تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

فيلم وودي آلين الأخير..

كليشيه متكرر ومخرج يعيش أزمة آخر العمر

إنتصار الغريب

وودي آلين ممثل ومخرج مبدع يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة ، إذا قسنا القدرة على إلقاء النكات وروح الدعابة الساخرة، رغم أنه يعتبر نفسه ممثلا عاديا بل أقل من العادي، يبدو بأنه وقع أخيرا في براثن أزمة آخر العمر والدليل على ذلك فيلمه الأخير "وتئيفر ووركس"، يقدم آلين ليس أكثر من فيلم واحد بالعام ، وهو أمر إعتاده منذ إطلالة فيلمه الأول " خذ المال وأهرب" عام 1969 حول لص بنوك غير كفؤ. أيضا يعتبر آلين واحدا من أهم الكتاب السينمائيين الناجحين، كما يتميز بوعي إخراجي وإدراك كامل لقيمة الصورة والتكوين في لغة السينما. لكنه ظل أسيرا لطفولته، أسلوب حياته الخاصة وذكرياته. نستطيع القول بأن المسار الذي إتبعه وودي آلين في كتابة أفلامه وجد طريقه للنجاح والرواج في المكاتب السينمائية رغم وجود أقليات محدودة من المشاهدين تقبل على أفلامه، لكنه يعتبر بأن أفلامه تطرح قضايا إجتماعية حقيقة وواضحة.

يعتبر فيلمه الأخير "وتئيفر ووركس" الثاني والأربعين في القائمة. كل من شاهد الفيلم لم يجد فارقا كبيرا بين صانع الأفلام الساخر والشخصية الرئيسية ، يتحدث البطل بنفس الأسلوب الساخر لألين والمتقطع الأفكار والجمل، بطل الفيلم زبوريس ييلنيكوف يتميز بذكاء حاد ، رجل متشائم ينظر للحياة من منظار سوداوي، يعكس إنفعالاته بطريقة ساخرة لدى الأطفال الصغار، يعلمهم فنون لعبة الشطرنج على أصولها، كيف وهو الذي كانت له صولات وجولات لاتحصى، ذات مرة حصل على جائزة نوبل عن الميكانيكا الكمية. الآن يقضي وقته في شوارع نيويورك وسط مخلوقات ضئيلة لاتسلط عليها الأضواء، باحثا ربما عن إبتسامه تشرح قلبه المتعب . ثم يلتقي الفتاة الآسيوية الملامح ميلودي، تنتهي هي الأخرى في مضجعه، تثغو بلهجة غريبة عنه لكنه يحبها مع مرور الوقت.

بعد زيجة فاشلة ومحاولة إنتحار نجا منها بأعجوبة، يعيش وحيدا في شقة فوضوية، ذلك المفكر اليهودي العجوز وصديقته الفتاة الشابة الساذجة، مخلوقان موازيان لبعضهما، كان المتفرج يحتار من هو البطل ومن هو المخرج ولقد إمتلك آلين قدرة واضحة على صنع مشاهد ذات حس فني مذهل . عودة سنوات للوراء نجد بأن آلين ترك زوجته النجمة الشهيرة ميا فارو وإنتزع منها إبنتها المتبناة سون ليه، بعد علاقة دامت سنوات تزوجها عام 97 وأنجب منها طفلان، بالفيلم تقع ميلودي في غرام العجوز بوريس الذي يغني لها عيد ميلا سعيد دائما، عندما يظهر والديها على الساحة أخيرا ينغمس في علاقات جنسية خاطئة ومعتقدات دينية غريبة، فيلم مفعم بالحوارات الكوميدية الماهرة والعبارات الساخرة على سبيل المثال، لماذا لاترسلون الصغار إلى معسكرات الإعتقال ليتعلموا شيئا؟

بعد عدد من الأفلام الكلاسيكية الناجحة مثل " آني هال" ومانهاتن وأفلامه الأخيرة" فيكي كريستينا برشلونة" و " نقطة القوة" يأتي فيلمه الأخير ليبرهن بأنه لم يعد في جعبة الحاوي الكثير، شخص كاريكاتوري يسخر من الآخرين والحياة فقط .

أدب وفن في

19/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)