جذبت نجمة الإغراء وأسطورة السينما الامريكية "مارلين مونرو" الأضواء في
حياتها وشغلت الناس بعد مماتها. ظهرت في تسعة وعشرين فيلمًا، وكانت تشتغل
على فيلمها الثلاثين عندما توفيت. رحلت عن الدنيا منذ 47 عامًا تقريبًا
ومسيرتها السينمائية امتدت 15 سنة فقط، إلا أن شعبيتها في ازدياد مستمر مع
كل جيل جديد. شخصية بها من السحر والبراءة بقدر ما دار حولها من الجدل
والإثارة ولا تزال حياتها وتفاصيلها الدقيقة وحتى منديلا استخدمته مرة
واحدة يشغل تفكير الرأي العام.
كانت مارلين مونرو على ترحال دائم من فندق الى فندق ومن شقة مفروشة الى شقة
خاوية، وأقامت في سبعة وخمسين منزلاً خلال خمس وثلاثين سنة، وكذلك في
زواجها وطلاقها، وفي علاقاتها.
تعجز مارلين عن الاستقرار في منزل، وعن النزول في مكان، كما لو كانت تخفي
سرًا كبيرًا. فالانتساب الى مكان، هو انتساب الى لون من ألوان الحياة والى
ذوق شخصي، وهو إعلان عن وضع اجتماعي وأُسري، وهو بمثابة انتساب مارلين الى
شيء غير صورتها. وصورتها لا تخفي أثر والدتها فيها، وهي نسبها الوحيد.
وكانت مارلين قبلت "أو طلبت؟" وصاية رالف غرينسون، المحلل النفسي، ورعايته
شؤونها، وتوليه إدارة أعمالها وحياتها.
لكنّ هذه الوصاية، وهي أقرب الى وصاية الراشد على القاصر، عززت أرقها، ولم
تساهم في انتشالها من دوامة مخاوفها، ولا في تماسكها النفسي أو في قبولها
ازدواج الهوية الذي تفترضه مهنة التمثيل أو مهنة "عارضة الجمال"، مثلما
يقال عارضة أزياء، وحياة النجومية. فالممثل يؤدي دورًا على خشبة المسرح أو
في الاستوديوات السينمائية. وغالبًا ما يربط المشاهدون والجمهور الممثل
بأدواره، ويحسبون أنه والشخصية التي يلعبها واحد أو أن هذه الشخصية هي مرآة
شخص الممثل في الحياة الواقعية.
ووجدت مارلين صعوبة في الفصل بين صورتها الباهرة التي تلتقطها عدسة المصور
وصورتها عن نفسها، وبين هويتها السينمائية وهويتها الشخصية. وذات مرة جاءت
خادمة الى منزل مارلين مونرو لعرض خدماتها، وعندما استقبلتها مارلين، قالت
الخادمة: "أكاد لا أصدق أنك مارلين مونرو". فردت هذه بالقول: "أنا نفسي غير
متأكدة من ذلك، لكنني أفترض أنني هي ما دام الجميع يجمع على ذلك".
لكن مارلين كانت تلجأ إلى ذلك لتهرب من الصورة التي كانت تكونها عن نفسها
لأنها لم تكن تريحها مطلقا، وربما كانت السبب الرئيسي في القضاء عليها.
كانت تريد ان ينظر اليها على انها ممثلة مميزة و لسوء الحظ ، فإن هذا لم
يحدث قط في حياتها. وأعربت عن اعتقادها ان محاصرتها بدور الشقراء البلهاء
المثيرة ان هذه الأدوار ما يريد ان يرى الناس على الشاشة، و أجبرتها
الاستوديوهات على القيام بهذا الشكل المثير. رغم انها جسدت ادوارا مهمة تحت
ادارة مخرجين كبار مثل جورج كيكور و بيلي وايلدر و لورانس اولفييه وهوارد
هواكس.
هي "نورما جين باكر"، وُلدت في (1-6-1926) بالقرب من "لوس أنجلس"، أمها
غلاديس أميركية من أصل اسكتلندي، أما أبوها مارتين ادوارد مورتينسون
فنرويجي. قبل مولد مارلين أو نورما، اشترى الأب دراجة بخارية وتوجه شمالاً
الى سان فرانسيسكو تاركًا عائلته في لوس انجليس، وكبرت مارلين وهي لا تعرف
اباها الحقيقي، وفي ظل علاقات متعددة عاشتها الأم نشأت مارلين مشوشة
العاطفة، بخاصة ان الفقر كان رفيقًا لغلاديس ونورما رغم ان غلاديس كانت
جذابة وعملت في استديو "آر كي او" كقاطعة افلام، لكنها عانت المرض العقلي
وقضت بقية حياتها في التردد على المؤسسات العقلية، وبسبب ذلك قضت نورما جين
أوقاتاً طويلة في الملاجئ وبيوت التبني، كما تعرضت للاغتصاب في وقت مبكر من
حياتها.
وقالت " كانوا صارمين رهيبين... دائما سببوا لي الضرر... كانت القسوة
دينهم".
ظهرت عام 1934 على غلاديس علامات الكآبة العقلية وأدخلت مصحة في سانتا
مونيكا، فتولت غرايس ماكي صديقة الأم رعاية مارلين، وزرعت فيها حب الشهرة
والنجومية اذ اخبرتها بأنها ستصبح امرأة مهمة أو نجمة سينما، فقد كانت
غرايس محبة لنجمة العشرينات جين هارلو، لذلك أصبحت هارلو مثالاً حيًا
لمارلين، لكن غرايس تزوجت عام 1935 وبسبب صعوبات مالية لم تستطع الاستمرار
في رعاية مارلين فوضعتها في ملجأ ايتام (من ايلول 1935 الى تموز 1937) ولم
تنقطع غرايس عن زيارة مارلين او اصطحابها للسينما أو شراء الملابس لها. وعن
هذه الفترة تقول مارلين "كان العالم حولي متجهما، وشعرت بالرغبة في الخروج
على كل الأشياء، ربما كنت أحلم او ألعب".
بعد فترة استقلت بحياتها، ثم تزوجت في سن الـ16 من جار لها اسمه جيمس
دوجيرتي، وصارت ربة منزل وهي دون السن القانونية في صحراء نيفادا
الاميركية، ذهب زوجها مع القوات الأمريكية في الحرب العالمية الثانية،
وخرجت إلى العمل في مصنع للمظلات حيث لفتت بزيها شبه العاري نظر المصورين
الصحافيين الذين زاروا المصنع لتسجيل وقائع قيام بعض النساء بدعم المجهود
الحربي، وكان أول ظهور لها عندما طلب "رونالد ريغان" (الرئيس الأمريكي فيما
بعد) قائد زوجها في الجيش "وكان زوجها يعمل مصورًا" أن يضع صور بعض الفتيات
الجميلات على أغلفة المجلات الصادرة من الجيش للجنود كنوع من الترفيه،
وجذبت مارلين انتباه المصور ديفيد كونوفير الذي وجد فيها نموذجًا للجمال
الذي يبحث عنه، ووقعت معها احدى الوكالات عقداً كفتاة غلاف مجلة بلاي بوي.
وكان هذا الظهور سببًا لما تمثله من رمز للأنوثة وهو الرمز الذي صنعته
شركات الانتاج وساعدت مارلين على ترسيخه، لكنها تصرح ذات مرة قائلة:"أريد
ان اكون فنانة وليس نزوةً جنسية، لا أريد ان اباع الى الجمهور... إن الناس
ينظرون اليَّ كما لو كنت مرآة لا انسانًا، هم لا يرونني ولكن يرون أفكارهم
الفاسقة، ورغم هذا يقنعون انفسهم بأنني الفاسقة الوحيدة".
وفي ربيع 1945 أصبحت معروفة ولم ينتصف عام 1946 حتى اكتشفها بن ليون الذي
يعمل لمصلحة شركة فوكس، ورتب بن ليون اختبار كاميرا لمارلين ونجحت في
الاختبار، فتعاقدت الشركة معها ستة أشهر مقابل 75 دولارًا في الأسبوع، ثم
رفع الأجر الى 125 دولارًا، وكان الاسم الذي وقعت به العقد هو مارلين
مونرو، ومونرو هو كنية عائلة أمها، وانفصلت عن زوجها. وأرادت مارلين ان
تستعد لعملها بالفن فبدأت تدرس عمل الممثلات الأسطوريات وأبرزهن جين هارلو
ولانا ترنر، وسجلت في قسم الفنون المسرحية بأحد المدارس الفنية، ومنذ هذه
اللحظة ستعرف نورما جين مورتينسون باسم مارلين مونرو، وستستمع للنصيحة
القائلة: هوليوود مكان سيدفعون لك فيه ألف دولار مقابل القبلة وخمسين سنتا
لروحك.
في السنة الأولى من عملها مع شركة فوكس لم تقدم مارلين أي أدوار. لكنها
دُربت على القاء الشعر واللغة والتمثيل وغيرها مما يلزم معرفته، ومع تجديد
العقد وفي الأشهر الستة التالية ظهرت في أدوار بسيطة.
وبدأت بناء علاقات داخل هوليوود، ونجحت في تسويق نفسها لشركة كولومبيا التي
أسندت اليها دورًا في فيلم "سيدات الجوقة" (1948) لكن الشركة لم تجدد
تعاقدها مع مارلين، فالتقت مارلين جوني هيدي أحد وكلاء هوليوود الكبار،
فأعادها لشركة فوكس مرة أخرى على الرغم من عدم اقتناع داريل إف. زانك رئيس
الاستديو بامكان أن تصبح مارلين نجمة، لكنه غير رأيه لاحقًا.
لعبت مجموعة من الادوار البسيطة حتى عام 1950 ، عندما قدمها جون هيوستن في
فيلم " غابة الأسفلت" وقال " حضورها على الشاشة كان قصيرا ولكنه دور
مؤثر.." في وقت لاحق من ذلك العام ، قامت مارلين بأداء دور كلوديا كاسويل
في "كل شيء عن حواء" بطولة بات ديفيس , وكذلك حصلت على الثناء.
وكان عام 1951 عام تدشين نجومية مارلين. أحبها الجمهور بالصورة التي أرادت
شركات الانتاج تقديمها فيها، فظهرت في فيلم "لا تهتم بالضرب" (1952) الذي
لعبت فيه دور راعية أطفال غير متوازنة عقلياً, ورغم أن النقاد لم يهتموا
بعملها فقد تركت انطباعًا طيبًا إذ جسدت مظهر الجمال الذي يحبه الجمهور.
وفي فيلم "شلالات نياغرا" عام 1953 أسست مارلين لنموذجها الفني ورمزها
الجمالي، يصل الزوجان بولي "جين بيترز" وراي كتلر "كايسي آدمز" إلى فندق
صغير في منطقة شلالات نياغارا لقضاء شهر العسل وينزلان في غرفة مجاورة
لزوجين آخرين، هما روز "مارلين مونرو" وجورج لوميس "جوزيف كتن" جاءا إلى
الفندق أيضًا للغرض ذاته. عندما تكتشف بولي أن روز تخون زوجها مع رجل آخر،
تتعاطف مع جورج الذي لا يستطيع ضبط عواطفه من فرط غيرته الشديدة، خصوصاً
حين تعمد روز إلى عرض مفاتنها لإغراء الرجال كي يفقد صوابه أمام الناس. لكن
ذلك ليس سوى جزء من خطة روز المتآمرة مع عشيقها باتريك "ريتشارد آلان" الذي
سيتولى قتل جورج بدفعه إلى الشلالات الجارفة بحيث يبدو موته كعملية انتحار.
لكن الأحداث تتطور بصورة غير متوقعة حين يبادر جورج نفسه إلى قتل باتريك
ويعود لقتل روز أيضًا، إلا أنه يُفاجأ بوجود بولي مكانها فيطلب منها ألا
تخبر أحد بأنه مازال على قيد الحياة كي يتسنى له التواري عن الأنظار. لكن
بولي تدرك بأن جورج مازال مصممًا على قتل روز، فتسارع إلى إبلاغ الشرطة
بالقصة كلها. تتطور الأحداث بعد هذه المرحلة لتتحول إلى سلسلة من المواقف
المرعبة التي تحبس الأنفاس حيث يبدأ جورج خلسة بمطاردة روز التي تحاول بشكل
يائس مغادرة البلدة بأية وسيلة ممكنة، بينما تبحث الشرطة عن مكان كل منهما.
وفي النهاية يستقل جورج وبولي زورقًا باتجاه ما هو محتوم. تؤدي شلالات
نياغارا الجارفة في فيلم المخرج هنري هاثاواي وظيفة مجازية يشير من خلالها
إلى القوة الاستحواذية الرهيبة للانفعالات العاطفية والرغبة العارمة
لارتكاب جريمة القتل بهدف الانتقام.
وبعد فيلمها الكبير "يفضل السادة المحترمون الشقراوات" دشنت نجومية مارلين
ووقعت اسمها ووضعت يديها وقدميها في الاسمنت الرطب امام المسرح الصيني على
جادة هوليوود، المكان نفسه الذي زارته مع أمها وهي طفلة، وتحققت الأمنية
التي أطلقتها الطفلة مارلين حين قالت ذات يوم "أريد ان أكون نجمة كبيرة
أكثر من أي شيء آخر" وأصبحت مارلين البطاقة الرابحة، بخاصة مع النجاح الذي
حققه فيلم "كيف تتزوجين مليونيرًا" (1953) فبرغم ان الممثلين المساعدين في
الفيلم نالوا استحسان النقاد لفتت مارلين الجمهور خصوصًا الرجال.
مغنية تأمل في أن تتزوج من مليونير في هذا الفيلم "يفضل السادة المحترمون
الشقراوات" مع روح الدعابة التي قدمها ليمون و كورتيس وهما يتظاهرا بأنهما
نساء.. انهم هاربون من الغوغاء بعد أن شاهد القديس مذبحة عيد الحب
والاختباء مع الجميع فتاة الاوركسترا يضم مونرو.. عملها على الفيلم حصلت
على جائزة الكرة الذهبية لافضل ممثلة كوميدية.
اصبحت نجمة كبيرة في استوديو فوكس مع افلام مثل "يفضل السادة المحترمون
الشقراوات" مع جاك ليمون وتوني كورتيس واخراج بيلي وايلدر، و "كيف تتزوج
مليونيرا" و "لا يوجد عرض على غرار الأعمال التجارية". إنها تعبت من أدوار
الشقراء الغبية ، فذهبت الى نيويورك للدراسة في استوديو الممثل.. عادت
ومعها شركة انتاج خاصة بها وقدمت فيلم "هرشة السنة السابعة" (1955) وقعت
على عقد جديد مع منحها مزيدا من السيطرة وخيار لتقديم فيلم واحد في السنة..
أول فيلم "محطة الباصات" ،لعبت مارلين مونرو في هذا الفيلم الكوميدي
المقتبس عن مسرحية ويليام إنج المعروضة في برودواي دورًا بشخصية المغنية
"شيري" التي تعمل في إحدى المقاهي، ويقع في غرامها رجل كاوبوي طيب القلب
يدعى "بو" "بأداء الممثل دون موراي" معروف في ميدان رياضة الروديو. تحاول
"شيري" الهروب إلى لوس أنجلوس، إلا أن "بو" يعثر عليها ويجبرها على ركوب
الحافلة معه بهدف اصطحابها رغمًا عنها إلى منزله في بلدة مونتانا. عندما
تتوقف الحافلة في إحدى المحطات، يعلم الركاب بأن الطريق أمامهم مسدود،
وبالتالي يتعذر عليهم متابعة الرحلة. في غضون ذلك، يدرك جميع الركاب قصة
اختطاف "شيري" لكن "بو" صاحب القلب الطيب المتيم بها يبدو مصمماً على
الاحتفاظ بـ "شيري" بأي ثمن مع أنه يدرك بأن الفوز بقلب حسناء فاتنة يختلف
تماماً عن براعته في ميدان الروديو. ثم لا تلبث أن تشعر "شيري" بالانجذاب
نحو "بو" وتصبح مغرمة به على رغم اندفاعه وسلوكه المتهور.. على النقيض من
حياتها المهنية المشرقة ، كانت حياتها الشخصية كئيبة. ورغم أم مارلين سعت
للنجومية فإن النجومية اربكتها كثيرًا. تقول "الشهرة تثير الحسد، لكنها
تعطي نوعًا من الامتياز يجعل الناس يمشون اليك ويقولون كلامًا لا يؤذي
مشاعرك". وتقول ايضًا: "الشهرة متقلبة لها ضريبتها ومنافعها". أما الاجر
الذي تقاضته مارلين منذ ان أصبحت نجمة حتى رحيلها، فهو دليل على صعود
اسهمها وتهافتت شركات الانتاج عليها وتقاضت 1050 دولارًا عن "فيلم غابة
القير" (1950)، 500 دولار عن فيلم "كل شيء عن حواء" (1950)، 750 دولارًا عن
فيلم "نحن لم نتزوج!" (1952)، 1250 دولاراً عن فيلم "يفضل السادة المحترمون
الشقراوات" (1953)، 1500 دولار عن فيلم "السبعة حكة السنة" (1955)، 200 الف
دولار + 10 في المئة من الأرباح عن فيلم "البعض يفضلونها ساخنة" بما قيمته
أربعة ملايين دولار، وعن فيلم "عدم الملاءمة" (1961) حصلت مارلين على مبلغ
250 الف دولار، أما اخر افلامها "اشياء تعطى" (1962) والذي لم تكمل تصويره
فحصلت منه على مئة الف دولار.
وعام 1952 قابلت مارلين جو دي ماغو، كانت في الخامسة والعشرين وكان هو في
السابعة والثلاثين، اعتزل دي ماغو لعبة البيسبول وأبدى رغبة في مقابلة
مارلين التي كانت نجمة مشهورة، وتزوجا في 14 شباط 1952، واحتلت اخبار
الزفاف العناوين الرئيسية لأغلب الصحف، لكن جو كان غيوراً جداً واستاء من
شعبية زوجته وأراد أن تكون مارلين ربة بيت "لم أكن أرغب في التخلي عن
مسيرتي ، وهذا ما أراد جو لي أكثر من أي شيء آخر".
فازداد الوضع تفاقمًا مع اصرار مارلين على القيام برحلة الى كوريا لتسلية
القوات هناك. كانت الرحلة عاملاً من عوامل صعود نجومية مارلين حيث تصدرت
صورها الكثير من المجلات والصحف، لكن جو لم يرافقها في هذه الرحلة بحجة أنه
يكره الحشود، وفي خريف عام 1954 انفصلت مارلين وجو ثم تطلقا في 6 تشرين
الأول من العام نفسه. ومطلع عام 1955 تعرفت بالكاتب المسرحي آرثر ميلر. ثم
سرعان ما تزوجا. وحدث طلاقهما عام 1961.
عام 1959 قدمت مارلين فيلم "البعض يفضلونها ساخنة" مع جاك ليمون وتوني
كيرتيس، لكن صحتها واصلت في التدهور بسبب استمرارها في تناول العقاقير
المهدئة. وبسبب هذه الحالة كانت كثيراً ما تصل متأخرة الى مواعيد التصوير
وغير قادرة على تذكّر دورها.
وصلت مارلين إلى قمة النجاح، وهو ما أكسبها شهرة ونجومية غير مسبوقة، وثراء
كبيرًا؛ فهل حققت أحلامها؟ هل حققت السعادة؟ هل كانت صورتها الإعلامية هي
الحقيقية؟ وهل كانت سعيدة بها؟ هل حاولت تغييرها؟ وماذا كان سيحدث لو
حاولت؟
تروي صحفية أمريكية قصة تحقيق صحفي مع مارلين قبل موتها بأسبوع واحد، فتقول
الصحفية: إن احتكاك مارلين بالوسط الأدبي والسياسي نتاج ارتباطها بـ"آرثر
ميلر" دفعها إلى القراءة في معارف أدبية وسياسية كثيرة، ولكن الجميع لم يكن
يسمع ما تقوله، بل كان يسمع ما يريده هو، لجسدها، وليس لعقلها.
لتغيير تلك الصورة بدأت في تبني مواقف سياسية تجاه القضايا الجارية، فأعلنت
رفضها للموقف الأمريكي من قضية الصواريخ الروسية في كوبا، وأعلنت دعمها
لقضية الحقوق المدنية للزنوج، وتأييدها لحقوق العمال في مواجهة أصحاب
الأعمال.
ويضاف إلى صورة مارلين المغرية الجميلة كلمة "المدمنة" أو "الضائعة"، وذلك
لمصلحة الجميع، وفي نطاق هذا التحدي، تقوم شركة فوكس برفع قضية ضدها؛ وذلك
لأنها ممتنعة عن التمثيل في أدوار تكرس صورتها الإعلامية، كما أمرت رجال
الأمن بمنعها من الدخول عند حضورها فكان لهذا أثره السيئ، فأرادت كسر الطوق
عن طريق الصحافة، لكنها فشلت في نشر الحديث الذي كتبته الصحفية، لأسباب
مجهولة، وهو ما اضطرها للقول: إنها ستعلن في مؤتمر صحفي حقائق محاولة
اغتيال الرئيس الكوبي "فيدل كاسترو"، والذي كشفت الوثائق فيما بعد تعاون
المخابرات الأمريكية والإدارة الأمريكية مع رجال عصابات المافيا في هذا
الحادث.
وعام 1962 بدأت مارلين تصوير فيلم "اشياء تعطى" وانتشرت الأقاويل عن عدم
رغبتها في مقابلة أعضاء فريق الفيلم وسفرها الى نيويورك للاحتفال بعيد
ميلاد الرئيس كنيدي، لكن امراضها كانت حقيقية كما شهد الأطباء بعد ذلك، أضف
ان سفرها لنيويورك تم بموافقة شركة فوكس المنتجة للفيلم، لكن فوكس كانت
غارقة في الديون بسبب فيلم "كليوباترا" لإليزابيث تايلور وريتشارد بيرتن،
فاضطرت الشركة لالغاء فيلم مارلين مونرو على أمل تعويض الخسائر من شركة
التأمين بحجة مرض مارلين.
في هذه الأثناء، كانت مارلين ترى طليقها الأسبق جو دي ماغو كثيرًا، ووافقت
على الزواج منه ثانية وحدد موعد الزفاف في 8 آب 1962 لكن شركة فوكس أعادت
التعاقد معها لاكمال فيلم "اشياء تعطى" مع راتب مقداره ربع مليون دولار،
وبالطبع فإن الفيلم لم يكمل والزواج لم يتم بسبب موت مارلين في 4 آب 1962،
وهو الموت الذي تحدث الكثيرون عن ملابساته التي لا تزال مستمرة الى اليوم.
أفلامها السينمائية:
1.
فلنمارس الحب (1960)
2.
شيء ما لديه ليمنحه (1962)
3.
اللامنتمون (1961)
4.
دعنا نمارس الحب (1960)
5.
البعض يفضلونها ساخنة (1959)
6.
الأمير وفتاة الاستعراض (1957)
7.
محطة للباصات (1956)
8.
هرشة السنة السابعة (1955)
9.
ليس هناك عرض على غرار الأعمال
التجارية (1954)
10.
نهر بلا عودة (1954)
11.
كبف تتزوجين مليونيرا (1953)
12.
الرجال يفضلون الشقراوات (1953)
13.
شلالات نياجرا (1953)
14.
هنري فول هاوس (19 أيلول 1952)
15.
قرد الأعمال (5 أيلول 1952)
16.
لا تهتم لضرب (18 تموز 1952)
17.
نحن لسنا متزوجين ( 1952)
18.
اشتباكات ليلا (1952)
19.
عش الحب (1951)
20.
هن تشعرين (2 آب 1951)
21.
مسقط قصة (1951)
22.
كل شيء عن حواء (1950)
23.
غابة الأسفلت (1950)
24.
الحب السعيد (1950)
25.
سيدات الكورس (1948).
إيلاف في
08/11/2009 |