإسرائيلى، الذى يشترك مع «هليوبوليس» فى مسابقة مهرجان سالونيك «عجمى» إخراج إسكندر قبطى ويوران شانى، لا يستحق الفوز بأى جائزة، بل لا يستحق العرض فى مهرجان دولى، ولا حتى فى أحد البرامج الموازية.

نعم، عرض الفيلم فى ختام برنامج «نصف شهر المخرجين» فى مهرجان «كان»، وفاز بالجائزة الذهبية فى مهرجان مونبلييه لأفلام البحر المتوسط، بل ليس من المستبعد أن يفوز بجائزة فى سالونيك اليوم، ولكن ليس لأسباب فنية، فلا يزيد مستواه على مستوى الأفلام المصرية التجارية العادية فى الخمسينيات، وأنما لتوق الجميع إلى السلام فى فلسطين بعد الحرب التى لم تتوقف منذ ستين سنة رسمياً، ومنذ مائة سنة فعلياً، واستغلال إسرائيل هذا التوق بإنتاج فيلم يشترك فى إخراجه مخرج عربى من إسرائيل، وآخر يهودى، ورغم المنافسة الشديدة، فالأمل كبير فى فوز «هليوبوليس».

موضوع المنافسة بين المهرجانات هو العروض العالمية الأولى لأفلام منتظرة، أو اكتشافات جديدة، والمهرجانات الكبرى الثلاثة فى «برلين» و«كان» و«فينسيا»، تحصل على ٧٥ فى المائة من العروض العالمية الأولى لهذه الأفلام، وتتنافس المهرجانات الأخرى للحصول على الـ٢٥ فى المائة الباقية، ولذلك يستمر العمل طوال العام، لأن إنتاج الأفلام لا يتوقف طوال العام وكل عام، ودعك من الذين يقولون إن مهرجانات نهاية العام لا تجد أفلاماً، وبرلين يغلق باب التقدم للاختيار يوم ٣٠ أكتوبر.

ولكن العروض العالمية الأولى إذا لم تتيسر فى أى مهرجان، فإن إدارته توفر لجمهورها من السينمائيين والنقاد وعشاق السينما، وهم غير جمهور دور العرض العادية بالطبع، العديد من روائع الأفلام التى عرضت فى المهرجانات الأخرى..

ويعرض سالونيك من هذه الأفلام العشرات من الأفلام التى فازت فى «برلين» و«كان» و«فينسيا» و«لوكارنو» و«روتردام»، أو التى لفتت الأنظار فى هذه المهرجانات وغيرها، وهى الأفلام التى لم يعرض منها فى مهرجان القاهرة غير بعض أفلام المخرجين العرب.

المصري اليوم في

23/11/2009

  

تكريم ورنر هيرزوج فى سالونيك أو هكذا يكون التكريم الحقيقى

بقلم   سمير فريد – سالونيك

يتكون برنامج مهرجان سالونيك فى دورة اليوبيل الذهبى التى تنعقد فى المدينة اليونانية التاريخية الشهيرة من البرنامج الرسمى (المسابقة- خارج المسابقة- عروض خاصة) والبرنامج اليونانى (عروض خاصة- أفلام الديجيتال- أفلام الطلبة) وبرنامج أيام السينما المستقلة (البرنامج الرسمى- عروض خاصة- أفلام للأطفال- برنامج صعود السينما فى الفلبين- برنامج أفلام أبينك اليابانية- أفلام شباب أمريكا- اسم للترقب: الألمانية الشابة مارين آدى) وبرنامج نظرة على البلقان (البرنامج الرسمى- تكريم جوران باسكاليفيتش من صربيا بعرض كل أفلامه) وبرنامج ما بعد الحكاية أو أفلام عن الحب، وبرنامج ملتقى الأفلام التجريبية، وأغلبه أفلام قصيرة.

يبلغ عدد أفلام المهرجان الطويلة والقصيرة ٢٤٠ فيلمًا من مختلف دول العالم مع التركيز على السينما اليونانية وسينما البلقان والسينما الأوروبية ثم السينما فى قارات العالم الأخرى، وهكذا تكون الاستراتيجية الصحيحة لأى مهرجان دولى، حيث يعنى بالسينما المحلية (اليونان) وسينما الإقليم (البلقان) وسينما القارة (أوروبا) ووضعها بين سينمات الدول والأقاليم والقارات الأخرى، وإلى جانب تكريم باسكاليفيتش، يكرم المهرجان فنان السينما الألمانى العالمى الكبير ورنر هيرزوج بعرض كل أفلامه الطويلة والقصيرة من كل الأطوال والأنواع، وعددها ٥٢ فيلمًا، فى نسخ جديدة مرممة بالتعاون مع معهد جوتة فى أثينا.

وهكذا يكون التكريم الحقيقى فى أى مهرجان: تكريم شخصية دولية من الإقليم، وأخرى دولية من القارة، وليس من الضرورى تكريم شخصية من بلد المهرجان لأنه مهرجان دولى، أى تكريم اثنين أو ثلاثة فقط حتى لا يفقد التكريم قيمته، وإلى جانب كل أفلام الشخصية المكرمة يتم منحها الإسكندر الذهبى التذكارى رمز المهرجان، وإصدار كتاب شامل عنها بلغة البلد (اليونانية) وبالإنجليزية، وإقامة حوار خاص معها، ويبتكر «سالونيك» فى الحوار مع الضيوف، حيث لا يخصص مؤتمرًا صحفيًا بعد كل عرض، وإنما يخصص ساعة يوميًا باسم «ساعة الحوار» من الرابعة إلى الخامسة بعد الظهر، وهو حوار مفتوح من دون موضوع محدد، أى عن الأفلام وغيرها من الموضوعات.

وليس هناك معرض واحد عن هيرزوج، وإنما معرضان، الأول شامل بالتعاون مع متحف تورينو للسينما، أى وثائق وصور وملصقات، والثانى يقتصر على الفوتوغرافيا فقط للمصور السويسرى بيت برسير، الذى صور أغلب أفلام هيرزوج فوتوغرافيا، كما صوره أثناء العمل خلف الكاميرا.

المصري اليوم في

22/11/2009

 

«هليوبوليس» الفيلم العربى- المصرى- الوحيد فى مهرجان سالونيك الدولى الـ٥٠

بقلم   سمير فريد – سالونيك

بغض النظر عن تصنيف الاتحاد الدولى للمنتجين فى باريس لمهرجانات السينما فى العالم، فإن المهرجانات الكبرى فى العالم هى برلين فى فبراير وكان فى مايو وفينسيا فى أغسطس، وكلها فى أوروبا، وفى أوروبا أيضًا سبعة مهرجانات أخرى مهمة، وإن لم تكن فى حجم الثلاثة الكبار، وهى روتردام فى هولندا ولوكارنو فى سويسرا وسان سباستيان فى إسبانيا وموسكو فى روسيا وكارلو فى فارى فى الجمهورية التشيكية وتورينو فى إيطاليا وسالونيك فى اليونان، وهذا إلى جانب المهرجانات النوعية وأهمها كليرمون فيران للأفلام القصيرة وأنسى لأفلام التحريك فى فرنسا وامستردام للأفلام التسجيلية فى هولندا.

سالونيك الذى تنعقد دورته الـ٥٠ من ١٣ إلى ٢٣ نوفمبر الحالى (دورة اليوبيل الذهبى) يتميز بالتركيز على البرامج الثقافية والتأكيد على العلاقات بين السينما والفنون الأخرى أكثر من أى مهرجان، وبمناسبة اليوبيل الذهبى ارتفعت القيمة المالية لجائزتيه الذهبية والفضية فى المسابقة المخصصة للأفلام الطويلة الأولى أو الثانية لمخرجيها إلى ٤٠ ألف يورو و٢٥ ألف يورو، ويتولى رئاسة لجنة التحكيم فنان السينما اليونانى العالمى الكبير ثيو انجلوبولوس، وهو أحد أعمدة المثلث الذهبى الذى وضع السينما اليونانية على خريطة السينما العالمية مع ميشيل كاكويانس وجول داسان، ولا ننسى الموسيقار نيودراكيس، والممثلتين ميلينا ميركورى وإيرين باباس.

افتُتح المهرجان بالفيلم الألمانى «مطبخ الروح» إخراج فاتح أكين الذى عرض فى مسابقة مهرجان فينسيا وفاز، ويختتم بالفيلم الفرنسى «العشب البرى» إخراج آلان رينيه الذى عرض فى مسابقة مهرجان كان، ولم يفز رغم استحقاقه للفوز بالسعفة الذهبية.

وفى المسابقة ١٥ فيلمًا من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا ورومانيا والمجر واليونان (فيلمان)، ومن آسيا ٣ أفلام من كوريا الجنوبية والفلبين وإسرائيل، ومن أمريكا اللاتينية ٣ أفلام من الأرجنتين وكولومبيا والمكسيك، ومن أفريقيا والعالم العربى الفيلم المصرى «هليوبوليس» إخراج أحمد عبدالله السيد، وهو الفيلم العربى الوحيد فى كل المهرجان.

هذا هو أول فيلم مصرى يعرض فى مسابقة المهرجان منذ عام ١٩٩٩ حين عرض «الأبواب المغلقة» إخراج عاطف حتاتة وفاز بجائزتى أحسن سيناريو لمخرجه وأحسن ممثلة (سوسن بدر)، وكان رئيس لجنة التحكيم كاتب السيناريو الإيطالى العالمى الكبير تونينو جويرا.

ولم يكن اشتراك «هليوبوليس» سهلاً مع غياب أفلام من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا واليابان والبرازيل والصين وغيرها من صناعات السينما الكبرى فى أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

المصري اليوم في

21/11/2009

  

كيف تخرج فيلمك الأول ثم تصبح محكماً قبل إخراج الثانى؟!

بقلم   سمير فريد

الأصل فى حضور أى نجم سينمائى لمهرجان قومى أو إقليمى أو دولى أن يكون له فيلم فى المسابقة أو خارج المسابقة، فيحضر عرضه مع فريق الفيلم، ويشترك فى مناقشته مع النقاد بعد العرض.

ولكن انتشر فى السنوات الأخيرة، خاصة فى المهرجانات العربية حضور نجوم من دون أفلام، وبالذات فى حفلات الافتتاح والختام، والحصول على أجر مقابل الحضور، وهذا منطقى لأن النجم فى هذه الحالة يقوم بـ«الإعلان» عن المهرجان مثل النجوم الذين يشتركون فى إعلانات عن بضائع تجارية كالصابون والسيارات وغير ذلك.

والسبب فى هذه الظاهرة الاهتمام الشديد بحفلات الافتتاح والختام حتى أصبح فيلما الافتتاح والختام على الهامش، والسبب فى هذا الاهتمام الشديد بهذين الحفلين اللذين باتا أقرب إلى كابوسين لإدارة أى مهرجان هو التليفزيون الذى يسعى إلى تقديم «سهرة» جذابة، ولا يجذب الجمهور أكثر من النجوم.

وتحولت المسألة إلى عملية تجارية خالصة، فالتليفزيون يدفع الأموال لإدارة المهرجان، والإدارة تدفع للنجوم مقابل الحضور، والتليفزيون يحصد ما دفعه من خلال الإعلانات التى تعرض أثناء السهرة، ولكن السؤال هو أين السينما من كل هذا، والأصل فى المهرجانات أن تفيد السينما لأنها مهرجانات للسينما!

ولا يجب الخلط بين حضور نجم من دون فيلم وتكريم نجم فى أى مهرجان، فالتكريم يعنى أن يعرض للنجم أهم أفلامه عبر تاريخه، وليس فيلماً واحداً ويكتمل بإصدار كتاب عنه، وإقامة ندوة معه أما التكريم من دون فيلم ولا كتاب ولا ندوة، فلا يختلف عن إيجار نجم للدعاية للمهرجان سواء حصل على أجر أو لم يحصل، ومن البدهى أنه كلما زاد عدد المكرمين، بدا الأمر تغطية لضعف المهرجان، وفى المهرجانات الكبيرة والمحترمة لا يزيد عدد المكرمين على شخصية واحدة أو ثلاث بحد أقصى.

وإذا كان من الممكن فهم ظاهرة «السهرات التليفزيونية» فى مهرجانات السينما، فما لا يمكن فهمه ما حدث فى بعض المهرجانات العربية هذا العام، وهو وجود نجوم جدد فى لجان التحكيم مثل منة شلبى وغادة عادل وسمية الخشاب لم تصبح لديهم الخبرة الكافية التى تؤهلهم للتحكيم مما يفقد الجوائز مصداقيتها وكذلك وجود مخرجين فى لجان التحكيم لم يخرج أى منهم سوى فيلم واحد مثل ليث سالم ونادين لبكى وآن مارى جاسر حيث يجدون أنفسهم يحكمون على الأفلام قبل إخراج الفيلم الثانى، أم أن الخبرة لم تعد ضرورية للاشتراك فى لجان التحكيم!

المصري اليوم في

18/11/2009

 

 

هل من الممكن أن يكون مشروع الفيلم الجديد أفضل من «الرسالة»؟

بقلم   سمير فريد

أعلن فى قطر عن مشروع إنتاج فيلم جديد عن حياة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، يشرف على كتابته الشيخ يوسف القرضاوى، والمشروع من الإنتاج الكبير بأسلوب هوليوود، وتتم صناعته بواسطة سينمائيين من عاصمة السينما الأمريكية، وإن لم يتحدد بعد اسم مخرج الفيلم، والأرجح أن يكون من هوليوود أيضاً، أو «هوليوودى» من أى مكان.

إشراف الشيخ القرضاوى على نص الفيلم المكتوب يضمن دون شك أعلى درجات الدقة العلمية، فهو عالم حقيقى من علماء الدين الإسلامى فى زمن عز فيه العلماء الحقيقيون، وارتفعت أصوات من يتاجرون بالإسلام، ويستغلون إيمان المسلمين بدينهم، وحبهم لرسوله الكريم، بل هناك ما يشبه الإجماع على أن الشيخ القرضاوى هو الأكثر علماً بين كل علماء الإسلام الأحياء، أطال الله عمره لينفع الناس بالمزيد من العلم.

ولكن ضمان الدقة العلمية فى هذا المشروع لا يكفى لتحقيق الغرض من إنتاجه، وهو أن يعبر عن صحيح الإسلام فى مواجهة الفكرة التى أصبحت سائدة عنه فى عالمنا المعاصر، وهى أنه دين يحُض على العنف، ويحتقر الحياة الإنسانية بعد جريمة الحادى عشر من سبتمبر ٢٠٠١، ومشاهد ذبح البشر بالسكاكين مثل الحيوانات، والمفاهيم التى لم يعرفها التاريخ من قبل لـ«المقاومة».

وهناك ثلاثة أسباب لعدم ضمان أن يحقق المشروع ذلك الغرض النبيل من إنتاجه، أولها أن تغيير الفكرة التى أصبحت سائدة عن الإسلام لا يكون بإنتاج فيلم أو حتى عشرات الأفلام، وإنما بتغيير الأفعال التى أدت إلى شيوع هذه الفكرة فى الواقع، وليس على شاشات السينما، والسبب الثانى أن الأفلام الهوليوودية من الإنتاج الكبير لا تأتى كبيرة كأعمال فكرية إلا فيما ندر مهما كانت موضوعاتها والسبب الثالث درامى بحت، وهو أن ذلك المشروع لا يمكن أن يكون مقنعاً لأى مشاهد وبطله - أى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام - غائب، وكذلك كل صحابته وأغلب معاصريه، فالسينما الروائية، أو التمثيلية هى فن التجسيد، وحتى عندما تم إنتاج فيلم تحريك عن حياة الرسول، وهو فن تجريدى، ظل البطل وصحابته ومعاصروه غائبين.

وليس المقصود المطالبة بتجسيد شخصية الرسول أو أى من الشخصيات التى تواضع المسلمون على رفض تجسيدها، وإنما المقصود تأمل تجربة فيلم «الرسالة» الذى أخرجه الراحل مصطفى العقاد عام ١٩٧٧، والإجابة المتأنية عن السؤال عنوان هذا المقال.

المصري اليوم في

16/11/2009

  

اليوم «النجم» فى نادى السينما الإيطالى وموقع للسينما فى يوبيل معهد جوته

بقلم   سمير فريد

فى الستينيات والسبعينيات من القرن الميلادى الماضى، وبفضل نقاد السينما الجدد، كانت حركة نوادى السينما فى مصر من أهم حركات نوادى السينما فى العالم العربى، بل لقد كان عدد أعضاء نادى سينما القاهرة، فى عصره الذهبى يجعله الأكبر فى العالم كله (٥ آلاف عضو)، وفى هذه النوادى تعلم كل المخرجين الذين جددوا السينما المصرية ممن لم يتح لهم السفر إلى الخارج، والأهم أن تلك الحركة ساهمت أكثر من أى شىء آخر فى صنع الجمهور الذى يشاهد أفلام هؤلاء المجددين، ويدعمها فى السوق.

الآن لم تعد هناك نواد للسينما فى مصر إلا فى المراكز الثقافية الأجنبية التى تعنى بأن تكون نوافذ ثقافية حقيقية، وهى مراكز فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا واليابان، أما المركز البريطانى فقد أغلق مكتبته لتناقص عدد روادها، ولو طبق هذا المبدأ لتم إغلاق دار الكتب الوطنية فى لندن، ودعك من المركز الأمريكى الذى لم يعد له وجود.

اليوم فى نادى سينما المركز الإيطالى فى السادسة والثامنة مساء يعرض «النجم» إخراج باولو سوزتينو، ويوم ٢٢ نوفمبر «جومورا» إخراج ماثيو كارونى، وكلاهما فازا فى مهرجان «كان» العام الماضى، ومن أهم أفلام النادى الإيطالى الذى يقام كل أحد فى ديسمبر القادم يعرض «كارا فاجيو» إخراج إنجيلو لونجونى إنتاج ٢٠٠٦.. عن حياة الرسام الشهير يوم ٢٠ ديسمبر، و«شياطين بطرسبرج» إخراج جوليانو مونتالدو إنتاج ٢٠٠٨ عن حياة الكاتب الروائى الروسى دستويفسكى يوم ٢٧ ديسمبر.

وفى احتفاله باليوبيل الذهبى نظم معهد جوته أو المركز الثقافى الألمانى برامج عديدة متميزة فى الآداب والفنون، منها عرض فرقة بينا باوش للرقص الحديث فى دار أوبرا القاهرة، وفى قاعة المعهد عرض الفيلم التسجيلى الذى أخرجته آن لينزل عن الفرقة عام ٢٠٠٦، وقدم محاضرة للباحث توماس توراوش عن فن بينا باوش التى توفيت فى صيف هذا العام.

وبمناسبة مرور ٢٠ سنة على سقوط جدار برلين، قدم نادى السينما بمعهد جوته برنامجًا خاصًا بعنوان «الأسوار الداخلية» تضمن أربعة من أهم الأفلام الألمانية حول فترة تقسيم ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية ووحدتها من جديد بعد سقوط الجدار، ويصل احتفال اليوبيل الذهبى إلى ذروته يوم ٩ ديسمبر القادم حيث يتم إطلاق موقع Arab shorts.net على النت، ويتضمن ٩٠ فيلمًا قصيرًا عربيًا اختارها عماد مبروك من مصر ورشا سالتى من لبنان وبشرى خليلى من المغرب وأوروا نايرابيا من سوريا ولارا خالدى من فلسطين وعلاء يونس من الأردن وهيج إيفاز يان من الخليج ومؤنس خامار من الجزائر تحت إشراف مارسيل شفيرين من ألمانيا.

المصري اليوم في

15/11/2009

 

مهرجان شاشات الخامس لأفلام المرأة فى رام الله و٧ مدن فلسطينية

بقلم   سمير فريد

الغارقون فى الأوهام الأيديولوجية «أى الذهنية» بعيداً عن حقائق الواقع والتاريخ، ولا يدركون أن الحق لا ينتصر لأنه حق، وإنما تلزمه القوة وأن القوة ليست فقط القوة العسكرية إذا لم تتوفر، هؤلاء لا يدركون أيضاً أن مجرد وجود أى مساحة من أرض فلسطين باسم فلسطين يضرب الحركة الصهيونية فى مقتل، ويكشف تناقضات أيديولوجيتها التى تخلط الدين بالسياسة، والتاريخ مع الأساطير.

ولذلك فإن واجب كل فلسطينى فى المنفى أن يعود إلى أى أرض فلسطينية محررة، ويفرض بذلك حق العودة بغض النظر عن موافقة أو عدم موافقة إسرائيل، إلا إذا كان وجوده فى المنفى يخدم قضية شعبه أفضل من وجوده على أرضه، وقد أدركت السينمائية الفلسطينية علياء أرصغرلى ذلك، وعادت من كندا إلى رام الله، وأنشأت مؤسسة شاشات ونظمت مهرجاناً لأفلام المخرجات باسم شاشات، وفى يوم الخميس الماضى تم افتتاح الدورة الخامسة لهذا المهرجان، والذى يستمر حتى السبت المقبل، ومن دون سجاجيد حمراء أو خضراء (كما كان لون سجادة مهرجان طوكيو هذا العام) أو حمراء إلكترونية كما هو حال مهرجان الدوحة «ترايبكا» الذى انفرد بالسجادة الإلكترونية على كل مهرجانات العالم!

عرض فى الافتتاح أفلام لوميير التى صورت فى فلسطين عام ١٨٩٧، والفيلم التسجيلى «لأن الجذور لا تموت» إخراج نبيهة لطفى عن مذبحة تل الزعتر عام ١٩٧٦، الذى يعتبر من كلاسيكيات السينما الفلسطينية بالمفهوم الذى أقر فى مهرجان بغداد الأول لأفلام فلسطين عام ١٩٧٣، وهو أن كل فيلم يناصر القضية هو فلسطينى أياً كانت جنسيته، وإلى حين أن تصبح هناك جنسية فلسطينية، وفى اليوم الثانى تم عرض فيلمين لمجموعة من ثمانى مخرجات فلسطينيات هن ليالى كيلانى ودارا خضر ونجاح مسلم وأميمة حمودى وزينب الطيبى ورغدة عتمة وأمانى السراحنة وسلام كنعان، الأول بعنوان «القدس قريبة وبعيدة»، والثانى «يوم فى فلسطين».

ومن الأفلام العربية فى المهرجان أيضاً المغربى «الطفل النائم»، إخراج ياسمين قصارى، والذى يعرض فى حضورها، ومن أهم ما يتميز به هذا المهرجان أنه يقام فى رام الله وسبع مدن فلسطينية أخرى من بيت لحم إلى غزة، وبيرزيت ونابلس، أى أنه يقام فى كل فلسطين.

المصري اليوم في

12/11/2009

 

افتتاح مهرجان الأردن الخامس للأفلام القصيرة مع مهرجان القاهرة

بقلم   سمير فريد

افتتح أمس مهرجان الأردن الخامس للأفلام القصيرة والذى تعلن جوائزه فى حفل الختام يوم السبت القادم، وتنظمه تعاونية عمان لصناع الأفلام مع الصندوق العربى لدعم الثقافة والفنون والوكالة الإسبانية للتعاون الثقافى، ويديره المخرج الأردنى حازم بيطار.

مثل ملك المغرب الشاب محمد السادس، فإن ملك الأردن الشاب عبدالله الثانى يهتم بالسينما، وتطوير صناعة السينما فى بلاده، وكذلك جمهور السينما من خلال المهرجانات، ومع تولى كل منهما الحكم بدأت السينما فى المغرب والأردن مرحلة جديدة بكل معنى كلمة جديدة، وفى هذا الإطار يأتى مهرجان الأردن الخامس للأفلام القصيرة، والذى افتتح فى نفس يوم افتتاح مهرجان القاهرة.

ينظم المهرجان مسابقتين إحداهما دولية والأخرى عربية بنفس المنطق الذى أصبح سائدًا فى المهرجانات العربية ماعدا مراكش، ولا يوجد بالطبع ما يحول دون ذلك فى أى مهرجان، ولكنه يفقد أى مهرجان دوليته، فمن البدهى أن الغرض من المهرجانات الدولية تنمية القدرة التنافسية بين الأفلام المحلية والأفلام العالمية لكى تصل المحلية إلى المستوى العالمى، ومن البدهى أن الاشتراك أو الفوز فى مهرجان محلى أى للسينما المصرية أو المغربية، يختلف تمامًا عن الاشتراك أو الفوز فى مهرجان إقليمى، كما يختلف عن الاشتراك أو الفوز فى مهرجان دولى، وكيف تتطور السينما العربية بعيدًا عن السينما العالمية.

يعرض المهرجان فى مسابقته الدولية ٢٠ فيلمًا من ١٦ دولة من أوروبا وآسيا والآمريكتين (٣ من بريطانيا، و٢ من كل من روسيا وإيران، وفيلم واحد من كل من إسبانيا وإيرلندا والدنمارك وهولندا والسويد واليونان وإيطاليا وسنغافورة وتركيا والهند والولايات المتحدة وكندا وشيلى) ويعرض فى مسابقته العربية ٢٠ فيلمًا من ١٣ دولة (٤ من مصر، و٣ من الأردن، و٢ من كل من المغرب وفلسطين، وفيلم واحد من كل من سوريا ولبنان والسعودية وسلطنة عمان والإمارات والبحرين، وفيلمان من استراليا ونيوزيلندا لمخرجين عرب أو من أصول عربية).

ومن الأخطاء المنهجية فى مهرجانات العالم العربى، وبعض مهرجانات العالم أيضًا، نسبة الفيلم إلى جنسية مخرجه، وليس إلى جنسية شركة منشأ الإنتاج، وهناك فرق بين الخطأ ووجهة النظر، فالفيلم قد يعبر عن هوية ثقافية غير هوية بلد الإنتاج، ولكنه يظل جزءًا من تاريخ السينما فى بلد الإنتاج، وليس جزءًا من تاريخ السينما فى البلد الذى ولد فيه، أو هاجر منه، وإلا لتطلب الأمر اعادة النظر فى كل تاريخ السينما.

المصري اليوم في

11/11/2009

 

اليوم افتتاح مهرجان القاهرة.. وبوليوود ضيف الشرف وفيلم الافتتاح ورئاسة التحكيم

بقلم   سمير فريد

كانت القاهرة فى العصر الذهبى للسينما المصرية من ١٩٣٣ إلى ١٩٦٣ تسمى هوليوود الشرق، وعندما بدأت الكتابة عن السينما عام ١٩٦٥ كان هذا التعبير لايزال سائداً، ولكنى اشتركت فى مقاومته مع نقاد جيل الستينيات، لأن هوليوود لا تسمى قاهرة الغرب فلماذا تسمى القاهرة هوليوود الشرق..

الهند بلد كبير وعظيم فى كل شىء بما فى ذلك السينما، حيث يتم إنتاج أكبر عدد من الأفلام فى دولة واحدة فى العالم كل سنة (ما يقرب من ألف فيلم)، ولكنها سينما محلية لم تخرج إلى العالم إلا عبر أفلام عدد محدود من المخرجين لا يتجاوز عدد أصابع اليدين أهمهم الراحل ساتيا جيت راى، وعبر التاريخ فإن اشتراك أفلام مصرية فى مسابقات كان وفينسيا وبرلين أكثر من ضعف مشاركات الأفلام الهندية..

وفى محاولة للخروج إلى العالم أطلقت الهند منذ نحو عشر سنوات حملة دعائية كبرى خصصت لها ملايين الدولارات باسم «بوليوود» على وزن هوليوود، ورحبت صحف صناعة السينما الدولية مثل «فارايتى» و«هوليوود ريبورتر» و«سكرين انترناشيونال» وغيرها بالحملات الإعلانية بالطبع، وروجت تعبير بوليوود، بل وحاولت ترويج مورود مع المغرب عندما وضعت سياسة ناجحة لتصوير الأفلام الأجنبية على أرضها، بل وحاولت أن تروج لتعبير أبوظبى وود، ولكن عقلاء الإمارات أوقفوا المحاولة حتى لا تصبح مثاراً للسخرية.

ولكن، ومنذ بدء حملة بوليوود، لم يعرض ولا فيلم هندى واحد فى مسابقة أى من المهرجانات الكبرى الثلاثة، وحتى الاسم الوحيد الذى برز بعد ساتيا جيت راى، وهى المخرجة ميرا ناير، أصبحت تعمل فى هوليوود، أما فيلم «المليونير العشوائى» الذى فاز بالأوسكار فهو فيلم بريطانى خالص صور فى الهند..

وطوال تاريخها كانت السينما الهندية تنافس السينما المصرية فى السوق المصرية والأسواق العربية من الناحية التجارية، وليس من الناحية الفنية، وبينما حوصرت الأفلام الهندية فى مصر عن طريق منع استيراد أكثر من ٥ أفلام فى السنة، أضعفت الأفلام الهندية وجود الأفلام المصرية فى أسواق عربية، خاصة أسواق الخليج، حيث تقيم جاليات هندية كبيرة.

الآن تنشط خطة بوليود فى المهرجانات من مراكش إلى أبوظبى، وتصل إلى مهرجان القاهرة الذى يفتتح اليوم بفيلم هندى ويرأس لجنة تحكيمه سينمائى هندى وضيف الشرف السينما الهندية.

المصري اليوم في

10/11/2009

  

زيارة هند صبرى من أجل إطلاق السجين.. وليست تطبيعاً مع السجان

بقلم   سمير فريد

تابعت بالكثير من الإعجاب والزهو زيارة الممثلة الفنانة الكبيرة هند صبرى، إلى أراضى السلطة الفلسطينية، وحضورها ختام مهرجان القصبة السينمائى الدولى الرابع فى رام الله.

التقت هند صبرى مع رئيس السلطة محمود عباس الذى لم يسع إلى أى سلطة طوال حياته، واستقال من رئاسة مجلس الوزراء الفلسطينى فى عهد ياسر عرفات، وهى استقالة تحريرية ومسببة تدل على مدى إخلاص الرجل لقضية شعبه، ويحمل عباس منذ انقلاب غزة مسؤولية القضية الفلسطينية فى أدق وأصعب وأخطر ظروف مرت بها منذ وعد بلفور عام ١٩١٧ حيث يستبدل حل الدولتين الديمقراطيتين بإقامة دولة دينية إسلامية فى غزة، وأخرى يهودية فى إسرائيل.

وزارت هند صبرى، قبر الزعيم ياسر عرفات، الذى انتقل بالقضية من قضية لاجئين إلى قضية شعب يطالب بحقوقه ويدفع الثمن غالياً من أرواح أبنائه حتى فرض على العالم كله حل الدولتين بينما كانت جولدا مائير فى زمن ما تقول وهى تمسك بأذنها ماذا: فلسطين، إننى لا أعرف عن ماذا تتحدثون (اللقطة مصورة فى العديد من الأفلام).

وزارت هند صبرى قبر الشاعر محمود درويش الذى استطاع بموهبته الأصيلة وثقافته الرفيعة أن يكون صوت شعبه فى العالم، ولم تنتصر البندقية يوماً إلا عندما ارتفعت أصوات الشعراء إلى جانب أصوات طلقات الرصاص.

تابعت الزيارة بالإعجاب لأن هند صبرى لم تعبأ بأعداء حل الدولتين من الطرفين، والذين يرون الحل فى إبادة الشعب الآخر على طريقة هتلر فى «الحل الأخير» العنصرى البغيض وتعبير «الحل الأخير» هو تعبير هتلر الرسمى الذى قصد به إبادة كل من اعتبرهم عالة على الجنس الآرى من اليهود وغير اليهود.

وتابعت الزيارة بالزهو لأى فنانة عربية من تونس وتعمل فى مصر وتونس وكل دول العالم، تصرفت وتم التعامل معها مثل الرؤساء والوزراء، وهو ما يعكس مدى إدراك هذه المجموعة من المثقفين الفلسطينيين المناضلين بحق فى السلطة الفلسطينية أهمية الفنون والآداب ودور المرأة فى الحياة.

لم أكن أعلم أن الراحل العظيم فيصل الحسينى قال إن زيارة السجين ليست تطبيعاً مع السجان، وهو تعبير بليغ وصحيح بغض النظر عن مسألة التصريح بالزيارة عبر السلطات الإسرائيلية، فالمحك هو هل كانت الزيارة لخدمة أى من رافضى حل الدولتين من الطرفين، أم لخدمة هذا الحل، لقد كانت الزيارة من أجل إطلاق السجين، وليست تطبيعاً مع السجان.

المصري اليوم في

09/11/2009

 

إذا لم يكن هذا هو التطبيع الثقافى مع إسرائيل.. فماذا يكون؟

بقلم   سمير فريد

علق أكثر من زميل على «صوت وصورة» يوم الثلاثاء ٢٧ أكتوبر عن مهرجان الدوحة - ترايبكا، وأرجو من القراء الأعزاء العودة إلى المقال المطبوع فى الجريدة، أو المنشور على موقعها عبر الإنترنت فى نفس الوقت، ويحكموا بينى وبين المعلقين.

كان عنوان المقال «قطر كالعادة واضحة مائة فى المائة: مهرجان أمريكى ومبرمج إسرائيلى»، وتضمن أن من بين المبرمجين مخرجاً إسرائيلياً هو إسكندر قبطى، وأنه ينظم برنامجاً بعنوان «تقارب»، وأن أفلام هذا البرنامج حصاد ورشة عمل أشرف فيها على إنتاج أفلام للمخرجين الشباب فى قطر.

علق زميل بأن إسكندر قبطى إسرائيلى، ولكن من عرب إسرائيل، الذين تعرض أفلامهم فى مهرجان «القاهرة»، وأن هذا لا يعنى سيطرة إسرائيل على المهرجان.. ونحن لم نذكر أن وجود هذا المبرمج يعنى سيطرة إسرائيل على المهرجان.

وكل من يحمل الجنسية الإسرائيلية هو إسرائيلى، ولكن ليس كل من يحملها له نفس الموقف من الصراع العربى - الإسرائيلى، سواء من العرب أو اليهود. ولا توجد تصريحات يوضح فيها قبطى موقفه، ولم نشاهد أفلام برنامج «تقارب» لندرك هذا الموقف.

ولكن الواضح من عنوان البرنامج، وكونه حصاداً لورشة عمل مع مخرجين شباب من قطر أنه يستهدف التطبيع الثقافى بين العرب وإسرائيل. ونحن مع حل الدولتين، ولكن التطبيع مع إسرائيل قبل وجود الدولة الفلسطينية لا يستهدف إنجاز هذا الحل على أرض الواقع، وإنما التسليم بالأمر الواقع القائم الذى تريد إسرائيل فرضه على الشعب الفلسطينى.

وما يؤكد ذلك أن قبطى هو أول مخرج من عرب إسرائيل يخرج فيلماً بالاشتراك مع مخرج من يهود إسرائيل، وهو فيلم «عجمى»، (اسم حى فى يافا)، الذى عرض فى ختام برنامج المخرجين فى مهرجان «كان» فى مايو الماضى، ويمثل السينما الإسرائيلية فى مسابقة «أوسكار» أحسن فيلم أجنبى هذا العام، وإذا كان جواز السفر الإسرائيلى لا يحول دون العربى وهويته العربية الثقافية إذا تمسك بها، فإن هذه الهوية لا يجب أن تكون ستاراً للتطبيع.

وردد زميل آخر نفس المعنى عن عرب إسرائيل الذين يشاركون فى مهرجان القاهرة، فلماذا لا يشاركون فى مهرجان الدوحة، ولكنه أضاف أن مقالى كان غامضاً، بينما لا غموض فيه، وأننى ذكرت فيه أن قبطى هو رئيس المهرجان، وهذا غير صحيح، وأنه شاهد فيلم «عجمى» على الإنترنت، ويرى أنه «جهد إبداعى خارق»، وهذا رأيه الذى يختلف عن رأيى تماماً، ولكن من دون أكاذيب ولا نداءات.

هل يرى الزميلان أن تنتقل ورشة قبطى إلى القاهرة، أو أن يعرض مهرجانها أفلام برنامج «تقارب» طالما أنه من عرب إسرائيل ومبدع خارق، وإذا لم يكن هذا هو التطبيع الثقافى مع إسرائيل، فماذا يكون؟!

المصري اليوم في

08/11/2009

 

سلطات الاحتلال السينمائى تفرج عن فيلم سويدى وتعرضه فى مصر

بقلم   سمير فريد

تشهد دور السينما فى مصر حدثًا غير مسبوق، وهو عرض فيلم سويدى لجمهور السينما الذى لا يشاهد إلا الأفلام المصرية والأفلام الأمريكية رغم أن أغلب دول العالم تنتج أفلامًا كل سنة، والفيلم توزعه شركة أمريكية لأنه مصنوع على الطريقة الهوليوودية، وعنوانه «آرن: فارس المعبد» إخراج بيتر فلينث عن الجزءين الأول والثانى من ثلاثية روائية بنفس العنوان للكاتب جان جيلو، وقد تم إنتاجه عام ٢٠٠٧، وتم إنتاج الجزء الثانى عن الجزء الثالث من الثلاثية عام ٢٠٠٨.

الفيلمان أضخم إنتاج فى تاريخ السينما السويدية (٣٠ مليون دولار)، وهما إنتاج سويدى دنماركى نرويجى فنلندى ألمانى مشترك، وتدور أحداث الثلاثية فى القرن الثانى عشر الميلادى أثناء الحروب التى عرفت بـ«الصليبية»، والمسيح عليه السلام منها براء، كما أن الإسلام براء من عصابات القتل والذبح اليوم.. والشخصية المحورية خيالية لفارس سويدى من «فرسان المعبد» الذين اشتركوا فى تلك الحروب، ونقلوا خبراتهم الحربية إلى حروب العائلات- القبائل التى انتهت بقيام مملكة السويد.

يبدأ الفيلم بعدد من اللصوص يطاردون ثلاثة فرسان فى صحراء الشرق العربى، ويتمكن آرن من القضاء على اللصوص وإنقاذ الفرسان، ويكتشف أن من بينهم صلاح الدين الأيوبى. وكما أنقذ آرن حياة الأيوبى ينقذ الأيوبى حياة آرن بعد ذلك أثناء القتال، وبقدر ما يدين الفيلم الحروب باسم الصليب وهى صراع سياسى استخدم الدين، بقدر ما يقدم صورة إيجابية مبالغًا فيها لشخصية صلاح الدين حتى إنه فى إحدى اللقطات يبدو مطابقًا لصورة المسيح فى اللوحات الفنية والفيلم ملحمة كلاسيكية ممتعة، ويتضمن قصة حب رائعة هى المعادل الدرامى الموضوعى لرؤية الكاتب الفكرية الثاقبة للتاريخ، وجميع العناصر الفنية ممتازة خاصة تصوير آريك كريس وموسينى توماس كانتلين وتمثيل يواكيم ناتير كويست فى دور آرن، والعظيمة بيبى اندرسون فى دور الأم ريكيسا، وفينسيت بيريز فى دور الأخ جيلبرت، ورغم هوليوودية الفيلم، ففيه الكثير من جماليات السينما السويدية.

وبالطبع صورت مشاهد الصحراء والحروب الصليبية فى المغرب، واشترك فيه من ممثلى المغرب دريس روكحى فى دور فخر، وزكريا عفيفى فى دور إبراهيم، أما دور صلاح الدين فقام به ميليند سومان، وأقول بالطبع لأن البيروقراطية المصرية أساءت إلى سمعة مصر فى هذا المجال، ومبروك لمن جعلوا المغرب المكان المفضل لتصوير الأفلام الأجنبية ذات الميزانيات الكبرى.

وقد كان الواجب كتابة نقد مفصل للفيلم، ولكن أصله ١٣٩ دقيقة، والنسخة التى تعرض فى مصر ١٢٠ دقيقة فقط، ولذلك يتعذر النقد، وإنما هذه دعوة لعشاق السينما لمشاهدة الفيلم.

المصري اليوم في

07/11/2009

  

حتى «المومياء» فى نسخته الجديدة يعرض لأول مرة فى الدوحة وليس فى القاهرة

بقلم   سمير فريد

كل سينمائى فى العالم يطمح إلى المشاركة فى مسابقات المهرجانات الكبرى خاصة «كان وفينسيا وبرلين»، وكل الجهات المسؤولة عن السينما فى كل دول العالم تسعى للاشتراك فى هذه المهرجانات أيضًا لتكون على خريطة السينما العالمية.

ولذلك فمن المذهل أن يدور الحوار فى مصر عن: هل نشترك بأفلامنا المتميزة فى هذه المهرجانات أم فى مهرجان القاهرة؟!

خاصة إذا كانت من إنتاج وزارة الثقافة التى تنظم المهرجان، مثل «المسافر»، أو حصلت على دعم من الوزارة.

وما يثير الذهول أن المقصود من إنتاج أو دعم الوزارة لبعض الأفلام هو الوصول إلى مسابقات المهرجانات الكبرى، وهو ما حققه أحمد ماهر فى «المسافر» باختياره للاشتراك فى مسابقة مهرجان فينسيا، وما يمكن أن تحققه الأفلام الأخرى بالاشتراك فى مسابقة برلين أو كان أو فينسيا العام المقبل.

المشكلة الحقيقية هى العرض الأول فى مصر والعالم العربى وليس العرض الأول فى العالم.

فلم يكن من المعقول أو المقبول أن يكون العرض الأول لفيلم «المسافر» بعد اشتراكه فى فينسيا فى مهرجان أبوظبى وليس فى مهرجان القاهرة، سواء داخل أو خارج المسابقة.

بل وأن يكون العرض الأول للنسخة الجديدة من فيلم «المومياء» إخراج شادى عبدالسلام (١٩٣٠- ١٩٨٦) بعد ٤٠ سنة من إنتاجه، وبعد عرضها فى مهرجان كان، وفى مهرجان الدوحة وليس فى مهرجان القاهرة.

وقد علمت أن وزارة الثقافة منحت مؤسسة سكورسيزى التى قامت بعمل النسخة الجديدة الحق فى الاشتراك فى المهرجانات، وحتى من دون الاتفاق مع الوزارة، ومن دون علمها، ومن دون علم «لجنة المهرجانات» بالوزارة!

وليس صحيحًا ما يقال عن أن مشكلة مهرجان القاهرة مع الأفلام المصرية منافسة مهرجان دبى الذى بدأ عام ٢٠٠٤ أو مهرجان أبوظبى الذي بدأ عام ٢٠٠٧، وجوائز مهرجان الإمارات المالية الكبيرة، أو ما يتردد عن دفع مبالغ كبيرة مقابل العرض العالمى الأول أو العربى الأول. فلم تختلف مشكلة المهرجان مع الأفلام المصرية قبل مهرجانات الخليج عن مشكلته معها بعدها.

وقد عملت مستشارًا فى أبوظبى فى دورتيه الأولى والثانية، وفى حدود معلوماتى لم يتم دفع أى مبالغ مقابل العروض لأن هذا يعنى أن المهرجانات أصبحت مثل نوادى السينما التى تؤجر الأفلام من الشركات.

ولم يفز أى فيلم مصرى فى مهرجانات الخليج إلا «خلطة فوزية» إخراج مجدى أحمد على فى الدورة الثانية من مهرجان أبوظبى، وقد كانت الجائزة الأولى، ولعلها لا تكون الأخيرة.

كنت صاحب فكرة جوائز المليون دولار فى أبوظبى مقابل العرض العالمى الأول، ولكن مع استثناء الأفلام العربية التى تعرض فى مسابقات كان أو برلين أو فينسيا لأن هذا فى مصلحة السينما العربية، ومن المفترض أن تكون مصلحتها هى مصلحة مهرجانات السينما العربية.

المصري اليوم في

05/11/2009

  

قل ما شئت من آراء ولكن لا تكذب وتعلَّم الفرق بين الآراء والمعلومات

بقلم   سمير فريد

نشرت «روز اليوسف» اليومية فى صفحة السينما يوم الأربعاء الماضى تصريحات للمخرج محمد خان عما نشرته حول مهرجان أبوظبى فى عمودى اليومى بإحدى الجرائد اليومية، والمقصود هذا العمود فى «المصرى اليوم»، وكان من الواجب ذكر اسم الجريدة حتى يعود القارئ إلى العمود على موقع الإنترنت، وتتاح له حرية أن يحكم بنفسه على ما يقرأ.

أغرب ما فى هذا المقال، الذى كتبه الزميل محمد عبدالعزيز الاعتراض على أننى لم أرد على تليفونه المحمول «خاصة بعد الهجوم الذى شنه خان على مدونته»، وكأن من المفترض أن أستيقظ فى الصباح، وأقرأ مدونة خان على الإنترنت، وكأن من المفترض أن أرد على كل مكالمة تليفونية من أرقام مجهولة.

كان محمد خان عضوًا فى لجنة التحكيم، واعتبر الإشارة إلى أن الأفلام المصرية لم تفز بأى جائزة رغم وجود ثلاثة محكمين من مصر هجومًا عليهم، بينما كان هذا إقرار واقع، وليس هجومًا على أحد لأننى لم أحضر المهرجان، وبالتالى لم أشاهد كل أفلام المسابقات لتقييم الجوائز من وجهة نظرى.

ويرى خان أن الدورة الثالثة من المهرجان كانت أحسن دوراته، أى أنها أفضل من الدورتين السابقتين، حيث كنت مستشارًا للمهرجان، وهذا حقه، فالإدارة التى اختارته ليشترك فى التحكيم أفضل من الإدارة التى وجهت إليه الدعوة كضيف «شرف»، ولكنه لا يملك القدرة على المقارنة الموضوعية الموثقة بين الدورات الثلاث.

ويرى خان أن اللجنة التى اشترك فيها كانت أفضل لجنة تحكيم اشترك فيها طوال حياته، وهذا حقه أيضًا، وقد جعلت للمحكمين أكبر مكافأة من نوعها فى العالم عندما كنت أعمل فى المهرجان تقديرًا لوقتهم وجهدهم، ولكن الأفضل أن يترك الحكم عليها للنقاد، وليس أن يمتدح نفسه واللجنة التى شارك فيها، وكنت احترامًا لإدارة المهرجان وأعضاء اللجنة لم أشر إلى الخيبة المهنية المتمثلة فى تصريح مدير المهرجان الجديد فى «فارايتى» عدد ١١ أكتوبر، أى بعد ٣ أيام من الافتتاح يوم ٨، وقبل ٧ أيام من الختام وإعلان الجوائز يوم ١٧، الذى قال فيه بالنص إن أفضل فيلمين من الشرق الأوسط فيلما سليمان وجوبادى، واللذان فازا بالفعل يوم ١٧!!. ولو حدث هذا فى مهرجان «كان» مثلاً لتم إلغاء المسابقة.

ومن حق خان وغيره أن يقولوا ما يشاءون من آراء، وكل إنسان حيث يضع نفسه، ولكن من دون أن يكذب كما فعل حين كتب أننى لم أستقل من المهرجان، وإنما تم الاستغناء عن خدماتى، فاستقالتى تحريرية وموثقة، والرد بطلب العدول عنها أيضًا، وكذلك إصرارى عليها، والطرف الثالث، أى هيئة أبوظبى التى تنظم المهرجان تملك هذه الوثائق، التى تقطع بأن ما يردده المخرج الكبير أكاذيب صغيرة.

المصري اليوم في

04/11/2009

 

«هليوبوليس» فى مسابقة سالونيك وأول فيلم مصرى فى مسابقة مراكش

بقلم   سمير فريد

تم اختيار الفيلم المصرى «هليوبوليس» إخراج أحمد عبدالله السيد للعرض فى مسابقة مهرجان سالونيك الخمسين، الذى يقام من ١٣ إلى ٢٢ نوفمبر، وهو أول فيلم مصرى يعرض فى مسابقة المهرجان منذ «الأبواب المغلقة» إخراج عاطف حتاتة عام ١٩٩٩، أى منذ عشر سنوات كاملة، ويخصص المهرجان الذى يعد أكبر مهرجانات اليونان، ومن أهم عشرة مهرجانات فى أوروبا مسابقته للأفلام الأولى أو الثانية لمخرجيها.

كما تم اختيار «هليوبوليس» للعرض فى مسابقة مهرجان مراكش السينمائى الدولى التاسع، الذى يقام من ٤ إلى ١٢ ديسمبر، وهو أول فيلم مصرى يتم اختياره للعرض فى مسابقة المهرجان، الذى أصبحت مسابقته الدولية الوحيدة فى كل مهرجانات العالم العربى، فالمسابقات الدولية هى المسابقات المفتوحة لكل دول العالم، التى تتنافس على جوائزها كل الأفلام، ومن هنا تصبح هوية المسابقة دولية، ومن الغريب أن يتصور البعض أن الهوية هى أن تكون المسابقة إقليمية أو نوعية، وينزعون بذلك الهوية عن مسابقة «كان» وغيرها من المسابقات الدولية، فتصبح مسابقات من دون هوية!

أى مهرجان يمكن أن يسمى دولياً عندما يعرض أفلاماً من عدة دول، ولكن المسابقة والجوائز هى التى تحدد إن كانت المسابقة دولية أو غير دولية، وقد فقدت مسابقة مهرجان القاهرة هويتها الدولية مع إنشاء مسابقة وجوائز للأفلام العربية، وكان ولا يزال من الأفضل تنظيم مهرجان خاص للأفلام العربية مثل مهرجان روتردام، ونفس الأمر تكرر فى مهرجان دمشق بعد أن أصبح دولياً سنوات معدودة، وكانت مسابقات قرطاج ودبى مسابقات إقليمية منذ بدايتها، وكانت مسابقات أبوظبى دولية فى الدورتين الأولى والثانية، وأصبحت إقليمية للشرق الأوسط مثل بيروت مع الدورة الثالثة هذا العام، وبذلك لم تعد هناك غير مسابقة دولية واحدة فى مهرجان مراكش.

يعرض «هليوبوليس» فى مسابقتى سالونيك ومراكش بعد أن عرض فى مسابقة أبوظبى للشرق الأوسط، ومن المقرر عرضه فى مسابقة الأفلام العربية فى مهرجان القاهرة قبل يومين من عرضه فى سالونيك كما علمت من مخرجه، وبالطبع لا أحد يدرى لماذا لا يعرض فى المسابقة الأخرى المسماة دولية، ولماذا يقول رئيس المهرجان إنه لا توجد أفلام مصرية فيه هذا العام ما دام لديه فيلم «هليوبوليس»؟!

المهم، وبعيداً عن المهرجانات، فإن «هليوبوليس» أصبح الفيلم المصرى الدولى هذا العام بعد عرض «المسافر» إخراج أحمد ماهر فى مسابقة فينسيا، وكلاهما الفيلم الأول لمخرجه، ومبروك علينا الأحمدان ماهر وعبدالله.

المصري اليوم في

03/11/2009

 

المشكلة فى العلاقة بين السينما والوزارة عدم تطبيق القوانين والأصول المهنية

بقلم   سمير فريد

العلاقة بين السينما ووزارة الثقافة تتجسد فى المركز القومى للسينما وصندوق التنمية الثقافية، ويرى البعض لحل مشاكل هذه العلاقة إعادة النظر فى القوانين التى تأسس بموجبها المركز والصندوق، ولكنى أرى العكس تماماً، وهو التمسك بهذه القوانين، ومراعاة الأصول المهنية.

القانون يعطى المركز القومى للسينما الحق فى إقامة المهرجان القومى، ولكن الصندوق ينظمه لأسباب شخصية، والقانون يعطى المركز القومى الحق فى إنتاج الأفلام، ولكن الصندوق ينتج الأفلام لأسباب شخصية، بل ويعطى القانون المركز الحق فى تنظيم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، مثل مهرجان الإسماعيلية السينمائى الدولى، ولكن مهرجان القاهرة يقام بمعزل عن المركز لأسباب شخصية!

وأرشيف الفيلم القومى يتبع المركز من الناحية القانونية، ولكن الصندوق ينازع المركز فى الأرشيف، بل وتتنازع معهما شركة وزارة قطاع الأعمال، واختيار الأفلام المصرية للمهرجانات الدولية مسؤولية المركز، ولكن لجنة المهرجانات انتزعت منه هذه المسؤولية، والصندوق قانوناً مهمته الدعم، ولكنه أصبح ينتج الأفلام والمسرحيات وألبومات الموسيقى والكتب، وكل هذا مثل ما سبقه لأسباب شخصية، والمقصود بالأسباب الشخصية هنا إما لأن شخصاً يريد، أو يراد له، وبالمخالفة للقوانين.

ولا تقل مراعاة الأصول المهنية المتعارف عليها فى كل الدنيا أهمية عن تطبيق القوانين الأصلية، وعدم شخصنة الأعمال التى ينفق عليها من أموال دافعى الضرائب.

وعلى سبيل المثال فى المهرجانات الدولية رئيس المهرجان منصب شرفى، ولكن لأن شخصية الراحل سعدالدين وهبة عندما تولى رئاسة مهرجان القاهرة تتعارض مع ذلك، جعل من منصب الرئيس كل شىء، ومن أجل إرضاء سهير عبدالقادر أصبحت فى منصب نائب الرئيس الذى لا وجود له فى أى مهرجان من بين أكثر من ألف فى العالم، وكانت النتيجة أن أصبح مدير المهرجان يوسف شريف رزق الله بلا حول ولا قوة رغم جدارته بالمنصب، والمدير هو صاحب القرارات النهائية فى كل المهرجانات ما عدا مهرجان القاهرة!

أما عن تولى أكثر من منصب وأكثر من مهرجان، فحدث ولا حرج، وقد جاء وفد أمريكى ذات يوم تمهيداً لزيارة شخصية كبيرة لعدة مواقع ثقافية، وكلما سألوا عن اسم مدير موقع قيل لهم اسم واحد، وعندما وجدوه مديراً لكل المواقع قالوا هل هذا اسم شخص أم أنه «كود» أمنى!!

المصري اليوم في

02/11/2009

 

اليوم ولأول مرة فى مصر: ١٢ فيلماً لـ ١٢ مخرجاً سعودياً فى مكتبة الإسكندرية

بقلم   سمير فريد

يشهد ملتقى الأفلام القصيرة فى مكتبة الإسكندرية، والذى يقام الأحد الأول من كل شهر فى إطار برامج السينما فى مركز الفنون، ولأول مرة فى مصر، عرض ١٢ فيلماً لـ ١٢ مخرجاً من السعودية على مدى ثلاث ساعات من السابعة مساء، وبحضور المخرج السعودى ممدوح سالم، الذى يقود مع عدد من الشباب حركة إنتاج الأفلام القصيرة المصورة بكاميرات الديجيتال.

ويصدر اليوم أيضاً العدد المائة من نشرة برامج السينما بالمكتبة التى تتضمن تعريفات علمية لمئات الأفلام والمخرجين من مصر والعالم العربى والعالم فى نحو ألفين وخمسمائة صفحة إلى جانب الدراسات والمقالات والوثائق، وبينما تعرض الأفلام القصيرة الأحد الأول من كل شهر، تعرض برامج الأفلام الطويلة من الأحد الثالث وحتى الخميس من كل شهر.

وغنى عن القول أهمية حركة السينما الجديدة فى السعودية التى جاءت ثمرة للتطور التكنولوجى المتمثل فى كاميرات الديجيتال من ناحية، وعملية التحديث الشاملة التى يقودها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ملك السعودية من ناحية أخرى. فلم يعد من المقبول ولا المعقول أن يظل السعودية البلد الوحيد فى العالم الذى يحرم دور السينما ويحرم الإنتاج السينمائى بعد أكثر من مائة سنة من اختراع السينما، وأن يرتبط ذلك بفتاوى دينية تحرم ما هو حلال فى أكثر من ٥٠ دولة يعيش فيها أكثر من مليار مسلم.

وفيما يلى الأفلام السعودية التى تعرض اليوم:

١- مجرد يوم، إخراج لواف مهنا، روائى- ٩ق.

٢- الديمقراطية، إخراج مشعل العنزى، روائى - ٥ق.

٣- بعيداً عن أنظار الكاميرا، إخراج نايف فايز، روائى - ٨ق.

٤- تمرد، إخراج عبدالعزيز النجيم، روائى - ٢٠ق.

٥- طفلة السماء، إخراج على الأمير، روائى - ٢١ق.

٦- الصمت، إخراج توفيق الزايدى، روائى - ١٤ق.

٧- أصيل، إخراج فيصل الحربى، روائى - ١٥ق.

٨- الحصن، إخراج فيصل العتيبى، تسجيلى - ١٣ق.

٩- مجرد كلمة، إخراج سمير عارف، روائى - ١٦ق.

١٠- مطر، إخراج عبدالله آل عياف، روائى - ٢٣ق.

١١- مغامرات نمول، إخراج محمد آل عبيد، تحريك - ١٧ق.

١٢- مهمة طفل، إخراج ممدوح سالم، روائى - ١٨ق.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

01/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)