تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

رحلة 4 أيام في عالم السينما

"الدوحة - ترايبيكا" ينضم قافلة المهرجانات الخليجية

محمد رُضا

انطلق مهرجان “الدوحة  ترايبيكا” السينمائي من دون كلمة الدولي في عنوانه رغم أنه دولي في برمجته يوم الخميس واستمر حتى الأول من الشهر الحالي كما لو كان في رحلة قصيرة ما أن تبدأ حتى تنتهي ولو على نحو مقصود. والمهرجان آخر مهرجانات السينما في منطقة الخليج. هذه المهرجانات كانت بدأت في مطلع الثمانينات عندما أطلق المنتج الكويتي محمد السنعوسي مهرجاناً خاصّا بالتلفزيونات العربية فأقيم لعامين ثم فُض شمله حين احتج المحافظون على ما سمّوه بتصرّفات بعض الممثلين الضيوف. ما حاول المنتج والإعلامي تأسيسه تمّت التضحية به والمنطقة بقيت خالية من المهرجانات إلى أن انطلق في مطلع العقد الأول من هذا القرن مهرجان البحرين للسينما العربية بإدارة المخرج بسّام الذوادي الذي عرف حاجة المنطقة والسينما العربية في آن الى مهرجان سينمائي ونفّذ فكرته، ولو أنه نفّذها لعام واحد فقط.

بعد ذلك انطلق مهرجان في مسقط، وجاء زاخراً بالوعود في العام الأول ثم أخذت أهميّته تتقلّص عاماً بعد آخر مع بعد المسافة بين الدورة والأخرى، إذ يُقام مرّة كل عامين. في هذه الأثناء أطلق مسعود أمر الله مهرجان “أفلام من الإمارات” الذي كان أوّل نجاح مهرجاناتي يصيب هذه المنطقة من العالم على الرغم من محلّيته. بل وبسبب محليّته تلك. وحين تم إطلاق مهرجان دبي السينمائي الدولي وجد هذا الحدث نفسه مُحاطاً بكل ما يلزم لأن يحقق غايات إعلامية وفنية كبيرة ونجح في هذا التحدّي كأول مهرجان سينمائي دولي كبير. تبعه، كما نعلم، مهرجان الشرق الأوسط في أبو ظبي، الذي أنجز نجاحاً ملحوظاً في دورته الثالثة التي انتهت قبل أسابيع قليلة.

دوحة- ترايبيكا ينشد الاختلاف ووسيلته إلى ذلك الارتباط بهيكل مهرجاني سينمائي عالمي (هو مهرجان ترايبيكا الذي انطلق في نيويورك في العام 2002 كرد فعل على كارثة الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر) وإقامة جسر تعاون بين مهرجانين هما في الواقع مختلفين وذلك على عكس الاعتقاد الذي ساد بأن المهرجان الحالي سيجمع مجمل ما تم عرضه في المهرجان النيويوركي ويعرضه وينتهي الأمر. على العكس من ذلك، أمضى المهرجان أشهره القليلة السابقة وهو يحاول الحصول على العدد الكافي من الأفلام الجديدة، وفي هذا السبيل واجه العديد من المعوقات معظمها كامنة في أنه مهرجان جديد يكمن في منتصف الطريق بين مهرجانين خليجيين مؤسسين، وفي فترة لا تزيد على أربعة أيام. الى ذلك، فإن اختيار إدارة تتعلّم وهي تمشي ليس أمراً واعداً وبناء عليه فإن بضعة معيقات وإحباطات إدارية وعدد من القرارات أدّت إلى غير ما أرادت ومن بينها الحصول على أفلام بعضها أقدم من بعض عربياً، على سبيل المثال، هناك فيلم الأردني أمين مطالقة “كابتن أبو رائد” الذي عرض قبل عامين في مهرجان دبي وشبع بعد ذلك دوراناً في المهرجانات، وفيلم الفلسطينية نجوي نجّار “المر والرمّان” الذي سبق عرضه في مهرجان دبي في العام الماضي.

إلى ذلك، هناك بضعة أفلام عُرضت في مهرجان الشرق الأوسط المنصرم من بينها “الزمن المتبقّي” لإيليا سليمان (فلسطين) و”الرأسمالية: قصّة حب” لمايكل مور و”لا أحد يعرف شيئاً عن القطط الفارسية” لبهمان قوبادي (إيران).

لكن للأمانة، لم ينطلق المهرجان القطري وهو غائب عن فرضية حاجته لتأسيس وجوده في هذا العام الأول ولو بعرض أفلام سبق عرضها في المنطقة. منذ البداية، كما قالت، مديرته المباشرة أماندا بالمر، لم يمانع المهرجان عرض أفلام تتوجّه الى المهرجانات المحيطة: “ما زلنا جدداً في المنطقة وهمّنا الأوّل هو اختيار الجيّد من ناحية وإتاحة الفرصة لمشاهدته داخل قطر من قبل المواطنين والمقيمين الذين لا تتاح لهم فرصة مشاهدة أفلام فنية وثقافية طوال العام”.

بالطبع هذه الغاية وحدها تستحق التقدير، فوجود مهرجانين كبيرين آخرين لا يبعدان أكثر من ساعة ونصف بالطائرة (أو أقل) عن مهرجان الدوحة، لا يعني أن كل قطري ومقيم يستطيع أن يسافر الى دبي أو أبوظبي لمشاهدة الأفلام. إلى ذلك، هناك أفلام عديدة (من بينها فيلم الافتتاح “أميليا” للهندية ميرا نير) لم يسبق لها عرضه في أي من هذين المهرجانين.

أيضاً يجب الأخذ في الاعتبار أن النيّة لإنشاء مهرجان سينمائي قطري وضُحت، ولو أنها لم تعلن رسمياً، قبل أربع سنوات أي حين تم الاتصال ببعض السينمائيين الأمريكيين في هوليوود للغاية، ثم تم ايقاف التباحث حين أدرك المعنيّون هنا أنهم أنفسهم بحاجة الى وقت لتقييم أشمل وأدق للمسائل. خلال هذه الفترة انطلق مهرجان الشرق الأوسط في أبو ظبي وواصل مهرجان دبي تقدّمه ما جعل انطلاقة هذا المهرجان تبدو كما لو كانت متأخرة.

ما يؤخذ على مهرجان الدوحة/ ترايبيكا هو عدم استعانته بخبرة عربية لتأمين ما يحتاجه كل مهرجان من دعم من قبل سينما المنطقة التي ينتمي اليها أوّلاً (لحين استعان بخبرة المنشّط محمد مخلوف لكن تعاونهما توقّف)، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، قراره بأن يولد صغيراً بعدد من الأيام لا تتجاوز الأربعة. طبعاً الهدف في العام المقبل هو أن ينجز أضعاف منجزاته الأولى هذه السنة وأن يطرح نفسه منافساً ليس فقط على صعيد المنطقة الخليجية، بل على صعيد العالم العربي وعلى مستوى الخارطة العالمية أيضاً وهو يستطيع إذا ما عالج القصور التنظيمية والإدارية التي واكبت دورته الأولى.

 

أفلام الرعب” المزيد من الدموية والسادية

حين اختار المنتج مالك العقاد الاستمرار في سلسلة أفلام “هالووين” التي كان والده المرحوم مصطفى العقاد يقوم بإنتاجها، كان يستند الى ما شكّلته تلك السلسلة من حضور وسط الجمهور الباحث عن أفلام الرعب العنيفة. السلسلة بذاتها كانت بدأت على هذا النحو في أواخر السبعينات وحققت رواجاً كبيراً للغاية نتج عنها سبعة أفلام جمعت أكثر من 300 مليون دولار في عروضها مجتمعة. لذلك لم يكن غريباً قيام العقاد الابن بمواصلة طريق العقاد الأب في هذا المجال وأطلق قبل عامين “هالووين” جديداً، كان إعادة للفيلم الأول في السلسلة وبناء على نجاحه أطلق جزءاً ثانياً هو التاسع في السلسلة لكنه إعادة للجزء الثاني منها وهذا الفيلم حصد نحو 32 مليون دولار، وهو رقم تتجاوز كلفته 15 مليون دولار، لكنه أقل من الوعد الذي كان منتظراً منه.

وجزء من هذا الفشل النسبي يعود الى أن القصّة التقليدية حتى إذا ما حملت عنفاً كبيراً ومباشراً ما عاد قادراً على تحقيق ما كان يحققه من نجاح سابق. الجمهور الجديد لم تعد تهمّه في مثل هذه الحالة صياغة قصصية تحاول أن تكون مقنعة وتحمل تبريرات وتبحث عن الدوافع ومن سيموت وكيف.. إنه يبحث عن الجديد المتوالي، ولحين بدا أنه وجد هذا الجديد في سلسلتي Saw وHostel اللتين حملتا الرعب الى مستوى جديد من الدموية والسادية فهما لا يتناولان موضوعا حول قاتل مقنّع يحمل سكينا ليقتل به الأبرياء ولا يقدّمان آكلي لحوم بشر منطلقين وراء الأبرياء الهاربين كما في كل فيلم عن هذا الموضوع، بل يقدّمان وضعاً مستوحى من عنف مشابه في عناصره مع ذلك الذي تكشّفت عنه فضيحة سجن أبو غريب.

فيلم “هوستل” (جزآن الى الآن) يدور حول الأمريكيين الذين كانوا يقومون بالسياحة في دولة أوروبية شرقية فإذا بهم يقعون في شباك عصابة تختطفهم وتقودهم الى مبنى مهجور تُمارس فيه عمليات التعذيب إرضاء لشهوات زبائن ساديين. العصابة تبحث عن ضحايا لتأمين زبائنها الذين يمارسون التعذيب كل حسب شهوته وبنتائج ليس في مقدور كل المشاهدين متابعتها (قطع أطراف، تهشيم عظام، الخ).

السلسلة الأخرى المعروفة بنصف كلمة Jigsaw أي المنشار، تستمد قصصها من حكايات تقع في دهاليز تحت الأرض يتم خطف مجموعة من الناس إليها. على عكس “هوستل” فإن هؤلاء الناس منتقون تنفيذاً لعملية انتقام يقودها رجل خسر زوجته على مشرحة الأطبّاء ففتح ما يشبه المشرحة على حسابه مع تعدد أسباب القتل وطرقه. البعض بفؤوس والبعض بسكاكين والبعض الثالث بمسامير تدخل الجسد تبعاً لآلة صممت لإطلاقها، وهناك من ينزف ومن يموت سريعاً وفي الإجمال هي سادية بشعة يتم تحقيقها لجمهور يحاول فتح عينيه على كل البشاعات الممكنة مثلما يختلس الطفل النظر الى ممنوع عليه.

الفيلم المرعب الأخير يفتح جبهة جديدة. إنه “نشاطات فوق عادية” ليس بالقذاعة نفسها، لكنه يستمد فكرته من وضع الفيلم الذي نراه داخل فيلم تقوم إحدى الشخصيات بتصويره (طريقة “مشروع بلير ويتش” قبل عشر سنوات، ليلتقط ظواهر غير طبيعية تقع لرجل وزوجته انتقلا الى مسكن جديد، فالبيت مسكون وسنرى أشباحاً وأرواحاً ومعظمها ينوي إثارة أكبر قدر من الضرر لهذين الزوجين. إيهام الجمهور بواقعية ما يدور سبب نجاح الفيلم بين مشاهدين سيهربون من مواجهة الواقع لو عُرض عليهم الا إذا كان ملطّخاً بالدماء.

 

أوراق ناقد

أزمة مهرجان القاهرة

من حق رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، الفنان عزّت أبو عوف، أن يشعر باستياء بالغ لعزوف المخرجين المصريين عن عرض أفلامهم بالمهرجان. هو لم يضعها على هذا النحو المباشر، بل صرّح أنه لم يجد فيلماً مصرياً جيّداً يضمّه إلى مسابقة المهرجان المصري العريق، وأن المخرجين المصريين إذا ما حققوا أفلاماً جيّدة فإنهم يتوجّهون بها إلى المهرجانات العالمية الأخرى.

تصوّر لو أن لديك مهرجاناً سينمائياً في بلد له تاريخ كبير في السينما لكن لا تجد فيلماً واحداً ذا قيمة تعرضه على شاشة المهرجان ويمثّل بلدك في المسابقة. ما الذي يبقى؟

لكن المشكلة الحقيقية هذه لها جانبان، تطرّق أبو عوف لأحدهما حين ذكر تفضيل المخرجين (وفي الأساس المنتجين) التوجّه إلى مهرجانات أخرى بأفلامهم. الجانب الآخر لم يتم التطرّق إليه. هذا الجانب كامن في حاجة المهرجان المصري الى تغيير شامل في جوهره وفي شكله. يحتاج الى نقطة انطلاق جديدة وبلورة غايات فنيّة مختلفة وتأسيس أرضية عمل مشتركة تؤمّن إدراك السينمائيين أنهم بحاجة إلى المهرجان المصري بقدر حاجته هو إليهم. خطّة عمل تؤكد على القيمة الإبداعية ومعرفة كيفية صياغتها بحيث تكون القيمة المادية على قدر كبير من التقدير ما يعزز رغبة المخرج المصري في تخصيص المهرجان بفيلمه الجيّد.

هذا يعني إعادة بلورة المهرجان من أساسه. البحث عن النقطة التي توقّف فيها عن النمو والتطوّر. حين لم يعد أكثر من استمرار يؤرخ لنفسه كما يفعل عدّاد سيارة الأجرة، من دون أن يتبلور جديده صعداً ويضيف الى رصيده آفاقاً جديدة.

إعادة البلورة ليست هيّنة والنفضة تتطلّب التضحيات بعدد من المناصب في القاعدة وفي القيادة معاً، لأنه من نافل القول إنه بحاجة الى رؤية جديدة والرؤية الجديدة تكمن في أفكار شبابية مختلفة عما ساد إلى الآن ومورس مراراً وتكراراً.

ليس أنني أخطئ المهرجان لصالح المخرجين. المخرجون على خطأ بيّن حين يعتقدون أن مصلحتهم الخاصّة هي الأهم. كذلك فإن المخرجين السابقين (جيل أبوسيف وشاهين، وجيل خيري بشارة ومحمد خان) كانوا أكثر حبّاً للسينما المصرية من المخرجين الجدد. لأن هؤلاء لو أنهم يحبّون مصر لصنعوا فيها -والأهم لها- أفلاماً جيّدة ولتباروا في تأييد مهرجانهم قبل التفكير في المهرجانات الدولية الأخرى.

م.ر

merci4404@earthlink.net

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في

01/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)