تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

قصص الأفغانيات المهزومات في «طفل كابول»

امستردام - محمد موسى

لم يحظ فيلم «قندهار» للمخرج الايراني محسن مخملباف باهتمام كبير عندما عرض للمرة الاولى في مهرجان «كان» السينمائي عام 2001. فقصة المهاجرة الافعانية التي تعيش في كندا، والتي تعود الى مدينة قندهار لانقاذ اختها التي كانت على وشك الانتحار، كانت تنتظر على ما يبدو، حدثاً مثل الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) والذي وقع بعد اشهر قليلة من عرض الفيلم، لتمنح القصة الشديدة القتامة، سمعة دولية، وليحصل الفيلم بعدها على فرص توزيع عالمية ممتازة، وليصنف على انه احدى الوثائق السينمائية النادرة والمهمة لفترة حكم طالبان في افغانستان (على رغم ان جزءاً قصيراً فقط من الفيلم صور سراً في افغانستان والباقي في ايران)، وقبل ان يتصدر البلد الأخبار العالمية، بعد تفجيرات نيويورك، وبدء الرحلة الطويلة للقبض على اسامة بن لادن والتي يبدو انها ما زالت بعيدة كثيراً من النهاية.

بعد سبع سنوات على فيلم «قندهار»، يأتي الفيلم الافغاني الجديد «طفل كابول»، هذه المرة من اخراج مخرج افغاني شاب، صور فيلمه بالكامل في العاصمة الافغانية كابول. واذا كان «قندهار»، يجنح الى السينما الشعرية الايرانية، ذات الملامح التي اصبحت خاصة، وقدم مشاهد، اصبحت قريبة على ان تكون من كلاسيكيات السينما الآسيوية، (مثل مشهد الطائرات وهي تُفرغ حمولتها من الاطراف الاصطناعية، والمبتورو الاطراف من الافغان يركضون للحصول عليها) يجتهد فيلم «طفل كابول» الذي يعرض الآن في الصالات السينمائية الهولندية، لتقديم حياة «حقيقية» ما من العاصمة الافغانية المنهكة، وبعيداً من «غشاوة» او «خيبة» عيني المهاجر، والتي هيمنت على فيلم «قندهار» وانسجمت وقتها مع القصة، عن المهاجرة العائدة، لكنها لم تذهب ابعد من الصورة التي نحملها عن افغانستان، والتي كرستها تقارير تلفزيونية لا عدّ لها عرضت عن ذلك البلد.

طفل في تاكسي

بعد قليل من التقديمات تقع الحادثة الفاصلة لفيلم «طفل كابول»، والتي ستهمين آثارها على الفيلم كله: شابة افغانية، مغطاة بالنقاب، تترك ابنها الذي لا يتعدى السنة الاولى من العمر في تاكسي، سائق التاكسي (والذي سنعرف الكثير عن حياته بعد ذلك)، يجد صعوبة في التخلص من الطفل، هو أب لخمس بنات، وزوجته عاجزة عن انجاب صبيان له، وهو ايضاً سعيد بأن الطالبان لم يعودوا يحكمون مدينته، لكنه يعتبر فعل الام بترك ابنها هكذا، من تركتهم التي يريد ان ينأى بنفسه عنها!

لكن سائق التاكسي هذا وكل الشخصيات الاخرى في الفيلم، ليس من الشخصيات السهلة، هو يحمل التناقض الاخلاقي الذكوري الشرقي الشائع، اذ يطلب مثلاً من النساء المنقبات واللواتي يركبن التاكسي الخاص به، بخلع النقاب، مع نهاية اسبابه، والتي كانت ترتبط في رأيه، بسلطة طالبان الدينية، لكنه هو نفسه يصرخ بزوجته ان ترتدي نقابها قبل ان تخرج الى الشارع. صاحب التاكسي وزوجته لا تبدو عليهما السعادة ايضاً، والامر لا يتعلق فقط برغبتهما في انجاب ذكر للعائلة، فالفيلم يكشف في منتصفه تقريباً، انهما ارغما على هذا الزواج، فالزوجة هي ارملة اخيه الذي قُتل في الحرب، ولا توجد اسباب كثيرة للسعادة، فالحرب والموت اللذان جمعاهما، ما زالا يهيمان على المدينة.

منذ المشاهد الاولى لفيلم «طفل كابول»، يبرز مسعى المخرج الافعاني برماك اكرم لإنجاز فيلم يراد له ان يكون وثيقة معاصرة، من دون التخلي عن الشروط الفنية للعمل الفني الجاد. فالفيلم صور في اكثر المناطق ازدحاماً في كابول، وهذا وحده ممكن ان يكون كابوساً لأي مخرج، فالمدينة ما زالت تخضع لحظر التجول اليومي، والمشاهد الليلية من الفيلم والتي يتم الحديث فيها عن حظر التجول في مدينة تخضع فعلاً لحظر التجول، بدت محيرة وصعبة المشاهدة.

والمخرج ايضاً لا ينجر الى تقديمات سهلة للرموز التي تمنحها القصة، فسائق التاكسي والذي يتحول في بعض مشاهد الفيلم، الى «وسيلة» لكشف مشاكل المدينة وناسها، من طريق القصص المتفرقة التي يصادفها في سيارته، يرتد احياناً اخرى كثيرة، الى منظومة اخلاقه الخاصة، منسجماً مع نسيج مجتمعه، باحثاً عن النجاة لنفسه، متخلياً عن مثالياته.

والطفل المتروك في التاكسي، والذي مثل «النقاء المفقود» في عدد من مشاهد الفيلم، مثل المشهد المؤثر له، ملقى على احد الارصفة، وأحد الكلاب الضالة يقترب منه، يظهر في مشاهد اخرى بعادية كثيرة، لا تميزه كثيراً عن مجموعات المعوقين والشحاذين الذين يقدمهم الفيلم، بمشاهد رائعة احياناً، مستعيناً بشخصيات حقيقية من سكان المدينة نفسها.

وكما يفعل فيلم «قندهار»، يبقي «طفل كابول»، الشخصية النسائية الاساسية من دون وجه، اذ إننا لا نرى ابداً وجه الام الشابة التي تركت ابنها «هكذا» في التاكسي، ولن نعرف ايضاً اسبابها، مثلما لم نر الاخت التي كانت في طريقها الى الانتحار في الفيلم الاول، هن نساء نشرات الاخبار العالمية، واللواتي نكاد ننسى وجودهن، او قصصهن، يمررن امام الشاشات، يغطيهن القماش الازرق، يتعثرن بخطواتهن احياناً، ويبدين في احيان اخرى وكأنهن خسرن معركتهن هناك وربما لفترة طويلة مقبلة.

الحياة اللندنية في

02/10/2009

 

موسيقى «الثلاثي جبران» تقتحم السينما العالمية

رام الله – بديعة زيدان 

تبدو حكاية «الثلاثي جبران»، سمير ووسام وعدنان، عازفي الأعواد الفلسطينيين، مرتبطة إلى درجة الالتصاق أحياناً بمرافقتهم للشاعر الكبير الراحل محمود درويش في 32 أمسية شعرية له حول العالم، على مدار أكثر من 13 عاماً، داعبت خلالها موسيقاهم أشعاره المتجددة، ورفعوا في بعضها أيديهم متشابكة بيديه عند تحية الجمهور... صفق لهم كثيراً، وانحنوا انبهاراً بأشعاره أكثر، وكانت بينهم روايات وذكريات لا تنسى، حتى إنهم وفي ذكرى أربعينه قدموا عملهم «في ظل الكلام»، الذي انطلق من رام الله إلى الكثير من العواصم العربية والأوروبية، وباتت اسطوانته «الهدية القومية» التي يقدمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قادة العالم وزعمائه.

إلا أن حكاية «الثلاثي جبران» وموسيقاهم مع السينما ليست حكاية هامشية، بل لها حضور بدأ يتنامى في السنوات الأخيرة، فهم ليسوا فقط «أبطال» الفيلم التسجيلي «ارتجال» للمخرج الفلسطيني رائد أنضوني، الذي يتحدث عن تجربتهم، وسبق له أن حصد الكثير من الجوائز العربية والعالمية، وعرض في أهم المهرجانات حول العالم، وفي أهم المحطات الفضائية العربية والأوروبية، بل إنهم ومنذ وضعهم موسيقى أحد أفلام المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، يواصلون رحلتهم الموسيقية مع السينما الفلسطينية والعالمية.

على الصعيد الفلسطيني، وضع «الثلاثي جبران»، ويقيمون في باريس، موسيقى الكثير من الأفلام ذات الشهرة العالمية، كان آخرها اختيار المخرجة الفلسطينية نجوى نجار موسيقى الثلاثي جبران لتكون الموسيقى الرئيسة في فيلمها الروائي الأول «المر والرمان»، والذي أثار الكثير من الجدل عند عرضه أخيراً في الأراضي الفلسطينية، كونه يتناول المعاناة النفسية والجسدية لزوجات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى صعيد عالمي، وضع الثلاثي جبران، موسيقى الفيلم الفرنسي «وداعاً جيري»، في حين كان لموسيقاهم المعلبة في اسطوانات حضور في الكثير من الأفلام وحتى المسلسلات الأوروبية والأميركية، من بينها مسلسل نروجي عرض قبل أشهر.

ومن أهم إنجازات «الثلاثي جبران»، في الأشهر الأخيرة، على صعيد السينما، قيامهم بوضع موسيقى فيلم «الرحلة الأخيرة» من بطولة الفرنسية ماريون كوتيار (الحاصلة على جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في العام 2008) وإخراج كريم دريدي الفرنسي من أصول تونسية... وهو واحد من أكبر الإنتاجات السينمائية الأوروبية لهذا العام.

وعن هذا الإنجاز العالمي، يقول سمير جبران: «رافقنا فريق التصوير في الصحراء المغربية في آذار (2009)، وقمنا بإعداد موسيقى الفيلم في الأشهر الثلاثة التالية... خصوصية هذا الفيلم تكمن في الإنتاج الضخم المرافق له، وانحياز القائمين عليه إلى الموسيقى الشرقية، على عكس العادة الدارجة التي تتمحور حول اختيار موسيقى أوركسترالية لترافق المشاهد الطويلة لفيلم كهذا».

ويضيف جبران: «قمنا بإعداد كامل الموسيقى للفيلم، المقرر افتتاح عروضه في تشرين الثاني (نوفمبر) في دور السينما الفرنسية، والمتوقع أن يحضره أربعة ملايين متفرج في الأسابيع الثلاثة الأولى لعرضه»... تم اعتماد 56 دقيقة من موسيقى الثلاثي جبران لفيلم مدته تقترب من التسعين دقيقة، وهذا إنجاز بحد ذاته... «أعتقد أنه إنجاز مهم ليس لنا كموسيقيين فلسطينيين بل كموسيقيين عرب... الموسيقى تعكس هوية الثلاثي جبران، وقامت أوركسترا فرنسية محترفة بمشاركتنا في العزف في مقاطع عدة».

ويكشف جبران أن ثمانية سيناريوات لأفلام عربية وعالمية قدمت للثلاثي جبران في الأشهر الأخيرة، ليقوموا بإعداد الموسيقى الخاصة بها... ويقول: «لا نزال ندقق في الاختيارات، وننتظر ردود الفعل على موسيقى فيلم «الرحلة الأخيرة» عند بدء عروضه، خصوصاً أن السينما عالم كبير ومبهر، ونخشى أن يؤثر انشغالنا في إعداد الموسيقى لأفلام عالمية في عروضنا الموسيقية على خشبة المسرح... العروض الموسيقية هي الأساس بالنسبة إلينا».

ويتحدث جبران، عن نيته وشقيقيه العمل بجد لتقديم عرض لموسيقى الفيلم في رام الله، مع مطلع العام 2010، برفقة العازفين الفرنسيين في الأوركسترا المرافقة لهم بفيلم «الرحلة الأخيرة»، خصوصاً أن ثمة سباقاً بين الشركتين العالميتين «يونيفيرسال»، و «هارمونيا موندي»، على توزيع اسطوانة موسيقى الفيلم، وأسطوانة الـ «ميكنغ أوف» (مراحل تأليف الموسيقى وتسجيلها)، معرباً عن أمله بتحقيق الفيلم الكثير من الجوائز العالمية... ويقول: «لا تهمنا الجوائز، بقدر ما يهمنا تمكننا من اقتحام السينما الأوروبية والعالمية بموسيقانا الفلسطينية العربية الشرقية».

الحياة اللندنية في

02/10/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)