تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

يقول لـ «الشرق الأوسط» إنه لا يقتل الناس كالذباب مثل «العميل بوند»

مات دامون.. العائد في فيلم رابع من سلسلة «بورن» الجاسوسية

هوليوود: محمد رُضا

هذا العام كان عاماً صعباً على نجوم السينما الأميركيين.

لقد استولت الآلة على السينما وامتلأت الشاشة بالحيوانات المرسومة والوحوش المصممة إلكترونيا وبشخصيات من خيال البشر الجانح والآلات الكبيرة التي تستعمر الأرض وتبيد الإنسان وتدمر المدن. نظرة إلى مستقبل حالك؟ بالتأكيد، لكن الأحلك هو الحاضر.

نتيجة هذا العدد من الأفلام الكرتونية والفانتازية والخيال ـ علمية، زحفت شخصيات غير آدمية على الشاشة واحتلت المقدمة في الإيرادات. فجأة الجمهور توجه إلى الدببة والقنافذ والكلاب والمخلوقات غير القابلة للوصف وترك الممثلين البشر الذين وجدوا أنفسهم يواجهون وضعاً جديداً هم فيه من الكماليات، فإذا بأدوارهم تترنح تحت ضربات السوبر هيرو ومخلوقات الأنيماشن غرافيك وإذا بالجمهور يكشف عن أن الاسم الكبير لا يعني كل ذلك الحجم الذي كان عليه سابقاً.

واحد تلو آخر اكتشف نجوم السينما الأميركية معنى السقوط: جيم كاري سقط تحت خفة فيلمه الأخير «رجل النعم»، توم كروز لم يجد اهتماماً كبيراً بين المشاهدين على فيلمه الأكشن الأخير «فالكيري»، وأفلام ايدي مورفي، جون ترافولتا، جوليا روبرتس، وول سميث، دنزل واشنطن، وول فارل، أدام ساندلر، نيكول كيدمان وسواهم سقطوا على نحو متوال. فقط ساندرا بولوك، من بين الممثلات وتوم هانكس من بين الرجال، نفذوا من هذا الانحسار المتزامن مع إطلاق هوليوود تساؤلات حول إذا كان كل واحد من هؤلاء النجوم لا يزال يستحق العشرين مليون دولار وما فوق التي يتقاضاها نظير تمثيله فيلمه. بولوك أنجزت نجاحاً لا بأس بها، وإن لم يكن خارقاً، في «العرض» و«كل شيء عن ستيف» وتوم هانكس لعب دوره في فيلم باع التذاكر على قوة روايته أكثر من أي شيء آخر وهو «ملائكة وشياطين»، المصنوع على منوال سابقه «شفرة دافنشي» وبقلم ذات الكاتب دان براون.

مات دامون واجه الموقف الصعب ذاته. في مهرجان فنيسيا حيث افتتح فيلمه الأخير «المخبر» بنجاح، بدا أن النكهة الكوميدية من ناحية والتعليق الواضح على الوضع الاقتصادي المتأزم من ناحية أخرى لا يمكن أن يخطئا التوجه. الجمهور الأميركي سوف يقبل على الفيلم إن لم يكن لهذين العنصرين، فعلى الأقل لأن مات دامون، الذي حقق معظم نجاحاته في سلسلة أكشن لعب فيها شخصية عميل المخابرات الذي فقد ذاكرته جاسون بورن في ثلاثية The Bourne Identity The Bourne Supremcacy The Bourne Ultimatum نجم محبوب وناجح وليس بحاجة إلى جمهور معين لكسب النجاح فهو يتوجه تلقائياً إلى فئات كثيرة من الجمهور.

The Informant! لكن هذا لم يحدث وفيلمه الجديد «المخبر» أو استمد بعض الاهتمام أول ما حط على الشاشات الأميركية ثم فقد ذلك الاهتمام سريعاً ليدخل الفيلم في نفق ما يحدث للأفلام عموماً بعد أسابيع عرضها الأولى: تتحول إلى تاريخ.

حين قابلته لم يكن مصير «المخبر!» وارداً بعد، لكن بعض الحديث تطرق إلى ظواهر النجاح والفشل الحالية من خلال أعمال أخرى. معظم الحوار تركز على فيلمه الجديد وعلى عدد من أفلامه السابقة وما إذا كان الممثل يشعر بأنه محارب لأجل رسالة خاصة به وما هي هذه الرسالة.

وُلد مات دامون قبل 39 سنة في بوسطن وبعد ثلاث سنوات من ولادته انفصل والداه وبقي هو مع والدته وشقيقه الأكبر سناً بقليل لينتقل الثلاثة للعيش في مدينة اسمها كامبردج وليتعرف على بن أفلك. كلاهما ترعرع محباً للتمثيل ولا يزالان صديقان عملا معاً على مشاريع أولها Good Will Hunting صيد طيب النية الذي منحهما أوسكار أفضل كاتبي سيناريو وتسبب في نيل الممثل روبين ويليامز أوسكار آخر كأفضل ممثل مساعد سنة 1998 لكن مهنة مات دامون بدأت قبل ذلك. الفيلم الأول له، سنة 1988 كان أيضاً أول بطولة تؤديها جوليا روبرتس (وثالث فيلم لها) وهو «ميستيك بيتزا». دوره فيه كان صغيراً كذلك الحال في «حقل الأحلام» وراء كفن كوستنر ولو أن الظهور في الخلفية لم يدم طويلا فها هو يظهر في بطولة «روابط مدرسية» سنة 1992 وفي «جيرونيمو: أسطورة أميركية» في العام التالي، وكأحد الممثلين الرئيسيين في «شجاعة تحت النار» ثم في بطولة فيلم فرنسيس فورد كوبولا «صانع المطر» سنة 1997 وصولا إلى «صيد طيب النية» الذي فتح له المزيد من النجاح.

مات دامون سعى لأدوار متناقضة وحصل عليها. عوض البقاء في نطاق الفتى المتعجب مما يحدث حوله كما في «صانع المطر» و«صيد طيب النية» دلف سريعاً إلى الدور المركب الداكن في «مستر ريبلي الموهوب» ثم إلى البيوغرافي في «أسطورة باغر فانس» ثم إلى طيات فيلم الوسترن الحديث مع الأكشن في «كل الجياد الجميلة» ومنه إلى الكوميدي حينا والداكن مرات أخرى والدراما المتنوعة في غالب المرات.

تحلق الجمهور حوله في سلسلة العميل بورن المذكورة كما في سلسلة «أوشن» التي خرج منها ثلاثة أفلام تجمعه لجانب صف من النجوم الآخرين بينهم جورج كلوني، جوليا روبرتس، براد بيت، كايسي أفلك (شقيق بن أفلك) ودون شيدل.

فيلم «المخبر!» جمعه مجدداً مع جورج كلوني الذي قام بالإنتاج والمخرج ستيفن سودربيرغ الذي أخرج سلسلة «أوشن». وجديده المزيد من «بورن» وفيلم آخر بينه وبين بن أفلك، ومشروع يجمعه مع الأخوين كووَن اللذين يريدان إعادة تحقيق فيلم كان جون واين قام ببطولته في السبعينات الأولى بعنوان «جرأة نادرة» أو True Grit المغامرة ذاتها. ـ نبدأ من المستقبل؟

من حيث تشاء.

·         ستعود إلى مجموعة أفلام الجاسوس بورن في مشروع رابع لا يزال بلا عنوان. هل معروف متى؟

السيناريو لا يزال قيد الكتابة للمرة الثالثة. نريد أن نرى جاسون بورن ينتقل إلى مرحلة جديدة من دون أن يخسر ملامحه. النجاح الذي تحقق له كان بسبب أنه أول عميل يبحث عن هويته بعدما فقد ذاكرته، وكما لابد شاهدت، نجاح السلسلة قائم على محاولته الإتيان بإجابات ليس فقط حول هويته بل لماذا تحاول السي آي إيه تصفيته. ولا نريد أن نخسر هذه الوجهة محاولين في ذات الوقت تجنب التكرار.

·         بما أننا في سيرة «بورن». تلك المعركة التي تقع بينك وبين الشاب المغربي من التصميم والإدارة بحيث تضمن الواقعية وتضمن الإثارة في ذات الوقت. لم يكن المشاهد واثقاً من أنك ستنتصر فيها وذلك لأن الشاب الآخر كان قوياً ومُنح شخصيته حتى في تلك الحدود على عكس أفلام أخرى نرى فيها الشرير بلا ملامح.

صحيح. كان لابد من ذلك. كان ضروريا أن تكون المواجهة بين متكافئين لكي تمنح الفيلم قدراً مما ذكرت. الواقعية والإثارة وعادة ما تغلب الإثارة على واقعية التناول في أفلام الأكشن. لكن هذا واحد من حسنات المخرج بول غرينغراس الذي عالج الفيلم بأسره بهذا الأسلوب.

·         طبعاً تعلم أن كل سياسة إنتاج سلسلة جيمس بوند تغيرت تبعاً لسلسلة بورن. لقد بحثوا عن بطل جديد أصغر سناً من سابقيه وعن معالجة تتواصل مع الجمهور الحاضر.

لابد. إذا قدمت المغامرة ذاتها مرة وراء مرة كما الحال في «بورن» عليك أن تتواصل دائماً مع الجمهور الذي تتوجه إليه. الصعوبة أن تبقى كما أنت من دون أن تتكرر. أفلام جيمس بوند ثروة سينمائية ممتازة وهي مرت بنجاح وسط عدد مختلف من الأجيال. من الستينات وإلى اليوم. أعتقد أن التغيير كان قادماً بسبب بورن أو لأي سبب آخر على أي حال.

·         تسلق مناصب ـ لكن الأمور تتغير بالنسبة للممثلين أنفسهم على ما يبدو. كنت أراجع إيرادات أفلام الصيف وأدركت كغيري كيف أن الأفلام التي لا تعتمد على ممثلين بشر هي التي حققت أعلى الإيرادات. كيف تجد أثر ذلك على مهنتك؟

لم يكن لدي أفلام في هذا الصيف، لكن ما تقوله حقيقي. هناك فترة حالية يبدو لي أن الجمهور الغالب فيها متوجه إلى الأفلام الأكبر من الواقع أو إلى تلك غير الواقعية على الإطلاق. حين يحين الوقت لممثل ما تقديم فيلمه الذي يقول للمشاهدين «هذا فيلم مختلف يريد أن يتحدث بلغة واقعية معكم» فإن القلة، ظاهرياً على الأقل، هي التي تستجيب. ولا أعرف سبباً لذلك ولا أعرف، إذا سألتني عن هذه الظاهرة، ما إذا كانت فعلا ظاهرة عابرة أو أنها ستدوم. لكني لست قلقاً. هناك مساحة لكل أنواع الأفلام وما قد يبدو غير لافت اليوم يعود غداً قوياً. هذا ما أعتقد.

·         في «المخبر!» تقدم شخصية جديدة أخرى من شخصياتك. هل أنت بصدد التجريب؟

تستهويني الشخصيات وأعتقد أن الممثل هو من يؤدي الشخصيات وليس من يلعب نفسه في كل مرة. هذا رأيي.

·         هل صحيح أنك اتصلت بروبرت دي نيرو وسألته كيف زاد وزنه حين لعب «الثور الهائج» لكي تستمع إلى نصيحته؟

كنا نتحدث في بضعة شؤون ثم سألته حول ذلك الموضوع. صحيح.

·         القصة حقيقية والشخصية حقيقية وهي تطرح مسألة الجشع الذي تسبب في انهيار الاقتصاد الأميركي، إنما على نحو غير مباشر. هل توافق؟

يقدم الفيلم حكاية لها علاقة بما تقول، لكن الرغبة الأساسية كانت تقديم هذه الحادثة تحديداً والانعكاسات أعتقد أنها كانت طبيعية جداً. لم يكن هناك سبيل لمنعها. هذا رجل أراد أن يتسلق المناصب عبر وضع مديريه في السجن لكنه خلال ذلك كان يضع نفسه أيضاً في المأزق ذاته. هو لم ير هذا حين بدأ. لم يعرف أن عليه من المآخذ ما يكفي لقيام الإف بي آي القبض عليه وتقديمه إلى المحكمة وإيداعه السجن.

·         ما يجعل كل شيء جديداً وساخراً إلى حد بعيد أن هذا الرجل إنما كان يحاول تغطية كل أزمة يتعرض إليها بكذبة جديدة. بل كل كذبة بكذبة أخرى.

صحيح. لقد كان مؤمنا بما يقوم به ومؤمنا بأنه سينجح في الكذب على المحققين. هذه لم تكن مشكلة بالنسبة إليه. كان حضر في بعض الأحيان تلك الأكاذيب تبعاً لخطته، وفي أحيان أخرى كان يأتي بها على نحو مفاجئ تثير استعجاب المحققين.

·         أنت لم تؤد دوراً كهذا من قبل، لكنك مثلت شخصيات داكنة من قبل. أحياناً داكنة من دون كوميديا مثل حال «موهبة المستر ريبلي».

أعتقد أن هناك قدراً من السخرية في ذلك الفيلم. لكن المعالجة أكثر جدية مما هي هنا.

·         وأنت ظهرت مع جورج كلوني في فيلم «سيريانا» قبل سنوات قليلة كما في سلسلة «أوشن» لجانب براد بيت. هل تعتقد أنكم أنتم الثلاثة تشكلون نوعاً من النادي؟

يبتسم ثم يطلق ضحكة قصيرة، نعم ولا. هما صديقان حليفان ونحن دائماً ما نجد أنفسنا في مشاريع تلتقي أو تسير موازية ونراقب بعضنا البعض في رغبة أن يرى كل منا الآخر ناجحا. لكن معظم اللقاءات على الشاشة تتحول في اعتقادي إلى استجابة لحتميات تنفيذية. طبعاً نفرح أن نلتقي دائماً وجورج كلوني هو منتج «مخبر!» كما تعلم، لكن هناك مسؤولية النجاح التي علينا أن نستجيب لدواعيها. لا أدري إذا كنت واضحاً في هذه النقطة.

·         بسبب جورج وستيفن ـ هل تقصد أن سلسلة «أوشن» تعتمد على ظهوركم المعين في أدوار خفيفة. هذا هو نمط هذه الأفلام وأنتم تقومون بتأدية المطلوب؟

نعم. هذا حقيقي. السلسلة ساعدتنا أن نصيغ ظهوراً مشتركاً متجانساً في فيلم لا يحتمل أن يكون أكثر مما هو عليه.

·         كان يمكن أن يُلغي الخفة ويستبدلها بمعالجة جادة. أليس كذلك؟

طبعاً لكن النتيجة هي فيلم آخر تماماً.

·         ما رأيك بالمخرج ستيفن سودربيرغ؟ لقد تعاملت معه أكثر من مرة.

سودربيرغ مخرج غريب من حيث أنه لا يتوقف عن العمل. إنه دائماً ما يفعل شيئاً. يكتب. يخطط. يصور. ينتج ويخرج طبعاً، أحيانا ما تراه منصرفاً على توليف الأفلام ليلا ويصور مشاهد جديدة في اليوم التالي. وأنا دائماً أتساءل كيف يمكن له أن يفعل ذلك.

·         هل قبلت «المخبر!» بسبب جورج كلوني وستيفن سودربيرغ أو بسبب الدور في الأساس؟

في الأساس... نعم... السيناريو. أعني أن الشخصية مشروحة جيداً. مكتوبة تماماً كما ظهرت. واضحة وفي الوقت ذاته مثيرة. أليس كذلك؟ أعني أنه في أحيان كثيرة يجد الممثل نفسه يحاول إقناع نفسه بأن الشخصية مكتوبة له أو أنه يستطيع القيام به بحب والحب أساسي في النجاح. الممثل الذي يقبل دوراً لا يعنيه كثيراً لن يستطع إيصال رسالة الدور ولا تجسيد الفيلم الذي عليه تجسيده.

طبعاً هناك من ذكرت. كل من كلوني وسودربيرغ يعرفان ما يريدانه تماماً وهذا يمنح الممثل الثقة. هذا هو جانب آخر من جوانب الصداقة التي أسسناها عبر سنوات من العمل. حين ترى كلوني ملتزماً ومتحمسا وترى سودربيرغ سعيداً بالمشروع الذي يعرضه عليه تدرك أنك في أيد أمينة. هذا حدث أيضاً في «سيريانا». كثيراً سألوني آنذاك كيف وجدت الممثل كلوني معك في الفيلم. أقول إنه هو السبب الآخر لدخولي إلى هذا العمل. لقد شاهدت مدى التزامه وحماسه ومع هذا الالتزام لا يمكن إلا أن تشعر بالراحة.

·         حين سألتك عن رسالة الفيلم الجديد... هل حاولت القول إن الفيلم وليس الرسالة هو العنصر الأهم؟

حسناً. أعتقد أن الفيلم ـ أي فيلم ـ يحتل الدرجة الأولى من الأهمية. هكذا. هو بحد ذاته. أعني أن الفيلم عليه أن يكون نتاجاً سينمائياً جيداً بالدرجة الأولى. الآن الرسالة هي جزء من هذه الجودة. حين تتحدث عن هذا الفيلم أو عن فيلم «سيريانا» أو الكثير من الأفلام التي مثلتها فإنك تتحدث عنه بصفة شاملة بما في ذلك رسالته.

·         رسالة هذا الفيلم مثل رسالة «سيريانا»... إنه عن فساد ما... أليس كذلك؟

إلى حد بعيد. طبعاً الموضوع في «سيريانا» كان يختلف كليا والفساد هو إداري وسياسي. هنا يمس المشكلة القائمة من الانفلات الحاصل على صعيد المؤسسات الاقتصادية الكبيرة.

·         وفي «المغادر» مع ليوناردو دي كابريو وتحت إدارة مارتن سكورسيزي هو فساد البوليس.... أو بعضه على الأقل. أنت.

صحيح. ذلك الفيلم كان متعة خاصة بالنسبة لي. وأعتقد أنه من أكثر الأفلام اختلافاً بالنسبة لي. وجدته الفرصة لكي أعمل مع مخرج أحترمه ومع ممثلين التقي بهم لأول مرة على الشاشة. دي كابريو وجاك نيكولسون وأليك بولدوين.

·         سياسات جيمس بوند ـ تحدثت عن جيمس بوند بإعجاب. لكن في لقاء سابق معك أتذكر أنك كنت أقل إعجاباً. ذكرت شيئاً من نوع أن جيمس بوند هو شخصية إمبريالية متعالية ترتشف المارتيني ويقتل الناس.

يضحك: أنا قلت ذلك؟ لابد أنني كنت أنا من يرشف المارتيني. لا أذكر أنني ذكرت ذلك في أحاديث صحافية دارت حول «إنذار بورن» (الجزء الثالث ـ 2007) وما عنيته هو أن الشكل السابق لجيمس بوند مضى وأصبح غير عصري. في هذا الإطار، وأعتقد أنك توافق، كان بوند أكثر اهتماماً بتطبيق سياسات غريبة من معايشة أوضاع أكثر موضوعية. هل هناك صح وخطأ في السياسة؟ لا أدري، لكن سلسلة «بورن» لا تقدم ذلك العميل الأميركي الذي يلوك السيغار ويقتل الناس كالذباب. ليس أن السينما الأميركية لم تفعل ذلك، لكن سلسلة «بورن» لم تفعل ذلك، ومن حينها تغيرت، كما لاحظت أنت، لغة بوند وأنا رحبت بهذا التغيير.

·         من دون جدال كثير، السينما تعبر عما يدور هذه الأيام أكثر مما كانت تفعل سابقاً. لكن هل هناك قيمة تراها في أفلام الأمس... أفلام الستينات وما قبل مثلا، تحب لو أنها ما زالت متواصلة أو موجودة اليوم؟

سؤال جيد والجواب عليه نعم. هناك التعددية في المواضيع وفي الأنواع وهناك وفرة الأدوار المضمونة أو الأفلام التي كانت دائماً تنجح تجارياً ومن دون الضغوط الممارسة على الأفلام اليوم. هذا ما أعتقد أن هوليوود تفتقده. لكن السينما اليوم أكثر تعبيراً عما يدور حول العالم أو حتى في دولها أو داخلياً، كما الحال في «المخبر!». هل ترى ما أقصده؟ هناك قيمة كبيرة في سينما اليوم تجعلنا أكثر قدرة على التواصل ومعرفة كل بالآخر. أنا أعرف عنك الكثير الآن كمصدر ثقافي في حين أن الممثلين السابقين كانوا يعيشون في شرنقة إلا إذا اختاروا الخروج منها ولم تكن أفلامهم تسمح لهم بالتعرف إلى الثقافات والفنون والمجتمعات الأخرى.

الشرق الأوسط في

30/10/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)