تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

طارق العلي في التجربة السينمائية الأقرب للصواب

«معتوق في بانكوك» فيلم يستحق المشاهدة!

عبد الستار ناجي

قبل كل شيء، فإنها المرة الأولى بالنسبة لي التي توجه لي شركة السينما الكويتية الوطنية الدعوة لحضور افتتاح أحد أفلامها، فشكراً على «تذكرنا» أخيراً.

ونعود لبيت القصيد، لأن ما نشاهده في مهرجانات السينما العالمية، يكفينا.. ويسعدنا ويؤمن لنا المادة السينمائية المتفردة.

في تجربة فيلم «معتوق في بانكوك» لشركة انتاج فروغي، من بطولة الفنان طارق العلي وعلاء مرسي وعيسى العلوي وشيري وإخراج مازن الجبلي معتمداً على سيناريو وحوار أيمن الحبيل.

فيلم «معتوق في بانكوك» فيلم يستحق المشاهدة، وتجربة سينمائية هي الأقرب للصواب، بين جملة ما قدم من نتاجات سينمائية، على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الزمان، وبالذات، بعد تجربة الرائد المخرج خالد الصديق في «بس يا بحر».

«معتوق في بانكوك» أمّنت له «فروغي» للانتاج الفني، الاحتياجات كافة، من احتراف عال المستوى، في الفريق الفني، وأيضاً الكادر الفني خلف الكاميرا وظروف انتاجية تحترم عقل المشاهد.. وهكذا الأمر على صعيد الكتابة والإخراج، حيث الابتعاد عن التقليدية في الطرح، والمباشرة في الذهاب الى الصيغ السياحية أو البهارات السينمائية التي تعتمد على الإثارة.

وقد نختلف حول صيغة الموضوع وطروحاته، إلا أننا أمام فرجة سينمائية، طريفة.. جميلة.. أمّنت لها كل المعطيات الانتاجية من نجوم وتقنيين وحرفيين، لنذهب مع «معتوق» (طارق العلي) في رحلته التي أراد منها أن يخرج من عذابات قصة حب فاشلة، بعد أن رفضه أهل محبوبته، دون الإشارة إلى أسباب الرفض، ومنذ اللحظة الأولى لركوبه الطائرة يجد نفسه في مغامرة تصنعها الصدفة، لمساعدة الشاب المصري قناوي (علاء مرسي) الذي حمل ثروة قريته لشراء مجموعة من السيارات الصغيرة (التوك توك).

وتبدأ المغامرة، حينما يسرق «جاك تيربو» أموال قناوي، ليحاول معتوق مساعدة رفيق رحلته قناوي في استعادة أمواله، وفي خط متقاطع تأتي أحداث الصبية (نوى - شيري) التي توقع معتوق وقناوي في حبالها، لظنها أن «معتوق» هو صديقها تاجر المخدرات الذي يهرب منها (يقوم بالشخصية طارق العلي وبأداء مختلف تماماً).

وتمضي الأحداث، حيث تأخذهما نوى إلى قريتها الغائبة الآمنة، لنكون هناك وسط أحداث تأخذ مساحة من أحداث الفيلم، وتعمل على تطوير العلاقة بين معتوق ونوى، حتى تأتي لحظة المواجهة، بين عدد من العصابات بحثا عن تاجر المخدرات، ليكتشف معتوق ان (نوى) كانت تسعى اليه لأهداف خاصة بعصابة أسرتها... وليعود معتوق الى مساعدة قناوي في القبض على «جاك تيربو».

انها الحكاية الذريعة كي تمضي بنا الأحداث والمشاهد، الى عوالم تايلند المختلفة، والتي نراها بأشكال وصور بعيدة عن «السياحية» المباشرة، والتقريرية الحادة، الى أجواء درامية مكتوبة بعناية، طالبة فن المبالغة في المصادفات، وتمتلك لغة سينمائية جميلة، عامرة باللون والصورة المكتوبة والمنفذة بعناية، وايضا الأداء السينمائي الخالي من التكلف والمبالغة... وان كانت هنالك بعض الملاحظات، التي تأتي اصلا من شيء من الالتباس في كتابة النص السينمائي، الذي يختلف (شكلا ومضموناً) عن صياغة النص الدرامي التلفزيوني او المسرحي.

ومن تلك الملاحظات، الاشارات المتعمدة في الصاق (الكذب) بالشخصية المحورية (معتوق)، والسذاجة المتناهية في شخصية (قناوي).

كما ان غياب البناء (الحواري) لعدد من المشاهد، جعل الفنان طارق العلي، يذهب الى (الغناء) في أكثر في مشهد، وان كانت هنالك بعض المشاهد المكتوبة بعناية، بالذات مشهد اعتراف (معتوق) بقصة حبه وفشلها... ومشهد (سوق الماء) بين معتوق وقناوي.

وفي «معتوق في بانكوك» هناك رسم احترافي لعدد من المشاهد، بالذات، تلك المشاهد المقرونة بالاضاءة، كمشهد التعذيب... ومشهد المواجهة... ومشاهد القرية، التي تم بناؤها بالكامل... وايضا الأغنية الجميلة التي كتبها الشاعر الكبير أحمد الشرقاوي ولحنها الفنان عبدالله القعود، والتي جاءت عامرة بحلولها اللحنية المستمدة من المناخ العام للفيلم وأحداثه.

وفي الفيلم ايضا «أداء بسيط» ساخر يظهر بنكات الفنان طارق العلي وعلاء مرسي، وبجمال شيري وايضا الاكتشاف في أداء وحضور شخصية «جاك تيربو» التي جسدها عيسى العلوي... بالاضافة الى الاعتماد على كم من الكوادر السينمائية المحترفة في تايلند، والتي عاشت شخصياتها واضافت الكثير من المتعة والمصداقية للفيلم.

خلف هذا الجهد يقف المخرج مازن الجبلي ليقدم لنا سينما احترافية، «معتوق في بانكوك» البساطة المتناهية في الأحداث والشخوص، في ظل خدمة انتاجية عالية، تحترم الحرفة... ووعي المشاهد... وتجعلنا نقول... انها التجربة الأقرب الى الصواب... وهي دعوة لجميع أفراد الأسرة للمشاهدة والاستمتاع.

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

26/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)