تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

فلسطين في السينما اللبنانية كما يراها شميط وسويد وزكاك وإبراهيم

كانت موجة ودعماً فلسطينياً وسينما مقاومة قبل أن تغدو موضوعاً لبنانياً وإنسانياً

نديم جرجوره

لا ينتهي الجدل حول العلاقة السينمائية بين اللبنانيين وفلسطين، أرضاً وقضية وصراعاً وناساً. منذ الستينيات الفائتة، وجد لبنانيون عديدون في فلسطين مادة دسمة لأعمال أدبية وفنية متفرّقة. بعد هزيمة العام 1967، أنجز بعض المخرجين أفلاماً مندمجة في الإطار النضالي العام. ازدادت وتيرة الإنتاج البصري بعد أحداث الأردن في العام 1970. تدفّقت أموال فلسطينية إلى بيروت، استفاد منها لبنانيون كثيرون. التمويل، الصادر من مؤسّسات وفصائل وأحزاب فلسطينية عدّة، أفضى إلى إنتاج مجموعة من الأفلام، غلب عليها الطابع «الدعائي»، بالمعنى النضالي. هناك من سعى إلى جعل القضية وناسها مادة خصبة ومهمّة لنتاج مختلف. يساريو مطلع السبعينيات التزموا المسألة، انطلاقاً من رغبتين متكاملتين: تبديل مسار الإنتاج السينمائي اللبناني، بجعل الكاميرا عيناً لاقطة للواقع ولحكايات الناس العاديين، التزاماً بقضاياهم اليومية والعامّة. الانتماء الثقافي والفكري إلى حالة إيديولوجية كافحت من أجل فلسطين. الجمع بين الرغبتين أنتج نمطاً سينمائياً تحرّر من سطوة الاستهلاك، ودفع العمل السينمائي إلى مواكبة التحوّلات.

عوامل

الناقد السينمائي اللبناني وليد شميط قال إن عوامل لبنانية وغير لبنانية جعلت لبنان يحتضن القضية الفلسطينية: «في الستينيات، أنشئت مؤسّسات فلسطينية عدّة، كمؤسّسة السينما ومركز الأبحاث ووكالة الأنباء الفلسطينية ومؤسّسة الدراسات وغيرها. لا ينسى أن هناك أربعمئة ألف فلسطيني مقيم على الأراضي اللبنانية. هذا واقع ديموغرافي أدّى إلى نشوء علاقة أساسية». لا يتغاضى شميط عن هزيمة 1967، تماماً كما علّق المخرج والباحث التاريخي هادي زكّاك. قال مخرج «ألف ليلة ويا ليالي» و«لاجئون مدى الحياة» إن هذه الهزيمة ساهمت في بروز حركة ثقافية في المجالات كلّها، «أبرزها المسرح السياسي». اعتبر أن السينما تأثّرت بطريقة مختلفة: «مشاهدة أفلام تلك المرحلة تنبّه المرء إلى أن الأعمال المنتجة بعد الهزيمة تناولت القضية الفلسطينية بشكل تجاري. فبدلاً من استخدام التشويق والحركة في مواضيع عادية، وجد بعض المعنيين بالإنتاج السينمائي حينها أن إضافة القضية الفلسطينية مُربحة مالياً». هذا ما ذهب إليه شميط أيضاً، مؤكّداً أن البعض اشتغل على القضية بهدف تجاري بحت: «لكن الأفلام اللبنانية هذه لم تكن مسيئة لا إلى القضية ولا إلى الفلسطينيين ولا إلى السينما. هؤلاء أرادوا أرباحاً مالية، فصوّروا أفلاماً عن فلسطين والفلسطينيين بأسلوب ساذج أو سطحي أو مبسّط أو انفعالي. المهم أنها لم تُحدث ضرراً». لم يشذّ الناقد السينمائي الفلسطيني بشّار إبراهيم عن الرأي القائل بأن هزيمة العام 1967 سببٌ أساسي لإنتاج أفلام لبنانية عن فلسطين: «يُعتبر فيلم «القدس»، الذي أنتجته «جمعية الخامس من حزيران» في بيروت في العام 1968، والذي أخرجه الفنان التشكيلي الفلسطيني اللبناني فلاديمير تماري، فاتحة الإنتاج السينمائي التسجيلي اللبناني، بالتزامن مع «القدس في البال» لأنطوان ريمي، المتضمّن أغاني فيروز الخاصّة بالمدينة المقدّسة السليبة. وظهر الفيلم في فترة عيد الميلاد الأول بعد أن رزحت القدس وبيت لحم تحت الاحتلال». وذكر إبراهيم أن «القدس» صوّر المدينة وأماكنها الدينية والأثرية، إلى جانب آثار التخريب والدمار الناتجة من الاعتداءات الصهيونية عليها.

لكن، هل يُمكن القول إن الانفعال العاطفي إزاء الهزيمة والفلسطينيين حرّض مخرجين لبنانيين على إنجاز أفلام عن القضية؟ لم يحصر وليد شميط المسألة بالانفعال العاطفي هذا فقط. قال إن الانفعال موجودٌ، لكن المسألة أبعد من ذلك: «كنتُ واحداً من أولئك السينمائيين المدافعين عن السينما النضالية يومها. كنتُ ممن ظنّوا أن السينما قادرة على تغيير العالم. كان وهماً عالمياً، وليس محلياً فقط. كل واحد مارس عملاً اعتقد أنه سيؤدّي به إلى نتائج. لا ليس الانفعال فقط. الدليل على ذلك: كريستيان غازي وبرهان علوية وجان شمعون وغيرهم استمرّوا في العمل في الاتجاه نفسه، وحافظوا على التزاماتهم تلك». قال إن هناك استمرارية، «وهذا مهمّ جداً. ليس فقط مجرّد ردّ انفعالي. الاستمرارية أفضت إلى ظهور جيل جديد أكمل ما بدأه السابقون وإن بأشكال مختلفة. الجيل الجديد مهموم بالمسألة الفلسطينية وبالفلسطينيين. إنه يُنجز أفلاماً وثائقية وروائية قصيرة غالباً. هذا أمر مهمّ للغاية».

موجة تجارية

قبل الغوص في علاقة الجيل الجديد بفلسطين، استعاد هادي زكّاك بدايات هذا النوع من الأفلام اللبنانية، متوقّفاً عند العام 1969 وما بعده بقليل، وهي فترة شهدت إنتاج أفلام متفرّقة، كـ«فدائيون» لكريستيان غازي و«فداك فلسطين» لأنطوان ريمي و«كفر قاسم» لبرهان علوية، وغيرها: «لم يكن أنطوان ريمي، في يوم من الأيام، مخرجاً ملتزماً سياسياً. سألته عن «فداك فلسطين». قال إن المرحلة تلك شهدت ولادة موجة سينمائية مرتكزة على فلسطين، وهي موجة تجارية كالموجات الأخرى. هذا يعني أن معظم أفلام تلك الفترة فَقَدت كل بُعد نقدي أو سجالي أو تغييري. كانت مربحة مالياً. كانت مثيرة لحماسة الناس». إنها سينما نابعة من تعاطف لبناني: «أعتقد ان اللبنانيين أنجزوا ما استطاعوا إليه سبيلاً» كما قال شميط، مضيفاً أنه يجب عدم تناسي ما فعله هؤلاء، «بمزجهم فلسطين بالجنوب أيضاً. لم يكن ممكناً الفصل بينهما حينها. إنها قضية واحدة. لكن، إذا سألتني عمّا فعلته تلك التجربة اللبنانية، وإلامَ أفضت، أقول إنها لم تفعل شئياً أكثر مما استطاعت فعله. هناك أربعة أفلام روائية طويلة أو خمسة فقط، أراها أساسية في تاريخ السينما العربية الفلسطينية، كـ «المخدوعون» لتوفيق صالح و«كفرقاسم» لبرهان علوية. هذا الأخير أثار غضب الإسرائيليين الذين أنكروا دائماً واقع ارتكابهم مجزرة كفر قاسم قصداً. بفضل الفيلم، اضطرّوا إلى الاعتراف بفعلتهم». هذا ما قاله زكّاك: «على المستوى السينمائي العربي، أذكر فيلمين اثنين أنتجهما القطاع العام في سوريا، هما «كفر قاسم» و«المخدوعون». فيلم علوية مهّد لجيل جديد من السينمائيين اللبنانيين، ضمّ يساريين متعاطفين مع القضية الفلسطينية، استمرّوا في إنجاز أفلام عنها لغاية العام 1976، عندما طغت الحرب اللبنانية على المسألة الفلسطينية. بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، انتهت تلك المرحلة، وغاب الأثر الفلسطيني في الأفلام اللبنانية، التي كانت غالبيتها الساحقة وثائقية. في «الملجأ» لرفيق حجار مثلاً، هناك شخصية فلسطينية. لكن هذه الشخصية ظلّت غائبة عن الأفلام الروائية اللبنانية كلّها». أكّد بشّار إبراهيم على التمازج بين الجنوب اللبناني والموضوع الفلسطيني، وذلك «نظراً إلى الامتداد الجغرافي الواحد، والتداخل البشري»، مشيراً إلى أن هذا التمازج ازداد «منذ النصف الثاني من السبعينيات الفائتة، عندما احتل العدو الصهيوني أجزاء من الجنوب اللبناني إثر اجتياح العام 1978، بحيث بات يصعب التمييز بين هذه الأفلام، ليس فقط بسبب وقوع بعض الجنوب تحت الاحتلال كما فلسطين، بل لأن سينمائيين لبنانيين كثيرين وجدوا فسحة للعمل في مؤسّسات الثورة الفلسطينية، أو تلقّوا منها أشكالاً متفرّقة من الدعم». أضاف إبراهيم أنه «مع دخول لبنان أتون الصراع الداخلي الدامي، شرعت السينما التسجيلية اللبنانية في رصد هذه المأساة المفجعة. وخلال هذه الفترة، تمازج النضالان الفلسطيني واللبناني، وبدا ذلك جلياً في اجتياحي 1978 و1982 وحصار بيروت، فكان منطقياً أن يظهر الهمّان همّاً واحداً مشتركاً. هناك مخرجون لبنانيون عملوا في إطار سينما الثورة الفلسطينية، استطاعوا تحقيق وجود لافت للانتباه وإبداعاً سينمائياً مميّزاً، على الرغم من أن الدوافع الإيديولوجية بدت كأنها الدافع الأساسي لهذا العمل».

لا تزال مسألة العلاقة بين اللبنانيين وفلسطين ملتبسة المعاني ومرتبكة المضمون والمسار. التقت عوامل عدّة بعضها مع البعض الآخر، فتشكّلت موجة نضالية في السينما المحلية. اندلعت الحرب الأهلية، فغرق اللبنانيون في بحر من الدم والعنف والتحدّيات الصعبة. صار الهمّ السينمائي أكثر اقتراباً مما يجري حينها. لكن العامل الفلسطيني مؤثّر جداً في تلك الحرب نفسها. كتب مصطفى أبو علي، رائد السينما الفلسطينية النضالية وأحد أبرز العاملين فيها داخل لبنان، في مقالة منشورة في كتاب «فلسطين في السينما» لوليد شميط وغي هنيبل ما يلي: «طالما أن الصراع لبناني، فالأفضل أن يعبّر عن هذا الصراع لبنانيون. وطالما أننا متفاهمون ومتحالفون، كحركة ثورية، مع الفئات التقدمية والوطنية اللبنانية، فمن الأفضل أن نعطي الفرصة لهذه القوى للتعبير سينمائياً عن هذا الصراع». التنصّل الفلسطيني واضحٌ. التبرّؤ من مسؤولية المشاركة في اندلاع الحرب اللبنانية مخالف للواقع. مع هذا، بدت مقولة أبو علي ملائمة تماماً للحالة تلك: التمويل الفلسطيني أنتج أفلاماً لبنانية عن فلسطين والفلسطينيين. وعندما بدأت حربهم الأهلية، جمعوها بالهمّ الفلسطيني، كما فعل بعضهم سابقاً بمزجه فلسطين والجنوب في أفلامه. في كتابة «السينما المؤجّلة (أفلام الحرب الأهلية اللبنانية)»، ذكر محمد سويد أن المشاركة اللبنانية في أعمال جماعية خاصّة بفلسطين «لم تستمر طويلاً ولم تتعمّق»، مضيفاً أن «كل مخرج بحث أخيراً عن ذاته وعن استقلاليته الإنتاجية في مشاريع تمسّ جوهر اهتماماته ورؤيته للسينما»، ومعتبراً أن السينما الفلسطينية «لم تكن مؤسَّسة وفق قواعد ثابتة. القيّمون عليها اهتموا بالتصوير أكثر من السينما». لكن بشّار إبراهيم رأى أن «التطلّب النقدي يروم أبعد مما في وسع السينمائيين فعله، أو لعلها المؤثّرات الإيديولوجية هي التي تحكّمت في آراء نقّاد عديدين، الأمر الذي دفعهم إلى اتّخاذ مواقف نقدية صارمة تجاه المحاولات السينمائية، التي امتلكت حينها أدوات فنية وتقنية بسيطة، وسايرت رغبات الجمهور في سينما تعوّض خساراتهم في الواقع بانتصارات على الشاشة».

مرحلة جديدة

في نهاية التسعينيات المنصرمة، وتحديداً عشية الاحتفال بذكرى مرور نصف قرن على النكبة، استعادت موجة الأفلام اللبنانية المتعلّقة بفلسطين حضورها في المشهد المحلي: «أعتقد أن ظهور الديجيتال، وإمكانية إنجاز أفلام وثائقية بفضله، حرّكا هذه الاستعادة»، كما قال هادي زكّاك، مضيفاً أن الانتشار الكثيف للفضائيات العربية، كـ«الجزيرة» و«العربية» مثلاً، زاد من الإنتاج «وباتت فلسطين قضية محورية»، وذلك بالتزامن مع انطلاق الانتفاضة الثانية في العام 2000، وهو العام نفسه الذي شهد انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني: «بعد الانسحاب الإسرائيلي هذا، صار ممكناً العمل مجدّداً على الموضوع الفلسطيني»، كما قال زكّاك، في معرض إجرائه ما يشبه المقارنة بين أفلام المرحلة السابقة والإنتاج الآنيّ: «اقتربت أفلام المرحلة السابقة من الاعتقاد السائد حينها بأن السينما سلاح. بأن السينما مقاومة أيضاً. الغائب الفعلي عنها كامنٌ في النقد الذاتي، الذي أوجده برهان علوية في «كفر قاسم»، حيث ظهر تحليل للداخل الفلسطيني، بمشاكله ونزاعاته وأزماته. كان المناخ العام مائلا إلى تحميل العدو الإسرائيلي كل شيء. «كفر قاسم» كسر هذا الاعتقاد السائد. أما اليوم، فالأمر مختلف. أعود معك إلى العام 2001، عندما التقينا جميعنا، كسينمائيين ونقاد لبنانيين وعرب بمخرجين فلسطينيين جاؤوا من الداخل، من أراضي العام 1948 ومن غيرها، حاملين معهم أفلامهم. كان ذلك في الدوحة. لعلّها المرّة الأولى التي شاهدنا فيها أفلاماً فلسطينية. ما أودّ قوله هو أن انتشار الأفلام الفلسطينية في العالم العربي حرّض اللبناني مثلاً على تحسين شروط عمله السينمائي المتعلّق بفلسطين. لم يعد اللبناني وكيلاً حصرياً للقضية، لأن أبناءها أطلّوا بأفلامهم الخاصّة. بات على هذا اللبناني أن يكون أعمق تفكيراً واشتغالاً. ثم إن تبدّلاً آخر طرأ: في الماضي، كانت القضية طاغية. اليوم، بات للعمل على الإنسان/ الفرد أولوية مطلقة. هذا أدّى إلى إنتاج أفلام مرتكزة على مواضيع إنسانية عامّة. بفضل فيلمي «لاجئون مدى الحياة» مثلاً، اكتشفت أن المعاناة الإنسانية واحدة، وأن اللاجئين في مختلف الدول متشابهون في الجانب الإنساني».

هناك مسألة أخيرة، أشار إليها بشّار إبراهيم، مفادها أن «الأمر الأهم في السينما اللبنانية كامن في المراجعات التي قام بها سينمائيون لبنانيون لم يكتفوا بالعمل مع سينما الثورة الفلسطينية، بل انخرطوا في صفوف الثورة ونضالاتها. هؤلاء أعادوا قراءة ما كانت عليه الثورة وما كانوا هم عليه من أوهام أو أحلام. أذكر لك فيلمين اثنين للمخرج اللبناني محمد سويد «عندما يأتي المساء» و«ما هتفت لغيرها». تبيَّن في النهاية أن الموضوع الفلسطيني لبنانياً كان أكثر من ظاهرة عابرة ذات وقت، وأنه ارتقى إلى درجة بات معها مسألة حياة أو موت. من حسن الحظّ أنهم نجوا من الموت، ليقدّموا أفلام المراجعة الذاتية التي تكشف الكثير مما كان، وما كان من المحتمل أن يكون».

السفير اللبنانية في

15/11/2009

 

افتتاح أسبوع «فلسطين في السينما اللبنانية»

نديم جرجوره 

لأن العلاقة قديمة جداً بين اللبنانيين والفلسطينيين، ولأن النتاج الإبداعي اللبناني انصبّ في جزء منه على المسألة الفلسطينية واهتمّ بالفلسطينيين إلى حدّ ما، وجدت وزارة الثقافة اللبنانية نفسها منساقة إلى الجانب السينمائي البحت، فنظّمت أسبوعاً خاصّاً بـ«فلسطين والقضية الفلسطينية في السينما اللبنانية»، احتفاء بالقدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، افتُتح مساء أمس الاثنين في صالة سينما «أريسكو بالاس» في الصنايع، بكلمة مدير عام الوزارة عمر حلبلب، الذي
ذكر أن السينما اللبنانية احتضنت القضية الفلسطينية ودعمتها وعرّفت بها في المحافل الدولية؛ وبعرض «كفرقاسم»، الفيلم الطويل الأول للمخرج اللبناني برهان علوية، بعد عرض فيلم وثائقي أنتجته الوزارة ونفّذه «نادي لكل الناس» حمل عنوان الأسبوع نفسه، وتضمّن مقتطفات من مشاهد سينمائية لأفلام لبنانية عدّة ولقاءات مع سينمائيين ومثقفين لبنانيين وفلسطينيين، قدّموا شهاداتهم التحليلية حول خصوصية العلاقة هذه. في حين أن «كفرقاسم» أراد، من بين أمور أخرى، إعادة المعنى الإنساني لشهداء القرية الفلسطينية الذين قتلهم جنودٌ إسرائيليون عمداً، ورسم صورة حسّية وإبداعية عن واقع سعى الإسرائيليون إلى تشويه حقائقه، فكان الفيلم مواجهة فنية نقلت شيئاً من الحقائق إلى رأي عام عربي ودولي.

اختارت وزارة الثقافة مجموعة من الأفلام اللبنانية المتفرّقة، التي أُنتجت منذ ستينيات القرن الفائت، في محاولة متواضعة لتقديم وجهات نظر سينمائية مختلفة، عكست هواجس سينمائيين لبنانيين منتمين إلى أجيال متنوّعة. ذلك أن المعنيين بالهمّ السينمائي والمهتمّين بالإنتاج البصري مدعوون إلى مشاهدة أنماط شتّى من التعبير السينمائي اللبناني إزاء الحكاية الفلسطينية، كـ«كلنا فدائيون» لغاري غارابتيان و«مئة وجه ليوم واحد» لكريستيان غازي (الستينيات الفائتة)، وصولاً إلى سينمائيي مطلع الألفية الثالثة، كمحمد سويد (ما هتفت لغيرها) وماهر أبي سمرا (دوار شاتيلا) وفؤاد عليوان (يا سلام)، وصولاً إلى إليان الراهب (قريب بعيد) وهادي زكاك («ألف ليلة ويا ليالي» و«لاجئون مدى الحياة») وطلال خوري («تحية» و«9 آب») وغيرهم. فعلى مدى خمسة أيام تنتهي مساء السبت المقبل، تُعرض أفلام روائية ووثائقية، طويلة وقصيرة، شكّلت قراءة ما للعلاقة الإنسانية والأخلاقية الناشئة بين لبنان وفلسطين منذ عام 1948، على الرغم من النزاع الحادّ القائم في السياسة والاجتماع والحياة اليومية.

السفير اللبنانية في

10/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)