تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

بهم تكتمل الصورة لكنهم يبقون خارجها

نجوم الكواليس مبدعون لا يراهم المشاهدون

تحقيق: محمد رضا السيد

تابع جمهور الشاشة الصغيرة على مدى رمضان الفائت عدداً من المسلسلات، وأعجب ببعضها وبأداء نجومها من الممثلين، ولكنه لم يلتفت إلى عدد آخر من النجوم تحفل مقدمة المسلسل بأسمائهم ويقفون وراء نجاح أي عمل بداية من المخرجين ومساعديهم ومديري الإنتاج إلى ““الريجيسير” وحامل شارة الكلاكيت وأجهزة الصوت، كل هؤلاء نجوم يتلألأون خلف الكواليس، عملهم أشبه بساعة من ينظر إليها ينسى أن وراء حركتها ودقتها تروساً تعمل بتجانس رغم تفاوت أحجامها وفي النهاية ينتجون عملا ناجحا.

ومن خلال هذا التحقيق نسلط مزيداً من الضوء على هؤلاء النجوم خلف الكواليس الذين يحملون تفاصيل كثيرة وراء الأعمال الرمضانية المحلية والتي كانوا سببا في نجاحها.

لأن أهم مشاكل الدراما يكون سببها الإنتاج، فإن سعيد السعدي مدير الإنتاج في مسلسل “دروب المطايا” الذي عرض خلال رمضان على شاشة تلفزيون أبوظبي، وعاد بنا إلى ما قبل 70 سنة، ليروي حكاية أناس سكنوا أبوظبي وتنقلوا بينها وبين العين، أكد أن العمل كان الأضخم إنتاجا في الدراما الإماراتية، ولذلك فإن مهمته من خلف الكواليس لم تكن سهلة من كل جوانبها.

وأشار إلى أن أحداث المسلسل، تدور في ثلاث مناطق أساسية هي: البحر ورحلات الغوص، ومنطقة النخيل التي كانت مرتحلا في فترة القيظ الصيفية، ومنطقة البر رمز الحياة البدوية القديمة، الأمر الذي تطلب عملية بحث طويلة في أرجاء الدولة استمرت نحو الشهرين، حتى وقع الاختيار على بعض المناطق في مدينة العين، وفي مقدمتها “سيح السدر” وجزيرة “رأس غرابش في أبوظبي، ليتم بناء المناطق فيها، بما يتلاءم وتلك الفترة.

وقال السعدي: بدأنا تجهيزات المسلسل من رمضان قبل الماضي، وواجهنا صعوبات في تأهيل الجزيرة الصحراوية المهجورة وهي من أصعب المراحل التي مررنا بها وأخذت شهرين آخرين لبناء الخيم والعرشان ووضع الاكسسورات القديمة داخلها، فضلا عن توفير السفن والمراكب. ونقل البيوت والمعدات بما فيها السيارات و”الشوايل” كان مكلفاً جداً، فكانت النقلة الواحدة تكلف 18 ألف درهم، فضلا عن نقل الديزل للمحركات والمحولات، وكانت السيارات والمحولات تستهلك بترولاً قيمته ألف درهم يومياً بخلاف تكلفة نقله عبر الطرادات المائية، فضلا عن غوص السيارات في الرمال بما يعني إنفاق أكثر على وقودها، إضافة إلى أن إحضار الطعام كان تكلف نحو ألف أخرى بخلاف كلفته، وساعدنا الجيش ووفر لنا الإمكانات للنقل والتحرك على الجزيرة وتجهيز المراسي، وأخص في ذلك شعبة الإنشاءات البحرية ومكتب سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وأضاف: لابد للعاملين في هذه النوعية من الأعمال أن تتوفر لديهم الخبرة بالتراث، فخبرتنا في مسلسلي “حظ يا نصيب” و”حاير طاير” جعلت من بناء البيوت القديمة واكسسواراتها مهمة سهلة في دروب المطايا، وإلا فإن الناس كان يمكن أن يضحكوا علينا، لاختلاف بيوت البادية عن الأخرى التي تخص البحر.

وكشف السعدي أن كل يوم من التحضيرات في الجزيرة في الفترة قبل التصوير كان طارئا من حيث متطلباته، ولكن الجهد الأكبر كان بعد وصول الممثلين وطاقم المكياج الإيراني الذي عمل في أعمال عالمية وطلبوا جميعا تجهيزات خاصة مكيفة وبيوتاً ولوازم ترفيه كاستراحة أو مقهى مجهز بكل مستلزماته، فضلا عن استوديوهات خاصة لماكياج الفنانين وأخرى للملابس.

وأشار إلى أن جملة ما أنفق على الجزيرة وحدها ضمن العمل وصل إلى مليوني درهم في 25 يوم تصوير، ذلك للوصول لمستوى ينافس المسلسلات البدوية، معتبرا أن “دروب المطايا” التجربة الأصعب التي مر بها وجعلت حياته أشبه بالعيش في المعسكرات ولكنها لم تكن تخلو من الطرافة.

وأوضح أن من الطرائف التي حدثت لطاقم العمل كانت في تعدي “البوش” أو الجمال التي كانت تستخدم لتصوير بعض مشاهد العمل على “تناكر” المياه المخصصة للشرب على الجزيرة والاستحمام، وعليه اضطر فريق الإنتاج إلى الاستعانة بالوحدات العسكرية البحرية القريبة التي ساعدتهم في نقل المياه.

أما الطرفة الثانية فكانت حسب قوله في تأقلم الممثلين مع العمل ومع مكان التصوير، فبعدما كانوا يشعرون بأن المكان سلبهم نمط معيشي معين، فوجئ الجميع ببعضهم يركبون السيارات “الكشف” أو المكشوفة ويتركون السيارات الفخمة المجهزة لنقلهم ويقضون الساعة في استراحتهم أو يصيدون السمك ويشوونه، غير عابئين بالغرف المحجوزة لهم في أحد فنادق أبوظبي.

أحمد البوشي من أبرز العاملين في مواقع تصوير “دروب المطايا” بوصفه “مدير الموقع” ودوره كان يلزمه بأن يكون في الموقع على مدى ساعات اليوم يتابع احتياجات الديكور والتصوير والإضاءة وجاهزية الفنانين والطاقم الفني وفريق إخراج المسلسل، إضافة إلى تجهيز المعدات وغيرها.

وقال: حرصاً منا على صدقية العمل، قمنا بعمليات بحث كثيرة في أسواق الدولة لشراء احتياجاته القديمة كالحب، والتفق، والمحزم، والجفير، وغيرها، الأمر الذي تطلب مجهوداً كبيراً ووقتاً طويلاً، ووفقنا في توفير الكثير منها بشكلها الأصلي القديم.

وأضاف: بحكم عملي واجهتنا صعوبات لا سيما في التصوير الليلي وبالأخص في مشاهد البحر، فحرصاً على الابتعاد عن الخدع التلفزيونية، كانت المشاهد تتم في وسطه وتستغرق نحو تسع ساعات، بتفاصيل منها التمديدات الكهربائية في وسط البحر، حتى عملية حرق القوارب كانت حقيقية، وتم حرق قوارب أصلية عتيقة.

مجموعة الإبل التي احتجنا إلى تصويرها في هذه المنطقة، قمنا بإحضارها عن طريق العبّارات، واستعنا بمدربين مختصين في مجال ترويض الإبل، لتدريب الفنانين على ركوبها، لذلك كان بارزا جودة تعامل الفنانين مع الإبل دون استخدام “دوبلير”: كان هناك تحضيرات مهمة ضمن محتوى الصورة منها تجهيز البنادق والجمال والاكسسورات المتوافقة مع تلك الحقبة.

أما “الريجيسير” عادل عبده فكانت مهمته تجهيز الممثلين والعنصر البشري في العمل بما يحتاجونه في الجزيرة وهناك كان ضمن فريق التنسيق 4 من العاملين في الخدمات الإنتاجية.

وقال: حجوزات الفنادق وتلبية احتياجات الممثلين بعيدا عن الجزيرة كانت مهمتي الأولى، هاتفي مفتوح طوال الوقت، دائما معي سيارتي أتنقل بها لجلب ما يريدونه على الجزيرة بداية من الثلج إلى عبوات مياه الشرب والعصائر والوجبات لكل العاملين، إضافة لأشياء بسيطة ولكنها مهمة مثل الكحول والقطن الطبي لتنظيف البشرة ووجوه الفنانين من آثار المكياج.

وأضاف: أحيانا كثيرة كانت مهمتنا خدمة الفنانين بنقلهم لأماكن الطرادات البحرية تمهيدا لنقلهم لرأس غراب، فضلا عن العودة بهم إلى الفندق أو إلى زيارات داخل مدينة أبوظبي.

ومن داخل الجزيرة كان يقوم بالمهمة ذاتها صالح الشمري الذي كان يتولى توصيل الفنانين من البحر للموقع والعكس فضلا عن المساعدة في بناء القرية البحرية والخيمات.

والخدمات الإنتاجية كان يقوم بها محمد إمام وأنور أحمد وكانت مسؤوليتهما بالأساس تجهيز الكومبارس للعمل بملابسهم واكسسواراتهم.

ويقول محمد إمام: الكومبارس كانوا يتدللون علينا فلدينا أزمة كومبارس وليس أزمة فنانين، فالكومبارس الذين عملوا معنا يرفضون العمل في ظل أجواء الجزيرة أو البر ولذلك دفعنا لهم أجراً كبيراً من الجائز أن نقول إنه الأعلى بين أجور الكومبارس في الأعمال الدرامية المناظرة.

محمد حسين القايدي مدير الإنتاج في مسلسل “هديل الليل”: عمل قبله في عدة أعمال، وكشف أن عمله المقبل سيكون “فريج البغايا” وهو آخر ما ألف الكاتب والسيناريست الراحل سالم الحتاوي.

وأوضح أن مدير الإنتاج مثل الجوكر في كل الأعمال ينتقل من مكان لآخر ويلعب كل الأدوار ويسأل عن كل شيء، وتاليا هو المسؤول أمام المنتج المنفذ.

وأضاف: هي مهنة تحتاج لتفرغ كبير وتتمثل في مراقبة وإدارة الإنتاج، كما أنها لا تقتصر على الإدارة المالية، عملت في التمثيل والإضاءة والخدمات الإنتاجية ومخرجاً مسرحياً ضمن مسرح الشارقة الوطني ولم أتخيل يوميا أن أصبح مدير إنتاج، لكنني حاليا متفرغ كلية للعمل بمهمتي الجديدة.

ورأى أن إدارة الإنتاج تبدأ من طباعة النص وتوزيعه على الممثلين ومتابعتهم في فهم أدوارهم وتحضير الديكورات والاكسسوارات المطلوبة والديكور وكافة مستلزمات الإخراج مضيفا أنه على مدير الإنتاج متابعة أية كاميرات تتعطل وإصلاحها لمعاودة العمل.

وأوضح أن طاقم العمل في المسلسل وصل إلى 50 فرداً بين فنان وفني فكان لزاما على مدير الإنتاج استيعاب كل هؤلاء بمزاجيتهم المختلفة في ظل حرارة تتعدى 50 درجة، كما كان العمل في صراع مع الوقت حتى إن الحلقة ال26 سلمت في 22 رمضان.

وأكد إسماعيل أمين مدير الخدمات الإنتاجية بمسلسل “الجيران” أن عمله خلف الكواليس بدأه منذ صغره شارك في 9 أعمال درامية، كما عمل في بعض السهرات الدرامية.

وقال: مهمتنا تهيئة جميع الظروف من أجل نجاح العمل ولعمل الكاميرا بكل حرية ومن دون عوائق، وعند وجود مشكلات نحاول أن نحلها أو نؤجلها لكي لا نعطل عملية التصوير، موضحا أن تفاصيل العمل يدخل فيها مجموعة من التحضيرات له كجاهزية الكاميرا وفريق التصوير والديكور والاكسسوارات والتنسيق مع الملابس المطلوبة وهي مهمة صعبة في عمل تراثي اجتماعي يناقش أجواء قديمة.

لا مانع من أن نشارك في بعض المشاهد إذا اضطررنا لذلك، فضلا عن مهمتنا في اختيار الممثلين وتنفيذ المواقع.

وأضاف: “الجيران” عمل معاصر، المهمة فيه كانت أسهل باعتقادي من “دروب المطايا” و”هديل الليل” فكنا نصور في فيلا ومخرج العمل مصطفى رشيد بذل جهدا كبيرا في العمل مع الممثلين، وكان الجميل في العمل أنها المرة الاولى التي نصور فيها في اجواء باردة وغائمة وممطرة.

وأشار إلى أن مجال العمل خلف الكواليس بمجمله إذا لم تحبه فلن تستطيع الاستمرار فيه، فقد تصل عدد ساعات النوم إلى 4 ساعات فقط يوميا.

راوية عبدالله مساعدة مخرج متدربة هو الاسم الذي سبق مباشرة اسم المخرج مصطفى رشيد في مقدمة مسلسل “الجيران” وهي تخرجت حديثا في جامعة الإمارات وفازت بالمركز الأول ضمن مهرجان الخليج السينمائي الأخير عن فيلمها “غيمة أمل”.

وقالت: هي التجربة الأولى في الوقوف خلف كواليس الأعمال الدرامية كمساعد مخرج متدربة مع اسم عملاق في عالم الإخراج، وكانت تجربة جيدة أن أعمل مع هذه النخبة من النجوم والطاقم الفني المتميز

وأضافت: فوزي بالمركز الأول شجعني على أن أثبت جداراتي وشجع من وقف خلفي بداية من الفنان أحمد الجسمي ووصولا إلى المخرج مصطفى رشيد وكان الدافع الرئيسي لقبولي في الجيران مساعدة مخرج متدربة.

وأشارت أن لذلك قصة، فهي لم تقصد الذهاب إلى العمل ولكنها المصادفة التي جمعتها بمدير الإنتاج محمد حسين فعرض عليها مقابلة الفنان احمد الجسمي وعليه كانت الموافقة والتكليف بالمهمة.

ولفتت إلى أنها وافقت على الفور، وأوضحت أنها تطمح لأن تكون مخرجة دراما في وقت تقل فيه الكفاءات المواطنة في هذا المجال، قائلة: حلمي أن نخرج بكوادر إماراتية محلية للعمل في مجال الإخراج الدرامي والاستفادة من خبرات الخليجيين والعرب العاملين في هذا المجال.

الخليج الإماراتية في

04/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)