تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

بيروت تستضيف المهرجان الأول لسينما التحريك في تشرين الثاني في "متروبوليس"

أفلام عالمية ولبنانية وعودة الى ذاكرة الطفولة التلفزيونية بمسلسلات يابانية

ريما المسمار

ينعقد ظهر اليوم الجمعة، مؤتمر صحافي في المركز الثقافي الفرنسي بهدف إطلاق مهرجان "بيروت متحركة" لأفلام التحريك في إطار نشاط أوسع في عنوان Point, Ligne, Bulle، سيكون المهرجان أولى تجلياته في بيروت ابتداءً من يوم الاثنين المقبل 16 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى العشرين منه.

في الملف الصحفي، يقترن وصف "الدورة الأولى" بالمهرجان بما يعني انه سيكون نشاطاً سنوياً مستمراً، تنظمه مؤسسة "متروبوليس" بالاشتراك مع مجلة "السمندل" وبالتعاون مع جمعية "بيروت دي سي" الثقافية وتُقدم عروضه في سينما متروبوليس أمبير-صوفيل. لا شك في أن أمرين اساسيين دفعا بالقيمين على المهرجان الى التفكير فيه: أولهما الاقبال العالمي الكبير على التحريك كتعبير بصري مازال غير مطروق بعمق وثانيهما تسلل الظاهرة الى لبنان من خلال المطبوعات وأفلام الطلاب والمحترفين فضلاً عن العروض التجارية لأفلام تحريك هوليوودية غالباً وغير هوليوودية تمثلت بالفيلم الايراني الفرنسي "بيرسيبوليس" لمارجان ساترابي قبل أكثر من عام. ولمتابع المهرجانات المحلية أن يلحظ تكاثر أفلام التحريك (مهرجان السينما اللبنانية تحديداً وتظاهرة "فيديو تحت الحصار" التي استضافها مهرجان "ايام بيروت السينمائية" عام 2006) لاسيما بين مشاريع طلاب السمعي-البصري او بين فنانين احترفوه قبل سنوات طويلة من دون أن ينالوا قسطهم من الاهتمام والمتابعة ( لينا غيبة ولينا مرهج مثالاً) بسبب من الافكار السائدة (المغلوطة) عن التحريك كتعبير مرتبط بأفلام الأطفال. خلال السنوات القليلة الفائتة، برزت ثلاثة أفلام بدلت ربما النظرة الجماهيرية الى التحريك. فقد استعان المخرج الاميركي الشهير كوينتن تارانتينو بالتحريك في مقطع كامل من فيلمه "اقتل بيل" (الجزء الأول). وكانت لافتة مزاوجته التحريك المرتبط في اذهاننا ببرامج الاطفال وأفلامهم بجرعة عالية من العنف، صرح لاحقاً ان التحريك كان وسيلة للتخفيف من حدته. ولكنه، اي التحريك، كان ايضاً التعبير الأقرب الى حكاية الطفلة التي شهدت موت ولديها. ثمة أبعاد أخرى لاستخدامات التحريك عند تارانتينو ولكن عند نظيرته الايرانية الفرنسية ساترابي، جاء التحريك في فيلمها "بيرسيبوليس" استكمالاً لعملها الأدبي او امتداداً له اذ انها اقتبست كتاب سيرتها من نوع الشرائط المصورة في فيلم تحريك. مرة أخرى كان التناقض بين الشكل والمضمون لافتاً، بين التحريك وحكاية "مارجان" وأطوار حياتها بين ايران الشاه ومن ثم ايران الثورة وبينهما وبعدهما المنفى القسري فالاختياري. أما التجربة الفيلمية الثالثة والتي لم نشاهدها بالطبع فتمثلت بالفيلم الاسرائيلي "فالس مع بشير" الذي روى تجربة جندي اسرائيلي كان من بين مرتكبي مجزرة "صبرا وشاتيلا" عام 1982 في بيروت. ثمة بالطبع أفلام أخرى تندرج في هذا السياق مثل Scan Darkly ولكنها لم تُشاهد محلياً. ترافق كل ذلك مع صحوة عالمية لسينما التحريك ثلاثية الابعاد، فافتتح احد انتاجاتها، Up، آخر دورات مهرجان "كان" السينمائي، بينما بدأت استديوات التحريك والرسوم المتحركة المعروفة من امثال ديزني ودريمووركس وبيكسار تتجه كلياً الى التحريك ثلاثي الابعاد بل وتعيد انتاج بعض كلاسيكياتها بالتقنية الجديدة (حكاية لعبة من بين ما أُنجز).

خلاصة القول ان فن التحريك الذي عرف بداياته مع مطلع القرن العشرين (أول فيلم تحريك مصنف هو "فانتازماغوريا" من انتاج 1908) يبسير اليوم نحو قمة إعادة اكتشاف السينما له وقمة اهتمام الجمهور به. من هنا، تتخذ مبادرة القيمين على المهرجان قيمة خاصة في مواكبتها ما يجري في المشهد السينمائي العالمي والمحلي. كذلك تنطوي البادرة على أهمية اخرى هي البرنامج نفسه وتحديداً من خلال فيلمي: "مغامرات الأمير أحمد" The Adventures of Prince Achmed (1926) و"خيط الحياة" (2008). يُعتبر الأول اول فيلم تحريك أوروبي طويل، أنجزته فنانة التحريك الالمانية لوتي راينيغر بواسطة تقنية ابتدعتها تقوم على استخدام الورق المقوى لنحت الشخصيات وتحريكها امام صفائح رقيقة من الرصاص أمام الكاميرا. ولكن الواقع ان هذا الفيلم يأتي ثالثاً في تاريخ أفلام التحريك بعد The Apostle (1917) و Without a Trace (1918) للأرجنتيني كويرينو كريستياني الذي سينجز في العام 1931 أول فيلم تحريك ناطق في تاريخ السينما في عنوان Peludopolis. ولكن بسبب ضياع الفيلمين الأولين (يشير بعض المراجع الى انهما احترقا)، أصبح شريط راينيغر بحكم وجوده اول شريط تحريك. اللافت لدى مراجعة ما كُتب عن أفلام كويرينو، وبخلاف الشريط الألماني، انها تناولت مواضيع سياسية باسلوب ساخر وكذلك فعلت افلام تحريك روسية واسبانية وعيرها في تلك المرحلة. يمكن ايضاً أن نسجل في حقبة والت ديزني انجازه مجموعة من الافلام التحريكية عن العسكر مثل Victory Through Air Power و Donald Gets Drafted وEducation for Death وغيرها قبل أن يتحول الى الخرافات والفانتازيا منذ مطلع الخمسينات، من دون ان يتوقف انتاج التحريك في أوروبا لموضوعات لا علاقة لها بالاطفال.

يختتم فيلم "مغامرات الامير أحمد" المقتبس من حكايات "الف ليلة وليلة" المهرجان بأمسية يرافقها عزف حي لفريق XEFM الموسيقي اللبناني.

أما فيلم "خيط الحياة" فتنطلق أهميته أولاً من كونه أول فيلم تحريك عربي طويل، أنجزته السورية رزام حجازي حول حكاية "علاء" ابن العاشرة الذي يتعجّل التقدم في السن ليحمل عبء الحياة عن أمه. بفضل أصدقائه الحكماء من الحيوانات، يتمكن من مقابلة عجوز الزمن الطيبة التي تمنحه خيط الحياة السحري الذي كلما شده، تقدم به الزمن إلى الأمام. وبالفعل يشد الخيط مراراً فيخرج من بؤسه ولكنه سيواجه مشكلات أخرى.

على خارطة العروض، أربعة أفلام تحريك طويلة أخرى Sita Sings the Blues للأميركية نينا بالي التي تنطلق من حكايتها الخاصة وانفصالها عن زوجها فتسلي نفسها بقراءة الملحمة الهندية الشهيرة "رامايانا" التي تدور حول الواجبات في العلاقات والتي ستشكل إحدى حكاياتها عن الامير "راما" وزوجته "سيتا" محور الفيلم؛ Mary and Max (2009) للأوسترالي آدم إيليوت الذي يتناول علاقة صداقة ومراسلات على امتداد ثمانية عشر عاماً بين فتاة اوسترالية في الثامنة من عمرها مفرطة البدانة ورجل أميركي مفرط البدانة أيضاً في منتصف عقده الرابع ويؤدي الاصوات فيه الممثلون إيريط بانا وتوني كوليت وفيليب سيمور هوفمن؛ Mind Game (2004) للياباني مازاكي يواسا مقتبس عن شرائط مصورة لأاحد اشهر فناني هذا النوع في اليابان "نيشي" الذي يصور نفسه في الفيلم في رحلة الى الجنة ومنها؛ Ponyo (2008) للياباني هاياو ميازاكي حول سمكة تصادق طفلاً في الخامسة من عمره وتتمنى ان تتحول فتاة.

يتضمن برنامج المهرجان قسماً خاصاً من إعداد مجلة "السمندل" يستعيد الصور المتحركة اليابانية المدبلجة إلى العربية. يعود "السمندل" إلى زمنٍ رافقنا خلاله قراصنة بساق واحدة، روبوهات عملاقة، ديناصورات تحترف المصارعة، وأطفال يحاربون بالأقدام ـ زمن أكثر بساطة، تكون فيه الاستراحة من المدرسة وفروضها المنزلية برفقة التحريك الياباني، وتكون العربية الفصحى السلاح المختار. للمرة الأولى سيقدم المهرجان عرضاً على شاشة سينمائية لحلقة مختارة من كل من مسلسلات الرسوم المتحركة الكلاسيكية: "غرندايزر"، "جزيرة الكنز"، "الرجل الحديدي"، و"عدنان ولينا" لـ ميازاكي، كلها بالنسخة الأصلية المدبلجة إلى العربية. ويراهن معدو البرنامج على جمهور الكبار الذي تفتحت طفولته على تلك المسلسلات داعين الحضور الى أن "يتذكّروا جيداً كلمات أغاني البداية والنهاية، لأن غناءها خلال العرض سيكون إجبارياً!"

على صعيد العروض القصيرة، يستضيف المهرجان مجموعة منها أجنبية (تشيلي، المانيا، أوستراليا، ايطاليا) وعربية (تونس ومصر والمغرب) الى جانب مجموعة افلام تحريك لبنانية منها: "بذور الامل" لمروى بو كريم، "هجين" لماريلين فرح، "أهاوا" لشادي عون، "بيروت" لإيلي داغر، "دير الصليب" لسمر مغربل، "دورافور حبيبي" و"الغسالة" لمجموعة طلاب من الجامعة الاميركية في بيروت، "مسافة السكة" لشيرين ابو شقرا و"زيد وليلى" لجاد صاروط. ومجموعة من الافلام الموسيقية المصورة (فيديو كليب) اللبنانية والاجنبية: "الرصيف" ليوسف عبد ربه وليليان ابو زكي ورنا قطب وربى صيداني، "شفتو من بعيد" لإيلي داغر و"تخبط" لغسان حلواني.

وفي البرنامج ايضاً "كارت بلانش" لفنانة التحريك اللبنانية لينا مرهج تقدم من خلاله فيلمين يابانيين وثالثاً من انجازها.

بيروت اذاً على موعد مع خمسة ايام من مهرجان التحريك الاول الناهض على افلام عالمية وعربية للكبار والصغار ومسلسلات تحريك من الثمانينات وانتاجات محلية تنتظر ان يكتشفها الجمهور المحلي.

المستقبل اللبنانية في

13/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)