تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

إمرأة على طريق الشوك والمجد:

هدى سلطان .. زوجة 'الملك' ووريثة العرش الغنائي

كمال القاضي/ القاهرة

برغم حضورها الفني الطاغي وبقائها على الساحة الفنية لأكثر من نصف قرن تجاوزت أجهزة الإعلام ذكرى رحيلها في حزيران( يونيو) الماضي، ربما للإنشغال بالأحداث السياسية أو تغطية المهرجانات السينمائية .. المهم أن الذكرى مضت دون ان يتم الإحتفال بها لتظل الفنانة القديرة زوجة ملك الشاشة مجرد حزن يعتمل في الصدور وتشم رائحته مع كل أغنية تغنيها أو مشهد سينمائي تؤديه.

في السطور التالية ملمح من مسيرتها الإنسانية والفنية .. جاءت الكروانة من مدينة طنطا تحمل براءة الصبا وتحلم بالنجومية، مسترشدة بمسيرة شقيقها المطرب الكبير محمد فوزي الذي شاطرته حلاوة الصوت وأرادت ان تكون مثله فنانة ملء السمع والبصر يشار إليها بالبنان وتطل من الشاشة الفضيــــة كعروس النيل خرجت لتوها الى الشاطئ لتتبوأ مكانها تحت الشمس، وبالفعـــل توجهت هدى سلطان الى القاهرة لتخطو أولى خطواتها نحو المجد، وبـرغم رغبتها الشديدة في إثبات ذاتها الفنية وتأكيد موهبتها، فإنها إصطدمت بالعادات والتقاليد التي تحتم على الفتاة الزواج صونا وعفة .. في هذه المرحلة واجهت الفنانة نفسها لأول مرة، حيث الإختيار الصعب بين الاستقرار العائلي والفن، ذلك المجد المنتظر والمستقبل الموعود، وعلى غير ما كانت تتوقع إنتصرت التقاليد وتزوجت هدى سلطان زواجها الأول ليتراجع الفن قليلا ويصبح للزوج حق الوصاية ..

لم تستمر الزيجة أكثر من عام لإستحالة التعايش النمطي بين فنانة إمتلكت حسا فنيا مرهفا وزوجا لم يعترف بموهبتها، من ثم حدث الانفصال وبدأت رحلة الألف ميل من جديد تراود أحلام الفنانة التي شرعت في ممارسة هوايتها كمغنية في حفلات أعياد الميلاد والخطوبة والزواج في محيط عائلي محدود، وظلت هكذا تتحسس الخطى نحو الفجر، تزداد دائرة علاقاتها إتساعا كل يوم وتكتسب مزيدا من الثقة وتزحف بإيقاع متأن الى بؤرة الضوء.

في نهايات الستينيات كانت قد حققت قسطا وفيرا من الشهرة بعد سلسلة أفلام ناجحة مع فريد شوقي من بينها 'الأسطى حسن' و'رصيف نمرة خمسة' و'بورسعيد'، وهي مجموعة متميزة أنتجت بعد توثيق علاقتها الفنية بالزواج عبر شركة إنتاجية مساهمة أسست بالتعاون المشترك ولاقت رواجا جماهيريا منقطع النظير لعبــت فيه 'أفيشات' الدعاية التي صممها الفنان الكبير حسن جاسور دورا كبيرا فــقد تم إستثمار نجـــومية فريد شوقي بتصميــم صورة له بالحجم الطبيعي وهو يرتدي الزي العسكري وضعت على واجهات دور العرض وبلغت تكلفتها حوالي ثلاثــة آلاف جنيه آنذاك وهو إمتياز لم يضارعه رقم مماثل سوى 'أفيش' فيلمي 'الشيماء' و'الناصر صلاح الدين'.

ذاع صيت هدى سلطان وواصلت نجاحها ورسخت أقدامها بقوة فأصبحت واحدة من نجمات السينما الكبار شأنها شأن صباح وشادية ومريم فخر الدين وهند رستم وارتبط إسمها بنجوم كبار من الرجال مثل زكي رستم ومحمود المليجي ورشدي أباظة وغيرهم، لاسيما ان دورها في فيلم ' إمرأة على الطريق' كان تأكيدا لحقها المكتسب في المنافسة والوقوف على خط أفقي واحد مع هؤلاء العمالقة ..

على مستوى آخر قدمت النجمة الكبيرة التي جمعت بين موهبتي الغناء والتمثيل لونا دراميا مختلفا عما قدمته في السينما إتسم بالطابع الإجتماعي ليكون متماشيا مع ذوق جمهور التليفزيون الذي تفرغت له في النصف الأخير من حياتها بعد إنحسار الأضواء عنها نسبيا وإرتدائها الحجاب وإلتزامها بتقديم أعمال لها خصوصية إنسانية مثل مسلسل 'أرابيسك' و'ليالي الحلمية' و'للثروة حسابات أخرى' و'الوتد'، والأخير مأخوذ عن قصـــة الكاتب الروائي خيــري شلبي ومن إخراج أحمد النحاس، وقد مثلت المرحلة التليفزيونية في حياة هدى سلطان منعطفا جديدا غير ملامـــح شخصيتها الفنية لدى جمهــــور السينما الذي كان يرى فيها نموذجا لبنت البلد الطيبة المتعــــاونة، غير انها في فيلم 'بورسعيد' على سبيل المثال إستطاعت ان تشحن وجدان الملايين من أبناء الشعب بالأحاسيس الثورية والرغبة في أن يكون نموذجا للبطل فريد شوقي الذي تحدى قوات الإحتلال وقاد فرقة المقاومة الشعبية ببسالة في أكثر من عملية فدائية، ويعد هذا الفيلم واحدا من الأعمال السينمائية البارزة التي وثقت تاريخ المقاومة الشعبيـــة ببــــورسعيد، وقد نال عنه فريد شـــوقي وساما من الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا الذي أوصى حينئذ بإنتاج فريد لهذه الأعمال الوطنية.

يأتي هذا التباين الفني في أداء هدى سلطان التمثيلي بين السينما والتليفزيون دليلا دامغا على صدق موهبتها وقدرتها الفائقة على التنوع والإتقان، ومن ثم يصعب تصنيفها أو وضعها داخل كادر واحد، فهي واحدة من اللواتي إستطعن أن يشيدن لأنفسهن عرشا خاصا ظلت تتربع عليه منفردة طوال ثمانين عاما هي مدة رحلتها الشاقة الخلاقة الممتعة.

القدس العربي في

13/10/2009

 

'باب الحارة' في المرتبة الاولى بينما تراجعت اعمال مثل 'الدوامة' و'هدوء نسبي':

استطلاع الدراما السورية عام 2009: المشاهد يُفضل الأعمال التقليدية

دمشق ـ من أنور بدر

لم تتأخر صحيفة 'الثورة' بُعيد عيد الفطر كثيراً، حتى أطلت علينا باستبيانها السنوي حول الدراما الرمضانية في سورية، وهو الاستبيان الوحيد محلياً، والذي يعتمد على استطلاع آراء عينة عشوائية ما زالت تُعاند آراء النقاد والصحافيين في اختياراتها والتي تنحو باتجاه التقليدي، فحصدت أعمال البيئة الشامية كلاً من المرتبة الأولى للجزء الرابع من 'باب الحارة' إخراج بسام الملا، والمرتبة الخامسة لمسلسل 'الشام العديّة' من إخراج إياد نحاس، وهو الجزء الثاني من 'بيت جدي' الذي عُرض في الدورة الرمضانية السابقة.

وما بينهما تتالت أعمال مهمة كانت على التوالي 'زمن العار' من إخراج رشا شربتجي، 'رجال الحسم' للمخرج نجدة إسماعيل أنزور، ثم 'شتاء ساخن' لفراس الدهني. وهي أعمال تبدو برأي الكثير من النقاد أكثر أهمية لجهة موضوعاتها والإشكاليات الحياتية الراهنة أو المعاصرة في بعدها الاجتماعي والاقتصادي، ناهيك عن البعد السياسي في 'رجال الحسم'.

ليس ذلك فقط، بل قد يستغرب البعض أن تتأخر أعمال أكثر أهمية مثل 'الدوامة' عن سيناريو وحوار الراحل ممدوح عدوان وإخراج المثنى صبح، أو 'هدوء نسبي' عن سيناريو الروائي خالد خليفة ومن إخراج شوقي الماجري، أو 'عن الخوف والعزلة' لفادي قوشجي ومن إخراج سيف الدين السبيعي، وحتى 'سفر الحجارة' و'قاع المدينة'، إلا أن هذه المسألة تبدو مفهومة في ضوء معرفتنا بمشاهدي الدراما والذين يغطون شرائح واسعة من مجتمعنا، هؤلاء المشاهدين الذي يميلون باتجاه الاستسهال في المتابعة والتقليدية في التفكير والتسلية في الهدف أو الغاية، لكنهم ما زالوا يشكلون أغلبية ساحقة في مجتمعنا تبلغ نسبتها 93,39 ' من عناصر العينة العشوائية التي خضعت للاستبيان، الذي أكد أن نسبة الذين لم يتابعوا أياً من الأعمال الدرامية حتى بمحض الصدفة لم يتجاوز حدود 6.6 '.

لكننا نكتشف ضمن المتابعين للدراما السورية أن 10.05 ' منهم كانوا متابعين بالصدفة، أي في حكم وجودهم في منزل أو عند أصدقاء يتابعون هذه الدراما، بينما نسبة 51.58 ' تابعوا هذه الدراما بشكل متقطع، أي أنها متابعة تخلو من القصدية والتركيز أيضاً، ونسبة 38.36% فقط هم الذين تابعوا أعمالاً درامية محددة بشكل مستمر، ونلاحظ أن هذه النسبة قد تدنت عن نسب المتابعة القصدية أو المستمرة لمشاهدي السنوات السابقة كما أوضح معدو الاستبيان.

نكتشف أيضاً أن النسبة السابقة لمتابعي الدراما بشكل مستمر توزعت بين 15.15 ' منهم تابعوا عملاً واحداً و29.89 ' تابعوا عملين و 28.68 ' تابعوا ثلاثة أعمال ثم تتدنى النسبة أكثر فيمن تابع أربعة أعمال أو أكثر. لكن النسبة الأهم والبالغة 58.57 ' هم من تابع عملين أو ثلاثة فقط. إلا أن الأهم من كل ذلك ما نكتشفه من دوافع هذه المتابعة الدرامية وغاياتها إذ نجد أن 13.17 ' منهم يعتبرون الأفضل بين المسلسلات هو المسليِ فقط، بينما 23.77 ' منهم اختاروا أفضل مسلسل لوجود ممثلين يحبونهم، والنسبة الكبيرة 42.37 ' منهم يرون أفضل مسلسل ما كان موضوعه يعالج مسألة هامة، فقط نسبة 13.95 ' من متابعي الدراما كانوا مهتمين بأسلوب الإخراج أو السوية الفنية، وهناك 6.71 ' لأسباب أخرى كالجرأة أو سواها.

وهذا يشير إلى تدني الاهتمام بالسوية الفنية، دون أن تغشنا النسبة الكبيرة ممن صوتوا لصالح معالجة مسائل هامة، فهذه المسألة تخصهم أيضاً لتقدير عناصر العينة لما هو مهم أو غير مهم من المسائل، وهذا ما انعكس في التصويتات النهائية.

القضية الأخرى التي يستوقفنا فيها الاستبيان كانت حول أفضل ممثل أو ممثلة، إذ انحسر نجوم 'باب الحارة' عن المرتبة الأولى التي احتلها عباس النوري وقد لعب دورين في مسلسل 'شتاء ساخن' و'قلبي معكم'، بينما احتفظ وائل شرف بالمرتبة الثانية للسنة التالية على التوالي، وحصل تيم حسن على المرتبة الثالثة وكان قد شارك في 'زمن العار' الذي نال المرتبة الثالثة في تصنيف أفضل مسلسل. والذي حازت بطلته سلافة معمار لأول مرة على لقب أفضل ممثلة. فيما نالت صباح جزائري وقمر خلف المرتبة الثانية والثالثة بنسب مئوية تبدو متقاربة.

بينما نلاحظ في استطلاع أجرته محطة 'mbc' أن الممثل مصطفى الخاني كان أفضل ممثل في الشرق الأوسط عن دوره 'النمس' في 'باب الحارة' متقدماً على يحيى الفخراني وبفارق كبير في الأصوات حتى بالنسبة للمصوتين من داخل مصر. وهذه مفارقة هامة، لكنها مفارقة يجب أن تستوقفنا بالقياس لنتيجة استبيان 'الثورة' الذي منح لقب أفضل ممثل لعباس النوري على أهميته كممثل، إلا أن ما لعبه الخاني في شخصية 'النمس' كان برأي جميع النقاد والجمهور العربي الأهم من حيث بناء الشخصية وغناها وطريقة الأداء، وهي شخصية مركبة وصعبة عموماً. فكيف يحظى الخاني بأعلى نسبة تصويت له في مصر ويتجاهله متابعو الدراما السورية؟!

إذا كان المشاهد المصري المتهم بتحيزه لفنانيه وأعمالهم الدرامية قد صوت لصالح مصطفى الخاني، فإننا بالمقابل نجد تقوقع المشاهد السوري، حيث أكد استبيان صحيفة 'الثورة' أن 84.36 ' منهم لم يتابعوا أي عمل غير سوري، وأن متابعي الدراما العربية لم يشكلوا في الدورة الرمضانية الأخيرة أكثر من 15.63 ' بينما كانت نسبتهم في العام المنصرم 29.23 ' وفي العام 2006 وصلت هذه النسبة إلى 3123 ' أي أن نسبة متابعي الدراما العربية في سورية قد انخفضت إلى النصف وهذا مؤشر خطير فنياً، خاصة وأن الفنانين السوريين يحاولون غزوا الدراما العربية من مصر إلى الخليج. فهل يكون الأمر انعكاس لحالة البروبوغندا الإعلامية التي يلعبها البعض. أم هي أعمق من ذلك، وربما تتعلق بالتوازنات السياسية في المنطقة؟!

ذات الشيء ينطبق على متابعة السوريين للدراما الرمضانية على الفضائيات العربية، فنلاحظ أنه و في زحمة الأقنية والفضائيات العربية قد انحصرت المتابعة السورية بنسبة 80.60 ' في القنوات السورية، فكانت الفضائية السورية بالمرتبة الأولى ثم قناة الدنيا 'الخاصة' في المرتبة الثانية وقناة 'الدراما سورية' الجديدة في المرتبة الرابعة لتتلوها فضائية 'الشام' السورية التي تبث من مصر ثم الأرضية السورية في المرتبة الأخيرة، وحدها قناة' mbc' السعودية انتزعت المرتبة الثالثة بنسبة 19.58 ' من المشاهدين السوريين، وذلك للعام الرابع على التوالي كونها القناة المنتجة لمسلسل 'باب الحارة' الذي يحظى بمتابعة عربية لا تقل أهمية عن أهمية متابعته المحلية.

القدس العربي في

13/10/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)